logo
سيتخطى الخلق كلهم ويصل إليك

سيتخطى الخلق كلهم ويصل إليك

الوطنمنذ 7 ساعات

في مساء هادئ، وبينما كنت أتنقّل بين الكلمات والصور، وقعت عيني على عبارة توقفتُ عندها طويلاً: «رزقك سيتخطى الخلق كلهم، ويصل إليك»، ابتسمتُ كأنها تُخاطبني، لا لأنني أؤمن بها فقط.. بل لأنني كنت يومًا أحد شهودها.
في وظيفة سابقة التحقت بها، وقعت حادثة لا زالت تسكن ذاكرتي بلطافة، كنت قد بدأت أيامي الأولى هناك، حين التقيت بأحد الأصدقاء صدفة؛ جلسنا نتبادل الأحاديث، ثم فاجأني بقوله:
«تدري أن هذه الوظيفة كانت لي؟ كنت المرشّح الأول، حيث تم التواصل معي، وكل الأمور جاهزة، وكنت على وشك توقيع العرض، لكنني اعتذرتُ شخصيًا، لأسباب تتعلّق بارتباطي الوظيفي في تلك الفترة، وليس من جهة العمل».
نظرت إليه بابتسامة، ليس فيها غرور، بل امتلاء.. وكأن الحياة أرادت أن تهمس لي:
«ما كُتب لك.. لن يتجاوزه غيرك، حتى لو بدا كذلك في البداية». ثم مرّت الأيام، وتعرّفت إلى شخص آخر في المكان ذاته.. رجل لطيف، خلوق، وتشرفت أن يكون صديقًا.. كنا نتبادل أطراف الحديث، حتى أخبرني بقصة مشابهة: «أنا أيضًا كنت ضمن المرشحين، تواصلوا معي، وأرسلوا تفاصيل العرض، ودار بيني وبينهم تواصل جميل»، بل أراني المراسلات بينهم وبين إدارة الموارد البشرية.. كل شيء كان يمضي، ثم أردف بابتسامة: «لكني وقتها لم أكن متفرغًا، ولا في لحظة قرار واضحة.. ففاتتني الفرصة».
تأملت القصة من جديد، وقلت لنفسي كم يدور الرزق بين الأيدي، ويمرّ على الأبواب، قبل أن يستقر حيث كُتب له؟!،
ليس دائمًا لأننا نستحق أكثر من غيرنا، بل لأننا وافقنا اللحظة التي شاء الله فيها أن يكون هذا النصيب لنا، كل ما حدث جعلني أُدرك أمرًا لم أعد أُجادل فيه أن الرزق لا يُقاوِم قدره وإن تاه بين المرشحين فسينتهي بك.. وإن عبر من فوق الفرص فسينزل عندك.. وإن بدا أنه ليس لك.. سيتشكّل في طريقك بطريقة لا يتوقعها قلبك.
واليوم، كلما سمعت أحدهم يقول: «ضاعت عليّ فرصة»، أردّ بهدوء:
«الفرص لا تضيع، إنما تُرسل لتختبر القلوب؛ فإن كانت لك ستعود إليك، وإن مرّت على غيرك فما هي إلا رسائل بأن رزقك محفوظ، وإن تأخر».

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ياسر ريان: لا يوجد مقارنة بين يحيى عطية الله وعلي معلول وكان من الأفضل مشاركة كريم الدبيس أمام بالميراس
ياسر ريان: لا يوجد مقارنة بين يحيى عطية الله وعلي معلول وكان من الأفضل مشاركة كريم الدبيس أمام بالميراس

بوابة الفجر

timeمنذ 14 دقائق

  • بوابة الفجر

ياسر ريان: لا يوجد مقارنة بين يحيى عطية الله وعلي معلول وكان من الأفضل مشاركة كريم الدبيس أمام بالميراس

