
مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي : في مواجهة تحديات الاستقرار.. المغرب يدعو إلى ذكاء اصطناعي إفريقي أخلاقي
بمناسبة الاجتماع الوزاري رقم 1266 لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، الذي ترأسته المملكة لشهر مارس، تمحور موضوع هذا التجمع حول "الذكاء الاصطناعي وتأثيره على السلم والأمن والحكامة في إفريقيا". وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إلى "التعبئة والعمل الجماعي" لضمان أن تخدم هذه الأداة التكنولوجية للتنمية والسلام والأمن القاري، بدلا من أن تصبح مصدرا لعدم الاستقرار والمعلومات المضللة.
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في كلمة ألقاها عبر تقنية الاتصال المرئي أمام الاجتماع إنه "لا يمكن لمستقبل الذكاء الاصطناعي في إفريقيا أن يتجاهل الحاجة إلى بناء ذكاء اصطناعي إفريقي، من ق بل إفريقيا ولأجل إفريقيا. ينبغي أن يكون الذكاء الاصطناعي الذي ننشده أخلاقيا ومسؤولا ومتكيفا مع واقعنا".
وفي هذا الصدد، دعا بوريطة، إلى التعبئة والعمل الجماعي بغية جعل الذكاء الاصطناعي رافعة حقيقية للتنمية والسلم والأمن لفائدة الأفارقة والإفريقيات.
وسلط الوزير الضوء على التحديات والفرص التي يمثلها الذكاء الاصطناعي بالنسبة للقارة الإفريقية، موضحا أنه إذا كان الذكاء الاصطناعي أداة للتنمية والتقدم لفائدة الإنسانية، فإنه أيضا سلاح ذو حدين، لأنه إذا أسيء استخدامه، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الانقسامات وتغذية عدم الاستقرار ويشكل أداة تخريبية في يد الفاعلين من غير الدول.
وأكد أن الأرقام تتحدث عن نفسها، إذ ارتفعت نسبة مقاطع الفيديو المزيفة بـ900 في المائة منذ سنة 2019، وزادت الهجمات الإلكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي بين سنتي 2019 و2022 بنسبة 300 في المائة، واستخدمت 40 في المائة من الجماعات الإرهابية طائرات بدون طيار في هجماتها، بالإضافة إلى تأثر 47 بلدا جراء حملات التضليل خلال سنة 2023، ما أثر بشكل مباشر على عملياتها الديمقراطية.
وفي مواجهة هذه التحديات، شدد بوريطة على ضرورة أن تتموقع إفريقيا كفاعل رئيسي في الحكامة العالمية للذكاء الاصطناعي.
كما أشار الوزير إلى أن الذكاء الاصطناعي لا ينطوي على رهان مرتبط بالأمن والاستقرار فحسب، بل يشكل أيضا محركا مهما للنمو الاقتصادي، موضحا أنه بحلول سنة 2030، من المتوقع أن يضخ الذكاء الاصطناعي 15.700 مليار دولار في الاقتصاد العالمي، ويرفع الإنتاج الزراعي بنسبة تتراوح بين 10 و15 في المائة، وأن يسرع معدل نمو بعض البلدان بنسبة 40 في المائة.
وشدد السيد بوريطة على ضرورة تغلب إفريقيا على الثغرات الهيكلية من أجل الاستغلال الكامل لإمكانات الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن 60 في المائة من ساكنة إفريقيا لم تلج بعد إلى الإنترنت، وأقل من 2 في المائة من البيانات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي توجد في القارة، و1 في المائة فقط من المواهب العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي تتمركز في إفريقيا.
