
انتقالي المحفد ينظم محاضرة عن توحيد الخطاب الديني ونشر ثقافة الاعتدال ونبذ التطرف
نظم قسم الفكر والإرشاد بالهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مديرية المحفد بمحافظة أبين، اليوم السبت، محاضرة استهدفت أئمة وخطباء المساجد، تناولت موضوع توحيد الخطاب الديني، ونشر ثقافة الاعتدال، ونبذ التطرف في المديرية.
واستهل رئيس تنفيذية انتقالي المحفد، مهدي عبدالله مقبل، المحاضرة بكلمة هنأ فيها الجميع بقرب حلول عيد الأضحى المبارك، مثمنًا جهود قسم الفكر والإرشاد في تنظيم هذه المحاضرة التي جمعت نخبة من الأئمة والخطباء الذين يشكلون قدوة في النصح والإرشاد الديني وتعزيز التلاحم الاجتماعي.
وأكد مقبل أهمية توحيد الخطاب الديني بما يسهم في بناء مجتمع جنوبي متماسك يعتز بقيم الإسلام السمحة، وينبذ الأفكار المتطرفة والمنحرفة التي تشكل تهديدًا خطيرًا على المجتمع. كما شدد على ضرورة توعية الشباب بمخاطر الجماعات الحوثية والمتطرفة التي تروج لمفاهيم خاطئة، داعيًا إلى غرس روح المحبة والتسامح، ونشر القيم الإسلامية الأصيلة، وإبعاد الشباب عن الانحراف والتطرف، سواءً من خلال المسجد أو المدرسة.
وأشار رئيس تنفيذية انتقالي المحفد، إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، داعيًا الأئمة والخطباء إلى تكثيف الجهود في نشر الوعي ونبذ العصبية والثأرات القبلية التي تمزق النسيج الاجتماعي، وحث المجتمع، وخاصة الشباب، على الابتعاد عن التطرف بكل أشكاله.
من جانبه، أكد رئيس قسم الفكر والإرشاد، علي أحمد غيثان، على ضرورة توحيد الخطاب الديني وتعزيز قيم التسامح والسلام بين أبناء المديرية، مشيرًا إلى أن هذه المحاضرة تأتي ضمن جهود القسم لترشيد الخطاب الديني ونشر ثقافة الاعتدال ونبذ التطرف، لافتا إلى أهمية توجيه خطب المساجد لمعالجة هموم المجتمع ومكافحة الظواهر السلبية، معتبرًا الخطاب الديني حلقة وصل في توحيد المجتمع وتعزيز السلم والاستقرار.
ونوّه غيثان بالدور البارز للأئمة والخطباء في نشر تعاليم الإسلام السمحة، ومكافحة الظواهر الدخيلة على المجتمع، مثل المخدرات والمسكرات، والعنف والتعصبات القبلية، والأفكار المنحرفة، والتوعية بخطر جماعة الحوثي وعقيدتها الضالة. وأكد على أن المساجد كانت دائمًا منابر للعلم والتوجيه وبناء المجتمع، داعيًا إلى مواصلة هذا الدور في توجيه الشباب نحو التعليم والتوعية، وغرس القيم الإسلامية الرفيعة.
