logo
محادثات عسكرية هندية باكستانية لتجنب حرب شاملة بين البلدين

محادثات عسكرية هندية باكستانية لتجنب حرب شاملة بين البلدين

BBC عربية١٢-٠٥-٢٠٢٥

تجري محادثات بين كبار المسؤولين العسكريين من الهند وباكستان في وقت لاحق الاثنين، لمناقشة التفاصيل الدقيقة لوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بين البلدين السبت.
تأتي المحادثات في ظل مؤشرات على صمود وقف إطلاق النار طوال الليل بين الجارتين النوويتين، بعد وساطة الولايات المتحدة لإنهاء أربعة أيام من القصف المكثف والضربات الجوية من كلا الجانبين.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، قائلاً: "حان الوقت لوقف العدوان الحالي الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى مقتل وتدمير الكثير".
وأوقفت الدولتان الأعمال العدائية المتبادلة بينهما، لكنهما تؤكدان دائماً استمرار اليقظة والجاهزية، وهناك تحذيرات متبادلة من عواقب انتهاك وقف إطلاق النار.
وكانت هذه التوترات هي الأحدث في سلسلة الصراع بين البلدين المتجاورين اللذين خاضا حربين بسبب إقليم كشمير، وهي منطقة تقع في جبال الهيمالايا تطالب كل منهما بالسيادة الكاملة عليها رغم أن كل منهما تدير جزءاً منها.
وكان هناك مخاوف من تحول الأعمال العدائية الأخيرة إلى حرب شاملة، مع إصرار كل منهما على المضي قدماً في الصراع وسط تهديدات بالتصعيد حتى أخر مدى.
وأعلنت كل دولة مقتل العشرات خلال أربعة أيام من القتال الأسبوع الماضي، بعد تبادل القصف العنيف على جانبي خط الحدود الفعلي الفاصل بينهما.
لكنّ كل طرف أعلن تحقيق الانتصار بعد وقف إطلاق النار.
وبدأ القصف من جانب الهند في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 7 مايو/آيار، وأعلنت نيودلهي قصف تسعة أهداف داخل باكستان والشطر الخاضع لإدارتها من كشمير، رداً على الهجوم المسلح الدامي في منتجع باهالغام، بالشطر الخاضع للإدارة الهندية من كشمير، والذي أودى بحياة 26 سائحاً غالبيتهم هنود، في 22 أبريل/نيسان.
واتهمت الهند جماعة مسلحة على الأراضي الباكستانية بالتورط في الهجوم، لكنّ إسلام آباد تنفي أي تورط لها.
وفي الأيام التي تلت الضربة الأولى، تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بالقصف عبر الحدود، وزعمتا إسقاط طائرات مسيرة وطائرات مقاتلة تابعة للطرفين في مجالهما الجوي.
مع تصاعد الصراع، أعلنت الدولتان أنهما ضربتا قواعد عسكرية للطرفين.
وأعلن مسؤولون هنود قصف 11 قاعدة جوية باكستانية، بما في ذلك قاعدة في روالبندي، بالقرب من العاصمة إسلام آباد.
كما زعمت الهند أنً باكستان خسرت ما بين 35 و40 جندياً على الحدود خلال الصراع، وأن سلاح الجو الباكستاني خسر بضع طائرات.
كما أقرت باكستان بسقوط بعض المقذوفات الهندية في قواعدها الجوية.
وقال الجيش الهندي في بيان في بداية الهجمات، إنّه ضرب تسعة مراكز تدريب لجماعات مسلحة في باكستان والشطر الخاضع لإدارة باكستان من كشمير، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 مسلح.
ومن جانبه زعم الجيش الباكستاني أنه استهدف حوالي 26 منشأة عسكرية في الهند، وأن طائراته المسيرة حلّقت فوق دلهي.
وأقرّت الهند أيضاً بسقوط بعض المقذوفات الباكستانية في قواعدها الجوية.
وزعمت باكستان أنها أسقطت خمس طائرات هندية، من بينها ثلاث طائرات رافال فرنسية، وهو ما لم تعترف به الهند رسمياً، مع أنها قالت إن "الخسائر جزء من القتال".
ونفت باكستان مزاعم احتجاز طيارة هندية بعد أن قفزت من طائرتها عقب تحطمها. كما قالت الهند إنّ "جميع طيارينا عادوا إلى ديارهم".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عملية "واسعة النطاق" للجيش السوداني في جنوب وغرب أم درمان، وإصابات الكوليرا تتفاقم بعد انقطاع الكهرباء
عملية "واسعة النطاق" للجيش السوداني في جنوب وغرب أم درمان، وإصابات الكوليرا تتفاقم بعد انقطاع الكهرباء

