logo
فيلم المستوطنون.. يوثق الفكر المتطرف للاستيطان اليهودي

فيلم المستوطنون.. يوثق الفكر المتطرف للاستيطان اليهودي

المنار٠٦-٠٥-٢٠٢٥

منذ بداية حرب الإبادة على غزة وعيون العالم الغربي كلَه على أهلها، الذين وبفعل إجرام جيش العدو حرموا من لقمة العيش وقطعة الأرض. ولكن تلك العيون قليلا ما وقعت على معاناة أهل الضفة الغربية المحتلة الذين يواجهون إحياء جديد للمشروع الاستيطاني الصهيوني الإرهابي ذا قوة وزخم يشابه فيها أيام النكبة.
ذلك إلى أن قرر موثق بريطاني مرموق باسم لويس ثيروكس العودة إلى الضفة لتسليط الضوء على قادة ذاك المشروع، كما فعل في سنة 2010، ليبرهن للجيل الجديد من شعبه الحقيقة الوحشية لتلك الوجوه المظلمة في وثائقي جديد بعنوان 'المستوطنون'.
في فيلم لويس ثيروكس: 'المستوطنون' وهو فيلم وثائقي جديد على قناة بي بي سي الثانية ومنصة آي بلاير، يسافر ثيروكس إلى الضفة الغربية لاستكشاف النفوذ المتزايد للمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين قوميًا، والذين تكثفت أنشطتهم التوسعية – التي تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي – في أعقاب هجرة الأقصى عام ٢٠٢٣. ويُتهم المستوطنون، بدعم حكومي وعسكري، باستخدام العنف لتهجير الفلسطينيين، مع وجود خطط تمتد، بحسب التقارير، إلى غزة، حيث قُتل عشرات الآلاف في حرب إبادة جماعية مستمرة. ويهدف ثيروكس، من خلال إعادة تناول مواضيع من فيلمه 'الصهاينة المتطرفون' الصادر عام ٢٠١٠، إلى كشف التكلفة البشرية لأيديولوجية المستوطنين، وتقديم تأمل أوسع في القبلية ونزع الصفة الإنسانية.
يركز الفيلم على أفراد مثل آري أبراموفيتش، المستوطن الأمريكي المولد الذي يُعتبر منزله غير قانوني بموجب القانون الدولي، والذي يعتبر نفسه مدافعًا عن الحضارة الغربية. يعتقد أبراموفيتش أن الكتاب المقدس دليل على ادعاء إسرائيل بالأرض، وينكر تمامًا شرعية الدولة الفلسطينية. يتردد صدى هذا الاعتقاد في جميع أنحاء المستوطنات، حيث تُكرر عبارة 'فلسطين غير موجودة' بشكل قاطع. والنتيجة هي فيلم وثائقي ليس كشفًا، بل أيديولوجية راسخة، تُسلط الضوء على عقلية العديد من المستوطنين الراسخة.
يتضمن فيلمه الوثائقي الأخير مقابلات مع مستوطنين إسرائيليين وفلسطينيين في الضفة الغربية، مثل الناشطة دانييلا فايس، بهدف استكشاف الدوافع الشخصية والعواقب السياسية للاستيطان. دانييلا فايس، المخضرمة في حركة الاستيطان، التي تُقر صراحةً بدعم الحكومة الضمني لأنشطتهم، حتى مع تحدّي هذه الأفعال للأعراف الدولية. من خلال هذه المحادثات، يكشف الفيلم بشكل غير مباشر عن أجندة دولة تتعارض مع اتفاقيات جنيف. ومع ذلك، يبدو التدخل الدولي غائبًا، وتُقابل محاولات ثيروكس لمناقشة التسوية أو التعاطف بلامبالاة تامة، لا سيما فيما يتعلق بمعاناة الفلسطينيين.
على الجانب الفلسطيني، يُجسّد الفيلم واقع الاحتلال الخانق: جنود الاحتلال المسلحون يضايقون المدنيين، والمراقبة المستمرة، وشبكة من نقاط التفتيش التي تبدو مصممة لاستنزاف الناس. في الخليل، يصطحب عيسى، وهو رجل فلسطيني من سكانها، ثيرو في جولة عبر بلدة شبه مهجورة، كاشفًا عن قمع شبه كامل للحياة اليومية. لحظة عند نقطة تفتيش قرب نهاية الفيلم – حيث يتساءل جندي عن وجود ثيرو في 'إسرائيل' – تُلمّح بشكل خفي إلى فكرة الضم الدائم.
كان نمو لويس ثيرو كمخرج أفلام وثائقية ملحوظًا. في تسعينيات القرن الماضي، عُرف باستخدامه سحرًا آسرًا وسذاجة مصطنعة لكسب ثقة الأفراد غريبي الأطوار أو المتطرفين، كاشفًا في كثير من الأحيان عن سخافتهم. عوملت شخصيات مثل العنصريين البيض أو القوميين المسيحيين كشخصيات غريبة أكثر من كونها تهديدات خطيرة، حيث كان ثيرو يُبرز تناقضاتهم لإضفاء طابع كوميدي أو ساخر.
لكن الزمن تغير، وتغير معه ثيرو. منذ عام ٢٠١١ على الأقل، ومع أول فيلم وثائقي له عن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، سعى إلى مواضيع أكثر ثقلًا وإثارةً سياسيًا. في أحدث فيلم وثائقي له على قناة بي بي سي الثانية، 'لويس ثيرو: المستوطنون'، يعود إلى المنطقة ليجد أن ما كان في السابق أيديولوجية هامشية أصبح الآن تيارًا سائدًا. المستوطنون، الذين كانوا في السابق شخصيات هامشية، أصبحوا الآن جزءًا من جوهر السياسة الإسرائيلية، مع شخصيات مثل إيتامار بن غفير، زعيم اليمين المتطرف، الذي يقود الحشود.
مع أن أساليبه مألوفة، إلا أن أسلوب ثيرو قد تعمق. فما كان في السابق يُضفي طابعًا فكاهيًا، أصبح الآن يُبرز حقائق مُقلقة. لا تزال قدرته على خلق حوارات مُقنعة قوية، وبينما ينتقده البعض لإعطائه منبرًا للآراء المتطرفة، لا تزال أفلامه الوثائقية تسبر أغوار حدود التعاطف والفهم. في منطقة عالقة في دوامة من العداء والإنكار، يُقدّم نهج ثيرو المُتطور منظورًا حاسمًا لواحدة من أكثر الحروب مأساوية ضد الإنسانية في عصرنا.
المصدر: موقع المنار

