logo
"بطل طفولتنا": جمهور الإمارات ينعى أسطورة المصارعة هالك هوجان

"بطل طفولتنا": جمهور الإمارات ينعى أسطورة المصارعة هالك هوجان

خليج تايمزمنذ 6 أيام
نعى عشاق المصارعة في الإمارات العربية المتحدة هالك هوجان، أحد أشهر الشخصيات في عالم المصارعة المحترفة، والذي توفي يوم الخميس عن عمر يناهز 71 عامًا. بالنسبة للعديد من السكان، وخاصة أولئك الذين نشأوا على مشاهدة المصارعة في الثمانينيات والتسعينيات، كان هوجان أكثر من مجرد رياضي - لقد كان مصدر قوة ودراما وترفيه.
قال حيدر، المقيم في الشارقة والبالغ من العمر 42 عامًا، والذي يعشق المصارعة منذ سن العاشرة: "كان بطل طفولتنا. طريقة دخوله الحلبة، مع تلك الموسيقى، والوشاح الأحمر والأصفر، الذي كان يمزق قميصه. كان يُثير فينا القشعريرة في كل مرة".
توفي هوجان، واسمه الحقيقي تيري جين بوليا، في مستشفى بولاية فلوريدا بعد إصابته بسكتة قلبية. اشتهر هوجان بشخصيته الجريئة وعضلات ذراعه الضخمة التي يبلغ طولها 24 بوصة، مما ساهم في جعل المصارعة رياضة عالمية. وامتدت شعبيته إلى ما هو أبعد من أمريكا والإمارات العربية المتحدة، إلى دول أخرى في آسيا.
في التسعينيات، كنا نجتمع أمام التلفاز كل أحد وإثنين ظهرًا ومساءً لمشاهدته، قال حيدر. لم يكن الإنترنت ولا وسائل التواصل الاجتماعي موجودين آنذاك. كان هوجان النجم الذي كنا نتحدث عنه جميعًا في المدرسة. كنا نحاول تقليد حركاته دون أن نؤذي بعضنا البعض.
بالنسبة للعديد من الناس، أصبحت مشاهدة المصارعة بمثابة طقس يربط بين الأصدقاء والعائلات والأحياء بأكملها.
قال فهد شيخ، البالغ من العمر 35 عامًا، وهو من سكان أرجان: "أتذكر عودتي مسرعًا إلى المنزل من المدرسة كل يوم اثنين، أرمي حقيبتي جانبًا، وأتناول غداءي، وأشغل التلفاز. كان WWE هو كل شيء. في أحد أيام الاثنين، كان الجو ممطرًا والمدرسة مغلقة، فجاء جميع أصدقائي من المبنى. جلسنا معًا، نصرخ أمام الشاشة بينما كان هوجان يقاتل. إنها إحدى أسعد ذكريات طفولتي."
وتذكر المشجعون أيضًا لحظاتهم المفضلة مثل حركة هوجان التاريخية في جسد أندريه العملاق في راسلمينيا 3، أو صدامه الملحمي مع ذا روك في عام 2002.
"كنتُ في الثانية عشرة من عمري آنذاك، وكنا ننتظر هذه المواجهة لأسابيع،" أضاف فهد. "تجمع جميع أبناء عمومتي في منزلنا، بمن فيهم والدنا وإخوتنا الأكبر، ليشهدوا المواجهة."
ومن بين العديد من المشجعين الذين يتذكرون هوجان خوسيه فرانسيسكو، وهو مهاجر فلبيني يبلغ من العمر 39 عامًا في دبي، والذي يتذكر الاستيقاظ في الساعات الأولى من الصباح في وطنه فقط لرؤية هوجان على شاشة التلفزيون.
"نشأتُ في سيبو، وكانت WWE تُبثّ عادةً حوالي الساعة الثامنة أو التاسعة صباحًا بتوقيت الفلبين،" قال خوسيه. "كنا نتغيّب عن قداس الأحد أحيانًا لنشاهده مباشرةً. أتذكر ذات مرة، تظاهرتُ بالمرض حتى لا أفوّت مباراة هالك هوجان. غضب والداي لاحقًا، لكن الأمر كان يستحق العناء."
يتذكر خوسيه ارتدائه زيّ WWE خلال عرض مواهب مدرسي عام ١٩٩٥. قال: "لففتُ منشفة صفراء حول رأسي كالباندانا، ومزقتُ قميصًا قديمًا على المسرح. تلقيتُ هتافاتٍ حارة في ذلك اليوم".
تم إدخال هوجان إلى قاعة مشاهير WWE مرتين ويعتبر على نطاق واسع أحد أكثر المصارعين تأثيرًا في التاريخ.
الرئيس الأمريكي ترامب وستالون ينعون "الأيقونة الأمريكية العظيمة" هولك هوجان توفي عن عمر ناهز 71 عاما. الرئيس الأمريكي ترامب وستالون ينعون "الأيقونة الأمريكية العظيمة" هولك هوجان توفي عن عمر ناهز 71 عاما.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جولة «بريدج» تصل إلى أوساكا اليابانية استعداداً لانعقاد "بريدج 2025" أكبر قمة لصُناع الإعلام والمحتوى الثقافي والفني على مستوى العالم في أبوظبي
جولة «بريدج» تصل إلى أوساكا اليابانية استعداداً لانعقاد "بريدج 2025" أكبر قمة لصُناع الإعلام والمحتوى الثقافي والفني على مستوى العالم في أبوظبي

