logo
لأول مرة.. مصر تزرع القطن في صحراء سيناء

لأول مرة.. مصر تزرع القطن في صحراء سيناء

العربيةمنذ 5 أيام
نجحت محافظة جنوب سيناء في مصر، للمرة الأولى، في زراعة محصول القطن وسط صحراء مدينة طور سيناء. وتُعد هذه الخطوة رائدة وغير مسبوقة على مستوى المنطقة.
أوضح محافظ جنوب سيناء خالد مبارك، أن هذه التجربة الناجحة لزراعة القطن في الأراضي الرملية بالمحافظة تأتي على الرغم من أن زراعته تقتصر تقليديًا على الأراضي الطينية. وأثبتت الجهود المكثفة والتجارب الميدانية إمكانية زراعته وإنتاجه بجودة عالية في بيئة صحراوية، بالاعتماد على تقنيات الري الحديث والتسميد الملائم.
يمثل هذا الإنجاز ثمرة عمل دؤوب استمر عدة أشهر. وبدأت العملية بزراعة تراكيب وراثية مختلفة للقطن، تلتها متابعة مراحل النمو من الري والتسميد والمكافحة. وتم الحصاد بعد 127 يومًا فقط، بفضل المناخ الدافئ لمحافظة جنوب سيناء.
ويتميز القطن المنتج في جنوب سيناء بجودته العالية وصلاحيته للاستخدام في الغزل والنسيج وإنتاج الزيوت. ويفتح هذا المشروع آفاقًا جديدة أمام المزارعين بالمحافظة، ويعزز خطط التوسع الزراعي في المناطق الصحراوية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الخبر أول مدينة خضراء ذكية
الخبر أول مدينة خضراء ذكية

الرياض

timeمنذ 2 أيام

  • الرياض

الخبر أول مدينة خضراء ذكية

أطلقت بلدية محافظة الخبر بالتعاون مع منصة "نت زيرو" السعودية، مشروعا لتوثيق ورقمنة الأشجار في الخبر وتحويل الخبر لتكون أول مدينة خضراء ذكية وذلك بتوثيق ورقمنة 100 ألف شجرة في المرحلة الأولى. وأوضح رئيس بلدية محافظة الخبر م.مشعل الوهبي أن المشروع يعزز مكانة الخبر واحدة من ضمن المدن الذكية عالمياً، والتي تحتل المركز 61، ضمن مؤشر المدن الذكية لعام 2025م. وذكر أن ذلك يؤكد التزام الخبر الراسخ بتعزيز الاستدامة البيئية، كما توفّر رقمنة الأشجار فرصاً اقتصادية من خلال تحفيز الشركات المساهمة في حملات التشجير ورقمنتها، إضافة أنها تعزّز الاستثمارات في المدن الذكية والبنية المستدامة ثقافياً، مبيناً أنه تُسهم الرقمنة في نشر الوعي البيئي وتعزيز المسؤولية الاجتماعية، مما يدعم التنمية الشاملة ويجعل الخبر نموذجاً عالمياً في الابتكار البيئي. وأضاف أنه من خلال المشروع تم تثبيث بطاقات ترقيم تحتوي على رمز الـQR تثبت على جذوع الأشجار تتضمن معلومات تفصيلية عن الشجرة ونوعها وموقعها وأهميتها بيئياً، وذلك باللغتين العربية والانجليزية، إضافةً إلى ربطها جغرافياً بمناطق تواجد الأشجار وتوزيعها الطبيعي لتكون هناك قاعدة بيانات بكافة الأشجار في الخبر، لافتاً إلى أنه تم الانتهاء فعلياً من ترقيم أكثر من 10.000 شجرة حتى الآن في كل من الكورنيش الجنوبي والواجهة البحرية والكورنيش الشمالي والطرق الرئيسة، لتستمر المبادرة وتشمل كافة الأشجار المزروعة في كافة أنحاء الخبر. من جهته قال د. محمد الشيخ -الشريك المؤسس لمنصة "نت زيرو"-: إن المبادرة تتضمن استخدام التقنيات الذكية في استشعار مراقبة الأشجار والتعرف على مواقعها، وكذلك حساب الأثر البيئي لها مثل حساب نسبة خفض الكربون لكل شجرة، مبيناً أن ما يميزها هو إمكانية ربط الأشجار التي سيتم زراعتها مع أفراد المجتمع، وتسمية كل شجرة باسم زارعها. ولفت د.الشيخ إلى أن هذه المبادرة تتكامل مع رؤية 2030 -برنامج جودة الحياة والمدن الذكية-، كما تساهم في دعم الابتكارات السعودية في مجال المناخ، ومبادرة السعودية الخضراء، وكذلك مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وتهدف للمساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية وزيادة مساحة الغطاء النباتي للوصول للحياد الصفري بحلول 2050م. يُذكر أن هذه المبادرة جاءت تحقيقاً لمبادرة "السعودية الخضراء" التي أطلقها سمو ولي العهد -حفظه الله- ومبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، وإيماناً بأهمية تنمية الغطاء النباتي بالمواءمة مع أهداف التنمية المستدامة وإبراز دور المواطن المجتمعي.

