logo
بين مناورة حماس وتصعيد إسرائيل.. خطة ويتكوف في مهب الريح

بين مناورة حماس وتصعيد إسرائيل.. خطة ويتكوف في مهب الريح

فبينما تحاول حماس إبقاء الباب مواربا أمام المبادرة الأميركية، تمضي إسرائيل في طريق الحرب، مغلقة النوافذ على أي تهدئة قريبة، في ظل تعليمات مباشرة من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالمضي قدمًا في غزة "بمعزل عن أي مفاوضات". فهل نحن أمام لحظة انهيار نهائية للمساعي السياسية؟ أم أن ما يجري لا يزال يدخل ضمن منطق المناورة في غرف التفاوض الخلفية؟.
رغم التصعيد العسكري المتواصل، لم تغلق حركة حماس الباب تماما أمام خطة ويتكوف ، بل أكدت أنها لم ترفضها، بل رفضت "صيغتها الحالية" التي وصفتها بأنها غير عادلة ومنحازة بالكامل لإسرائيل.
وفيما تحمل واشنطن الحركة مسؤولية تعثر التفاوض، ترى حماس أن الخطة لا توفر أي ضمانات حقيقية ل وقف دائم لإطلاق النار ، بل تمهد لعودة الحرب بعد 60 يوما.
ويؤكد هذا السياق ما ذهب إليه أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، نشأت الأقطش، في حديث لـ" التاسعة" على سكاي نيوز عربية، حين قال بصراحة: "هذه ليست ورقة وسيط، هذه ورقة نتنياهو التي تشترط إمكانية عودة الحرب بعد 60 يوم"، لافتا إلى أن ما يقدم لا يعكس وساطة محايدة، بل هو أقرب إلى صيغة أعدتها واشنطن ونتنياهو لتفرض على حماس.
ويلفت الأقطش الانتباه إلى مفارقة أساسية: "لا أحد يعلم ما هي نقاط القوة التي تملكها حماس لكي ترفض، ولكن بعد أكثر من 600 يوم من الحرب، واضح أن إسرائيل لم تحقق شيئا".
هذه المفارقة تفتح الباب لتساؤل مركزي: لو كانت إسرائيل قد حققت أهدافها، هل كنا سنسمع عن أوراق وساطة ومقترحات أميركية؟
في الوقت الذي تتحدث فيه مصر و قطر عن جهود مكثفة لتقريب وجهات النظر، يخرج وزير الدفاع الإسرائيلي ليقول بوضوح: "ادخلوا غزة ولا تلتفتوا إلى المفاوضات".
موقف يتماهى مع تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستواصل عملياتها في غزة "لإعادة الرهائن وهزيمة حماس"، ما يعني أن الخطاب الإسرائيلي الرسمي لم يغادر منطق الحسم العسكري.
أما وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ، فقد ذهب أبعد من ذلك برفضه القاطع لمقترح ويتكوف، محذرا من أن حماس ستستغل أي هدنة لإعادة تسليح نفسها، واصفا موافقة نتنياهو المحتملة على المقترح بـ"الخطأ الفادح".
وفي هذا الإطار، يبدو أن الانقسام الداخلي في إسرائيل حول كيفية التعامل مع غزة لا يقل حدة عن الانقسام بين إسرائيل وحماس نفسها.
في تحليل يخرج عن السياق الدبلوماسي المعتاد، يرى الأقطش أن إسرائيل لا تستهدف فقط حركة حماس، بل تسعى إلى إفراغ غزة و الضفة الغربية من سكانها الفلسطينيين، وهو ما يعكس، بحسب قوله، "مشروعا استيطانيا عنصريا طويل الأمد".
يقول الأقطش: "إسرائيل تريد غزة بلا حماس، بلا مقاومة، بلا فتح، بلا سلطة، وتريد غزة بلا سكان. وتريد إعادة إعمارها كمنطقة استثمارية"، مؤكدا أن الهدف ليس القضاء على حماس فقط، بل محو الوجود الفلسطيني ذاته.
وحين تطرح حماس كمبرر للعدوان، يتساءل الأقطش: "في الضفة الغربية لا توجد حماس، ومع ذلك ترتكب المجازر، تهدم المنازل، ويحاصر السكان. فما هو المبرر هناك؟"، ليربط بذلك بين الاستراتيجية الإسرائيلية في غزة ونظيرتها في الضفة، موضحا أن المشروع واحد، والأدوات فقط تختلف.
وفي وصفه للوضع الإنساني، أشار الأقطش إلى ما يحدث في غزة قائلا: "نحن نشاهد مجازر لم يسمع عنها التاريخ الإنساني من قبل، وأمام الكاميرات والأمم المتحدة"، معتبرا أن ما يجري هو إبادة جماعية لا يمكن تبريرها.
ويحذر الأقطش من التعامل مع الخطة الأميركية على أنها مخرج واقعي، مشيرا إلى أن أي مقترح لا يتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار "ليس حلا بل هو فخ جديد".
ويضيف: "لا يمكن لحماس قبول وساطة بهذا الشكل بدون إعلان رسمي عن وقف إطلاق النار".
من بين الأسئلة المحورية التي تطرح على طاولة التحليل: هل تملك حماس ما يكفي من أوراق القوة للتفاوض بعد كل ما تكبدته من خسائر؟
الأقطش لا يعطي جوابا مباشرا، بل يضع السؤال ضمن سياقه الأشمل، مذكرا بأن إسرائيل لم تبدأ في 7 أكتوبر، وأن المجازر بدأت قبل وجود حماس، في الأربعينات من القرن الماضي.
وفي ظل تصاعد الغارات وسقوط عشرات الضحايا يوميا، خاصة بعد الغارة الأخيرة على نقطة توزيع مساعدات في رفح ، تبدو خطة ويتكوف وكأنها حبر على ورق.
المبعوث الأميركي وصف موقف حماس بـ"غير المقبول"، فيما اعتبرته الحركة غير عادل. لكن اللافت هو أن الموقف الأميركي ذاته، كما يرى الأقطش، لا يتسم بالحياد. بل يذهب حد القول إن "الخطة هي امتداد للرؤية الإسرائيلية، ولا تخدم إلا هدفا واحدا: هدنة مؤقتة تعقبها عودة الحرب".
في خضم مشهد مشحون بالتناقضات، يتضح أن الميدان لا يزال هو الذي يفرض قواعد اللعبة. فحماس، رغم الضغوط، ترفض الرضوخ، وإسرائيل، رغم تصاعد الإدانات، تواصل الحرب بلا توقف. أما خطة ويتكوف، فتبدو أقرب إلى محاولة لكسب الوقت، أو تمرير صفقة هشة، قد تسقط في أي لحظة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كوبا تحذر من مواجهة عسكرية مع واشنطن وتتهم ترامب بتأجيج التوتر
كوبا تحذر من مواجهة عسكرية مع واشنطن وتتهم ترامب بتأجيج التوتر

