logo
الأولمبياد الخاص الدولي يُطلق أجندة بحثية في القمة العالمية للإعاقة

الأولمبياد الخاص الدولي يُطلق أجندة بحثية في القمة العالمية للإعاقة

موقع 24٠٤-٠٤-٢٠٢٥

أعلن المركز العالمي للأولمبياد الخاص للدمج في التعليم اليوم الجمعة عن إطلاق خارطة طريق بحثية شاملة بعنوان "أجندة بحثية عالمية لخلق بيئات تعليمية شاملة".
يقود هذه المبادرة، التي تم الإعلان عنها في القمة العالمية للإعاقة ببرلين، فريق بحثي تابع للمركز يضم نخبة من الباحثين من أبرز الجامعات العالمية، بما في ذلك جامعة ييل، جامعة هارفارد، وجامعة نيويورك أبوظبي. وتمثل الأجندة خطوة استراتيجية لتعزيز الفهم الجماعي للشمول في التعليم، عبر معالجة فجوات المعرفة في التعليم والرياضة الدامجبن.
كما تسعى الأجندة لتحسين المخرجات التعليمية للطلاب من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية وغيرهم. ويعود الفضل في إنجاز هذا العمل لمنحة قدرها 25 مليون دولار أمريكي، قدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، للأولمبياد الخاص عام 2020.
توفير بيانات حول الشمول
تأتي هذه المبادرة استجابةً للنقص الحاد في الدراسات البحثية المبنية على البيانات حول الشمول وفوائدهما، وهو نقص يؤثر سلبياً على نتائج تعلم الطلاب، مما يكرس إقصاء أصحاب الهمم ويُحد من إمكاناتهم. فمع غياب البيانات والأدلة القوية التي تُوجه السياسات والممارسات، تبذل الأنظمة التعليمية جهودًا كبيرة لتقديم الدعم اللازم للطلاب من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية، وينخفض التحصيل الدراسي لهؤلاء الطلاب، فضلًا عن زيادة عزلتهم الاجتماعية، التي تقلص فرص نجاحهم في حياتهم. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن عدم إشراك ذوي الإعاقة في التعليم، والرياضة، وسوق العمل وغيرها من المجالات، قد يُخفض الناتج المحلي الإجمالي للدول بنسب تتراوح بين 3% و7%.
وتُحدد الأجندة البحثية سلسلة من الأسئلة الجوهرية حول الشمول، بدءًا من كفاءة التكلفة المرتبطة بالبرامج الدامجة، ووصولًا إلى الشراكات والممارسات الأكثر فعالية لدعم التنفيذ الناجح للتعليم الدامج. كما تسلط الأجندة الضوء على أهمية الإجابة على هذه الأسئلة وتدعيمها بأدلة دامغة، بعد سنوات من عدم اهتمام مجتمع البحث العالمي بها.
وحول إطلاق الأجندة صرحت الدكتورة جاكلين جودل، رئيسة الشؤون العالمية للشباب والتعليم في الأولمبياد الخاص: "لتحقيق تقدم هادف ومستدام والانتقال من ممارسات ناجحة لكنها معزولة إلى عمل تغيير منهجي واسع النطاق– لا بد من الاستثمار في أبحاث لا تقتصر على معرفة التحديات، بل تقدم أيضًا حلولًا عملية".
وإذ تواصل دولة الإمارات التزامها بتعزيز مجتمعات شاملة، حيث تُتاح لكل فرد فرصة المساهمة في التقدم العالمي والاستفادة منه، صرحت تالا الرمحي، مديرة مكتب شؤون التنموية في دولة الإمارات، والرئيس التنفيذي الأسبق للاستراتيجية للأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي: "لن يتحقق التقدم الحقيقي في التعليم الدامج إلا بالجهود المشتركة، إذ يتطلب إبرام شراكات قوية بين الحكومات والباحثين والمنظمات لترجمة السياسات إلى أفعال. وتوفر أجندة البحث المطروحة خارطة طريق واضحة لدفع هذا التعاون قدمًا".
