أحدث الأخبار مع #بينوش


البلاد البحرينية
منذ 2 أيام
- ترفيه
- البلاد البحرينية
غزة في صدارة مهرجان كان السينمائي الـ 78
في تحول كبير في مهرجان كان السينمائي، وبعد عام شهد تجاهلاً كبيرًا للمأساة المستمرة، عادت قضية غزة لتكون في صميم المهرجان في دورته الـ 78. هذا العام، شهدنا تحولًا ملحوظًا في مستوى التضامن، حيث أعرب ممثلون وصناع أفلام وشخصيات إعلامية عن دعمهم لفلسطين ودعواتهم لوقف العنف في غزة، سواء على المسرح أو على السجادة الحمراء. تجسد هذا التضامن في العديد من اللفتات البارزة؛ فقد ارتدى جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، قميصًا يحمل أسماء ما يقرب من 5000 طفل قُتلوا في غزة، وذلك خلال جلسة التصوير الخاصة بفيلم "The Six Billion Dollar Man"، وهو فيلم وثائقي عن حياته يُعرض لأول مرة في المهرجان. كما ارتدى الممثل جيد أوكيد، نجم فيلم "سراط"، شارة تضامن على شكل شريحة بطيخ في المؤتمر الصحفي للفيلم. وفي اليوم نفسه، ظهر مغني الراب والممثل الفرنسي سفيان زرماني مرتديًا الكوفية الفلسطينية في العرض الأول لفيلم "Sentimental Value". وعلى عكس العام الماضي، عندما كانت مظاهر التضامن الصامتة هي السائدة بعد أن فرض المهرجان قيودًا على الخطاب السياسي، شهد هذا العام شخصيات قيادية في المهرجان تعبر عن رأيها بوضوح أكبر. في حفل الافتتاح أشادت الممثلة الفرنسية ورئيسة لجنة التحكيم، جولييت بينوش، بالمصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، نجمة الفيلم الوثائقي "Put Your Soul on Your Hand and Walk" للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي. ورغم أن بينوش تجنبت ذكر إسرائيل بالاسم، إلا أن كلماتها حملت تأثيرًا عميقًا. صرحت بينوش قائلة: "في الليلة التي سبقت وفاتها، علمت أن الفيلم الذي ظهرت فيه قد اختير هنا في كان. كان ينبغي أن تكون فاطمة بيننا الليلة. الفن يبقى. إنه شهادة قوية على حياتنا، أحلامنا، ونحن المشاهدين، نحتضنها. فليساهم مهرجان كان، حيث يمكن لكل شيء أن يتغير، في ذلك." عشية المهرجان، وجه أكثر من 380 ممثلاً ومخرجًا وصانع أفلام اتهامًا صريحًا بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، وذلك في رسالة مفتوحة، ضمت قائمة الموقعين نجوم هوليوود مثل رالف فاينس، ريتشارد جير، وسوزان ساراندون، والمخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمودوبار، والفائز السابق بجائزة كان روبن أوستلوند. أضافت جولييت بينوش توقيعها بعد يومين، إلى جانب الممثلين بيدرو باسكال، خواكين فينيكس، ريز أحمد، والمخرج غييرمو ديل تورو. على عكس العام الماضي، الذي لم يشهد اختيار أي أفلام فلسطينية في المسابقة الرسمية، يتضمن قسم "نظرة ما" هذا العام فيلم "كان يا ما كان في غزة" للأخوين الفلسطينيين عرب وطرزان ناصر. وقد حظي الفيلم بإشادة نقدية واسعة. مع توجه الأنظار نحو هذا الحدث السنوي، الذي لا يزال المنصة الأبرز للسينما العالمية، فإن كل جزء من هذا التمثيل يحمل أهمية كبرى، وسيتردد صداه بالتأكيد في جميع أنحاء العالم. تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.

