بنكيران يقسم المقسم ويقول لا لـ"المصالحة"
هبة بريس – الرباط
لم يعد خافيا على أحد رغم التبريرات، أن العدالة والتنمية فقد نصف عدد أعضائه برقم بلغ 20 ألف مغادر لسفينته الجانحة وسط موج الخلافات المتلاطم. وقد عادت رياح الهزيمة النكراء التي هوَت بالحزب من 125 مقعدا في انتخابات 2016 التشريعية إلى 13 مقعدا في نظيرتها لسنة 2021، ببنكيران إلى قيادة دفة المصباح المتشظي والمثقل بالأخطاء المتراكمة بعد تدبيره الحكومي المرتبك.
ومَن يتأمل اليوم منظر 'شيخ زاوية البيجيدي' بتعبير زميله السابق مصطفى الرميد، وهو يغدق من الدعاء الصالح على المتبرعين من حزبه لتنظيم المؤتمر الوطني التاسع، يدرك تمام الإدراك أن الرجل السبعيني طامع لا محالة في ولاية رابعة على رأس التنظيم الإخواني، لينتقم فيها لبلوكاج 2016 وسقطته المدوية 2021، رغم دفع صاحبيه الأزمي وبووانو بكون المؤتمر سيد نفسه، وألاّ أحد في الحزب يرشح نفسه وإنما المؤتمرون هم من يرشحون ويختارون.
القناعة التي تكونت لدى أغلبية المتتبعين للشأن الحزبي اليوم، هي أن بنكيران عائد لا مناص إلى الأمانة العامة للبيجيدي في ولاية رابعة، والمتوقع من هذه العودة هو أنها بخلاف ما يسوقه الرجل وحواريوه من كون الحزب بدأ يتعافى وعظمه يتجبر، ستكرس الانقسامات والخلافات المؤثر في سيكولوجية الأعضاء، بين موالٍ للفقيه ومختلفٍ مع سطوته المطلقة على حزب 'المصباح'.
فبدل العمل على إنقاذ الحزب والدخول في حوار داخلي يحدد المسؤوليات والعوامل الذاتية والخارجية في الهزيمة لتجاوز أخطاء الماضي، كما تُطالب بذلك العديد من قواعده، اختار بنكيران الانفراد بالأمور والهيمنة على الحزب، وقال صراحة لا لـ'المصالحة' التي نادى بها عقلاء الحزب، وتردد صداها في نقاشات داخلية للحزب وخارجية بمسوغ عدم رهن جيل من الحزب في نقاشات لا تنتهي.
نحن اليوم أمام مؤتمر حزب قاد الحكومة لمدة عشر سنوات في ظل ظرفية خاصة، وشهد خلافات داخلية وانقسامات غير مسبوقة منذ أن أصبح يحمل اسم 'العدالة والتنمية'، حزب خرقت هزيمته الانتخابية قواعد الهزائم الانتخابية المعروفة في العالم، حزب أمام اختبار صعب يتصل بمدى قدرته على العودة وقد هيمن عليه زعيم يكرس تقسيم المقسم وإعادة إنتاج المستهلك، في مشهد يبرز إرهاق الحزب الذي لا تخطئه العين. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 41 دقائق
- هبة بريس
تزوير جديد للتاريخ.. الجزائر تدّعي خوض معركة وقعت قبل ولادتها في 1962
هبة بريس في خطوة تكشف عن حجم الهوس المرضي الذي يعانيه النظام العسكري الجزائري في محاولته صناعة تاريخ وهمي من العدم، نشرت وزارة الدفاع الجزائرية على موقعها الرسمي وثيقة تتحدث عن 'تاريخ الجيش الوطني الشعبي الجزائري'، تزعم فيها دون حياء أن هذا الجيش المزعوم شارك في معركة زاما سنة 202 قبل الميلاد، أي قبل أكثر من ألفي عام من نشأة كيان اسمه 'الجزائر' أصلاً. صناع البروباغندا الجزائرية هذا العبث بالتاريخ، والذي لا يمكن تفسيره إلا كعرض من أعراض فقدان البوصلة الهوياتية، يجسد الوجه الحقيقي لنظام لم يَبنِ دولة بل بنى وهماً، ويحاول يائساً ملء فراغه التاريخي والرمزي بسرقة تراث الغير وتزييف الوقائع. ففي الوثيقة 'التعريفية' التي