القمة العالمية للإعاقة
أُطلقت الأجندة في برلين على هامش القمة العالمية للإعاقة 2025 التي تعقد في ألمانيا، وتُعد ملتقى لأصحاب المصلحة العالميين والإقليميين والوطنيين، والذين يتشاركون الهدف ذاته في تحقيق التنمية الشاملة لأصحاب الهمم، وتعزيز العمل الإنساني بصفة عامة. وتُعد هذه الأجندة بمثابة دعوة مفتوحة للباحثين وصناع السياسات للتعاون من أجل دفع عجلة التغيير الجماعي والتحويلي.
وبحضور نخبة من العلماء، وصناع السياسات، والمدافعين عن حقوق ذوي الإعاقة في القمة، حدّدت قيادة الأولمبياد الخاص الدولي ستة مجالات بحثية أساسية للتركيز عليها من أجل تعزيز الشمول في التعليم والرياضة هذه المجالات هي:
تعريف الشمول عبر السياقات والثقافات.
بناء قدرات المعلمين والمدربين وغيرهم من البالغين لتقديم تعليم شامل.
تعزيز مشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع.
تحقيق الأثر من خلال القياس والتقييم.
دعم الفئات المهمشة والنازحين (بما في ذلك مجتمعات اللاجئين والمهاجرين).
ضمان الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الشمول.
ولا تزال هناك تحديات في تحويل سياسات الشمول والدمج إلى برامج وممارسات فعالة، وذلك على الرغم من التقدم العالمي الملحوظ في إعطاء الأولوية لمزيد من الشمول في قطاعي التعليم والرياضة.
ويكشف تحليل اليونسكو الذي تضمن 209 دولة عن وجود فجوة واضحة بين القوانين والسياسات التعليمية، حيث تتقدم السياسات نحو التعليم الدامج بوتيرة أسرع من القوانين. فبينما تشجع 38% من الدول الشمول من خلال السياسات، فإن 17% فقط تحمي قانونيًا الحق في التعليم الدامج، بينما توجد في 25% من الدول قوانين تضم نصوصًا صريحة عن التعليم المنفصل بالكامل.
لذا، فعلى على الرغم من الجهود الكبيرة للتوسيع قاعدة التعليم الدامج، لا يزال العديد من الأطفال من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية معزولين في برامج التعليم الخاص، أو في أسوأ الحالات محرومين تمامًا من فرص التعليم. لذا تُوفر الأجندة البحث الإطار اللازم لدفع عجلة التقدم العاجل في هذا المجال، من خلال تحديد الفجوات المعرفية، والتأكيد على أهمية البحث عبر الثقافات والسياقات المختلفة، وضمان تكييف التدخلات والإجراءات حسب كل حالة، لتناسب الحلول البيئات والمجتمعات المتنوعة.
وتم إعداد الأجندة البحثية بتعاون بحثي بدأ عام 2022، وضم 32 باحثًا عالميًا من خلفيات متنوعة، بالإضافة إلى لاعبين من الأولمبياد الخاص وقادة شباب من مختلف أنحاء العالم، بهدف تعزيز البحث في الشمول. بحيث ستسهم خبراتهم الجماعية في توجيه الأبحاث المستقبلية، والتأثير في صنع السياسات، وإحداث تغيير حقيقي في التعليم والرياضة الدامجين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"المنشاوي" يترأس اجتماع المجلس الأكاديمي لجامعة أسيوط الأهلية
"المنشاوي" يترأس اجتماع المجلس الأكاديمي لجامعة أسيوط الأهلية

