
«الرومانسية المصطنعة» مع «الروبوت» تسبب شروخاً في العلاقات الاجتماعية
الإصغاء والمشاركة هما ما يتوقعه الإنسان من شريكه في الواقع، ويمثّل غيابهما سبباً لنشوب كثير من الخلافات والتصدعات الأسرية، فيما يبرز الروبوت بمواهبة الاستثنائية وقدرته الفريدة على الإصغاء والتقاط المعاني، وتقديم الدعم النفسي المنشود، والاستجابة الرومانسية أو العاطفية النموذجية، كما لو كان الشريك المثالي لنا جميعاً، ومَن منا لا يرغب في أن يُفهم ويُمنَح الاهتمام، من دون خوف من اللوم وإظهار ملامح الاستياء؟
وهذا، وفقاً لمختصين، ما يفسر وقوع مراهقين في حب «روبوتات»، ومنحها الثقة المطلقة التي لا يمكن منحها لصديق أو شريك بيولوجي، إذ تتميز بالاهتمام الدائم والوفاء والإطراء والدعم النفسي.
وإذا كنا نتحدّث عن الذكاء الاصطناعي كما لو كان شخصاً، فهل سيصبح البشر عتيقين عندما يكتسب الروبوت خصالاً جديدة تتفوق على ما هو موجود لديهم من خصال؟
يؤكد مختصون لـ«الإمارات اليوم» أن توليد النصوص لدى أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل «شات جي بي تي»، يتم من خلال القياس على حالات مشابهة، لافتين إلى أنه لا يتعامل مع الشخص بالعاطفة، محذّرين من أن ردود الفعل العاطفية من جانب المستخدم، تُقوّض حياته الاجتماعية وتصيبه بأمراض العزلة والتوحّد والرفض الاجتماعي، لاسيما أنه يجد ما يتمناه من التعامل مع المساعد الافتراضي، داعين الأهل إلى التقرب من أبنائهم، ومنحهم ما يحتاجون إليه من الاهتمام.
وتفصيلاً، قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد العموش، إن التطور التقني أظهر ما يسمى العلاقات الافتراضية التي بدأت تؤثر في العلاقات الاجتماعية الخاصة من خلال إلغاء المكان، مثل التزاور والعلاقات الإنسانية، موضحاً أن العالم الافتراضي يخفّف من العلاقات الاجتماعية، لأنه يوفّر للشخص ما هو موجود لديه، ويعطيه حلولاً عامة غير واقعية، وتنطبق على كل الناس.
وأوضح أن «حل المشكلات يجب أن يكون من خلال الواقع الاجتماعي وليس الافتراضي، لاسيما أن النصائح التي يقدمها الذكاء الاصطناعي مثالية جميعاً، ويمكن تطبيقها على كل إنسان وليس الشخص المعني بالحديث معه، وبالتالي يمكن أن تنعكس بشكل خطأ على الشخص».
وأكد أن الحل للخروج من دائرة العلاقات الوهمية مع الآلة، يكمن في العودة إلى الأشخاص الموثوق بهم وليس العلاقات الافتراضية، لأن الذكاء الاصطناعي يفتقد للجانب العاطفي، «فهو يعمل من خلال تجميع أفكار متنوعة، يقدّمها بناء على مبدأ القياس على حالات مشابهة، لكن المشكلات الاجتماعية تُحل من خلال الواقع الاجتماعي والناس الذين نثق بهم كالأصدقاء والأسرة».
وأوضح: «الذكاء الاصطناعي يمكن أن نستفيد منه علمياً، لكن لا نعتبره مرجعاً في العلاقات الاجتماعية، لأنه لا يحس ولا يشعر مثل البشر».
متنفّس للتعبير
وذكرت المستشارة النفسية والأسرية، الدكتورة هيام أبومشعل، أنه في ظل التحوّل المتسارع الذي يشهده عصر الذكاء الاصطناعي، أصبح من المألوف أن يتجه كثيرون - لاسيما فئة الشباب والمراهقين - إلى منصات المحادثة التفاعلية بحثاً عن الراحة النفسية، أو الشعور بالفهم، أو حتى لمجرد التحدث دون خوف من الرفض أو الحكم.