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سرايا القدس تقصف عسقلان وأسدود رداً على المجازر المستمرّة
سرايا القدس تقصف عسقلان وأسدود رداً على المجازر المستمرّة

الميادين

timeمنذ 4 ساعات

  • الميادين

سرايا القدس تقصف عسقلان وأسدود رداً على المجازر المستمرّة

دوّت صفارات الإنذار، مساء يوم الأربعاء، في "عسقلان" في مستوطنات غلاف غزّة. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنّها قصفت مستوطنتَي أسدود وعسقلان برشقة صاروخية، وذلك "رداً على المجازر الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني". 17 أيار 15 أيار وبعد مرور بعض الوقت، دوّت صفارات الإنذار للمرّة الثانية، في غلاف غزة الشمالي، حيث تم رصد 3 صواريخ من شمال قطاع غزة، بحسب الإعلام الإسرائيلي. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أنّ "إطلاق الصواريخ قد يكون استهدف تجمعاً للدبابات على السياج الأمني شمال قطاع غزة". وفي هذا السياق، أعلنت سرايا القدس، قصفها موقع "زيكيم" العسكري ومستوطنة "نتيف هعسراه" برشقة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية. وصباح الأربعاء، أقرّ "الجيش" الإسرائيلي، بمقتل رقيب أول إسرائيلي وإصابة آخر في خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

"Consortium": ما تفاصيل تجارة الأسلحة الخفية بين أستراليا و"إسرائيل"؟
"Consortium": ما تفاصيل تجارة الأسلحة الخفية بين أستراليا و"إسرائيل"؟