لا تمت للتعريف بصلة، تجرّأ صناع البروباغندا الجزائرية على ادعاء أن الجيش الجزائري شارك في الحرب البونية الثانية، وتحديداً في معركة زاما إلى جانب الملك ماسينيسا، متغافلين أن لا وجود لشيء اسمه 'الجيش الجزائري' ولا حتى 'الجزائر' نفسها في تلك الحقبة. الحقيقة التاريخية الموثقة تؤكد أن معركة زاما كانت بين القائد القرطاجي حنبعل والجنرال الروماني سكيبيو، وكان ماسينيسا حينها مجرد حليف للرومان، لا يمت بأي صلة لكيان أو جيش جزائري خيالي. لكن يبدو أن النظام الجزائري الذي أُسّس عام 1962، لا يطيق الاعتراف بأنه وليد اتفاق دولي (إيفيان) وليس امتدادًا لحضارة أو مشروع وطني مستقل. الخرافة الرسمية هذه الخرافة الرسمية ليست سوى انعكاس لانعدام الثقة بالنفس الذي يُمزق نخاع النظام الحاكم، ودليل قاطع على عقدة النقص التاريخية التي تدفعه إلى صناعة تاريخ مزور على مقاس دولة لم تكن. فالتزوير هنا ليس مجرد خطأ، بل سياسة ممنهجة، تحركها غريزة بقاء نظام فاقد للشرعية الشعبية، ومقطوع الجذور عن أي عمق حضاري حقيقي. إننا أمام نظام يعيش حالة إنكار وجودي، يحاول أن يغطي على فشله المتراكم داخليًا وعزلته خارجيًا، باختلاق بطولات تاريخية زائفة، لا تختلف في مضمونها عن القصص الأسطورية، لكنها في حقيقتها مجرد دليل إضافي على الانهيار الأخلاقي والفكري لمؤسسات دولة بنيت على الوهم.


هبة بريس
منذ 3 ساعات
- هبة بريس
ترامب معلقا عن حادث واشنطن: "لا مكان للكراهية والتطرف في أمريكا"
هبة بريس – وكالات في أول تعليق على الهجوم الذي أسفر عن مقتل موظفين اثنين بالسفارة الإسرائيلية في إطلاق نار قرب المتحف اليهودي في واشنطن، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تعازيه لأسرتي الضحيتين. وقال ترامب في منشور على 'تروث سوشيال': 'هذه الجرائم المروعة في واشنطن والتي من الواضح أنها مدفوعة بمعاداة السامية، يجب أن تتوقف، الآن!'. وأضاف: 'لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة الأميركية'. واختتم منشوره بالقول: 'أقدم أحر التعازي لعائلات الضحايا. من المحزن جدا أن تحدث مثل هذه الأمور'. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة


هبة بريس
منذ 4 ساعات
- هبة بريس
المنفذ هتف "فلسطين حرة" وأطلق النار.. مقتل موظفيْن بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن
هبة بريس – وكالات أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بالقرب من المتحف اليهودي في واشنطن العاصمة، الأربعاء بالتوقيت المحلي. وتعرض الموظفان، وهما رجل وامرأة، لإطلاق نار ولقيا حتفهما في منطقة قريبة من المتحف. وكان المتحف يستضيف في ذلك الوقت حفل استقبال الدبلوماسيين الشباب الذي تنظمه اللجنة الأمريكية اليهودية. وقالت شرطة واشنطن، إن المشتبه به في تنفيذ إطلاق النار، هو إلياس رودريغيز ويبلغ من العمر 30 عاما، مشيرة إلى أنه لم يكن معروفا لديها سابقا. وبيّنت الشرطة أنها لم تتلق أي معلومات استخباراتية عن تهديد إرهابي أو جريمة كراهية محتملة قبل إطلاق النار. من جهته، قال قائد الشرطة في واشنطن، إن المشتبه به هتف بعد اعتقاله: 'فلسطين حرة'. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة