logo
تضامن باهت لمهرجان «كان» السينمـائى مع ضحـايا غـزة

تضامن باهت لمهرجان «كان» السينمـائى مع ضحـايا غـزة

بوابة ماسبيرومنذ 11 ساعات

جاء تضامن مهرجان كان مع غزة على استحياء، ولولا وفاة المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة لما ذكرت غزة وإن كان هذا الذكر لا يرقى لمستوى الحدث،
رغم تعدد العروض التى تتضامن مع أحداثها إلا أن القائمين على المهرجان يبدو وكأنهم انفصلوا عن الواقع تماما، إلا من خلال الكلمة التى ألقتها رئيس لجنة التحكيم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش.
خلال افتتاح الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائى فى 13 مايو 2025، وجهت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم، تحية للمصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التى استشهدت فى قصف إسرائيلى على غزة فى 16 أبريل 2025، بعد يوم واحد فقط من إعلان اختيار الفيلم الوثائقى «ضع روحك على يدك وامش»، الذى يتمحور حولها، للمشاركة فى المهرجان ضمن قسم «أسيد».
قالت بينوش فى كلمتها: «كان ينبغى أن تكون فاطمة معنا الليلة، الفن يبقى فهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا».
جاءت هذه التحية فى سياق أوسع من التضامن مع غزة، حيث وقع أكثر من 350 شخصية من عالم السينما، بينهم ريتشارد جير وسوزان ساراندون، رسالة مفتوحة تدين الإبادة الجماعية المتواصلة فى غزة، مطالبين بعدم الصمت فى وجه المجازر.
تُظهر هذه اللفتة من جولييت بينوش التزام المهرجان والفنانين المشاركين فيه بتسليط الضوء على القضايا الإنسانية، واستخدام الفن كوسيلة للتعبير عن التضامن والشهادة على المعاناة ولكنها غير كافية.
أثارت كلمة جولييت بينوش التى كرّمت فيها المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، تباينًا فى آراء السينمائيين والنقاد، فبينما اعتبرها البعض لفتة إنسانية مؤثرة، رأى آخرون أنها لم تكن كافية للتعبير عن حجم المأساة التى تعانيها غزة.
لاقت ترحيبًا من بعض الحاضرين الذين رأوا فيها تعبيرًا عن التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين الذين يواجهون مخاطر جسيمة فى عملهم.
مع ذلك، واجهت الكلمة انتقادات من بعض النقاد الذين اعتبروها مقتضبة وغير كافية إلا أن المهرجان تعرض لانتقادات بسبب رد فعله «المتأخر والضعيف» على مقتل فاطمة حسونة، مما أثار تساؤلات حول مدى التزامه بقيم الحرية والمساواة.
تُظهر ردود الفعل المتباينة على كلمة جولييت بينوش أن التضامن الرمزى، رغم أهميته، قد لا يكون كافيًا فى مواجهة مآس بحجم ما يحدث فى غزة، ويبدو أن هناك توقعات متزايدة من الشخصيات العامة لاتخاذ مواقف أكثر حزمًا ووضوحًا فى مثل هذه القضايا الإنسانية.
علما بأن الممثلة الفرنسية جولييت بينوش معروفة بمواقفها السياسية التقدمية ونشاطها الإنسانى والاجتماعى، حيث استخدمت شهرتها للدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية، والبيئة.
حتى أن لها انتقادات للسياسات الأمريكية، ففى نفس المهرجان، انتقدت بينوش اقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، معتبرةً أن هذا الإجراء يهدف إلى حماية صورته الشخصية وليس المصالح الأمريكية الحقيقية.
دعمت أيضا الحركات الاجتماعية فى فرنسا عام 2023 حيث وقعت بينوش مع أكثر من 300 شخصية فنية على رسالة مفتوحة تعارض إصلاح نظام التقاعد الفرنسى، الذى أعتُبر غير عادل ويؤثر سلبًا على الفئات الضعيفة، وخاصة النساء.