القرآن والمنهج العلمي
القرآن والمنهج العلمي

الرياض

timeمنذ 2 أيام

  • الرياض

القرآن والمنهج العلمي

كل كشف معرفي هو كشف عن جزء من حقيقة الخلق الكبرى، التي هي موجودة ويدعونا الله إلى فهمها وكشفها، وكل تفاعل واحتكاك بشري مع المعرفة هو جزء من الفطرة البشرية وطريق إلى فهم الطبيعة الإنسانية المُشبّعة بالعقل الفضولي الساعي لفهم أسرار الحقيقة الكبرى... يعتقد كثير من الباحثين أن المنهج العلمي يكمن في آلية جمع المعلومات وتحليلها، بينما الأساس في أي بحث علمي هو فلسفته وتوجهه الفكري، وبما أنني أعمل منذ فترة طويلة على النظرية العمرانية في القرآن الكريم، كون العمران هو الفضاء المكاني والحسي الذي يمارس فيه البشر حياتهم ونشاطاتهم اليومية ولا يوجد أي حضارة بشرية غير مرتبطة به، لذلك فقد كنت أبحث عن الرابط المنهجي الذي يجعل من أي نظرية مرتبطة بالواقع، ويفترض أن يكون هذا الرابط من القرآن، وصادف أنني سمعت تفسيرا للشيخ الشعراوي لسورة التكاثر التي يذكر فيها تفسيرا منهجيا لـ"علم اليقين" و"عين اليقين" وسورة الحاقة الآية (51) "وإنه لحق اليقين"، ويقول في تفسيره أن "علم اليقين" هو العلم بالشيء دون معاينته وقد يصل هذا العلم إلى درجة الإيمان به، لكن "عين اليقين" هو مشاهدته ورؤيته عيانا وهي درجة أعلى في المعرفة للوصول إلى اليقين، لكن تكتمل المعرفة بالتجربة والمعايشة وهي درجة "حق اليقين". ولقد كنت أبحث مع طلاب الدكتوراة في قسم العمارة في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل عن منهج فلسفي أصيل للبحث العلمي يجمع بين الفكرة واختبارها وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع ووجدت أن هذا المنهج الثلاثي شاملا ويمكن أن يشكل منهجا فكريا نظريا وعمليا لأي بحث علمي. على أن هناك إشكالية مرتبطة بمعنى اليقين في القرآن، فهو يعني "العلم الجازم بالشيء الذي لا يرقى له شك"، لكن في البحث العلمي لا يوجد مثل هذا الجزم الذي لا يرقى له الشك، وإلا خالف المنهج "الابستومولوجي" الذي يحث على ارتقاء المعرفة باستمرار، فاليقين الجازم بأن كل نفس بشرية ستموت في لحظة ما، غير اليقين العلمي الذي قد يخالطه بعض الشك، وهذا في الأساس مرتبط بطبيعة المعرفة البشرية الناقصة لذلك فإن الله يقول في سورة التكاثر "كلا سوف تعلمون" ثم يقول مباشرة "ثم كلا سوف تعلمون"، وهي إشارة مستقبلية أن العلم بالشيء عبارة عن طبقات وكل طبقة تحقق جزء من اليقين. في سورة فُصّلت، الآية (53)، يقول الله تعالى "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم"، وهي رؤية معرفية مفتوحة على المستقبل ليست محدودة بزمان أو مكان، وتؤكد أن المعرفة الإنسانية غير قابلة للتوقف طالما أن البشر يعيشون على وجه الأرض. القرآن مليء بالآيات التي تحث على الاستمرار في البحث عن