logo
هل وصل قرار الانسحاب ؟ .. القوات الأميركية في سورية تحزم حقائبها

هل وصل قرار الانسحاب ؟ .. القوات الأميركية في سورية تحزم حقائبها

موقع كتابات٠٩-٠٤-٢٠٢٥

وكالات- كتابات:
وسط معطيات تُرجّح إمكانية الانسحاب قريبًا؛ بدأت القوات الأميركية منذ منتصف شهر آذار/مارس الماضي؛ تفكيك بعض قواعدها العسكرية المنتشرة في مناطق 'شرق الفرات'؛ شمال شرقي 'سورية'، من دون إعلان رسمي عن هذه التحركات.
وبحسّب معلومات حصل عليها موقع (الميادين)، فإن طائرات شّحن أميركية نقلت؛ خلال الأيام الماضية، عتادًا عسكريًا متنوّعًا وضباطًا وجنودًا من قواعد 'شرق الفرات' باتجاه شمال 'العراق'، تزامنًا مع إنزال المنطاد العسكري المخصص للمراقبة والاستطلاع من سماء قاعدة (تل بيدر) شمال مدينة 'الحسكة'.
وشملت التحركات الأميركية نقل بعض الضباط والجنود من قاعدة (استراحة الوزير)؛ الواقعة في الريف الغربي لمدينة 'الحسكة'، عبر طائرات مروحية إلى الأراضي العراقية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قاعدة (مساكن حقول الجبسة) بمدينة 'الشدادي'؛ جنوب 'الحسكة'.
وتكثّفت التحركات العسكرية في قواعد مدينة 'الحسكة'، بعدما عمدّت القوات الأميركية إلى خفض وجودها العسكري في قواعد 'ريف دير الزور' الشرقي؛ وهي: (كونكو) و(القرية الخضراء) و(حقل العمر)، إذ تم نقل آليات ومعدات عسكرية وجنود إلى قاعدة (الشدادي)، تمهيدًا لنقلهم إلى شمال 'العراق'؛ حيث توجد قواعد أميركية.
وترافقت التحركات الأخيرة مع استنفار عسكري وأمني للقوات الأميركية في عموم مناطق 'شرق الفرات'، حيث شهدت الأيام الماضية تحليقًا مكثّفًا للطيران المروحي والمُسيّر في أجواء 'دير الزور والحسكة والقامشلي'، كما رافقت بعض المروحيات عملية انسحاب أرتال عسكرية من 'الحسكة' نحو 'إقليم كُردستان العراق'.
'ترمب' يُريد الانسحاب..
وأكدت تقارير إعلامية؛ في شباط/فبراير الماضي، أن 'وزارة الدفاع' الأميركية؛ (البنتاغون)، بدأت بإعداد خطط لسحب كامل القوات الأميركية من 'سورية'.
وبحسّب ما نقلته شبكة (إن. بي. سي. نيوز) الأميركية؛ عن مسؤولين دفاعيين، فإن الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، والمسؤولين المقربين منه أبدوا رغبتهم في سحب القوات من 'سورية'، ما دفع (البنتاغون) إلى البحث في إمكانية تنفيذ الانسحاب خلال فترة تتراوح بين (30 و90 يومًا).
وفي تصريحات سابقة؛ نفى 'ترمب' أيّ نية لـ'الولايات المتحدة' للتورط في 'سورية'، مؤكدًا أن: 'هذا البلد لا يحتاج إلى تدخل أميركي'.
في المقابل؛ قالت 'قوات سورية الديمقراطية'؛ (قسد)، إنها لم تتلقَ أيّ خطط لانسحاب القوات الأميركية من شمال وشرق البلاد.
وصرح المتحدث باسم القوات؛ 'فرهاد شامي'، لوكالة (رويترز)، بعد التسّريبات الأميركية، بأن تنظيم (داعش) والقوى 'الخبيثة' الأخرى ينتظرون فرصة الانسحاب الأميركي لإعادة النشاط والوصول إلى حالة 2014.
وكان 'ترمب' أصدر؛ خلال ولايته الأولى عام 2019، أمرًا بسحب جميع القوات الأميركية من 'سورية'، إلا أن وزير الدفاع آنذاك؛ 'جيمس ماتيس'، اعترض على القرار واستقال اعتراضًا عليه.
ورُغم خفض عدد القوات الأميركية داخل القواعد المنتَّشرة في 'سورية' في تلك الفترة، فإنّ 'الولايات المتحدة' حافظت على وجودها العسكري ولم يتم تفكيك أيّ قاعدة عسكرية.
من 900 إلى 4200 جندي..
بعد سقوط النظام السوري السابق؛ في الثامن من كانون أول/ديسمبر الماضي، اتخذت القوات الأميركية في 'سورية' سلسلة من الإجراءات لتأمين قواعدها العسكرية 'شرق الفرات'، حيث تم نقل قوات عسكرية من 'العراق' إلى تلك القواعد، ليصل عدد القوات الأميركية نهاية العام الماضي إلى: (4200) جندي، بعدما كان سابقًا لا يتجاوز (900) جندي.
بالتوازي مع ذلك؛ اتخذت القوات الأميركية إجراءات أمنية مشدّدة بمحيط السجون والمخيمات التي تضم عناصر تنظيم (داعش) وعوائلهم 'شرق الفرات'، مثل: سجن 'البلغار' قرب مدينة 'الشدادي'، وسجن 'الصناعة' في 'الحسكة'، ومخيمي (الهول) و(روج أورفا).
وكانت القوات الأميركية قد خفّضت وجودها العسكري في قواعدها داخل 'سورية'؛ منذ 07 تشرين أول/أكتوبر 2023، عندما أطلقت فصائل المقاومة عملية (طوفان الأقصى)، في 'قطاع غزة'.
وتعرّضت القوات الأميركية داخل 'سورية'؛ منذ بدء (الطوفان) لهجمات شبّه يومية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة من فصائل 'المقاومة الشعبية' في 'سورية والعراق'، ما أدى إلى إيقاع عشرات الإصابات بصفوف الجنود الأميركيين، إضافةً إلى وقوع أضرار مادية كبيرة داخل القواعد، منها خروج مدرج مطار (خراب الجير)؛ في ريف 'الحسكة'، عن الخدمة، وفقًا لما أقرّت به 'وزارة الدفاع' الأميركية في وقتٍ لاحق.
ولمحاولة صدّ الهجمات المستمرة في تلك الفترة، عزّزت القوات الأميركية قواعدها في 'سورية' بأنظمة دفاع جوي متطورة ومناطيد ورادارات وكاميرات حرارية تم تركيبها على أبراج عالية بمحيط القواعد، كما تم رفع سواتر ترابية ووضع كتل إسمنتية كبيرة، خوفًا من هجمات برية لقوات 'المقاومة الشعبية' في المنطقة الشرقية.
أين تنتشر القوات الأميركية داخل 'سورية' ؟
بدءًا من تشرين أول/أكتوبر من العام 2015، انتشرت أول دفعة من الوحدات الخاصّة الأميركية في 'سورية'، تحت مُسمى (التحالف الدولي) لمحاربة تنظيم (داعش). ولاحقًا، تم تشيّيد قواعد عسكرية عديدة بذريعة دعم 'قوات سورية الديمقراطية' في عملياتها ضد تنظيم (داعش).
تتوزع القواعد العسكرية الأميركية في 'سورية'؛ ضمن المنطقة الممتدة 'شرق نهر الفرات' وصولًا إلى الحدود العراقية، إضافة إلى قاعدة (التنف) عند المثُلث الحدودي 'السوري-الأردني-العراقي'، لكن الانتشار الأكبر يقع في 'الحسكة ودير الزور'، كما أن توزع القواعد الأميركية في 'شرق الفرات' جعلها أشبّه بالطوق الذي يُحيط بحقول 'النفط والغاز' تحديدًا.
وتنتشر القوات الأميركية في (18) موقعًا ضمن مناطق سيطرة (قسد)؛ 'شرق الفرات'، وتنقسم هذه المواقع إلى: مكاتب استخباراتية، وقواعد عسكرية، ونقاط مراقبة.
ويوجد (10) مواقع عسكرية أميركية في محافظة 'الحسكة'، و(06) في ريف 'دير الزور'، وموقعين في محافظة 'الرقة'.
في محافظة 'الحكسة'، توجد قواعد (أوباما الصغرى) و(خراب الجير) و(تل بيدر) و(استراحة الوزير) و(مساكن حقول الجبسة)، وهي أكبر القواعد الأميركية في مناطق سيطرة (قسد)، ويوجد داخلها أماكن إقامة ومنامة للجنود الأميركيين، كما يوجد في 'الحسكة' مكتب استخباراتي أميركي لجمع المعلومات.
أما أهم القواعد في ريف 'دير الزور'، فهي: قاعدة معمل (كونيكو) للغاز؛ وقاعدة (القرية الخضراء) وقاعدة (حقل العمر).
إضافة إلى قواعد 'شرق الفرات'، تمتلك القوات الأميركية قاعدة (التنف)؛ التي تحتضن أكبر معسكر تدريبي، إضافة إلى وجود فصائل سورية مسلّحة تحت مُسمى: (جيش سورية الحرّة) الذي يحظى بدعم وتسليح كامل من القوات الأميركية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وسط صعوبات التنفيذ .. هل تحقق 'القبة الذهبية' الحماية الشاملة لأميركا أم تهدد استقرار الردع العالمي ؟
وسط صعوبات التنفيذ .. هل تحقق 'القبة الذهبية' الحماية الشاملة لأميركا أم تهدد استقرار الردع العالمي ؟

