
قادر على حمل 10 أطنان نووية.. ما تريد معرفته عن صاروخ "الشيطان" الروسي
تمتلك روسيا ترسانة من الأسلحة النووية، ليست فقط الأكبر في العالم، وإنما من بين الأكثر تقدماً أيضاً، إذ لديها صاروخ RS-28 Sarmat الذي يعتبره بعض كبار خبراء الصواريخ "الأفضل والأكثر فتكاً في العالم"، وفق مجلة The National Interest.
وأطلقت موسكو على هذا الصاروخ النووي اسم "سارمات" Sarmat بهدف "بث الخوف في نفوس أعدائها"، وعلى الرغم من أن هذا الاسم يعود نسبة إلى "السارماتيين"، وهو اتحاد تاريخي لـ"محاربي السهوب الأوراسية"، إلا أنه يُشار إليه شعبياً باسم "صاروخ الشيطان"، وهو ما يتناسب مع قدرته التدميرية الهائلة.
وفي عام 2018، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الصاروخ النووي للمرة الأولى، وقد حظي باهتمام دولي بسبب قدراته المتقدمة، وسعته الهائلة للحمولة، ودوره الأساسي في الاستراتيجية النووية الشاملة لروسيا.
مواصفات صاروخ Sarmat
يعمل صاروخ RS -28 Sarmat الباليستي العابر للقارات (ICBM) بالوقود السائل، ويرتكز على منصة إطلاق بمدى استثنائي يبلغ نحو 11 ألفاً و185 ميلاً (نحو 18 ألف كيلومتر)، مما يسمح له بضرب الأهداف في أي مكان تقريباً على الأرض.
ويؤدي هذا المدى الواسع، بالإضافة إلى قدرته على اتخاذ مسارات طيران غير تقليدية، مثل القطب الجنوبي، إلى زيادة تعقيد عملية تتبعه واعتراضه قبل أن يتمكن من إطلاق حمولته القاتلة.
ويستطيع الصاروخ الواحد حمْل ما يصل إلى 10 أطنان من الرؤوس الحربية، وهي قدرة تفوق بكثير معظم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المعاصرة.
ويسمح هذا للصاروخ بنشر تشكيلات متنوعة، بما في ذلك ما يصل إلى 15 مركبة إعادة دخول قابلة للاستهداف بشكل مستقل (MIRVs)، كل منها مزود برأس حربي نووي، أو حتى عدد قليل من الرؤوس الحربية عالية القوة التي تتجاوز 10 ميجاطن.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير تقارير إلى أن صاروخ Sarmat متوافق مع مركبة Avangard الانزلاقية الأسرع من الصوت، وهي رأس حربي قابل للمناورة وقادر على السفر بسرعات تتجاوز 20 ماخ، مع التهرب من الدفاعات ذات المسارات غير المتوقعة.
ويوفر نظام الدفع بالوقود السائل للصاروخ، قوة دفع ومرونة أكبر، ما يتيح له حمولة هائلة وقدرات بعيدة المدى، على الرغم من أن هذا النظام أكثر تعقيداً من البدائل التي تعمل بالوقود الصلب.
وأصبح نظام RS-28 أكثر فتكاً من خلال تضمين تدابير مضادة متقدمة، مثل الطعوم (الشرك) وأنظمة التشويش الإلكترونية، المصممة لاختراق شبكات الدفاع الصاروخي المتطورة مثل نظام الدفاع الأرضي الأميركي GMD، وهو النظام نفسه الذي جعله الرئيس الأميركي دونالد ترمب أحد العناصر الرئيسية لدرع الدفاع الصاروخي الوطني "القبة الذهبية" الذي أعلن عنه مؤخراً.
تفوق روسي على أميركا في تطوير السلاح النووي
منذ دمجها في الترسانة النووية الروسية في عام 2022، أصبحت صواريخ RS-28 Sarmat حجر الزاوية في استراتيجية الردع النووي للقوات المسلحة الروسية، والمقصود منها أن تكون بمثابة قدرة هجومية ثانية موثوقة في حالة نشوب صراع نووي.