وكانت من المساندين لحركة «السترات الصفراء» حين أعلنت بينوش عن دعمها لحركة «السترات الصفراء» فى فرنسا عام 2019، وشاركت فى بيان ثقافى بعنوان «نحن لسنا مغفلين»، الذى أيد مطالب الحركة الاجتماعية.
وكذلك شاركت بينوش فى مظاهرات نظمتها منظمة «مراسلون بلا حدود» عام 2006 لدعم الصحفية الأمريكية جيل كارول وصحفيين عراقيين اختُطفوا فى بغداد.
ولكن الأشهر فى نشاطها السياسى والاجتماعى هو مساندتها لقضية مهسا أمينى فى إيران وقامت بنشر فيديو وهى تقص شعرها تضامنا مع القضية عام 2022، قصّت بينوش جزءًا من شعرها فى فيديو تضامنى مع النساء الإيرانيات المحتجات على وفاة مهسا أمينى، فى إطار حملة Hair.For.Freedom.
ومن المعروف عن بينوش دعوتها لحرية التعبير فى السينما فهى من أشد الفنانات تمسكا بأن الفن لا يخضع لأى قيود لا عصبية ولا جنسية وكانت من المناصرين للمخرج الإيرانى جعفر بناهى منذ عام ٢٠١٠والعام الماضى عندما اعتقل المخرج محمد رسول أوف فى إيران، ففى مهرجان كان 2010، طالبت بينوش بالإفراج عن المخرج الإيرانى جعفر بناهى، الذى كان محتجزًا فى سجن إيفين بطهران دون توجيه تهم، استخدمت بينوش منصتها فى المهرجان للضغط من أجل إطلاق سراحه، مما ساهم فى الإفراج عنه بكفالة لاحقًا ولبينوش نشاطات بيئية حيث تدعو لبيئة صحية بعيدة عن التلوث وغيرها.
تُظهر هذه المواقف التزام بينوش العميق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، واستخدامها لمنصتها الفنية للتأثير الإيجابى فى المجتمع، ولكنها مع حسونة اكتفت ببضع كلمات عن أبدية السينما وكأن حسونة ماتت إثر حادث عارض وليس اغتيال من احتلال يمارس تطهيرا عرقيا فى فلسطين.
الفيلم الوثائقى «ضع روحك على يدك وامشِ» للمخرجة سبيده فارسى، الذى يوثق حياة فاطمة حسونة، عُرض ضمن فعاليات المهرجان فى اليوم الثالث، وقد وصفته صحيفة «هوليوود ريبورتر» بأنه «صورة حميمة لامرأة موهوبة تعيش فى الجحيم»، معتبرةً أنه «شهادة خام وغير مفلترة على مأساة لا تزال مستمرة».
ومن الأفلام التى تتناول القضية الفلسطينية بالإضافة إلى فيلم «ضع روحك على يدك وامش» فيلم «كان يا ما كان فى غزة» للمخرجين طرزان وعرب ناصر ضمن قسم «نظرة ما»، تدور أحداث الفيلم فى قطاع غزة عام 2007، حيث يتورط شابان فى تجارة المخدرات تحت غطاء توصيل الفلافل، مما يسلط الضوء على الفساد الأمنى فى القطاع، حظى الفيلم بأربعة عروض خلال المهرجان، مما يعكس الاهتمام العالمى بالسينما الفلسطينية.
شهد المهرجان مشاركة ثلاثة أفلام عربية فى مسابقة «نظرة ما»، من بينها «سماء بلا أرض» للمخرجة التونسية أريج السحيرى، و»عائشة لا تستطيع الطيران» للمخرج المصرى مراد مصطفى، كما شهد المهرجان أنشطة مكثفة للعديد من صنّاع السينما العرب فى عددٍ من الفعاليات الموازية.
جاءت فعاليات مهرجان كان السينمائى 2025 لتؤكد أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هى منصة قوية لنقل معاناة الشعوب وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية والقضايا السياسية أيضا حتى وإن لم يعترف مديرو المهرجان بذلك.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تضامن باهت لمهرجان «كان» السينمـائى مع ضحـايا غـزة
تضامن باهت لمهرجان «كان» السينمـائى مع ضحـايا غـزة

