logo
كيف فشلت خديعة نتنياهو للإسرائيليين؟

كيف فشلت خديعة نتنياهو للإسرائيليين؟

إيطاليا تلغراف٠٦-٠٣-٢٠٢٥

إيطاليا تلغراف
روبين أندرسون
كاتبة أميركية، وأستاذة بجامعة فوردهام
عندما حمل مقاتلو حماس التوابيت التي تحتوي على رفات عائلة بيباس- الذين أُخذوا كرهائن في إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول- أظهرت اللقطات المصورة المراسم، وهم يعبرون مدرج المطار ويضعون التوابيت على منصات خشبية لاستقبالها من قبل موظفي الصليب الأحمر.
وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية الحدث بأنه 'غير محترم'. واعتبرت نيويورك تايمز أنه 'حفل تسليم مشوّه'، بينما وصفته CBS بأنه 'مشهد مروع' نظمت حماس عرضه.
في المقابل، عندما نشرت إسرائيل صورًا للفلسطينيين المفرج عنهم وهم يُجبرون على ارتداء قمصان تحمل نجمة داود زرقاء كبيرة على الظهر بجانب شعار يقول: 'لن نغفر، لن ننسى'، تجاهلت وسائل الإعلام هذه القصة والتهديدات التي تمثلها تلك القمصان.
ووفقًا لـ+AJ، قام الأسرى المحررون وعائلاتهم بإحراق القمصان فور الإفراج عنهم 'كعمل احتجاجي على سوء المعاملة والتعذيب المنهجي الذي يواجهه الفلسطينيون تحت الأسر الإسرائيلي'.
عند إلقاء نظرة فاحصة على اللقطات الفعلية لكيفية تنفيذ حماس مراسم دفن عائلة بيباس، يتضح أنها كانت رسمية ومهيبة. ويظهر الفلسطينيون وهم ينظرون بصمت، بينما يجري الحدث.
وفي بودكاست انتفاضة إلكترونية، أوضح جون إلمر (في الدقيقة 57:17) من خلال شريحة عرض التوابيت السوداء مغطاة بستار قبل أن يحملها المقاتلون بترتيب محترم إلى مركبة الصليب الأحمر الدولي. وأشار إلى أن الإسرائيليين تمكنوا من تحريف الحدث؛ لأنهم افترضوا أن الجمهور الأميركي لن يكون على دراية بطبيعة المراسم الفعلية. وبالفعل، اقتصرت التغطية الإعلامية الأميركية على لقطات قصيرة مختارة تُظهر الحدث من زوايا بعيدة جدًا.
كان الطفلان أريئيل وكيفير بيباس من بين الرهائن الإسرائيليين الذين قُتلوا في غزة مع والدتهما خلال الأسابيع الأولى من العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ورغم أن إسرائيل تزعم، دون أدلة، أن حماس قتلتهم 'بأيديها العارية'، فمن المرجح جدًا أنهم لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي، كما حدث مع العديد من النساء والأطفال الذين قُتلوا في نفس المنطقة خلال تلك الفترة.
وفقًا لتقرير غرايزون، أعلنت حماس مقتل شيري وأريئيل وكيفير بيباس بعد استهدافهم في غارة جوية إسرائيلية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وفي 3 ديسمبر/ كانون الأول، ظهر ياردين بيباس في رسالة مصورة من الأسر، أكد فيها مقتل زوجته وأطفاله بغارة إسرائيلية، متوسلًا إلى حكومته للتفاوض من أجل إطلاق سراحه حتى يتمكن من دفنهم بشكل لائق.
أكد جون إلمر أن مقارنة جنازة عائلة بيباس يجب أن تكون مع ما يحدث يوميًا في غزة، حيث تُترك جثث الأطفال والنساء والرجال في العراء، أو تُدفن تحت أنقاض القصف الإسرائيلي، وهي جرائم حقيقية مروعة.
احتاجت إسرائيل إلى أكثر من مجرد تصريحات عن 'عدم الاحترام' و'المشاهد المروعة' لتجاوز الصدمة التي أحدثتها الصور المروعة لأجساد الفلسطينيين الذين أُطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية وهم يعانون من الجوع والتعذيب.
فقد عرضت ميدل إيست آي (25 فبراير/ شباط 2024) تقريرًا عن محمد أبو طويلة، الذي يحمل جسده آثار الحروق الكيميائية والضرب. وتم تجويع معظم المعتقلين الفلسطينيين، وأوضح أحدهم أنه اضطر إلى تحمل بتر ساقه أثناء وجوده في الأسر الإسرائيلي.
وبدت صور بعض الأسرى أشبه بصور الناجين من معسكرات الاعتقال النازية، فيما كان آخرون في حالة صحية سيئة لدرجة أنهم نُقلوا فورًا إلى المستشفى بعد الإفراج عنهم. لكن الإعلام الأميركي استخدم هذه المقارنة فقط عند الإشارة إلى الرهائن الإسرائيليين الذين فقدوا الوزن خلال احتجازهم في غزة؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المتعمد للمساعدات الغذائية.