بوابة ماسبيرو
منذ 3 أيام
- ترفيه
- بوابة ماسبيرو
تضامن باهت لمهرجان «كان» السينمـائى مع ضحـايا غـزة
جاء تضامن مهرجان كان مع غزة على استحياء، ولولا وفاة المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة لما ذكرت غزة وإن كان هذا الذكر لا يرقى لمستوى الحدث، رغم تعدد العروض التى تتضامن مع أحداثها إلا أن القائمين على المهرجان يبدو وكأنهم انفصلوا عن الواقع تماما، إلا من خلال الكلمة التى ألقتها رئيس لجنة التحكيم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش. خلال افتتاح الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائى فى 13 مايو 2025، وجهت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم، تحية للمصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التى استشهدت فى قصف إسرائيلى على غزة فى 16 أبريل 2025، بعد يوم واحد فقط من إعلان اختيار الفيلم الوثائقى «ضع روحك على يدك وامش»، الذى يتمحور حولها، للمشاركة فى المهرجان ضمن قسم «أسيد». قالت بينوش فى كلمتها: «كان ينبغى أن تكون فاطمة معنا الليلة، الفن يبقى فهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا». جاءت هذه التحية فى سياق أوسع من التضامن مع غزة، حيث وقع أكثر من 350 شخصية من عالم السينما، بينهم ريتشارد جير وسوزان ساراندون، رسالة مفتوحة تدين الإبادة الجماعية المتواصلة فى غزة، مطالبين بعدم الصمت فى وجه المجازر. تُظهر هذه اللفتة من جولييت بينوش التزام المهرجان والفنانين المشاركين فيه بتسليط الضوء على القضايا الإنسانية، واستخدام الفن كوسيلة للتعبير عن التضامن والشهادة على المعاناة ولكنها غير كافية. أثارت كلمة جولييت بينوش التى كرّمت فيها المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، تباينًا فى آراء السينمائيين والنقاد، فبينما اعتبرها البعض لفتة إنسانية مؤثرة، رأى آخرون أنها لم تكن كافية للتعبير عن حجم المأساة التى تعانيها غزة. لاقت ترحيبًا من بعض الحاضرين الذين رأوا فيها تعبيرًا عن التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين الذين يواجهون مخاطر جسيمة فى عملهم. مع ذلك، واجهت الكلمة انتقادات من بعض النقاد الذين اعتبروها مقتضبة وغير كافية إلا أن المهرجان تعرض لانتقادات بسبب رد فعله «المتأخر والضعيف» على مقتل فاطمة حسونة، مما أثار تساؤلات حول مدى التزامه بقيم الحرية والمساواة. تُظهر ردود الفعل المتباينة على كلمة جولييت بينوش أن التضامن الرمزى، رغم أهميته، قد لا يكون كافيًا فى مواجهة مآس بحجم ما يحدث فى غزة، ويبدو أن هناك توقعات متزايدة من الشخصيات العامة لاتخاذ مواقف أكثر حزمًا ووضوحًا فى مثل هذه القضايا الإنسانية. علما بأن الممثلة الفرنسية جولييت بينوش معروفة بمواقفها السياسية التقدمية ونشاطها الإنسانى والاجتماعى، حيث استخدمت شهرتها للدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية، والبيئة. حتى أن لها انتقادات للسياسات الأمريكية، ففى نفس المهرجان، انتقدت بينوش اقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، معتبرةً أن هذا الإجراء يهدف إلى حماية صورته الشخصية وليس المصالح الأمريكية الحقيقية. دعمت أيضا الحركات الاجتماعية فى فرنسا عام 2023 