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 11 ساعات

  • بوابة ماسبيرو

تضامن باهت لمهرجان «كان» السينمـائى مع ضحـايا غـزة

جاء تضامن مهرجان كان مع غزة على استحياء، ولولا وفاة المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة لما ذكرت غزة وإن كان هذا الذكر لا يرقى لمستوى الحدث، رغم تعدد العروض التى تتضامن مع أحداثها إلا أن القائمين على المهرجان يبدو وكأنهم انفصلوا عن الواقع تماما، إلا من خلال الكلمة التى ألقتها رئيس لجنة التحكيم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش. خلال افتتاح الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائى فى 13 مايو 2025، وجهت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم، تحية للمصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التى استشهدت فى قصف إسرائيلى على غزة فى 16 أبريل 2025، بعد يوم واحد فقط من إعلان اختيار الفيلم الوثائقى «ضع روحك على يدك وامش»، الذى يتمحور حولها، للمشاركة فى المهرجان ضمن قسم «أسيد». قالت بينوش فى كلمتها: «كان ينبغى أن تكون فاطمة معنا الليلة، الفن يبقى فهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا». جاءت هذه التحية فى سياق أوسع من التضامن مع غزة، حيث وقع أكثر من 350 شخصية من عالم السينما، بينهم ريتشارد جير وسوزان ساراندون، رسالة مفتوحة تدين الإبادة الجماعية المتواصلة فى غزة، مطالبين بعدم الصمت فى وجه المجازر. تُظهر هذه اللفتة من جولييت بينوش التزام المهرجان والفنانين المشاركين فيه بتسليط الضوء على القضايا الإنسانية، واستخدام الفن كوسيلة للتعبير عن التضامن والشهادة على المعاناة ولكنها غير كافية. أثارت كلمة جولييت بينوش التى كرّمت فيها المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، تباينًا فى آراء السينمائيين والنقاد، فبينما اعتبرها البعض لفتة إنسانية مؤثرة، رأى آخرون أنها لم تكن كافية للتعبير عن حجم المأساة التى تعانيها غزة. لاقت ترحيبًا من بعض الحاضرين الذين رأوا فيها تعبيرًا عن التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين الذين يواجهون مخاطر جسيمة فى عملهم. مع ذلك، واجهت الكلمة انتقادات من بعض النقاد الذين اعتبروها مقتضبة وغير كافية إلا أن المهرجان تعرض لانتقادات بسبب رد فعله «المتأخر والضعيف» على مقتل فاطمة حسونة، مما أثار تساؤلات حول مدى التزامه بقيم الحرية والمساواة. تُظهر ردود الفعل المتباينة على كلمة جولييت بينوش أن التضامن الرمزى، رغم أهميته، قد لا يكون كافيًا فى مواجهة مآس بحجم ما يحدث فى غزة، ويبدو أن هناك توقعات متزايدة من الشخصيات العامة لاتخاذ مواقف أكثر حزمًا ووضوحًا فى مثل هذه القضايا الإنسانية. علما بأن الممثلة الفرنسية جولييت بينوش معروفة بمواقفها السياسية التقدمية ونشاطها الإنسانى والاجتماعى، حيث استخدمت شهرتها للدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية، والبيئة. حتى أن لها انتقادات للسياسات الأمريكية، ففى نفس المهرجان، انتقدت بينوش اقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، معتبرةً أن هذا الإجراء يهدف إلى حماية صورته الشخصية وليس المصالح الأمريكية الحقيقية. دعمت أيضا الحركات الاجتماعية