ويُعدّ RS-28 Sarmat الروسي اليوم الصاروخ الباليستي العابر للقارات الأكثر تطوراً في العالم، والأكثر قدرة تدميرية.
ومن خلال الحفاظ على قوة صواريخ باليستية عابرة للقارات قوية وحديثة، تهدف روسيا إلى ردع المعتدين المحتملين والحفاظ على التكافؤ الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
وبما أن الترسانة النووية الروسية يُعتقد أنها أكبر وأكثر تقدماً على الأرجح من ترسانة الولايات المتحدة، فإن موسكو تتمتع بالأفضلية في هذا المجال، بحسب مجلة The National Interest، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة عجزت عن بناء رادع نووي أفضل من روسيا لعدة أسباب من بينها "ضعف القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية"، التي كانت غير قادرة على توفير الموارد اللازمة لأمنها القومي.
وسَعَت الولايات المتحدة جاهدة إلى تحديث ترسانتها من الأسلحة النووية القديمة من خلال استبدال الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من طراز LGM-30 Minuteman II الأقدم بصواريخ من طراز LGM-35 Sentinel الأحدث، لكن من غير المرجح أن يصمد هذا البرنامج؛ نظراً للتجاوزات الهائلة في التكاليف وعدم الكفاءة التي ظهرت على مر السنين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 17 ساعات
- Independent عربية
هل تلغي إدارة ترمب خطة ماسك لاستعمار المريخ؟
قبل أيام قليلة، وتحديداً في الـ29 من مايو (أيار) الماضي، نشرت وكالة "مترو" الأميركية للأنباء خبراً بقلم الصحافية جيسيكا كوونغ تحت عنوان "إيلون ماسك يكشف عن تفاصيل جديدة في خطته لاستعمار المريخ بعد مغادرته البيت الأبيض وتنحيه عن منصب رئيس إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)". وفي الخبر أكدت كوونغ أنه في وقت مبكر من ذلك اليوم، رد ماسك على سؤال على منصته "إكس" حول ما إذا كان عرضه التقديمي المنتظر لمشروع المريخ 2026 قد ألغي، قائلاً إن عرضه التقديمي "سينشر غداً"، مما يعني أن مشروعه لم يُلغَ حتى تلك اللحظة، بل تؤكد الصحافية أن إيلون ماسك بدأ العمل على قدم وساق في مهمته لاستعمار المريخ، بعد مغادرته البيت الأبيض في ظل علاقة متوترة مع إدارة الرئيس دونالد ترمب. تفاصيل جديدة كشف ماسك عن تفاصيل جديدة ضمن خطة شركته "سبيس إكس" لإرسال بشر إلى الكوكب الأحمر في فعالية عقدت في اليوم ذاته (الخميس الـ29 من مايو). وصرح ملياردير التكنولوجيا بأنه يخطط لإطلاق أول مهمة لمركبة "ستارشيب" وعلى متنها روبوت "تيسلا أوبتيموس" بحلول العام المقبل. وقال ماسك، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل"، "بعد عامين من الإطلاق سنرسل بشراً بافتراض نجاح المهام الأولى". وأضاف أن منشأة "سبيس إكس" في تكساس ستنتج 1000 مركبة "ستارشيب" سنوياً، مما سينشئ "أكبر منشأة في العالم" لنقل ملايين البشر إلى المريخ. الأمر سيتطلب جهداً جباراً من علماء "ناسا" لجعل مهمة المريخ حقيقة واقعة (أ ف ب) مشكلة