زاوية

timeمنذ ساعة واحدة

  • زاوية

جولة «بريدج» تصل إلى أوساكا اليابانية استعداداً لانعقاد "بريدج 2025" أكبر قمة لصُناع الإعلام والمحتوى الثقافي والفني على مستوى العالم في أبوظبي

بحضور معالي عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد وسفير الإمارات لدى اليابان تجمع القمة قادة ونخبة صُناع الإعلام والثقافة والفن والذكاء الاصطناعي والابتكار في ديسمبر القادم عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد: الإمارات تسعى إلى بناء نموذج إعلامي جديد يُعلي من شأن القيم الإنسانية د. جمال الكعبي: "قمة بريدج" تتقاطع فيها الأفكار مع التطلعات لمواجهة تحديات العصر وصناعة إعلام ومحتوى مسؤول وصلت جولة "بريدج"، التي تشكّل أحد المسارات الرئيسة لمنصة "بريدج" الإعلامية العالمية التي أطلقها المكتب الوطني للإعلام، إلى مدينة أوساكا اليابانية، لتكون محطتها الثالثة بعد نيويورك ولندن، حيث تأتي الجولة بدعم من تحالف "بريدج"، ضمن سلسلة من الحوارات الدولية التي تهدف إلى إرساء أسس مستقبل الإعلام والتكنولوجيا وتعزيز التعاون الثقافي بين الشعوب، تمهيداً لانعقاد قمة "بريدج 2025" في العاصمة الإماراتية أبوظبي من 8 إلى 10 ديسمبر المقبل. وتُعد "قمة بريدج 2025" أكبر منصة عالمية تجمع قادة ونخبة صُنّاع المحتوى الإعلامي والثقافي والفني بكافة مكوناتهم وصنّاع القرار لتمكين تواصل أكثر فاعلية وتكاملاً على مستوى العالم . وتُسهم كل محطة من محطات الجولة في إثراء سلسلة "تواصل الحوار"، وهي سلسلة من النقاشات والرؤى العالمية التي تبلور أجندة القمة. وتؤكد محطة أوساكا، التي تلت النجاح اللافت في نيويورك ولندن، على البعد العالمي للمنصة وحرصها على التنوّع الثقافي والجغرافي في تناول تحديات الإعلام الحديث وبناء شراكات فاعلة بين مختلف أطراف منظومة الإعلام العالمي. وتشهد الجولة في أوساكا سلسلة فعاليات رفيعة المستوى تجمع نخبة من المبتكرين وقادة الأعمال وصنّاع السياسات، لمناقشة التحديات واستكشاف الفرص في مشهد إعلامي سريع التحوّل، مما يعزز من مكانة المدينة كمركز فاعل في هذا الحوار الدولي، ويساهم في طرح أفكار مبتكرة وتأسيس شراكات استراتيجية تُرسّخ حضور الإعلام المسؤول والمؤثر عالمياً. أوساكا.. منصة استراتيجية للابتكار والثقافة والمسؤولية وبوصفها المدينة المضيفة لمعرض "إكسبو 2025"، تشكّل أوساكا منصة مثالية لتركيز "بريدج" على تقاطع القيم الإنسانية الراسخة والتقنيات المستقبلية، حيث احتضنت جلسات حوارية جمعت أكثر من 30 من أبرز القادة والمؤثرين اليابانيين في مجالات الإعلام، والتكنولوجيا، والتمويل، وذلك بحضور معالي عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، وسعادة شهاب أحمد محمد عبد الرحيم الفهيم، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليابان. واستهل برنامج الجلسات في أوساكا بحوار بعنوان "من يستفيد من أزمة الثقة؟"