logo
في غزة.. أب ذهب يبحث عن ملاذ آمن ليجد عائلته تحت الأنقاض

في غزة.. أب ذهب يبحث عن ملاذ آمن ليجد عائلته تحت الأنقاض

الجزيرةمنذ 4 أيام

في مشهد يختزل كل معاني الألم والفقد، خرج المواطن حسين عودة من منزله في مخيم جباليا شمال قطاع غزة ، باحثًا عن بارقة أمل تُنقذ عائلته من نيران حرب الإبادة الإسرائيلية الشرسة.
لم يكن يعلم أن تلك الدقائق التي قضاها بعيدًا ستكون آخر ما يملكه من ذكريات مع أطفاله. فحين عاد مسرعًا، محمّلا بالقلق واللهفة، كان منزله قد تحوّل إلى ركام، وعائلته مدفونة تحته، ضحية غارة جوية إسرائيلية لم تترك خلفها إلا الصمت والدمار.
View this post on Instagram
A post shared by Sana Aljamal (@sana_aljamal82)
اقترب حسين أكثر، ليجد المشهد الذي لا يُحتمل، فصرخ بصوت مكسور: "ولادي، أمانة، بدي ولادي، والله ما تأخرت، رحت أجيب لهم سيارة عشان نطلع من هون… نفسي بس بواحد من أولادي يطلع من تحت الركام… أمانة يا جماعة، ساعدوني، بس أطلّع واحد".
وعلى بُعد 500 متر، كان السائق لا يزال بانتظارهم ويقول: "تأخر الزلمة"، غير مدرك أن حسين لم يتأخر… بل كان يُصارع الوقت لينقذ عائلته التي قتلتها الغارة قبل لحظة من النجاة.
انتشر مقطع الفيديو الذي يوثّق لحظة الانهيار كالنار في الهشيم على منصات التواصل، يظهر فيه حسين يروي تفاصيل الفاجعة، في حين تنهار الكلمات من فمه كما انهار بيته.
إعلان
وقال مغردون تعليقا على المشهد: "حسين، كغيره، لا يبكي فقط على من فقد، بل على هذا العجز القاتل، على وطنٍ لم يعد فيه حتى مكان للحزن".
وأشار ناشطون إلى أن حسين خرج ليُحضر سيارة لإخلاء أسرته من مربع سكني تعرّض لقصف مكثف في مخيم جباليا، لكنه عاد ليجد الجميع تحت الركام. وحتى هذه اللحظة، لا يستطيع الوصول إلى جثث أحبّائه.
وكتب أحد النشطاء: "حسين، شاب من غزة، في أول الحرب استشهدت أمه وأخواته، واليوم فقد أباه وأطفاله. خرج يبحث عن وسيلة نجاة… فعاد ووجد عائلته تحت الأنقاض".
وأضاف آخر: "ما أقسى أن تسمع صرخات ابنك تحت الركام في مكالمة يقول لك: بابا، أنا عايش… طلّعوني، ولا تقدر أن تفعل شيئًا".
وأشار مغرّدون إلى أن حسين خرج من منزله صباحًا، محاولًا إيجاد وسيلة لنقل أطفاله إلى ما يُسمى "منطقة آمنة". لم يكن يعلم أن تلك اللحظات ستكون آخر ما تبقّى له من حياةٍ طبيعية.
View this post on Instagram
A post shared by Ahmed Hijazi احمد حجازي (@ahmedhijazee)
وفي تفاصيل المأساة، كتب مدوّنون أن حسين كان قد ألبس أطفاله وهيّأهم للخروج. خرج لبضع دقائق فقط، بحثًا عن سيارة تقلّهم إلى برّ الأمان… أو ما يُسمى "منطقة آمنة". لكن حين عاد، كان كل شيء قد انتهى.
وتساءل آخرون: "إلى متى سيتكرّر هذا المشهد؟ وإلى متى يُدفن الصوت تحت الأنقاض وسط صمت العالم وعجزٍ لا يُحتمل؟".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاحتلال يفجر منزلا في قلقيلية ومستوطنون يحرقون مركبة ومنزلا بالضفة
الاحتلال يفجر منزلا في قلقيلية ومستوطنون يحرقون مركبة ومنزلا بالضفة

الجزيرة

timeمنذ 39 دقائق

  • الجزيرة

الاحتلال يفجر منزلا في قلقيلية ومستوطنون يحرقون مركبة ومنزلا بالضفة

صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اليوم الخميس اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة ، من تفجير منازل إلى محاولات إحراق مساجد، وسط تصاعد القيود على العمل الإنساني. فقد فجرت قوات الجيش الإسرائيلي منزلا لعائلة عبد الغني في بلدة باقة الحطب شرق قلقيلية بعد اتهام نجل العائلة سلطان عبد الغني بتنفيذ عملية أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي في مستوطنة "كدوميم" في أغسطس/آب 2024. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أخلت المباني المجاورة قبل عملية التفجير. أما في جنوب نابلس، فقد اقتحم مستوطنون بلدة عقربا وأحرقوا مركبة فلسطينية، كما حاولوا إحراق مسجد "أبو بكر الصديق" بسكب مواد مشتعلة على مداخله. وكتبوا على جدرانه شعارات عنصرية بالعبرية، من بينها "الموت للعرب"، وفق ما أفاد به الناشط في مقاومة الاستيطان يوسف ديرية. وفي حادثة مشابهة جنوب شرق الخليل، أضرم مستوطنون النار في منزل فلسطيني بقرية بيرين، في وقت منعت فيه قوات الاحتلال فرق الإطفاء من الوصول إلى الموقع، مما أجبر الأهالي على استخدام وسائل بدائية لإخماد النيران. اعتداءات متواصلة وفي سياق متصل، قال مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الضفة الغربية رولاند فريدريش إن الوصول إلى مخيم جنين بات "شبه مستحيل" منذ إطلاق عملية "الجدار الحديدي" مطلع 2025. وطالب فريدريش بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية الآمنة وبعودة النازحين فورا. ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ارتكب المستوطنون 341 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في أبريل/نيسان الماضي فقط، بينها محاولات إقامة 10 بؤر استيطانية جديدة. كما هجّر الاحتلال 29 تجمعا سكنيا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شملت أكثر من ألفي فلسطيني. وتشير التقديرات إلى أن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة رعوية وزراعية. وتأتي هذه التطورات بالتوازي مع حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، التي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين.

"الحرية لفلسطين".. صرخة رودريغيز تهز منصات التواصل بعد عملية واشنطن
"الحرية لفلسطين".. صرخة رودريغيز تهز منصات التواصل بعد عملية واشنطن

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

"الحرية لفلسطين".. صرخة رودريغيز تهز منصات التواصل بعد عملية واشنطن

أثارت حادثة إطلاق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية قرب المتحف اليهودي بالعاصمة الأميركية واشنطن موجة تفاعل عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تداول اسم الشاب الأميركي إلياس رودريغيز (30 عاما) كمشتبه فيه رئيسي في العملية، واقتران الحادثة بهتافه الشهير "الحرية لفلسطين". ونقلت وسائل إعلام أميركية وعربية وإسرائيلية تفاصيل اللحظات الأولى للحادثة وتحقيقات الشرطة، وركّز كثير منها على الخلفية السياسية والشعارات التي أطلقها رودريغيز. وصفت عدة منصات عربية ورواد مواقع التواصل المشهد بأنه "صرخة عدالة ضد جرائم الاحتلال"، في حين قالت صحف إسرائيلية إن الحادث "معاداة للسامية". وفي فيديو لحظة الاعتقال، ظهر رودريغيز مكبل اليدين، ويهتف بـ "الحرية لفلسطين". ولاقى الفيديو تداولا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي. واعتبر ناشطون أن صرخته "الحرية لفلسطين" كانت تعبيرا عن غضب متراكم تجاه ما يجري في غزة، وأن ما قام به يأتي في سياق التضامن مع الشعب الفلسطيني. إعلان وأضاف آخرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته مسؤولان عن مثل هذه العمليات لأن جرائمهم في غزة على مدى 19 شهرا تعدت جميع الحدود. وأشاروا إلى أن المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة لا يمكن لأي إنسان حر أن يتجاوزها، وأنه يجب على نتنياهو وقف حرب الإبادة التي يشنها على أهالي القطاع. وكتب أحد الناشطين "إلياس (رودريغيز) قدّم نموذجا حيا لشاب لم يكتفِ بالتضامن الرقمي، بل ضحى بحريته من أجل قضية آمن بها". في المقابل، برز تيار آخر يشكك في صحة ما أُعلن عن هوية المنفذ ودوافعه. فأشار مغردون إلى أن الشرطة الأميركية كثيرا ما تتسرع في تحديد المتهمين، وأحيانا تعتقل أشخاصا بناء على مظهرهم أو ملابسهم دون التأكد من الأدلة الجنائية. وانتشرت تغريدات تقول "لا يعقل أن يكون إلياس (رودريغيز) هو الفاعل الحقيقي، غالبا تم اعتقاله فقط لأنه يرتدي الكوفية وسط الحضور". في حين ذهب آخرون نحو نظريات مؤامرة، متهمين جهات استخباراتية إسرائيلية بتدبير العملية نفسها أو استغلالها سياسيا للضغط على البيت الأبيض والرئيس ترامب تحديدا، بعد مواقفه الأخيرة التي وصفت بأنها أقل دعما لإسرائيل من المعتاد. وكتب مغرد "ما حدث محاولة لإعادة ترامب إلى بيت الطاعة، ورسالة دموية للبيت الأبيض". ويتم تداول معلومات على منصات التواصل تفيد بأن إلياس رودريغيز يعمل باحثا في مجال التاريخ الشفوي لدى منظمة "صُنّاع التاريخ" في شيكاغو. يُذكر أن رودريغيز يختص بإعداد مخططات بحثية مفصّلة وكتابة سير ذاتية لقادة بارزين في المجتمع الأميركي من أصول أفريقية. وُلد رودريغيز ونشأ في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة إلينوي في شيكاغو. وقبل انضمامه إلى منظمة "صُنّاع التاريخ" عام 2023، عمل كاتب محتوى لصالح شركات تجارية وغير ربحية في قطاع التكنولوجيا على المستويين الوطني والإقليمي. ويعرف عن رودريغيز شغفه بقراءة وكتابة الروايات، وحضور الفعاليات الموسيقية الحية ومشاهدة الأفلام، بالإضافة إلى استكشاف أماكن جديدة. ويعيش حاليًا في حي أفونديل بمدينة شيكاغو.