فى فرنسا عام 2023 حيث وقعت بينوش مع أكثر من 300 شخصية فنية على رسالة مفتوحة تعارض إصلاح نظام التقاعد الفرنسى، الذى أعتُبر غير عادل ويؤثر سلبًا على الفئات الضعيفة، وخاصة النساء. وكانت من المساندين لحركة «السترات الصفراء» حين أعلنت بينوش عن دعمها لحركة «السترات الصفراء» فى فرنسا عام 2019، وشاركت فى بيان ثقافى بعنوان «نحن لسنا مغفلين»، الذى أيد مطالب الحركة الاجتماعية. وكذلك شاركت بينوش فى مظاهرات نظمتها منظمة «مراسلون بلا حدود» عام 2006 لدعم الصحفية الأمريكية جيل كارول وصحفيين عراقيين اختُطفوا فى بغداد. ولكن الأشهر فى نشاطها السياسى والاجتماعى هو مساندتها لقضية مهسا أمينى فى إيران وقامت بنشر فيديو وهى تقص شعرها تضامنا مع القضية عام 2022، قصّت بينوش جزءًا من شعرها فى فيديو تضامنى مع النساء الإيرانيات المحتجات على وفاة مهسا أمينى، فى إطار حملة ومن المعروف عن بينوش دعوتها لحرية التعبير فى السينما فهى من أشد الفنانات تمسكا بأن الفن لا يخضع لأى قيود لا عصبية ولا جنسية وكانت من المناصرين للمخرج الإيرانى جعفر بناهى منذ عام ٢٠١٠والعام الماضى عندما اعتقل المخرج محمد رسول أوف فى إيران، ففى مهرجان كان 2010، طالبت بينوش بالإفراج عن المخرج الإيرانى جعفر بناهى، الذى كان محتجزًا فى سجن إيفين بطهران دون توجيه تهم، استخدمت بينوش منصتها فى المهرجان للضغط من أجل إطلاق سراحه، مما ساهم فى الإفراج عنه بكفالة لاحقًا ولبينوش نشاطات بيئية حيث تدعو لبيئة صحية بعيدة عن التلوث وغيرها. تُظهر هذه المواقف التزام بينوش العميق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، واستخدامها لمنصتها الفنية للتأثير الإيجابى فى المجتمع، ولكنها مع حسونة اكتفت ببضع كلمات عن أبدية السينما وكأن حسونة ماتت إثر حادث عارض وليس اغتيال من احتلال يمارس تطهيرا عرقيا فى فلسطين. الفيلم الوثائقى «ضع روحك على يدك وامشِ» للمخرجة سبيده فارسى، الذى يوثق حياة فاطمة حسونة، عُرض ضمن فعاليات المهرجان فى اليوم الثالث، وقد وصفته صحيفة «هوليوود ريبورتر» بأنه «صورة حميمة لامرأة موهوبة تعيش فى الجحيم»، معتبرةً أنه «شهادة خام وغير مفلترة على مأساة لا تزال مستمرة». ومن الأفلام التى تتناول القضية الفلسطينية بالإضافة إلى فيلم «ضع روحك على يدك وامش» فيلم «كان يا ما كان فى غزة» للمخرجين طرزان وعرب ناصر ضمن قسم «نظرة ما»، تدور أحداث الفيلم فى قطاع غزة عام 2007، حيث يتورط شابان فى تجارة المخدرات تحت غطاء توصيل الفلافل، مما يسلط الضوء على الفساد الأمنى فى القطاع، حظى الفيلم بأربعة عروض خلال المهرجان، مما يعكس الاهتمام العالمى بالسينما الفلسطينية. شهد المهرجان مشاركة ثلاثة أفلام عربية فى مسابقة «نظرة ما»، من بينها «سماء بلا أرض» للمخرجة التونسية أريج السحيرى، و»عائشة لا تستطيع الطيران» للمخرج المصرى مراد مصطفى، كما شهد المهرجان أنشطة مكثفة للعديد من صنّاع السينما العرب فى عددٍ من الفعاليات الموازية. جاءت فعاليات مهرجان كان السينمائى 2025 لتؤكد أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هى منصة قوية لنقل معاناة الشعوب وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية والقضايا السياسية أيضا حتى وإن لم يعترف مديرو المهرجان بذلك.