، جمع بين ليكا كيهارا، كبيرة مراسلي السياسات اليابانية في وكالة رويترز اليابان، ووندي سيو، النائب الأول لرئيس شركة WPP ميديا اليابان. وناقشت الجلسة سبل بناء بيئة إعلامية قائمة على الثقة، في زمنٍ تتزايد فيه الشكوك حول مصداقية المحتوى، ويزداد فيه تأثير الخوارزميات على سلوك المستخدم وتشكيل الرأي العام. وفي جلسة معمّقة بعنوان "عقول تفكر، وعقول تشعر: الجبهة التالية للذكاء الاصطناعي"، قدّم الدكتور هيرو هامادا، رئيس فريق البحث في شركة ARAYA ، طرحًا متقدمًا يستند إلى تقاطعات علوم الأعصاب وتعلّم الآلة، لشرح الكيفية التي يعيد بها الذكاء الاصطناعي تشكيل الإدراك البشري، وتأثير ذلك على الوعي، والثقة، والوكالة الإنسانية، في عالمٍ أصبح فيه الانتباه عملة نادرة، والسرد أداة سلطة. واختُتم البرنامج بجلسات تفاعلية خاصة، أتاحت للمشاركين فرصة التواصل المباشر مع عدد من كبار التنفيذيين في قطاع الإعلام، والمنتجين الثقافيين، وصنّاع السياسات، في نقاشات مفتوحة سلّطت الضوء على التجارب اليابانية الرائدة في تطوير ممارسات إعلامية مسؤولة، تستند إلى الابتكار، والتكامل بين التقنية والقيم الإنسانية. رئيس المكتب الوطني للإعلام: قمة "بريدج 2025" ستركّز على إطلاق شراكات استراتيجية تُرسّخ الإعلام كقوة دافعة نحو التنمية والازدهار وأكد معالي عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، أن دولة الإمارات تسعى إلى بناء نموذج إعلامي جديد يتسم بالمرونة، والشفافية، والفاعلية، ويُعلي من شأن القيم الإنسانية. وأشار معاليه أن القيادة الحكيمة تدعم المبادرات الإعلامية النوعية، وفي مقدمتها قمة "بريدج"، انطلاقًا من إيمانها بدور الإعلام كشريك حيوي في بناء جسور التواصل بين الشعوب، وتمكين المجتمعات من صياغة مستقبلها على أسس من الوعي، والانفتاح، والمسؤولية. وأضاف معاليه أن جلسات أوساكا أبرزت أهمية الجمع بين الابتكار والتأصيل، وتبنّي أدوات الذكاء الاصطناعي دون التخلي عن أخلاقيات المهنة، مشيرًا إلى أن قمة "بريدج 2025" ستركّز على إطلاق شراكات استراتيجية تُرسّخ الإعلام كقوة دافعة نحو التنمية والازدهار. واختتم معاليه بالتأكيد على أن ما شهدته أوساكا من تفاعلٍ مثمر يمثّل عنصرًا مهمًا لانطلاقة قمة "بريدج"، وبلورة رؤية جماعية لتعزيز إعلام مؤثر، قادر على التفاعل مع التحولات، وصياغة مستقبل إعلامي متكامل ومستدام. مدير عام المكتب الوطني للإعلام: "بريدج" منصة عالمية لبناء إعلام قائم على الثقة والشفافية والتأثير الإيجابي بدوه، أكد سعادة الدكتور جمال محمد عبيد الكعبي، مدير عام المكتب الوطني للإعلام، أن العالم يقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الإعلام وصناعة المحتوى الثقافي والفني والمدفوعة جميعها بتطورات الذكاء الاصطناعي وتغيّر طبيعة المنصات الرقمية. وقال الكعبي: "في هذا السياق المتغير، تبرز أهمية السرد القصصي المسؤول كأداة محورية في تشكيل المستقبل. وهنا يأتي دور منصة (بريدج)، التي نسعى من خلالها إلى توحيد جهود الجهات الفاعلة في صناعة المحتوى الإعلامي حول العالم، ممن يجمعهم هدف واحد يتمحور حول الثقة، والشفافية، والتأثير الإيجابي". وأضاف: "في (قمة بريدج 2025) تتقاطع الأفكار مع التطلعات، بهدف مواجهة تحديات العصر، وبناء إعلام مسؤول يقدم حلولًا عملية، تعزز التواصل الإنساني وتُرسّخ القيم الأخلاقية في بيئة إعلامية متجددة ومتعددة الأبعاد". ترسيخ الأسس: من نيويورك إلى لندن إلى أوساكا وركزت النقاشات في نيويورك على مستقبل الثقة في الذكاء الاصطناعي ودوره في التحقق من صحة المعلومات، فيما استكشفت حوارات لندن مفهوم "دبلوماسية السرد" وسبل تعاون الحكومات مع مؤسسات الإعلام لتعزيز السرديات المسؤولة. أما أوساكا، فأبرزت مكانة الاقتصاد الإبداعي في آسيا، وسلطت الضوء على أهمية الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي التوليدي، وتحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي والأصالة الثقافية. وفي هذا السياق، جاء لقاء أوساكا كخطوة استراتيجية ضمن جولة عالمية متواصلة تهدف إلى بناء نموذج إعلامي جديد يقوم على الشفافية والمسؤولية، ويُثري سلسلة "تواصل الحوار" بأفكار ورؤى نوعية. وقد وفّر منصة لتوسيع النقاش حول مستقبل الإعلام، من مصداقية المحتوى إلى دور أدوات الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل المشهد الصحفي والاقتصادي والثقافي. ومن المقرر أن تتواصل الجولة في محطاتها المقبلة في شنغهاي وعدد من المدن العالمية، لبحث موضوعات محورية مثل الذكاء الاصطناعي، والسرد العابر للثقافات، ونماذج التعاون الجديدة في العصر الرقمي، تمهيداً لانعقاد "قمة بريدج" في ديسمبر المقبل. منصة للتعاون والتأثير الإيجابي تُقام "قمة بريدج 2025" في العاصمة الإماراتية أبوظبي كمنصة عالمية تجمع صُنّاع المحتوى الإعلامي والثقافي والفني وصُناع القرار والمؤثرين، ووكالات الإعلام، مع الجهات الحكومية والمستثمرين والمؤسسات المعنية بالتغيير المجتمعي. ومن خلال هذا الربط بين أطراف التأثير، تتيح القمة المجال لبناء شراكات استراتيجية تدعم صناعة الإعلام المسؤول، وتسهم في تشكيل الرأي العام بشكل إيجابي ومستدام. وتمثل القمة ملتقىً للريادة الفكرية والابتكار العملي، حيث توفر للمشاركين من الجيل الجديد من خبراء الاتصال منصة لتطوير حلول إعلامية تتجاوز الترفيه، وتُحدث أثراً حقيقياً يمتد إلى مختلف المجتمعات. للتسجيل في "قمة بريدج 2025"، يُرجى زيارة الموقع: يشار إلى أن "بريدج" هي منصة إعلامية عالمية أطلقها المكتب الوطني للإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتهدف إلى إعادة تعريف مشهد الإعلام من خلال الحوار، والتعاون، وبناء الشراكات المؤثرة. وتشمل المنصة عدة مسارات متكاملة، أبرزها "جولة بريدج" التي تفتح أفق النقاش حول الإعلام والتقنية والهوية الثقافية في عدد من كبرى المدن العالمية، استعدادًا لانعقاد "قمة بريدج 2025"، الحدث الأبرز الذي يُعقد في أبوظبي، ويجمع صنّاع القرار وصنّاع المحتوى وقادة الفكر من حول العالم. وتعمل المنصة بدعم من "تحالف بريدج"، وهو شبكة دولية من المؤسسات والشركاء تسعى إلى بناء منظومة إعلامية أكثر تكاملاً وتأثيراً على المستوى العالمي. -انتهى-