تحدث ياسر ريان نجم النادي الأهلي السابق، عن خسارة الفريق أمام بالميراس ضمن منافسات مسابقة كأس العالم للأندية. ياسر ريان: لا يوجد مقارنة بين يحيى عطية الله وعلي معلول وكان من الأفضل مشاركة كريم الدبيس أمام بالميراس وقال ياسر ريان في تصريحات عبر برنامج ستاد المحور: "لو ودع الأهلي المونديال سيكون بسبب التعادل أمام إنتر ميامي، الفريق كرر نفس سيناريو مباراة إنتر ميامي ولكن فريق بالميراس ذكي جدا وعرف يواجه يمتص حماس الأحمر". وأضاف: "بالميراس فريق قوي جدا ونجح في توذيع مجهوده طوال المواجهة عكس الأهلي، مفيش مقارنة بين يحيى عطية الله وعلي معلول ومن الأفضل كان مشاركة كريم الدبيس". وأكمل: "معظم لاعبي الأهلي ليس في حالتهم البدنية والذهنية، كان هناك عشوائية في أداء الأهلي خلال آخر 15 دقيقة، ريبييرو لعب بـ22 لاعب أمام باتشوكا في الودية وهذا كان علامة استفهام ويجب أن يعلم اللاعبين من الأساسي ومن البديل". واختتم حديثه قائلًا: "الأهلي لا يواجه أي ضغوطات في المباريات المحلية ولقاءات دوري الأبطال والمستوى الحقيقي يظهر في المحافل القارية، هناك سوء توفيق يواجه الأهلي في كأس العالم للأندية واللاعبين يستحقون أفضل من ذلك".

أسامة مهران حرب الصاروخ والجلباب! الجمعة 20 يونيو 2025
أسامة مهران حرب الصاروخ والجلباب! الجمعة 20 يونيو 2025