هذا الحلم من المؤكد أن مشكلة هذا الحلم هي مشكلة علمية تماماً. فعلم الفلك لا يزال يؤكد خيالية هذا المشروع. وفي هذا الوقت من عمر رئاسة دونالد ترمب وبعد انتهاء خدمات إيلون ماسك، تزايدت الأسئلة حول نجاح الضغوط التي تريد بشدة إلغاء خطة ماسك لاستعمار المريخ. ووفق خبراء في الفضاء، "كان استعمار المريخ هدفاً نبيلاً نصب أعين قادة أميركا لأكثر من جيل"، إذ استهل الرئيس دونالد ترمب ولايته الثانية بإعادة تأكيد هدفه المتمثل في الوصول إلى الكوكب الأحمر. وقال خلال خطاب تنصيبه في الـ20 يناير (كانون الثاني) الماضي "نسعى إلى تحقيق مصيرنا المحتوم، بإطلاق رواد فضاء أميركيين لغرس العلم الأميركي على كوكب المريخ". تقرير شبكة "أي بي سي نيوز" وفي هذا السياق أكد خبراء لشبكة ABC News في تقرير نشر في مارس (آذار) الماضي أن الأمر سيتطلب جهداً جباراً من "ناسا" لجعل مهمة المريخ حقيقة واقعة. ويرى هؤلاء أن حلم استعمار المريخ كان يجب أن يبنى على برنامج "أرتميس" الذي أطلقه ترمب عام 2017 لبناء وجود بشري على القمر ولتشجيع الناس على الهبوط على المريخ، لكن هذا لم يحدث وفقاً لوكالة "ناسا". وأشار التقرير الذي كتبه خبراء عدة منهم جيو بينيتيز وجون شلوسبيرغ وتومي بروكس بانك وجينا سنسيري وشون كين إلى أن آراءهم حول هذا الموضوع نابعة من حقائق علمية متعلقة بالرحلة إلى الكوكب الأحمر، مؤكدين أن ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" لتكنولوجيا الفضاء، حظي باهتمام الرئيس الأميركي هذه المرة أكثر من علماء "ناسا"، لأنه يروج دائماً إلى أن العاملين في قطاع الفضاء الخاص الأميركي قادرون بدعم من الرئيس ترمب و"ناسا" على بذل جهد أكبر للقيام برحلة الـ140 مليون ميل إلى المريخ في غضون فترة قصيرة من الزمن. لذلك قال ماسك في يوم التنصيب مداعباً مشاعر الأميركيين كعادته: هل يمكنك أن تتخيل مدى روعة أن يغرس رواد الفضاء الأميركيون العلم على كوكب آخر للمرة الأولى! الطريقة الوحيدة للوصول إلى المريخ هي إنفاق مبالغ طائلة ربما تصل إلى تريليونات الدولارات (أ ف ب) "هناك من يبيعنا الوهم" أكدت أكثر من قصة إخبارية وموضوع علمي نشر أخيراً حول حلم المريخ وبصورة غير قابلة للتأويل أن شريحة كبيرة من علماء الفضاء الأميركيين المتمرسين لا يدعمون مشروع ماسك لاستعمار المريخ، بل إن بعض الكتابات العلمية تصف ما يحدث "وكأن هناك من يصر على أن يبيعنا الوهم"... فحلم المريخ غير قابل للتحقق ونحن، ووفقاً لما كتبه واحد من علماء "ناسا" على موقع لعلماء أميركا المتخصصين بالفضاء وهو بول م. سوتر، "لن نذهب إلى المريخ قريباً على رغم تصريحات ماسك". ويرى بول وهو عالم فلكي في جامعة جونز هوبكنز، إضافة إلى كونه مؤلفاً ومقدماً تلفزيونياً وسفيراً ثقافياً للولايات المتحدة، أنه: حتى لو أعلن ماسك وترمب عن خطط طموح لإرسال مهمة إلى المريخ في عامي 2026 و2028 إلا أن هذا لن يحدث. وجاء هذا في مقالة رأي وتحليل نشرتها مجلة "ساينتفك