ولتجاوز هذه الإشكالات، اقترح المغرب سلسلة من التدابير الملموسة، لا سيما إحداث صندوق إفريقي للذكاء الاصطناعي، وإرساء استراتيجية إفريقية لجمع البيانات وتثمينها، وإطلاق برنامج مكثف للتكوين من أجل خلق نخبة إفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف بوريطة أن المملكة، الرائدة إفريقيا في مجال الذكاء الاصطناعي، باشرت بالفعل مبادرات هامة في هذا الشأن، منها استراتيجية "المغرب الرقمي 2030"، التي تهدف إلى تكوين 100 ألف موهبة سنويا، وإطلاق برنامج وطني لتعريف الأطفال بالذكاء الاصطناعي، قبل أسبوعين، دون إغفال أن المملكة تحتضن كذلك أول مركز إفريقي لليونيسكو مخصص للذكاء الاصطناعي (Ai Movement) ومقره الرباط.
كما دعا بوريطة، في كلمته، إلى عمل إفريقي منسق وملموس، مشددا على أن "التقاعس هو عدونا المشترك".
وفي هذا الصدد، اقترحت المملكة إضفاء الطابع المؤسساتي على شبكة إفريقية من المراكز الوطنية للذكاء الاصطناعي وإنشاء لجنة من الخبراء الأفارقة لمواكبة تنفيذ الاستراتيجية القارية.
وفي الأخير، جدد بوريطة تأكيد رغبة المغرب في العمل جنبا إلى جنب مع شركائه الأفارقة لجعل الذكاء الاصطناعي أداة للتنمية والاستقرار.
وخلص الوزير إلى أن "الذكاء الاصطناعي لن ينتظر حتى نكون مستعدين. فهو موجود بالفعل، ويعيد تشكيل ميزان القوى. والخيار بسيط؛ إما أن نتحد للتحكم في هذا التحول، أو سنعاني من العواقب".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يا بلادي
منذ ساعة واحدة
- يا بلادي
مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب على رأس أولويات رئيس نيجيريا
أكد السيناتور النيجيري جيموه إبراهيم أن الرئيس النيجيري بولا تينوبو يضع مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي تصل قيمته إلى 25 مليار دولار، على رأس أولوياته. جاء ذلك خلال الجلسة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي في الدار البيضاء يوم الأربعاء. وأشار إبراهيم إلى أن تينوبو يعكف على إعادة تقييم المبادرات المتعلقة بالبنية التحتية بهدف تسريع وتيرة إنجازها، مؤكدا أن المشروع سيخلق آلاف الوظائف، ويعزز التنمية الصناعية والرقمية، ويساهم في تحقيق مستقبل طاقي مستدام للدول المشاركة. يحظى مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا بدعم مالي مهم من دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب مساهمات من بنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الإسلامي للتنمية، وصندوق الأوبك. وقد منحت شركة جينجي ستيل الصينية عقد توريد المواد اللازمة لخط الأنابيب. تهدف هذه المبادرة إلى تنويع طرق تصدير الغاز، وتقليل حرقه، وتحسين المشهد الطاقي في المنطقة. كما أبدت الولايات المتحدة اهتمامها بالاستثمار في هذا المشروع الاستراتيجي. أكمل المغرب دراسات الجدوى والهندسة لخط الأنابيب الذي يمتد على طول 5,660 كيلومترا، مارا عبر 13 دولة أفريقية. ومن المتوقع أن تبدأ أولى شحنات الغاز في عام 2029. وتم تشكيل شراكة بين الرباط وأبوجا للإشراف على تنفيذ هذا المشروع الطموح.


