logo
غربة الكرتون... حين فقدنا الخيال والبراءة

غربة الكرتون... حين فقدنا الخيال والبراءة

Independent عربيةمنذ يوم واحد

"توم وجيري" و"غراندايزر" و"زينة ونحول"، وغيرها من برامج الكرتون حفرت في الذاكرة بعدما رافقتنا في الطفولة أعواماً. قد تبدو في الظاهر مجرد وسيلة للتسلية كغيرها من وسائل الترفيه للأطفال، لكن بحسب الخبراء، تتعدى أهميتها ذلك إلى حد بعيد، إذ تؤدي هذه البرامج دوراً مهماً في تنمية شخصية الطفل وخياله وفي تغذية قدراته، إضافة إلى ما تكسبه من معرفة ومهارات وآداب، ولغة فصحى إذا كانت بالعربية أو بغيرها من اللغات، كذلك تساعد الطفل على الاستكشاف، وتفيد في توجيهه عبر رسائل معينة فيها.
اللافت أن برامج الكرتون التي كانت تستحوذ اهتمام الأطفال قبل قرابة 10 أعوام وأكثر، وتجعلهم يتسمرون في كل أمسية أمام الشاشة، لم تعد تجد الرواج ذاته في أيامنا هذه، فإذا بالبدائل تحقق الانتشار الأكبر وتبدو أكثر جذباً، مع ما لذلك من انعكاسات على الأطفال وعلى شخصياتهم ونموهم.
أكثر من الترفيه
يعتبر الخبراء في علم النفس والتربية أن أهمية برامج الكرتون لا تقتصر على الدور الذي تؤديه للأطفال، وإنما أيضاً لها أثر إيجابي مهم في الكبار، وينصحون بمشاهدتها لأنها تخفف من تداعيات ضغوط العمل والمشكلات اليومية، حتى إن مشاهدة أفراد العائلة هذا النوع من البرامج التلفزيونية تقربهم من بعضهم بعضاً. قد يبدو مفاجئاً ما لهذا النوع من البرامج من آثار إيجابية، خصوصاً في الأطفال، أما غيابها من حياتهم في أيامنا هذه فيترك أثراً واضحاً في شخصياتهم ونموهم الطبيعي، فهم أكثر انجذاباً إلى الفيديوهات القصيرة والـ"ريلز" التي يمكن مشاهدتها في أي وقت وبصورة متواصلة من دون ضوابط أو حدود، وفق ما توضحه رئيس قسم علم النفس في مركز "بلفو" الطبي ريما بجاني.
تقول ريما لـ"اندبندنت عربية"، "تغير نمط الحياة اليوم إلى حد كبير، ومعه الأولويات للأطفال والراشدين، إذ حصل تطور لافت على مختلف الصعد في الحياة العصرية، هذا التغير شمل التلفزيون الذي كان يحتل الأولوية بين الأنشطة التي يستمتع بها الأطفال، مع فترات مشاهدة محددة في أوقات معينة من النهار. وكان لبرامج الكرتون أولوية في مشاهداتهم، حتى إنها في أعوام معينة بدت الاختيار الحصري والأوحد لهم. أما ما حصل اليوم فهو أن فرص المشاهدة باتت متاحة للأطفال في أي وقت كان مع التطور التكنولوجي، وبوجود وسائل التواصل المتاحة في أي وقت كان، والأسوأ أنها في متناول اليد من دون ضوابط، وأتت لتحل محل تلك البرامج التي شكلت جزءاً من الطفولة قبل أعوام مضت"، وتضيف "انطلاقاً من هذا الواقع، اختلفت الطريقة التي يتلقى بها الأطفال المعلومات اليوم بصورة ملحوظة، كذلك فإن كمية المعلومات التي تصلهم اختلفت، ومعها اختلف المحتوى إلى حد كبير، إلى جانب التوقيت الذي تبدل".
