
هل ستتحول الوعود إلى أفعال؟ تحليل زيارة الرئيس السوري إلى الأردن
تاريخ النشر : 2025-02-25 - 11:30 pm
خلدون خالد الشقران
في ظل التحولات الإقليمية والأمنية التي يشهدها الشرق الأوسط، تأتي زيارة الرئيس السوري إلى الأردن لتفتح صفحة جديدة محتملة في العلاقات بين البلدين. إذ يُطرح السؤال: هل يمكن أن تكون هذه الزيارة منعطفًا إيجابيًا يعزز من التعاون في مجالات الأمن والمياه ومكافحة المخدرات والتهريب والتعاون الاقتصادي؟ هذا التحليل يتناول الملفات الرئيسية التي قد تحدد مستقبل العلاقات بين الجانبين.
تُعد الحدود الأردنية السورية ممراً حساساً يستغله المجرمون والجماعات المسلحة، ويعتبر التعاون الأمني بين الأردن ودمشق من الركائز الأساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. تسعى عمّان إلى إعادة تقييم آليات الرقابة الحدودية وتفعيل التعاون الاستخباراتي لمواجهة التهديدات الأمنية، مما يثير تساؤلاً حول مدى تحويل التعهدات السياسية إلى إجراءات ملموسة لضبط المعابر.
على صعيد آخر، يعاني الأردن من شح الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية، بينما تمتلك سوريا مصادر مائية قد تشكل جزءًا من الحل. تشير تقارير برنامج الأمم المتحدة للمياه إلى أهمية التعاون المشترك لإدارة الموارد المائية في المناطق الحدودية، خاصة على ضفاف نهر اليرموك، مما يفتح مجالاً لإعادة تفعيل الاتفاقيات المائية القديمة وتحويلها إلى مشاريع مشتركة تخدم كلا البلدين.
في ملف مكافحة المخدرات، تبرز تحديات تهريب مواد مثل الكبتاغون التي تشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار الأردن الداخلي. تواجه المملكة تحديًا حقيقيًا في محاربة شبكات التهريب، ويأمل المسؤولون في الحصول على التزام واضح من دمشق بتنفيذ إجراءات صارمة داخل الأراضي السورية. وتبرز هنا أهمية التنسيق الدولي في مواجهة هذه الظاهرة، مما يدفع للتساؤل حول ما إذا كان الملف سيشهد تحولاً في السياسة السورية نحو اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا.
يمتد التهريب إلى ما هو أبعد من المخدرات، حيث تشمل عمليات التهريب سلعاً وبضائع تدخل السوق الأردنية بشكل غير قانوني، مما يضر بالاقتصاد المحلي. وفي هذا السياق يظهر الملف الاقتصادي أهمية تعزيز الرقابة الجمركية واستخدام التكنولوجيا الحديثة لمكافحة التهريب، مما يطرح تساؤلاً حول مدى إمكانية تقليل خسائر الاقتصاد الأردني وتعزيز التعاون عبر الحدود.
رغم التحديات الأمنية والسياسية، لا تزال فرص التعاون الاقتصادي قائمة بين الأردن وسوريا. فقد تتراوح آفاق التعاون من تسهيل حركة البضائع عبر المعابر الحدودية وإحياء الاتفاقيات التجارية المتوقفة، إلى تنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة في قطاعات الزراعة والصناعة. وتشير تقارير البنك الدولي إلى أن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول المجاورة يسهم في تحقيق التنمية والاستقرار الإقليمي، مما يدعو إلى التساؤل حول مدى إمكانية إعادة بناء الثقة بين البلدين لتكون الأساس لمشاريع اقتصادية طويلة الأمد.
تبقى زيارة الرئيس السوري إلى الأردن موضوعًا مفتوحًا للتأويل؛ فقد تشكل انطلاقة لعهد جديد من التعاون الحقيقي بين البلدين، أو قد تقتصر على تبادل التعهدات دون نتائج ملموسة. يبقى السؤال الأهم: هل ستُترجم الوعود إلى أفعال على أرض الواقع؟ الأيام القادمة ستكشف مدى جدية الالتزامات المعلنة ومدى تأثيرها على المشهد الإقليمي.