المعرفة مما يعني أن البشر لن يتمكنوا من الوصول إلى اليقين المعرفي الجازم إلا في الظواهر الكونية المرتبطة بطبيعة خلق الله لها، وفي نفس الوقت هي دعوة مفتوحة للبحث وتقصي المعرفة للوصول إلى أعلى مرتبة ممكنة من اليقين. يمكن أن أربط هذا التصوّر بالفضول المعرفي، الذي يحث عليه القرآن بوضوح. وكان السؤال لدي هو كيف يمكن خلق هذا الفضول لدى الباحثين الشباب، خصوصا طلاب الدكتوراة، فالقرآن يخاطب البشر بأنهم سيعلمون ثم سيعلمون لكن لن يصلوا إلى مرتبة اليقين إلا بعد معايشة الشيء إلا من آمن، والحديث هنا عن الجنة والنار والنعيم والعذاب وعن الحقيقة الإلهية بالدرجة الأولى، وفي نفس الوقت يخاطب البشر من أجل الترقي في مراتب اليقين المعرفي من خلال تحفيز فضولهم المعرفي وحثهم على التفكير والاكتشاف وسبر أغوار عظمة صنع الله والوصول إلى أسرارها. يمكن تمثل هذا النموذج الإلهي في تطوير منهج قرآني للبحث العلمي، فهذا النموذج المفتوح على التفكير الدائم في ارتقاء المعرفة العلمية يفترض أن يحث الباحث على عدم التوقف، فالحصول على الدكتوراة ليس نهاية المطاف والترقية العلمية ليست هي الهدف من العلم والمعرفة بل يجب أن يُبنى الشغف المعرفي من خلال هذه التعاليم التي يحث عليها ديننا الحنيف ويفترض الوصول بهذه المعرفة إلى التطبيق العملي على أرض الواقع حتى يستفيد منها البشر، ولا أقلل هنا من المعرفة النظرية التي تعتبر أساس لكل معرفة. وبالطبع لا استطيع أن أحصر الفضول المعرفي في الباحثين الاكاديميين، الذين هم أقرب إلى البحث عن المعرفة الجديدة، لكنه حق للجميع، ويفترض من كل إنسان أن يكون باحثا عن المعرفة بالكيفية التي يراها، لكن أدعوه إلى فهم المنهج القرآني الذي يدفع إلى الترقي في مراتب اليقين المعرفي، فهو منهج مرتبط بخلق الإنسان وطبيعته العقلية، فقد خلقه الله كي يكون باحثا ومتفكرا في خلق الله، وأن يسعى للوصول إلى الحقيقة، وكل بحث علمي هو "سعي للوصول إلى الحقيقة" ولا نستطيع أن نقول أن البشر يبحثون عن المعرفة من أجل المعرفة فقط، فقد قال الله تعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء" (فاطر: 28). إنها معرفة تقود إلى عظمة الخالق الذي أحسن كل شيء صنعا، ففي الإسلام لا يوجد فاصل بين حقيقة العلم والمعرفة والطريق إلى الوصول إلى حقيقة الخلق والخالق. كل كشف معرفي هو كشف عن جزء من حقيقة الخلق الكبرى، التي هي موجودة ويدعونا الله إلى فهمها وكشفها، وكل تفاعل واحتكاك بشري مع المعرفة هو جزء من الفطرة البشرية وطريق إلى فهم الطبيعة الإنسانية المُشبّعة بالعقل الفضولي الساعي لفهم أسرار الحقيقة الكبرى. تأكيد هذا المنهج الفلسفي المعرفي لدى الباحثين الشباب يعتبر المهمة الكبرى للتعليم، فلا جدوى من أي فلسفة تعليمية لا تسعى إلى خلق "الترقي المعرفي" لمخرجاتها التعليمية.