BBC عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • BBC عربية

عملية "واسعة النطاق" للجيش السوداني في جنوب وغرب أم درمان، وإصابات الكوليرا تتفاقم بعد انقطاع الكهرباء

هزّ دوي الانفجارات العاصمة السودانية الثلاثاء بعد ساعات من بدء الجيش عملية عسكرية "واسعة النطاق" تهدف إلى "طرد" قوات الدعم السريع من آخر معاقلها في جنوب وغرب أم درمان و"تطهير" كامل منطقة العاصمة. وتأتي هذه المعارك في وقت تشهد الحرب المستمرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، تصاعداً في وتيرتها لا سيما عبر استخدام أسلحة بعيدة المدى، ومهاجمة الدعم السريع لمناطق سيطرة الجيش بطائرات مسيّرة. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بسماع أصوات انفجارات في أم درمان، حيث لا تزال قوات الدعم السريع تتحصن في بعض الأنحاء منذ إعلان الجيش "تحرير" العاصمة في أواخر مارس/آذار. وقال نبيل عبدالله، المتحدث باسم الجيش السوداني، في بيان إن قوات الجيش مستمرة "في عملية واسعة النطاق ونقترب من تطهير كامل ولاية الخرطوم" باستهداف معاقل الدعم السريع "بجنوب وغرب أم درمان وتستمر في تطهير مناطق صالحة وما حولها". كان الجيش السوداني أعلن في مارس/آذار "تحرير" الخرطوم وسيطرته على مواقع حيوية وسط العاصمة بينها القصر الجمهوري. الا أن قوات الدعم السريع احتفظت بمواقع في جنوب وغرب أم درمان الواقعة على ضفة نهر النيل المقابلة للخرطوم. وفي أبريل/نيسان قصفت مسيرات الدعم السريع القصر الجمهوري ومواقع أخرى في العاصمة. وصعدت قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة من استهدافها لمواقع تابعة للجيش السوداني في شرق وغرب ووسط السودان، مخلفة عشرات القتلى. هجمات على بورتسودان كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها على مواقع الجيش ومناطق نفوذه، بعدما أعلن سيطرته على الخرطوم ومدن في شمال ووسط البلاد كانت تحت سيطرتها. وكانت أبرز أوجه هذا التصعيد استهداف مدينة بورتسودان (شرق) المطلة على البحر الأحمر والتي تتخذها الحكومة المرتبطة بالجيش مقراً مؤقتاً لها. واتهم سفير السودان لدى الأمم المتحدة، الإثنين، الإمارات العربية المتحدة بشن هجمات على بورتسودان في 4 مايو/أيار بطائرات حربية وطائرات مُسيّرة انطلقت من قاعدة إماراتية على البحر الأحمر. وأوضح السفير الحارث إدريس أن الهجوم الإماراتي المزعوم جاء بعد يوم واحد من غارة جوية شنتها القوات المسلحة السودانية على مدينة نيالا استهدفت طائرة حربية إماراتية وأسفرت عن مقتل 13 أجنبياً، بينهم "عناصر إماراتية". وبقيت بورتسودان الى حد كبير في منأى عن أعمال العنف منذ اندلاع الحرب عام 2023، وانتقلت إليها بعثات دولية ومنظمات اغاثية، ومئات الآلاف من النازحين من مناطق سودانية أخرى. وطالت هجمات الدعم السريع بالمسيّرات، مطار بورتسودان الدولي وميناءها، بالإضافة إلى مستودع الوقود ومحطة الكهرباء الرئيسيين فيها. وأعرب خبير الأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر الإثنين "عن قلقه العميق إزاء التصعيد الأخير في الغارات الجوية بطائرات مُسيّرة وتوسع الصراع إلى