على رغم ذلك لا تعتبر بجاني أنه لكل هذه العناصر المتغيرة أهمية، بل لقسم منها فقط، فعلى المستوى الترفيهي للأطفال كانت كمية المعلومات التي تصلهم على اختلاف أعمارهم أقل من تلك التي تصلهم اليوم، وهذا ما ينعكس عليهم بصورة أو بأخرى، خصوصاً في ما يتعلق بالأطفال الصغار، إذ كان من الممكن للأطفال ولأدمغتهم معالجة هذه المعلومات خلال فترة زمنية كافية. حالياً تصلهم المعلومات بمعدلات كبرى في وقت قصير بصورة يعجزون فيها عن معالجتها بروية، ولذلك انعكاسات سلبية على نشاطهم الذهنية وعلى شخصياتهم تجعلهم أكثر ميلاً للقلق والتوتر، بما أن الدماغ لا يكون قادراً على التقاط هذه المعلومات بطريقة ملائمة.
بين الأمس واليوم
في ما يتعلق بالنوعية لا يمكن وضع كل المعلومات وأنواع الفيديوهات والبرامج التي تستحوذ على اهتمام الأطفال في خانة واحدة واعتبارها سلبية، وإن لم تكن من البرامج الكرتونية التي اعتاد الأطفال مشاهدتها بصورة أساسية قبل أعوام مضت. في ذلك تفضل بجاني النظر في تأثير البرامج والفيديوهات السريعة التي تجذب الأطفال بصورة خاصة بحسب الأعمار، فعلى سبيل المثال، سابقاً كان برنامج Baby Einstein الذي يشاهده الأطفال غالباً في أعمار صغيرة مفيد للغاية، بما فيه من ألوان ومعلومات وأرقام مفيدة لهم، إلى جانب عنصر التسلية الموجود فيه أيضاً بشكل يتناسب مع أعمارهم، وفي الوقت نفسه تتخلله دروس للحياة، فيمرر رسائل عن الصداقة والدعم وعن مبادئ معينة، كذلك بالنسبة إلى الرسائل التي في حلقات "زينة ونحول" وغيرها من برامج الكرتون التي تنقل إلى الأطفال مبادئ كالشجاعة والصدق وغيرها، فضلاً عن دورها الترفيهي. في أيامنا هذه تتوافر أيضاً البرامج والفيديوهات التي تحمل منحى تثقيفياً، لكن تلك التي تركز على هذا الهدف كانت متوافرة بمعدلات كبرى.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يجب ألا ننسى أيضاً أن توقيت مشاهدة التلفزيون كانت له أهمية كبرى، فكان هناك وقت محدد لمشاهدة برامج الكرتون والتلفزيون عامة، وكان لها طابع تغلب عليه البراءة وتلائم الأطفال بحسب أعمارهم. أما ما يحصل اليوم فهو أن الفيديوهات القصيرة التي تجذب الأطفال تتوافر طوال ساعات النهار والليل، وهي تحمل خطرين أساسيين: أولهما أنها تولد نوعاً من الإدمان لدى الطفل لأنه يعتاد على مشاهدتها طوال الوقت ومن دون توقف، حتى إن الأهل قد يميلون إلى إعطاء الهواتف لأطفالهم لتهدئتهم بغض النظر عن المحتوى وما إذا كان مناسباً لأعمارهم أم لا.
وتكمن المشكلة في أن ضبط الأمور والرقابة ازدادت صعوبة اليوم، وفق بجاني، إذ أصبحت الفيديوهات والبرامج غير المناسبة لأعمار الأطفال متوافرة لهم بصورة كبرى، وقد حلت بالنسبة إلى الطفل محل النشاط الجسدي واللعب فتجذبهم بالألوان والأصوات التي فيها. هو يعتاد عليها وتؤثر في نمط حياته، "كذلك فإن فيديوهات الـ(ريلز) وتلك السريعة تجعل الأطفال أقل صبراً، فهم لم يعودوا يتحلون بالصبر اللازم للحصول على أمر ما يرغبون به، فيكونون أكثر تسرعاً. علماً أن الصبر صفة أساسية في الطفولة ليتعامل الطفل مع ما قد يواجهه من تحديات بالشكل الملائم، وهذا ما يفسر أن كثيراً من الأطفال اليوم يميلون إلى العدوانية والتسرع وردود الفعل الانفعالية ما لم يحصلوا على ما يرغبون به سريعاً.