وتخللت المحاضرة مداخلات من الأئمة والخطباء شددت على أهمية ترشيد الخطاب الديني لتعزيز الوعي الثقافي والديني، وتكريس ثقافة الحوار والتعايش السلمي، والحد من مظاهر العنف والتطرف، والتوعية بأضرار المخدرات على الفرد والمجتمع، وترسيخ قيم الإنسانية والاعتدال في أوساط المجتمع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
وصول أولى طلائع ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين من دولة فلسطين
وفي التفاصيل، يأتي ذلك تنفيذًا للتوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – باستضافة 1000 حاج وحاجة من الأشقاء الفلسطينيين على نفقته الخاصة، في لفتة إنسانية تجسّد دعم المملكة المتواصل للقضية الفلسطينية ، وحرص القيادة على ترسيخ معاني الأخوة الإسلامية وتعزيز جسور التواصل مع الشعوب الإسلامية. وعملت وزارة الشؤون الإسلامية، ممثلة باللجان الميدانية التابعة للبرنامج، على تهيئة جميع الخدمات منذ لحظة وصول الضيوف إلى أرض المملكة، مرورًا بمرافقتهم إلى مقار استضافتهم في مكة المكرمة ، وصولًا إلى تنظيم تنقلاتهم وتأمين احتياجاتهم كافة، بما يضمن أداءهم للمناسك في أجواء من الراحة والطمأنينة. ورفع معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، المشرف العام على البرنامج، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – على هذه المبادرة الكريمة، مؤكدًا أن هذه الاستضافة المباركة تأتي امتدادًا لما تقدمه المملكة من دعم تاريخي ومواقف مشرفة من قيادة المملكة تجاه أبناء فلسطين الشقيقة. وأشار معاليه إلى أن الوزارة تعمل وفق خطة تنفيذية شاملة لتقديم أفضل الخدمات للحجاج الفلسطينيين طوال فترة استضافتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وحتى عودتهم إلى أوطانهم بعد أداء المناسك، لافتاً إلى مباشرة 14 لجنة تعمل على مدار الساعة لخدمة المستضافين إلى جانب تنفيذ برامج إثرائية وزيارات ميدانية لعدد من المعالم التاريخية والحضارية بمكة المكرمة والمدينة المنورة. ويُعد برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة من أبرز المبادرات التي تجسّد عناية المملكة المتواصلة بضيوف الرحمن، حيث استضاف منذ انطلاقه عام 1417ه الآلاف من الحجاج من مختلف دول العالم، في تأكيد عملي على دور المملكة الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين وحرصها على تجسيد معاني الأخوة الإسلامية في أبهى صورها .

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
اكتمال وصول 1053 حاجًا وحاجة من 76 دولة من ضيوف الملك
ورحب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، المشرف العام على البرنامج، الشيخ د. عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، بالضيوف الكرام، مؤكدًا أن استضافتهم في رحاب المملكة تجسد حرص القيادة الرشيدة على العناية بوفود الأمة الإسلامية، وتقديم نموذج حضاري في حسن الاستقبال وكرم الضيافة والتنظيم المتكامل. وأكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أن الوزارة تعمل وفق رؤية تكاملية تُعنى بأدق التفاصيل، من خلال منظومة عمل ميدانية متقدمة تهدف إلى توفير أقصى درجات الراحة لضيوف البرنامج، بدءًا من لحظة وصولهم وحتى انتهاء مناسكهم، عبر