بعد الانتقادات التي تعرضت لها.. رئيسة مهرجان كان تنضم لرسالة دعم غزة
بعد الانتقادات التي تعرضت لها.. رئيسة مهرجان كان تنضم لرسالة دعم غزة

الوفد

timeمنذ 7 أيام

  • الوفد

بعد الانتقادات التي تعرضت لها.. رئيسة مهرجان كان تنضم لرسالة دعم غزة

عادت السياسة لتطغى من جديد على فاعليات اليوم الثالث من مهرجان كان السينمائي الدولي حيث استكملت رسالة دعم غزة المفتوحة، والتي نُشرت في اليوم الأول من المهرجان، في إدانة الصمت المطبق لصناعة السينما العالمية إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة. وعادت الرسالة التي حملت توقيع عدد من أبرز الأسماء في هوليوود وأوروبا، عادت للواجهة مجددًا بعدما انضم إليها مؤخرًا نجوم من الصف الأول، من بينهم خواكين فينيكس، وجولييت بينوش، وريز أحمد، وجيم جارموش، ومايكل مور، وغييرمو ديل تورو، الذي يُرتقب عرض فيلمه الجديد "فرانكشتاين" في وقت لاحق من العام. وسلطت الرسالة سلطت الضوء على مقتل المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة، بطلة الفيلم الوثائقي "ضع روحك على يدك وامشِ"، الذي أُدرج ضمن قسم "أسيد" في المهرجان، لكنها قُتلت قبل أيام من انطلاق الحدث، بعد إعلان اختيار الفيلم رسميًا، وأعاد هذا الحدث طرح سؤال ثقيل: هل يمكن للفن أن يظل محايدًا حين يُذبح من يصنعونه؟ سينما تقاطع السياسة... ولا تخجل إلى جانب الرسالة السياسية، أُثير الجدل أيضًا حول منع الممثل ثيو نافارو-موسي من الحضور بسبب مزاعم اعتداء جنسي، رغم عرض فيلمه "القضية 137" في المهرجان. مراجعات النقاد وصفت الفيلم بأنه "واقعي وجاد، لكن ثقيل"، وأثار عرضه تساؤلات أخلاقية عن الحدود بين العمل الفني وسلوك أصحابه. "أمروم": دراما في ظل النازية من جهة أخرى، جذب فيلم "أمروم" للمخرج الألماني التركي فاتح أكين اهتمام النقاد، إذ تناول قصة طفل في ألمانيا النازية يسعى للحصول على حب والدته المؤيدة لهتلر. قدم أكين فيلمًا مؤلمًا بسلاسة، جعل منه دراما إنسانية على خلفية أيديولوجيا قاتلة، ووصف النقاد الفيلم بأنه "فيلم يهز المشاعر بقوة هادئة"، ويبتعد عن الخطابة المباشرة، ليطرح تساؤلات أخلاقية حول الولاء والحب والبراءة في زمن الحرب. ما بين الفن والموقف... كان يواصل طرح الأسئلة اليوم الثالث من مهرجان كان لم يحمل البريق الصاخب لتوم كروز، لكنه كشف عن وجه آخر للمهرجان، حيث تتحول الشاشة إلى منصة سياسية، والكاميرا إلى شاهد على الألم الإنساني. في كل زاوية، بين العروض والسجادة الحمراء، ظل سؤال كبير يتردد: هل لا تزال السينما تملك القدرة على الصراخ في وجه الصمت؟

انطلاق مهرجان كان السينمائي وسط مخاوف من تعريفات ترامب الجمركية على الأفلام
انطلاق مهرجان كان السينمائي وسط مخاوف من تعريفات ترامب الجمركية على الأفلام

