logo
ترامب يتبنّى مصطلح "الخليج العربي" رسمياً، ما جذور الخلاف التاريخي على التسمية بين العرب وإيران؟

ترامب يتبنّى مصطلح "الخليج العربي" رسمياً، ما جذور الخلاف التاريخي على التسمية بين العرب وإيران؟

BBC عربية٠٨-٠٥-٢٠٢٥

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل توجهه إلى السعودية والإمارات وقطر في مايو/أيار 2025، أنه سيستخدم اسم "الخليج العربي" في الخطابات الرسمية بدلاً من "الخليج الفارسي".
التصريح أعاد الخلاف القديم حول التسمية إلى الواجهة، وحرّك الجدل من جديد في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط مواقف متباينة بين الدول المطلة على الخليج.
ويعود أول استخدام موثق لاسم "الخليج الفارسي"، إلى كتابات المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد، وقد ظل هذا الاسم شائعاً في الخرائط الجغرافية الكلاسيكية الرومانية والبيزنطية، ثم الإسلامية، حيث أشار بعض الجغرافيين المسلمين مثل الإدريسي وابن خلدون إلى الخليج باسم "بحر فارس".
لكن في المقابل، استخدمت بعض النصوص العربية القديمة تسميات مثل "بحر البصرة" و"بحر العرب"، وفي العصر العباسي، أطلق الرحالة سليمان التاجر على المنطقة تسمية "بحر مكران" نسبة إلى الساحل الإيراني، بينما أشار المؤرخون العرب المتأخرون إلى "الخليج العربي" بشكل متزايد، خاصة بعد نشوء الممالك والإمارات العربية على سواحله الغربية.
وتزايد استخدام تعبير "الخليج العربي" في القرن العشرين، خاصة مع صعود الحركات القومية العربية، التي رأت في التسمية الفارسية دلالة على نفوذ إيراني لا يتماشى مع الواقع الجغرافي، حيث إن جميع الدول المطلة على الخليج من الجهة الغربية هي دول عربية.
وقد لعبت الصحافة العربية، لا سيما في مصر والعراق، دوراً في تكريس مصطلح "الخليج العربي" مع تصاعد التوترات السياسية مع طهران.
وفي فترة الاستعمار البريطاني لمنطقة الخليج بين القرنين التاسع عشر ومنتصف العشرين، اعتمدت السلطات البريطانية اسم "الخليج الفارسي" في الخرائط والمراسلات الرسمية، ما كرّس هذه التسمية في الأدبيات الغربية.
ومع ذلك، كانت بعض الوثائق البريطانية الداخلية تشير أحيانًا إلى "الخليج العربي" عند الحديث عن الجانب العربي من الساحل.
وتعتمد الأمم المتحدة اسم "الخليج الفارسي" في خرائطها ووثائقها الرسمية، بناءً على ما تسميه "التسمية التاريخية المعتمدة".
في عام 2006، أصدرت مجموعة الأمم المتحدة للخبراء في الأسماء الجغرافية (يو إن جي إي جي إن) مذكرة تؤكد فيها أن استخدام مصطلح "الخليج الفارسي" هو الوحيد المعترف به دوليًا، داعية وسائل الإعلام والمنظمات إلى الالتزام به.
ولم يصدر قرار يناقضها، ولم يتم تبني أي بديل رسمي، مما يعني استمرار الاعتراف باسم "الخليج الفارسي".
ويظهر في جميع الخرائط الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة – بما فيها خرائط قسم الشؤون الجغرافية التابع لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية (ديسا) – تستخدم مصطلح "الخليج الفارسي" فقط.
والأمم المتحدة لا تصدر قراراً منفرداً بـ"اعتماد" أسماء جغرافية كما تفعل بعض المؤسسات التشريعية، بل تُظهر اعتمادها من خلال الاستعمال الرسمي المستمر في وثائقها، وخلوّها من أي استخدام لتسميات بديلة غير معترف بها دولياً.
لكنها أصدرت في عام 1994 توجيهاً باستخدام المصطلح "الخليج الفارسي" في كل الحالات بدلاً من استخدام المصطلح المختصر "الخليج"، بما في ذلك عند تكرار المصطلح بعد استخدامه الأول في النص.
وتؤكد إيران مراراً على اعتماد هذا الاسم في المحافل الدولية، وتعتبر استخدام اسم "الخليج العربي" من قبل بعض الأطراف تشويهاً متعمداً للتاريخ، بل إن وزارة الخارجية الإيرانية نظّمت حملات إعلامية وفعاليات دولية للترويج لهذا الاسم، وتُدرج في جوازات سفرها عبارة "الخليج الفارسي".
