logo
ترامب ممنوع من الصرف

ترامب ممنوع من الصرف

شبكة النبأ٢٩-٠٤-٢٠٢٥

هذا الـ (ترامب) شخصٌ مندفعٌ وقليلُ الخبرة، كما أن شخصيته تفتقر إلى الكفاءة والقدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة، وهو يعتمد في قراراته على غرائزه الشخصية وعقليته التجارية؛ مما يؤثر سلبًا على السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، والخطر في شخصية ترامب -كحاكم-لا ينبع فقط من سياساته؛ بل أيضًا من طريقة تفكيره...
يُعد (دونالد ترامب) واحدًا من أكثر الشخصيات إثارةً للجدل في السياسة الأمريكية المعاصرة. فقد انتقل من كونه رجلَ أعمال ناجحًا، إلى نجمٍ تلفزيوني، ثم أصبح رئيسًا للولايات المتحدة، ليعود بشكلٍ مفاجئ إلى الساحة السياسية في عام (2024). وتُعد هذه العودة واحدةً من أكثر التحولات السياسية دراماتيكية في تاريخ أمريكا.
عاد «ترامب» في لحظات من الدهشة والترقُّب مع توقعات خائبة، بعد فشل جميع المؤامرات الداخلية التي قام بها الحزب الديمقراطي، وعمليات اغتيال مجهولة الهوية. أعاده الشعب الأمريكي -بمزاجه البرتقالي- بقوة إلى الساحة، حاملًا روحَ الانتقام من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والتضخم، والبطالة، والضرائب.
هذا إلى جانب ترهُّل السياسة الأمريكية وضعف قادتها الذين يُخطئون حتى في أسماء الدول ورؤسائها وجغرافيتها، بالإضافة إلى تصرفاتهم التي تُظهر عدمَ قدرتهم بشكلٍ فكاهي؛ مما يُشعرهم بصغَر حجمهم، مقارنةً بحجم دولتهم ومسؤوليتها الدولية.
شخصية ترامب تنعكس على سياسته الداخلية والخارجية؛ حيث تتسم بالفوضى وتناقضات القرارات، وسلطويتها الممزوجة بالنرجسية المَرَضيَّة. وتُشير معظم الدراسات النفسية الدولية، بالإضافة إلى العديد من المحللين النفسيين، إلى أن ترامب يُظهر سماتٍ نرجسيةً واضحة؛ مثل: الرغبة في لفت الانتباه، والظهور، والشعور بالتفوق والتميز عن الآخرين، بالإضافة إلى حساسيته المفرطة تجاهَ النقد. فهو يتحدث كثيرًا عن إنجازاته، وأنه (الوحيد القادر على إنقاذ أمريكا)، وهذه الصيغة الخطابية تُعزز ما يُعرف بـ (النرجسية القيادية).
ويُلاحَظ أنه قد تبنى أسلوبَا سلطويَا، حيث يتخذ قراراتٍ حاسمةً وفجائية، ويميل إلى تقويض المؤسسات أو تجاهل الأعراف الدستورية، مفضلًا الولاءَ الشخصيَّ على الكفاءةِ المؤسسية. كما يتصف بقدرٍ كبير من الانتهازية والبراغماتية؛ فهو لا يتردد في تغيير مواقِفِه إذا رأى أن ذلك سيُحقق له مصلحةً أو شعبية، ولا يلتزم بخطٍّ أيديولوجي واضح؛ بل يختار ما يناسبه في كل لحظة.
وهناك شِبهُ إجماعٍ، من خلال مقالات أكاديمية في علم النفس السياسي، وكتب، ومقالات دولية، على أن ترامب ذو شخصية معقَّدة، تُظهر سماتٍ بارزةً وفقًا لنموذج (السمات الخمس الكبرى)؛ حيث يميل إلى التفكير التقليدي، ويُفضل الأساليبَ المألوفةَ على التجديد والابتكار. كما يُظهر مستوى عاليًا من الانبساط، والقدرة على التفاعل الاجتماعي، والتأثير في الجمهور.
شخصية ترامب لها ميولٌ عدوانية وجنوح إلى المنافسة غير المنطقية، وقد تفتقر شخصيته إلى التعاطف مع الآخرين؛ مما يدفعها دفعًا إلى تحقيق أهدافها بأي ثمن. ومن أبرز صفاتها: العصابية، ومرض النرجسية؛ حيث تسعى إلى الهيمنة وتُظهر شعورًا مطلقًا بالاستحقاق؛ مما يؤثر -بشكل كبير- على أسلوبها في القيادة واتخاذ القرارات.