البوابة

timeمنذ 25 دقائق

  • البوابة

"المنشاوي" يترأس اجتماع المجلس الأكاديمي لجامعة أسيوط الأهلية

ترأس الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط والمفوض بتسيير أعمال جامعة أسيوط الأهلية، اجتماع المجلس الأكاديمي لجامعة أسيوط الأهلية، وذلك اليوم الخميس الموافق 22 مايو 2025، بمقر الجامعة بمدينة أسيوط الجديدة. لفيف من الحضور شهد الاجتماع حضور الدكتور نوبي محمد حسن، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، وعدد من عمداء الكليات، والأستاذ مصطفى حسن، أمين عام الجامعة، إلى جانب أعضاء المجلس الأكاديمي. وفي مستهل الجلسة، تقدم الدكتور أحمد المنشاوي بخالص التهاني وأطيب الأمنيات لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وقيادات الدولة، وللشعب المصري العظيم، ولأسرة جامعة أسيوط الأهلية من أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب، وذلك بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، داعيًا الله أن يعيده على مصر بالخير واليمن والبركات، وبمزيد من الأمن والاستقرار. كما توجه الدكتور المنشاوي، بالشكر والتقدير لأعضاء هيئة التدريس والعاملين، مشيدًا بجهودهم المخلصة في الإعداد الجيد للامتحانات والإشراف على تنفيذها، وما أبدوه من التزام أسهم في نجاح سير الامتحانات، وتوفير بيئة هادئة ومهيأة للطلاب لأداء اختباراتهم بكل يسر. ووجه الدكتور المنشاوي بسرعة الانتهاء من أعمال التصحيح وإعلان النتائج في أقرب وقت ممكن، حرصًا على مصلحة الطلاب. القيم الأكاديمية وأكد الدكتور المنشاوي أن جامعة أسيوط الأهلية تمثل امتدادًا لجامعة أسيوط الحكومية، وتحمل نفس القيم الأكاديمية والتقاليد العريقة، مع تقديم نموذج حديث ومطور في منظومة التعليم العالي، يتسق مع توجهات الدولة في تطوير التعليم الجامعي بما يلائم احتياجات سوق العمل. مشيرًا إلى أن إنشاء الجامعة يأتي في إطار رؤية الدولة نحو التوسع في إتاحة فرص التعليم الجامعي وتوفير بيئة تعليمية متكاملة قائمة على الجودة والحداثة. القبول الجامعي وفيما يخص القبول بالعام الجامعي الجديد، أوضح الدكتور المنشاوي أن باب التقدم للعام الدراسي 2025/2026 لم يُفتح بعد، مؤكدًا أنه سيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب من خلال القنوات الرسمية للجامعة، عقب صدور قرارات المجلس الأعلى للجامعات الأهلية بشأن الحدود الدنيا للقبول. كما ناشد الطلاب وأولياء الأمور بضرورة الرجوع إلى المصادر الرسمية وعدم الالتفات لأي معلومات مجهولة المصدر. وأوضح الدكتور نوبي محمد حسن، أن المجلس استعرض خلال اجتماعه موقف تجهيز معامل كلية الطب البشري داخل مبنى المعامل المركزي، والتي يتم إعدادها وفقًا لأعلى المواصفات لضمان بيئة تعليمية حديثة ومتكاملة. كما وافق المجلس على اللائحة الدراسية لكلية الألسن واللغات التطبيقية، لمرحلة الليسانس بنظام الساعات المعتمدة. وفي سياق دعم البنية التحتية، أقر المجلس تجهيز ثلاثة معامل متخصصة بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، وهي: معمل الشبكات والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء، معمل المعلوماتية الطبية الحيوية، ومعمل الذكاء الاصطناعي. واختتم المجلس مناقشاته بعدد من الموضوعات الأكاديمية والإدارية والمالية المرتبطة بكليات الجامعة وقطاعاتها المختلفة.