قد تكون برامج الكرتون موجودة اليوم وتحمل طابع البراءة، لكنها متوافرة بمعدلات أقل، وحتى في حال توافرها لا ينجذب إليها الأطفال بل يفضلون مشاهدة الفيديوهات القصيرة والسريعة ولو لم تكن مناسبة لأعمارهم، مما انعكس بصورة واضحة على شخصياتهم وطباعهم وسلوكياتهم، حتى إن توافر هذه الفيديوهات بين يدي الطفل طوال الوقت حرمه من أنشطة كثيرة مناسبة لعمره، ومن ضمنها مشاهدة برامج الكرتون التي تشكل جزءاً من نموه وشخصيته.
بحسب بجاني، من المهم أن يشاهد الطفل الأصغر سناً الصور الملونة والبرامج المناسبة لسنه، ويجب ألا يشاهد فيديوهات الـ"ريلز" حرصاً على تنمية الناحية الإبداعية لديه والخيال، وحرصاً على براءته. فمرور الطفل بالعالم الخيالي هو أمر أساس لنموه بين عمر خمس وثماني سنوات لمساعدته من نواح عديدة، هو يعتقد عندها بوجود شخصيات معينة تشكل جزءاً من طفولته ونموه مثل شخصية سانتا كلوز، فيساعده ذلك فيما ينمو في عملية مواجهة مشكلات الحياة التي يتخطاها شيئاً فشيئاً.
أما في مرحلة المراهقة، فقد تختلف الأمور، ويختلف المحتوى الذي يتوافر بين يديه أيضاً، ففي هذه المرحلة العمرية يكون المراهق قد اعتاد على مشاهدة هذه الفيديوهات سواء عبر "يوتيوب" أو "تك توك"، عندها تزيد الأمور صعوبة، وتظهر الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي بمعدلات كبرى كما بات واضحاً في حياتنا اليوم، حتى إنه في السابق كانت البرامج التي يشاهدها الأطفال تهدف إلى التسلية، خصوصاً برامج الكرتون. أما اليوم فقد يكون للفيديوهات السريعة منحى ترفيهي، وفي الوقت نفسه يشاهدها الطفل بطريقة غير صحية، وهي تنقل مبادئ غير سليمة، كذلك بات الأذى الناتج منها أكبر، فهي تحمل مبادئ مختلفة مثل السعي وراء الربح والمقارنة مع الآخر والتقليد، حتى إن المحتوى لا يكون مناسباً للأعمار الصغيرة في كثير من الأحيان.
الحنين المفقود
أما من ناحية التعلق والحنين الذي تولده برامج الكرتون فغير موجود في أيامنا هذه في الـ"ريلز" والفيديوهات القصيرة التي يشاهدها الأطفال بصورة متواصلة، ففي داخل كل منا شيء من الحنين لتلك البرامج التي كان يشاهدها في الطفولة ويجد متعة خاصة في مشاهدتها من جديد. أما بالنسبة إلى الأطفال اليوم، فعند تلقي كمية كبرى من المعلومات بغياب الوقت الكافي لمعالجتها واستيعابها، لا يعود الذهن قادراً على تخزين المعلومات بصورة ملائمة، بالتالي طريقة التخزين هذه للمعلومات التي تنمي الإحساس بالتعلق والحنين تكون مفقودة بالنسبة إلى الطفل اليوم مع متابعة الفيديوهات السريعة والمتواصلة من دون أي تعلق بها، فهي حال شائعة في أيامنا هذه، وما من معلومات تخزن عندها في الذهن.