ولاية البحر الأحمر في شرق السودان... مما زاد من تفاقم أوضاع المدنيين". وحذر في بيان من أن "الهجمات المتكررة على البنى التحتية الحيوية تُعرِض حياة المدنيين للخطر وتُفاقم الأزمة الإنسانية، وتُقوِض الحقوق الأساسية للإنسان"، مشيراً إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع "وأثره على إمدادات الوقود مما يُعيق الوصول إلى الحقوق الأساسية مثل الحق في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية". وعلى رغم توتر الوضع في بورتسودان، عيّن البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة، الاثنين كامل إدريس رئيساً جديداً للحكومة السودانية خلفاً لدفع الله الحاج الذي كان القائم بأعمال رئيس الحكومة لثلاثة أسابيع فقط. ورحب الاتحاد الافريقي بتعيين رئيس حكومة "مدني"، معتبراً ذلك خطوة "نحو حكم شامل" يأمل بأن تسهم بـ"استعادة النظام الدستوري والحكم الديموقراطي". وقسمت الحرب التي اندلعت منتصف أبريل/نيسان 2023، السودان إلى مناطق نفوذ حيث يسيطر الجيش على شمال وشرق البلاد بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور في الغرب ومناطق في الجنوب. وتسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليوناً في ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث. أوضاع إنسانية وصحيّة متدهورة قال الدكتور محمد نديم من منظمة "أطباء بلا حدود" في السودان لبي بي سي إن مدينة أم درمان تعيش أوضاعاً إنسانية وصحية متدهورة، بعد انقطاع الكهرباء للمرة الرابعة خلال فترة قصيرة، نتيجة الاستهداف المتكرر للبنى التحتية الحيوية في المدينة، من ضمنها شبكة الكهرباء. وأوضح المسؤول أن انقطاع التيار الكهربائي "أثر بصورة مباشرة على إنتاج المياه النقية الصالحة للشرب وعلى عمل المستشفيات التي تدعمها المنظمة". وأضاف أن "الوضع أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية، حيث زادت حالات الإصابة بالكوليرا بسبب وصول المياه غير المعالجة إلى السكان"، محذرًا من أن "استهداف المناطق الحيوية له تأثير مباشر وخطير على حياة المدنيين". كما أشار إلى أن الانقطاع المستمر للكهرباء "منع وصول المرضى من المناطق البعيدة إلى المستشفيات، التي تواجه صعوبات شديدة في توفير المياه والأكسجين، في ظل غياب الطاقة الكهربائية". وتزامن انقطاع الكهرباء مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة تجاوز 44 درجة مئوية، ما زاد من حدة الأزمة، بحسب ما أفاد به سكان من أم درمان. وقالت إحدى السيدات لبي بي سي: "لا توجد مياه صالحة للشرب الآن. هناك من يبيع مياهاً غير نظيفة، ومن النادر أن نجد مياهاً باردة، خاصة مع هذا الحر الشديد". بينما أضاف آخر: "نواجه أزمة مزدوجة في الوقود والمياه... أم درمان تعاني معاناة شديدة". وأكد أحد السكان أن "قطاعات كثيرة من العمل توقفت لأنها تعتمد بشكل أساسي على الوقود، حتى العربات توقفت عن الحركة"، فيما أشار آخر إلى أن "كل شيء يعتمد على الكهرباء، خصوصاً في ما يتعلق بتوليد المياه. نحن الآن نبحث عن مولد مياه نستخدمه لتزويد الجيران والأحياء المجاورة بما نستطيع من مياه الشرب".