في المقابل، ترفض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات والعراق، هذه الرواية، وتؤكد على أحقية التسمية وفقاً للهوية الجغرافية والسياسية. وقد قدّمت بعض الحكومات العربية اعتراضات رسمية إلى المنظمات الدولية عند استخدام اسم "الخليج الفارسي" في المؤتمرات والخرائط.
وبينما تعتمد العديد من المنظمات الدولية التسميات التاريخية كإجراء تقني، يُلاحظ في العقود الأخيرة تزايد استخدام مصطلح "الخليج" فقط دون توصيف، كخيار دبلوماسي لتجنب الخلاف، خاصة في وسائل الإعلام الغربية.
من الجانب العربي، تستخدم السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، قطر، والعراق اسم "الخليج العربي" بشكل رسمي في المناهج التعليمية، البيانات الحكومية، ووسائل الإعلام. كما تصدر في الخرائط الرسمية المعتمدة من وزارات الخارجية والتعليم في هذه الدول.
أما إيران، فهي الدولة الوحيدة على الضفة الشرقية للخليج، وتتمسك باسم "الخليج الفارسي" بوصفه جزءاً من الهوية الوطنية، وقد أدرج البرلمان الإيراني قوانين تمنع استخدام أي تسمية بديلة، وتعاقب الجهات الإعلامية التي تنشر مصطلح "الخليج العربي".
ورغم استخدام الولايات المتحدة السابق لـ"الخليج الفارسي" في الخرائط الجغرافية الرسمية، أظهرت مرونة بحسب الظرف السياسي.
فقد استخدم بعض المسؤولين الأميركيين تعبير "الخليج العربي" في خطاباتهم، كما حدث في عهد الرئيس جورج بوش الأب أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991، وكذلك في بيانات رسمية لوزارة الدفاع الأميركية أثناء وجود قواتها في المنطقة.
ولا تزال تعتمد بريطانيا الاسم الفارسي تاريخياً، لكنه غالباً ما يُستبدل بتعبير "الخليج" في الخطاب الدبلوماسي والإعلامي، وتشير مصادر في الخارجية البريطانية إلى أن هذه السياسة تهدف إلى الحياد وتجنب الاصطفاف السياسي.
ويمتد الخلاف على التسمية إلى أبعاد تتجاوز المصطلحات الجغرافية، ليشمل رمزية الهوية القومية وصراع النفوذ في المنطقة.
ويرى بعض الباحثين أن استخدام "الخليج العربي" من قبل العرب يعكس محاولة لتأكيد حضورهم السياسي والثقافي في الإقليم، في مقابل النفوذ الإيراني المتنامي، أما إيران، فترى في أي تغيير للاسم محاولة لعزلها عن مجالها الحيوي، وتهديداً لهويتها التاريخية.
وبعيدًا عن الجدل السياسي، فإن لهذا الخلاف أصداءً في مجالات متعددة، ففي الإعلام، يُثار الجدل عند بث برامج أو نشر مقالات تستخدم إحدى التسميتين، كما حدث مع قناة "ناشيونال جيوغرافيك" التي نشرت خريطة في عام 2010 استخدمت فيها مصطلح "الخليج العربي"، ما دفع إيران إلى تقديم احتجاج رسمي وهددت بإيقاف توزيع المجلة داخل أراضيها.
وفي الرياضة، حدثت انسحابات من بطولات دولية بسبب استخدام مصطلحات مخالفة للمواقف الرسمية، مثل انسحاب إيران من دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة في العاصمة القطرية الدوحة عام 2005، بعد استخدام مصطلح "الخليج العربي" في المواد الترويجية.
وفي التعليم، تختلف مناهج الجغرافيا في الدول العربية والإيرانية، حيث إن كلاً منها يكرّس تسميته كحقيقة غير قابلة للنقاش، ففي إيران، يُدرَّس الاسم "الخليج الفارسي" كجزء من الهوية القومية، بينما تعتمد دول الخليج العربي اسم "الخليج العربي" في كل مناهجها الجغرافية والتاريخية، وتُخصص بعض المقررات للتأكيد على هذا الخيار.
كما يظهر النزاع في المحافل الدولية، مثل منظمة اليونسكو ومؤتمرات الملاحة، حيث يحتج الوفد الإيراني في حال تم استخدام "الخليج العربي"، ويطالب بحذفه أو تعديله.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القبة الذهبية.. نظام دفاع صاروخي جديد لحماية الولايات المتحدة.. ما قدراته وكيف يعمل؟
القبة الذهبية.. نظام دفاع صاروخي جديد لحماية الولايات المتحدة.. ما قدراته وكيف يعمل؟