انطلاقاً من ذلك، تؤكد بجاني أن التطور التكنولوجي في غاية الأهمية، لكن من الضروري الحرص على النمو الطبيعي للطفل عبر الحفاظ على الأسس واحترام المراحل التي يجب أن يمر بها، فبغير ذلك يلحق كثير من الضرر به عبر تخطي مراحل معينة. يجب احترام طفولته وبراءته، وللعالم الخيالي بين خمس وثماني سنوات أهمية كبرى له. ولبرامج الكرتون آثار إيجابية كبرى للطفل، ويجب التمسك بها اليوم وفي مختلف الأوقات. أما ضرر الفيديوهات التي حلت محلها فمتعدد الجوانب، منها أنها تخلو من الألوان والصور والمعلومات التي يحتاج إليها الطفل في نموه، إضافة إلى أنها تفقده مراحل مهمة في طفولته، وأيضاً البراءة والخيال والفرصة للاستكشاف وتعلم الأمور تدريجاً، فعندما يتلقى الطفل الأمور بطريقة علمية من خلال برامج الكرتون أو غيرها من المصادر فإنه يتلقى المعلومات والمحتوى ببطء، وبما يتناسب مع سنه في مراحل مبكرة، وهكذا يدرك الأمور الأكثر تعقيداً شيئاً فشيئاً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غربة الكرتون... حين فقدنا الخيال والبراءة
غربة الكرتون... حين فقدنا الخيال والبراءة

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

غربة الكرتون... حين فقدنا الخيال والبراءة

"توم وجيري" و"غراندايزر" و"زينة ونحول"، وغيرها من برامج الكرتون حفرت في الذاكرة بعدما رافقتنا في الطفولة أعواماً. قد تبدو في الظاهر مجرد وسيلة للتسلية كغيرها من وسائل الترفيه للأطفال، لكن بحسب الخبراء، تتعدى أهميتها ذلك إلى حد بعيد، إذ تؤدي هذه البرامج دوراً مهماً في تنمية شخصية الطفل وخياله وفي تغذية قدراته، إضافة إلى ما تكسبه من معرفة ومهارات وآداب، ولغة فصحى إذا كانت بالعربية أو بغيرها من اللغات، كذلك تساعد الطفل على الاستكشاف، وتفيد في توجيهه عبر رسائل معينة فيها. اللافت أن برامج الكرتون التي كانت تستحوذ اهتمام الأطفال قبل قرابة 10 أعوام وأكثر، وتجعلهم يتسمرون في كل أمسية أمام الشاشة، لم تعد تجد الرواج ذاته في أيامنا هذه، فإذا بالبدائل تحقق الانتشار الأكبر وتبدو أكثر جذباً، مع ما لذلك من انعكاسات على الأطفال وعلى شخصياتهم ونموهم. أكثر من الترفيه يعتبر الخبراء في علم النفس والتربية أن أهمية برامج الكرتون لا تقتصر على الدور الذي تؤديه للأطفال، وإنما أيضاً لها أثر إيجابي مهم في الكبار، وينصحون بمشاهدتها لأنها تخفف من تداعيات ضغوط العمل والمشكلات اليومية، حتى إن مشاهدة أفراد العائلة هذا النوع من البرامج التلفزيونية تقربهم من بعضهم بعضاً. قد يبدو مفاجئاً ما لهذا النوع من البرامج من آثار إيجابية، خصوصاً في الأطفال، أما غيابها من حياتهم في أيامنا هذه فيترك أثراً واضحاً في شخصياتهم ونموهم الطبيعي، فهم أكثر انجذاباً إلى الفيديوهات القصيرة والـ"ريلز" التي يمكن مشاهدتها في أي وقت وبصورة متواصلة من دون ضوابط أو حدود، وفق ما توضحه رئيس قسم علم النفس في مركز "بلفو" الطبي ريما بجاني. تقول ريما لـ"اندبندنت عربية"، "تغير نمط الحياة اليوم إلى حد كبير، ومعه الأولويات للأطفال والراشدين، إذ حصل تطور لافت على مختلف الصعد في الحياة العصرية، هذا التغير شمل التلفزيون الذي