logo
للضرورة أحكام

للضرورة أحكام

معا الاخباريةمنذ 16 ساعات

لم أجد من قالها وارتبطت به، كحال الأمثال والحكم، لكن وجدت ما يتعلق بها، مثل " الضرورات تبيح المحظورات"، والعبارتان تعلقتا بالأحكام. ولعل التأمل فيهما يقودنا الى قاعدة التسهيل والتيسير.
تفحصت عبارة "القاعدة والاستثناء"، فوجدت حال الاستثناء صار قاعدة، عدت لتاريخنا القومي والوطني، فتعمق لدي المثل "زي الفريك ما لي شريك".
طيب وبعدين!
في حالة الأزمة، وفي ظل اختلاف وجهات النظر، فإن المعيار المهم هنا هو الشأن العام، ولعل ذلك يدفعنا دوما، كما يدفع الآخرين الى الاستفادة القصوى من كل دور لأي شخصية، حتى ولو اختلفنا، كذلك فإن المحبة وعدمها ليس شرطا للفعل؛ كون التعاون هنا ضرورة وطنية.
فإذا أجبرتنا الحياة في حياتنا الشخصية أن نفعل ما نحبه، أو نتعامل من لا نحبهم، أليس بالأجدى في حياتنا العامة فعل ذلك؟
نحن اليوم بحاجة لنكون معا في الفعل التعاوني، في ظل اقتناع العالم أكثر بأسباب الصراع هنا، حيث عاد الكثيرون الى أصل الصراع، وهكذا تتزايد تصريحات الساسة بضرورة إنهاء الاحتلال الذي صار يتغول حتى دول الغرب القوية، ليتهم ساستها بالانحياز، بل ان الاحتلال يريد إجبار العالم على شرعنة القتل.
للضرورة أحكام فعلا، من حيث الوفاق والاتفاق، والتوافق، وكلها تنطلق من جذر لغوي ومضمون واحد، فهل هناك ممن هم بيننا ومنا من يقفون ضد ذلك؟
وهل نحن كشعب والقادة بحاجة للتأكيد على أن تحقيق الخلاص الوطني العام هو من سيضمن خلاصنا الفردي؟
فما الذي نضيفه إذن؟
في ظل ما صار العالم يجد دولة الاحتلال عبئا، وفي ظل ما نشهده من اختلافات بينها وبين الولايات المتحدة، حتى ولو على مستوى السطح الخارجي، وفي ظل وصول دول العالم والمؤسسات الدولية والأممية الى عدم القدرة على احتمال إرهاب الدولة الرسمي المنظم، صار بالإمكان عمل اختراق ما هنا، داخل حركة فتح أولا ومنظمة التحرير ثانيا، وداخل القوى جميعها ثالثا، ورابعا التنسيق الحقيقي مع الدول العربية، بتقريب تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال بدءا بوقف الحرب، وقيام الدولة المستقلة، من خلال ربط ذلك مع أي حراك سياسي.
لدينا ما نحققه مجتمعين، فكما ان تفرقنا نقاط ضعف فإن توافقنا نقطة قوة، يمكن أن تتحقق من خلال الانسجام مع قناعات الدول المؤثرة، والتي سبق ان اختبرت الأداء الفلسطيني، ولعل الفرصة اليوم مؤاتية فعلا، حيث أن نتائج المجلس المركزي ستكون فاعلة حين يتم التوافق السياسي على الإدارة والحكم، والتي تعني الاستفادة من الخبرات الوطنية، والتي في ظل دعمها سياسيا فإننا سنكون الفاعل الرئيس في اليوم التالي وما بعده.