أميركان" تحت بند حرية التعبير، مؤكدة أنها آراء يعبر عنها الكاتب أو المؤلفون ولا تعكس بالضرورة آراء المجلة. هدف ماسك الحقيقي ويقول بول في مقالته: الطريقة الوحيدة للوصول إلى المريخ هي إنفاق مبالغ طائلة، ربما تصل إلى تريليونات الدولارات. ويضيف، ربما يكون هذا هو هدف ماسك الحقيقي وهو تحويل مبالغ طائلة من المال من أرصدة الباحثين في "ناسا" وشركائها إلى شركته الخاصة من دون الحاجة إلى الرد على المساهمين أو الوفاء بالجداول الزمنية الموعودة. ووفق بول أيضاً، فإن "ادعاءً جريئاً مثل هذا من قبل الملياردير الأميركي ماسك سيزيد ثروته الهائلة بالفعل بصورة كبيرة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لغة العلم لا المال يمكن القول إن آراء بول سوتر تمثل غالبية علماء "ناسا" تماماً، في حين أن التصريحات التي يبثها ماسك قد تلقى استحساناً لدى "المتملقين" على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها بعيدة كل البعد من كونها خطة فعلية للذهاب إلى المريخ، لا سيما بالنظر إلى الدعوات لخفض موازنة "ناسا" العلمية بنسبة تصل إلى 50 في المئة. فمهمة الذهاب إلى المريخ ليست مستحيلة، لكنها صعبة تماماً من وجهة نظر علمية، إذ لا توجد قوانين فيزيائية تمنعها، بل إن أشد المعارضين لهذه الفكرة لا يستطيع أن ينكر أنه وبالفعل، قطعت "سبيس إكس" شوطاً هائلاً في تطوير معززات صاروخية قابلة لإعادة الاستخدام. وكثير من العلماء واثقون من أن مركبة "ستارشيب" بفضل إيقاع إطلاقها المذهل، ستصل إلى مدارها وتهبط بسلام على الأرض في وقت قصير. لا يزال الطريق طويلاً على رغم ذلك، لا يزال الطريق طويلاً للوصول إلى المريخ. وتتلخص وجهة نظر العلماء بأن هناك فارقاً جوهرياً بين مشروع استعمار المريخ ومشاريع الوصول إلى القمر مثلاً، لأن ما حدث في ستينيات القرن الماضي، كان انتقال برنامج "أبوللو" من مرحلة التخطيط إلى الهبوط على سطح القمر في أقل من عقد، لكن المريخ كوكب عملاق آخر، وفي أقرب نقطة له من الأرض، يبعد عنا 56 مليون كيلومتر، أي ما يعادل 150 ضعف المسافة من الأرض إلى القمر تقريباً. ولذلك لا تستطيع مركبة "ستارشيب" الانطلاق مباشرة من الأرض والوصول إلى المريخ دفعة واحدة، بل يجب إعادة تزويدها بالوقود في المدار، وهي تقنية لا تزال في بدايات تطويرها. وبينما تتفاوت التقديرات، من المرجح أن تتطلب إعادة تعبئة مركبة "ستارشيب" بالكامل ما بين 10 و20 عملية إطلاق إضافية للوقود. بعد ذلك، يتعين على مركبة ستارشيب اختراق الغلاف الجوي الرقيق للمريخ والهبوط على سطحه المليء بالفوهات في هبوط متحكم به، وهو أمر لم تحققه أي مركبة هبوط من قبل. أخيراً، كانت "سبيس إكس" قد تعاقدت بالفعل لتوفير مركبة الهبوط القمرية لمهمة "أرتميس"، ولكن في العام الماضي، وجد تقرير لمكتب المحاسبة الحكومية "مشكلات كبيرة" في الأدلة الداعمة لنظرية "سبيس إكس"، والتي تثبت إمكان إنجاز مهمتها ضمن الجدول الزمني وضمن مستوى الإخطار المقبول.


