
بَيعُ القرد والضحكُ على شاريه
حضرت السياسةُ في الدورة 78 لمهرجان كان السينمائي، حضوراً عجائبيّاً مراوغاً، طاغياً من ناحية، قريباً من "رفع العتب" من الناحية الأخرى. ولم تنفع بعض الاستثناءات في تغيير الصورة، ولا حتى عند الإشارة إلى المخرجة الفلسطينيّة فاطمة حسّونة التي اغتالتها إسرائيل في عملية قصفٍ بشعة، لكن فعل اغتيالها ظلّ على لسان رئيسة الدورة "مبنيّاً للمجهول". لقد استحقّ الجميع "أصفاراً" في السياسة بوصفها شهادة وموقفاً ومسؤوليّة، لكنّ الجميع بدوا سياسيّين عباقرة من جهة حرصهم على عدم التورّط في أيّ مضمون أو موقف واضحٍ ممّا يحدث في غزّة.
يذكّرك هذا بما حدث يوم الثلاثاء 14 مارس / آذار 2022، حين دعت جمعيّةُ المؤلّفين والمخرجين والمنتجين (ARP) الفرنسيّة، الرئيس الفرنسيّ السابق، فرانسوا هولاند، للخوض في علاقة السياسة بالسينما. علاقة تلتقي عند تقاطع مثير للاهتمام. وقد أعرب هولاند، بنبرةٍ يغلب عليها الحنين، عن أسفه لأن السينما الفرنسية لا تتوغّل بما يكفي في دهاليز السياسة، مقترحاً فكرة فيلم بعنوان "القرار"، يعيد تشكيل العمليّات الجماعيّة التي تؤدي إلى اتّخاذ قرارات سياسيّةٍ غالباً ما نرى نتائجها من دون معرفة خباياها. ولعلّ أهمّ ما خلص إليه الرئيس السابق أنّ السياسة تمرّ بأزمة خيال، محليّاً وعالميّاً، وأن في مستطاع السينما إلهام السياسيّين أفكاراً جديدة.
ليس هذا الجدل بالأمر الطارئ. في ثلاثينيات القرن العشرين، حينما كان المدّ الشموليّ يجتاح أوروبا، ظهرت تحليلات كثيرة، بعضها أكثر دقّة، بخصوص التداخل بين السينما والسياسة. من هذه التحليلات ما قدّمه الفيلسوف الألماني والتر بنيامين (1892-1940) والناقد الفرنسي أندريه بازين (1918 - 1958). إذ أشار الأوّل إلى قدرة التقنية السينمائيّة على تغيير نظرة المشاهد إلى نفسه وإلى العالم. بينما ألمح الثاني إلى قدرة المبدع على دحر السياسي، مشيراً ببعض السخرية، إلى أن هتلر سرق شارِبَ تشارلي شابلن، لكن هذا الأخير واجهه وانتقم منه بفيلم "الدكتاتور".
اختلف الأمر في هذه الدورة من مهرجان كان. انسحب سينمائيّو المواجهة وتقدّم سينمائيّو المراوغة. سينمائيّون كثيرون خسروا مصداقيّتهم بسبب ممارستهم لعبةً "سياسواتيّة". كما خسر سياسيّون كثيرون مصداقيّتهم بسبب تجرّئهم على السينما "الفالصو". ليس لأنّ أولئك أو هؤلاء حاولوا أن يكونوا غيرَ ما هم عليه، مبدعين، أو سياسيّين، بل لأنهم قرّروا أن يُصبحوا كلّهم مخرجي أفلام "واقع موازٍ". لقد أبدعوا في إنتاج الأزمات، ثم ظهروا أبطالاً خارقين آيتُهم إلهاءُ الناس عن إصلاح ما أفسدوه. لذلك يُطلق عليهم العامّة في تونس لقب "المُفَلِّمين"، من فلّم يُفلِّم تفليماً، أي مارسَ السياسةَ بوصفها خدعةً سينمائيّة، ويضيفون أنّ مهنتهم: "بيع القرد والضحك على شاريه".