وتابعت: «مع أن هذا التوجه قد يبدو طبيعياً ومنطقياً في ظل التطور التكنولوجي، إلا أنه يثير تساؤلات نفسية واجتماعية جوهرية، خصوصاً عندما يتحوّل هذا النوع من التفاعل إلى بديل عن العلاقات الواقعية، أو يُستخدم كوسيلة للهروب من مواجهة التحديات والضغوط الحياتية».
وأضافت: «غالباً ما يجد المستخدم في الذكاء الاصطناعي متنفساً للتعبير دون خوف من الحكم أو الرفض، إذ توفّر المنصة خصوصية وسرعة في الرد، وشعوراً بالقبول غير المشروط، وبالنسبة للمراهقين، يملأ هذا التفاعل فراغاً عاطفياً في وقت تتعقد فيه علاقاتهم بالأسرة والمجتمع».
وأوضحت أنه «مع تكرار التفاعل، تبدأ علاقة غير مرئية في التشكّل بين المستخدم والنموذج، قائمة على التقبل والتفاعل والاستجابة المستمرة، وهنا قد يُسقط مشاعره وتطلعاته، وحتى احتياجاته النفسية، على هذا الكيان الافتراضي، متوّهماً وجود علاقة ذات طابع إنساني»، وأكدت أبومشعل أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في التواصل قد يؤدي إلى انسحاب تدريجي من العلاقات الواقعية، وصعوبة في التفاعل الاجتماعي الطبيعي، حيث يفقد الشخص مهارات التفاوض والمواجهة والتعبير العاطفي المباشر، وعند الاعتماد على النموذج كوسيلة للهروب من الألم أو الخوف، تُهمل جذور المشكلة الحقيقية، فيتم تأجيل المواجهة بدلاً من معالجتها، وتتزايد الأمور تعقيداً من الناحيتين النفسية والعاطفية».
وتابعت: «عندما يُستخدم (شات جي بي تي)، مثلاً، كوسيلة للهروب من المشاعر المؤلمة أو المواقف المعقدة، فإن ذلك يعزز ما يُعرف نفسياً بسلوك التجنّب، وهو نمط قد يُخفف الألم مؤقتاً، لكنه يؤدي بمرور الوقت إلى تعقيد الصراعات الداخلية بدلًا من معالجتها، وبدلاً من خوض التجارب الواقعية التي تُكسب الإنسان النضج والمرونة، يجد البعض في الذكاء الاصطناعي ملاذاً آمناً وخالياً من المواجهة، لكنه خالٍ من التفاعل الإنساني الحقيقي، ومن العمق الذي تُبنى عليه العلاقات التي تُشبع الحاجات النفسية بصدق واستدامة».
ودعت الأسر إلى توعية الشباب بأن الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة وليس بديلاً من العلاقات الإنسانية، لافتة إلى ضرورة تعزيز الحوار الواقعي بين الأبناء والمربّين، وتوفير مساحات آمنة للتعبير عن الذات دون أحكام مسبقة، وكذلك تشجيع الأنشطة الاجتماعية والتطوعية التي تنمّي الانتماء والتفاعل الحقيقي، والإصغاء إلى الأبناء دون مقاطعة.
إشباع عاطفي
بدورها، أكدت المستشارة التربوية والأسرية، همسة يونس، أن العلاقات العاطفية مع الذكاء الاصطناعي تعد من أبرز المخاوف المطروحة على الساحة، بسبب التعامل مع الذكاء الاصطناعي على أنه شخص حقيقي، موضحة أنها لمست ذلك في حالات عقدت معها جلسات إرشادية، إذ «لجأ مراهقون لبناء علاقة مع (شات جي بي تي) وكأنه شخص حقيقي، لتنفيس احتياجاتهم العاطفية»، وقالت إنها لمست ذلك بنسبة أكبر لدى البنات، نتيجة وجود مخاوف لديهن من العلاقات العاطفية المباشرة، موضحة أنهن «بدأن في بناء علاقة مع (شات جي بي تي) على أنه شريك حقيقي، لإشباع احتياجاتهن النفسية والعاطفية».