مقترح مصري جديد لوقف إطلاق النار، وعشرات القتلى بقصف إسرائيلي على غزة
مقترح مصري جديد لوقف إطلاق النار، وعشرات القتلى بقصف إسرائيلي على غزة

BBC عربية

timeمنذ 2 أيام

  • BBC عربية

مقترح مصري جديد لوقف إطلاق النار، وعشرات القتلى بقصف إسرائيلي على غزة

قدّمت القاهرة مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار في غزة، ضمن المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت بين حماس وإسرائيل في الدوحة يوم السبت. ويتضمن المقترح، وفق ما أكده مصدر مصري لبي بي سي، إطلاق سراح ما بين ثمانية وعشرة من الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، مقابل 200 سجين فلسطيني، إضافة إلى وقف إطلاق نار لمدة تتراوح من 45 إلى 60 يوماً، كما ستُستأنف عمليات إيصال المساعدات الأساسية إلى القطاع. وأضاف أن المقترح في انتظار رد إسرائيل، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إطلاق سراح ما بين 200 إلى 250 سجيناً فلسطينياً "لا يزال محل خلاف ورهن التفاوض". وبيّن المصدر أن حركة حماس ستقدم قائمة تفصيلية بأسماء الرهائن الإسرائيليين الأحياء والأموات حتى الآن، وأن إسرائيل "قد تعيد تمركز قواتها في قطاع غزة". وقال مسؤول فلسطيني مقرب من المحادثات إن "حماس مرنة بشأن عدد الرهائن الذين يمكنها إطلاق سراحهم، لكن المشكلة كانت دائماً تتعلق بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب". وفي اتصال مع رويترز، قال مسؤول من حماس: "موقف إسرائيل لم يتغير، فهم يريدون إطلاق سراح أسراهم، دون التزام بإنهاء الحرب". وتتواصل المفاوضات بمشاركة الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة، ونوقش خلالها أيضاً "اتفاق حزمة واحدة" في ورقة قدّمها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بحسب تصريحات مصدر مصري لبي بي سي. "تم محو عائلات بأكملها من سجل الأحوال المدنية" وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة يوم الأحد، إن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 100 فلسطيني في أنحاء قطاع غزة خلال الليل. وقال الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، لرويترز عبر الهاتف: "لدينا ما لا يقل عن 100 شهيد منذ الليلة الماضية. تم محو عائلات بأكملها من سجل الأحوال المدنية بسبب القصف الإسرائيلي". وقال مسعفون إن الغارة الأخيرة أودت بحياة نساء وأطفال، وأسفرت عن إصابة عشرات الأشخاص الآخرين واشتعال النيران في عدة خيام. وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الغارات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية قتلت مئات الفلسطينيين على الرغم من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة. ومن بين العشرات الذين قُتلوا في وقت سابق من يوم الأحد، ثلاثة صحفيين وعائلاتهم. وقال مسؤولون طبيون إن عائلة أخرى في شمال غزة فقدت ما لا يقل عن 20 من أفرادها. وقال مسعفون إن زكريا السنوار، شقيق زعيم حماس السابق يحيى السنوار الذي قتلته إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وثلاثة من أطفاله قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على خيمتهم وسط قطاع غزة، وفق رويترز. وفي بيان، اعتبرت حماس "استهداف خيام النازحين، وإحراقها بمن فيها من مدنيين أبرياء هو جريمة وحشية جديدة". وأضافت حماس "تتحمّل الإدارة الأمريكية بمنحها حكومة الاحتلال الإرهابي غطاء سياسياً وعسكرياً مسؤولية مباشرة عن هذا التصعيد الجنوني واستهداف المدنيين" في القطاع. وبعد هدنة استمرت شهرين، استأنفت إسرائيل في 18 مارس/ آذار عملياتها العسكرية في غزة واستولت على مساحات كبيرة من القطاع. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على الغارات الأخيرة، لكنه قال في بيان سابق إنه يشن غارات مكثفة على مناطق في غزة في إطار خطته لتحقيق أهدافه الحربية. وشدد على أنه يهدف خصوصاً إلى "الافراج عن الرهائن والحاق الهزيمة بحماس"، في إشارة إلى الرهائن المحتجزين منذ هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

القادة العرب يطالبون من بغداد بإنهاء الحرب في غزة، ويرحبون برفع العقوبات عن سوريا
القادة العرب يطالبون من بغداد بإنهاء الحرب في غزة، ويرحبون برفع العقوبات عن سوريا

BBC عربية

timeمنذ 3 أيام

  • BBC عربية

القادة العرب يطالبون من بغداد بإنهاء الحرب في غزة، ويرحبون برفع العقوبات عن سوريا

