
عبدالعزيز حمادة.. قاضي الكويت ومعلمها وإمام جوامعها
وكانت الأسرة قد قدمت إلى الكويت من الأحساء في أواخر القرن الثامن عشر بقيادة مؤسسها «راشد بن نهابة» (توفي سنة 1826) الذي تزوج لاحقاً من الكويتية حصة بنت محمد بن قطوان، وأنجب منها محمد وخليفة وسلطانة وعائشة.
عمل قاسم حمادة مع أبيه محمد وأخيه راشد في دكان يملكونه على ساحل البحر لبيع بعض السلع، وكانوا في الوقت نفسه يتاجرون باللؤلؤ.
وحينما أسس والده وعمه «مدرسة حمادة» داخل منزل الأسرة بالحي القبلي التحق بها فدرس فيها القراءة والكتابة والقرآن الكريم ومبادئ الحساب التي يحتاجها البحارة والمشتغلون في تجارة اللؤلؤ.
إلى ذلك أضاف الكثير من المعارف إلى ما تعلمه من والده من آيات قرآنية وأحاديث نبوية، وذلك عن طريق حضور مجالس العلم والأدب في الكويت مثل (مجلس الملا حسني التركيت) الذي كان يعقد عصر كل جمعة، ناهيك عن حضور الحلقات التي كان يديرها العالم البحريني الشيخ جمعة الجودر في مسجد الملا صالح بشارع فهد السالم، فتعلم على يديه الفقه المالكي، وتعلم اللغة العربية وألفية ابن مالك وشرح ابن عقيل على يد المرحوم الشيخ عبدالله العدساني الشافعي الكويتي، وتعلم أصول الدين وعلوم الفقه من خلال مخالطته للشيخين عبدالله الدحيان ويوسف بن حمود المالكي.
كما كان حمادة حريصاً على حضور مجلس الشيخ محمد الجنيدل في ديوانية الأخير بمنطقة القبلة للالتقاء بطلبة العلم المعاصرين له من أمثال (الشاعر سعود الزيد ومحمد المطر وسيد يعقوب الطبطبائي والملا علي الصقلاوي).
لاحظ صاحبنا وقتذاك أن الحياة ومتطلباتها تتغير، فأقدم على إدخال مقررات إضافية جديدة في مدرسته مثل مبادئ الفقه وتفسير القرآن والنسخ التجاري، وصولاً إلى اللغة الإنجليزية فيما بعد، واستعان بعدد من المدرسين الجدد مثل أخيه علي حمادة والشيخ عطية الأثري والملا سعود الصقر والملا محمد صالح بن الشيخ أحمد الفارس وعبدالله العبيد وغيرهم من معلمي تلك الفترة.
كما حرص أن تكون الدراسة في مدرسته على فترتين صباحية ومسائية مع تعطيل أعمالها مساء الاثنين ومساء الخميس ومساء الجمعة من كل أسبوع، مبقياً على الصفة التي تميزت بها منذ تأسيسها وهي توفير الترفيه لطلبتها من خلال تنظيم رحلات برية سنوية في فصل الربيع.
واستمر الحال على ذلك إلى عام 1936 حينما تسلم إدارة المدرسة يوسف حمادة، الذي أدخل الطاولات والمقاعد إلى المدرسة بديلاً لافتراش الطلبة الأرض.
هذا علماً بأن عدد طلبة المدرسة وصل إلى نحو 200 طالب وقت إغلاقها نهائياً سنة 1950 حينما كانت تتخذ من ديوان الشيخ دعيج السلمان الصباح مقراً لها، طبقاً للباحث الكويتي في التراث الشعبي الأستاذ محمد جمال.
ففي ديسمبر 1953 سافر لأول مرة إلى القاهرة بصحبة الشيخ عبدالوهاب الفارس، ثم تكررت رحلاته إلى مصر خلال العطل الصيفية، فالتقى هناك بكوكبة من علماء الأزهر، كان من بينهم الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت الذي أهداه أحد كتبه في مارس من عام 1960.
وفي عام 1947 تم افتتاح «المعهد الديني» في الكويت، والذي كان حمادة من ضمن مؤسسيه، فتولى تدريس الفقه المالكي فيه.
ووقف خلف اقتراح تأسيس دائرة للأوقاف لحفظ أموال اليتامى واستثمارها، وهي الدائرة التي تم تأسيسها بالفعل في عام 1948 وعيّن على رأسها خالد اليوسف المطوع، بينما شغل حمادة فيها منصب عضو مجلس الأوقاف منذ منتصف الخمسينيات إلى أواخر حياته، علماً بأن دائرة الأوقاف هذه أقامت لحمادة غرفة خاصة في «مسجد السوق» ليقضي بها ساعات ما بين صلاتي العصر والعشاء من أجل استقبال المواطنين والرد على أسئلتهم واستفساراتهم الدينية والاجتماعية.