والحقّ أنّهم يتقاسمون المهنة ذاتها: مهنة التمثيل. السينمائيّون يمثّلون على الجمهور بينما السياسيّون يمثّلون به. إلاّ أنّ الأمر لا يخلو من بعض الفوارق. السينما إِحلامٌ لكنّ سياسة اليوم إرغام. السينما تخييل أمّا السياسة السائدة فتضليل. السينما تخدع لتُدهش وتحثّ على التفكير، أما السياسة فتخدع لتوهم المتفرّج بأن الأزمة مشهد مؤقت وأن الحلّ في نهاية الفيلم، تلك النهاية التي لا تأتي، والتي لن تأتي إلّا إذا كفّ المشاهد عن التصفيق، لأن هذا العرض لا يستحق أكثر من مقاعد فارغة.
هكذا يكشف حلم فرانسوا هولاند بفيلم مثل "القرار"، عن الثغرة الأساسيّة في المشهد: غياب سينما تبحر في أعماق السياسة لتفكيك سرديّاتها، وغياب سياسة تتعلّم من السينما الصدق الذي يحقّقه الخيال. بذلك نستطيع الوقوف في وجه العاصفة. لقد نجح تحالف السياسة والمال، نسبيّاً، في إقصاء الشعراء والأدباء والمفكّرين. همّشهم وغيّبهم ووصمهم، وأقنع "الجمهور" بالابتعاد عنهم بوصفهم "نخبة متعالية". بقي الدور الآن على فنون الفرجة. هذا التحالف يريد إبعاد كل "الإبداع" والإبداع السينمائي تحديداً عن المشهد. يريد "تسفيله" عن طريق منظومة الترغيب والترهيب الإغراء والتجويع. يريد إرغامه على أن يكون مجرّد "تسلية"، مجرّد "ترفيه"، مجرّد "entertainment". أخطبوط السياسة والمال يريد من السينما، وفق العبارة التونسيّة الشعبيّة "بيع القرد والضحك على شاريه". المشكلة أنّ ثمّة وقتاً لكلّ شيء. قد يتاح "بيع القرد" فترة، بل قد يتاح حتى "الضحك على شاريه". لكن لوقتٍ محدود. هذه أمورٌ يمكن أن يقوم بها غداً أيّ برنامج خوارزمي، ولا مناص من البحث عن "حلّ إبداعي" وإنساني للمسألة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 4 ساعات
- القدس العربي
ظهرت معه في مهرجان كان.. من هي صديقة بنزيما الجديدة؟- (صور وفيديو)
'القدس العربي': أعلن الثنائي الفرنسي كريم بنزيما، نجم الاتحاد السعودي، والفنانة الفرنسية الجزائرية لينا خضري، ارتباطهما بشكل رسمي، لوضع حد للشائعات التي طالتهما خلال الفترة الماضية، حيث ظهرا معًا في مهرجان كان السينمائي الدولي، مساء الجمعة، في حالة انسجام وثقتها عدسات المصورين. وقرر بنزيما دعم صديقته لينا خضري، التي عادت إلى مهرجان كان السينمائي هذا العام بفيلمين جديدين، هما 'نسور الجمهورية' و'13 يومًا، 13 ليلة'، لتؤكد مكانتها كأحد أبرز وجوه الجيل الجديد في السينما الفرنسية. وتصدر اسم الثنائي الترند على محرك البحث العالمي 'غوغل' حيث اعتبر جمهور بنزيما ذلك الحفل إعلانا رسميا بالإرتباط. Karim Benzema et Lyna Khoudri officialisent au Festival de Cannes 😍 L'actrice, venue présenter le film « 13 jours, 13 nuits » à la 78e édition du Festival de Cannes a fait sa première apparition avec le footballeur Karim Benzema. Depuis des mois, les rumeurs sur leur couple… — Paris Match (@ParisMatch) May 23, 2025 وإذا كانت الحياة العاطفية للممثلة لينا خضري لا تزال مجهولة نسبيًا لدى الجمهور، فإن الأمر يختلف بالنسبة لكريم بنزيما، الذي تحظى تفاصيل