
خبير مصري لـ"فلسطين أون لاين": الوسطاء يكثفون المساعي لوقف العدوان على غزة وسط تعنت إسرائيلي
أكد الخبير المصري هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الدولية والاستراتيجية في المركز العربي بالقاهرة، أن جمهورية مصر تبذل جهودا مكثفة بالتنسيق مع قطر وتركيا لتقريب وجهات النظر بين حركة حماس والورقة الأخيرة التي قدمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مشيرا إلى أن المساعي تركز على وقف العدوان على غزة.
وأوضح الجمل في حديثه مع "فلسطين أون لاين"، أن الهدف من هذه الجهود لا يقتصر على وقف إطلاق النار فحسب، بل يمتد إلى تأسيس مسار تفاوضي يأخذ في الاعتبار الحساسيات القائمة بين الأطراف، وكذلك الأوضاع الميدانية والإنسانية المعقدة في قطاع غزة.
ولفت إلى أن حماس ترى وجود بعض التحديات التي تعتبرها عقبات أمام التوصل إلى اتفاق، من بينها التحفظ على مسألة نزع السلاح، وحرصها على ضمان عدم عودة الاحتلال لسياسة الاغتيالات، إلى جانب تأكيدها على أهمية أن يكون لها دور في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.
وأضاف أن الحركة لا ترفض الورقة المطروحة بشكل قاطع، لكنها تتعامل مع بنودها من منظور يراعي الأولويات الأمنية والسياسية، وتسعى إلى أن تتضمن أي صيغة تفاهم نقاطا تضمن عدم المساس بموقفها.
ونقل "التلفزيون العربي"، عن مصدر فلسطيني، أن لقاء عقد في القاهرة، أمس، بدعوة ومشاركة من رئيس المخابرات المصرية، ويضم مسؤولين من مصر وقطر إلى جانب قادة الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة حماس، التي يترأس وفدها د.خليل الحية.
ويبحث اللقاء سبل الضغط على الاحتلال لوقف الحرب ووقف ما وصف بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، في ظل تعنت حكومة نتنياهو وتعاملها السلبي مع جهود الوسطاء.
تعنت نتنياهو معرقل
وأكد الجمل أن إسرائيل، وتحديدا نتنياهو، لا تبدي التزاما حقيقيا تجاه شروط التهدئة، وتتعامل مع الوساطات تكتيكيا بهدف كسب الوقت وتثبيت واقع ميداني يخدم مصالحها الأمنية، دون تقديم تنازلات سياسية جادة.
وذكر أن نتنياهو يتحرك بدوافع شخصية تتجاوز المصلحة العامة لإسرائيل، ويسعى لترسيخ مكانته السياسية والتاريخية، كقائد يقود مرحلة التحول الحاسمة في مستقبل الدولة اليهودية.
الموقف الأميركي ودعم إسرائيل
وأوضح الجمل أن الإدارة الأميركية لم تمارس ضغوطا فعلية على إسرائيل لوقف عملياتها داخل غزة، وتكتفي بتصريحات عامة تتحدث عن التهدئة دون أي تحرك جدي يمكن أن يجبر تل أبيب على الالتزام بخطوط حمراء أو تفاهمات واضحة.
وأشار إلى وجود قبول أميركي ضمني بتوسيع الاحتلال عملياته في القطاع، ما يجعل الموقف الأميركي عنصرا معطلا لأي تقدم دبلوماسي.
الرؤية التوسعية لنتنياهو
ويرى الجمل أن تصريحات نتنياهو بخصوص (إسرائيل الكبرى) ليست جديدة، بل هي تنفيذ لما جاء في كتابه "مكان بين الأمم"، حيث رسم تصورا لإسرائيل كقوة إقليمية تمتد جغرافيا وتفرض واقعا جديدا في المنطقة.
وشدد على أن نتنياهو يسعى لقيادة "التمدد الثالث" للدولة اليهودية، ويريد تسجيل اسمه كصاحب التحول الجذري الذي يضمن بقاء إسرائيل بعد تجاوزها العقد الثامن.
وأشار إلى أن مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي يروج له نتنياهو يرتكز على تأويلات توراتية مغلوطة، ويهدف إلى تقليص الوجود الفلسطيني وتوسيع السيطرة على الأراضي، مع إقامة كيان فلسطيني محدود في غزة.