موقع كتابات

timeمنذ 2 ساعات

  • موقع كتابات

وسط صعوبات التنفيذ .. هل تحقق 'القبة الذهبية' الحماية الشاملة لأميركا أم تهدد استقرار الردع العالمي ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني: أعاد مشروع (القبة الذهبية)؛ الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، إلى الواجهة؛ الجدل الذي رافق مشروع (حرب النجوم) الذي أطلقه الرئيس؛ 'رونالد ريغان' عام 1983، إبان الحرب الباردة، حيث يشترك المشروعان في الهدف ذاته: وهو حماية 'الولايات المتحدة' من أنواع مختلفة من الصواريخ عبر نشر منظومات دفاعية في الفضاء تتولى رصدها واعتراضها. الثلاثاء؛ أعلن 'ترمب'، عن رؤيته المقترحة لبرنامج (القبة الذهبية) الدفاعي الصاروخي، والذي تبلغ كُلفته: (175) مليار دولار، ويُعدّ الأول من نوعه الذي يتضمن نشر أسلحة أميركية في الفضاء. ويهدف البرنامج؛ الذي أمر 'ترمب' بتنفيذّه لأول مرة؛ في كانون ثان/يناير الماضي، إلى إنشاء شبكة من الأقمار الصناعية، ربما يصل عددها إلى المئات، لاكتشاف الصواريخ القادمة وتتبعها وربما اعتراضها. وعيّن 'ترمب'؛ الجنرال 'مايكل جويتلاين'، من سلاح الفضاء الأميركي، لقيادة البرنامج الطموح، الذي يهدف إلى صدّ التهديدات من 'الصين وروسيا'. جهود دفاعية.. وينُظر إلى المشروع على نطاقٍ واسع؛ كونه حجر الزاوية في تخطيط 'ترمب' العسكري. كما يُمثّل جهود 'وزارة الدفاع'؛ (البنتاغون)، لاختبار وشراء الصواريخ والأنظمة، وأجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية التي ستَّشكل (القبة الذهبية) في نهاية المطاف. وقال 'ترمب'؛ من 'المكتب البيضاوي': إن '(القبة الذهبية) ستّحمي وطننا'، وأضاف أن: 'كندا قالت إنها تُريد أن تكون جزءًا منه'. مستَّوحاة من 'القبة الحديدية'.. وفكرة (القبة الذهبية)؛ مستَّوحاة من الدرع الدفاعية الإسرائيلية (القبة الحديدية) الأرضية، التي تحمّي 'إسرائيل' من الصواريخ والقذائف. وأما (القبة الذهبية)؛ التي اقترحها 'ترمب'، فهي أكثر شمولًا وتتضمن مجموعة ضخمة من أقمار المراقبة، وأسطولًا منفصلًا من الأقمار الصناعية الهجومية التي من شأنها إسقاط الصواريخ الهجومية، بعد فترة وجيزة من انطلاقها. وفي كلمة من 'المكتب البيضاوي'؛ قال 'ترمب': 'أتوقع أن يكون النظام جاهزًا للعمل بالكامل قبل نهاية ولايتي، التي تنتهي عام 2029'. وأضاف: 'سيكون المشروع قادرًا على اعتراض الصواريخ حتى لو أطلقت من الفضاء'، موضحًا أن ولاية 'آلاسكا' ستكون جزءًا كبيرًا من البرنامج. وتتضمن الرؤية المقترحة لمنظومة (القبة الذهبية)، قُدرات أرضية وفضائية يُمكنها رصدّ واعتراض الصواريخ في المراحل الأربع الرئيسة لهجوم محتَّمل، بدءًا من اكتشافها وتدميرها قبل الإطلاق، ثم اعتراضها في مراحلها الأولى بعد الإطلاق، مرورًا بمرحلة التحليق في الجو، وانتهاء بالمرحلة النهائية أثناء اقترابها من الهدف. غموض التمويل.. وسيسّتغرق تنفيذّ (القبة الذهبية) سنوات، إذ يواجه البرنامج المثَّير للجدل تدقيقًا سياسيًا وغموضًا بشأن التمويل. وعبّر مشّرعون ديمقراطيون عن قلقهم إزاء عملية الشراء، ومشاركة شركة (سبيس إكس)؛ المملوكة لـ'إيلون ماسك'، حليف 'ترمب'، التي برزت كمرشح أول إلى جانب شركتي (بالانتير) و(أندوريل)، لبناء المكونات الرئيسة للنظام. ويقول الكاتب في شؤون الأمن القومي في (نيويورك تايمز)؛ 'دبليو. جيه. هينيغان'، إن ما نعرفه هو أن التكلفة لن تكون سهلة، أو سريعة. ومن المؤكد أن المشروع سيسّتغرق جهدًا طويل الأمد، ومليارات الدولارات، ويشمل أنظمة في الجو والبر والبحر والفضاء. وقدّر 'ترمب' التكلفة الإجمالية: بـ (175) مليار دولار، لكن مراجعة مكتب الميزانية في 'الكونغرس' قدّرت أن العناصر الفضائية وحدها قد تصل إلى: (542) مليار دولار لنشرها وتشّغيلها على مدى السنوات العشرين المقبلة. وفي إشارة إلى صدمة الأسعار المتوقعة؛ خصّص 'الكونغرس': (25) مليار دولار لـ (القبة الذهبية) في ميزانية الدفاع للعام المقبل. وأنفقت الحكومة الأميركية ما يُقارب: (300) مليار دولار على أنظمة الدفاع الصاروخي على مدى العقود الأربعة الماضية. تحتاج لدمج أكثر من 100 برنامج معًا ! ويرى الكاتب أنه: 'ستكون هناك حاجةٌ إلى جيلٍ جديد من الرادارات وأجهزة الاستّشعار والصواريخ الاعتراضية والأنظمة المرتبطة بها في إطار برنامج (القبة الذهبية) لكشف صواريخ الأعداء وتتبّعها وتدميرها قبل أن تضرب، أي أن (القبة الذهبية) ليست برنامجًا منفردًا، بل من المُرجّح أن تتكون من (100) برنامج أو أكثر تُدّمج معًا لتكوين درعٍ شاملٍ من الساحل إلى الساحل، ومن الحدود إلى الحدود، ضد الهجمات الجوية. وبمجرد بناء هذه المكونات، سيحتاج الجيش إلى طريقةٍ لتنظيم كل ذلك من خلال نظام قيادةٍ وتحكم'. ويأمل 'ترمب' في تكرار ما يراه على