كما أنه قام بتأسيس نادٍ للمعلم في سنة 1951، وهو نواة نادي المعلمين الحالي، وقدم برامج دينية من خلال إذاعة الكويت بعد انطلاق بثها في مايو 1951.
وخير دليل على ذلك ما حدث في الثلاثين من نوفمبر سنة 1942 حينما جاء أخوان إلى المحكمة الشرعية طالبين منه أن يسجل لهما إقراراً شرعياً بتأسيس شركة بينهما، ففعل لهما المطلوب وفق مذهبهما (مذهب الإمام أحمد بن حنبل) وليس وفق مذهبه المالكي، حيث أملى على كاتبه النص التالي: «.. وقد عقدا هذه الشركة الصحيحة الشرعية التي هي من العقود الجائزة والمعتبرة في مذهب إمامهما أحمد بن حنبل رحمه الله».
وبعد وفاته كرّمت دولة الكويت أسرة حمادة ممثلة في القاضي والمربي ومؤسس المعهد الديني الشيخ عبدالعزيز قاسم حمادة بإطلاق اسمه على مدرسة ابتدائية للبنين بمنطقة العارضية من محافظة الفروانية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 6 ساعات
- الإمارات اليوم
«الرمسة» الإماراتية.. مخزون الذاكرة في ضيافة «الأرشيف»
أكّدت مستشارة البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، الدكتورة عائشة بالخير، أن الرمسة تُعدّ جزءاً من التراث الذي يعكس قيم المجتمع وعاداته، مشددة خلال محاضرة بعنوان «الرمسة.. مخزون الهوية والذاكرة»، نظّمها الأرشيف ضمن موسمه الثقافي، على ضرورة الاهتمام بها والمحافظة عليها. وأوضحت أن الرمسة في معجم «لسان العرب» هي الحديث الخافت، والرمسات هي الأقاويل، والرامس هو المتحدث، وكشفت عن استعمالات الرمسة بشكل مباشر وكمصطلح اجتماعي بين أبناء المجتمع الإماراتي. وحفلت المحاضرة - التي نُظّمت في قاعة ليوا بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية - بالرمسات المستخدمة في الملاطفات والاتصال الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وأهم الجمل التي ترسخت في الموروث الثقافي والمجتمعي، مثل: «لا تشلون هم»، إلى جانب الكثير من العادات والتقاليد التي تتعلق بالرمسة الإماراتية والتورية أو التشفير المستخدم بين أبناء المجتمع في كلمات وجمل ترمز إلى معانٍ ليست مباشرة، وتركزت في الردود والأجوبة الصحيحة في الكثير من المناسبات، كالتهاني بالعيد والزواج، والنجاح والاعتذار، والشكر. وأوضحت أن مفردات الرمسة يكتسبها الإنسان من أمه وبيئته، ومن زملائه ومما يسمعه من الشعر والأقوال المأثورة والأمثال، وتحولت بعد ذلك إلى الكلمات والجمل الدخيلة على اللهجة الإماراتية، لافتة إلى أهمية وزن الكلمة قبل النطق بها، ومعرفة أبعادها، فلكل مقام مقال. واستشهدت المحاضرة ببعض أبيات الشعر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كاشفة عن الإبداع والذوق الرفيع في اختيار كلمات ذات جذور ومعانٍ متأصلة في اللغة العربية الفصيحة، وبعض المعاني والألفاظ واللغة العالية التي استخدمت في تلك الأشعار التي حملت المشاعر الرقيقة مع الحكمة. وتطرقت الدكتورة عائشة إلى الشعر ودوره في الحديث، واستحضرت عدداً من الأمثال الشعبية، وبعض المصطلحات والألفاظ التي كانت مألوفة في مجتمعات الإمارات، وحثت على أهمية الحفاظ على الرمسة الإماراتية، واستدامة الحفاظ على الموروث الثقافي ونقله إلى الأجيال، فهو رسالة تدعو إلى الفخر والاعتزاز. • المحاضرة حفلت بالرمسات المستخدمة في الملاطفات والاتصال بين أفراد المجتمع.