BBC عربية

timeمنذ 15 ساعات

  • BBC عربية

القبة الذهبية.. نظام دفاع صاروخي جديد لحماية الولايات المتحدة.. ما قدراته وكيف يعمل؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصميم وضعته بلاده لنظام الدفاع الصاروخي المستقبلي "القبة الذهبية" قائلاً إنه سيدخل الخدمة بنهاية ولايته الرئاسية. تكلفة النظام تبلغ 175 مليار دولار وخصصت الولايات المتحدة مبلغاً أولياً قدره 25 مليار دولار للمشروع ضمن قانون الميزانية الجديد ومع ذلك قدر مكتب الميزانية في الكونغرس أن الحكومة قد تنفق في نهاية المطاف مبلغاً أكبر، يصل إلى 542 مليار دولار على مدى 20 عاماً، على الأجزاء الفضائية من النظام وحده. يصمم النظام لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك الأسلحة القادرة على التحرك بسرعة تفوق سرعة الصوت، وأنظمة القصف المداري الجزئي - المعروفة أيضاً باسم "فوبز- Fobs". يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.

الإمارات تتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن "مساعدات عاجلة" لغزة، واتهامات بعرقلة توزيعها
الإمارات تتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن "مساعدات عاجلة" لغزة، واتهامات بعرقلة توزيعها

BBC عربية

timeمنذ يوم واحد

  • BBC عربية

الإمارات تتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن "مساعدات عاجلة" لغزة، واتهامات بعرقلة توزيعها