الوئام
منذ 3 أيام
- الوئام
محلل عسكري: أوروبا في حاجة لمنظومة 'قبة ذهبية'
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الأسبوع الماضي عن إطلاق مشروع 'القبة الذهبية لأمريكا ' مع الهدف المعلن وهو القضاء على التهديد الصاروخي لأراضي الولايات المتحدة . وبينما هذا الطموح يعد رمزا لأسلوب ترمب الذي يتسم بهوس العظمة، فإنه يؤكد على حقيقة صعبة ، وهى أن نظم الدفاع الجوي والصاروخي الغربي متأخرة بشكل خطير عن القدرات الهجومة الناشئة و القوية على نحو متزايد للخصوم غير الغربيين، بحسب المحلل العسكري السلوفاكي توماش ناجي. وقال ناجي وهو باحث أول في الدفاع النووي والفضائي والصاروخي في مركز جلوبسيك، وهو مركز أبحاث عالمي، وشغل سابقًا منصب مستشار أول للسياسات لدى نائب وزير الدفاع في جمهورية سلوفاكيا، إن الاتجاه واضح من خلال التقدم الصاروخي الفرط صوتي لروسيا والصين إلى التقدم المتواصل لكوريا الشمالية في الصواريخ الباليستية ، وبرنامج إيران النووي الذي من شأنه أن يضعها على عتبة قوة نووية وحتى عمليات التطوير في باكستان التي لم يتم الإعلان عنها. واضاف ناجي في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، أن الدول الغربية تفتقر إلى كلا من النظم الدفاعية لحماية نفسها والقدرات الهجومية المكافئة لردع أعداء محتملين. وبالنسبة للولايات المتحدة ، يشير الإعلان عن القبة الذهبية إلى تغيير جذري ، لا يركز على اعتراض الصواريخ فحسب ، ولكن على منظومة متكاملة من الجيل القادم. ويشمل ذلك أجهزة استشعار في الفضاء وحتى من المحتمل وسائل اعتراض تربط الأصول على الأرض وفي البحر والجو وخارج الغلاف الجوي من خلال ألياف بيانات ناشئة تربط أجهزة الاستشعار المدنية والعسكرية ، مما يعزز التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي. وما زال من العدل القول إن المبادرة في مراحلها الأولى وتواجه مجموعة من التحديات الكبيرة . وعلى سبيل المثال لا الحصر ، تشمل هذه التحديات في معوقات في الانتاج ونقص في المكونات وافتقار دائم للتكامل عبر طبقات الدفاع المختلفة . وفي أوروبا ، يعتبر التحدي مختلفا بشكل طفيف ولكن ليس أقل إلحاحا. وأثبتت حرب روسيا على أوكرانيا الدور المدمر للنظم الصاروخية- الباليستية والكروز . وفي حال واجهت أوروبا صراعا واسع النطاق مع روسيا ، سوف تكون التهديدات الصاروخية خطيرة بالمثل إن لم تكن أكثر خطورة نظرا لقدرة روسيا المحدودة على الدفع بقوات برية تقليدية إلى عمق أراضي العدو . وفي مثل هذا السيناريو ، فإن من المرجح أن روسيا سوف تعتمد على نحو أكثر على الهجمات الصاروخية عن بعد. وما زال الدفاع الصاروخ مهملا في سياسة أوروبا الدفاعية ، وتم أهماله على نحو أكثر من القدرات المهمة الأخرى مثل انتاج ذخيرة المدفعية والحرب الإلكترونية والطائرات المسيرة و امتلاك القوة الجوية الاستراتيجية. وكانت النتيجة ، فجوة كبيرة في قدرة أوروبا على الدفاع عن أجوائها. ولا تملك الدول الأوروبية اليوم إلا جزءا ضئيلا من نظم الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل (أي أيه إم دي) الذي يعد ضروريا لردع روسيا بشكل موثوق ، أو للدفاع عن نفسها حال فشل الردع . وفي العام الماضي ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يمكنه أن يفتخر فقط بامتلاك أقل من 5% من