السباق الأخضر المحموم: هل تُصبح كنوز إفريقيا المعدنية وقود نهضتها أم لعنة عليها؟
السباق الأخضر المحموم: هل تُصبح كنوز إفريقيا المعدنية وقود نهضتها أم لعنة عليها؟

أرقام

timeمنذ 2 أيام

  • أرقام

السباق الأخضر المحموم: هل تُصبح كنوز إفريقيا المعدنية وقود نهضتها أم لعنة عليها؟

- في قلب الثورة الخضراء التي تعيد رسم خريطة الطاقة العالمية، ثمة نهم جائع لا يرتوي، وطلب عالمي محموم على مجموعة من المعادن التي أصبحت تُعرف بـ "ذهب القرن الحادي والعشرين". - لم تعد هذه العناصر، من الليثيوم والكوبالت إلى النحاس والمنجنيز، مجرد مواد خام، بل هي الدم الذي يجري في عروق الحضارة المستدامة، والوقود الذي يغذي توربينات الرياح العملاقة، ويشحن بطاريات أسطول السيارات الكهربائية، ويشكّل خلايا الطاقة الشمسية التي ستضيء مستقبلنا. - تكشف وكالة الطاقة الدولية في أحدث توقعاتها عن حجم هذا السباق العالمي؛ فمن المتوقع أن يتضاعف الطلب على الليثيوم 5 مرات بحلول عام 2040، بينما سيتضاعف الطلب على الكوبالت، وسيرتفع الطلب على النحاس بنسبة 30%. - وفي خضم هذا الصراع على الموارد، تتجه الأنظار جنوبًا، نحو القارة الإفريقية، التي تجلس على عرش ما يقرب من 30% من احتياطيات العالم من هذه الكنوز المعدنية. - تمنح هذه الثروة الجيولوجية الهائلة منطقة جنوب القارة الإفريقية فرصة تاريخية، ليس فقط للعب دور محوري في سلاسل الإمداد العالمية، بل للانتقال من هامش الاقتصاد العالمي إلى قلبه النابض. مفارقة الوفرة: كنوز حبيسة تحت الأرض وفرص تنتظر التمويل - على الرغم من هذه الإمكانات الجيولوجية الهائلة، تقف منطقة جنوب إفريقيا أمام مفارقة مؤلمة تُعرف بـ "لعنة الموارد". للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام - فالكنوز هائلة وحبيسة في باطن الأرض، والفرص الذهبية تنتظر من يطلق سراحها، لكن يكشف الواقع عن فجوة عميقة بين الإمكانات الكامنة والاستغلال الفعلي. - فبينما تُصنف المنطقة ضمن أكبر 3 مراكز توريد عالمية لمعظم المواد الحرجة، إلا أن إنتاجها لم يواكب حجم ثرواتها الدفينة. - يعود هذا القصور إلى مجموعة من العوامل المعقدة، أبرزها محدودية الاستثمار، والتردد في ضخ رؤوس الأموال، والفجوات الهائلة في البنية التحتية التي تجعل من استخراج ونقل هذه المعادن مهمة شاقة ومكلفة. - ويكشف تحليل أجرته شركة "ماكينزي" عن حجم هذه الفرصة الضائعة: هناك خط أنابيب لمشاريع المعادن النادرة في المنطقة بقيمة تتجاوز 9 مليارات دولار، لكن لم تتمكن سوى أقل من 10% فقط من هذه المشاريع من تأمين التمويل اللازم للانتقال إلى مراحل التنفيذ. ومن بين أكثر من 60 مشروعًا تم تحديدها، يُعتبر أقل من ربعها فقط "مؤكدًا" أو "مرجحًا". - لا يعكس هذا الرقم حذر المستثمرين الشديد فحسب، بل يكشف أيضًا عن الضبابية التي تكتنف المشهد التنظيمي والسياسي في المنطقة، مما يجعل المستثمر يفكر ألف مرة قبل المخاطرة بأمواله. - وبدون استثمارات ضخمة لتقليل المخاطر عن المشاريع، وبناء قدرات التكرير والمعالجة الوسيطة، فإن المنطقة تخاطر بتفويت فرصة تاريخية، وتكرار مأساة تصدير المواد الخام بأبخس الأثمان، واستيرادها كمنتجات نهائية بأغلى الأسعار. - تتطلب معالجة هذه الاختناقات العميقة في التمويل والبنية التحتية رؤية استراتيجية تتجاوز الحدود الوطنية الضيقة، وتتبنى التعاون الإقليمي القوي كحجر زاوية للخروج من هذا المأزق. - فالضبابية التنظيمية، والبنية التحتية المتدهورة، والسياسات التجارية غير المنسقة، تخلق بيئة طاردة للمستثمرين، بينما تواجه الدول الغنية بالمعادن تحديات لوجستية وتكاليف نقل باهظة تقضي على قدرتها التنافسية. يمكن للتكامل الإقليمي أن يغير هذه المعادلة بالكامل من خلال 3 محاور رئيسية: 1- لغة استثمارية واحدة: بناء الثقة عبر توحيد القوانين. إن مواءمة الأطر التنظيمية، وتنسيق عمليات الترخيص، واعتماد معايير مشتركة في المجالات البيئية والاجتماعية والحوكمة، من شأنه أن يرسل رسالة واضحة ومطمئنة للمستثمرين الدوليين، ويجعل المنطقة ككتلة واحدة أكثر جاذبية للاستثمارات طويلة الأمد. 