أنه نجاحات خارجية للدفاعات الصاروخية داخل البلاد. في كانون ثان/يناير، دعا أمره التنفيذي الأول إلى تكرار نظام (القبة الحديدية) الإسرائيلي في 'الولايات المتحدة'. وكرّر الكاتب ما قاله سابقًا إن مساحة 'إسرائيل' تُعادل مساحة ولاية 'نيوجيرسي'، والصواريخ التي تُطلق عليها غالبًا ما تكون مقذوفات غير موجّهة وبطيئة الحركة تُطلق من مكانٍ قريب – وليست الصواريخ التي تمتدّ عبر العالم التي يخشاها المخططون العسكريون الأميركيون أكثر من غيرها. وأوضحت 'وكالة استخبارات الدفاع'؛ الأسبوع الماضي، التهديدات المتزايدة التي تواجه 'الولايات المتحدة' من دول مثل 'الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية'، في تقييّم غير سري بعنوان: '(القبة الذهبية) لأميركا'. وصوّر الرسم البياني تشّكيلة متنوعة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، وصواريخ (كروز) الهجومية البرية، والأسلحة الأسرع من الصوت القادرة على الوصول إلى سرعات تزيد عن خمسة أضعاف سرعة الصوت. يُهدّد الاستقرار العالمي.. واتهمت 'وزارة الخارجية' الصينية؛ 'ترمب'، بتقويض: 'التوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي' بالمُضّي قُدمًا في برنامجه للدرع الصاروخي (القبة الذهبية)، وحثّت 'الولايات المتحدة' على التخلي عن المشروع. وقالت المتحدثة باسم 'وزارة الخارجية' الصينية؛ 'ماو نينغ'، خلال مؤتمر صحافي صباح الأربعاء: 'ينتهك هذا النظام الهجومي بدرجة عالية مبدأ الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي'. وأضافت أن المشروع: 'يُزيد من خطر تحويل الفضاء إلى ساحة معركة، ويُهدّد بإطلاق سباق تسلح جديد، كما يهزّ أسس الأمن الدولي ونظام الحد من التسلح'، حسّبما أورد موقع (نيوزويك). وتابعت: 'الولايات المتحدة، من خلال وضع مصالحها أولًا وهوسّها بالسّعي وراء أمن مُطلق، تنتهك مبدأ الأمن المتبادل وتُضّعف أمن الجميع، مما يُزّعزع التوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي'. واختتمت المتحدثة قائلة: 'نشعر بقلق بالغ حيال هذا الأمر، ونحثَّ الولايات المتحدة على التخلي عن تطوير ونشر النظام في أقرب وقتٍ، واتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الدول الكبرى، والحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي'. تحديات حقيقية تُعقّد المشروع.. لا شك أن 'الولايات المتحدة' مُعرّضة لخطر الهجمات الصاروخية؛ ولكن من غير الواضح ما إذا كان نظام (القبة الذهبية) قادرًا على سدّ هذه الثغرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة. في هذا الإطار؛ نقلت صحيفة (إندبندنت) عن خبراء عسكريين قولهم، إن: 'الفكرة قابلة للتنفيذّ من حيث المبدأ'، إلا أن التحدي الحقيقي يكَّمن في التعقيّد الكبير الذي تنطوي عليه المنظومة، والذي سيُحدّد في نهاية المطاف مدى إمكانية تحويلها إلى واقع. في المقابل؛ تصطدّم الأرقام التي أعلنها 'ترمب' بتقديرات أكثر تحفظًا، تُرجّح أن تتجاوز الكُلفة الإجمالية للمشروع نصف تريليون دولار، معتبرة أن: 'هذا الرقم لا يشمل كامل المشروع، بل مجرد جزء محدود منه'. أما من حيث الجدول الزمني، فيُقدر أن منظومة بهذا الحجم والتعقيّد قد تحتاج إلى ما لا يقل عن عشر سنوات لتُصبّح فعالة. إلى جانب التحديات المادية والزمنية؛ يُشيّر الخبراء إلى صعوبة تأمين تغطية شاملة لـ'الولايات المتحدة' نظرًا لطبيعة حركة الأقمار الصناعية في المدّار، مما يتطلب وجود عددٍ كبير جدًا من أجهزة الاعتراض لضمان اكتشاف واعتراض أي عملية إطلاق صاروخي خلال المرحلة الحرجة للدفع. وهذا من المُرجّح أن يجعل النظام: 'غير فعال بشكلٍ كبير' ومكلفًا للغاية. وأخيرًا؛ لا بُدّ من الإشارة إلى أن مشروع (القبة الذهبية) لا يمتلك تمويلًا مؤكدًا بعد، ولا يزال في مراحله التطويرية المبكرة. وكما كان الحال مع مشروع 'مبادرة الدفاع الاستراتيجي' في ثمانينيات القرن الماضي، المعروف باسم: (حرب النجوم)، يبقى الاختبار الحقيقي في مدى قُدرة هذه الوعود المستقبلية على الصمود أمام التجاذبات السياسية والتحديات التكنولوجية. ويعتقد الأدميرال المتقاعد 'مارك مونتغمري'، أن إنشاء نظام دفاع صاروخي باليستي قد يكون ممكنًا في غضون (07-10 سنوات)، ولكن حتى ذلك الحين، ستكون له قيود شديدة، وقد يقتّصر على حماية المباني الفيدرالية الحيوية والمدن الكبرى فقط، مضيفًا: 'كلما اقتربت من نسبة (100%)، زادت تكلفته'. وأوضح 'مونتغمري'؛ لشبكة (CNN)، أن النظام الشامل سيتطلب مجموعات مختلفة من الأقمار الصناعية للاتصالات، واستشعار الصواريخ القادمة، وإطلاق الصواريخ الاعتراضية، وأن هذه الأنواع من الأنظمة مشاريع طويلة الأجل، وتتطلب دفاعات قائمة لسدّ الفجوة في هذه الأثناء. تحقيق الأرباح الطائلة.. وبدأ مُصنّعو الأسلحة