حيث وقعت بينوش مع أكثر من 300 شخصية فنية على رسالة مفتوحة تعارض إصلاح نظام التقاعد الفرنسى، الذى أعتُبر غير عادل ويؤثر سلبًا على الفئات الضعيفة، وخاصة النساء. وكانت من المساندين لحركة «السترات الصفراء» حين أعلنت بينوش عن دعمها لحركة «السترات الصفراء» فى فرنسا عام 2019، وشاركت فى بيان ثقافى بعنوان «نحن لسنا مغفلين»، الذى أيد مطالب الحركة الاجتماعية. وكذلك شاركت بينوش فى مظاهرات نظمتها منظمة «مراسلون بلا حدود» عام 2006 لدعم الصحفية الأمريكية جيل كارول وصحفيين عراقيين اختُطفوا فى بغداد. ولكن الأشهر فى نشاطها السياسى والاجتماعى هو مساندتها لقضية مهسا أمينى فى إيران وقامت بنشر فيديو وهى تقص شعرها تضامنا مع القضية عام 2022، قصّت بينوش جزءًا من شعرها فى فيديو تضامنى مع النساء الإيرانيات المحتجات على وفاة مهسا أمينى، فى إطار حملة ومن المعروف عن بينوش دعوتها لحرية التعبير فى السينما فهى من أشد الفنانات تمسكا بأن الفن لا يخضع لأى قيود لا عصبية ولا جنسية وكانت من المناصرين للمخرج الإيرانى جعفر بناهى منذ عام ٢٠١٠والعام الماضى عندما اعتقل المخرج محمد رسول أوف فى إيران، ففى مهرجان كان 2010، طالبت بينوش بالإفراج عن المخرج الإيرانى جعفر بناهى، الذى كان محتجزًا فى سجن إيفين بطهران دون توجيه تهم، استخدمت بينوش منصتها فى المهرجان للضغط من أجل إطلاق سراحه، مما ساهم فى الإفراج عنه بكفالة لاحقًا ولبينوش نشاطات بيئية حيث تدعو لبيئة صحية بعيدة عن التلوث وغيرها. تُظهر هذه المواقف التزام بينوش العميق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، واستخدامها لمنصتها الفنية للتأثير الإيجابى فى المجتمع، ولكنها مع حسونة اكتفت ببضع كلمات عن أبدية السينما وكأن حسونة ماتت إثر حادث عارض وليس اغتيال من احتلال يمارس تطهيرا عرقيا فى فلسطين. الفيلم الوثائقى «ضع روحك على يدك وامشِ» للمخرجة سبيده فارسى، الذى يوثق حياة فاطمة حسونة، عُرض ضمن فعاليات المهرجان فى اليوم الثالث، وقد وصفته صحيفة «هوليوود ريبورتر» بأنه «صورة حميمة لامرأة موهوبة تعيش فى الجحيم»، معتبرةً أنه «شهادة خام وغير مفلترة على مأساة لا تزال مستمرة». ومن الأفلام التى تتناول القضية الفلسطينية بالإضافة إلى فيلم «ضع روحك على يدك وامش» فيلم «كان يا ما كان فى غزة» للمخرجين طرزان وعرب ناصر ضمن قسم «نظرة ما»، تدور أحداث الفيلم فى قطاع غزة عام 2007، حيث يتورط شابان فى تجارة المخدرات تحت غطاء توصيل الفلافل، مما يسلط الضوء على الفساد الأمنى فى القطاع، حظى الفيلم بأربعة عروض خلال المهرجان، مما يعكس الاهتمام العالمى بالسينما الفلسطينية. شهد المهرجان مشاركة ثلاثة أفلام عربية فى مسابقة «نظرة ما»، من بينها «سماء بلا أرض» للمخرجة التونسية أريج السحيرى، و»عائشة لا تستطيع الطيران» للمخرج المصرى مراد مصطفى، كما شهد المهرجان أنشطة مكثفة للعديد من صنّاع السينما العرب فى عددٍ من الفعاليات الموازية. جاءت فعاليات مهرجان كان السينمائى 2025 لتؤكد أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هى منصة قوية لنقل معاناة الشعوب وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية والقضايا السياسية أيضا حتى وإن لم يعترف مديرو المهرجان بذلك.