خدمات نوعية تشمل الإيواء الفاخر، والإعاشة المتكاملة، والتنقل الميسر، والرعاية الصحية الشاملة، إلى جانب برامج تثقيفية وإثرائية تُعزز من تجربة الضيوف في هذه الرحلة الإيمانية الفريدة، وذلك بإشراف مباشر من معاليه ومتابعة مستمرة من اللجان المتخصصة. وأشار إلى أن اكتمال وصول الدفعة الثانية من ضيوف البرنامج يشكّل محطة أساسية ضمن مراحل التنفيذ، ويعكس المستوى العالي من الاحترافية في التنظيم، ودقة التنسيق بين الجهات ذات العلاقة، مؤكّدًا أن البرنامج يُجسّد بوضوح ما بلغته المملكة من تطور شامل في إدارة شؤون الحج، وما تملكه من قدرات متقدمة وخبرات متراكمة تؤهلها لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وترسيخ مكانتها الرائدة في خدمة الإسلام والمسلمين. وفي ختام تصريحه، رفع الوزير أسمى عبارات الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- على ما يقدمانه من دعم سخي وتوجيهات سديدة، كان لها بالغ الأثر في تقديم هذه التجربة المتميزة لضيوف الرحمن، سائلًا المولى -عز وجل- أن يتقبل من الجميع حجهم، وأن يحفظ المملكة وقيادتها، ويُديم عليها أمنها واستقرارها ورفعتها بين الأمم. ويأتي هذا البرنامج النوعي في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -أيدهما الله- في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز أواصر الأخوة الإسلامية، وتيسير أداء الشعائر على ضيوف الرحمن من مختلف دول وقارات العالم. استقبال بالورود الدخول إلى مقر الإقامة


الرياض
منذ 9 ساعات
- الرياض
الصحة لـ«الرياض»: ندرس الأمراض الأكثر شيوعاًلتأمين الأدوية والأجهزة الطبيةضيوف الرحمن في أيدٍ أمينة
يعد حج بيت الله الحرام فريضة دينية، والركن الخامس من أركان الإسلام، فهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل وقادر، لقوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً)، حيث يتوافد ملايين المسلمين من كل أنحاء العالم إلى أطهر بقاع الأرض -مكة المكرمة-، مبتغين عبادة الله -سبحانه وتعالى- ومؤدين لمناسك الحج، وذلك في أيام معدودة، ويعكس ذلك التجمع الثقافي الواسع وحدة الأمة الإسلامية في مشهد روحاني يحقق الاستقرار والطمأنينة. وفي السياق ذاته، يبرز تطور موسم الحج بتجربة الحجاج لحج أكثر أمانًا واستقرار في كل موسم حج، كواحدة من أبرز نماذج التطور التي واجهت تحديات كبيرة، خصوصًا مع أعداد الحجاج الضخمة مقارنةً بمساحة المشاعر المقدسة، حيث وصل عدد إجمالي الحجاج لـ 1,833,164 حاجًا وحاجة، في عام 2024م، وذلك حسب نشرة إحصاءات الحج 2024 التي نشرتها الهيئة العامة للإحصاء على موقعها الإلكتروني، حيث أدى الحجاج مناسكهم بكل سبل اليسر والسلامة، في تجربة تجسد النجاح الباهر الذي قدمته المملكة بتوفير فرصة حج آمنه مع الحفاظ على جودة الخدمات المقدمة لخدمة ضيوف بيت الله، كما تعد خدمة الحجاج والمعتمرين أحد أسمى الخدمات التي تقدمها المملكة، وهو ما يعكسه اللقب الذي يحمله الملوك -خادم الحرمين الشريفين- حيث بدأ اتخاذ لقب خادم الحرمين الشريفين في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- على نحو رسمي، بدلًا عن اللقب المعتاد والمعروف المرتبط بأسماء الملوك -صاحب الجلالة-، وذلك تأكيدًا على شرف خدمة الحرمين