الأميركيون بالفعل في تحقيق أرباحٍ طائلة؛ فقد نظّمت 'وكالة الدفاع الصاروخي'؛ 'يومًا صناعيًا'، في منتصف شباط/فبراير، لطلب عروضٍ من الشركات المهتمة بالمساعدة في تخطيط وبناء (القبة الذهبية). تلقّت الوكالة أكثر من: (360) مُلخّصًا سريًا وغير مُصنّف عن أفكارٍ حول كيفية تخطيط النظام وتنفيذّه. وخطت شركة (لوكهيد مارتن) خطوةً أبعد، حيث أنشأت موقعًا إلكترونيًا مُصقولًا لـ (القبة الذهبية)، مُدّعيةً أن أكبر مُقاول دفاعي في العالم يمتلك: 'قدراتٍ مُجرّبة ومُجرّبة في المهام، وسجلًا حافلًا بالتكامل لإحياء هذا الجهد'. وتقول مديرة الأبحاث العُليا في برنامج الأمن العالمي؛ 'لورا غريغو'، إن التحديات نفسها لا تزال قائمة، وهي معروفة منذ سنوات، موضحة لـ (CNN): 'من المفهوم منذ زمن طويل أن الدفاع ضد ترسانة نووية متطورة أمرٍ غير مجدٍ تقنيًا واقتصاديًا'. وصُمم نظام الدفاع الصاروخي الباليستي الأميركي الحالي؛ لإحباط عددٍ قليل من الصواريخ من دول مارقة مثل 'كوريا الشمالية' أو 'إيران'، ويعتمد النظام على نظام الدفاع الأرضي في منتصف المسّار؛ (GMD)، الذي فشل في نحو نصف اختباراته، وفقًا لـ'جمعية الحد من الأسلحة'، مما جعله غير قادر على صدّ هجوم كبير من 'روسيا' أو 'الصين'. لكن في أمره التنفيذي؛ دعا 'ترمب' إلى نظام أكثر تعقيّدًا ومتانة – صواريخ اعتراضية فضائية قادرة على إسقاط هدف بعد لحظات من إطلاقه. ويتطلب مثل هذا النظام آلاف الصواريخ الاعتراضية في مدّار أرضي منخفض لاعتراض حتى إطلاق صاروخ كوري شمالي واحد، وفقًا لـ'الجمعية الفيزيائية الأميركية'؛ (APS)، التي درست جدوى الدفاعات الصاروخية الباليستية لسنوات، وقالت إن وجود صاروخ اعتراضي واحد في المدّار لا يكون في المكان والوقت المناسبين لاعتراض إطلاق صاروخ باليستي بسرعة، وبالتالي فإنك تحتاج إلى عددٍ أكبر بشكلٍ كبير لضمان التغطية الكافية. وكتبت 'وكالة الفضاء الأميركية'؛ (APS)، في دراسة لها في وقتٍ سابق من هذا الشهر: 'نُقدّر أن هناك حاجة إلى كوكبة من حوالي: (16.000) صاروخ اعتراضي لمحاولة التصدّي لوابل سريع من عشرة صواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب مثل صاروخ (هواسونغ-18)؛ (الكوري الشمالي)'. وحتى في هذه الحالة؛ تقول 'غريغو'، إن نظام الدفاع الصاروخي الفضائي معَّرض لهجمات العدو المضادة للأقمار الصناعية من أنظمة أرضية أقل تكلفة بكثير، وأن: 'أخطر نقطة ضعف في نظام كهذا هي هشاشته وقابليته للهجوم'. مزُحة وعملية احتيال.. وفي 'البحر الأحمر'؛ أطلقت 'الولايات المتحدة' عشرات الصواريخ الاعتراضية بملايين الدولارات على طائرات بدون طيار تابعة لـ (الحوثيين) وصواريخ بتكلفة زهيدة، ويتفاقم الخلل المالي بشكلٍ كبير عندما يكون النظام في الفضاء، وفقًا لعضو 'الكونغرس' الديمقراطي السابق؛ 'جون تيرني'، الذي عقد سنوات من جلسات الاستماع بشأن الدفاع الصاروخي الباليستي. وقال 'تيرني' بصراحة: 'إنها مزُحة.. إنها في الأساس عملية احتيال'، والآن، أصبح 'تيرني' المدير التنفيذي لـ'مركز الحد من الأسلحة ومنع الانتشار'، وقد انتقد 'ترمب' بشدّة لأنه: 'على استعداد لإلقاء المليارات والمليارات والمليارات من الدولارات على شيء لن ينجح'. من المُرجّح أن يتفاعل الخصوم.. مع ضخ 'الولايات المتحدة' أموالًا طائلة في أبحاث وتطوير (القبة الذهبية)، يقول مسؤولون حاليون وسابقون إن خصوم 'أميركا' سيّوسعون على الأرجّح ترسانتهم من الصواريخ الباليستية سعيًا للبقاء في المقدمة. ولكن بما أن تكلفة الصواريخ الباليستية الهجومية أقل بكثير من تكلفة الصواريخ الاعتراضية اللازمة لإيقافها، يقول 'تيرني' إن النظام سرعان ما يُصبّح غير مجدٍ ماليًا، موضحًا: 'من الناحية الاستراتيجية، هذا غير منطقي، من الناحية الفنية، غير منطقي، من الناحية الاقتصادية، غير منطقي'. يلغي استقرار الردع.. ويُقيّم المسؤولون العسكريون الأميركيون أيضًا كيف يُمكن أن يُزعزع نظام (القبة الذهبية) الاستقرار الحالي الذي يوفره الردع النووي، وفقًا لمصدر مُطلع على مناقشات التخطيط الداخلية المتعلقة بالمشروع. وأضاف المصدر أن الرادع الأميركي الرئيس اليوم؛ ضد أي دولة تُشن هجومًا نوويًا استباقيًا هو قُدرتها على النجاة من ضربة ثانية، أو قدرتها على الرد حتى بعد تحمّل هجوم نووي أولي. وإذا طبّقتَ إجراءً يعتقد خصومك النوويون أنه إجراء مضاد موثوق يُلغي ترسانتهم النووية، فأنتَ الآن تُلغي استقرار الردع، لأنك سهّلت على 'الولايات المتحدة' شنّ هجوم نووي عليهم دون عقاب، 'ثم عليك أن تسأل نفسك، حسنًا، إلى أي مدى نثق في أن الولايات المتحدة لن تفعل ذلك ؟'؛ وفقًا للمصدر الذي لفت إلى أنه: 'لو كنتُ مكان الصين، أو روسيا، لتراجعت ثقتي أكثر فأكثر بأن الولايات المتحدة لن تضربنا بصاروخ نووي في أوقات الأزمات'.