وللتغلب على التأثير المدمر للصور التي توثق تعذيب الأسرى الفلسطينيين، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية فيديو دعائيًا يتضمن صورة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي لطفل أحمر الشعر- كون أطفال بيباس كانوا كذلك- مع تعليق صوتي يزعم أن حماس قتلت الأطفال، مضيفًا: 'من هذا اليوم فصاعدًا، سيتذكرنا كل طفل أحمر الشعر بأن حماس قتلتهم، وستفعلها مرة أخرى ما لم يتم القضاء عليها'.
كما أشارت الصحفية كايتلين جونستون، فإن الفرض العدواني لفكرة أن أطفال بيباس كانوا 'أصحاب شعر أحمر' هو جزء من حملة دعاية حرب مقززة تستهدف الغربيين البيض.
وساعد الطبيب الشرعي الإسرائيلي شين كوغيل- الذي سبق له الترويج للدعاية الكاذبة حول 'الأطفال مقطوعي الرؤوس' في 7 أكتوبر/ تشرين الأول والتي تبنتها وسائل الإعلام الأميركية- في تسويق هذه الرواية الجديدة.
في إسرائيل والعالم الغربي، تم الترويج بشكل مكثف لحقيقة أن هؤلاء الأطفال كانوا 'أصحاب شعر أحمر'. وأُضيئت معالم بارزة مثل مبنى إمباير ستيت في نيويورك، وبرج إيفل في باريس، وبوابة براندنبورغ في برلين باللون البرتقالي إحياءً لذكراهم، كما أُطلقت البالونات البرتقالية في إسرائيل والغرب تكريمًا لهم.
لكن عائلة بيباس أصبحت مشكلة كبيرة لمديري الدعاية الإسرائيلية عندما طالبوا الحكومة بوقف استغلال مقتل أفراد عائلتهم لأغراض سياسية، وطالبوا بوقف أي دعاية مرتبطة بوفاتهم.
منذ إطلاق سراحه في 2 فبراير/ شباط، لم يؤكد ياردين بيباس التعليقات التي أدلى بها أثناء أسره، بل أرسل خطابًا مفتوحًا إلى كبار المسؤولين الإسرائيليين يعبر فيه عن رفضه سردية الحكومة.
وتناقض رسالته علنًا تصريحات دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الذي زعم أن 'ياردين نظر في عينيّ وطلب أن يعرف العالم كله هول الطريقة التي قُتل بها أطفاله'.
كما أصدر بنيامين نتنياهو بيانًا مصورًا بالإنجليزية، وهو يحمل صورة مكبرة للأطفال ويشير إليها أثناء حديثه. وأوضحت كايتلين جونستون أن نتنياهو أراد أن يرى الغربيون أن هؤلاء الأطفال لم يكونوا من النوع الذي قيل لنا أن نكون غير مبالين بموتهم، كما حدث مع آلاف الأطفال الذين ذبحوا في غزة. كان يريد أن يوضح لنا أنهم 'بيض البشرة'.
وخلال كلمته أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 26 فبراير/ شباط، قال دانيال ليفي، المفاوض الإسرائيلي السابق للسلام: 'إن دقيقة صمت لكل من أطفال بيباس ستكون مناسبة، وكذلك دقيقة صمت لكل من الأطفال الفلسطينيين الـ 18.000 الذين قُتلوا في الدمار الإسرائيلي لغزة'. وأضاف أنه لو تم تنفيذ ذلك، لاستمرت تلك الدقائق لأكثر من 300 ساعة.
وفي الوقت الذي كانت إسرائيل وأنصارها يروجون بقوة لهذه الرواية، لم يكن من قبيل الصدفة أن تكون إسرائيل على وشك إنهاء وقف إطلاق النار واستئناف حصارها للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
وكما ذكرت موندويز، فقد تحولت وفاة عائلة بيباس إلى 'قطعة أخرى من الدعاية البشعة' التي تستخدمها إسرائيل مرة أخرى 'لتبرير الإبادة الجماعية في غزة'.
وفي يوليو/ تموز، حذرت دراسة نشرتها ذا لانسيت من أن عدد القتلى الفلسطينيين قد يصل إلى 186.000، لكن بالنسبة لإسرائيل، لم يكن ذلك كافيًا.
وعند هذه المرحلة، فإن أحدث تلفيقات إسرائيل لم تعد تخدع أحدًا، وأصبحت مجرد 'مسرح يائس' يعكس رفض الرأي العام أكثر مما يقنعه.
الأميركيون يريدون وقف إطلاق النار، ويدعمون حظر شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، ولأول مرة منذ سبع سنوات، يتعاطف عدد أكبر من الأميركيين مع الفلسطينيين أكثر من أي وقت مضى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عندما تثأر فاطمة عبد الكريم لشيرين أبو عاقلة
عندما تثأر فاطمة عبد الكريم لشيرين أبو عاقلة