الشريفين، والذي يجسد قيم الرعاية والاهتمام بضيوف الرحمن التي تشمل منظومة متكاملة تضم الخدمات الأمنية، التنظيمية، الصحية، التوعوية والإرشادية بهدف الإحسان في استضافة كل من الحجاج والمعتمرين. حضورهم أمان تسعى المملكة بجهود قائمة بجدية للحفاظ على آمن الحجاج وسلامة أرواحهم، جاعلة هذا الهدف من أهدافها الأساسية وفي مقدمة أولوياتها، وذلك من خلال تكامل الجهود بين مختلف الجهات وتسخير الإمكانات لخدمة الحجاج وراحتهم وتيسر حجهم، حيث يمثل الأمن العسكري حجرًا أساسيًا في تنظيم وتأمين موسم الحج، وذلك من خلال العمل على خطط مرسومة بدقة تُعنى بتقديم أعلى معايير الجودة في الخدمات التي تحقق ضمان سلامة الحجاج وممتلكاتهم منذ بداية رحلتهم لأداء مناسك الحج وحتى نهايتها، حيث طرحت المملكة الخطوط الحمراء على النحو التالي: أمن الحجاج خط أحمر، أمن المشاعر خط أحمر، أمن الوطن خط أحمر، التي تبين أهمية الأمن بالحج، والتي تأتي بمثابة ردع لمن يخالف القوانين، وفي مواجهة لمن يحاول الإخلال بالأنظمة أو تجاوزها، حيث توضح قوات أمن الحج قدرتها على تنفيذ الخطط التي ضعت لمحاولة تحقيق أمن الحجاج، وذلك من خلال استعراضهم لأبرز المدرعات والمركبات الخاصة، وطيران الأمن، كما تستعرض أحدث التجهيزات، والتقنية المستخدمة، وطرق التعامل وإدارة الحشود في الحرمين وساحاتهما، ضمن منظومة متكاملة تهدف لتوفير الراحة والحماية لضيوف الرحمن، من خلال كوادر مدربة وذات كفاءة بعدة لغات. كما أن للكشافة جهود في رفع مستوى الأمن في الحج، فهم يعملون في خدمة ضيوف الرحمن لأكثر من نصف قرن، حيث بدأت الحركة الكشفية في المملكة في عام 1353هـ، بعد ما أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بإدخال الكشافة في المدارس، استنادًا لما تحمل هذه الحركة من مبادئ نبيلة ولحسن أهدافها، وفي عام 1361 هـ، بعد مرور سبع سنوات شكل عبدالله خوجة مدير مدارس النجاح الليلية -رحمه الله- أول فرقة كشفية جاءت بجهود فردية، حيث تولت الفرقة آنذاك مهام تنظيمية في داخل المدرسة، شملت حفظ النظام والمشاركة في أعمال الخدمة العامة. وفي السياق، وصل عدد المشاركين من الكشافة في الحج لعام 2024م ما يقارب 3980 ألف كشاف وجوال، وفي الوقت ذاته وصل عدد المشاركين من الإناث لـ 220 فتاة كشفية. ومن جهته يذكر عبدالرحمن عبدالعزيز الجريسي عضو في الكشافة، فيما يخص الكشافة على نحو عام قائلًا: «الكشافة هي حركة شبابية تربوية عالمية، تهدف إلى تنمية الشباب من الناحية البدنية، العقلية، والاجتماعية؛ ليصبحوا أفراداً مسؤولين وفاعلين في مجتمعاتهم وهي تنظيم تطوعي مفتوح للجميع». ويفيد الجريسي فيما يتعلق بدور الكشافة لتحقيق الأمن والراحة للحجاج قائلًا: يأتي دور الكشافة بالإرشاد والتوجيه من خلال إرشاد وتوجيه الحجاج التائهين إلى مخيماتهم في المشاعر المقدسة (منى، مزدلفة، عرفات) أو للجمرات، المستشفيات، وبوابات قطار المشاعر المقدسة، وأيضًا يبرز دورهم من خلال تقديم الخدمة الميدانية، حيث يقومون الكشافة بدورهم بكل حب وامتنان لوطنهم بالمشاركة بنجاح موسم الحج، وذلك مع رجال الأمن بتفويج الحجاج في قطار المشاعر المقدسة، ومع وزارة الحج والعمرة بتفويج الحجاج من المخيمات إلى الجمرات، ومع وزارة الصحة بخدمة الحجاج وتنظيمهم في