سيناريوهات التحولات المفاجئة.. تقرير ألماني يتناول خطورة المقاتلين الأجانب في سوريا
سيناريوهات التحولات المفاجئة.. تقرير ألماني يتناول خطورة المقاتلين الأجانب في سوريا

شفق نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • شفق نيوز

سيناريوهات التحولات المفاجئة.. تقرير ألماني يتناول خطورة المقاتلين الأجانب في سوريا

شفق نيوز/ سلّط موقع "دويتشه فيليه عربية" الألماني، يوم الخميس، الضوء على التطورات المتسارعة في الساحة السورية ما بين الحكومة الجديدة المؤقتة برئاسة أحمد الشرع، والتنظيمات "الإرهابية" وفي مقدمتها "داعش" الذي أخذ في الآونة الأخيرة بتصعيد لهجته المعادية والداعية بشكل واضح إلى توجيه ضربات للنظام الجديد. وبحسب الموقع الألماني فإن تنظيم "داعش" بات يشجع المقاتلين الأجانب على الانقلاب على الحكومة السورية الجديدة، ويصف رئيسها بأنه "خائن للقضية" و"كافر" و"عبد" و"تذلل أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وفق ما نشره في العدد الأخير من نشرته الأسبوعية. العداوة السابقة تتجدد ويلفت الموقع إلى أن هذا النوع من العداوة ليس بالجديد بين تنظيم "داعش" وجماعة "هيئة تحرير الشام" التي أسسها وقادها الشرع حين كان يًطلق عليه اسم "أبو محمد الجولاني". فبين عامي 2012 و2013، كانت "هيئة تحرير الشام" جزءاً مما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، قبل أن تتحالف مع تنظيم "القاعدة". وبعد قطع العلاقات مع تنظيم "القاعدة" في العام 2016، أمضت "هيئة تحرير الشام" ما يقرب من عقد من الزمان في قتال "داعش" بأجزاء من البلاد التي كانت تسيطر عليها. لذا فإن انتقاد المسار السياسي الحالي الأكثر اعتدالاً للشرع يعتبر أمراً متوقعاً. المقاتلون الأجانب ولكن هناك جانب آخر مثير للاهتمام في النشرة الإخبارية، إذ دعا تنظيم "داعش" المقاتلين الأجانب في سوريا إلى الانشقاق عن الحكومة الحالية بقيادة الشرع. وحثت الجماعة المقاتلين الأجانب الغاضبين من دبلوماسية الشرع مع الولايات المتحدة على الانضمام إلى "داعش". وأعاد هذا الحديث، فضلاً عن اجتماع الشرع مع ترامب، الاهتمام لواحد من أصعب الملفات التي تواجهها الحكومة الانتقالية في سوريا، وهو ملف المقاتلين الأجانب الموجودين في البلاد. وكان الرئيس الأمريكي، خلال اللقاء الذي جمعه بالشرع، قد ضغط "لإجبار جميع الإرهابيين الأجانب على مغادرة سوريا" كواحد من شروط تخفيف العقوبات. وأدلى المبعوثون الفرنسيون والألمان بتصريحات مماثلة، إذ يخشى كثيرون من أن تصبح سوريا ملاذاً للجماعات ذات الإيديولوجيات المتطرفة التي يمكن أن تنشط دولياً لاحقاً. من الصعب تحديد عدد الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب "هيئة تحرير الشام". ويمكن أن يتراوح العدد ما بين 1500 و6000 مقاتل، وفقاً لخبراء يرجحوا أن يكون الرقم الحقيقي ما بين العددين. وتتكون أكبر مجموعة من المقاتلين من الأويغور، الذين يشار إليهم أيضاً باسم "التركستان"، القادمين من وسط وشرق آسيا، بما في ذلك الصين. ويأتي المقاتلون الآخرون من روسيا ودول سوفيتية سابقة ومنطقة البلقان وتركيا ودول عربية ودول أوروبية. وجاء معظم المقاتلين إلى سوريا في وقت مبكر خلال الحرب الأهلية التي شهدتها سوريا استجابة لدعوات من تنظيم "داعش"، الذي كان يحاول حينها إقامة ما يسمى بـ"خلافة". ولكن بعد قطع "هيئة تحرير الشام" لعلاقتها مع "داعش" و"القاعدة"، غادر بعض الأجانب التنظيم بينما بقي آخرون. وفي أواخر عام 2024، خلال العملية التي قادها تنظيم "هيئة تحرير الشام" للإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، لعبت عدة مجموعات من الأجانب، بمن فيهم الأويغور والشيشان، دوراً أساسياً في نجاح الحملة. المقاتلون الأجانب في قمة الهرم وقال الشرع في حينها إنه يجب مكافأتهم على مساعدتهم، وتم تعيين عدد منهم في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي بمناصب عليا في الجيش السوري الجديد، وهو ما أثار بعض الجدل. ويرى الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في حوار مع الموقع الألماني، أنه من الصعب تحديد مدى أهمية المقاتلين الأجانب لقوات الأمن السورية الآن "لأن عدد السوريين