البلاد البحرينية

timeمنذ 15 دقائق

  • البلاد البحرينية

أسامة مهران حرب الصاروخ والجلباب! الجمعة 20 يونيو 2025

مع الفارق، وأثناء الحرب الأفغانية الأميركية، كان قد صدر كتاب عن المفكر الإعلامي المصري الراحل محمود المراغي، يحمل عنوانًا مثيرًا: 'حرب الصاروخ والجلباب'، وذلك في إشارة واضحة منه عن تلك الحرب التي تعكس التطور الحضاري لدى الغرب، والتراجع الكبير لدى الدول الإسلامية. كان يرمز الأستاذ المراغي للجلباب بأنه زي 'التراجع'، وإلى الصاروخ بأنه رمز التقدم والتحضر والإلمام بالعلوم الحديثة. وفي إشارات واضحة بالكتاب، يؤكد المؤلف حقيقة مهمة مفادها أن الزي الذي كان يرتديه المقاتلون في الجبال والتضاريس الأفغانية الصعبة لا يليق بمقاتل شرس، أو بجيش نظامي له تاريخ. لا أدري لماذا تذكرت هذا الكتاب الآن وأنا أتابع التصريحات الإيرانية التي أطلقها القادة العسكريون والدينيون قبل 48 ساعة، وتنبئ بمفاجأة مدوية لن ينساها الكون إلى الأبد. تذكرت شعارات القاعدة والجماعة الإسلامية آنذاك، وكيف أنها جرت البلاد والعباد إلى حرب ما زالت أفغانستان تعاني من ويلاتها وآثارها المدمرة حتى الآن. مع الفارق، ولكن مع القياس، أقلقني الخطاب السياسي للقادة الإيرانيين خلال الخمسة أيام الأولى من حرب تكسير العظام مع العدو الإسرائيلي. أقلقتني الطريقة التي يتم بها الإعلان والتسويق لتلك الانتصارات الإيرانية التي تحققت على الأرض بنقل القتال، ولأول مرة خلال الصراع العربي الإسرائيلي، إلى الداخل الإسرائيلي، إلى تل أبيب وحيفا والقدس وصحراء النقب. أقلقني توزيع الغنائم والحرب لم تضع أوزارها بعد، ولم تقلقن أبدًا تلك الانتصارات المجتزئة التي حطمت نظريات الأمن الإسرائيلية، وذهبت بها أدراج الرياح، ولم تقلقن تلك الحالة الصعبة التي يعيشها 'شعب الله المختار' في الملاجئ وهو يخشى الصواريخ الإيرانية الفعالة. 'حرب الصاروخ والجلباب' تحولت بقدرة قادر إلى حرب الصاروخ و'البدلة' العسكرية الزرقاء، إلى حرب الصواريخ الإيرانية المرعبة في مواجهة المقاتلات الإسرائيلية الأميركية الأحدث في تاريخ الصراع الجوي كله. إسرائيل بطبيعة الحال لم تقف مكتوفة الأيدي وهي التي بدأت الحرب متذرعة بـ 'النووي'، ومعتمدة على تقارير استخباراتية بأن إيران على وشك إنتاج قنبلة ذرية تعادل عشرات أضعاف قنبلتي 'هيروشيما' و'ناجازاكي'، ولابد من إجهاض التجربة في المهد وإلا سيحدث ما لا تحمد عقباه. حرب الجلباب والصاروخ.. لم تعد جلبابًا ولا صاروخًا، فالذي كان يتهكم قبل عشرين سنة وأكثر على الزي العربي أو الدين الإسلامي أصبح خصمه العقائدي هو الضليع في إطلاق الصواريخ، صحيح أن العكس لم يكن صحيحًا، حيث أصحاب 'الجلباب' يمتلكون الصواريخ العابرة، وأصحاب الصواريخ صاروا ينتجون التكنولوجيا الفارقة، والقنابل الموجهة بالليزر، وتلك الباحثة عن الأهداف، إلا أن الفارق الزمني تمامًا مثلما هو الفارق التقني، فكلا الطرفين يمتلك بنكًا للأهداف، وكلا الطرفين يتحدث عن التكنولوجيا العسكرية وفي كلتا يديه موجهات سحرية للصواريخ لا تتجاوز حبة العدس الصغيرة، هو الفارق الزمني بين من يحاربون بالكلاشينكوف رافعين كتاب الله عز وجل على أسنة الرماح، وأولئك الذين يحترفون صناعة المسيرات في مواجهة أشرس آلة عسكرية في الوجود، وهؤلاء الذين يتحدثون عن التخصيب النووي وكأنه حالة طارئة كان يعيشها 'المقاتلون' في المرتفعات الجبلية الأفغانية وهم لا يمتلكون سوى الدعوات الصالحات، وما تيسر من طلقات، وما ينبغي تخزينه من لقيمات. حرب الجلباب والصاروخ التي أسفرت في الماضي احتلال أفغانستان بالكامل، بينما الحرب الدائرة الآن قد لا تسفر هذه المرة عن احتلال كائن من كان لكائن من كان، فلكل ذي مقامٍ مقال، والله وحده أعلم.

د. المؤمن عبدالله اليابان والثقافة العميقة 'Hidden Culture' الجمعة 20 يونيو 2025
د. المؤمن عبدالله اليابان والثقافة العميقة 'Hidden Culture' الجمعة 20 يونيو 2025