قدرات الدفاع الجوي الضرورية للدفاع عن أوروبا الشرقية. وبعض مستويات الضعف أمر حتمي في أي حرب مع منافس ند ، ولكن تعرض أوروبا حاليا للهجوم يتعذر الدفاع عنه ومثير للقلق الشديد. ومما يجعل الأمور أسوأ هو أن قدرات القارة الهجومية الصاروخية لا تبعث على المزيد من الطمأنينة. وهناك حفنة فقط من الدول الأوروبية تمتلك صواريخ قادرة على ضرب أهداف روسية من الجناح الشرقي للناتو ، الذي يعد المسرح الأكثر ترجيحا لصراع في المستقبل. ومن بين هذه الدول ، تمتلك بريطانيا وفرنسا قدرات الصواريخ الباليستية بمدى يفوق ألف كيلو متر . والأمر الأسوأ مع ذلك،هو أنه لن تكون المخزونات الحالية من الأسلحة كافية لشن حملة مستدامة حال فشل قوات هذه الدول في الردع. ومع وجود مخزون روسي قوي نسبيا من صواريخ تقليدية متنوعة ، فإنه من غير المرجح أن تصل الدول الأوروبية إلى مرحلة التكافؤ في أي وقت قريب في ظل الافتراضات الواقعية ، ولذا ، هناك حاجة على نحو ملح لشكل ما من نمو القدرات. ومع ذلك ، هناك أشارات إلى حدوث تقدم . وتتعهد مبادرة 'النهج الأوروبي للضربات البعيدة المدى' باستقلالية أكبر في انتاج الصواريخ واستدامته وبمخزونات أكبر وأسلحة نارية متنوعة ذات مدى طويل. ويتعين على أوروبا التحرك على نحو عاجل وأن تكون لديها استراتيجية. ويعني هذا تسريع وتيرة المشتريات والتعاون مع حلفاء غير أوروبيين مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وكوريا الجنوبية لضمان مشاركة واسعة عبر الدول الأوروبية الاعضاء في الناتو بما في ذلك الدول التي لديها جيوش أصغر ، وتنويع المنصات الصاروخية في كل المجالات. وتابع ناجي أن الشئء المهم هو أنه يتعين على أوروبا ان تتجنب بعض العراقيل التي تعوق جهود الولايات المتحدة ، فبينما تبشر القبة الذهبية بحماية متعددة الطبقات ، فإنها يمكن أن تتعرض لتحديات التكامل. ولايتعين على أوروبا أن تنشئ أنظمة فحسب ، بل أيضا نظام للانظمة يربطه تخطيط هندسي متماسك وبنية تحتية مشتركة للبيانات. ويمثل توسيع نطاق القاعدة الصناعية الدفاعية تحديا مهما آخر . ويزداد الطلب عالميا على المكونات الرئيسية ، وهى أجهزة الاستشعار ومحركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب ، حيث تشغل أكثر من 18 دولة بالفعل نظم باتريوت. وأوروبا ليست في سباق مع الزمن فحسب، ولكن أيضا في منافسة مع بقية العالم بشأن قدرة الانتاج. ويجب أن تحدد أيضا القدرة على التنقل والبقاء وجهة الاستثمار الأوروبي. ويجب أن تتمتع انظمة الدفاع الصاروخية بقدرة عالية على التنقل لتجنب ان تصبح نفسها أهدافا، خاصة مع مراعاة قدرات الخصوم على توجية الضربات دقيقة التوجيه والمراقبة المستمرة . وأخيرا ، لايستطيع أي نظام للدفاع الصاروخي ، سواء كان أوروبيا أو أمريكيا ، أن يوفر حماية مثالية . وتظل فكرة درع شامل ضد هجوم استراتيجي روسي أو صيني واسع النطاق خيالا تكنولوجيا. ولن يغير حتى وجود قبة ذهبية ناجحة حقيقة أن الهجوم يحتفظ بميزة عملياتية متواصلة. واختتم ناجي تقريره بالقول إنه مازال هناك وقت أمام أوروبا ، ومع ذلك لايجب أن يعطي ذلك الزعماء الأوروبيين شعورا بالارتياح. ولا يعد توفر دفاع صاروخي متكامل وقوى ومتعدد الطبقات مع ردع موثوق بضربة طويلة المدى ، خيارا . فهو يعد عنصرا لاغني عنه على نحو متزايد لأمن أوروبا في المستقبل.