تظل شخصية ترامب مثيرةً للجدل، حيث يُمجِّده مؤيدوه كمدافعٍ عن القيم الأمريكية التقليدية؛ بينما يتعرض لانتقادات معارضيه بسبب أسلوبه الاستقطابي وسياساته المثيرة للانقسام. ومع ذلك، يتفق المحللون على أن ترامب يمتلكُ كاريزما قويةً، وتأثيرًا جماهيريًّا فريدًا -خصوصًا بين قاعدته الشعبية-، ويتميز بقدرته على التعبير بلغةٍ بسيطة ومباشرة، ويستغل وسائلَ التواصل الاجتماعي بمهارة؛ للتواصل مع جمهوره دون وسطاء، خاصةً عبر تويتر الذي كان أداةً رئيسةً له.
ولعل أقوى تعبيرٍ عُبِّر به عنه كان من قِبَل الصحفي الأمريكي بوب وودوارد، أحد الصحفيين الذين كشفوا فضيحةَ ووترغيت في السبعينيات، التي أدَّت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون؛ حيث قال: «إن الجدل والاهتمام الإعلامي يُشكلان مصدرًا لحياته». فيما يبدو أن المستقبل مع ترامب سيكون صعبًا على الدول؛ حيث إن الجهل بأمزجته وقراراته المتسرعة، يُعد أحد ألغاز الزمن الغريب التي يصعب على أي شخص فهمُها.
قد يكون هناك بعضُ الاستقراء الأوَّلي؛ إذ من الممكن أن يفقد ترامب تأثيرَه في الساحة السياسية الأمريكية والدولية، كما أن سياسات ترامب التجارية قد تؤدي إلى تقلُّبات اقتصادية عالمية؛ مما قد يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي، ويزيد من احتمالات الركود، وفقًا لتقارير صندوق النقد الدولي.
ومن المحتمل أن يستمر ترامب في الظهور الإعلامي، سواء عبر وسائل الإعلام التقليدية، أو منصات التواصل الاجتماعي؛ مما يُعزز تأثيرَه على الرأيِ العام. كما أن سياسات ترامب في الشرق الأوسط تُظهر مزيجًا من الدعم الإستراتيجي لحلفاء الولايات المتحدة؛ مثل: السعودية والإمارات وقطر، إلى جانب تَبنِّي سياسة متشددة تجاه إيران وسوريا، تهدف إلى احتوائهما بأسلوبٍ ابتزازيّ على الصعيديْن (الاقتصادي والسياسي).
يُتَوَقَّع أن يستمر المسلسل الدرامي لترامب لسنوات؛ حيث تتخلّله لحظاتُ كوميدية مضحكة، ودراما حزينة، تعكس شخصيته غير المستقرة والعصابية. ولا أحد يمكنه التنبؤ بالمفاجآت الكبيرة التي قد تحدث؛ مثل: انهيار أنظمة، وتغيير خرائط الدول، واغتيالات تستهدف زعماء وأحزاب وميليشيات، بالإضافة إلى حصاراتٍ اقتصادية، وحروب فيروسات مُصنَّعة، وربما حتى اغتيال مفاجئ للرئيس نفسه.
خلاصة القول: هذا الـ (ترامب) شخصٌ مندفعٌ وقليلُ الخبرة، كما أن شخصيته تفتقر إلى الكفاءة والقدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة، وهو يعتمد في قراراته على غرائزه الشخصية وعقليته التجارية؛ مما يؤثر سلبًا على السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.
والخطر في شخصية ترامب -كحاكم-لا ينبع فقط من سياساته؛ بل أيضًا من طريقة تفكيره؛ حيث يغلب عليه: الانفعالُ، والردودُ السريعة، وغيابُ التفكير المؤسسي.
ترامب هو اسم (ممنوع من الصرف)؛ لذا لا يستطيع أحدٌ منعَه من جَرّ العالم إلى التهلُكة باستخدام حرف الجر!، كما أنه لا يُمكِن إدراجُه في بيت الحكماء بالتنوين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خارجية إيران: المفاوضات مع أميركا تجرى في جو مهني
خارجية إيران: المفاوضات مع أميركا تجرى في جو مهني