توصلت الإمارات العربية المتحدة إلى اتفاق مع إسرائيل للسماح بإيصال "مساعدات إنسانية عاجلة" إلى غزة، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل اتهامات محلية ودولية بعرقلة المساعدات. وأفاد البيان الذي نشرته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن الشيخ عبد الله بن زايد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإماراتي، أجرى اتصالاً هاتفياً مع جدعون ساعر، وزير خارجية إسرائيل، "أفضى إلى الاتفاق على بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة من دولة الإمارات". وأضاف البيان أن هذه المساعدات تهدف إلى تلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 15 ألف مدني في قطاع غزة كمرحلة أولى. كما تشمل المبادرة توفير المواد الأساسية اللازمة لتشغيل المخابز في القطاع، بالإضافة إلى مستلزمات الأطفال الضرورية، مع ضمان استمرارية توفير هذه المواد لتلبية احتياجات المدنيين. وأعلنت إسرائيل أن 93 شاحنة مساعدات دخلت غزة من إسرائيل يوم الثلاثاء، لكن الأمم المتحدة قالت إن توزيع المساعدات مُعطّل. وأكد آل نهيان خلال الاتصال على أهمية وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني في القطاع "بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق". كما بحث الجانبان الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية للسماح بوصول المساعدات إلى غزة، حيث تقول المنظمات الإنسانية إن الحصار الشامل المفروض منذ 2 مارس/آذار تسبب في نقص حاد في الغذاء والدواء. "ذراً للرماد في العيون" من ناحية أخرى، اتهم أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في قطاع غزة إسرائيل بمواصلة عرقلة دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأكد الشوا أن شاحنات الإغاثة لم تصل بعد إلى مخازن الأمم المتحدة في غزة، قائلاً إن إسرائيل تحاول التهرب من الضغوط الدولية بـ "ادعاء السماح بدخول المساعدات"، على حد تعبيره. وفي السياق ذاته، قالت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، إن "كمية المساعدات التي بدأت إسرائيل بالسماح بدخولها إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب ليست كافية على الإطلاق". وأضافت أن المساعدات الحالية جاءت في إطار التمويه "ذراً للرماد في العيون، للتظاهر بانتهاء الحصار"، في إطار نفي تهمة تجويع سكان القطاع عن نفسها. وقالت باسكال كويسارد، منسقة الطوارئ في المنظمة في خان يونس بغزة: "إن قرار السلطات الإسرائيلية بالسماح بدخول كمية غير كافية من المساعدات إلى غزة على نحو مثير للسخرية بعد أشهر من الحصار المشدد، يشير إلى نيتها تفادي تهمة تجويع سكان غزة، بينما في الواقع تُبقيهم على قيد الحياة بالكاد". وأضاف البيان أن "التصريح الحالي بإدخال 100 شاحنة يومياً، في ظلّ الوضع المتردّي للغاية، غير كافٍ على الإطلاق". "لا نعرف إلى أين نُحيل الحالات المرضية الصعبة"، طبيبة من غزة تتحدث لبي بي سي عن انهيار القطاع الصحي في غضون ذلك، تواصل أوامر الإخلاء تهجير السكان، بينما لا تزال القوات الإسرائيلية تُخضع المرافق الصحية لغارات مكثفة. وأعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين أنها حصلت على الموافقة لإرسال مساعدات لأول مرة منذ أن فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً في 2 مارس/آذار، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء. وأعلنت إسرائيل أن 93 شاحنة دخلت غزة من إسرائيل يوم الثلاثاء، محملة بمساعدات شملت الطحين وأغذية أطفال ومعدات طبية وأدوية، لكن الأمم المتحدة قالت إن المساعدات مُعطّلة. وأوضحت الأمم المتحدة أن المساعدات لم توزَّع في غزة حتى الآن، على الرغم من وصول الشاحنات إلى الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، بعد حصار دام 11 أسبوعاً. وقال المتحدث باسمها، ستيفان دوجاريك، إن الفريق "انتظر عدة ساعات" حتى تسمح له إسرائيل بالدخول إلى المنطقة، لكن "للأسف، لم يتمكنوا من إدخال تلك الإمدادات إلى مستودعاتنا". الاتحاد الأوروبي: "وضع كارثي" وفي إطار الضغوط الدولية، أعلنت بريطانيا، الثلاثاء، تعليق المفاوضات التجارية مع إسرائيل، واستدعاء سفيرة إسرائيل، على خلفية توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن مراجعة