احتفل باليوم الوطني للمحار بأسلوب أنيق
احتفل باليوم الوطني للمحار بأسلوب أنيق

خليج تايمز

timeمنذ 2 ساعات

  • خليج تايمز

احتفل باليوم الوطني للمحار بأسلوب أنيق

احتفالاً باليوم الوطني للمحار، يدعوكم ماليبو سكاي لاونج في فندق باراماونت ميدتاون إلى أمسية لا تُنسى من الفخامة والرقي. تذوقوا أشهى أنواع المحار واستمتعوا بإطلالات خلابة على أفق دبي في أرقى وجهة على سطح المبنى. متى: الاثنين 5 أغسطس، من الساعة 8:00 مساءً فصاعدًا • قائمة محار مختارة تبدأ من 85 درهمًا إماراتيًا • أجواء أنيقة على السطح مع إطلالات على الأفق • الموسيقى والشركة الرائعة

«غرفة واحدة لا تكفي».. سردية الذاكرة المفتوحة
«غرفة واحدة لا تكفي».. سردية الذاكرة المفتوحة

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

«غرفة واحدة لا تكفي».. سردية الذاكرة المفتوحة

شهدت الرواية الإماراتية، تحولات جذرية منذ سبعينات القرن الماضي، متأثرة بتأسيس الدولة والانفتاح على الثقافات العالمية، لتنتقل تدريجياً من الرواية التأسيسية المحلية إلى فضاءات سردية أكثر تنوعاً وارتباطاً بالقضايا الإنسانية، بفضل حضور أصوات شابة ورهان روائيين على تقنيات السرد الحداثي والتجريب، متفاعلة مع التيارات العالمية ومكرِسة نفسها شريكاً معترفاً به ضمن خريطة السرد العربي. رواية الكاتب الإماراتي سلطان العميمي، «غرفة واحدة لا تكفي» الصادرة عام 2016، والتي دخلت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية ( البوكر العربية) لعام 2017. تمثل محطة بارزة في تطور الرواية الإماراتية وتحاكي قضايا وجودية، وتستثمر أدوات السرد الحديث والمعاصر. *بناء رمزي تدور أحداث الرواية حول شخصية رئيسية تدعى «قرواش» يجد نفسه محبوساً فجأة في غرفة بلا نوافذ ولا وسيلة للفرار، ولا يتواصل مع العالم الخارجي إلا من خلال فتحة صغيرة بباب الغرفة تؤدي إلى غرفة أخرى يسكنها شخص شديد الشبه به في الملامح والسلوك، هذه البنية تعكس توجهاً نحو البناء الرمزي المحمل بالإحالات والاستعارات، وتوظف الغرفة المعزولة كسيمياء أو علامة دالة على العزلة النفسية والاجتماعية والبحث عن الهوية. الفضاء المكاني المغلق الذي شكل خلفية سردية للرواية، ينهض بدور أساسي في تطوير الحدث وتنامي التوتر الداخلي، وهنا تتجلى جماليات معالجة المكان فيما يعرف في السرد الحديث بالاقتصاد الحكائي، حيث يتحول المكان الضيق لفضاء مفتوح للحلم والهواجس والتشظي. تنتمي الرواية، إلى الأعمال التي تمنح العلامة السردية بعداً دينامياً: ثقب الباب، والكتاب الفارغ، والنافذة، والقلم الأحمر، كلها دوال رمزية تتناسل فيما بينها، وتنتج شبكة من المعاني المفتوحة، فثقب الباب علامة على «توق التلصص المعرفي» والتماس المستحيل مع الآخر، بينما الكتاب الفارغ علامة على القلق من الفراغ وسؤال الكتابة والوجود، والقلم الأحمر أداة تحول العزلة إلى «إبداع فني وسردي». * تقنيات سردية ضمن الحقل السيميائي، يتبدل كل