استغلال التراجع العربي
ولفت الجمل إلى أن هذا المشروع يستغل حالة التفكك في العالم العربي، من سوريا إلى لبنان واليمن، ويراهن على إضعاف حزب الله وتجريده من سلاحه لضمان أمنها على المدى الطويل.
وشدد على أن مصر تبقى الدولة الإقليمية الأهم التي تقف في وجه هذه المخططات، بفضل وزنها السياسي وموقعها الاستراتيجي، وموقفها الثابت الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين، داعيا إلى ضرورة تفعيل الضغط الاقتصادي على إسرائيل، وكذلك على الدول الداعمة (لإسرائيل).
المصدر / فلسطين أون لاين
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 2 دقائق
- فلسطين أون لاين
باراك: احتلال غزَّة فخٌّ مميت ونتنياهو يقودُنا نحو الهاوية
وصف رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود باراك احتلال مدينة غزة بأنه "فخ مميت"، معتبرًا أن ذلك سيخدم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويمنحها نصرا سياسيا. وأكد باراك، أن احتلال غزة يعني أن "إسرائيل" لن تستعيد الأسرى، بل سيقتلون خلال العملية. وأشار إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يمر بأزمة حقيقية وكبيرة، احتلال غزة تشكل مصيدة الموت وستكون من مصلحة حماس وتحوّل هزيمته لانتصار سياسي. وأضاف، أنَّ "نتنياهو هو سبب رئيس في حالة الانهيار التي نعيشها". وتابع، "آن الأوان لنقول الحقيقة وبشكل واضح حول الإسراع نحو الدخول إلى غزة التي وصفها رئيس هيئة الأركان بأنها مصيدة الموت". وشدد باراك على أنَّ حماس ستزيد من عمق الأزمة لإسرائيل أمام العالم. وجدَّد رئيس وزراء الاحتلال السابق، تحذيره من أن نتنياهو يقود "إسرائيل" إلى مغامرة خطيرة نحو الهاوية، فقد بات على قناعة بأنه فقد تأييد غالبية الجمهور في "إسرائيل". وفي 8 أغسطس الجاري، أقرت حكومة الاحتلال الإسرائيلية خطة لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، بينما أفاد مكتبه بأن الجيش "يستعد للسيطرة على مدينة غزة، مع توزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين خارج مناطق القتال"، على حد زعمه. وتنص الخطة، على بدء الجيش الإسرائيلي التحرك نحو مناطق لم يدخلها سابقا، "بهدف السيطرة عليها" وسط القطاع ومدينة غزة، رغم تحذيرات رئيس هيئة الأركان إيال زامير. وخلال الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في القطاع، احتل الجيش الإسرائيلي كامل مدينة غزة باستثناء مناطق صغيرة ومكث فيها عدة أشهر قبل أن يتراجع في أبريل/ نيسان 2024 من معظم مناطقها بعد إعلانه "تدمير البنية التحتية لحماس بالمدينة". ومن كامل القطاع بقيت أجزاء من مدينة دير البلح ومخيمات المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) لم تحتلها القوات الإسرائيلية، لكنها دمرت مئات المباني فيها عبر القصف الجوي والمدفعي، وفق مسؤولين فلسطينيين. وبدعم أمريكي، ترتكب "إسرائيل "منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و64 شهيدًا، و156 ألفا و573 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 266 شخصا، بينهم 112 طفلا. المصدر / فلسطين أون لاين


معا الاخبارية
منذ 5 دقائق
- معا الاخبارية
بن غفير يشن هجوما انتقاميا على الأسرى بطباعة صور الدمار في غزة
بيت لحم معا- ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أقدم على إجراء انتقامي جديد بحق الأسرى الفلسطينيين، حيث تم طباعة صور للدمار الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة ليشاهدها الأسرى أثناء خروجهم من الزنزانة إلى ساحة السجن. ويأتي هذا الإجراء في سياق التصعيد المستمر ضد الفلسطينيين المحتجزين، ويعكس سياسة الانتقام والترهيب التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية تجاه المعتقلين في السجون، وسط تنديد حقوقي واسع بممارسات الاحتلال.