الإمارات اليوم
منذ 6 ساعات
- الإمارات اليوم
سيارات «دبي الخيرية» تُوزّع المرطبات على العمال
أطلقت جمعية دبي الخيرية سياراتها المجهزة لتجوب شوارع إمارة دبي، بهدف توزيع المياه الباردة والعصائر والمثلجات والوجبات الخفيفة (الكيك) مجاناً على الأفراد والتجمعات العمالية، في إطار حملتها الصيفية «نسمة خير في حر الصيف»، من أجل تخفيف المخاطر الصحية مثل الجفاف والإجهاد الحراري المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في أرجاء الإمارة خلال أشهر الصيف. وقال المدير التنفيذي للجمعية، أحمد السويدي: «تهدف هذه المبادرة إلى توفير الترطيب الضروري لشريحة أساسية من مجتمعنا، هي أولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم تحت أشعة الشمس الملتهبة ودرجات الحرارة المرتفعة، مُساهمين بجهودهم في دفع عجلة التنمية والارتقاء بإمارتنا الفتية، وتجسد المبادرة اهتمامنا بحياة الإنسان وصحته وحمايته من العوامل الطبيعية وتداعياتها، وصون كرامته الإنسانية، كما أنها تُمثّل رسالة شكر وتقدير تُبعث من قلب المجتمع لكل يد تُسهم في بناء صرح دبي الشامخ». وأضاف: «نشكر بنك دبي الإسلامي الداعم الرئيس لحملتنا الصيفية، وكل المساهمين والشركاء، مثل شركة المراعي على دعمهم لهذه المبادرة الإنسانية التي تُعزّز قيم التراحم والعطاء، وتجسد إحساساً عالياً بالمسؤولية المجتمعية، وتعبّر عن قوة وأصالة مجتمع دبي ودولة الإمارات بقدرته على فعل الخير، وتقديمه للعالم نموذجاً يحتذى في التلاحم والتعاضد والاهتمام بجميع أفراده، بما يرسخ مبدأ التكافل بين مختلف الشرائح الاجتماعية». ولاقت المبادرة ترحيباً واسعاً وصدى إيجابياً كبيراً في أوساط العمال والمقيمين على حد سواء، حيث عبر المستفيدون عن عميق امتنانهم وسعادتهم بهذه اللفتة الكريمة التي تُخفف عنهم وطأة حر الصيف القاسي، وتُعيد إليهم شيئاً من الطاقة والحيوية لمواصلة عملهم. وأكدت الجمعية استمرارها في تنفيذ هذه المبادرة الإنسانية طوال أشهر الصيف، وجددت دعوتها جميع أفراد المجتمع وسفراء الخير، والمؤسسات والشركات، للإسهام في دعم هذه المبادرة وغيرها من المشروعات الإنسانية والخيرية لحملتها الصيفية «نسمة خير في حر الصيف»، التي تستهدف الأسر المتعفّفة والفئات المستحقة، والعمال داخل الدولة وخارجها، مثل سقيا الماء، وتوفير المكيفات والثلاجات المنزلية والمراوح، وتوفير برّادات وخزانات المياه، إلى جانب مشروعات حفر الآبار بأنواعها في الدول والمناطق التي تعاني الجفاف.


صحيفة الخليج
منذ 9 ساعات
- صحيفة الخليج
بلدية مدينة أبوظبي تستثمر الإجازة الصيفية بفعاليات ترفيهية
نظمت دائرة البلديات والنقل، ممثلة في بلدية مدينة أبوظبي، فعاليات ترفيهية متنوعة ضمن مبادرة «صيّف معانا»، بالتعاون مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين. وهدفت الفعالية إلى تنظيم برامج ترفيهية وتفاعلية تسهم في ترسيخ التفاعل الإيجابي بين أفراد المجتمع، ودعم الترابط الأسري عبر أنشطة تجمع الأسر في أجواء صيفية مميزة، حيث ركّزت الفعالية على تنمية مهارات الأطفال واليافعين، بالورش التعليمية والألعاب الهادفة، وبناء شراكات فاعلة مع الجهات الحكومية والخاصة لضمان تحقيق أثر مستدام، يعود بالنفع على الجمهور، ويعزز الوعي المجتمعي. أنشطة متنوعة وضمن هذا الإطار نظمت البلدية فعالية في حديقة الخزنة - منطقة الفلاح، بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ومركز رويال الطبي، وشركة كيزاد، حيث استهدفت الأسر، وركزت على الأطفال واليافعين، بالأنشطة المتنوعة والورش التفاعلية للأطفال، وفقرات المسرح الترفيهي الأسري، والألعاب المائية، وفقرة «دورية السعادة»، كذلك وفّرت عربات طعام متنقلة. كما نظّمت ورشاً توعوية وأنشطة ترفيهية ورياضية في بوابة الشرق مول، ومدرسة العزة ومدرسة زايد الأول في بني ياس، استهدفت جميع أفراد المجتمع، وتضمنت أنشطة وورشاً ترفيهية ورياضية، منها ورشة عن نادي بركة الدار، وورشة عن مكافحة الحرائق، وورشة صحية، بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي، وبوابة الشرق مول، ومؤسسة التنمية الأسرية، وهيئة أبوظبي للدفاع المدني، والأرشيف والمكتبة الوطنية، ومستشفى ميلينيوم، ومركز أبوظبي للتأهيل. كذلك نظمت البلدية في حديقة ربدان العامة فعاليات استهدفت الأطفال والشباب.