الشروق

timeمنذ 4 أيام

  • الشروق

عندما تثأر فاطمة عبد الكريم لشيرين أبو عاقلة

يا لثارات شيرين . قاتل شيرين أبو عاقلة قتله الأبطال في جنين. وقد كشف ذلك أبطال الصحافة الحرة في منصة زيتيو، ومنهم الصحافية الفلسطينية فاطمة عبد الكريم… هذه ليست دراما متخيّلة. 'من قتل شيرين؟' (?Who Killed Shireen) تحقيق استقصائي في فيلم وثائقي أميركي من إنتاج منصّة زيتيو (Zeteo) التي ولدت من رحم حرب غزّة. قُتلت شيرين بسلاح أميركي، لكن الصحافة الأميركية أنصفتها. و'زيتيو' مؤسّسة إعلامية أميركية مستقلّة أطلقها الصحافي البريطاني – الأميركي مهدي حسن العام الماضي (2024)، بعد إقصائه، لمواقفه من حرب غزّة، من أبرز التلفزيونات الأميركية السائدة (MSNBC)، وتقدّم المنصة محتوى بديلاً للإعلام الأميركي السائد (mainstream media)، من خلال خط صحافي استقصائي جريء وغير خاضع للمزاجين الرسمي والعام، يُركز على المساءلة الإعلامية وكشف الحقائق التي تتجاهلها وسائل الإعلام التقليدية. قاد الفريق الاستقصائي الذي حقّق أشهراً عدة ديون نيسنباوم، وهو مراسل سابق في وول ستريت جورنال، ألّف كتاب 'A Street Divided: Stories from Jerusalem's Alley of God'، وشاركت فيه فاطمة عبد الكريم، وهي صحافية تساهم بانتظام في 'نيويورك تايمز'، وتشكّل نموذجاً فلسطينياً يُشبه شيرين، وهي حاصلة على درجة الماجستير في الفكر العربي المعاصر من جامعة بيرزيت، حيث درست الفلسفة والفكر والتاريخ في العالم العربي. قبل ذلك، حصلت على درجة البكالوريوس في اللغة الإنكليزية وآدابها من الجامعة نفسها. تتميّز فاطمة بخبرة تزيد عن 15 عاماً في الصحافة والإعلام، إذ عملت مع مؤسسات إعلامية دولية مرموقة عدة، منها صحف نيويورك تايمز وول ستريت جورنال وكريستيان ساينس مونيتر، ومجلة +972، وقد أسّست موقع لكشف القتلة، وهي ليست 'إنفلونسر' تستجدي المتابعة والإعجاب والشهرة، من خلال التباكي على الضحايا والاستعراض، وقد صُدمت عندما وجدت أنّ حسابها في منصة إكس عليه حظر. طبعاً هي مشغولة بما هو أهم من ذاتها، والبحث عن المشاهير لترويج الفيلم ومحتواه. و'نيويورك تايمز' هي الصحيفة الأولى التي حقّقت في مقتل شيرين، واتهمت في تحقيقها الجيش الإسرائيلي بمقتلها، ولم تصل إلى اسم الجندي ومصيره، وقد جاءت 'زيتو' لتكمل المهمّة. يكشف الفيلم عن معلومات جديدة تتعلّق باغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة التي استشهدت في مايو/ أيار 2022، في أثناء تغطيتها اقتحاماً إسرائيلياً في مخيّم جنين. وبحسب 'الوثائقي'، الجندي الإسرائيلي الذي أطلق النار على شيرين هو ألون سكاجيو (Alon Skagiu)، وقد قُتل لاحقاً في يونيو/ حزيران 2024 في أثناء عملية عسكرية إسرائيلية في جنين، حيث استُهدف بعبوة