العربي الجديد
منذ 5 أيام
- ترفيه
- العربي الجديد
بين "غيوم سيلس ماريا" وظلّ غزّة
في مهرجان كان 2025، وقفت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش صوتاً يعترض على هندسة الصمت. نطقت باسم فاطمة حسّونة، المصوّرة الصحافية الفلسطينية التي قُتلت في غزّة بصاروخ إسرائيلي، قبل وقت قصير من احتمال حضورها المهرجان، بصفتها بطلةَ فيلم وثائقي؛ "ضع روحك على يدك وامش"، يحكي تجربتها تحت الحصار. لم يكن استدعاء الاسم فعلاً رمزياً يُضاف إلى سجلّ أخلاقي. كان انحرافاً محسوباً داخل ماكينة ناعمة الصقل، لا تتوقّف عن قول الشيء ونقيضه، طالما ظلّ قابلاً للعرض. بينوش لم تُدلِ بتصريح سياسي، زعزعت إيقاعاً مُبرمجاً على التغاضي. فاطمة، المولودة في 1999، لم تكن تنقل الحرب فقط. كانت تعيشها وتصوّرها كمن يتلمّس معنى البقاء في التفاصيل. الصورة عندها لم تكن وسيلةً، صيغةَ حياة. قُتلت مع عائلتها بعد ساعاتٍ من ترشيح فيلمها لمسابقة "أسيد - كان" الموازية لمهرجان كان الرسمي، وفي نفس المدينة البحرية. لا مفارقة هنا، تزامن وقائعي يعيد ترتيب السؤال: من يُسمح له بأن يكون حاضراً؟ ومن يُعاد تدويره في الاستعارة؟ ما فعلته بينوش لا يندرج تحت البطولة الكلاسيكية. لم تعارض. لم تصرخ. استثمرت لحظة الضوء لا لتُدلي برأي، أدخلت الكسر إلى العبارة. أشارت إلى فاطمة لا بوصفها قضيةً، احتمال مفقود للحضور. وهنا تكمن دقّة الفعل: إعادة توزيع المعنى من داخل البنية، لا من خارجها. وهذا لا يعني أن النظام تغيّر، أو أن "كان" خرج من صيغته. على العكس، ما زال المهرجان يدار بآليات تُنتِج العالم بوصفه سرداً قابلاً للاستهلاك. وما زالت فلسطين، حين تُذكر، تمرّ عبر مصفاة رمزية تُجرّدها من لحمها الحي. رغم ذلك، تسرّب الاسم. لا تفصيلاً إنسانياً، بل إشارة تشقّ الصمت، كما لو أن "غيوم سيلس ماريا" زحفت إلى قاعة العرض، لا ليصبح الاسم صوتاً فقط، بل ضوءاً ينكسر على فراغ لا يريد أحد أن يراه. وربّما، في جانب من جوانبه، لا يخلو المهرجان من رمزية رأسمالية تلمّع النظام العالمي وتحوّل المعاناة مادّةً بصريةً مصقولةً، ولو من غير قصد مباشر. في 1968، أوقف المخرج جان لوك غودار مهرجان كان احتجاجاً على تغاضيه عن انتفاضة الطلبة في باريس. لم يكن يعارض السينما، تمثيلها المفصول عن التحوّلات الحيّة. قال آنذاك: "أنتم تتحدّثون عن حركة الكاميرا، ونحن نتحدّث عن الدم في الشوارع". رأى في المهرجان واجهةً طبقيةً وثقافيةً مغلقةً، فاختار كسرها من الجذر. تنتمي بينوش إلى تقليد آخر: مقاومة ناعمة، متقشّفة، لا تخاطب النظام بصفته عدوّاً، باعتباره معماراً هشّاً يمكن خلخلته من الداخل. لم تحتج إلى خطاب. اسم فاطمة كافٍ. اسم في غير موضعه المألوف، يتحوّل من تعريف إلى خلخلة. الفعل هنا ليس تعويضاً رمزياً، تشويش على هندسة المعاني. الاسم لا يُستعاد ليُبكى أو يُزيَّن به الكلام، يُعري الفجوة بين ما يُعرض وما يُقمع. في لحظة محدّدة، داخل قاعة مُكيّفة بدقّة، ارتد الصوت على واجهة الحدث وأعاد تركيب المشهد. بينوش لم تُطالب. لم تتبنَّ خطاب الضحية. لم تضع نفسها في موقع تمثيلي نيابةً عن أحد. ما فعلته أقرب إلى الانسحاب الجزئي من نصٍّ محسوب، لصالح جملة غير منتظرة. وهذا، في سياق تُدار فيه التراجيديات موادَّ جانبيةً، فعلٌ يُربك الآلة أكثر من أي تصريح نضالي جاهز. ليست الأولى. اختارت أن تنطق باسم فاطمة في لحظة مثقلة بالإجهاد الرمزي، حيث أصبح الموقف نفسه جزءاً من إنتاج المعنى النظيف. فعلت ذلك لا لتصنع أثراً، تكشف شرخاً. وهذه ليست بطولة، وعي بموقع الصوت، ومسؤوليته حين يكون ممكناً. ما من ادّعاء هنا بتغيير شيء. في بنية بُنيت على حذف الفلسطيني أو تحويله استعارةً قابلةً للترويج، يصبح نُطق الاسم (خارج توقّعاته التداولية) تشويشاً. وهو تشويش كافٍ.