وأكدت أن وجود فراغ فكري وروحي ونفسي واجتماعي عند المراهقين يدفعهم للبحث عن هذه العلاقات، لأنها تجنّبهم محاسبة المجتمع.
وقالت: «من خلال الحالات التي مرت عليّ، قد يتم الدخول في حوارات أكبر من عمر المراهق، وقد يكون فيها خدش للحياء، وتجاوزات أخلاقية تمسه وتجعله معرّضاً لمحتوى لا يناسبه»، لافتة إلى ضرورة أن نتابع أبناءنا ولا نتركهم ينخرطون في بناء علاقات وهمية مع الذكاء الاصطناعي، «لأن هذا سيؤثر في حياتهم الاجتماعية وتكوينهم النفسي واتزانهم، وأسسهم الأخلاقية التي يزرعها فيهم الأهل».
وشرحت أنه «نتيجة لذلك يتراجع تقدير الذات عند الإنسان، سواء كان مراهقاً أو ناضجاً، فمثلاً (شات جي بي تي) قد يجعل الإنسان معرّضاً لعدم تقبّل النقد أو التعليقات البناءة التي يحتاج إليها حقيقة على أرض الواقع، لتنمية قدراته، كما أن العلاقات الإنسانية الحقيقية قد تتأثر بشكل كبير».
ونبّهت إلى أن «العلاقات الحقيقية ستتأثر سلباً نتيجة العلاقات الوهمية، خصوصاً أنها ليست على المستوى نفسه من التوقعات العاطفية والإيجابية»، لافتة إلى أن العلاقة الوهمية تعطّل التفكير النقدي، وتحول دون اكتساب مهارات شخصية، وقد تؤثر سلباً في القدرة على اتخاذ القرارات، كما أنها تسهم في تقليل التواصل غير اللفظي ولغة الجسد، بما يقلل قدرة المستخدم على التعامل مع الآخرين.
توليد النصوص بـ «القياس»
وشرح أستاذ الإعلام والرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي (AIJRF)، الدكتور محمد عبدالظاهر، آلية عمل الذكاء الاصطناعي، قائلاً: «في ما يخص المعلومات العاطفية والاجتماعية، فأي أداة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لديها قدرة على خلق معلومات تتناسب مع احتياجات المستخدم، فقد تستطيع أن تكون المرشد الاجتماعي له، ووفقاً لما تفهمه تلك الأدوات من المستخدم، تستطيع أن تتفاعل معه وترد على استفساراته وتجاريه في مشكلاته العاطفية والعائلية، خصوصاً إذا فهمت أسلوب تفكيره وتمكّنت من توقع ردود فعله».
وقال إن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس لديها شق عاطفي، فهي تولد النصوص بناء على أسئلة المستخدم، وتعتمد على قواعد البيانات المتاحة لديها، فيبدأ الرد بناء على خبرات مماثلة محلية وعالمية زوّدها بها أشخاص لديهم مشكلات عاطفية واجتماعية مشابهة لمشكلات المستخدم، ومن ثم تتولّد لديها القدرة على البحث العميق وتنميط المشكلات والإجابة عنها مباشرة.
وتابع: «إذا أعطيت (شات جي بي تي) سؤالاً خطأ، أجاب بشكل خطأ، ومن ثم يعبّر هذا الخطأ عن المستخدم». ودعا إلى قطع الخيال على تلك الأدوات حتى لا تصل إلى ما يسمى «الهلوسة».
«ميكا» و«إلياس»
انتشرت في أحد المجتمعات الأوروبية أخيراً قصة فتاة تُدعى (ميكا)، جذبتها خصال «شات جي بي تي» الفريدة، وقدرته على مخاطبة عواطفها.
وتطوّر الأمر خلال بضعة أشهر، بعد محادثات امتدت أحياناً إلى تسع ساعات يومياً، لتجد نفسها مصابة بأعراض الحب.