ناسفة زرعها مقاومون فلسطينيون. وقد تضمّن الفيلم مقابلات مع شخصيات بارزة، مثل عضو مجلس الشيوخ الأميركي كريس فان هولين، بالإضافة إلى مصادر جديدة لم تتحدث سابقاً عن القضية. كذلك يتناول الوثائقي محاولات من الحكومتين الإسرائيلية والأميركية لإخفاء معلومات تتعلّق بملابسات اغتيال شيرين أبو عاقلة، وعدم السماح بالوصول إلى القاتل. جنسية شيرين الأميركية، وليس فلسطينيتها، هي ما أثارت اهتماماً غير مسبوق من إدارة بايدن، ما أدى إلى توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل يُسجّل لمؤسس 'زيتيو'، مهدي حسن، الذي بدأ حياته المهنية في 'الجزيرة الإنكليزية'، أنه لم يخضع للإعلام السائد، ولا اللوبي الصهيوني، وخلال تغطية الحرب الإسرائيلية على غزّة أصبح أحد أبرز الأصوات الإعلامية المدافعة عن الفلسطينيين، ووجّه انتقادات شديدة للسياسات الإسرائيلية ولدور الإعلام الأميركي المنحاز، وأضاء على حصار غزّة ومعاناة المدنيين، ما جعله هدفاً لحملات تشويه من جماعات ضغط داعمة لإسرائيل. وقد برزت مداخلات حسن على MSNBC ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث دافع عن استخدام مصطلحاتٍ مثل 'الإبادة الجماعية' لوصف ما يجري في غزة، وهو خرّيج جامعة أكسفورد، وكان قدّم برنامج Head to Head على الجزيرة الإنكليزية، وانتقل ليقدّم برنامج The Mehdi Hasan Show على MSNBC وPeacock، وكتب عموداً في The Guardian وThe Intercept. يكشف الفيلم هوية الجندي المسؤول عن مقتل الصحافية الأميركية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وأن مسؤولين إسرائيليين ادّعوا في البداية عندما قُتلت شيرين عام 2022 أنها ربما أُصيبت بنيران مسلح فلسطيني. وبعد أشهر، غيّر الجيش الإسرائيلي روايته واعترف بأن الأرجح أنّها قُتلت برصاص جندي إسرائيلي، من دون أن يكشف عن هويته. وبعد ثلاث سنوات، جاء الفيلم ليكشف هوية مجرم الحرب النقيب ألون سكاجيو، وكان حينها قنّاصاً يبلغ من العمر 20 عاماً، ضمن وحدة كوماندوز نخبوية، مستنداً إلى شهادة جندي آخر من فرقته. وأكد مسؤولان في الجيش الإسرائيلي، طلبا عدم كشف هويتهما بسبب حساسية الموضوع، استنتاجات الفيلم الوثائقي لصحيفة نيويورك تايمز. وعند سؤال الصحيفة الجيش الإسرائيلي عن هوية الجندي، قال إنه 'لم يُتوصّل إلى تحديد نهائي لهوية الشخص المسؤول عن إطلاق النار'. كذلك نقل الجيش رسالةً من عائلة سكاجيو تطلب من الصحافيين عدم نشر اسم النقيب. للأسف، جنسية شيرين الأميركية، وليس فلسطينيتها، هي ما أثارت اهتماماً غير مسبوق من إدارة بايدن، ما أدى إلى توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ووفقاً لسيرة ذاتية نُشرت على موقع وزارة الدفاع الإسرائيلية، كان النقيب سكاجيو جندياً محترفاً