إيطاليا تلغراف
منذ 5 أيام
- ترفيه
- إيطاليا تلغراف
بين "غيوم سيلس ماريا" وظلّ غزّة
إيطاليا تلغراف سمر يزبك كاتبة وروائية وإعلامية سورية في مهرجان كان 2025، وقفت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش صوتاً يعترض على هندسة الصمت. نطقت باسم فاطمة حسّونة، المصوّرة الصحافية الفلسطينية التي قُتلت في غزّة بصاروخ إسرائيلي، قبل وقت قصير من احتمال حضورها المهرجان، بصفتها بطلةَ فيلم وثائقي؛ 'ضع روحك على يدك وامش'، يحكي تجربتها تحت الحصار. لم يكن استدعاء الاسم فعلاً رمزياً يُضاف إلى سجلّ أخلاقي. كان انحرافاً محسوباً داخل ماكينة ناعمة الصقل، لا تتوقّف عن قول الشيء ونقيضه، طالما ظلّ قابلاً للعرض. بينوش لم تُدلِ بتصريح سياسي، زعزعت إيقاعاً مُبرمجاً على التغاضي. فاطمة، المولودة في 1999، لم تكن تنقل الحرب فقط. كانت تعيشها وتصوّرها كمن يتلمّس معنى البقاء في التفاصيل. الصورة عندها لم تكن وسيلةً، صيغةَ حياة. قُتلت مع عائلتها بعد ساعاتٍ من ترشيح فيلمها لمسابقة 'أسيد – كان' الموازية لمهرجان كان الرسمي، وفي نفس المدينة البحرية. لا مفارقة هنا، تزامن وقائعي يعيد ترتيب السؤال: من يُسمح له بأن يكون حاضراً؟ ومن يُعاد تدويره في الاستعارة؟ ما فعلته بينوش لا يندرج تحت البطولة الكلاسيكية. لم تعارض. لم تصرخ. استثمرت لحظة الضوء لا لتُدلي برأي، أدخلت الكسر إلى العبارة. أشارت إلى فاطمة لا بوصفها قضيةً، احتمال مفقود للحضور. وهنا تكمن دقّة الفعل: إعادة توزيع المعنى من داخل البنية، لا من خارجها. وهذا لا يعني أن النظام تغيّر، أو أن 'كان' خرج من صيغته. على العكس، ما زال المهرجان يدار بآليات تُنتِج العالم بوصفه سرداً قابلاً للاستهلاك. وما زالت فلسطين، حين تُذكر، تمرّ عبر مصفاة رمزية تُجرّدها من لحمها الحي. رغم ذلك، تسرّب الاسم. لا تفصيلاً إنسانياً، بل إشارة تشقّ الصمت، كما لو أن 'غيوم سيلس ماريا' زحفت إلى قاعة العرض، لا ليصبح الاسم صوتاً فقط، بل ضوءاً ينكسر على فراغ لا يريد أحد أن يراه. وربّما، في جانب من جوانبه، لا يخلو المهرجان من رمزية رأسمالية تلمّع النظام العالمي وتحوّل المعاناة مادّةً بصريةً مصقولةً، ولو من غير قصد مباشر. في 1968، أوقف المخرج جان لوك غودار مهرجان كان احتجاجاً على تغاضيه عن انتفاضة الطلبة في باريس. لم يكن يعارض السينما، تمثيلها المفصول عن التحوّلات الحيّة. قال آنذاك: 'أنتم تتحدّثون عن حركة الكاميرا، ونحن نتحدّث عن الدم في الشوارع'. رأى في المهرجان واجهةً طبقيةً وثقافيةً مغلقةً، فاختار كسرها من الجذر. تنتمي بينوش إلى تقليد آخر: مقاومة ناعمة، متقشّفة، لا تخاطب النظام بصفته عدوّاً، باعتباره معماراً هشّاً يمكن خلخلته من الداخل. لم تحتج إلى خطاب. اسم فاطمة كافٍ. اسم في غير موضعه المألوف، يتحوّل من تعريف إلى خلخلة. الفعل هنا ليس تعويضاً رمزياً، تشويش على هندسة المعاني. الاسم لا يُستعاد ليُبكى أو يُزيَّن به الكلام، يُعري الفجوة بين ما يُعرض وما يُقمع. في لحظة