مصرس

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • مصرس

انطلاق مهرجان كان السينمائي وسط مخاوف من تعريفات ترامب الجمركية على الأفلام

انطلقت مساء الثلاثاء الماضي، فعاليات النسخة ال78 من مهرجان كان السينمائي الدولي (13- 24 مايو الجاري)، وسط ترقب عروض لأهم أفلام الموسم السينمائي لعام 2025، وفي ظل ترقب سينمائي عالمي بسبب أزمة التعريفات الجمركية على الأفلام الأجنبية الواردة لأمريكا، التي تشغل بال صناع السينما حول العالم. أصوات سينمائية صاعدة من جانبه، علق المدير الفني تيري فريمو على اختيارات المسابقة الرسمية هذا العام، التي تضم أسماءً مخضرمة تعود إلى الكروازيت بمشاريع جديدة، إلى جانب أصواتٍ سينمائية صاعدة يرى الناقد الفرنسي المخضرم أنها ستكون إضافة لصناعة السينما.وخلال المؤتمر الصحفي الذي أقامه الإثنين الماضي، أبدى المدير الفني لمهرجان كان السينمائي تيري فريمو استياءه من فكرة أن المهرجان يختار دائمًا المخرجين أنفسهم للمشاركة في المسابقة الرسمية، قائلاً: "هذا ليس صحيحًا على الإطلاق". جاء ذلك ردًا على سؤال حول مشاركة الأخوين داردين في المنافسة للمرة التاسعة بفيلمهما "The Young Mother's Home".وعن سبب اختيار بعض صُنّاع الأفلام بشكل متكرر، قال فريمو إن مهرجان كان لديه دائمًا هذا التقليد المتمثل في البقاء مخلصًا، والذي يعود تاريخه إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي مع صناع أفلام مثل إنغمار بيرجمان، مشيرًا إلى أن أعمال الأخوين داردين تُعدّ سينما اجتماعية متماسكة ذات أسلوب مميز، مضيفًا: "إذا كنا نرى أهمية هذا النوع من السينما، فعلينا مواصلة دعمه".وأشار فريمو إلى أن إحصائيات هذه النسخة تشير إلى العكس تمامًا، مستشهدًا بأسماء صُنّاع أفلام جدد يشاركون في المسابقة، من بينهم آري أستر مع "Eddington"، وكارلا سيمون مع "Romeria"، وتشي هاياكاوا مع "Renoir". مضيفًا أن بعضهم يحضر للمرة الثانية، مثل جوليا دوكورناو "Alpha"، ويواكيم ترير الذي يشارك للمرة الثالثة بفيلم "Sentimental Value"، لكن معظم المشاركين يحضرون للمرة الأولى.وأكمل فريمو، مستشهدًا بأربع رئيسات للجان التحكيم هذا العام، من بينهن رئيسة لجنة المسابقة الرسمية جولييت بينوش: "يتعيّن علينا أن نكون حذرين للغاية بشأن المساواة بين الجنسين". مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يترأس فيها نساء لجان التحكيم في أعوام متتالية، منذ أوليفيا دي هافيلاند وصوفيا لورين عامي 1965 و1966، مختتمًا.أما في بداية المؤتمر الصحفي للجنة تحكيم المهرجان، الذي استمر لمدة 25 دقيقة، سُئلت النجمة الفرنسية جولييت بينوش عما إذا كانت إدانة ديبارديو تشكل خطوة أخرى في حركة "MeToo" التي استمرت خلال السنوات السبع الماضية، وكيف تم تمثيل ذلك في كان. وردت الممثلة جولييت بينوش إن الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو "لم يعد مقدسا".وقالت بينوش: "بالنسبة لي، ما هو مقدس هو عندما يحدث شيء ما، عندما تُبدع، عندما تُمثل، عندما تكون على خشبة المسرح. مضيفة: "نحن لا ندرك المقدس؛ والآن لم يعد مقدسًا. هذا يعني أنه يجب علينا أن نفكر مليًا في السلطة التي يمتلكها بعض الأشخاص الذين يستولون عليها؛ وقد تكون السلطة في مكان آخر".وتابعت بينوش: "في الواقع، يواكب المهرجان هذا التوجه في الحياة الاجتماعية والسياسية. لقد شهد العالم تغيرات كبيرة. أحيانًا يتبع هذا التوجه، وأحيانًا يتصدره - الأمر يعتمد على المنطقة. أعتقد أن مهرجان كان يواكب الحاضر بشكل متزايد".