كش 24
منذ ساعة واحدة
- كش 24
واشنطن تقبل طائرة قطر الفاخرة لخدمة ترامب
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية قبول طائرة "بوينغ" فاخرة من طراز 747 هدية من قطر، ووجهت بتجهيزها لخدمة الرئيس دونالد ترامب. وأفاد البنتاغون بأن وزير الدفاع بيت هيغسيث قبل الطائرة لاستخدامها طائرة رسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل إن وزارة الدفاع "ستعمل على ضمان مراعاة التدابير الأمنية المناسبة ومتطلبات المهام الوظيفية". وشكك خبراء قانون في إمكان قبول مثل هذه الهدية في سياق مجموعة القوانين المتعلقة بالهدايا المقدمة من الحكومات الأجنبية والتي تهدف إلى مكافحة الفساد والنفوذ غير المشروع، كما سعى منتمون للحزب الديمقراطي إلى عرقلة تسليمها. وقال تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ "اليوم يوم أسود في التاريخ: فقد قبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية رسميا أكبر رشوة من حكومة أجنبية في تاريخ أمريكا". وأضاف: "هذا الإجراء غير المسبوق وصمة عار في جبين الرئاسة، ولا يمكن أن يمر دون رد". وقللت قطر من شأن المخاوف التي أثيرت حول اتفاق هذه الطائرة في حين تجاهل ترامب المخاوف الأخلاقية ذات الصلة قائلا إنه سيكون من "الغباء" عدم قبولها. ويصل سعر الطائرة الجديدة من مثل هذا الطراز إلى 400 مليون دولار وفقا لقوائم الأسعار، لكن محللين لدى سيريوم قالوا إن سعر طائرة 747-8 مستعملة قد يصل لربع هذا المبلغ. وقال خبراء إن تحديث الطائرة الفاخرة التي يبلغ عمرها 13 عاما والتي قدمتها الأسرة الحاكمة في قطر سيتطلب تحسينات أمنية كبيرة وتعديلات بمنظومة الاتصالات بها لمنع التنصت عليها وإكسابها القدرة على التصدي لصواريخ قادمة، وهو ما قد يكلف مئات الملايين من الدولارات. وقال مسؤول القوات الجوية تروي مينك في جلسة استماع بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء "أي طائرة مدنية ستحتاج إلى تعديلات كبيرة… وسنحرص على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن الطائرة". وأضاف أن القوات الجوية تلقت توجيهات بالبدء في التخطيط لإجراء تعديلات على الطائرة. ولم يعلن البنتاغون عن تكلفة هذه التعديلات أو المدة التي تتطلبها. وقد تكون التكاليف كبيرة بالنظر إلى أن الكلفة الحالية لإنتاج بوينج طائرتين جديدتين لتكونا "إير فورس وان" تتجاوز خمسة مليارات دولار. وعلى مدى العقد الماضي واجه برنامج "إير فورس وان" تأخيرات متتالية، ومن المقرر تسليم طائرتين جديدتين 747-8 في 2027، أي بعد ثلاث سنوات من الموعد المحدد سابقا. وفازت "بوينغ" في 2018 بعقد قيمته 3.9 مليارات دولار لتصنيع الطائرتين لاستخدام الرئيس الأمريكي لكن التكاليف صارت أعلى. وقالت "بوينغ" إنها أنفقت 2.4 مليار دولار حتى الآن في هذا المشروع. وقام ترامب بجولة تفقدية لطائرة بوينج القطرية في فبراير شباط في مطار فلوريدا. وذكرت شبكة (سي.إن.إن) هذا الأسبوع أن إدارة ترامب تواصلت مع قطر أولا للاستفسار عن الحصول على طائرة بوينج 747 يمكن استخدامها كطائرة رئاسية، بينما يقول ترامب إن قطر تواصلت معه وعرضت عليه الطائرة "كهدية".