محدّدة، داخل قاعة مُكيّفة بدقّة، ارتد الصوت على واجهة الحدث وأعاد تركيب المشهد. بينوش لم تُطالب. لم تتبنَّ خطاب الضحية. لم تضع نفسها في موقع تمثيلي نيابةً عن أحد. ما فعلته أقرب إلى الانسحاب الجزئي من نصٍّ محسوب، لصالح جملة غير منتظرة. وهذا، في سياق تُدار فيه التراجيديات موادَّ جانبيةً، فعلٌ يُربك الآلة أكثر من أي تصريح نضالي جاهز. ليست الأولى. اختارت أن تنطق باسم فاطمة في لحظة مثقلة بالإجهاد الرمزي، حيث أصبح الموقف نفسه جزءاً من إنتاج المعنى النظيف. فعلت ذلك لا لتصنع أثراً، تكشف شرخاً. وهذه ليست بطولة، وعي بموقع الصوت، ومسؤوليته حين يكون ممكناً. ما من ادّعاء هنا بتغيير شيء. في بنية بُنيت على حذف الفلسطيني أو تحويله استعارةً قابلةً للترويج، يصبح نُطق الاسم (خارج توقّعاته التداولية) تشويشاً. وهو تشويش كافٍ.


فلسطين الآن
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- فلسطين الآن
نجوم من هوليوود ينضمون إلى رسالة تدين الصمت حيال "الإبادة الجماعية" في غزة
ضمّ عدد من النجوم السينمائيين العالميين أسماءهم إلى رسالة مفتوحة تدين "الصمت" حيال "الإبادة الجماعية" في غزة، من أبرزهم يواكين فينيكس، وبيدرو باسكال، وريز أحمد، وغييرمو ديل تورو، وجولييت بينوش، على ما أكد المنظمون، الجمعة. كذلك نددت الرسالة التي وقعها أكثر من 370 ممثلا ومخرجا سينمائيا بقتل "إسرائيل" المصوّرة الصحفية الغزيّة الشابة فاطمة حسونة، الشخصية الرئيسية في فيلم "ضع روحك على كفّك وامشِ" الذي عُرض في المهرجان، الخميس. وقال معدّو الرسالة إن الممثلة الفرنسية جولييت بينوش التي ترأس لجنة التحكيم في مهرجان "كان"، أضافت اسمها أيضا إلى الرسالة، إلى جانب روني مارا والمخرج الأمريكي المستقل جيم جارموش، ونجم مسلسل "لوبين" عمر سي. وبدا للوهلة الأولى أن بينوش تراجعت عن دعم الرسالة مع افتتاح المهرجان، الثلاثاء، واستعاضت عن ذلك بتوجيه تحية إلى حسونة التي قُتلت مع عشرة من أفراد عائلتها في اليوم التالي لعلمها بعرض الفيلم في "كان". وقالت بينوش في افتتاح الدورة الثامنة والسبعين بتأثر: "كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة". وتزامنت هذه المواقف مع تصاعد حدة العنف وارتفاع عدد الضحايا في القطاع الفلسطيني المحاصر. واعتبر بطل فيلم "شيندلرز ليست" رالف فاينز ونجوم آخرون في مقدمهم ريتشارد غير ومارك رافالو وغي بيرس وسوزان ساراندون وخافيير بارديم، والمخرجين ديفيد كروننبرغ وبيدرو ألمودوفار وألفونسو كوارون ومايك لي، أنهم يشعرون "بالخجل" من عدم اتخاذ قطاع السينما والفن موقفا من حصار "إسرائيل" لقطاع غزة. وفي كلمتها في "كان"، الثلاثاء، ذكرت بينوش في كلمتها "رهائن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وجميع الرهائن والسجناء والغرقى الذين يقاسون الرعب ويموتون في شعور رهيب بالتخلي". ومن بين الشخصيات السينمائية الأخرى التي أضافت أسماءها إلى الرسالة المخرج مايكل مور، والممثلة الفرنسية كاميّ كوتان.