حياته الخاصة باهتمام واسع، حيث أنجب نجم ريال مدريد السابق أربعة أطفال من ثلاث نساء مختلفات: كلوي دو لوني، وهي ممرضة من جزيرة لاريونيون، واثنتين من عارضات الأزياء، هما كورا غوتييه وجوردان أوزونا، وفقا لما ذكرته صحيفة 'leparisien' الفرنسية. ومنذ مشاركتها اللافتة في فيلم 'بابيشا' للمخرجة مونيا مدور، الذي عُرض ضمن تظاهرة 'نظرة ما' في دورة عام 2019 من المهرجان، لم تغب لينا خضري عن كان، فقد دأبت على الحضور سنويًا لتقديم أعمال سينمائية جديدة، إذ شاركت في فيلم 'غاغارين' من إخراج فاني لياتار وجيريمي تروي في 2020، ثم 'ذا فرينش ديسباتش' لويس أندرسون في 2021، و'إخوتنا' لراشد بوشارب في 2022، وصولًا إلى فيلم 'نوفمبر' من توقيع سيدريك خيمينيز في 2023. وتنحدر لينا خضري من أصول جزائرية، وقد نشأت في فرنسا بين والدها الصحافي ووالدتها أستاذة الكمان. وفي سن الثامنة عشر، حصلت على شهادة البكالوريا في المسرح، إلى جانب نيلها الجنسية الفرنسية. وبعدها، التحقت بدراسة الفنون الدرامية، وبينما كانت تستعد للالتحاق بالمدرسة الوطنية العليا للفنون المسرحية في ستراسبورغ، تم اختيارها لتؤدي دورًا في فيلم 'السعداء' للمخرجة صوفيا جما، ومنذ ذلك الحين، توالت الأدوار في مسيرتها الفنية الرائعة. وعن دورها في فيلم 'السعداء'، حصلت لينا على جائزة أفضل ممثلة في قسم 'آفاق' بمهرجان البندقية السينمائي، لاحقًا، اختارتها المخرجة مونيا مدور لتجسيد الدور الرئيس في فيلم 'بابيشا'، الذي لم يكتفِ بعرضه في مهرجان كان، بل أقنع كذلك لجنة تحكيم جوائز السيزار بمنحها جائزة أفضل ممثلة واعدة. وفي حوار سابق لإحدى المجلات قالت خضري: 'أحتاج أن تحمل مشاريعي هوية فنية قوية وأن تكون مختلفة تمامًا عن بعضها، لا بد أن تجرفني القصة وشخصيتي معها، وإلا أشعر بالملل'.


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
رامي خليفة في الفيدار: البيانو في مواجهة البحر
يعود رامي خليفة ليطرح مقاربة شخصية للعلاقة بين الإنسان والموسيقى. لا يقدّم نفسه عازف بيانو تقليدياً، بل كمن يتعامل مع آلته بوصفها وسيطاً حيّاً، يُصغي إليه بقدر ما يقوده. ابن العائلة الفنية المعروفة، يختار لنفسه مساراً يتقاطع مع التراث لكنه لا يتوقف عنده. تتضح بصمته من النوتة الأولى، ويوازي المشهد البصري لعزفه جمالياً ما يُسمع، دون أن يطغى أحدهما على الآخر. يقول رامي عن موسيقاه: "هي تماهٍ مع الطبيعة. تنقل لكم المحيط إلى المسرح. أغمضوا عيونكم، وتنشّقوا رائحة اليود... ولكن لا تسترخوا كثيراً، فالمحيط يحمل الأعاصير أيضاً". العلاقة هنا لا تقتصر على التماهي، بل تتعداها إلى ترجمة حركة المدّ والجزر إلى لغة نغمية متحركة. بالنسبة إليه، لا تحتاج الموسيقى إلى تصنيف "عالمي"، فالموسيقى الجيدة تحمل بعدها الإنساني أينما كانت. وهو في عزفه لا يعتمد على التقنية وحدها، بل يشارك جسده كله في بناء الجملة الموسيقية، مازجاً الأداء الحركي بالصوتي، متنقلًا بين الهدوء والانفعال بانسجام واضح. في عرضه الأخير في Silk Factory في الفيدار (شمالي بيروت)، حيث تلتقي البنية الصناعية القديمة بهدوء