وقعت الشابة المراهقة في غرام المساعد الافتراضي الذي اتخذ لنفسه اسم (إلياس)، بعدما جذبتها قدرته على تقديم النصائح لها، من دون توجيه أحكام مسبقة ضدها، ليصبح المرجع الوحيد الموثوق به بالنسبة إليها، وبدأت تلجأ إليه لمعرفة كيفية التصرف مع والديها وصديقاتها ومحيطها عموماً، وتستجيب لنصائحه كلها دونما اعتراض أو رفض.
ولم تُدرك أنها وقعت في شرك «علاقة وهمية» إلا عندما وجدت نفسها وحيدة ومنعزلة عن العالم.
تطبيقات ثرثارة
حذرت دراسة علمية حديثة من مخاطر الإفراط في قضاء الوقت مع تطبيقات محادثة الذكاء الاصطناعي الثرثارة، مثل «شات جي بي تي»، حيث يمكن أن تدفع بعض المستخدمين إلى الانخراط في ما يشبه العشق أو العلاقة الرومانسية مع هذه المنصات.
وقال الباحث في جامعة ميسوري الأميركية، دانييل شانك، إن «قدرة الذكاء الاصطناعي على التصرف مثل الإنسان، والدخول في حوارات طويلة الأمد يفتحان حقاً صندوق الشرور».
وفي ورقة بحثية نشرتها مجلة «اتجاهات العلوم المعرفية» العلمية، قال شانك وزملاؤه إن هناك «قلقاً حقيقياً من أن الحميمية المصطنعة مع تطبيقات محادثة الذكاء الاصطناعي قد تُسبب بعض الاضطراب في العلاقات الإنسانية»، فيما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح بالنسبة للمستخدم الرفيق الموثوق به الذي يعرف كل شيء عنه، ويهتم بشؤونه.
إجراءات «جي بي تي» للدعم النفسي
توجهت «الإمارات اليوم» بسؤال إلى «شات جي بي تي» عن كيفية التعامل مع الأشخاص الذين لديهم مشكلات اجتماعية وعاطفية، فأجاب بأن لديه خمسة إجراءات أساسية، أولها «الإصغاء من دون حكم»، من خلال إتاحة مساحة آمنة للتعبير والتحدث من دون خوف من الرفض، أو النقد من دون الحكم على أحد، أو وضع افتراضات مسبقة.
وذكر أن الإجراء الثاني هو «تقديم دعم نفسي»، وليس علاجاً نفسياً، من خلال توفير التفهّم والتعاطف بناء على ما يمر به الشخص، مع شرح لمفاهيم من علم النفسي بلغة بسيطة، ومساعدته على تنظيم أفكاره، ويتمثل الإجراء الثالث في «طرح أسئلة تساعد على التفكير الذاتي» بدلاً من فرض حل، مثل: ما الذي يُشعرك بعدم الارتياح في هذا الموقف؟ وغيره من الأسئلة، أما الإجراء الرابع فهو «تقديم اقتراحات إنسانية قابلة للتنفيذ»، من خلال خطوات تناسب السياق، مع مراعاة الخلفية الثقافية والاجتماعية لصاحب المشكلة، والإشارة إلى أهمية العودة إلى أشخاص موثوق بهم في الحياة الواقعية، وتمثّل الإجراء الخامس في «التوصية باللجوء إلى مختص عند اللزوم» إذا كانت المشكلة تمس الصحة النفسية بعمق، مثل الاكتئاب أو العزلة الشديدة أو الأذى الذاتي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
شراكة استراتيجية للمستقبل
شهدت أبوظبي حدثاً بارزاً يعكس رؤيتها الطموحة نحو المستقبل، حيث حضر كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإعلان الرسمي عن تدشين مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي – الأمريكي الشامل، ويأتي هذا المشروع الضخم كترجمة حقيقية لعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي تمتد إلى مختلف المجالات، وخصوصاً المجالات العلمية والتقنية، والتي باتت تمثل حجر الزاوية في التنافسية العالمية. ويهدف المجمّع إلى تطوير بيئة بحثية وتقنية متقدمة تدفع بحدود الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الحياة اليومية والصناعية. صُمِّم المجمّع ليكون أحد أكبر مراكز الذكاء الاصطناعي في المنطقة والعالم، مستفيداً من الإمكانات