الميادين

timeمنذ 4 ساعات

  • الميادين

"Consortium": ما تفاصيل تجارة الأسلحة الخفية بين أستراليا و"إسرائيل"؟

موقع "Consortium" الأميركي ينشر تقريراً يكشف تفاصيل وخفايا تجارة الأسلحة بين أستراليا و"إسرائيل". أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرّف يبذل السياسيون الأستراليون جهوداً استثنائية للتعتيم على تجارة الأسلحة بين بلادهم و"إسرائيل"، وتبريرها، والكذب بشأنها، إلّا أنّ التحقيقات الأخيرة التي أجرتها جماعات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المستقلة وحزب الخضر الأسترالي تكشف أنّ أستراليا تنتهك جميع القوانين الدولية التي تحظر بيع الأسلحة للدول التي ترتكب جرائم حرب. ومن بين الأمثلة الأكثر فظاعة مساهمة أستراليا في طائرة لوكهيد مارتن إف-35 جوينت سترايك فايتر الإسرائيلية، وهي الطائرة المقاتلة الأكثر تقدّماً من الناحية التكنولوجية والأكثر فتكاً في العالم. تستطيع كلّ طائرة نقل حمولة تصل إلى 10 قنابل ضخمة، أربع قنابل داخلية وست قنابل مثبتة على الأجنحة، كلّ منها قادرة على تدمير المباني السكنية والمدارس والمستشفيات، وتدمير جثث مئات الفلسطينيين. وفي غزة، يبحث الناجون من هذه الهجمات يومياً بين الأنقاض عن رفات أحبّائهم. وتؤدّي أستراليا دوراً حاسماً في سلسلة التوريد العالمية لقطع غيار طائرات "إف-35" الإسرائيلية المقاتلة. كما ذكرت صحيفة "ديكلاسيفايد أستراليا"، فإنّ شركة "روزبانك" للهندسة في ملبورن تُورّد "مشغّلات التحديث" التي تفتح أبواب مخزن القنابل. أمّا "محوّلات الأسلحة" التي تُطلق القنابل، فتُورّدها شركة "فيرا" للهندسة في بريسبان. إصرار أستراليا على عدم بيع أسلحة لـ "إسرائيل" زائف وغير منطقي. فعندما سُئل نائب وزير الدفاع هيو جيفري عن بيع أجزاء من طائرات "إف-35" في البرلمان من قِبل السيناتور ديفيد شوبريدج، عضو حزب الخضر، عن بيع أجزاء منها، زعم جيفري أنّ الآليات المستخدمة لفتح أبواب قنابلها ليست أسلحة، لأنّ الأسلحة "أنظمة متكاملة" وليست أجزاءً مثل جهاز فتح باب القنبلة، الذي شبّهه، على نحوٍ مثير للسخرية، بقلم رصاص يُستخدم للكتابة أو كسلاح. ورغم ادّعاء نائب وزير الدفاع بأنّ بيع أستراليا لأجزاء من طائرات "إف-35" لا ينتهك القانون الدولي، إلا أنه محظورٌ بوضوح بموجب معاهدة الأمم المتحدة لتجارة الأسلحة (التي وقّعت عليها أستراليا)، التي تنصّ على أنه "يجب حظر نقل الأسلحة إذا علمت الدولة أن هذه الأسلحة ستُستخدم في الإبادة الجماعية، أو الجرائم ضد الإنسانية، أو جرائم الحرب". وتُقيّد المعاهدة، على وجه التحديد، تصدير "أجزاء ومكوّنات" الأسلحة. بالنسبة للسياسيين الأستراليين، فإنّ أيّ نقاش حول تجارة الأسلحة الأسترالية مع "إسرائيل" يُثير حفيظة السياسيين الأستراليين، وفي ظلّ الأدلة الدامغة على إرسال شركات التصنيع الأسترالية أسلحة إلى "إسرائيل"، يُصرّ السياسيون الأستراليون على إنكارهم. وصرّح رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز بأن "لا وجود لأسلحة أسترالية فيما يحدث في غزة. هذا ليس صحيحاً". وبطبيعة الحال، فإن رئيس الوزراء يعلم أنّ هذه كذبة، كما تعلم ذلك الوزيرة بيني وونغ، ووزير الدفاع ريتشارد مارليس، والمؤسسة الدفاعية الأسترالية بأكملها. وعندما سُئلت وزيرة الخارجية بيني وونغ عن مبيعات أجزاء طائرات "إف-35" من قبل السيناتور شوبريدج في البرلمان، بدلاً من الإجابة عن السؤال بصدق (إما أنها لا تعرف أو أنها كانت على علم بأن أستراليا جزء من سلسلة توريد طائرات إف-35)، هاجمت شوبريدج بشدة لنشرها "معلومات مضللة" تمّ نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. 