الديار

timeمنذ 20 دقائق

  • الديار

خارجية إيران: المفاوضات مع أميركا تجرى في جو مهني

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أنّ "المفاوضات مع أميركا تجرى في جو مهني"، والتي انطلقت في وقت سابق في العاصمة الإيطالية روما بوساطة عمانية. ولفتت إلى أنّ "ما ينشر بالإعلام بشأن مواضيع المفاوضات تكهنات لا يمكن تأييدها". وتُعقد الجولة الخامسة من محادثات إيرانية-أميركية غير مباشرة حول البرنامج النووي لطهران تجرى بوساطة عُمانية، في حين تبدو المفاوضات متعثّرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم. وتعد المحادثات التي تجرى بواسطة عُمانية التواصل الأرفع مستوى بين البلدين منذ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران في العام 2015 حول برنامجها النووي والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب (2017-2021) في العام 2018.

ترامب يوصي بفرض رسوم جمركية بـ50% على الاتحاد الأوروبي
ترامب يوصي بفرض رسوم جمركية بـ50% على الاتحاد الأوروبي

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 31 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

ترامب يوصي بفرض رسوم جمركية بـ50% على الاتحاد الأوروبي

قال الرئيس الأمريكي اليوم الجمعة إنه يوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 % على السلع القادمة من اعتبارا من أول يونيو المقبل، مشيرا إلى أن التعامل مع التكتل بشأن التجارة صعب. وذكر ترامب على منصة "تروث سوشيال" التي يمتلكها أن "التعامل مع الاتحاد الأوروبي، الذي تشكل بالأساس لاستغلال الولايات المتحدة من الناحية التجارية، صعب جدا... مناقشاتنا معهم لا تفضي إلى أي نتيجة!"، وفق ما أوردت "رويترز". وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" أوردت اليوم اليوم الجمعة أن المفاوضين التجاريين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضغطون على الاتحاد الأوروبي لخفض الرسوم الجمركية من جانب واحد على السلع الأمريكية. ووفقا للصحيفة فإن المفاوضين يقولون إنه من دون تنازلات لن يحرز الاتحاد تقدما في المحادثات لتجنب رسوم مضادة إضافية بنسبة 20 %. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها القول إن الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير يستعد لإبلاغ المفوض التجاري الأوروبي ماروش شفتشوفيتش اليوم بأن "مذكرة توضيحية" قدمتها بروكسل في الآونة الأخيرة للمحادثات لا ترقى إلى مستوى التوقعات الأمريكية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

"صواريخ تهدد أميركا".. تهديد قائم وترامب يتحرّك
"صواريخ تهدد أميركا".. تهديد قائم وترامب يتحرّك