تمر منطقتنا لا فلسطين فقط، في تحولات ارتبطت بتحولات عالمية اقتصادية وسياسية، كذلك كشفت الحرب على غزة حال العالم، الذي استمر في الحروب بأشكالها، ويبدو أن من قال أن الحرب تبدأ من فلسطين والسلام يبدأ من فلسطين كان على صواب.
إننا نمر فيما يشبه "علمنة" الصراعات، في ظل الفشل الذريع للأدلجة، والذي لم يطعم العالم غير الزقوم ولم يسق العالم إلا الوهم. وهنا، في ظل الوعي الوطني على الكيانية الفلسطينية والحقوق العادية الطبيعية لشعبنا، واستعادة فلسطين التعددية التي نفخر بها، فإن ذلك سيؤثر الان ومستقبلا على حالة التطرف داخل دولة الاحتلال، لأن التطرف أصلا يصب الكاز على النار، ولن يفيد في الحقيقة إلا المنتفعين منه، لأن طرحه لا يحقق الخلاص العام بل يبعدنا جميعا عنه.
عربيا، لن يكون من السهولة العودة الى الوراء، لأن المطلوب الان تحقيق ضمان نظم حكم عصرية تحقق العدالة، بحيث تقطع الطريق على قوى الأدلجة التي تقوى في ظل مشاكل الحكم.
إن تغييب المنطلقات الأيديولوجية سيقود الى تقريب الحلول.
والظن أن الشعوب هنا عانت من التطرف والاستبداد معا، لأنه في ظل ذلك نحى الفرقاء نحو الحلول غير الواقعية. وهكذا فإن المنظمة السياسية الفلسطينية اليوم بحاجة إلى الاحتكام الى العقل، باتجاه منح الشعب الفلسطيني حق الاختيار بعيدا عن الانفعال ورد الفعل. وهو ما ينسجم أيضا مع الدول العربية جميعها خصوصا "دول الطوق"؛ فها هو حزب الله يتحدث عن الدولة المدنية، وها هي سوريا تعبر مرحلة حساسة باتجاه الدولة المدنية، ما يعني الانسجام مع رؤية الحل السلمي للصراع العربي-الإسرائيلي، بالبناء على القرارات الدولية ذات الصلة.
لقد استنتجت الشعوب جميعها أن الأدلجة السياسية عقدت الأمور، فقد زاودت على القوى السياسية، وأدخلتنا جميعا الأخوة والأعداد في مراحل دموية دفعنا جميعا أثمانا مقابل اللاشيئ، بل كانت النتيجة العودة الى الوراء.
باختصار لربما نكون اليوم أقرب ما نكون الى تحقيق تسوية مرضية، فلن يطول الاحتلال ولا غطرسته، كما لن يطول الجهل والتطرف والمزايدات.
عودا على بدء، فلسطينيا، أصبح الوفاق هو الطريق، حيث سنجد شعبنا ستجد والقيادة السياسة في سعي للاستفادة من كل الخبرات، وتوظيف إمكانيات الأفراد الفاعلين سياسيا واقتصادي، كذلك في الإدارة والحكم، ما يقودنا الى ان نكون بيت قصيد الركب في هذه المنطقة والعالم. إن تحقيق مصالح شعبنا هي الأساس، وهي البوصلة، فكل من يدخل هذا الطريق، فهو في الطريق الصحيح؛ فكل الأمور هنا والقيم والأخلاق تدعونا الى ذلك، وأظن ان الحكمة ستنتصر لصالح شعبنا بعيدا عن التنازع والعناد.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الخارجية" تطالب باستجابة دولية للحراك الأوروبي لوقف جرائم الإبادة والتهجير
"الخارجية" تطالب باستجابة دولية للحراك الأوروبي لوقف جرائم الإبادة والتهجير