شراكته مع إسرائيل على خلفية الأوضاع في غزة. وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الثلاثاء إن "الوضع في غزة كارثي، ويجب زيادة إدخال المساعدات إلى القطاع في أسرع وقت". وأوضحت كالاس أن التكتل سيطلق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل، على ضوء المستجدات الأخيرة في قطاع غزة. بريطانيا تعلّق المفاوضات التجارية مع إسرائيل، والاتحاد الأوروبي يراجع شراكته معها على خلفية الأوضاع في غزة وهناك دعوات متزايدة لمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية بقطاع غزة، وتصاعد الانتقادات الأوروبية لسياسات إسرائيل. وتقود هولندا هذه المبادرة، وتسعى لحشد دعم غالبية الدول الأعضاء من أجل الضغط على المفوضية الأوروبية لتفعيل بند مراجعة الاتفاق. وتنص الاتفاقية في مادتها الثانية على احترام حقوق الإنسان، وهو ما تقول دول أوروبية إنه لم يعد قائماً في ظل الوضع الحالي. ويؤكد دبلوماسيون، أن حصول المبادرة على تأييد 14 دولة سيكون كافياً لدفع المفوضية إلى التحرك أو تبرير موقفها رسمياً. من جهته، قال المكتب الحكومي التابع لحماس في غزة إن إسرائيل تواصل لليوم الثالث على التوالي، منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، في "انتهاك صارخ" لما أُعلِن سابقاً من التزامات وتعهدات. وأضاف في بيان أن هذا يأتي استمراراً لسياسة الحصار والتجويع "الممنهجة"، ضد أكثر من مليوني مدني فلسطيني يعيشون أوضاعاً إنسانية صحية ومعيشية متدهورة ونقصاً حاداً في الغذاء والدواء والوقود، ما ينذر بكارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة السكان. واتهم المكتب الحكومي السلطات الإسرائيلية بتعمد استخدام الغذاء والدواء كسلاح حرب ضد المدنيين، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية بالتحرك العاجل والضغط الفوري لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات دون تأخير أو عراقيل، والعمل الجاد على إنهاء "الحصار الظالم" المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 عاماً. مقتل جندي إسرائيلي وأكثر من 40 فلسطينياً على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مقتل جندي برتبة رقيب أول خلال المعارك الجارية في جنوب قطاع غزة، ليكون ثاني جندي يُقتل خلال أقل من 24 ساعة في القطاع. وبذلك، يرتفع عدد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين منذ بدء الحرب على غزة إلى 858، وفقاً لبيانات الجيش الإسرائيلي. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجندي قُتل جراء تفجير عبوة ناسفة استهدفت المبنى الذي كان بداخله. وذكرت الإذاعة أن المبنى الذي قُتل فيه الجندي فُحِص مسبقاً باستخدام كلب وطائرة مُسيّرة، واستُبعِد وجود قنبلة قبل دخوله إليه، إلا أن الجندي علق تحت الأنقاض لساعات طويلة، واستمرت عملية الإنقاذ حتى وقت متأخر من ليل الثلاثاء. أما على الجانب الفلسطيني، فقال مسعفون فلسطينيون إن سبعة على الأقل قتلوا صباح الأربعاء، في قصف جوي طال سوقاً في مدينة غزة، بعد مقتل العشرات في غارات إسرائيلية، ما يرفع عدد القتلى منذ فجر الأربعاء إلى أكثر من 40 فلسطينياً. وبحسب المصادر، فإن 11 فلسطينياً قُتلوا في قصف منزل بمنطقة جباليا البلد شمالي قطاع غزة، ما أسفر كذلك عن جرح 13 آخرين جميعهم ينتمي إلى عائلة واحدة. وفي المنطقة نفسها، قُتل طفل وجُرح 22 فلسطينياً في قصف ضرب إحدى البنايات. وقال الشهود إن الغارات التي وقعت خلال الساعات القليلة الماضية في شمالي قطاع غزة، استهدفت كذلك منزلين في منطقتي بئر النعجة والفالوجة إلى الغرب من مخيم جباليا، وكذلك المناطق المحيطة بمقبرة الفالوجة. أما في وسط قطاع غزة، فقد قتل خمسة أشخاص، بينهم 3 أطفال أحدهم رضيع، في غارة جوية على منزل في مدينة دير البلح. كما قُتل آخران جراء قصف لطائرة مسيرة إسرائيلية على مخيم المغازي. وفي جنوبي القطاع، قُتل أربعة وجرح آخرون، في قصف جوي طال منزلاً في بلدة عبسان الكبيرة إلى الشرق من مدينة خان يونس. كما قُتل ثلاثة في قصف لمنزل في منطقة معن إلى الجنوب من المدينة نفسها. من جهة أخرى، ووفقاً لشهود عيان، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية نسف لعدد من المباني إلى الغرب من بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