تابعو جهينة نيوز على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صراحة نيوز
منذ ساعة واحدة
- صراحة نيوز
نقابة الصحفيين تطلق هويتها البصرية الجديدة
صراحة نيوز ـ أطلقت نقابة الصحفيين الأردنيين هويتها البصرية الجديدة ومنصاتها الرقمية المحدثة، بالتزامن مع احتفالات المملكة بعيد الاستقلال الـ79، في خطوة تحمل أبعادًا ودلالات وطنية عميقة. وقال الناطق الإعلامي باسم النقابة راشد العساف، إن الهوية البصرية الجديدة لمنصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالنقابة استندت إلى عدة محاور، أبرزها رمزية النجمة السباعية في العلم الأردني، التي جرى اعتمادها كبوصلة أساسية للهوية الجديدة. وأوضح العساف، أن اختيار التصميم مر بمراحل متعددة، حيث جرى تشكيل لجان مختصة، ضمت أعضاء من ذوي الخبرة، لاختيار التصاميم التي تعبّر عن الهوية المؤسسية للنقابة وتعزز صورتها الذهنية لدى جمهورها. وأضاف، أن النقابة تتطلع إلى مستقبل مشرق، يهدف إلى تعزيز التواصل المباشر مع أعضاء الهيئة العامة والجسم الصحفي والإعلامي، مشددًا على أن تنفيذ الهوية الجديدة، إلى جانب إطلاق المنصات الرقمية الجديدة، يعكس التزام النقابة بتطوير الثقافة المؤسسية وتحديث أدواتها الإعلامية. وأكد شفافية النقابة وانفتاحها في تعاملها مع الهيئة العامة، مشيرًا إلى أن هذه المنصات ستشكّل جسرًا فاعلًا يربط بين مجلس النقابة والقطاع الصحفي. يشار إلى أنه يمكن متابعة منصات النقابة من خلال الروابط التالية: منصة فيسبوك: منصة X: منصة إنستغرام:


صراحة نيوز
منذ 2 ساعات
- صراحة نيوز
يوم الاستقلال عز وفخر
صراحة نيوز ـ دلال اللواما استاذة العلوم السياسيه عضو في حزب عزم نحتفل اليوم الأحد الموافق 25/5/2025 بعيد الاستقلال الاردني التاسع والسبعين. هذا العرس الوطني المهيب الذي يزف في كافة المحافظات وقراها وجميع أرجاء الوطن. فهذه الفرحة هي مناسبه وطنيه عزيزه على قلوب كل الأردنيين والتي تجسد الاراده الاردنيه الحره والعزيمة التي لا تلين . حيث نستذكر فيها بكل الفخر والاعتزاز الامجاد و الانجازات العظيمة للبناة الاوائل طيب الله ثراهم. وأمد الله في عمر سيد البلاد وقائد المسيره الملك المعزز عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الامير الحسين. متعنا الله في ظل رأيتهم الخافقه في القمة بين الدول بكل فخر واعتزاز بما نحن عليه اليوم من تقدم وتطور و بالحياة الكريمة والأمن والأمان اللذان ننعم بهما. عام 1946 الخامس والعشرين من شهر أيار حيث اعترف البريطانيون باستقلال إمارة شرق الأردن وفي نفس هذا اليوم تم قيام المملكة الأردنية الهاشمية . هذا التاريخ كان فجراً زاهراً سُطرت فيه اولى خطوات العز والمجد في الاستقلال من الاستعمار البريطاني . ليكون الاردن اردننا اليوم حراً طليقاً . ولا يسعني هنا في هذا المقام إلا أن اقتبس مقولة سعادة المهندس زيد نفاع الأمين العام لحزب عزم (شورنا من راسنا ورغيفنا من فاسنا ). نعم بهمة الهاشميين والرجال الاشاوس الملتفين حول القيادة الهاشميه سنبقى أحراراً شامخين ومرفوعين الرؤوس وشورنا من راسنا . فالاردنييون رجالا ونساء تخرجو من مدرسة الهواشم موشحين باوسمة الفخر بالولاء والانتماء . وبهذا اليوم من كل عام نجدد العهد والولاء للوطن وقائد الوطن. فكل عام والوطن وقائد الوطن والشعب بالف الف خير .


صراحة نيوز
منذ 4 ساعات
- صراحة نيوز
الملك طلال بن عبدالله.. مُهندس الدستور وباني الدولة الدستورية
صراحة نيوز– رغم قِصر فترة حكمه، إلا أن الملك طلال بن عبدالله بن الحسين، طيب الله ثراه، ترك بصمة بارزة في مسيرة الدولة الأردنية، أسهمت في ترسيخ دعائم الحكم الدستوري، وتعزيز الحياة النيابية، ووضع أسس الدولة المدنية الحديثة. ولد الملك طلال في مكة المكرمة عام 1909، وهو الابن الأكبر للملك المؤسس عبدالله الأول. تلقى تعليمه في الأكاديمية العسكرية في ساندهيرست بالمملكة المتحدة، وشغل منصب ولي العهد في عهد والده، ورافقه في العديد من المحطات الوطنية المفصلية. تولى الملك طلال العرش في تموز عام 1951، عقب استشهاد والده الملك عبدالله الأول، في مرحلة حساسة سياسيًا وأمنيًا من تاريخ الأردن والمنطقة، وأظهر حنكة سياسية وإرادة إصلاحية واضحة منذ اللحظات الأولى لتوليه الحكم. أبرز إنجازات الملك طلال تمثلت في إصدار دستور عام 1952، الذي اعتُبر نقلة نوعية في تاريخ الأردن السياسي والدستوري، إذ عزز مبادئ الحكم النيابي، وحدد العلاقة بين السلطات الثلاث (التنفيذية، التشريعية، والقضائية)، وكرّس مفهوم الدولة القانونية، ووسّع من صلاحيات البرلمان، كما رسّخ مبادئ الحريات العامة وحقوق المواطنين. كما شهد عهد الملك طلال تعزيز العلاقات الأردنية – العربية، والانضمام إلى جامعة الدول العربية، والانفتاح على العالم العربي في إطار من التعاون والتضامن، بما ينسجم مع الرؤية الهاشمية للوحدة العربية. ورغم أن فترة حكمه لم تتجاوز 13 شهرًا، إلا أن ما أنجزه في تلك المدة القصيرة وضع أسسًا راسخة استندت إليها الدولة الأردنية في العقود التالية، خصوصًا فيما يتعلق ببناء دولة المؤسسات والقانون. وفي أيلول عام 1952، أُعفي الملك طلال من مهامه الملكية لأسباب صحية، وانتقلت ولاية العهد إلى نجله الأمير الحسين بن طلال، الذي أصبح لاحقًا أحد أبرز ملوك الأردن. رحل الملك طلال في عام 1972، لكن إرثه ظل حيًا في صفحات الدستور الأردني، وفي وجدان الدولة التي آمن بها، وعمل على ترسيخ دعائمها.