
تحديات «السلام بالقوة»!
القوة في قاموس ترمب ليس بالضرورة أن تكون خيار الحرب، ولكن المزيد من الضغط السياسي والاقتصادي، وشرعنته بغطاء أخلاقي وسامٍ وهو السلام؛ وصولاً إلى أهداف أكثر تعبيراً عن المواقف الأمريكية في هذه المرحلة، وتحديداً في الجلوس على طاولة المفاوضات تحت الضغط، وربما الإذعان في قبول إملاءات التسوية.
خيار السلام بالقوة الذي يمارسه ترمب اليوم بين روسيا وأوكرانيا، وإسرائيل وحماس، وأيضاً بين إيران وإسرائيل، وما يسعى إليه في حربه الاقتصادية مع الصين؛ ليس بالضرورة أن يتحقّق بالمنهجية ذاتها، التي نجح فيها الرئيس ريغان؛ حينما واجه الاتحاد السوفيتي في حرب باردة طويلة، وانتهت بانتصاره، أو على الأقل الاستفادة من أخطاء السياسة الإصلاحية الراديكالية للزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، ومن ثم التفاوض معه تحت الضغط، والوصول إلى حل سلمي للصراع الذي استمر لأربعة عقود.
التحدي اليوم، الذي يواجه ترمب لتحقيق السلام بالقوة، هو أن الطرف الذي يريد التفاوض معه لم يعد وحيداً كما كان الاتحاد السوفيتي سابقاً، وإنما تحول هذا الطرف إلى كتلة من الأطراف المتحالفة فيما بينها، فروسيا والصين وكوريا الشمالية وحتى إيران يشكّلون اليوم تجمعاً مضاداً لفكرة السلام بالقوة، وفي المقابل أيضاً التكتل الأوروبي مع أوكرانيا الذي لا يرى الفكرة الأمريكية ممكنة من دون انحياز أمريكي لأوروبا، وخصوصاً بعد الاجتماع الأخير لقادة النيتو، وما أسفر عنه قبل أيام من دعم أمريكي لأوكرانيا بصواريخ الباتريوت، والتمهيد لذلك بحملة مضادة تجاه الرئيس فلاديمير بوتين.
تحدٍّ آخر في المفاوضات الجارية حالياً لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، حيث بات واضحاً أن السلام بالقوة وإن كان مطروحاً على الطاولة، لكنه يبقى مؤقتاً، وليس كافياً لتحقيق طموح التكتل العربي والأوروبي بحل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة جنباً إلى جنب مع إسرائيل؛ لتنعم المنطقة بسلام شامل وعادل ينهي حقبة طويلة ومريرة من الصراع.
صحيح الرئيس الأمريكي قادر على تحقيق السلام العالمي، ولكن لم تعد فكرة السلام بالقوة كافية لوحدها لمواجهة تكتلات دولية لديها مصالح وأجندات من تحقيق السلام؛ فالمنهجية الأمريكية تحتاج إلى تحديث، فما تحقق في العصر الروماني من السلام بالقوة، وما تحقق أيضاً في عهد الرئيس ريغان، ليس بالضرورة أن يتحقق بالطريقة ذاتها أمام دول أخرى متكتلة لمصالحها، وتملك الحق أيضاً في طرح مشروعها لتحقيق السلام بالقوة، وهو صراع يحتاج إلى تنازلات، أو على الأقل صياغة رؤية جديدة من المصالح المشتركة، وهو ما يطرحه الأوروبيون اليوم، وينتظرون تفاصيل الرد الأمريكي عليه، وربما تتضح تلك الرؤية خلال زيارة ترمب المرتقبة إلى بريطانيا في منتصف سبتمبر المقبل.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 13 دقائق
- الشرق الأوسط
المفوضية الأوروبية نحو تعليق مشاركة إسرائيل في الأبحاث بسبب غزة
اقترحت المفوضية الأوروبية يوم الاثنين، تعليق مشاركة إسرائيل في أجزاء من برنامج تمويل الأبحاث «هورايزون أوروبا»، وذلك بسبب تدهور أوضاع الفلسطينيين في قطاع غزة. وقالت المفوضية في بيان يوم الاثنين «بينما أعلنت إسرائيل وقفا إنسانيا يوميا للقتال في غزة والتزمت ببعض تعهداتها بموجب التفاهم المشترك بشأن المساعدات والوصول الإنساني، لا يزال الوضع خطيرا». وسيؤثر القرار إذا تم تنفيذه، على مشاركة إسرائيل في مسرع مجلس الابتكار الأوروبي . ويندرج هذا البرنامج تحت برنامج «هورايزون أوروبا» ويمول الشركات الناشئة والصغيرة التي تطور تكنولوجيا ذات استخدام مزدوج مثل الأمن السيبراني والطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي. ولن تتأثر الجامعات الإسرائيلية والباحثون المشاركون في مشاريع التعاون ضمن برنامج «هورايزون أوروبا» بالقرار. واستندت المفوضية الأوروبية إلى نتائج حديثة صادرة عن مدققي الحسابات في الاتحاد الأوروبي، خلصت إلى أن تصرفات إسرائيل في غزة تنتهك مبدأ احترام حقوق الإنسان، وهو أحد الشروط الأساسية في اتفاقية الشراكة التي دخلت حيز التنفيذ عام 2000، والتي تشكل أساس التعاون السياسي والاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. واتهم البيان إسرائيل بشكل خاص بتقييد إيصال المساعدات الإنسانية بشدة لنحو مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة المحاصر خلال الأشهر الأخيرة. ولا يتطلب المقترح موافقة بالإجماع من جميع دول الاتحاد الأوروبي، إذ يكفي الحصول على «أغلبية مؤهلة» أي موافقة 15 دولة من أصل 27 تمثل ما لا يقل عن 65% من سكان الاتحاد لاعتماد الإجراء. ومن المقرر أن يناقش سفراء الاتحاد الأوروبي المقترح في بروكسل يوم الثلاثاء، لتحديد كيفية المضي قدما. وسارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إدانة التوصية، ووصفتها بأنها «خاطئة ومؤسفة وغير مبررة»، وحذرت من أن فرض عقوبات على إسرائيل في الوقت الذي تخوض فيه حربا ضد حركة حماس «لن يؤدي إلا إلى تقوية» الجماعة المسلحة. وأكدت إسرائيل أنها ستعمل على منع اعتماد هذا الإجراء. وكانت عدة دول في الاتحاد الأوروبي، من بينها ألمانيا والنمسا والمجر وجمهورية التشيك، قد أعربت مرارا عن معارضتها لفرض عقوبات على إسرائيل.


الوئام
منذ 13 دقائق
- الوئام
ترمب: رفضت دعوة لزيارة جزيرة إبستين وقطعت علاقتي به مبكرًا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الإثنين، إنه رفض دعوة لزيارة جزيرة جيفري إبستين الخاصة، واصفًا قراره آنذاك بأنه 'لحظة حُسن تقدير'، في محاولة جديدة للنأي بنفسه عن الجدل الدائر بشأن علاقته السابقة بالممول المدان، والذي واجه اتهامات بالاتجار الجنسي قبل وفاته في 2019. وفي تصريحاته للصحفيين التي نقلتها رويترز خلال زيارة إلى إسكتلندا، شدد ترمب على أنه لم يسبق له أن زار جزيرة 'ليتل سانت جيمس' الواقعة في جزر العذراء الأميركية، والتي استخدمها إبستين لاستضافة شخصيات بارزة من مجالات السياسة والمال والترفيه، واتُّهم باستغلالها في جرائم استغلال جنسي لفتيات قاصرات. وأوضح ترمب أن علاقته بإبستين تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، لكنها انتهت حين حاول إبستين – على حد قوله – استقطاب موظفين يعملون لدى ترمب، ما دفعه إلى منعه من دخول ممتلكاته. وقال: 'لقد استأجر بعض العاملين لديّ، فقلت له لا تفعل ذلك مجددًا… فعلها مرة أخرى، فطردته واعتبرته شخصًا غير مرغوب فيه'. وكان ستيفن تشيونغ، مدير الاتصالات في البيت الأبيض، قد صرّح الأسبوع الماضي بأن ترمب أنهى علاقته بإبستين لأنه 'كان شخصًا مريبًا'، على حد وصفه. وتتزايد الضغوط على إدارة ترمب من جانب مؤيديه ومعارضيه، للمطالبة بنشر المزيد من المعلومات حول تعامل وزارة العدل مع قضية إبستين، خصوصًا بعد قرارها الأخير بإغلاق التحقيقات دون نشر قائمة العملاء المحتملين، أو تقديم أي أدلة جديدة بشأن ملابسات وفاته، وهو ما أثار غضب قطاعات من الرأي العام الأميركي التي تشتبه بوجود تستّر على تورط شخصيات نافذة. ورغم أن سجلات الرحلات الجوية تُظهر أن ترمب سافر مع إبستين ست مرات بين عامي 1991 و2005، فإنه لم يزر الجزيرة الخاصة، ولم تُوجَّه إليه أي اتهامات حتى الآن. وقد وصف ترمب القضية مجددًا بأنها 'خدعة ضخّمتها وسائل الإعلام'، مضيفًا أن الديمقراطيين لو كانوا يمتلكون أدلة ضده لاستخدموها خلال حملاتهم الانتخابية السابقة.


الشرق الأوسط
منذ 13 دقائق
- الشرق الأوسط
ترمب يلوح بقصف إيران مجدداً إذا عادت للتخصيب
وجّه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تحذيرين متتاليين لإيران خلال أقل من 24 ساعة، ملوحاً بشن ضربات إضافية ضد منشآتها النووية إذا استمرت في أنشطة تخصيب اليورانيوم. وخلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أمس في اسكوتلندا، قال ترمب: «إيران تبعث بإشارات سيئة، وأي محاولة لإعادة تشغيل برنامج التخصيب ستُسحق فوراً. لقد دمرنا قدراتها النووية، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا اقتضى الأمر». وفي تحذير مماثل، قال ترمب، الأحد، خلال لقائه رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنه لن يسمح بأي اتفاق يجيز لإيران تخصيب اليورانيوم على أراضيها. في المقابل، شدد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال تسلمه أوراق السفير الفرنسي الجديد، على أن بلاده «لا تسعى إلى الحرب، ومستعدة للحوار»، لكنه أضاف أن الرد على أي عدوان محتمل سيكون «صارماً وحاسماً».