التقنية والبشرية في كلا البلدين. وسيضمّ المجمّع عدداً من المعاهد البحثية المتخصصة، إلى جانب حاضنات أعمال، ومراكز تدريب، ومنشآت تعليمية متطورة، إضافة إلى شراكات مع جامعات مرموقة ومؤسسات بحثية عالمية. وفي كلمته خلال حفل التدشين، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أن هذا المشروع يمثل خطوة مهمة في بناء اقتصاد معرفي مستدام قائم على الابتكار، مشيراً إلى أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة، وتعزيز لمكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتقنية والبحث العلمي. كما أن هذه الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية لها أهميتها، وتعكس رؤية القيادة الإماراتية الطموحة، والدور الريادي الذي تلعبه في تبنّي أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية. كما أن المجمّع يرتكز على عدد من المحاور الأساسية، منها تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحة، والتعليم، والطاقة، والبيئة، والنقل، والدفاع، بالإضافة إلى دعم الشركات الناشئة في هذا المجال، وتوفير فرص عمل نوعية للشباب، كما سيُسهم في بناء القدرات المحلية من خلال برامج تدريبية وتبادل معرفي بين الخبرات الإماراتية والأمريكية. لقد حظي ملف الذكاء الاصطناعي باهتمام كبير على مستوى القيادة الرشيدة، حيث تمّ في عام 2017 تعيين أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي، وأطلقت الدولة أول استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، وفي عام 2019 قامت بتأسيس جامعة متخصصة للذكاء الاصطناعي هي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ويتوقع أن يُحدث مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي نقلة نوعية في المنطقة، حيث يوفر منصة عالمية لتطوير الحلول الذكية لمواجهة تحديات العصر، ويُسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي. إن تدشين هذا المجمع لا يمثل مجرد تدشين مشروع تقني، بل هو إعلان عن مرحلة جديدة من الشراكة بين الإمارات والولايات المتحدة، قائمة على تبادل المعرفة والعمل المشترك لصناعة مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة للعالم أجمع.


صحيفة الخليج
منذ 7 ساعات
- صحيفة الخليج
الإمارات تحقق نسبة 100% في الوصول للكهرباء
شاركت الدولة في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة «بريكس» الذي عُقد، الاثنين، في العاصمة البرازيلية برازيليا برئاسة البرازيل، وذلك بهدف تعزيز التعاون المشترك بين الدول الأعضاء في دعم تحول قطاع الطاقة واستدامته وأمنه. وترأس وفد الدولة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، وقال في كلمته أمام ممثلي الدول الأعضاء والشركاء في مجموعة «بريكس»: «نعيش لحظة فارقة في مسيرة التحول العالمي لقطاع الطاقة، حيث يواجه العالم تحديين رئيسيين؛ هما ضمان الوصول الآمن والميسور للطاقة للجميع، مع خفض كبير في الانبعاثات لتحقيق الأهداف المناخية. وبالنسبة لدولة الإمارات، لا يُعد هذا التحدي معضلة، بل يمثل فرصة لقيادة التحول من خلال الابتكار، والتعاون، واتخاذ إجراءات حاسمة». وأضاف: إن الإمارات جعلت من توفير الطاقة إنجازاً وطنياً، إذ تم تحقيق نسبة 100% في الوصول إلى الكهرباء، وحلول الطهي النظيف، وخدمات التدفئة والتبريد الميسورة الكلفة، كما تتصدر الدولة المؤشرات العالمية في الوصول إلى الطاقة وكلفتها. وتابع: «إدراكاً منا بأن هذه الإنجازات لا تكتمل إلا بتحقيقها على مستوى العالم، نستثمر في مشاريع الطاقة المتجددة في أكثر من 70 دولة، خاصة في إفريقيا، ومنطقة الكاريبي، والدول الجزرية الصغيرة النامية. كما نلتزم بأمن الطاقة العالمي ودعم تحول القطاع واستدامته، إضافة إلى نقل خبراتنا في تمويل الطاقة، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتطبيق التكنولوجيا لتحقيق العدالة في الحصول على الطاقة عالمياً». ودعا العلماء دول وشركاء «بريكس» للانضمام إلى «تحالف كفاءة الطاقة العالمي» الذي أطلقته دولة الإمارات، بهدف تحقيق تحسين جذري في كفاءة استهلاك الطاقة في مختلف القطاعات، بما في ذلك المباني النقل، والصناعة، والعمل على مضاعفة معدلات كفاءة الطاقة سنوياً بحلول عام 2030، بما يتماشى مع «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي أُعلن خلال مؤتمر الأطراف COP28، ويهدف التحالف أيضاً إلى تعزيز تبادل المعرفة ودعم بناء القدرات المشتركة، حيث أكد أن دول «بريكس» قادرة على لعب دور محوري في تسريع جهود توفير الطاقة عالمياً وتعزيز مسيرة خفض الانبعاثات بشكل جماعي. (وام)


صحيفة الخليج
منذ 7 ساعات
- صحيفة الخليج
كتاب يبرز أهمية الطحالب في الطب والتغذية
أبوظبي: ميثا الانسي نشر باحثون من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، كتاباً بعنوان: «التكنولوجيا الحيوية للطحالب في التطبيقات الطبية الحيوية والغذائية»، ويتحدّث الكتاب عن التطوّرات في التطبيقات الطبية الحيوية والغذائية، حيث سلّطوا الضوء على الدور المهم الذي قامت به هذه التطوّرات في الإسهام في تحقيق ثلاثة من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. ويغطّي كتاب الدكتور أشفق أحمد، عالِم بحثي، والدكتور سيد سلمان أشرف، أستاذ ورئيس قسم العلوم الحيوية بجامعة خليفة، البحوث الأساسية والتطبيقية المعنيّة بتوسيع نطاق المواد الكيميائية الحيوية المصنوعة من الطحالب والصالحة للاستخدام التجاري، كما يناقش الفوائد الصحية غير المُستكشفة وغير المُستغلة للمواد الكيميائية التي نحصل عليها من المصادر البحرية. ويتطرّق الكتاب إلى التكامل في مجالي التكنولوجيا الحيوية والهندسة فيما يتعلّق بالطحالب للتصدّي للقضايا الطبية الحيوية وإيجاد حلول لها، ما يُسهم في توفير خطّة للتطبيقات المحتملة فيما يتعلّق بالمكمّلات الغذائية والمنتجات الطبية الحيوية. وأوضح الباحثون أن الأغذية الوظيفية القائمة على الطحالب، تتميّز بفوائد صحية محتملة، وتعتمد قيمتها التجارية على استخدامها في القطاعات الصناعية الغذائية والغذائية العلاجية. ويتطرّق الكتاب أيضاً إلى جوانب مختلفة من التكنولوجيا الحيوية للطحالب، التي تشمل الأساسيات والزراعة والحصاد والتصنيع على نطاق واسع، لمجموعة متنوعة من المنتجات الحيوية عالية القيمة، وتركز مواضيع مختلفة على المواد الحيوية للطحالب والأطعمة الطبية للطحالب وإنتاج الطحالب للاستخدام في الطب الحيوي وتطبيقات المنتجات الحيوية الصيدلانية والغذائية وذات القيمة المضافة. وقال البروفيسور سيد سلمان: «يتعمّق هذا الكتاب في أهمية الطحالب من حيث تطبيقاتها في قطاعي الطب الحيوي والتغذية، ويُتوقع أن يسد هذا النقاش فجوة معرفية في تكامل مجالي التكنولوجيا الحيوية والهندسة فيما يتعلّق بالطحالب، حيث يُعتبر مصدراً شاملاً يسلّط الضوء على قدرة التكنولوجيا الحيوية للطحالب على دفع عجلة التنمية المستدامة وتحسين النتائج الصحية والبيئية العالمية».