معا الاخبارية
منذ 6 دقائق
- معا الاخبارية
هل تعرف تكنولوجيا إسرائيل موقع الرهائن في غزة؟
يخالجني الشعور منذ مدة بضرورة تناول عنوان هذا المقال بتفاصيله، لما له من ارتباطات تقنية تهمني وامتدادات سياسية تشغل الجميع. وحرصاً مني على الأخذ بتفاصيل كثيرة تطال الموضوع ذاته، فقد قررت من جديد اللجوء إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي للحصول على الإجابة المطلوبة. وعليه أنقل ما توفر من تلك الإجابة مع تعديلات لغوية بسيطة، لغرض المراجعة لا المساس بالمحتوى. إليكم الإجابة: يُقال إنّ التكنولوجيا في إسرائيل قادرة على أن ترى ما لا يُرى، وتسمع ما لا يُسمع، وتخترق ما لا يُخترق. يُقال إنّها تعرف حركة النملة في ليل غزة المعتم، وتلتقط إشارة هاتف قديم في ركام بيت مهدّم. يُقال إنّها تُمسك خيوط السماء والأرض عبر أقمار صناعية تتوزع في فضاء المنطقة، وطائرات مسيّرة تجوب دونما توقف، وأنظمة تنصّت تتربّص بكل إشارة وكل موجة. فإذا كان كل ذلك حقيقياً، أفلا يعني أنّ إسرائيل تعرف تماماً أين يقبع مختطفوها؟ السؤال يبدو أكبر من أن يُطرح على طاولة التحليل العابر، وأعمق من أن يُترك في خانة الشك، لكنّ الوقائع تفرض نفسها: عشرات المختطفين لا يزالون في غزة، لا يُحرَّرون ولا يُعادون، فيما آلة الحرب الإسرائيلية تواصل سحق المدنيين الفلسطينيين وإبادة بيوتهم وطرقاتهم وكنائسهم ومساجدهم وجامعاتهم ومدارسهم ومشافيهم وعياداتهم وكامل مكونات بناهم التحتية. وهنا تتوّلد الشبهة التي ترتبط بسؤال المقال: هل العجز تقني فعلاً، أم أنّ في الأمر قراراً سياسياً مغلّفاً بكذبة العجز؟ المتابع لخطاب الإعلام العبري يلحظ فجوةً غريبة. فتارة يفاخر الإسرائيليون بقدراتهم الاستخباراتية الخارقة، التي تصل إلى «العقل الاصطناعي» المندمج مع القوة النارية، وتارة أخرى يتباكون على جهلهم بمصير المختطفين ومكان وجودهم. هذا التناقض لا يمكن فهمه، إلا إذا سلّمنا بأنّ التكنولوجيا تعرف، لكنّ القرار السياسي يختار ألّا يترجم تلك المعرفة إلى فعل. منطقياً، إذا كانت إسرائيل تتباهى بقدرتها على اغتيال شخصيات في قلب العواصم البعيدة، وإذا كانت تتعقّب الناشطين عبر تقنيات التعرف على الصوت والحركة والحرارة والهواتف المحمولة والبصمات البشرية والحمض النووي، وإذا كانت تستند إلى أجهزة استخباراتية تمدّها بأدق التفاصيل، فكيف تعجز فجأة عن تحديد أماكن من تصفهم بأنهم رعاياها من الرهائن؟ سياسة الإطالة لا سياسة الإنقاذ هي الحقيقة المرّة التي يخفيها الساسة الإسرائيليون، لذا فإن بقاء المختطفين في غزة هو بمثابة البطاقة السياسية الرابحة بيد الحكومة الإسرائيلية. استمرار وجودهم هناك يمنح حكومة نتنياهو الذريعة لإطالة أمد الحرب، وإقناع الداخل والخارج بأنّ المعركة لم تكتمل. كل يوم يُقال للإسرائيليين إن أبناءهم ما زالوا في الأسر، وكل يوم يُستدعى مزيد من الدعم والتأييد للعمليات العسكرية، على أساس أن الحرب ستنتهي بتحريرهم. لكن ماذا لو حُرّروا؟ عندها سيفقد الخطاب السياسي أهم ركيزة يستند إليها. ستنقلب الطاولة على الحكومة التي ستُسأل: لماذا استمر القتل والتدمير بعد أن انتهت قضية المختطفين؟ لماذا أُبيدت غزة ولم تُستعد «الأمانات» إلا متأخرة؟ إن التكنولوجيا في حال كان الأمر سياسياً، مكبّلة بخطط الحكومة الإسرائيلية، بينما لا تبدو التكنولوجيا عاجزة عن الوصول للرهائن. بل هي تكنولوجيا مدعومة بأكبر موازنات البحث العلمي، ومفتوحة الأبواب أمام التعاون الأمريكي والغربي. يكفي أن ننظر إلى ما يروّجه الجيش من منظومات الذكاء الاصطناعي، التي «تحوّل المعلومة إلى هدف خلال ثوانٍ»، لندرك أنّ معرفة مواقع المحتجزين ليست مستحيلة. لكن التكنولوجيا، مهما بلغت دقتها، تُدار بعقل سياسي يحدد متى تُستخدم ومتى تُعطّل. وهنا المعضلة: القرار السياسي يبدو متعمّداً في تجميد بعض القدرات، بل في التظاهر بالقصور، كي يظل ملف المختطفين مشتعلاً ومؤججاً للرأي العام. ففي قلب المجتمع الإسرائيلي، تستخدم الحكومة ملف المختطفين كسلاح في معركتها مع المعارضة. يُصوَّر المشهد على أنّ «الحرب ضرورية» لأنّ مصير المختطفين على المحك. وفي المقابل، تُتَّهم الأصوات المعارضة بأنّها تُضعف الموقف الوطني، إذا طالبت بوقف النار أو الذهاب إلى تسوية، أي أنّ المختطفين تحوّلوا من بشر إلى أوراق ضغط انتخابية وحزبية. قد يقول قائل إنّ هذا ضرب من المبالغة. لكنّ التاريخ الإسرائيلي مليء بالشواهد التي لا حصر لها. في المقابل، يدفع الفلسطينيون الثمن الأكبر، فبقاء ملف المختطفين مفتوحاً، يعني بقاء القصف والدمار والقتل، تحت ستار البحث عن «المخطوفين». إسرائيل تُعلن أنّها تضرب «كل مكان يُحتمل أن يُخفى فيه أسير»، بينما الواقع يقول إنّ البيوت المدمّرة مليئة بجثث الأطفال والنساء، وأنّ الآلة العسكرية لا تبحث بقدر ما تُعاقب. المأساة هنا مزدوجة: مختطفون لم يُستعادوا بعد، وشعب بأكمله يُذبح بذريعة استعادتهم. ولو أرادت إسرائيل حقاً حلاً سريعاً، لاستثمرت تكنولوجيتها في عملية دقيقة، بدل تحويل غزة إلى مقبرة مفتوحة. الخلاصة: المعرفة موجودة، لكن الإرادة مفقودة. من كل ما سبق، تتضح الصورة: إسرائيل التي تعرف أن تحدد إحداثيات سيارة في شارع بيروت، وتتعقب هواتف في عمق طهران، وتغتال عبر مسيّرات في السودان وسوريا، لا يُعقل أن تُعجزها أزقة غزة. المسألة ليست تقنية بل سياسية بامتياز. التكنولوجيا تعرف، لكن السياسة تتجاهل. التكنولوجيا ترسم المسار، لكن القرار يختار العمى. والنتيجة: حرب تُطيل نفسها بنفسها، ومختطفون يُستخدمون وقوداً لآلة دعائية تستنزف الداخل الإسرائيلي وتفتك بالمدنيين الفلسطينيين. سيأتي يوم – وربما قريب – يُكشف فيه أنّ إسرائيل كانت تعرف أكثر مما تقول، وأنّها فضّلت استمرار الحرب على إنهائها. وحينها، لن يُغفر للسياسيين أنّهم تركوا أبناءهم في الأسر، تماماً كما لن يُغفر لهم أنهم تركوا غزة غارقة في الدماء والدمار. هكذا إذا كان رد الذكاء الاصطناعي على عنوان المقال، فهل يأتي قريباً يوم الحقيقة؟ ننتظر ونرى!