المراكز الطبية والمستشفيات، ومع أمانة العاصمة المقدسة بمراقبة البائعين المتجولين، ومراقبة المتاجر الغذائية. ويشير الجريسي قائلًا: إن من خلال تقديم العمل التطوعي نعمل بروح واحدة مع جميع المشاركين من الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن؛ لراحة الحجاج ورجال الأمن والأطباء في بعض المهام، منها الإرشاد والتنظيم»، ويضيف الجريسي قائلًا: «بفضل الله -سبحانه- ومن ثم ما وفرته حكومتنا الرشيدة -أدامها الله- بدعم كامل لجميع الجهات من توفير أحدث الخدمات، التي منها سهلت على أفراد الكشافة بتحديد مخيمات الحجاج التائهين يقومون الكشافة في كل موسم بإعادة الاف الحجاج لمخيماتهم» ويذكر الجريسي بشأن أبرز الإرشادات التوجيهية والتوعوية التي تقدمها الكشافة للحجاج قائلاً: «تتنوع الإرشادات، فمنها الإرشادات الصحية مثل، الحث على شرب الماء باستمرار؛ لتجنب الإجهاد الحراري وضربات الشمس، وأيضًا الإرشادات التنظيمية والميدانية في شرح الطرق المؤدية إلى الجمرات، المخيمات، والمسارات المخصصة، بالإضافة إلى الإرشادات العامة للسلامة كحفظ بطاقة الحاج أو السوار الإلكتروني الذي يحتوي على معلوماته». سند طبي يشكل موسم الحج واحدا من أكبر التجمعات التي تضم أعداد كبيرة من البشر في مساحة تعد بسيطة، ما يضع المملكة في تحد لتوفير أهم الاستعدادات الصحية والوقائية؛ لتساهم من خلالها على حفظ سلامة الحجاج ومنع انتشار الأمراض بينهم، مثل الإرشادات الصحية قبل الحج والعمرة في استكمال التطعيمات الضرورية، وذلك طبقًا لما هو مطلوب سواءً كان من حجاج الداخل أو من حجاج الخارج، خصوصًا المصابين بأمراضٍ مزمنة وكبار السن، كما أنه للحجاج من داخل المملكة بعض الالتزامات الصحية التي وضعت اهتمامًا بصحة الحجاج من داخل المملكة، وبصحة ضيوف بيت الله ممن يؤدون فريضة الحج، كأخذ جرعة واحدة من لقاح فيروس كوفيد- 19 بصرف النظر عن سابقة التحصين، بشرط أن لا تقل الفترة الزمنية منذ تلقي اللقاح عن 10 أيام ولا تزيد عن سنة؛ للحماية من الإصابة بعدوى الفيروس ومتحوراته -بإذن الله-. وتفيد وزارة الصحة حول الرابط بين الصحة وتحقيق الأمن في الحج قائلةً: «الصحة تُعد أحد أركان الأمن الشامل في موسم الحج، فالحفاظ على صحة الحجاج وسلامتهم يساهم بشكل مباشر في استقرار وأمن الموسم. تفشي أي مرض معدٍ -لا قدّر الله- قد يؤدي إلى فوضى صحية تؤثر على الأمن العام، لذا فإن الترتيبات الصحية المحكمة تسهم في الحفاظ على النظام وسير المناسك بيسر وسلام.» وتضيف فيما يتعلق بالخدمات الصحية المقدمة للحجاج أثناء موسم الحج: «تُقدم وزارة الصحة السعودية بالتعاون مع جهات أخرى باقة متكاملة من الخدمات الصحية، تشمل: مستشفيات ميدانية وثابتة موزعة في المشاعر المقدسة، فرق طبية متنقلة واستجابة طارئة، نقاط إسعافية في مواقع التجمعات، خدمات العناية المركزة والطوارئ، التوعية الصحية بعدة لغات، وتقديم الدعم النفسي والوقائي. وتشير الوزارة حول أهمية التطعيمات قبل موسم الحج: «التطعيمات تُعد خط الدفاع الأول للوقاية من الأمراض المعدية مثل الإنفلونزا، الحمى الشوكية، والتهاب الكبد. ومع وجود الملايين من الحجاج من مختلف دول العالم، فإن هذه اللقاحات تقلل فرص انتشار الأوبئة وتحمي الفرد والمجتمع، وتخفف الضغط على