21 أيار 10:40 20 أيار 09:53 لكنّ المسؤولين الأستراليين يعتقدون أنّ بإمكانهم التهرّب من خداع الرأي العام وانتهاك القانون الدولي بالاختباء وراء ستار دخان المحاسبة. على سبيل المثال، تسمح وزارة الدفاع الأسترالية (DEFAT) ببيع مواد ذات استخدام مزدوج لـ "إسرائيل"، مثل البرمجيات وأجهزة الراديو والمواد الكيميائية ومنتجات الصلب المستخدمة في المركبات المدرّعة التابعة لـ "جيش" الدفاع الإسرائيلي. ولكنّ مبيعات أستراليا من أجزاء الأسلحة إلى "إسرائيل" لا تقتصر على طائرة "إف-35". وتشمل مكوّنات الأسلحة الأخرى محرّكات طائرات من دون طيار إسرائيلية من طراز "Thunder B" التي تصنّعها شركة "Currawong Engineering" في تسمانيا وأنظمة الإطلاق والتحكّم للصواريخ الموجّهة "Spike" الإسرائيلية التي تصنّعها شركة "Varley-Rafael Australia". وكُشف الآن أنّ صادرات أستراليا الفتّاكة إلى "إسرائيل" لا تشمل قطع الغيار فحسب، بل منظومات أسلحة كاملة. يُصنّع مدفع "R400" المضاد للطائرات المسيّرة من قِبل شركة Electro Optic Systems (EOS)، المُصنّعة للأسلحة عن بُعد ومقرّها كانبرا. ووصف موقع "EOS" الإلكتروني مدفع "R400" بأنه "منصة أسلحة عالية الدقة بقوة نيران مدفع من عيار 30 ملم"، قادرة على دعم أسلحة أخرى، مثل الرشاشات وقاذفات القنابل الآلية والصواريخ الموجّهة المضادة للدبابات. يُعدّ توريد نظام "R400" انتهاكاً واضحاً لالتزامات أستراليا بموجب معاهدة تجارة الأسلحة بشأن صادرات الأسلحة إلى "إسرائيل"، إلّا أنّ مُصنّعي الأسلحة يتحايلون على القانون بإرسال قطع الغيار إلى الولايات المتحدة للتجميع. وكما ذكرت قناة "ABC" فإنّه "يزعم مصدر في قطاع الدفاع أنّ المكوّنات الأسترالية الصنع أُرسلت أولاً إلى شركة EOS في الولايات المتحدة للتجميع، قبل شحنها إلى إسرائيل من دون موافقة تصدير أسترالية". إنها خدعة تستخدمها شركات أسترالية أخرى أيضاً. ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، فإنّ شركة "تاليس" الأسترالية، التي تُصنّع قذائف مدفعية من عيار 155 ملم، تُصدّرها أولاً إلى فرعها الأميركي، الذي يبيعها بدوره إلى "إسرائيل". في ظلّ الأدلة الدامغة على إرسال شركات التصنيع الأسترالية أسلحة إلى "إسرائيل"، يُصرّ السياسيون الأستراليون على إنكارهم. وصرّح رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز أن "لا وجود لأسلحة أسترالية فيما يحدث في غزة". وبطبيعة الحال، فإنّ رئيس الوزراء يعلم أنّ هذه كذبة، كما تعلم ذلك الوزيرة بيني وونغ، ووزير الدفاع ريتشارد مارليس، والمؤسسة الدفاعية الأسترالية بأكملها. في الواقع، هناك حرفياً آلاف السلع المصدّرة إلى "إسرائيل" التي تندرج تحت فئة الاستخدام المزدوج، وكثير منها له استخدامات عسكرية مميتة، كما كشفت قائمة من 90 صفحة للصادرات بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و29 آذار/مارس 2025، والتي تمّ إصدارها بموجب قانون حرية المعلومات إلى موقع "Declassified Australia". الأمر الأكثر غموضاً هو مذكّرة التفاهم التي وقّعتها أستراليا و"إسرائيل" عام 2017 بشأن "التعاون في قطاع الصناعات الدفاعية"، والتي ترفض وزارة الدفاع نشرها علناً. وقد رُفض طلب حرية المعلومات الذي قدّمه حزب الخُضر. وفي حين أنّ الولايات المتحدة هي أكبر مورّد للأسلحة إلى "إسرائيل"، والتي من دونها لا تستطيع مواصلة الحرب على غزة، فإنّ دولاً بما في ذلك أستراليا وكندا والدنمارك وإيطاليا وهولندا والنرويج والمملكة المتحدة لا تزال تؤدّي دوراً حاسماً في سلسلة التوريد التي تغذّي آلة الحرب الإسرائيلية. نقلته إلى العربية: بتول دياب.