تلقّى تدريباً كقنّاص نخبة، وخدم في الضفة الغربية ثمانية أشهر عام 2022. لاحقاً، خدم في غزة في حرب الإبادة الجارية، قبل أن يُنقل مجدّداً إلى الضفة الغربية. ووفقاً للسيرة، قُتل سكاجيو في جنين بالضفة الغربية في يونيو/ حزيران الماضي، بعد أن تعرض لعبوة ناسفة في جنين، وقد خلص فيلم منصة Zeteo الوثائقي إلى أن سكاجيو هو من أطلق النار على شيرين أبو عاقلة في المدينة نفسها قبل أكثر من عامين. وكانت شيرين ترتدي سترة واقية تحمل كلمة 'صحافة'، وسقطت برصاص القناص بينما كانت تسير مع مجموعة من الصحافيين الميدانيين المتشابهين في الزي نحو موكب صغير لسيارات جيب عسكرية إسرائيلية. لسنا وحدنا في مواجهة الظلم الصهيوني، ولسنا ضعافاً. ثمة أحرار معنا في كل العالم، مقابل التزييف والتشويه وكان تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز عام 2022 قد خلُص إلى أن الرصاصة التي قتلت شيرين أُطلقت من الموقع التقريبي للموكب العسكري الإسرائيلي، وعلى الأرجح من جندي في وحدة نخبوية. كما أظهر التحقيق أنه لم يكن هناك مسلحون فلسطينيون بالقرب منها وقت إطلاق النار، ما يُناقض الرواية الإسرائيلية التي قالت إن الجندي كان يردّ على مسلح فلسطيني. وباعتبارها مواطنة أميركية، دفعت قضية شيرين إدارة بايدن إلى الضغط على إسرائيل لإجراء تحقيق أكثر صرامة. لكن لاحقاً، وُجهت اتهامات للإدارة الأميركية بأنها خفّفت من تحميل إسرائيل المسؤولية، وهو ما نفته وزارة الخارجية، التي قالت إن الجنود الإسرائيليين ربما قتلوا الصحافية، لكنهم لم يستهدفوها عمداً. ونقل الفيلم الوثائقي عن مصدر مجهول إن المسؤولين الأميركيين كانوا قد استنتجوا خلال زيارتهم الميدانية أن شيرين استُهدفت عمداً، لكنهم غيّروا هذا الاستنتاج في النسخة النهائية من التقرير، لتجنّب إغضاب إسرائيل. وفي المقابل، قال مسؤول أميركي رفيع مطّلع على التقرير إن الاستنتاجات لم تتغيّر قط، ولم تتضمّن أي نسخة مسودة أن شيرين قُتلت عمداً. كما أوضح أن الفريق الأميركي الذي زار الموقع لم يتمكن من تحديد مجال رؤية الجندي أو نيته، لأنه لم يُقيّم الموقع من داخل مركبة عسكرية إسرائيلية. ولم يتمكّن تحقيق 'نيويورك تايمز' كذلك من تحديد مجال الرؤية الدقيق أو النية المسبقة لدى مطلق النار. ورفض مكتب المنسّق الأمني الأميركي، وهو الجهة التابعة لوزارة الخارجية التي تولّت التحقيق، التعليق على الموضوع. قصارى القول: لسنا وحدنا في مواجهة الظلم الصهيوني، ولسنا ضعافاً. ثمّة أحرار معنا في كل العالم، مقابل التزييف والتشويه، ثمّة صحافيون مقاتلون وصلوا إلى القتلة وصفّوا الحساب معهم. ولكن ثمّة عشرات من الصحافيين الفلسطينيين غير الأميركيين قتلوا في غزّة ولم يُعرف قاتلهم بعد، والحساب لا يزال مفتوحاً.