البحر، قدّم خليفة أمسية حملت طابعاً بصرياً وصوتياً متناغماً. البيانو وُضع في مواجهة البحر، وصوت النوارس المتخيَّلة تداخل مع المقاطع الموسيقية، ما عزز شعوراً بالمشاركة بين الفنان والطبيعة. في هذا السياق، قدّم خليفة معزوفته الجديدة "محيط"، التي تنسج بناءها على إيقاع الماء وتبدّل مزاجه. تبدأ بخفوت وتمتد إلى ذُرى درامية ثم تعود إلى السكون، في محاكاة لحركة الأمواج. الأداء لم يكن سمعياً فقط، بل بصرياً أيضاً، إذ انسجم جسده مع الإيقاع، متمايلًا كقارب في قلب البحر. في لحظة أخرى، خرج عن شكله التقليدي، مضيفاً إيقاع دبكة قدّمها جسده بينما واصل العزف، في مقاربة حركية تسعى لكسر الفصل بين الصوت والحركة، بين الآلة والأرض. مارسيل خليفة وصف ابنه قائلاً: "أسلوب تأليف أخّاذ، وعزف جميل في مناطق صوتية مختلفة... قفزة أوكتاف من قرار الصوت إلى جوابه، ثم انسياب خافت في تتابع سلس وبسيط". سينما ودراما التحديثات الحية الإيراني جعفر بناهي يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان في نهاية الأمسية، صعد مارسيل إلى المسرح وشارك رامي في عزف مقطوعة "الخيام"، ثم انتقلا إلى مقطع من "أندلس الحب"، ليختمها مارسيل ببيت: "يطير الحمام، الحمام... يحطّ الحمام". وردّده الجمهور كأنه نشيد مشترك بين الفنان والمستمع. تلك اللحظة أذابت الحدود بين الخشبة والصالة، بين المؤدي والمتلقّي، وشكّلت ذروة في التفاعل الجماعي. العرض لم يكن فقط حفلاً موسيقياً، بل تجربة حسّية كاملة، تمزج بين التأمل والانفعال، الحركة والصوت، في مقاربة تنقل الموسيقى من كونها أداءً إلى كونها تجربة عيش. رامي خليفة يقدّم نموذجاً لفن لا يكتفي بالصوت، بل يشمل الجسد، ويستدعي الحضور الكامل للحظة. موسيقاه ليست عرضاً مبهِراً، بل دعوة للإصغاء والتفاعل والانغماس، بتجرّد وهدوء، في ما يمكن أن تصنعه النغمة حين تصبح لغة مشتركة.


العربي الجديد
منذ 13 ساعات
- العربي الجديد
الإيراني جعفر بناهي يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عن فيلم "مجرد حادث"
فاز المخرج الإيراني جعفر بناهي يوم السبت بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي بنسخته الثامنة والسبعين عن فيلمه "مجرد حادث"، ليصبح رابع مخرج في العالم يفوز بثلاث جوائز كبرى في المهرجانات السينمائية الدولية بعد الفرنسي هنري جورج كلوزو، والإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني، والأميركي روبرت ألتمان. وفيما دأب بناهي خلال أيام حضوره في مهرجان كان على توجيه انتقادات للسلطات الإيرانية في مقابلاته والإعلان عن دعمه لسجناء إيرانيين، دعا في كلمته أثناء استلامه الجائزة، الإيرانيين جميعاً من أي تيار أو مدرسة فكرية في الداخل والخارج من الساعين إلى الحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية، إلى ترك الخلافات جانباً والحفاظ على البلد ووحدته. وأعرب جعفر بناهي عن أمله "في حلول يوم لا يطلب منا أحد ماذا نفعل أو ما لا نفعل وماذا نلبس أو ما لا نلبس وماذا نصنع أو ما لا نصنع". وسبق أن حصل المخرج الإيراني على جائزتي الدب الذهبي في برلين عن فيلم "تاكسي طهران" والأسد الذهبي في مهرجان البندقية عن فيلم "ثلاثة وجوه". وتعاطى الإعلام الإيراني بشكل مختلف مع نبأ حصول بناهي كأحد ألمع المخرجين الإيرانيين على جائزة السعفة الذهبية، فبينما لقي الخبر ترحاباً كبيراً في وسائل إعلام معارضة وإصلاحية وشبكات التواصل الاجتماعي، تعامل الإعلام الرسمي وشبه الرسمي مع الحدث ببرودة. وقالت وسائل إعلام إيرانية محافظة، مثل وكالة فارس الإيرانية في تقرير لها إن "مهرجان كان في ظروف سياسية ونظراً إلى القضايا التي تدور حول جعفر بناهي داخل إيران منحه جائزة السعفة الذهبية في دورته الـ78"، مقللة من أهمية الفيلم. وقالت إنه "عمل فني عادي كما يقول كثير من الناقدين"، مشيرة إلى أن رئيس تحرير مجلة دفاتر السينما الفرنسية ماركوس أوزل قال إن فيلم "مجرد حادث" "يستحق نجمة فقط من أصل أربع نجوم. آداب وفنون التحديثات الحية "ليس هناك دببة" لجعفر بناهي: عن القيود التي يفرضها الطغيان على الفنّ في غضون ذلك، بعثت السجينة الإيرانية نرجس محمدي الفائزة بجائزة نوبل للسلام برسالة تهنئة للمخرج من سجن إيفين في طهران، واصفة بناهي بأنه "مخرج إيراني شجاع وبارز"، قائلة إنه "وصل إلى هذا المقام الرفيع ليس فقط بإنتاجه فيلم مجرد حادث، بل بنهجه الذي لا يعرف التعب لتعميق مفاهيم إنسانية وحقوق الإنسان". وأنتج بناهي (64 عاماً) فيلم "مجرد حادث" سرّاً من دون الحصول على إذن التصوير من السلطات الإيرانية. وتدور قصة الفيلم الدرامية التي توجه انتقادات حادة للسلطات الإيرانية، حول رجل اسمه إقبال يضرب كلباً بسيارته فيقتله ليتسبب هذا الحادث في تعطل السيارة بعد فترة وجيزة. يذهب إلى مرأب قريب يملكه رجل اسمه وحيد ويكتشف أن الرجل يشبه الضابط الذي عذبه في السجن ودمر حياته. يلاحق إقبال وحيدا الذي يمشي بساق اصطناعية ويختطفه. يستعد إقبال لدفنه حياً لكنه يشك في هوية الرجل ويذهب إلى أحد السجناء للتأكد. يلتقي بسالار بائع الكتب والفتاة شيفا مصورة حفلات الزفاف والعروس جولي والعريس علي والعامل الغاضب حميد. تحتل شاحنة وحيد التي يتم ركوبها ليلاً ونهاراً من قبل هؤلاء الضحايا، ويسعون جميعاً للانتقام من الرجل الذي أساء معاملتهم بوحشية. خلال الرحلة، يفكرون في التبعات الأخلاقية لقتل أسيرهم وما إذا كان هو حقاً ذلك الضابط. سينما ودراما التحديثات الحية جعفر بناهي يعود إلى مهرجان كان وسكارليت جوهانسون تعرض أول أفلامها وحضر جعفر بناهي هذا العام لأول مرة منذ 15 عاماً في فعاليات مهرجان كان بعد منعه من الخروج من البلاد إثر إدانته في عام 2010 بتهمة "الدعاية ضد النظام"، ما منعه من المشاركة في أي من الأحداث السينمائية الدولية. ولا أحد يعلم المصير الذي تخبئه له السلطات في طهران بعد عرض فيلمه الروائي الـ11، والذي يهاجمها بشكل مباشر وينتقد الإجراءات التعسفية المرتكبة من قوات الأمن. وقال بناهي في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "الأهم هو أنّ الفيلم قد أُنتج. لم أُفكر في ما قد يحدث بعد ذلك. أشعر بأنني حيّ ما دمت أصنع أفلاماً. إن لم أصنع أفلاماً، فلا يُهمني ما يحدث لي بعد الآن".