صحيفة الخليج

timeمنذ 29 دقائق

  • صحيفة الخليج

كوبا تحذر من مواجهة عسكرية مع واشنطن وتتهم ترامب بتأجيج التوتر

واشنطن - رويترز وجهت مسؤولة كوبية كبيرة اتهامات لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء، بتصعيد التوتر بين واشنطن وهافانا، وعبرت عن قلقها من أن تحاول الولايات المتحدة إثارة مواجهة عسكرية بين البلدين. وقالت جوهانا تابلادا نائبة مدير الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية الكوبية للصحفيين في السفارة الكوبية في واشنطن إن الاشتباك المسلح بين الخصمين القديمين في الحرب الباردة «ليس فكرة جيدة» وإن الحكومة الكوبية تحاول تهدئة الوضع لكن يبدو أن الولايات المتحدة عازمة على إلحاق المزيد من الضرر بالعلاقات. وقالت تابلادا إن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها إدارة ترامب والتي تستهدف كوبا التي يحكمها الحزب الشيوعي تهدف إلى «نسف علاقتنا من أجل إثارة قطيعة حقيقية في العلاقات، وحتى خلق الظروف، في رأيي، لمواجهة عسكرية إذا لزم الأمر». واتخذ ترامب وكبار مسؤوليه نهجاً متشدداً تجاه كوبا منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني، شمل إعادة كوبا إلى القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وتشديد القواعد على التحويلات المالية، وإغلاق برامج الهجرة التي سمحت لبعض الكوبيين بالعمل في الولايات المتحدة بشكل قانوني. لم يهدد مسؤولو ترامب علناً بأي عمل عسكري. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلب للتعليق.

البيت الأبيض: ننظر في مدى صحة إطلاق النار قرب مركز للمساعدات في غزة
البيت الأبيض: ننظر في مدى صحة إطلاق النار قرب مركز للمساعدات في غزة

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

البيت الأبيض: ننظر في مدى صحة إطلاق النار قرب مركز للمساعدات في غزة

واشنطن- أ ف ب أعلن البيت الأبيض الثلاثاء، أنه «ينظر في مدى صحة» معلومات تحدثت عن إطلاق نيران قاتلة قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت إن «الحكومة على علم بهذه المعلومات، ونحن ننظر في مدى صحتها»، مضيفة أنه «بخلاف ما ذكرته بعض وسائل الإعلام، نحن لا نثق تماماً بما تقوله حماس». وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت في وقت سابق مقتل 27 شخصاً في إطلاق النار، وهي حصيلة أعلنها الدفاع المدني في القطاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store