'فضحوا أنفسهم'.. كيف اغتال الصهاينة أبو عبيدة 'الهارب إلى تركيا'؟
'فضحوا أنفسهم'.. كيف اغتال الصهاينة أبو عبيدة 'الهارب إلى تركيا'؟

الشروق

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • الشروق

'فضحوا أنفسهم'.. كيف اغتال الصهاينة أبو عبيدة 'الهارب إلى تركيا'؟

منذ فترة وذباب الصهاينة يروّج عبر منصات التواصل الاجتماعي لمزاعم فرار 'أبو عبيدة'، الناطق الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، إلى تركيا، ليخرج الإعلام العبري بخبر التحقيقات الجارية للتأكد من نجاح عملية اغتياله، على إثر قصف المستشفى الأوروبي. وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، إنّ 'المؤسسة الأمنية تتحقق حاليًا من احتمال نجاح عملية اغتيال أبوعبيدة، إلى جانب محمد شبانة، قائد لواء رفح في الكتائب، خلال هجوم جوي دقيق على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يوم الثلاثاء'. وأوضحت أن الغارة كانت تستهدف في الأساس محمد السنوار، شقيق القائد السابق لحركة حماس يحيى السنوار، وأحد أبرز القادة الميدانيين في الجناح العسكري للحركة، مضيفة أن 'عددًا آخرا من قيادات القسام قُتلوا بالضربة'. زلزال لحظة قصف المستشفى الأوروبي في خانيونس أمس بـ 40 قنبلة خارقة للتحصينات — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) May 14, 2025 وبحسب مزاعم الإعلام العبري تشير التقديرات الأولية إلى نجاح عملية اغتيال محمد السنوار، لكن لا توجد أي معلومات مؤكدة تثبت ذلك، وأيضا تعمل الجهات الاستخباراتية على فحص ما إذا كان أبو عبيدة ومحمد شبانة كانا برفقة السنوار داخل المجمع المحصن الذي تعرض للقصف. عاجل جدا| الإعلام العبري يتحدث عن مقتل ابو، عبيدة حيث كان مع قائد لواء رفح محمد شبانة، وكذلك محمد السنوار داخل النفق الذي تم قصفه. ده الإعلام العبري اللي بيقول مش انا — د.سلوي السوبي أستاذ قانون جنائي ومحام بالنقض (@Marwalgendi) May 14, 2025 ومع الترويج لمزاعم اغتيال أبو عبيدة في العملية التي استخدم فيها العدو الصهيوني نحو 40 قذيفة خارقة للتحصينات، استهدفت محيط المستشفى، قال متابعون للشأن الفلسطيني إن الاحتلال يناقض نفسه بنفسه ويكشف مع الوقت ألاعيبه وأكاذيبه. وفي وقت سابق من الآن نشرت بعض الحسابات عبر منصة إكس، منها حساب الصحفي الصهيوني إيدي كوهين تدوينات تتحدث عن هروب أبو عبيدة لتركيا وحياته الكريمة هناك، في الوقت الذي يعاني أهالي قطاع غزة الأمرين بسبب تعنت حماس وفقا لوصفهم. وسخر نشطاء من مزاعم الاحتلال الإسرائيلي، سواء المتعلقة بالاغتيال أو الهروب، بعد تعليقه على عملية إطلاق النار التي وقعت، يوم الثلاثاء، قرب بلدة بروقين غرب سلفيت في الضفة الغربية. وقال 'أبو عبيدة': 'نبارك عملية إطلاق النار البطولية التي وقعت قرب بلدة بروقين، والتي نفذها أشاوس شعبنا في الضفة الغربية'، داعيا جماهير الشعب الفلسطيني إلى 'الانتفاض في وجه الاحتلال دفاعاً عن المسجد الأقصى، ومجابهةً للعدوان المتواصل على الضفة