Independent عربية
منذ 4 أيام
- Independent عربية
إيقاف آلاف الموظفين في "ناسا" يهدد مسيرتها العلمية
لا أحد يعلم بالضبط ما الذي يجري بدقة داخل أروقة وكالة الفضاء والملاحة الأميركية (ناسا) هذه الأيام، لكن تسريبات واضحة وصريحة وصل كثير منها إلى وسائل إعلام عالمية تؤكد أن عملية الهيكلة القاسية لتقزيم "ناسا" مستمرة في الواقع على قدم وساق، وذلك بهدف التخلص من دور الوكالة القديم في الفضاء. ونشرت وسائل الإعلام أكثر من تقرير وقصة إخبارية في سياق ما يعده خبراء الفضاء أكبر عملية هيكلة قاسية هدفها المباشر التحجيم الممنهج الذي تتعرض له وكالة الفضاء الحكومية الأميركية العملاقة، ولكن أبرز تلك القصص كان الإشارة أخيراً إلى إيقاف أكثر من 1000 موظف دفعة واحدة ومن خلال قرار مباغت ومستهجن. مختبر الدفع النفاث وأوقف مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا" سياسة العمل من بعد لنحو 5500 موظف، معلناً بصورة مباغتة ومستهجنة أن الموظفين الذين لا يعودون في الموعد المحدد يعدون مستقيلين، وعلق خبراء داخل مواقع إخبارية على الحدث بقولهم إنه من الواضح أن هذا تسريح صامت لأكثر من 1000 موظف، بهدف عدم منحهم مكافأة نهاية الخدمة. ومختبر الدفع النفاث في جنوب كاليفورنيا هو مختبر بحث وتطوير ممول اتحادياً من "ناسا" ويديره معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. تفاصيل وأبلغ مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا" أكثر من 5500 موظف يعملون بنظام العمل الهجين أو من بعد، بضرورة العودة إلى جدول عمل كامل في الموقع، وتنهي هذه الخطوة فعلياً نظام العمل من بعد في مختبر الدفع النفاث، والذي كان جزءاً أساساً من مختبر "باسادينا" داخل مدينة كاليفورنيا، إذ بدأ نظام العمل من بعد هذا منذ جائحة كورونا واستمر حتى يومنا الراهن. وأكدت مصادر إخبارية مطلعة ومواقع متخصصة في الفضاء أن عدد الموظفين من مختبر الدفع النفاث المقصودين بهذا القرار، كانوا يعملون إما بنظام عمل هجين أو من بعد بالكامل، وأن هؤلاء أبلغوا عبر البريد الإلكتروني خلال الـ22 من مايو (أيار) الجاري بأن إنهاء العمل من بعد سيدخل حيز التنفيذ خلال الـ25 من أغسطس (آب) المقبل للموظفين العاديين داخل كاليفورنيا، وخلال الـ27 من أكتوبر (تشرين الأول) 2025 للعاملين من بعد المقيمين خارج الولاية. رسالة تهديد وقال أحد مسؤولي مختبر الدفع النفاث في رسالة بريد إلكتروني موجهة إلى جميع العاملين، حصلت عليها مواقع إخبارية عالمية منها موقع ( "يعد الموظفون الذين لا يعودون في الموعد المحدد مستقيلين". وفي السياق ذاته، خفضت وكالة "ناسا" برامجها وقواها العاملة امتثالاً لأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ ألغت عقد إيجار مختبر معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لـ"ناسا" في مدينة نيويورك، فيما طالبت الوكالة موظفيها بتجاهل رسالة وصلتهم من إدارة ترمب يسألهم فيها بصورة عدها كثير منهم استفزازية، ماذا فعلتم الأسبوع الماضي؟ تقرير منجزات وبخصوص هذه الرسالة المربكة قال أندرو جونز وهو محرر أخبار الفضاء في موقع أميركي متخصص "خلال الـ22 من فبراير (شباط) الماضي، تلقى موظفو 'ناسا' وموظفون فيدراليون آخرون، رسالة بريد إلكتروني من مكتب إدارة شؤون الموظفين (OPM) بعنوان، ماذا فعلت الأسبوع الماضي؟"