يفوق بكثير عدد الأجانب". لكنه أشار إلى أن بعضهم يتمتع بأهمية أكبر، فعلى سبيل المثال، يعمل مقاتلو الكتيبة الأويغورية الآن كقوة أمنية شخصية للشرع. ويقول زيلين "هم أساساً من يحمونه لأنه يثق بهم، ويُنظر إليهم كرفاق سلاح في القتال ضد الأسد". ويذكر لاجئ سوري مقيم في ألمانيا، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أنه التقى بعدد من المقاتلين الأجانب أثناء قتاله قوات نظام الأسد في مدينة حلب السورية. وقال اللاجئ السوري للموقع الألماني "كان بعضهم جيداً، بينما لم يكن البعضهم الآخر جيداً. كانوا شديدي التركيز على القتال، وكان لدى الكثير منهم عقلية سلفية. أرادوا الذهاب إلى حيث تدور المعارك". ويضيف المصدر "الذين بقوا الآن لديهم عائلات في سوريا. لهذا، شخصياً، سأمنحهم فرصة، خاصة لأننا لو طردناهم، سنطرد أيضاً النساء والأطفال. على أي حال، لا تنسوا أن هناك أيضاً الكثير من السوريين الذين يشاركون ولو جزءاً من هذه العقلية (الدينية)". خطورة المقاتلين الأجانب اتُهم مقاتلون أجانب ذوو توجه ديني أكثر تشدداً بالمشاركة في أعمال عنف وقعت حديثاً ضد الأقليات السورية، كما أُلقي عليهم اللوم في محاولات فرض رقابة على ملابس النساء والسلوكيات الاجتماعية في المدن السورية. ويوضح الباحث والخبير في الشؤون السورية، عروة عجوب، في تقرير للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أنه حتى وقت قريب جداً، كانت "هيئة تحرير الشام" ما تزال تُصوّر نفسها على أنها "مدافعة عن الإسلام السني". ولكن بعد سقوط نظام الأسد، اتخذت الجماعة مساراً أكثر ليبرالية، بحسب التقرير. ويقول عجوب "يُمثل هذا التغيير المفاجئ في السردية تعديلاً كبيراً للصفوف. قد يكون هذا التحول تحدياً للمقاتلين الذين اعتادوا على وجهة نظر طائفية أضيق. يواجه العديد من مقاتلي هيئة تحرير الشام، الذين لم يغادروا أبدًا البيئة المحافظة في إدلب، مجتمعات أقل تحفظًا في دمشق". الانضمام إلى "داعش" ويرى الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا، محمد صالح، أنه "إذا استمرت هيئة تحرير الشام في اتجاهها نحو الاعتدال النسبي، مثل التسامح مع النساء غير المحجبات والسماح ببيع الكحول والمشاركة في عملية سياسية على النمط الغربي، فقد تنشق العناصر المتشددة داخل هيئة تحرير الشام، وخاصة الجهاديين الأجانب، أو تنشق عنهم، أو تتعاون مع داعش أو القاعدة". ولكن يتشكك الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في أن يشكل المقاتلون الأجانب في سوريا "أي تهديد واسع النطاق"، على حد تعبيره. ويري زيلين أن "أولئك الذين شعروا أن هيئة تحرير الشام لم تعد متشددة بما يكفي بالنسبة لهم قد غادروا بالفعل على الأرجح، وأن العديد من المقاتلين الأجانب الأقل تطرفاً الذين بقوا، يتمتعون بانضباط شديد". كما حاول الشرع لفترة طويلة تهميش أو اعتقال أو طرد أي مقاتل أجنبي قاوم المسار الجديد للجماعة. وما يزال بإمكان المقاتلين الأجانب بالطبع ارتكاب جرائم أو التسبب في مشاكل. إلا أن التهديد الأكبر يأتي حقيقة من المقاتلين الأجانب الأعضاء في تنظيم "داعش"، والذين يواصلون تمردًا محدودًا في شرق سوريا، بالإضافة إلى مقاتلين معتقلين في شمال شرق سوريا. وماذا بعد؟ بعد اجتماع الشرع مع ترامب، ظهرت أنباء بشأن مداهمات من قوات الأمن السورية لقواعد خاصة بالمقاتلين الأجانب في محافظة إدلب. ويرى مراقبون ومحللون أنه ما يزال من غير الواضح ما إن كان الأمر صحيح أم مجرد شائعات أو "مسرحيات سياسية". ويبدو أن شن حملة كبيرة ضدهم هو أمر غير مرجح. ويجادل أعضاء في الحكومة السورية الجديدة بأن المقاتلين الأجانب لا يشكلون أي تهديد للدول الأخرى وأن عددهم أقل من أن يؤثر بشكل كبير على الجيش السوري الجديد، كما أنهم موالون لإدارة الشرع الجديدة على أي حال. بل ويرى البعض أن دمج المقاتلين الأجانب في القوات السورية الجديدة ربما يكون أفضل طريقة للتعامل معهم على أرض الواقع. ويقول زيلين: "من بين جميع الطلبات التي قدمتها الولايات المتحدة، ربما يكون هذا هو الأصعب بالنسبة لسوريا. لا أعتقد أنهم يريدون حقاً تسليم المقاتلين الأجانب إلا إذا كانوا، على سبيل المثال، يفعلون شيئاً مخالفاً للقانون".