ومخيماتها، ونصرةً لأهلهم في غزة الصامدة'. ظنوا أن الملثم قد انتهى فخرج لهم بمباركة لعملية ثأر زلزلت كيان أركانهم🔥🔥🔥 دُمت رعبًا يطاردهم — Hassan Mohamed (@hassan_moh43156) May 14, 2025 وأشارت حسابات عبرية، إلى أن المشاركة التي نشرها الناطق باسم كتائب القسام، بعد التقارير التي تحدثت عن اغتياله في القصف على المستشفى الأوروبي، تظهر أن العملية فاشلة، وكذلك فيما يتعلق بالسنوار. وقالت صفحة دورن كادوش العبرية: 'على عكس العديد من التقارير، التقديرات تشير إلى أن أبو عبيدة، لم يكن في البنية التحتية تحت الأرض التي تعرضت للقصف في خان يونس، ولم يصب بأذى من الإستهداف'. يذكر أن الكثيرين دافعوا عن الملثم مع بداية إشاعة أخبار هروبه إلى تركيا، بالقول إنه لو كان مرتاحا فعلا لكان يخرج يوميا بخطابات مرئية، لكن وجوده في القطاع وبسبب كثافة القصف صار التسجيل شبه مستحيل. كما أفحموا الصهاينة والمتصهينين المهللين لإشاعة اغتياله، بنشر كلمة مزلزلة له، قال فيها: 'لو كانت الاغتيالات نصرًا لانتهت المقاومة منذ اغتيال عز الدين القسام قبل 90 عامًا، نحن نعمل بإرادة اللَّه وعلى عينه، يخلف القائد قادة والجندي عشرة والشهيد ألف مقاوم، وهذه الأرض تُنبت المقاومين كما تُنبت غصون الزيتون'. للعلم، هذه ليست المرة الأولى التي يروج فيها الاحتلال الإسرائيلي لمزاعم كهذه، ففي أكتوبر 2024 ضجت شبكات التواصل، بالحديث عن اغتيال أبو عبيدة، في عملية استهداف دقيقة، حيث نسبت عدة صفحات الخبر لشبكة إن بي سي الأمريكية، ليتبين لاحقا أنه زائفا. وتداولت عدة حسابات عربية وعبرية، مزاعم تصفية الرجل الذي رفع ضغط الاحتلال الإسرائيلي بخطاباته المدوية، مباشرة بعدما قال الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، محمد على الحسيني، أنه موجود في رفح. ودعا الحسيني عبر قناة العربية، 'أبو عبيدة' لمغادرة القطاع لإنقاذ نفسه، لأن الدور عليه، متبجحا بإعلان نهاية مشروع 'طوفان الأقصى' الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، ومدعيا أن شيعة لبنان يسبون ويلعنون الذين تسببوا في تهجيرهم. ونشر مغردون عشرات التدوينات التي تتحدث عن لحاق أبو عبيدة بالسنوار، الذي استشهد يوم 16 أكتوبر 2024، إثر تشابك ضاري مع العدو الصهيوني، حيث ادعت بعض الحسابات المحسوبة على العرب والمطبعة مع الكيان الغاصب أنه تمت تصفية هؤلاء القادة بعد انتهاء مهمتهم. وفي مارس 2025، قالت وسائل إعلام عبرية إن الغارات العنيفة التي أودت بحياة قياديين بارزين من الجهاد الإسلامي وحماس، استهدفت أيضا الملثم. ورفض نشطاء تصديق المزاعم بشأن 'أبو عبيدة'، لافتين إلى أن سياسية تشويه رموز المقاومة التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي لن تجدي نفعا. ومنذ سنوات وجيش الاحتلال يحاول بشتى الطرق الوصول إليه، بعدما عجز طوال الفترة الماضية عن تحديد هويته وملامح وجهه، إذ يظهر عبر الشاشات بزيه العسكري ولثامه الأحمر، متوعداً العدو، وكاشفاً عن عمليات المقاومة وإنجازاتها.

