logo
مع السفير القطري في الطابق ٢٤: ملايين وصيف ونعي

مع السفير القطري في الطابق ٢٤: ملايين وصيف ونعي

MTV٠٩-٠٥-٢٠٢٥

من على شرفة منزله في وسط بيروت، في الطابق ٢٤ المطلّ على جزءٍ من العاصمة وجبل لبنان بمختلف أقضيته، يتحدّث السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني بحماسةٍ عن البلد الذي وُلد فيه، تحديداً في عاليه، وكان يقيم فيه مع ذويه حين اندلعت الحرب، ذات نيسان قبل خمسين عاماً.
يعترف السفير القطري بأنّ زياراته داخل لبنان محدودة، لأسبابٍ أمنيّة، ومع ذلك هو عاشق لهذا البلد الذي بات يدرك التوازنات فيه، وتعقيداته التي لا تنتهي.
يكشف عن سلسلة اتفاقيّاتٍ تُجهَّز للتوقيع مع لبنان، على أكثر من صعيد. تنتظر الدوحة زيارةً تجد أنّها تأخّرت لرئيس الحكومة إلى قطر والدول الخليجيّة الأخرى. ويرى أنّ على لبنان الرسمي تلقّف الفرصة المتاحة أمامه للحصول على مساعداتٍ من قطر والسعوديّة والإمارات. كما يتحدّث بإعجابٍ كبيرٍ عن الرئيس جوزاف عون، وقد تعاون معه حين كان قائداً للجيش وساهم في تأمين مساعداتٍ للجيش اللبناني، بالتنسيق مع الجانب الأميركي، كاشفاً عن قرارٍ وافق عليه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد لقائه الرئيس عون على هامش القمّة العربيّة الأخيرة، برفع حجم المساعدة لكلّ عسكري لبناني من ١٠٠ إلى ٢٠٠ دولار شهريّاً، ما يجعل القيمة السنويّة ١٢٠ مليون دولار. كما يشير إلى وجود ضابطَي ارتباط قطريّين في لبنان يتولّيان التنسيق في الأمور العسكريّة.
ويبدو السفير القطري، الذي بدأ سيرته المهنيّة ضابطاً للطيران الحربي، كأنّه ينعي مهمّة اللجنة الخماسيّة التي "أدّت قسطها إلى العلاء" مع انتخاب رئيس ثمّ تشكيل حكومة.
أمّا في مسألة إعادة الإعمار، فيشدّد على أنّ قطر لن تقوم بمساهمة ماليّة إلا تحت المظلّة الدوليّة ولن تكرّر عمليّة إعادة الإعمار التي أعقبت حرب تموز في العام ٢٠٠٦. ويلفت إلى أنّ قطر أمّنت خيماً متنقّلة لإيواء النازحين إلى أن تُنجَز إعادة الإعمار، مكرّراً مسألة التنسيق في كلّ شاردة وواردة مع الجانب الأميركي.
ويبدو السفير القطري متفائلاً بصيف لبنان. يقول "القطريّون والسعوديّون والإماراتيّون والكويتيّون قادمون، ولكن الأهمّ هو الاستقرار الأمني، كي يستعيد هؤلاء ثقتهم بلبنان". ويروي أنّه اعتاد على "الأجواء اللبنانيّة"، وهو بات يسمع صوت الغارة الإسرائيليّة من دون أن يتأثّر، بل يكمل فنجان قهوته على شرفة منزله.
يعطي السفير القطري آراءه بالواقع اللبناني، ولكنّه يشدّد على أنّه لا يتدخّل في الشأن اللبناني، قبل أن يعبّر عن إعجابه بشخصيّاتٍ سياسيّة لبنانيّة، على رأسها سمير جعجع الذي أهداه السفير سجّادة إيرانيّة نادرة، كما يتعاطف مع سليمان فرنجيّة الذي خسر فرصة الرئاسة.
تطول لائحة المساعدات القطريّة للبنان، وغالبيّتها لا تعلن عنها قطر "لأنّنا لا نرغب بأن يظهر لبنان بمظهر المتسوّل، فهو بلدٌ غنيّ بكفاءاته المنتشرة بالملايين حول العالم". من هذه المساعدات تعليم أكثر من ٥٠٠ طالب لبناني خارج لبنان، وسيُضاعف هذا العدد قريباً. وشراء مليون جواز سفر لصالح لبنان، والإعداد لتوظيف ثلاثة آلاف لبناني من قطاع التعليم في قطر لمدّة ٣ سنوات، بالتعاون مع وزارة التربية، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ ١٨ مليون دولار لصالح برنامج "أمان" التابع لوزارة الشؤون الاجتماعيّة…
ينتهي اللقاء في منزل السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني. تشعر، بوضوح، بحجم الاهتمام القطري بلبنان وشعبه. تشعر بمحبّةٍ تخجلك. ونحن، ماذا فعلنا لبلدنا، والأهمّ ماذا فعلنا به؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فانس يهاجم سياسات واشنطن السابقة
فانس يهاجم سياسات واشنطن السابقة