ضربة قاصمة لداعش في الصومال: مقتل قيادي بارز على يد قوات بونتلاند
ضربة قاصمة لداعش في الصومال: مقتل قيادي بارز على يد قوات بونتلاند

الحركات الإسلامية

timeمنذ 19 ساعات

  • الحركات الإسلامية

ضربة قاصمة لداعش في الصومال: مقتل قيادي بارز على يد قوات بونتلاند

أعلنت قوات دفاع بونتلاند (PDF) مقتل أحد أبرز قادة فرع تنظيم داعش في الصومال، في عملية أمنية دقيقة نفذتها قواتها البرية والجوية في جبال كال-مسكاد، الثلاثاء الماضي، في إطار العملية العسكرية المستمرة "البرق". وأفادت السلطات المحلية أن القيادي المقتول هو أحمد موسى سعيد، والذي وصفته بأنه "هدف ذو قيمة عالية" و"أحد العقول المدبرة للتنظيم"، وكان يتمتع بنفوذ واسع داخل شبكة داعش في شمال شرق الصومال. تحركات دولية وصلات خارجية وفقا لمصادر أمنية مطلعة، كان سعيد يسافر باستمرار إلى الخارج، خاصة إلى إثيوبيا، وسلطنة عمان، والإمارات العربية المتحدة، وهي دول تربطها علاقات أمنية وثيقة مع ولاية بونتلاند. وقد ساهمت الإمارات، بشكل خاص، في توفير خدمات المراقبة الجوية خلال العمليات العسكرية الأخيرة ضد التنظيم. وأوضحت قوات بونتلاند أن سعيد كان على صلة بعدد من المقاتلين الأجانب، الذين دخلوا الصومال في السنوات الأخيرة، حيث عثر على جوازات سفر أجنبية في الكهوف والمخابئ التي استولى عليها الجيش في المناطق الجبلية خلال حملة "البرق". تفاصيل العملية العسكرية أشاد قائد العملية، العميد أحمد عبد الله شيخ، بنجاح القوات المحلية في تصفية هذا العنصر القيادي، قائلا: "يمثل القضاء على أحمد موسى سعيد ضربة موجعة لقدرات داعش، ويعكس التزامنا الراسخ بمكافحة الإرهاب وضمان الأمن الإقليمي". وأشار الشيخ إلى أن العملية تمت بدقة واحترافية عالية، لكن لم تكشف تفاصيل إضافية بشأن توقيت أو ظروف الهجوم لدواع أمنية. حملة "البرق" وتقدم قوات بونتلاند شهدت الأيام الأخيرة تصعيدا ميدانيا كبيرا ضمن عملية "البرق"، حيث نجحت قوات بونتلاند في استعادة عدد من القرى الاستراتيجية في منطقة باري، وطرد عناصر التنظيم من مواقعهم، ما قلص من مساحة نفوذ داعش. ورغم أن تنظيم داعش يحتفظ بوجود محدود في المناطق الجبلية لبونتلاند، إلا أن المحللين الأمنيين يحذرون من تزايد نشاطه، خاصة في ظل فراغات أمنية وانسحابات تكتيكية لبعض القوات الفيدرالية في مناطق أخرى. خلفية أمنية يذكر أن داعش في الصومال، رغم كونه أصغر حجما وأقل تنظيما من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، إلا أنه يشكل تهديدا متناميا في الشمال الشرقي، ويخوض صراعات متكررة مع كل من الحكومة الفيدرالية ومسلحي حركة الشباب. يشكل مقتل أحمد موسى سعيد تطورا بارزا في الحرب على الإرهاب في القرن الأفريقي، كما يسلط الضوء على أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة الجماعات المتطرفة العابرة للحدود. وقد دعت السلطات في بونتلاند إلى مواصلة الدعم الدولي لتعزيز أمن المنطقة ومنع عودة هذه التنظيمات الإرهابية إلى قواعدها السابقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store