لكم
منذ 2 ساعات
- لكم
الخليج ودبلوماسية "ترامب" المالية
انطلقت اليوم 14-05-2025 أعمال القمة الخليجية – الأمريكية الخامسة في الرياض، بمشاركة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب و الرئيس السوري أحمد الشرع، وقادة دول مجلس التعاون الخليجى، و جدول أعمال القمة يبحث الخطوط العريضة لأمن المنطقة واستقرارها ،و الحرب الإسرائيلية على غزة وآليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، كما تناولت القمة الوضع الاقتصادي في المنطقة والعالم، والمفاوضات النووية الجارية بين واشنطن وطهران، بالإضافة إلى جهود إحلال السلام الإقليمي في ضوء التغييرات الجيوسياسية الأخيرة، بما في ذلك تراجع نفوذ ما يُعرف بـ'المحور الإيراني' في عدد من دول المنطقة.. أموال قارونية لكن جدول أعمال ترامب الواضح و الصريح دعم و إسناد الاقتصاد الأمريكي ، فالرجل إستطاع في ظرف قياسي حصد أموال قارونية ، فالرجل يدرك أن هذه المنطقة تمثل سوق مهم لإبرام صفقات السلاح الضخمة ، و مصدر لدفع الأموال الباردة و السهلة، التي تدفع في شكل استثمارات و هبات و أصول مقابل الحماية الأمريكية من الخطر الإيراني . فترامب في جولته الخليجية عينه على خزائن الخليج سيعود لبلده و في جعبته أكثر من 2 ترليون دولار !.فترامب وعائلته ومعارفه يبرمون صفقات مع دول الخليج، ظاهرها استثمار، وحقيقتها جزية مقابل حماية المناصب و المكاسب..و من لا يملك المال فوسيلة الأداء تتغير تبعا لمصلحة ' أبرهة الاشقر'، ترامب يقبل بالأخضر و اليابس يريد القواعد العسكرية والثروات الطبيعية و هي وسائل دفع تغني عن الكاش….لكن أسلوب ترامب قابل للتعديل و التكيف عندما يصطدم مع صمود وبسالة رجال اليمن و غزة ..!! فما تم الكشف عنه في هذه الجولة يذهب العقل ، فالسعودية أعلنت قبل مجيئه عن استثمارات جديدة في أمريكا بقيمة 600 مليار دولار(على امتداد أربع سنوات) و مثلها أعلنت الإمارات عن استثمارات بقيمة 1.4 تريليون دولار..أما قطر فقد أعلنت إهدائها الرئيس الأمريكي طائرة فخمة أشبه بقصر طائر ..هذا المعلن من الزيارة لكن ما خفي منها أكبر بكثير و الصفقات التي ستبرم ستكون خيالية و استفادة الولايات المتحدة منها أكثر بكثير من استفادة الدول الخليجية … حاسبة رمادية و ما يثير الانتباه في زيارة ترامب ، و خاصة عند لقائه بالشرع ظهر في الصورة آلة حاسبة رمادية على الطاولة ، فترامب يصلح لأن يكون مصرفي أو وزير مالية أو محاسب شركة ، الرجل يتقن سياسة الحلب و حصد الأموال ، فدبلوماسيته ذات نزعة تجارية صرفة، سياسة تحكمها المصلحة و الأرقام و لا مكان للمبادئ أو الأخلاق، سياسة تحترم الأقوياء و تطحن الضعفاء .. رهان خاطئ لا نعلم على وجه التحديد من الهدف الذي تسعى إليه السعودية و حلفاءها في الخليج ، فالرئيس 'ترامب' لم يعد مرحبا به في العديد من بلدان العالم، بل إن نسبة معارضيه داخل الولايات المتحدة تتسع بالتدريج، و هناك سيناريوهات داخل مؤسسات الحكم الأمريكية لإمكانية عزله من الحكم، صعود هذا الرجل للحكم في الولايات المتحدة كان تعبيرا عن رفض السياسات القائمة في الولايات المتحدة، ولم تكن نتاجا لجاذبية الرجل أو ذكاءه السياسي، فوجوده في كرسي الحكم لمدة حوالي 100 يوم جعلته يثير زوابع سياسية ودبلوماسية في الداخل و الخارج لم يثرها معظم رؤساء الولايات المتحدة منذ نشأتها… للأسف، من عادة الحكام العرب الجري ضد تيار مصالح شعوبهم و أمتهم، فعلها العرب مع 'بوش الابن'، و كانت