عنصر صغير في الغرفة إلى علامة، وكل تكرار أو تشابه بين البطل وشبيهه يصبح انزياحاً نحو «تعدد الهويات» وتشظي الذات وانقسامها، يجد القارئ نفسه أمام نص ينتج معناه عبر تأويل العلامات المتكررة: العزلة، الشبيه، الباب المغلق، كلها تخلق فضاء من الدوال المركبة. يستخدم العميمي تقنيات سردية متقدمة عبر تعدد الأصوات، والتناص مع الأدب العبثي وخاصة كافكا بوضوح من خلال الأجواء الكابوسية وعبثية الوضعية، يبدأ النص بحكاية البطل في عزلته، ويمتد إلى مدونات تاريخ الأسرة وحكايات الجد لتعزيز الموروث المحلي وتقاطع الأسطورة مع الواقع، كما يترك القارئ معلقاً بين عالمين: الواقع والخيال، ويكسر أفق التوقع في النهاية. هذا «السرد المتداخل» يجسد أسمى أشكال التناص، حيث تصبح كل قصة تعبيراً عن مستويات متعددة من الوعي، ويتحول النص بما يشبه «اللعبة السردية» إلى تجريب وجودي وهوياتي بالدرجة الأولى. *ثيمة فلسفية الرواية تنطلق من سؤال فلسفي مركزي هو: من أنا في مواجهة ذاتي؟ وتبني عليه أسئلة حول ماهية الفرد في المجتمع، وتثير تساؤلات حول الكتابة بوصفها تأسيساً للوجود أو هروباً من العدم، كما تستحضر تاريخ الإمارات بذكريات الجد، وتخلق جدلية بين التراث والمعاصرة، الخاص والعام، المحلي والكوني. يعتمد سلطان العميمي لغة مكثفة وتفاصيل دقيقة، تخلق جواً نفسياً مشحوناً وتبرز قدرة الكاتب على «المراقبة الداخلية»، فتتحول اللغة نفسها إلى علامة على الحيرة والوحدة والتوجس، وتمتزج اللغة الفصيحة بالأصداء المحلية الشعبية عبر استحضار حكايات البحر والصحراء، بهذا ينشئ توازياً بين اللغة وتعدد الدلالات والعلامات السردية. رغم تسلل الأحداث في فضاء مكاني واحد «الغرفة»، إلا أن تداخل الأزمنة واضح: يراوح السرد بين حاضر الغرفة وماضي الأسرة، بل وينفتح على احتمالات مستقبلية غامضة، ما يمنح النص بعداً درامياً وتحليلياً، ويحقق الاتساع الزمني ضمن ضيق المكان. «غرفة واحدة لا تكفي»، علامة على تطور الرواية الإماراتية ورمز للتجريب السردي المحلي المعاصر، وتستمد خصوصيتها من نجاحها في الجمع بين الحس الجمالي والتقنيات السردية، وذكاء التوظيف السيميائي للعلامات، فجميع عناصرها تتحول إلى إمكانات دلالية مفتوحة لا يحدها التأويل الواحد. *إضاءة سلطان العميمي كاتب وناقد وشاعر إماراتي، ولد في الذيد عام 1974، ويشغل حالياً منصب مدير أكاديمية الشعر العربي التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، تميز بإنتاجه الأدبي المتنوع بين القصة القصيرة والرواية والشعر، وله حضور فاعل في المشهد الثقافي عبر رئاسته لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ورئاسته لتحرير مجلة شاعر المليون، وعضويته الدائمة في لجنة تحكيم برنامج «شاعر المليون». صدر له عدد من الأعمال الأدبية والنقدية، منها «غرفة واحدة لا تكفي» و«ص.ب: 1003»، إلى جانب دراسات في السيميائيات والأدب الشعبي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store