البلاد البحرينية

timeمنذ 15 دقائق

  • البلاد البحرينية

د. المؤمن عبدالله اليابان والثقافة العميقة 'Hidden Culture' الجمعة 20 يونيو 2025

تأخذنا الأسفار إلى عوالم أخرى غير التي نعيش فيها، نصادف فيها الذي نعهده أحيانا، وأيضًا الذي لا نألفه كثيرًا.. كما نصادف فيها أشياء نستطيع رؤيتها بالعين المجردة وأخرى لا نستطيع، وعلى الرغم من عدم قدرتنا على رؤيتها إلا أننا نجد أنفسنا نتلمسها ونشعر بها في سلوك الآخرين من سكان تلك البلاد.. ذلك الشيء المحسوس دون رؤيته جليًّا نطلق عليه 'الثقافة الخفية' أو ما يعرف باللغة الإنجليزية بمصطلح Hidden Culture. إذا تأملنا اللغة اليابانية وبحثنا فيها بدقة، سنجد فيها كثيرًا من التعبيرات التي تشير إلى مظاهر هذه الرؤية الحذرة المتشائمة، فنجد كثيرًا من العبارات والأمثال التي تعزّز فكرة التحضير والاستعداد بشكل مسبق، وتحث على الحذر والتريث وعدم المجازفة عند التعامل مع أمور الحياة واتخاذ القرارات المختلفة. فالشخصية اليابانية دائمًا تضع 'الاحتمال الأسوأ'، كقاعدة لبناء تصورها في التعامل مع الأمور، لاسيما في الأمور المستقبلية، واضعة نصب العين دائمًا القاعدة السلوكية التي تعتمد عليها في اتخاذ قراراتها بشكل أساس في تعاملها مع مشاهد الحياة المختلفة: 'الاستعداد والتحضير المسبق يجنبك الإصابة بالحزن والقلق'، وهذه القاعدة تنطلق من مبدأ فكري ولغوي يعزز المبدأ السلوكي، أي أنه يجب عليك أن تكون مستعدًّا دائمًا لتحمل كل النتائج التي يمكن أن تترتب عليها تصرفاتك وأفعالك المختلفة، واضعًا دائمًا نصب عينيك وفي المرتبة الأولى الاحتمال الأسوأ. ومما أذكره في هذا الصدد تجربة واقعية حدثت لي في إحدى المحاضرات بالجامعة، فقد سألت إحدى الطالبات في محاضرة كنا نناقش فيها مفهوم الظروف الخارجة عن إرادة الفرد وقدرته وكيفية التعامل معها ومقدار المسؤولية الفردية المفترضة تجاهها، وكان سؤالي على النحو التالي: 'هل الإصابة بالبرد أو الانفلونزا شيء خارج عن إرادة الفرد، أم شيء يدخل في حيّز المسؤولية الشخصية؟'. قد تتبادر إلى ذهن القارئ بعض التساؤلات كالآتي: 'وهل هذا سؤال؟' أو 'وهل المرض مسؤولية شخصية؟'. قبل أن نتطرّق إلى إجابة الطالبة اليابانية عن هذا السؤال، دعني أيها القارئ العزيز أجيبك أنا عنه: 'نعم في بعض الأحيان وفي بعض المجتمعات'، قد تكون الإجابة مفاجئة لك، فالرؤية هنا في اليابان مختلفة عن مثيلاتها في مجتمعنا العربي أو باقي المجتمعات الأجنبية الأخرى. كما أن الاختلاف هنا جذري في مفهوم الاحتراس والاستعداد والتعامل مع الأمور، خصوصًا حين يتعلق هذا الأمر بشيء مثل المرض. 'مسؤولية شخصية'.. هكذا كانت إجابة الطالبة على سؤالي، 'ذلك أن الشخص كان يستطيع أن يحتاط بشكل مسبق حتى لا تُنقل له العدوى من شخص آخر، كان عليه أن يضع الكمامة الطبية وأن يتجنب الأماكن المزدحمة وأن يطهر يديه وأن.. وأن..' على هذا النحو تتابعت الإجابات الصادمة، بالنسبة لي، من أفواه الطلاب لكنها كانت فريدة النوع في محتواها. فالإجابة لم تكن مجرد إجابة فردية لطالبة واحدة فحسب، بل كانت معظم الإجابات على النهج نفسه، مؤكدة أن التصرف الوقائي والتحضير بشكل مسبق والاستعداد الحكيم خير من التواكل وتعليق المسؤولية على عاتق الظروف والأقدار الخارجة عن الإرادة. وللحديث بقية في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store