النظام الصحي خلال الموسم.» وتوضح الوزارة فيما يتعلق بوفرة العقاقير والأجهزة الطبية في موسم الحج قائلةً: «التجهيز المبكر وتوفير الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية أمر بالغ الأهمية نظراً لخصوصية المكان وكثافة الزوار.» وتضيف: وزارة الصحة تقوم بدراسة توقعات الأمراض الأكثر شيوعًا في الموسم وتقوم بتأمين الكميات المناسبة مسبقاً، مع توزيعها بشكل ذكي على المواقع، وهذا التكامل يضمن سرعة الاستجابة ويُعزز من كفاءة الرعاية الصحية، مما يساهم في نجاح موسم الحج بأمان صحي كامل. التعاون الإنساني في كل عام يشهد موسم الحج مشاركات فعالة من المتطوعين الصحيين سواءً من الذكور أو الإناث، كأحد أبرز صور التعاون الإنساني، فتُسخر تلك الجهود لرعاية ومساعدة أعداد كبيرة من الحجاج، حيث وصل عدد المتطوعين الصحيين والإسعافيين في موسم الحج الماضي لعام 1445هـ الموافق 2024م لـ 5,466 متطوعًا ومتطوعةً تقريبًا، منهم 3000 متطوع من مركز التطوع الصحي، و2,466 متطوعا من هيئة الهلال الأحمر السعودي. وفي هذا الصدد تفيد ريم إبراهيم العرف، محاضر في كلية التمريض، ومدرب معتمد من جمعية القلب السعودية، ومشرف سابق لفريق جامعة الملك سعود للعمل التطوعي بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي، حول بعض الآليات المساهمة لضمان سرعة الاستجابة للمصاب أو المحتاج للمساعدة قائلة: هناك آليات دقيقة ومنظمة تضمن سرعة الاستجابة، تبدأ بتوزيع الفرق الصحية والمتطوعين في مواقع استراتيجية في المشاعر المقدسة، إضافةً لوجود فرق طبية متنقلة ونقاط إسعافية ثابتة، كما يتم استخدام تقنيات تحديد المواقع والبلاغات الفورية عبر تطبيقات ذكية مثل «أسعفني»، مما يساهم في تقليل وقت الاستجابة بشكل كبير، كما أن التنسيق العالي بين الهلال الأحمر ووزارة الصحة والجهات الأمنية يسهل وصول المساعدة بسرعة إلى أي موقع. وتضيف العرف فيما يتعلق بدور المتطوعين الصحيين في تحقيق الأمن الصحي قائلةً: دورنا كمتطوعين صحيين محوري في دعم المنظومة الصحية، فنحن نعمل على توعية الحجاج بطرق الوقاية من الأمراض، تقديم الإسعافات الأولية، والمساعدة في رصد الحالات الصحية الطارئة وتحويلها بسرعة للفرق المختصة، كما أن وجودنا المكثف في ساحات الحرم والمخيمات يعزز من السيطرة على أي حالة طبية طارئة ويخفف الضغط على الفرق الطبية الأساسية، مما يسهم بشكل مباشر في الحفاظ على الأمن الصحي العام. وتصف العرف: يعد مستوى الرعاية الصحية في الحج مستوى متقدم جداً، ويضاهي ما يُقدّم في كبرى الأنظمة الصحية في العالم، حيث تعمل المستشفيات والمراكز الطبية بكامل طاقتها، والكوادر الطبية مؤهلة وعلى درجة عالية من الكفاءة، كما أن هناك اهتمام خاص بالتخصصات الدقيقة مثل ضربات الشمس، أمراض القلب، والعدوى، وتُقدم كل الخدمات بشكل مجاني، بالإضافة إلى أن استخدام التكنولوجيا في التتبع والتشخيص قد ساهم في الزيادة من جودة وسرعة الرعاية. وتشير العرف حول أساليب استعدادات وتحضير المتطوعين الصحيين قبل موسم الحج قائلة: «يبدأ التحضير قبل الحج بفترة كافية، حيث نخضع لبرامج تدريبية مكثفة تشمل الجوانب الطبية، الإسعافية، والمهارات الميدانية، والتدريب يتم من خلال محاضرات نظرية وتطبيق عملي، إضافةً إلى ورش عمل