، طلب منهم فيها تقديم قائمة نقطية بخمسة أمثلة لما أنجزوه في غضون مهلة نهائية هي الـ24 من فبراير الساعة 11:59 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة". وأكد أندرو أن من نشر الرسالة هو إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس أكس" والذي يعمل في إطار مبادرة إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، مدعياً أن عدم الرد يعد استقالة حتمية من الموظف، وأفادت التقارير بأن هذه الخطوة أثارت قلقاً وارتباكاً في أوساط القوى العاملة الفيدرالية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي اليوم ذاته أصدر متحدث باسم "ناسا" بياناً يفيد بأن الوكالة "لا تلزم أي موظف بالرد" على البريد الإلكتروني، ويقال إن رسالة مكتب إدارة شؤون الموظفين (OPM) نفسها لم تتضمن تهديداً بالفصل، وذكر البيان أن "قيادة 'ناسا' تستجيب لطلب مكتب إدارة شؤون الموظفين نيابة عن القوى العاملة في الوكالة". مخاوف واسعة النطاق وتعليقاً على ذلك قال الصحافي جوش دينر وهو محرر أخبار الفضاء في واحد من المواقع المتخصصة "يأتي هذا القرار وسط مخاوف واسعة النطاق في شأن الموازنة داخل وكالة الفضاء، إذ تواجه 'ناسا' احتمال انخفاض التمويل بنسبة 25 في المئة بموجب طلب إدارة ترمب الموازنة الضئيلة للوكالة عام 2026، ويثير هذا الخفض المقترح مخاوف أوسع نطاقاً داخل الوكالة في شأن مستقبل برامجها الرئيسة، بما في ذلك جهود الدفاع الكوكبي ومهام علوم الفضاء القادمة، والتي يدير عدد منها مختبر الدفع النفاث، وهو المركز الرئيس للوكالة لاستكشاف الكواكب باستخدام الروبوتات". جولة تسريح العام الماضي وأكد دينر أهمية دور مختبر الدفع النفاث لبرامج الفضاء عموماً، إذ إن مختبر الدفع يمول من الحكومة الفيدرالية ولكنه يدار من قبل معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا داخل باسادينا، وفي العام الماضي ومن خلال جولتين منفصلتين من عمليات التسريح في فبراير ونوفمبر (تشرين الثاني) 2024، سرح مختبر الدفع النفاث أكثر من 12 في المئة من قوته العاملة، أي نحو 855 موظفاً، وعلل المختبر ذلك بمخاوف تتعلق بالموازنة ونقص التمويل المرتبط بحملة إعادة هيكلة مهمة "عودة عينات المريخ"، والتي ألغتها إدارة ترمب في مشروع موازنة عام 2026 بصورة كاملة. العودة بدوام كامل وأضاف محرر أخبار الفضاء "يعني إنهاء العمل من بعد أن الموظفين يواجهون الآن خيار العودة إلى المكتب بدوام كامل، أو فقدان وظائفهم دون التأهل للحصول على مزايا ما بعد التوظيف أو إمكانية التقدم بطلب للحصول على إعانة البطالة، ويواجه الآن العاملون في مختبر الدفع النفاث الذين يعيشون خارج كاليفورنيا قراراً في شأن ما إذا كانوا سيغيرون حياتهم للانتقال عبر حدود الولاية أم لا". وتؤكد هذه الأنباء أن خبراء كثراً قلقون من اقتراح البيت الأبيض لأكبر خفض سنوي في موازنة "ناسا" خلال تاريخ أميركا، وأن علماء يحذرون من عواقب طرد أكثر من 800 موظف في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، معتبرين أن إدارة ترمب وإيلون ماسك تريد فرض رقابة صارمة على مسيرة "ناسا" العلمية وتغيير اتجاه أبحاثها، ورفع هؤلاء شعاراً واضحاً في هذا السياق، وهو "الرقابة العلمية لا تغير الحقائق". يذكر أن تجمع علوم الكواكب الأميركي، من الحزبين، قلق من خطط ترمب المحتملة لخفض موازنة "ناسا" ومنع إعادة عينات المريخ إلى مختبرات الوكالة.