النتيجة تدمير العراق و تشريد شعبه، و تقوية إيران وحلفاءها، وهاهم اليوم يكررون نفس الخطأ و يعتقدون أن تحالفهم مع هذا الرجل سيخدم مصالحهم.. والواقع أنهم واهمون و يموقعون أنفسهم في المكان الخطأ.. مصلحة الخليج مصالح السعودية وغيرها من بلدان الخليج هو خلق بيئة سلمية على امتداد الإقليم العربي و الإسلامي ، مصلحة السعودية وغيرها في تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي مع باقي البلدان العربية والإسلامية و مكافحة الفقر و التهميش، بدلا من إنفاق ملايير الدولارات من أموال هذه الشعوب المغلوب على أمرها ، من أجل تكديس أسلحة ، نعلم جميعا أنها لن تحقق الأمن للسعودية أو لغيرها..اللهم إنها إرضاء للسيد 'ترامب' و معونة للاقتصاد و الشعب الأمريكيين… إضاعة الفرص الحكام العرب مصابون بعمى يجعلهم لا يبصرون الوقائع و الأحداث، و لا يبصرون إلا أنفسهم ولا يسمعون إلا صوتهم، و هذا من ثمرات الاستبداد والفرعونية السياسية التي حكمت الشعوب العربية منذ مطلع القرن 20الى اليوم، هناك غياب تام لمفهوم المحاسبة والتقييم، فبدلا من السعي وراء منطق العسكرة و سفك الدماء و إهلاك الحرث والنسل، ألا يصح لحكام السعودية وحلفاءها، أن يقيموا انجازاتهم في اليمن و سوريا و العراق و غزة و السودان و ليبيا..؟ ألم يتم تدمير البنية التحتية للشعب اليمني، الذي من دون شك يحب السعودية وله كامل الاستعداد للدفاع عنها، لأنها تعني في وجدانه موطن النبي محمد صل الله عليه وسلم و موطن المقدسات الإسلامية. هذا الشعب العريق الذي تم تجويعه و تشريده وكان بالإمكان تغيير واقعه المؤلم بدل الاستعلاء عليه، فلو تم رصد ربع ما تم إنفاقه من أجل التنمية و البناء بدل القتل و التدمير لتمكنت السعودية بحق من تقزيم التمدد الإيراني باليمن ، لان الشعوب تتحالف مع الأصدقاء لا مع الغزاة.. التحدي الحقيقي إن الحق يعلو و لا يعلى عليه، فلو كانت القوة العسكرية قادرة على تحقيق المكاسب و الانتصارات النهائية ، لما تمكن الشعب الجزائري المقهور من طرد فرنسا من أراضيه بعد قرن من الاستيطان وهي القوة العظمى، ولما تمكن الشعب الفيتنامي من الانتصار على الغزو الأمريكي وهي القوة التي تحمي حكام الخليج ..و لا تمكن غزة و مقاومتها الباسلة من تركيع الكيان الصهيوني و حلفائه، و لا تمكنت اليمن من فرض إتفاق لوقف إطلاق النار على أمريكا و فرضت على أبرهة الأشقر الاعتراف بشجاعة و صلابة رجال اليمن … التحدي الحقيقي الذي يواجه السعودية وحلفاءها من الخليج والعالم العربي، هو الاعتراف بالواقع البئيس الذي تمر به المنطقة، وان هذا الواقع هو نتاج للاستبداد وتغييب إرادة الشعوب، ومن تمت التخلي عن شعارات الحرب الطائفية و البحث عن القواسم المشتركة بين الشعوب و الدول و ما أكثرها .. وبدلا من إنفاق الملايير في تكديس الأسلحة وطلب الحماية الأمريكية، نتمنى تفعيل التعاون الإقليمي و احترام قواعد الجوار، و الاستفادة من الدرس الكوري الجنوبي و الياباني الذي فضل منطق التقارب مع الجار الكوري الشمالي، بدل الخضوع للنزعة العسكرية الأمريكية.. إن السعودية بما لها من قوة صلبة وناعمة، تستطيع أن تقود العالم العربي و الإسلامي، إن أعلت مصلحة شعبها و أمتها، بدلا من تدمير نفسها بالتحالف مع رئيس عنصري لا يكن للإسلام و أهله إلا الكره و الاحتقار ، فكيف للعقل أن يقبل بأن تكون السعودية حامية للإسلام وهي تستقبل أحد أكبر أعدائه..؟ و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون ..