logo
«انقلابٌ أبيض» في «فتح» – لبنان.. تغييرات قيادية وإعفاء السفير دبور

«انقلابٌ أبيض» في «فتح» – لبنان.. تغييرات قيادية وإعفاء السفير دبور

الرأيمنذ يوم واحد
لم تهدأ الضجةُ التي أثارتْها التغييرات القيادية في حركة «فتح» على «الساحة اللبنانية»، والتي طالت السفير الفلسطيني أشرف دبور، إذ تم نقله إلى سلطنة عُمان وأُقيل عدد من القريبين منه، بعد اتهامه بإحكام قبضته على قرار الحركة من خلال جمْعه بين منصبيْ نائب المُشْرِف العام والسفير، وهما أعلى منصبيْن لـ«فتح» في لبنان.وتُعتبر حركة «فتح» الفصيلَ الفلسطيني الأقوى في منظمة التحرير والحزب الحاكم في السلطة الوطنية، وتوصف بأنها «أم الصبي»، ولذلك حظيت هذه التغييرات باهتمام واسع من الأوساط اللبنانية والفلسطينية، لمعرفة مدى انعكاسها على الواقع داخل المخيمات وعلى العلاقات الفلسطينية – اللبنانية.ورجّحت أوساط مسؤولة لـ «الراي» أن يكون الهدفُ من هذه التغييرات مواكبة المرحلة المقبلة بعد تطوراتٍ سياسية وعسكرية سابقة، أبرزها الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وتَراجُع «محور المقاومة»، وسقوط النظام السوري، وصولاً إلى زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبنان في مايو الماضي، وطرْحه مسألة سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات.وتشير الأوساط إلى أن هذه التطورات تزامنتْ مع خلافات داخلية، وصلت أصداؤها إلى الرئيس عباس مباشرة، سواء عبر تقارير أو شكاوى، ما دفعه إلى إيلاء الملف إهتماماً خاصاً خلال زيارته لبيروت. وقد سُرّبت معلومات عن وجود تَبايُنٍ في وجهات النظر حول مسألة السلاح، حيث تم الاتفاق مع الرئيس اللبناني جوزاف عون على سحْبه من المخيمات تدريجاً.وتشير مصادر فلسطينية أخرى إلى أن الأمرَ يرتبط بـ«صراع نفوذٍ» مع نجل الرئيس أبو مازن ومستشاره الخاص، ياسر عباس الذي تولى مَهمة تنسيق اللجان المشتركة مع الدولة اللبنانية، فكان لا بد من تعيين فريقٍ له أو في حده الأدنى تابعٍ بقراراته الى الداخل الفلسطيني كإطارٍ مؤسساتي.وتقول الأوساط عينها إن أُولى مؤشرات التغيير تمثّلت في استبعاد السفير دبور أو أيٍّ من مسؤولي «فتح» عن المشاركة في اللجان المشتركة التي تشكلت في 21 مايو الماضي لمتابعة آليات تنفيذ سحب السلاح من المخيمات تدريجاً في إطار حصْره بيد الدولة اللبنانية.أما المؤشر الثاني، فكان إصدار الرئيس عباس في 9 يونيو الماضي قراراً بتشكيل لجنة عليا لمتابعة الشأن الفلسطيني في الساحة اللبنانية، باشرتْ عملَها عبر تشكيل لجان فرعية لتقويم الأُطُر التنظيمية والسياسية والعسكرية والإعلامية، ولا سيما قوات الأمن الوطني واللجان الشعبية الفلسطينية.ولم تمضِ أسابيع قليلة حتى صدرت قرارات التغيير، فأَوْعَزَ عباس - بصفته رئيساً لحركة «فتح» - في 5 يوليو الجاري بإلغاء تعيين دبور كنائب للمشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان، وهو المنصب الذي يشغله عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد الذي انتُخب في 3 مايو 2025 أميناً لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.وبعد أيامٍ، صدر قرار بإعفاء دبور من منصبه كسفيرٍ ونقْله إلى سلطنة عُمان، وذلك بعد 14 عاماً على تعيينه سفيراً في لبنان في الأول من يناير 2012، حيث مُنح لاحقاً لقب «سفير فوق العادة» تقديراً لدوره في تعزيز العلاقات مع بيروت، وترسيخ الوحدة والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية لحماية المخيمات. كما شغل منذ 23 يوليو 2018 منصب نائب المشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان.وفي المقابل، تم تعيين السفير محمد الأسعد خلَفاً لدبور. وكان الأسعد يشغل منصب سفير فلسطين في موريتانيا، بعدما إحتلّ مناصب ديبلوماسية عدة في عدد من الدول. وهو من مواليد 10 أكتوبر 1958 في بيروت، وحاصل على ماجستير في الهندسة المدنية (1985) ودكتوراه في العلوم التقنية (1990) من جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو. ومن المتوقّع أن يتولى مهامه بعد تقديم أوراق اعتماده إلى وزارة الخارجية اللبنانية وأداء اليمين أمام الرئيس عون.وشملت القرارات أيضاً إقالة مسؤول المالية والإدارة في السفارة الفلسطينية في بيروت حسن سالم، فيما تم إلحاق وحدة «الأمن والحماية» التابعة للسفارة بقوات الأمن الوطني الفلسطيني، لتصبح تحت إمرة قائد الأمن الوطني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب.وسياسياً، طلب المشرف على الأقاليم الخارجية في «فتح» السفير الفلسطيني في سورية سمير الرفاعي من القيادة السياسية في لبنان إجراء انتخابات الاقليم – الإطار التنظيمي للحركة، خلال شهرين على الأكثر، لان انتخاب الإقليم الحالي تم في عهد دبور، وكانت له كلمة الفصل فيه.أما عسكرياً، فقد شهدت قوات الأمن الوطني الفلسطيني تغييراتٍ واسعةً، حيث أصدر قائدها في الوطن والشتات اللواء العبد إبراهيم خليل، سلسلة قرارات بالتعيين والإعفاء، شملت تعيين:• المقدم بسام الأشقر رئيساً للعمليات المركزية.• العميد إبراهيم الخطيب مديراً لإدارة أمن القوات.• العميد فخري قاسم مديراً لإدارة التدريب.• العميد محمود الحسن للتسليح.• العميد محمود سالم للإمداد والتجهيز.• المقدم عبد الهادي الأسدي للعلاقات العامة والإعلام.• النقيب أشرف الحاج للتنظيم والإدارة.• العميد مروان ناصر للمالية العسكرية.كما جرى تعيين:• العميد خالد الشايب قائداً لمنطقة صيدا (بدلاً من العميد محمود الحسن).• العميد سمير حلاق قائداً لمنطقة صور (بدلاً من العميد توفيق عبدالله).• المقدم نايف أبو جليل قائداً لمنطقة الشمال (بدلاً من العميد فخري قاسم).• المقدم خالد الرصيص قائداً لمنطقة البقاع.• المقدم عمر غضبان قائداً لمنطقة بيروت والنقيب فاروق الهابط نائباً له.وقرر تشكيل لجنة لتسلُّم وتسليم المهام بين القادة الجدد، برئاسة اللواء أبو عرب، وعضوية العميد ناجح فرحان، العميد رائد داود، العميد إبراهيم سعد الدين، والعقيد باسم رشيد. وقد جرت عمليات التسليم بسلاسة وروح المسؤولية من دون أي إشكاليات او اعتراض بخلافِ كل المخاوف والخشية من تَوتُّر.وأصدر الرئيس عباس قراراً، استناداً إلى توصيات اللجنة العليا، أكد فيه أن المرجعية السياسية والقانونية والإدارية للجان الشعبية في المخيمات تعود إلى دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة عضو اللجنة التنفيذية الدكتور أحمد أبو هولي، باعتبارها الجهة المركزية المخوّلة إدارة شؤون اللاجئين الفلسطينيين. ومَنَحَها كامل الصلاحيات في ما يتعلق بالاتصال والتنسيق مع الجهات اللبنانية الرسمية.كما دعا القرار إلى إعادة هيكلة اللجان الشعبية بما يَضمن التمثيل العادل والشامل لجميع الفصائل المنضوية في إطار منظمة التحرير، مع مراعاة معايير الكفاءة والنزاهة والالتزام الوطني، وإشراك المرأة والشباب والكفاءات والفاعليات المدنية داخل المخيمات. وطالب القرار بإعداد جدول زمني لإجراء الإنتخابات، يشمل تشكيل اللجان التحضيرية والهيئة العامة للجان الشعبية.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store