2- شرايين الحياة: من السكك الحديدية إلى شبكات الطاقة. بدلًا من أن تبني كل دولة بنيتها التحتية بمعزل عن الأخرى، يمكن لتخطيط وبناء شرايين لوجستية متكاملة من سكك حديدية وموانئ وشبكات طاقة مشتركة أن يحقق وفورات هائلة في التكاليف، ويحسن الوصول إلى الأسواق العالمية، ويفتح الباب أمام قيام صناعات إقليمية متكاملة. 3- إزالة الحواجز: نحو سوق إقليمية موحدة. من شأن تنسيق السياسات التجارية، وإزالة الحواجز الجمركية، أن يفتح الأبواب أمام تدفق أكثر سلاسة للسلع والخدمات ورأس المال بين دول المنطقة، مما يعزز التجارة البينية ويخلق سوقًا أكبر وأكثر حيوية. - غني عن القول إن مثل هذا النهج التعاوني لن يسهل الاستثمار فحسب، بل سيمكّن دول المنطقة من الاندماج بشكل أفضل في سلاسل القيمة العالمية، والانتقال من دور المورّد الخام إلى دور الشريك الصناعي. - هذا يعني التقاط قيمة أكبر من الموارد المعدنية عبر عمليات المعالجة والتصنيع والتطوير الصناعي المحلي، مما يخلق وظائف لائقة، ويُدر إيرادات مستدامة، ويدعم مستقبلًا اقتصاديًا أكثر شمولًا وازدهارًا للمنطقة بأسرها. المعركة على المستقبل: بين التنمية المستدامة ونهب الثروات - إدراكًا لهذه الفرصة الهائلة، بدأت التحركات الدولية تتسارع. فقد أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي، بالشراكة مع "ماكينزي وشركاه"، مبادرة "تأمين المعادن من أجل تحول الطاقة" (SMET). - ويهدف هذا التحالف الدولي، بالتعاون مع بنك التنمية لجنوب إفريقيا، إلى جمع الحكومات وشركاء الصناعة والتمويل والتنمية على طاولة واحدة، لدفع العمل المنسق وترجمة الطموحات إلى واقع ملموس. - لكن خلف هذه المبادرات الإيجابية، تكمن مخاوف مشروعة من تكرار تاريخ مؤلم. فهل سيكون هذا "السباق الأخضر" مجرد نسخة جديدة من "السباق على إفريقيا" في القرن التاسع عشر، حيث تتنافس القوى العالمية على نهب ثروات القارة دون أن يعود ذلك بالنفع الحقيقي على شعوبها؟ - إن ضمان عدم تكرار هذا السيناريو يتطلب شروطًا صارمة: أولًا، الالتزام المطلق بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة لضمان ألا تتحول عمليات التعدين إلى كارثة على المجتمعات المحلية والبيئة الهشة. - وثانيًا، وهو الأهم، وجود أنظمة حكم رشيد وشفافية مطلقة داخل الدول الإفريقية نفسها، لضمان استخدام عائدات هذه الثروة في بناء المستشفيات والمدارس والبنية التحتية، لا في ملء جيوب الفاسدين. خاتمة: قصة يكتبها أهلها - تقف القارة الإفريقية اليوم على عتبة لحظة تاريخية فارقة؛ فإما أن تصبح كنوزها المعدنية وقودًا لنهضة اقتصادية شاملة، تجعلها شريكًا لا غنى عنه في مستقبل الطاقة العالمي، وإما أن تظل مجرد حلم مؤجل ولعنة موارد متجددة. - قد يُكتب مستقبل الطاقة النظيفة في العالم بحروف من معادن إفريقيا، لكن قصة ازدهار القارة وترقي شعوبها لن يكتبها إلا أهلها، من خلال التحلي بالحكمة في إدارة الموارد، والشجاعة في المطالبة بالحقوق، وامتلاك الإرادة لبناء مستقبل يليق بثرواتهم وطموحاتهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store