"المونيتور": "إسرائيل" تسيء فهم سياسة ترامب في ولايته الثانية
"المونيتور": "إسرائيل" تسيء فهم سياسة ترامب في ولايته الثانية

الميادين

timeمنذ 4 ساعات

  • الميادين

"المونيتور": "إسرائيل" تسيء فهم سياسة ترامب في ولايته الثانية

موقع "المونيتور" الأميركي ينشر مقالاً للصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت، يتناول فيه الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتصاعد الضغوط الدولية والداخلية على الأخير لوقف الحرب. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: أفاد موقع "أكسيوس" يوم الإثنين أنّ فانس قرر عدم زيارة "إسرائيل"، في إشارة إلى تعقيد العلاقات بين إدارة ترامب الثانية والحكومة الإسرائيلية. فهل أعاد نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، النظر في خطته لزيارة "إسرائيل" بسبب هجومها على قطاع غزة؟ إذا كان الأمر كذلك، فإنّ لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سبباً إضافياً للقلق في ظل تصعيد إدارة ترامب للضغط على "إسرائيل". في الأسبوع الماضي، وصل المبعوثان الأميركيان، ستيف ويتكوف وآدم بوهلر، إلى القدس للاحتفال بإطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي، عيدان ألكسندر، الذي تم من دون تدخل إسرائيلي. وصرّح أحد مساعدي نتنياهو لموقع "المونيتور"، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأنه على الرغم من سعادة رئيس الوزراء بالإفراج، إلا أنه لم يشارك في الاحتفالات. وقال المساعد: "هذه الاحتفالات زائفة. نتنياهو لا يشارك فيها حقاً. إنه يعلم ما سيحدث قريباً. تبدو زيارة ويتكوف الحالية مشابهة جداً لزيارة 11 يناير". من الواضح أنّ زيارة ويتكوف لـ"إسرائيل" في 11 كانون الثاني/يناير، قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، جعلت نتنياهو يدرك أنّ إدارة ترامب الحالية ستكون مختلفة تماماً عن سابقتها. فرض ويتكوف نفسه على نتنياهو يوم السبت، يوم الراحة اليهودي، في محاولة عاجلة لإبرام هدنة. وذكرت صحيفة "هآرتس" بعد الزيارة أنّ ويتكوف، بسلوكه غير الدبلوماسي، أجبر نتنياهو عملياً على قبول اتفاق إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار الذي تقوده الولايات المتحدة. 21 أيار 08:47 20 أيار 14:20 وقال مساعد نتنياهو لموقع "المونيتور": "لم يكن الأميركيون يعرفون بعد ما الذي يُقحمون فيه بالضبط". وأضاف المصدر: "كان لدى ترامب بعض الصبر على ما يحدث. والآن نفد صبره". وأضاف: "سنكتشف في الأيام المقبلة مدى سخط ترامب على نتنياهو". كما تلوح في الأفق موجة دبلوماسية مع شركاء إسرائيليين آخرين. فقد أصدر ثلاثة من أهم حلفاء "إسرائيل"، بريطانيا وفرنسا وكندا، بياناً غير مسبوق يوم الإثنين أدانوا فيه "إسرائيل" على حملتها في غزة، متضمناً تهديدات باتخاذ "إجراءات ملموسة". حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، يوم الثلاثاء، من أنّ الاتحاد الأوروبي قد يُعيد النظر في اتفاقية الشراكة مع "إسرائيل"، بما في ذلك مناطق التجارة الحرة. كما أنّ اعتراف الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطينية مطروحٌ أيضاً، كذلك أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً. وأصدرت 22 دولة يوم الإثنين بياناً مشتركاً حثّت فيه "إسرائيل" على السماح فوراً باستئناف وصول المساعدات إلى قطاع غزة بالكامل. ويُبدي القادة الدوليون وقادة الرأي، الذين دعموا "إسرائيل" دعماً قاطعاً منذ مجزرة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، علامات إرهاق أو ندم متزايدة. في مواجهة ضغوط دولية، يحاول نتنياهو الحفاظ على بقاء ائتلافه اليميني، مع الحفاظ على استقرار "إسرائيل" دبلوماسياً. لكن الضغوط الخارجية تتزايد باستمرار. خلال زيارة ترامب للخليج الأسبوع الماضي، وجد نتنياهو نفسه مضطراً لإعادة فريق التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة لاستئناف المحادثات بوساطة مع حماس. ومرة ​​أخرى، لم يمنح نتنياهو الوفد تفويضاً واسعاً للتفاوض، ما أدى إلى تقويض المحادثات قبل بدئها. يوم الإثنين، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصدر أميركي لم تسمّه قوله: "ترامب يُخبر إسرائيل باستمرار: سنتخلى عنكم إذا لم تنهوا هذه الحرب". بعد ساعات قليلة، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصدر في إدارة ترامب قوله إنّ البيت الأبيض يدرس دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، الذي من المرجح أن ينافس نتنياهو في الانتخابات المقبلة، ليُظهر لنتنياهو أنّ صبر الرئيس بدأ ينفد. وقال مساعد نتنياهو: "الأمور تجري بوتيرة أسرع بكثير مما توقعنا. لقد أخطأنا في تقييمنا للإدارة الجديدة. لم نقرأ الخريطة، ولم نفهم أن هؤلاء أشخاص مختلفون تماماً عن أولئك الذين حاصروا ترامب في المرة السابقة". يتعين على نتنياهو الآن أن يقرر كيفية المضي قدماً في عملية "عربات جدعون"، التي من المتوقع أن يسيطر فيها "الجيش" الإسرائيلي على أجزاء كبيرة من غزة إلى أجل غير مسمى لمنع حماس من العودة إلى السلطة. وقد جرت بالفعل تعبئة خمس فرق، وهو عدد القوات نفسه تقريباً الذي جرى استدعاؤه في ذروة الحرب قبل أكثر من عام. وقد صرّح مصدر سياسي رفيع المستوى لموقع "المونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته قائلاً: "لقد جُرّ نتنياهو إلى تصعيد في غزة تحت ضغط من شريكيه في الائتلاف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وحتى الآن، قَبل أن يُجرّ إلى هذا لأنه كان يعلم أن بقاءه السياسي يعتمد عليه. لكن الآن، ومع تهديد الأميركيين بالتخلي عنه، أصبحت المعضلة أكثر وضوحاً". وتابع المصدر: "نتنياهو يخاف من بن غفير وسموتريتش، لكنه يخاف أيضاً من ترامب. السؤال هو: مِمَّن يخاف أكثر؟". نقلته إلى العربية: بتول دياب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store