بالفيديو.. هكذا اغتال الاحتلال الصحفي حسن إصليح وحماس تندّد
بالفيديو.. هكذا اغتال الاحتلال الصحفي حسن إصليح وحماس تندّد

الشروق

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الشروق

بالفيديو.. هكذا اغتال الاحتلال الصحفي حسن إصليح وحماس تندّد

بطريقة أكثر من وحشية تضاف لسجل الاحتلال الإسرائيلي الذي يعج بالمجازر والجرائم، اغتالت طائرات الصهاينة، فجر الثلاثاء، الصحفي الفلسطيني حسن إصليح داخل غرفة علاجه بمجمع ناصر الطبي في خانيونس، جنوب قطاع غزة. وأكدت حركة حماس أن 'اغتيال الاحتلال الإسرائيلي الصحفي حسن إصليح أثناء تلقيه العلاج في مستشفى ناصر، جريمة حرب جديدة ومزدوجة تعكس السادية الصهيونية'. وقالت حماس في بيان لها: 'في جريمةٍ جديدةٍ تضاف إلى سجل الاحتلال الصهيوني الأسود، ارتكبت قوات العدو الصهيوني جريمة اغتيال جبانة بحق الصحفي الفلسطيني البطل حسن اصليح، باستهدافه المباشر أثناء تلقيه العلاج في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، من إصابةٍ سابقة كان قد تعرّض لها جرّاء قصف صهيوني استهدف خيمة الصحفيين في خانيونس'. ولفتت إلى أن 'هذه الجريمة هي جريمة مزدوجة تعكس السادية الصهيونية والإصرار الممنهج على تصفية الأصوات الحرة وكتم الحقيقة، دون أدنى اعتبار لأيّ قيمة إنسانية أو قانونية'. وأضافت أن 'هذه الجريمة المركّبة، التي تمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية والإنسانية، تعكس إفلاس الاحتلال أخلاقياً وإعلاميا وتعري زيف دعاواه أمام العالم، وتؤكد أنه كيان قائم على الإرهاب والتصفية الجسدية لكل من يفضح جرائمه، وفي مقدمتهم الصحفيون'. وبحسب ما أفادت مصادر محلية فقد استشهد الصحفي إصليح، وأصيب آخرون، جراء قصف بطائرة مسيرة استهدفت بشكل مباشر قسم الحروق، حيث كان يتلقى العلاج بعد إصابته قبل نحو شهر في غارة استهدفت خيمة كان يتواجد فيها عددا من الصحفيين. 🔴 على فراشه وخلال تلقيه العلاج.. توثيق لحظة اغتيال طائرات الاحتلال الزميل الصحفي حسن إصليح خلال تلقيه العلاج داخل مستشفى ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة — ساحات – عاجل 🇵🇸 (@Sa7atPlBreaking) May 13, 2025 وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 215 شهيدا منذ بداية الحرب، مشددا على أن اغتيال إصليح يندرج في إطار سياسة ممنهجة تستهدف الإعلاميين الفلسطينيين. وأكد المكتب الإعلامي إدانته الشديدة لهذه الجرائم، داعيا الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكافة المؤسسات الإعلامية حول العالم إلى استنكار هذه الانتهاكات المتواصلة، محملا الاحتلال والإدارة الأمريكية وكل الدول الداعمة له، مثل بريطانيا، ألمانيا، وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الوحشية. يذكر أن حسن إصليح، من أشجع الصحفيين الغزاويين، اختار أن يحمل كاميرته ويوثق مجازر جيش الاحتلال بحق أبناء القطاع منذ أزيد من عام ونصف، ما جعله هدفا بعيون المجرمين، حيث اغتيل في ثاني محاولة بعدما باءت الأولى بالفشل. أصيب في السابع من أفريل الماضي بجروح إثر استهداف مباشر نفذته قوات الاحتلال لخيمة الصحفيين في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث كان مع عدد من زملائه، وقد استشهد بعضهم في ذلك الهجوم، ونقل حسن حينها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وانتشر مقطع فيديو يوثق اللحظات الأولى لقصف قسم الحروق في مجمع ناصر الطبي، وتم تداول خبر اغتيال إصليح عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما أظهرت مقاطع أخرى بقايا الطائرة المسيّرة التي استهدفت الصحفي. بقايا طائرة مسيّرة استهدف بها الاحتلال الصحفي الــشــهــيــد حسن اصليح أثناء تلقيه العلاج في قسم الحروق بمجمع ناصر الطبي في خانيونس. — شبكة فلسطين للحوار (@paldf) May 13, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store