اختُتمت في بغداد أعمال القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية، التي بحثت التحديات المستمرة في المنطقة وفي مقدمتها الوضع في غزة. وحضر القمة، إلى جانب القادة والمسؤولين العرب، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز. وجاءت هذه القمة بعد اجتماع طارئ عُقد في القاهرة في مارس/آذار الماضي تبنى خلاله القادة العرب خطة لإعادة إعمار غزة، تتضمن عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، وتمثل طرحاً بديلاً لمقترح قدّمه ترامب يقضي بتهجير السكان ووضع القطاع تحت سيطرة واشنطن. وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مؤتمر صحفي قبل أيام من عقد القمة، إن قمة بغداد "ستدعم" قرارات قمة القاهرة. وجاءت قمة بغداد كذلك في ظلّ تواصل الغارات الإسرائيلية على غزة حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية، وبعد جولة خليجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أكّد رغبته في "امتلاك" القطاع. وتزينت شوارع العاصمة العراقية بغداد، التي تستضيف القمة للمرة الأولى منذ عام 2012، بأعلام الدول العربية الـ 22. فيما بدت الحياة في شوارع بغداد طبيعية، إذ وجهت الحكومة العراقية بأن تكون شوارع العاصمة خالية من أي مظاهر مسلحة، باستثناء مركبات شرطة المرور والشرطة المحلية، في خطوة تهدف إلى طمأنة الوفود العربية والزوار وإظهار قدر من الاستقرار الأمني والسياسي. ويُعد هذا المشهد مختلفاً عن القمة العربية السابقة التي استضافتها بغداد عام 2012، حيث فُرض حينها حظر شامل للتجوال وشُددت الإجراءات الأمنية إلى أقصى درجاتها. وانطلقت، إلى جانب القمة العربية الـ 34، أعمال القمة العربية التنموية الخامسة، حيث سلّم لبنان الذي ترأس القمة التنموية السابقة، رئاسة الدورة الحالية إلى العراق. "لا للتهجير" وأكد البيان الختامي للقمة العربية الرابعة والثلاثين على مركزية "القضية الفلسطينية" بكونها "قضية الأمة" وعصب استقرار المنطقة، كما دعا لوقف الحرب في غزة، وحثّ المجتمع الدولي على الضغط من أجل وقف ما وصفها بـ "إراقة الدماء" وضمان إدخال المساعدات. ودعا البيان لتقديم الدعم المالي والسياسي من أجل إعادة الإعمار في قطاع غزة، مشدداً على "الرفض القاطع" لأي شكل من أشكال التهجير والنزوح للشعب الفلسطيني. وطالب البيان بنشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية إلى حين "تنفيذ حل الدولتين". وأكد بيان القمة على "احترام" خيارات الشعب السوري، والحرص على أمن واستقرار سوريا، ورفض جميع التدخلات في شؤونها، مديناً ما وصفها بـ "الاعتداءات الإسرائيلية" على أراضيها. كما رحّب البيان برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، مشيداً بجهود السعودية في هذا الصدد. وتضمن البيان تأكيداً على دعم لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، مطالباً إسرائيل بـ "الانسحاب الفوري وغير المشروط" من الأراضي اللبنانية. وعبّر البيان عن "تضامن" الدول العربية مع اليمن في حفاظها على سيادتها ووحدتها ودعم الجهود لتحقيق الاستقرار والأمن ولإنهاء حالة الحرب والانقسام. وأكد على أهمية إيجاد حل سياسي لإيقاف الصراع في السودان بالشكل الذي "يحفظ سيادته ووحدة أراضيه، وسلامة شعبه". "إنقاذ غزة" وخلال كلمات القادة العرب وضيوف القمة، أكد الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، رفض بلاده تهجير الفلسطينيين، مشدداً على أهمية تسوية الخلافات في المنطقة بالوسائل السلمية، ورفض ما وصفها بـ "سياسة الإملاءات والتدخلات الخارجية واستخدام القوة". فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شيّاع السوداني، عن إطلاق مبادرة "صندوق التضامن العربي" لإعمار غزة ولبنان بإشراف الجامعة العربية، مؤكداً إسهام بلاده بمبلغ 20 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، و20 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان. ودعا السوداني إلى "عمل عربي جاد" ومسؤول لـ "إنقاذ غزة" وإعادة تفعيل عمل منظمة الأمم المتحدة "الأونروا". بدوره، وصف أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الحرب في غزة بأنها "حرب إبادة يباشرها متطرفو اليمين الإسرائيلي لفرض السيطرة