لم يُعلّق مدير مهرجان كان على التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأمريكية على الأفلام العالمية، كما اقترح دونالد ترامب الأسبوع الماضي. لكنه جدّد شغفه بالسينما الأمريكية، قائلًا: "من المبكر جدًا اتخاذ القرار. لا نريد أن تفقد السينما الأمريكية قوتها. هذا العام، السينما الأمريكية قوية ومبدعة، هذا هو المهم".وأضاف فريمو أن فكرة معاقبة السينما الأمريكية من قبل دول أجنبية تستحق النقاش، لكن ما لاحظه بعد جائحة كورونا، خصوصًا في عامي 2021 و2022، هو أن عدد الأفلام الأمريكية انخفض، بينما ازدادت حظوظ الإنتاجات الأجنبية في النجاح. مشيرًا إلى أن "السينما تجد دائمًا طريقة للوجود وإعادة اختراع نفسها".وأعرب فريمو عن رغبته في الحديث مع ترامب مباشرة، قائلًا: "لو استطعت، لأخبرته أن الأفلام الأجنبية تُغذّي الخيال والثقافة الأمريكية"، ثم أضاف: "لكنني لا أعتقد أنه مهتمٌ بذلك حقًا". واختتم حديثه مؤكدًا أن مهرجان كان «لن يسمح لأحدٍ بمنع السينما من أن تكون قوية ومبدعة".وردت بينوش على هذه الأزمة: "لستُ متأكدة من قدرتي على الإجابة على هذا السؤال، فهو يتطلب تحليلًا للصناعة والسينما في العالم". وأضافت: "أتفهم أن الرئيس ترامب يحاول حماية... كان يحاول حماية بلاده، ولكن بالنسبة لنا، لدينا مجتمع سينمائي قوي جدًا في قارتنا، في أوروبا. لذا لا أعرف حقًا ماذا أقول في هذا الشأن. أعتقد أننا نرى أنه يُكافح، ويحاول بطرق مختلفة إنقاذ أمريكا وإنقاذ نفسه".قال نجم مسلسل "Succession"، جيريمي سترونغ، الذي رُشِّح أيضًا لجائزة الأوسكار عن تجسيده دور روي كوهن، المحامي الشرس ومرشد ترامب، في فيلم علي عباسي "The Apprentice" الذي عُرض لأول مرة في كان العام الماضي: "أرى روي كوهن أساسًا رائدًا للأخبار الكاذبة والحقائق البديلة، ونحن نعيش في أعقاب ما أعتقد أنه خلقه".وتابع: "أعتقد أنه في هذه الفترة التي تُهاجم فيها الحقيقة، حيث تُصبح الحقيقة أمرًا مُعرّضًا للخطر بشكل متزايد، فإن دور القصص والسينما والفن، وهنا تحديدًا في هذا المكان المُهيمن على السينما، يزداد أهميةً لأنه قادر على مُواجهة تلك القوى الكامنة، ويُمكنه نقل الحقائق، حقائق الفرد، وحقائق الإنسان، وحقائق المجتمع، وتأكيد إنسانيتنا المُشتركة والاحتفاء بها. لذا، أود أن أقول إن ما أفعله هنا هذا العام يُمثل، إلى حد ما، ثقلًا مُوازنًا لما فعله روي كوهن العام الماضي".وبخصوص أزمة الصحافة السينمائية، وقّع أكثر من 100 صحفي سينمائي دولي على بيان مفتوح يحث منظّمي المهرجانات والاستوديوهات وممثلي المواهب على تحسين الوصول إلى مقابلات النجوم، في ظلّ تنامي الإحباط من صعوبة التواصل خلال الأحداث السينمائية الكبرى.ويأتي هذا الاحتجاج بعد خطوة مماثلة في مهرجان فينيسيا السينمائي العام الماضي، داعيًا فريمو ونظراءه إلى دعم الصحافة السينمائية الجيدة علنًا، والضغط لتوفير فرص متكافئة للوصول إلى المواهب. وأكّد الموقعون أن غياب المقابلات الجادة يؤدي إلى تهميش التغطية النقدية لصالح محتوى ترويجي موجز، لافتين إلى أن العديد من الصحفيين المستقلين يعتمدون على بيع تلك المقابلات لتمويل مشاركاتهم.وفي مؤتمره الصحفي، أشاد فريمو بأهمية الصحفيين السينمائيين قائلاً: "إذا كان مهرجان كان السينمائي ناجحًا إلى هذا الحد، فذلك بفضلكم، أيها الصحفيون السينمائيون، الذين أسهمتم في إشعال حماس هذه الأفلام".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store