دعوات أممية ودولية للتحقيق في إطلاق نار على دبلوماسيين بجنين
دعوات أممية ودولية للتحقيق في إطلاق نار على دبلوماسيين بجنين

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

دعوات أممية ودولية للتحقيق في إطلاق نار على دبلوماسيين بجنين

دعت الأمم المتحدة والعديد من الدول الغربية إسرائيل إلى التحقيق في حادثة إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على وفد من الدبلوماسيين الأوروبيين والعرب أثناء زيارتهم أمس إلى مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يعرب عن قلقه إزاء هذه التقارير التي تُفيد بأن جنودا إسرائيليين أطلقوا طلقات تحذيرية على الوفد الدبلوماسي، بمن فيهم موظفون من الأمم المتحدة. وشدد على وجوب عدم إطلاق النار على الدبلوماسيين الذين يؤدون عملهم أو مهاجمتهم، مضيفا "من الواضح أنه يجب دائما احترام سلامتهم وأنشطتهم الحيوية. وأي استخدام للقوة ضدهم أمر غير مقبول". ودعا دوجاريك السلطات الإسرائيلية إلى إجراء تحقيق شامل في الحادث، مؤكدا أنه ينبغي مشاركة النتائج مع الأمم المتحدة واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال. وكان وفد من 35 دبلوماسيا يقوم بجولة ميدانية أمس الأربعاء في محافظة جنين للاطلاع على الأوضاع الإنسانية فيها، وتعرضوا لإطلاق نار أثناء زيارتهم إلى مخيم جنين رغم أن الزيارة كانت منسقة مع الجيش الإسرائيلي. إدانات دولية وعقب الحادثة توالت الإدانات الدولية، حيث اعتبر رئيس الوزراء الكندي أن الطلقات التحذيرية بالضفة "مرفوضة بالكامل"، واستدعت الخارجية القطرية السفير الإسرائيلي في أوتاوا لمطالبته بإجابات. كما أعلنت المكسيك أمس أنها ستطلب "توضيحات" من إسرائيل في أعقاب الحادث، وقالت وزارة الخارجية المكسيكية إنه ليس هناك ما يفيد بأن الدبلوماسيين دخلوا إلى منطقة غير مرخص لهم الدخول إليها. وأعلنت وزارة خارجية أوروغواي أنها استدعت أمس الأربعاء السفيرة الإسرائيلية في مونتيفيديو"لتوضيح الحقائق المبلغ عنها" في أعقاب إطلاق جنود الاحتلال أعيرة نارية تحذيرية باتجاه الدبلوماسيين الأجانب. كما أعلنت وزيرة الخارجية الكندية أمس أنها طلبت من المسؤولين في السفارة استدعاء السفير الإسرائيلي "لإبلاغه بمخاوف كندا الجدية" وطالبت بتحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة. بدوره قال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هاميش فاكونر إن مثل هذه الأحداث "غير مقبولة" داعيا إلى "إجراء تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين". وكذلك وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الحادث بأنه "غير مقبول" واستدعت سفير إسرائيل في باريس للتوضيح، كما استنكرت وزارة الخارجية الألمانية ما وصفته "بإطلاق النار غير المبرر". وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أنها استدعت السفير الإسرائيلي في روما "للاحتجاج" و"طلب تفسيرات". من جهتها أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس علمها بالواقعة وحثت إسرائيل على التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها. وفي أنقرة، قالت وزارة الخارجية التركية إن إطلاق النار على الدبلوماسيين، وبينهم أتراك، "دليل آخر على تجاهل إسرائيل المنهجي للقانون الدولي وحقوق الإنسان". رفض عربي واستنكرت دول عربية إطلاق جنود الاحتلال النار على الوفد الدبلوماسي ودعت إلى محاسبة دولية وتوضيحات إسرائيلية، وذلك وفق مواقف رسمية صدرت عن السعودية وقطر ومصر والأردن وفلسطين، معتبرة أن ما جرى يمثل انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية. وتأتي الواقعة في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة والسماح بوصول المساعدات إلى السكان الذين يقول خبراء الأمم المتحدة إنهم على شفا المجاعة بعد حصار إسرائيلي استمر 11 أسبوعا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store