ترامب و«القبة الذهبية».. غيوم التحديات تحجب«درع السماء»
ترامب و«القبة الذهبية».. غيوم التحديات تحجب«درع السماء»

العين الإخبارية

timeمنذ 40 دقائق

  • العين الإخبارية

ترامب و«القبة الذهبية».. غيوم التحديات تحجب«درع السماء»

تم تحديثه الخميس 2025/5/22 06:31 م بتوقيت أبوظبي خطة دونالد ترامب لبناء درع صاروخي ضخم باسم «القبة الذهبية» تواجه تحديات كثيرة، وقد تكون أكثر كلفة بكثير مما يتوقعه الرئيس الأمريكي. ويريد ترامب تجهيز الولايات المتحدة بنظام دفاع فعال ضد مجموعة واسعة من الأسلحة المعادية، من الصواريخ البالستية العابرة للقارات إلى الصواريخ الأسرع من الصوت والصواريخ الجوالة، مرورا بالمسيّرات. ويأمل ترامب بأن يكون هذا النظام جاهزا للتشغيل بحلول نهاية ولايته. تحديات لكن بعد أربعة أشهر من إصدار الرئيس الأمريكي أمرًا إلى البنتاغون بالعمل على المشروع، لا تزال التفاصيل المعلنة في الموضوع شحيحة. وقالت ميلاني مارلو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن "التحديات الرئيسية ستكون مرتبطة بالكلفة وصناعة الدفاع والإرادة السياسية. يمكن التغلب على هذه التحديات كلها، لكن الأمر يتطلب التركيز وتحديد الأولويات". وأضافت: "سيتعين على البيت الأبيض والكونغرس الاتفاق على حجم الإنفاق ومصدر الأموال"، مشيرة إلى أن "صناعتنا الدفاعية تقلصت" رغم "أننا بدأنا إحياءها". ولفتت مارلو إلى أن "هناك الكثير من التقدم الذي يتعين تحقيقه في ما يتعلق بأجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية والمكونات الأخرى للمشروع". وقبل يومين، قال ترامب إن "القبة الذهبية" ستكلف نحو 175 مليار دولار في المجموع. غير أن هذا المبلغ يبدو أقل بكثير من السعر الحقيقي لمثل هذا النظام. «ليس واقعيا» قال الأستاذ المساعد للشؤون الدولية وهندسة الطيران والفضاء في معهد جورجيا للتكنولوجيا توماس روبرتس إن الرقم الذي طرحه ترامب "ليس واقعيا". وأوضح روبرتس لوكالة فرانس برس، أن "المشكلة في تصريحات الأمس (الثلاثاء) هي أنها تفتقر إلى التفاصيل التي من شأنها أن تسمح لنا بتطوير نموذج لنرى الشكل الحقيقي" لهذا المشروع. وبحسب وكالة غير حزبية تابعة للكونغرس الأمريكي، فإن الكلفة التقديرية لنظام اعتراض في الفضاء لمواجهة عدد محدود من الصواريخ البالستية العابرة للقارات تتراوح بين 161 مليار دولار و542 