وزير الخارجية الأمريكي يحذر من "حرب أهلية شاملة" وشيكة في سوريا
وزير الخارجية الأمريكي يحذر من "حرب أهلية شاملة" وشيكة في سوريا

BBC عربية

timeمنذ يوم واحد

  • BBC عربية

وزير الخارجية الأمريكي يحذر من "حرب أهلية شاملة" وشيكة في سوريا

دعا وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى دعم السلطات الانتقالية في سوريا، محذراً من أن البلاد قد تكون على بُعد أسابيع فقط من "انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد ملحمية". وفي جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، دافع روبيو عن قرار الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي برفع العقوبات عن سوريا قبل لقائه بالرئيس أحمد الشرع - رئيس الفترة الانتقالية في سوريا-، والقائد السابق في تنظيم القاعدة الذي قاد هجوماً أطاح ببشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول. وأوضح روبيو أن مبرر ترامب هو أن دولاً أخرى أرادت مساعدة إدارة الشرع وإرسال المساعدات، لكنها كانت متخوفة من العقوبات. ولم يصدر أي تعليق فوري من دمشق على تصريحات الخارجية الأمريكية. وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على سوريا رداً على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها القوات الموالية للأسد خلال الحرب الأهلية المدمرة التي شهدتها البلاد على مدى 13 عاماً، وقُتل فيها أكثر من 600 ألف شخص وأُجبر 12 مليوناً آخرين على النزوح من ديارهم. كما أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد أصرت سابقاً على استيفاء دمشق لعدة شروط قبل رفع العقوبات عنها، بما في ذلك حماية الأقليات الدينية والعرقية. ورغم وعد الشرع بذلك، إلا أن البلاد شهدت موجتين من العنف الطائفي المميت في الأشهر الأخيرة. ففي مارس/ آذار، قُتل ما يقرب من 900 مدني، معظمهم من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، على يد القوات الموالية للحكومة في جميع أنحاء المنطقة الساحلية الغربية خلال معارك بين قوات الأمن والموالين للنظام السابق، وفقاً لإحدى مجموعات الرصد. وأفادت التقارير بأن الموالين للنظلم السابق قتلوا ما يقرب من 450 مدنياً و170 من أفراد الأمن. وفي مطلع مايو/ أيار، أفادت التقارير بمقتل أكثر من 100 شخص في اشتباكات بين مسلحين من الأقلية الدرزية وقوات الأمن الجديدة ومقاتلين من الجماعات الإسلامية المتحالفة معها في ضاحيتين في العاصمة دمشق ومحافظة السويداء الجنوبية. وحتى قبل اندلاع أعمال العنف، كان العديد من أبناء الأقليات قلقين بشأن السلطات الانتقالية الجديدة، التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام، التي يقودها الشرع. وهي جماعة كانت تتبع في السابق لتنظيم القاعدة، وتصنفها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة كمنظمة إرهابية. كما لا يزال الشرع نفسه مُدرجاً في قائمة الولايات المتحدة "للإرهابيين العالميين المُصنفين بشكل خاص"، على الرغم من أن إدارة بايدن أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول أن الولايات المتحدة ستلغي مكافأة العشرة ملايين دولار، التي خصصتها لمن يساعد في اعتقاله. وعلى الرغم من ماضي الشرع، انتهز ترامب الفرصة لمقابلته أثناء حضوره قمة قادة الخليج في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي. وبعد اللقاء، وصفه الرئيس الأمريكي في تصريح للصحفيين بأنه "شاب جذاب"، مضيفاً أنه"رجلٌ قوي. له ماضٍ قوي. ماض قويّ جداً. ومقاتل". وقال "لديه فرصة حقيقية لتوحيد سوريا"، مضيفاً "أنها دولة مُمزّقة". في غضون ذلك، قال الشرع إن قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا "كان قراراً تاريخياً وشجاعاً، يُخفف معاناة الشعب، ويُساهم في نهضته، ويُرسي أسس الاستقرار في المنطقة". وفي حديثه أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في العاصمة الأمريكية واشنطن، الثلاثاء، قال روبيو مازحاً "الخبر السيء هو أن شخصيات السلطة الانتقالية. لم يجتازوا فحص خلفياتهم، الذي عادة ما يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي". وأضاف "لكن من ناحية أخرى، إذا تواصلنا معهم، فقد ينجح الأمر، وقد لا ينجح. في حين إذا لم نتواصل معهم، فمن المؤكد أن الأمر لن ينجح". وقال روبيو: في الواقع، نعتقد، وبصراحة، أن السلطة الانتقالية، بالنظر إلى التحديات التي تواجهها، على بُعد أسابيع، وليس أشهر، من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد ملحمية، أي تقسيم البلاد. ولم يُفصّل الوزير، لكنه قال إن أقليات سوريا "تعاني من انعدام ثقة داخلي عميق. لأن الأسد حرّض هذه الجماعات عمداً على بعضها البعض". وأضاف أن ترامب قرر رفع العقوبات بسرعة لأن "دول المنطقة ترغب في إيصال المساعدات، وتريد البدء بمساعدتها. لكنها لا تستطيع ذلك خوفاً من عقوباتنا". وفي سياق متصل، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا أيضاً. وكتبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على منصة إكس "نريد مساعدة الشعب السوري في إعادة بناء سوريا جديدة، شاملة، وسلمية". وأضافت "لطالما وقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب السوريين على مدار السنوات الأربع عشرة الماضية، وسيواصل ذلك". وقالت وزارة الخارجية السورية إن القرار يمثل "بداية فصل جديد في العلاقات السورية الأوروبية المبنية على الرخاء المشترك والاحترام المتبادل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store