على فلسطين كاملة وطرد سكانها خارجها"، مؤكداً أن "قضية الشعب الفلسطيني" وحقه بدولة مستقلة قضية رئيسية للجامعة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال كلمته، إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في غزة، مؤكداً رفضه لـ " تهجير سكان غزة وأي تهجير قسري خارج قطاع غزة أيضاً". وقال غوتيريش إنه لا شيء يبرر "الهجمات الإرهابية التي قامت بها حماس"، ولا مبرر لـ "العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني"، مضيفاً أن حل الدولتين وحده الذي يستطيع تحقيق سلام مستدام. وخلال كلمته، طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، بإنهاء ما وصفها بـ "الكارثة الإنسانية في قطاع غزة" فوراً، مشدداً على أن أرقام الضحايا في حرب غزة "مهولة وغير مقبولة وتنتهك المبادئ الأساسية للقانون الدولي". وأشار الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض "لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية تهدف إلى طمسه وإبادته وإنهاء وجوده في قطاع غزة"، مطالباً الرئيس الأمريكي ببذل الجهود والضغط لوقف إطلاق النار في القطاع. وطالب الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، بتبني خطة عربية لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق السلام، داعياً إلى إطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي بمدة زمنية محددة لتنفيذ حل الدولتين وتشييد الدولة الفلسطينية. وأبدى عبّاس استعداده لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل كما جرى سابقاً، فور "توفر الظروف الملائمة". فيما وصف رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسّان، "ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه" على أنه "عنوان المرحلة". وقال رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، إن لبنان "فتح صفحة جديدة في تاريخه"، ملتزماً بالإصلاح في مختلف المجالات وفرض سيادة الدولة على كامل أراضيه وحصر السلاح بيده. وأشار سلام إلى أن لبنان لا يزال يعاني من "استمرار احتلال إسرائيلي لمواقع في أراضيه ومن خروقات إسرائيلية يومية لسيادته". ودعا نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، إبراهيم جابر، القمة العربية للمساهمة في إعادة إعمار السودان، متهماً قوات الدعم السريع، باستخدام "أسلحة متطورة ومرتزقة أجانب وتلقي دعم إقليمي". بدوره، طالب رئيس مجلس القيادة اليمني، القمة العربية بتصنيف جماعة أنصار الله الحوثية "منظمة إرهابية أجنبية"، متهماً إياها بتشكيل "تهديد دائم للسلم والأمن الدوليين". فيما أكدت السعودية على ضرورة أمن الممرات البحرية وسلامتها وحرية الملاحة فيها. غياب الشرع ولم يحضر رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، اجتماع القمة العربية، بعد أن قوبلت دعوته إلى القمة بانتقادات شديدة من سياسيين عراقيين بارزين "موالين لإيران" على مدى أسابيع، إذ ترأس وزير خارجيته أسعد الشيباني وفد البلاد. وقال الشيباني خلال كلمته، إن الإدارة الانتقالية في سوريا تضع "اللمسات الأخيرة" لانطلاق العمل لأجل "برلمان وطني"، وتشكيل لجنة دستورية تكتب دستوراً دائماً. وأكد الشيباني رفض بلاده أن تكون "في محور ضد محور آخر"، وأن تكون "ساحة لصراعات الآخرين"، مشيراً إلى أن سوريا تشهد "دعماً لتشكيلات انفصالية في البلاد". وفي هذا السياق، أعلن المغرب إعادة فتح سفارته في دمشق المغلقة منذ 2012. ورحّب أمين جامعة الدول العربية، برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مشيراً إلى أن ذلك سيسهم بخلق وضع اقتصادي جديد يعزز من قدرة الشعب السوري على مواجهة المستقبل بثقة. فيما شدد الأمين العام للأمم المتحدة، على ضرورة أن يكون للحكومة اللبنانية كامل السيطرة على أراضيها، كما أكد أن السيادة والاستقلال في سوريا أمور ضرورية ومهمة. وطالب الرئيس المصري بدوره بترسيخ مرحلة انتقالية شاملة في سوريا "بدون إقصاء أو تهميش"، على حدّ وصفه. وأبدى رئيس الوزراء اللبناني، استعداد بلاده للتعاون مع سوريا لإعادة اللاجئين السوريين الذين استضافهم لبنان منذ عام 2011 إلى بلداتهم التي "أصبحت آمنة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store