مليارا على مدى 20 عاما. لكن الوكالة أكدت أن النظام الذي يتصوره دونالد ترامب قد يتطلب قدرة من حيث اعتراض الصواريخ في الفضاء "أكبر من الأنظمة التي تمت دراستها في الدراسات السابقة"، موضحة أن "تحديد كمية هذه التغييرات الأخيرة سيتطلب تحليلا معمقا". سياق جيوسياسي وقد استوحي نظام "القبة الذهبية" من "القبة الحديدية" الإسرائيلية، والتي تم تصميمها لحماية البلاد من الهجمات قصيرة المدى بالصواريخ والقذائف، وكذلك من المسيّرات، وليس لاعتراض الصواريخ العابرة للقارات، وهو نوع من الأسلحة يمكن أن يضرب الولايات المتحدة. وفي عام 2022، أشار أحدث تقرير للمراجعة الدفاعية الصاروخية التي يجريها الجيش الأمريكي Missile Defense Review إلى التهديدات المتزايدة من روسيا والصين. وتقترب بكين من واشنطن في مجال الصواريخ البالستية والصواريخ الأسرع من الصوت، في حين تعمل موسكو على تحديث أنظمة الصواريخ العابرة للقارات وتحسين صواريخها الدقيقة، وفق التقرير. ولفتت الوثيقة نفسها إلى أن التهديد الذي تشكله المسيّرات، وهو نوع من الأسلحة يؤدي دورا رئيسيا في الحرب في أوكرانيا، من المرجح أن يتزايد، محذرة من خطر الصواريخ البالستية من كوريا الشمالية وإيران، فضلا عن التهديدات الصاروخية من جهات غير حكومية. «مهمة ضخمة» لكن مواجهة كل هذه التهديدات تشكل مهمة ضخمة، وهناك الكثير من القضايا التي يتعين معالجتها قبل أن يتسنى اعتماد مثل هذا النظام. وقال الخبير في مؤسسة "راند كوربوريشن" للأبحاث تشاد أولاندت إنه "من الواضح أن التهديدات تزداد سوءا"، مضيفا "السؤال هو كيف يمكننا مواجهتها بالطريقة الأكثر فعالية من حيث الكلفة". وتابع قائلا "الأسئلة المرتبطة بجدوى المشروع تعتمد على مستوى التحدي. كم عدد التهديدات التي يمكنك التصدي لها؟ ما نوعها؟ كلما ارتفع مستوى التحدي، ازدادت الكلفة". وأوضح الباحث المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، توماس ويذينغتون، أنّ "هناك عددا من الخطوات البيروقراطية والسياسية والعلمية التي يتعين اتخاذها إذا كان من المقرر أن تدخل القبة الذهبية الخدمة بقدرات مهمة". وأكد أن المهمة "باهظة للغاية، حتى بالنسبة إلى ميزانية الدفاع الأمريكية. نحن نتحدث عن مبلغ كبير من المال"، مبديا تحفظه حيال إمكان أن يرى هذا المشروع النور يوما. aXA6IDgyLjI1LjIyMC4xMTgg جزيرة ام اند امز FR