IM Lebanon

timeمنذ 2 ساعات

  • IM Lebanon

فانس يهاجم سياسات واشنطن السابقة

هاجم جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سياسات واشنطن السابقة في الشرق الأوسط، معتبرًا أن محاولات بناء الديمقراطيات في المنطقة كانت فاشلة ومكلفة إلى حدٍّ صادم. وخلال خطاب ألقاه في الأكاديمية البحرية الأميركية، ونشره عبر حسابه الرسمي على منصة 'إكس'، قال فانس: 'بدلًا من تركيز طاقاتنا على مواجهة ظهور قوى منافسة مثل الصين، اختار زعماؤنا ملاحقة ما اعتقدوا أنه مهمة سهلة، بناء ديمقراطيات في الشرق الأوسط. لكن كما تبيّن، كانت المهمة شبه مستحيلة، وباهظة التكلفة، تجاوزت تريليون دولار، دفع ثمنها المواطن الأميركي'. وأشار فانس إلى أن جولة ترامب الأخيرة إلى السعودية وقطر والإمارات كانت أكثر من مجرد محادثات استثمارية، معتبرًا إياها 'نقطة تحوّل في السياسة الخارجية الأميركية'. وأضاف، 'الزيارة لم تكن فقط لتأمين تريليونات الدولارات في استثمارات لصالح بلادنا، بل شكلت مؤشرًا واضحًا على نهاية نهج قديم دام لأكثر من عقد، تمثل في المقايضة بين الحفاظ على التحالفات والتدخل في شؤون الدول الأخرى'. وأكد نائب الرئيس أن إدارة ترامب تتجه نحو استراتيجية قائمة على الواقعية وحماية المصالح الوطنية الأميركية الأساسية، وقال: 'لا مزيد من المهام غير المحددة، ولا مزيد من الصراعات المفتوحة. نحن نعود إلى سياسة خارجية تعكس مصالحنا أولًا'.

فانس يهاجم سياسات واشنطن السابقة
فانس يهاجم سياسات واشنطن السابقة

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 3 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