تحاكي الواقع الميداني للحج، كما يتم التأكيد على الجوانب النفسية والتواصل مع الحجاج بلغاتهم وثقافاتهم المختلفة، لضمان تقديم خدمة إنسانية بجودة عالية.» اطمئن: يفيد يزيد عبدالعزيز الشميمري أكاديمي وأخصائي نفسي حول أهمية شعور الحاج بالأمان قائلاً: «الشعور بالأمن من أهم الحاجات النفسية الأساسية التي يسعى إليها الإنسان، ويبرز ذلك بشكل أوضح في المواسم كالحج، حيث يترك الحاج بيئته المعتادة ويتوجه إلى بيئة جديدة مزدحمة ومليئة بالتحديات، وعندما يشعر الحاج بالأمان من خلال التنظيمات الأمنية المحكمة، أو الترتيبات الطبية المتوفرة فإن ذلك يخفف من حدة القلق والتوتر، ويساعده على التركيز في شعائر العبادة بروح مطمئنة.» ويضيف الشميمري: «من منظور نفسي، الأمن الجسدي والاجتماعي هو أساس للاستقرار النفسي، وبدونه قد يظهر القلق، الخوف، أو حتى بعض السلوكيات غير المتزنة، لذا فإن التنظيمات الأمنية والطبية في الحج لا تخدم فقط الجانب الوقائي، بل تُعد جزءًا من الدعم النفسي الضمني الذي يعزز من شعور الحجاج بالطمأنينة والانتماء والثقة، مما يرفع من جودة تجربتهم التعبدية الروحية.» تطعيمات الحج تقلل فرص انتشار الأوبئة وتحمي الحجاج ويشير الشميمري إلى أبرز الإرشادات والاستعدادات النفسية التي يُنصح بها الحاج قبل وأثناء أداء مناسك الحج؛ للحافظ على هدوئه واستقراره النفسي قائلًا: الحج تجربة روحانية وجسدية ونفسية استثنائية، ولذلك من المهم أن يستعد الحاج نفسيًا كما يستعد بدنيًا، ومن أبرز الإرشادات النفسية التي يُنصح بها: هي تهيئة التوقعات بأن يدرك الحاج مسبقًا أن هناك زحامًا، مشقة، وتحديات طبيعية، وأن يتقبل ذلك كجزء من العبادة وليس كعائق، مما يخفف من الإحباط أو التوتر، أيضًا ممارسة تقنيات الاسترخاء البسيطة مثل التنفس العميق، والتأمل في المشاهد الروحانية، ما يساعد على تهدئة الأعصاب في لحظات التوتر، وكذلك التواصل الإيجابي مع الآخرين: من خلال الكلمة الطيبة، وتجنب المشاحنات، ما يعزز من الشعور بالانسجام والانتماء الجماعي، بالإضافة إلى الاستعداد النفسي للطوارئ كأن يضع في ذهنه خططًا بديلة، ويتعامل مع المواقف الطارئة بهدوء وتفويض للأمر إلى الله. ويوضح الشميمري فيما يتعلق بدور نقل التجارب الشخصية الإيجابية والأخبار المطمئنة في تعزيز شعور الحجاج بالأمن النفسي قائلاً: تُعد التجارب الشخصية الواقعية وسيلة قوية لنقل مشاعر النجاح والتغلب على التحديات. عندما يستمع الحاج إلى قصص زملائه الذين واجهوا الصعوبات وتمكنوا من تجاوزها بهدوء وثقة، يُستمد منهم شعورًا بالاطمئنان والرغبة في مواجهة المواقف المماثلة بتفاؤل، فالإعلام الإيجابي والنقل الدقيق للمعلومات يساهمان في تفنيد الشائعات وتقديم صورة متوازنة عن الأوضاع الأمنية والصحية، مما يجعل الحاج يشعر بأنه في بيئة محكمة الإشراف. وعن طريق تعزيز الروح الجماعية والانتماء، فعندما تُشارك التجارب الشخصية، يشعر الحاج بأنه جزء من مجتمع متكامل يواجه التحديات معًا. ويختتم الشميمري حديثه: «باختصار، نقل التجارب الشخصية الإيجابية والأخبار المطمئنة يُمكن أن يحول تجربة الحج إلى رحلة أكثر هدوءًا وإيجابية، حيث يُصبح الحاج أكثر استعدادًا نفسيًا لمواجهة التحديات، وأقل عرضة للتأثر بالمواقف السلبية أو المجهولة».