ترامب يهمّش إسرائيل.. لكنه لا يساعد غزة
ترامب يهمّش إسرائيل.. لكنه لا يساعد غزة

الاتحاد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاتحاد

ترامب يهمّش إسرائيل.. لكنه لا يساعد غزة

ترامب يهمّش إسرائيل.. لكنه لا يساعد غزة على الرغم من أنّ الرئيس دونالد ترامب خلال جولته الأخيرة في الشرق الأوسط بدا أكثر اهتماماً بالأعمال منه بالقضايا الجيوسياسية، فإنه لا يزال مصرّاً على تحقيق آماله في السلام. إذ مدّ يد الحوار إلى إيران، ملمحاً إلى إمكانية إجراء مفاوضات مستقبلية حول برنامجها النووي. كما أعلن هدنة مع «الحوثيين» في اليمن بعد أن أجاز حملة قصف بقيمة مليار دولار. ولدهشة بعض المسؤولين الأميركيين، أعلن أيضاً وقف العقوبات على سوريا، وهو تحرك حاسم لدعم نظامها الانتقالي الوليد. كذلك ندد بإرث التدخل الأميركي في المنطقة. وأثارت الإشارات التي بعثت بها جولة ترامب الخليجية قلقاً في إسرائيل. فقبل رحلته، كان الإعلام والمسؤولون الإسرائيليون يشيرون بالفعل إلى الطريقة التي يتجاوز بها ترامب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الزعيم اليميني الحليف الوثيق للرئيس الأميركي الذي تلقى هدايا سياسية عديدة من البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى. لكن في ولايته الثانية، لم يَعُد تصور ترامب للشرق الأوسط مرتبطاً بتصور نتنياهو. إذ لم يسرّ الزعيم الإسرائيلي بانفتاح ترامب على طهران، وهدنته أحادية الجانب مع «الحوثيين»، وخطوة التقارب مع سوريا التي قصفتها إسرائيل بلا هوادة خلال الأشهر الماضية. وقد استحضر ترامب اتفاقات أبراهام التي أرست علاقات رسمية بين إسرائيل ومجموعة من الدول العربية، وبدا أن احتمال التطبيع تحوّل إلى احتمال هامشي. وفي الأثناء، واصلت القوات الإسرائيلية قصف قطاع غزة المنكوب. وأدت الضربات على أهداف تزعم إسرائيل أنها تابعة لـ«حماس» إلى مقتل عشرات المدنيين في الأيام القليلة الماضية. وحده يوم الخميس، قالت جماعات محلية إن الهجمات الإسرائيلية قتلت أكثر من 100 شخص. وأفاد مدير أحد مستشفيات شمالي غزة لصحيفة «واشنطن بوست» بأنهم تسلّموا جثث 20 طفلاً قُتلوا الأربعاء. ولا تزال الأوضاع الإنسانية مأسوية، إذ يواجه واحد من كل خمسة أشخاص في القطاع خطر المجاعة في ظل حصار إسرائيلي مستمر منذ شهور. وفي وقت سابق من الأسبوع، أعلن نتنياهو أنه «لا سبيل» لإسرائيل لوقف حربها في غزة، متعهداً «بإكمال المهمة» والقضاء التام على «حماس». وقد قوّضت هذه الرسائل محاولات الوسطاء لاستئناف محادثات السلام بين الطرفين المتحاربين. وتعرض نتنياهو مجدداً لانتقادات من عائلات الرهائن المحتجزين لدى «حماس»، الذين يخشون أن رئيس الوزراء يُعطي الأولوية لمصالحه السياسية وتحالفه مع اليمين المتطرف على حساب معاناة الإسرائيليين المحاصرين في غزة. ومؤخراً أشاد ترامب بإطلاق سراح الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكساندر، آخر مواطن أميركي اختطفته «حماس» وتم إطلاق سراحه، مشيراً عبر وسائل التواصل إلى أنّ القرار كان «خطوة حُسن نية» من «حماس». وتضمّن خطاب البيت الأبيض نفاد صبر ضمنيّ تجاه نتنياهو، الذي يُعَدّ لدى كثيرين عقبة أمام التوصّل إلى وقف لإطلاق نار دائم. وقد عبّر بعض حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف صراحةً عن رغبتهم في تهجير معظم سكان غزة الفلسطينيين واحتلالها إلى أجل غير مسمى. ولا يبدو أن ترامب تخلَّى عن خطته الغريبة للاستيلاء على غزة وإعادة تطويرها بنفسه، إذ قال للصحفيين: «لقد كانت غزة أرض موت ودمار لسنوات طويلة. لديّ تصوّرات أعتقد أنها جيدة جداً، أن نحولها إلى منطقة حرية، دعوا الولايات المتحدة تتدخل وتحوّلها إلى منطقة حرية». ومهما تكن النتيجة، فإنّ هوّة تتسع بين ترامب ونتنياهو. وكما كتب إيلان جولدنبرج، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس السياسات في منظمة «جيه ستريت» الليبرالية المؤيدة لإسرائيل، في مذكرة بريدية: «بالنسبة لنتنياهو، الذي اعتاد أن يترك لحلفائه من المستوطنين تحديدَ السياسة خلال ولاية ترامب الأولى، لا بد أن تكون ولاية ترامب الثانية بمثابة صدمة». أما ترامب، الذي حصل من أصدقائه العرب على صفقات وانتصارات، فعندما ينظر إلى إسرائيل نتنياهو وإيتمار بن غفير لا يرى إلا المتاعب، بما في ذلك «حرب لا تنتهي» في غزة، وقيادة سياسية إسرائيلية «مصممة على إفشال محادثات إيران» ولا تبدو مستعدة لتقديم التنازلات السياسية اللازمة قبل أن تتمكن من الاندماج بشكل أكبر في المنطقة. *كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store