فلسطين اليوم

timeمنذ 28 دقائق

  • فلسطين اليوم

"الخارجية" تطالب باستجابة دولية للحراك الأوروبي لوقف جرائم الإبادة والتهجير

فلسطين اليوم - رام الله رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، بالحراك الأوروبي غير المسبوق لوقف حرب الإبادة والتهجير والضم ضد شعبنا وأرضه وحقوقه، سواء على مستوى القادة في فرنسا وبريطانيا وكذلك كندا، والبيان المشترك الذي أكد اتخاذ إجراءات عملية ضاغطة على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانها، والتوجه إلى الاعتراف بدولة فلسطين حماية لحل الدولتين، أو على مستوى حراك وزراء خارجية الاتحاد لتعليق اتفاقية الشراكة مع "إسرائيل" إذا لم توقف عملياتها العدوانية، إضافة إلى توقيع 23 وزير خارجية على بيان يطالب بإدخال مساعدات بشكل مستدام إلى القطاع. واعتبرت "الخارجية" في بيان صادر عنها، اليوم الثلاثاء، أن تلك المواقف تنسجم مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وإرادة السلام التي يجمع عليها المجتمع الدولي. وأدانت، ردود الفعل الإسرائيلية على هذا الحراك، واعتبرتها معادية للسلام وحل الدولتين، واستمرارا في جرائم الإبادة والتهجير والضم، واستهتارا بالإجماع الدولي والحلول السياسية للصراع. وطالبت "الخارجية" الدول كافة بالانضمام إلى هذا الحراك، وتفعيل دورها على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحديد لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

مجلس الوزراء يعقد جلسته الأسبوعية في بيت لحم
مجلس الوزراء يعقد جلسته الأسبوعية في بيت لحم

معا الاخبارية

timeمنذ 37 دقائق

  • معا الاخبارية

مجلس الوزراء يعقد جلسته الأسبوعية في بيت لحم

بيت لحم – معا – عقد مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، جلسته الأسبوعية في مدينة بيت لحم. وكان مجلس الوزراء، قد قرر عقد جلساته الأسبوعية خلال في محافظات الوطن، من أجل الوقوف عن قرب على مطالب المواطنين، وتلبية احتياجاتهم والمحافظة على السلم الأهلي، وتمكينهم من التصدي للاعتداءات الإسرائيلية. وأفتتح رئيس الوزراء د. محمد مصطفى الجلسة الأسبوعية بتوجيه التحية لكافة أبناء الوطن، متحدثا عن أخر التطورات في قطاع غزة، والأوضاع الصعبة في ظل استمرار الحرب والمجاعة في القطاع. وثمن رئيس الوزراء المواقف الدولية الأخيرة الرافضة لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وخاصة مواقف بريطانيا وكندا وفرنسا في البيان الصادر يوم أمس، كما توجه بالشكر للمؤسسات والمنظمات الدولية ووسائل الاعلام لزيارتها طولكرم يوم أمس للاطلاع على حجم العدوان الإسرائيلي وتأثيره على المحافظة، منوها إلى ان زيارة مماثلة ستكون لجنين يوم غد الأربعاء.

الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة
الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة

معا الاخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • معا الاخبارية

الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة

بيت لحم معا- حذر توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، من أن نحو 14 ألف رضيع في قطاع غزة يواجهون خطر الموت خلال الساعات الـ48 المقبلة، إذا لم يُسمح بدخول مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع المحاصر. وقال فليتشر إن خمس شاحنات مساعدات فقط دخلت غزة يوم الاثنين، واصفاً هذا الرقم بأنه "نقطة في بحر" بعد حصار استمر 11 أسبوعاً فرضته إسرائيل. وأوضح أن تلك الشاحنات لم تصل بعد إلى المجتمعات الأشد حاجة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية، مشيراً إلى أن الأمهات غير قادرات على إطعام أطفالهن بسبب تفشي سوء التغذية. وأضاف المسؤول الأممي: "نخاطر بكل شيء لإيصال طعام الأطفال. هناك 14 ألف رضيع معرضون للموت، ونأمل أن نتمكن من إنقاذ أكبر عدد ممكن منهم خلال اليومين المقبلين". تصريحات فليتشر جاءت بعد بيان مشترك أصدرته المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، دانت فيه سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، واعتبرت أن المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها "غير كافية تماماً". وهددت الدول الثلاث باتخاذ "إجراءات ملموسة" ما لم تُرفع القيود المفروضة على إدخال الإمدادات الإنسانية. وأعرب فليتشر عن ترحيبه بما وصفه بـ"التصعيد الواضح في المواقف الدولية"، مؤكداً أن الأمم المتحدة تسعى إلى إدخال 100 شاحنة مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع اليوم، محملة بأغذية أطفال ومواد غذائية أساسية، مشدداً على ضرورة "إغراق غزة بالمساعدات لإنقاذ الأرواح"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store