ليبانون 24

timeمنذ 31 دقائق

  • ليبانون 24

"صواريخ تهدد أميركا".. تهديد قائم وترامب يتحرّك

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الخطوط العريضة لخطته لبناء نظام دفاع صاروخي حول الولايات المتحدة ، وهي الخطوة الأولى في مشروع ضخم ومذهل. ولم تُحدد بعد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في البرنامج، المعروف الآن باسم " القبة الذهبية"، وهي: شكل النظام، ومن سيبنيه، وكيفية التحكم فيه، وما إذا كان سيحمي الأمريكيين من التهديدات الصاروخية من جميع أنحاء العالم. ويقول الكاتب في شؤون الأمن القومي في " نيويورك تايمز" دبليو. جيه. هينيغان إن ما نعرفه هو أن التكلفة لن تكون سهلة، أو سريعة، وأضاف: "من المؤكد أن المشروع سيستغرق جهداً طويل الأمد، ومليارات الدولارات، ويشمل أنظمة في الجو والبر والبحر والفضاء". وقدّر ترامب التكلفة الإجمالية بـ 175 مليار دولار، لكن مراجعة مكتب الميزانية في الكونغرس قدّرت أن العناصر الفضائية وحدها قد تصل إلى 542 مليار دولار لنشرها وتشغيلها على مدى السنوات العشرين المقبلة. وفي إشارة إلى صدمة الأسعار المتوقعة، خصص الكونغرس 25 مليار دولار للقبة الذهبية في ميزانية الدفاع للعام المقبل. ويُجري المقاولون العسكريون الأميركيون وشركات الصواريخ، بما في ذلك شركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك ، بالفعل استراتيجياتٍ للفوز بمنافساتٍ على عقود بناء النظام، وأنفقت الحكومة الأميركية ما يقارب 300 مليار دولار على أنظمة الدفاع الصاروخي على مدى العقود الأربعة الماضية. ويرى الكاتب أنه "ستكون هناك حاجةٌ إلى جيلٍ جديد من الرادارات وأجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية والأنظمة المرتبطة بها في إطار برنامج القبة الذهبية لكشف صواريخ الأعداء وتتبعها وتدميرها قبل أن تضرب، أي أن "القبة الذهبية" ليست برنامجاً منفرداً، بل من المرجح أن تتكون من 100 برنامج أو أكثر تُدمج معاً لتكوين درعٍ شاملٍ من الساحل إلى الساحل، ومن الحدود إلى الحدود، ضد الهجمات الجوية. وبمجرد بناء هذه المكونات، سيحتاج الجيش إلى طريقةٍ لتنظيم كل ذلك من خلال نظام قيادةٍ وتحكم. وصرح ترامب بأنه سيكتمل في غضون ثلاث سنوات، لكن مسؤولي الصناعة والمحللين يتوقعون أن تستغرق العناصر الفضائية وقتاً أطول بكثير. وذكر الرئيس أيضاً أن كندا ترغب في تغطية نظام القبة الذهبية، وأن قيادة البلاد ترغب في لعب دور، لكنه لم يُفصّل في هذا الشأن. ويأمل ترامب في تكرار ما يراه على أنه نجاحات خارجية للدفاعات الصاروخية داخل البلاد. وفي كانون الثاني، دعا أمره التنفيذي الأول إلى تكرار نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في الولايات المتحدة. وكرر الكاتب ما قاله سابقاً إن مساحة إسرائيل تعادل مساحة ولاية نيوجيرسي، والصواريخ التي تُطلق عليها غالباً ما تكون مقذوفات غير موجهة وبطيئة الحركة تُطلق من مكان قريب - وليست الصواريخ التي تمتد عبر العالم التي يخشاها المخططون العسكريون الأميركية أكثر من غيرها. وأوضحت وكالة استخبارات الدفاع الأسبوع الماضي التهديدات المتزايدة التي تواجه الولايات المتحدة من دول مثل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية في تقييم غير سري بعنوان "القبة الذهبية لأميركا". وصوّر الرسم البياني تشكيلة متنوعة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، وصواريخ كروز الهجومية البرية، والأسلحة الأسرع من الصوت القادرة على الوصول إلى سرعات تزيد عن خمسة أضعاف سرعة الصوت. ولا شك أن الولايات المتحدة معرضة لخطر الهجمات الصاروخية، ولكن من غير الواضح ما إذا كان نظام "القبة الذهبية" قادراً على سد هذه الثغرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة. وحتى إذا ثبتت فعالية النظام من خلال الاختبارات، فسيُطلب من الكونغرس مواصلة تدفق التمويل بمليارات الدولارات سنوياً. وصرح ترامب بأنه "يُكمل المهمة" التي بدأها الرئيس رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي ببرنامجه للدفاع الصاروخي الفضائي الذي لم يُحقق نجاحاً كبيراً، وأطلق عليه اسم "حرب النجوم". أُلغي البرنامج بعد أن ثبتت صعوبة التغلب على التحديات التكنولوجية، على الرغم من سنوات من الجهد ومليارات الدولارات من الإنفاق الفيدرالي. وللإشراف على تطوير "القبة الذهبية"، عيّن ترامب الجنرال مايكل أ. غيتلين، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس عمليات الفضاء في قوة الفضاء الأميركية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store