فانس يهاجم سياسات واشنطن السابقة

هاجم جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سياسات واشنطن السابقة في الشرق الأوسط، معتبرًا أن محاولات بناء الديمقراطيات في المنطقة كانت فاشلة ومكلفة إلى حدٍّ صادم. وخلال خطاب ألقاه في الأكاديمية البحرية الأميركية، ونشره عبر حسابه الرسمي على منصة 'إكس'، قال فانس: 'بدلًا من تركيز طاقاتنا على مواجهة ظهور قوى منافسة مثل الصين، اختار زعماؤنا ملاحقة ما اعتقدوا أنه مهمة سهلة، بناء ديمقراطيات في الشرق الأوسط. لكن كما تبيّن، كانت المهمة شبه مستحيلة، وباهظة التكلفة، تجاوزت تريليون دولار، دفع ثمنها المواطن الأميركي'. وأشار فانس إلى أن جولة ترامب الأخيرة إلى السعودية وقطر والإمارات كانت أكثر من مجرد محادثات استثمارية، معتبرًا إياها 'نقطة تحوّل في السياسة الخارجية الأميركية'. وأضاف، 'الزيارة لم تكن فقط لتأمين تريليونات الدولارات في استثمارات لصالح بلادنا، بل شكلت مؤشرًا واضحًا على نهاية نهج قديم دام لأكثر من عقد، تمثل في المقايضة بين الحفاظ على التحالفات والتدخل في شؤون الدول الأخرى'. وأكد نائب الرئيس أن إدارة ترامب تتجه نحو استراتيجية قائمة على الواقعية وحماية المصالح الوطنية الأميركية الأساسية، وقال: 'لا مزيد من المهام غير المحددة، ولا مزيد من الصراعات المفتوحة. نحن نعود إلى سياسة خارجية تعكس مصالحنا أولًا'. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

كبار حلفاء إسرائيل قد يقلبون الطاولة.. صحيفة تكشف المفاجأة
كبار حلفاء إسرائيل قد يقلبون الطاولة.. صحيفة تكشف المفاجأة

بيروت نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • بيروت نيوز

كبار حلفاء إسرائيل قد يقلبون الطاولة.. صحيفة تكشف المفاجأة

قالت صحيفة واشنطن بوست إن عددا من كبار حلفاء إسرائيل وشركائها التجاريين أعلنوا هذا الأسبوع أنهم سيعيدون النظر في الاتفاقيات التجارية معها، نظرا للأوضاع الإنسانية والأزمة الحادة في قطاع غزة. وأكدت بريطانيا أن الحصار الإسرائيلي على غزة والعملية البرية الجديدة سيعرقلان 'مباحثات متقدمة' بشأن اتفاقية تجارية جديدة معها، دون التأثير على اتفاقيتهما الحالية، كما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن الاتحاد، المكون من 27 دولة، سيجري مراجعة لاتفاقيته التجارية مع إسرائيل. ومع أن الآثار الكاملة لإعادة النظر في الاتفاقيات التجارية لا تزال غير واضحة، فإن الدول المعنية من أهم شركاء إسرائيل التجاريين، إذ تمثل نحو 31% من صادراتها العام الماضي و37% من وارداتها، وفقا لبيانات المكتب المركزي للإحصاء في البلاد. وقد نددت إسرائيل بهذه التحركات من قبل أوروبا، وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين إن تصريحات كالاس تعكس 'سوء فهم تاما للواقع المعقد الذي تواجهه إسرائيل'، وأبلغت السلطات الإسرائيلية الوكالات الإنسانية أنها قد ترسل 100 شاحنة يوميا إلى غزة هذا الأسبوع، بعد تجميد تام دام قرابة 3 أشهر. غير أن جماعات الإغاثة تقول إن هناك حاجة إلى مزيد، كما أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ذكر بأن نحو 500 شاحنة كانت تدخل غزة كل يوم عمل قبل الحرب، وحذرت الأمم المتحدة من أن القطاع بأكمله معرض لخطر المجاعة، خاصة أن بعض المرافق الطبية القليلة المتبقية شهدت زيادة في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. وذكّرت الصحيفة بأن أجهزة الكمبيوتر والمنتجات الإلكترونية والبصرية كانت أكبر فئة من صادرات إسرائيل العام الماضي، إذ مثّلت ما يقرب من 17 مليار دولار من إجمالي صادرات البلاد البالغة 60 مليار دولار، وفقا للمكتب المركزي للإحصاء. وحسب إدارة التجارة الخارجية الإسرائيلية، فإن الدوائر الإلكترونية المتكاملة كانت أكبر منتج صدرته إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي، في حين كانت 'بوليمرات البروبيلين وغيرها من الأوليفينات، بأشكالها الأولية'، هي أكبر الصادرات إلى المملكة المتحدة، تليها الفواكه الطازجة والمجففة. (الجزيرة نت)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store