كان يحتل الأولوية بين الأنشطة التي يستمتع بها الأطفال، مع فترات مشاهدة محددة في أوقات معينة من النهار. وكان لبرامج الكرتون أولوية في مشاهداتهم، حتى إنها في أعوام معينة بدت الاختيار الحصري والأوحد لهم. أما ما حصل اليوم فهو أن فرص المشاهدة باتت متاحة للأطفال في أي وقت كان مع التطور التكنولوجي، وبوجود وسائل التواصل المتاحة في أي وقت كان، والأسوأ أنها في متناول اليد من دون ضوابط، وأتت لتحل محل تلك البرامج التي شكلت جزءاً من الطفولة قبل أعوام مضت"، وتضيف "انطلاقاً من هذا الواقع، اختلفت الطريقة التي يتلقى بها الأطفال المعلومات اليوم بصورة ملحوظة، كذلك فإن كمية المعلومات التي تصلهم اختلفت، ومعها اختلف المحتوى إلى حد كبير، إلى جانب التوقيت الذي تبدل". على رغم ذلك لا تعتبر بجاني أنه لكل هذه العناصر المتغيرة أهمية، بل لقسم منها فقط، فعلى المستوى الترفيهي للأطفال كانت كمية المعلومات التي تصلهم على اختلاف أعمارهم أقل من تلك التي تصلهم اليوم، وهذا ما ينعكس عليهم بصورة أو بأخرى، خصوصاً في ما يتعلق بالأطفال الصغار، إذ كان من الممكن للأطفال ولأدمغتهم معالجة هذه المعلومات خلال فترة زمنية كافية. حالياً تصلهم المعلومات بمعدلات كبرى في وقت قصير بصورة يعجزون فيها عن معالجتها بروية، ولذلك انعكاسات سلبية على نشاطهم الذهنية وعلى شخصياتهم تجعلهم أكثر ميلاً للقلق والتوتر، بما أن الدماغ لا يكون قادراً على التقاط هذه المعلومات بطريقة ملائمة. بين الأمس واليوم في ما يتعلق بالنوعية لا يمكن وضع كل المعلومات وأنواع الفيديوهات والبرامج التي تستحوذ على اهتمام الأطفال في خانة واحدة واعتبارها سلبية، وإن لم تكن من البرامج الكرتونية التي اعتاد الأطفال مشاهدتها بصورة أساسية قبل أعوام مضت. في ذلك تفضل بجاني النظر في تأثير البرامج والفيديوهات السريعة التي تجذب الأطفال بصورة خاصة بحسب الأعمار، فعلى سبيل المثال، سابقاً كان برنامج Baby Einstein الذي يشاهده الأطفال غالباً في أعمار صغيرة مفيد للغاية، بما فيه من ألوان ومعلومات وأرقام مفيدة لهم، إلى جانب عنصر التسلية الموجود فيه أيضاً بشكل يتناسب مع أعمارهم، وفي الوقت نفسه تتخلله دروس للحياة، فيمرر رسائل عن الصداقة والدعم وعن مبادئ معينة، كذلك بالنسبة إلى الرسائل التي في حلقات "زينة ونحول" وغيرها من برامج الكرتون التي تنقل إلى الأطفال مبادئ كالشجاعة والصدق وغيرها، فضلاً عن دورها الترفيهي. في أيامنا هذه تتوافر أيضاً البرامج والفيديوهات التي تحمل منحى تثقيفياً، لكن تلك التي تركز على هذا الهدف كانت متوافرة بمعدلات كبرى. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يجب ألا ننسى أيضاً أن توقيت مشاهدة التلفزيون كانت له أهمية كبرى، فكان هناك وقت محدد لمشاهدة برامج الكرتون والتلفزيون عامة، وكان لها طابع تغلب عليه البراءة وتلائم الأطفال بحسب أعمارهم. أما ما يحصل اليوم فهو أن الفيديوهات القصيرة التي تجذب الأطفال تتوافر طوال ساعات النهار والليل، وهي تحمل خطرين أساسيين: أولهما أنها تولد نوعاً من الإدمان لدى الطفل لأنه يعتاد على مشاهدتها طوال الوقت ومن دون توقف، حتى إن الأهل قد يميلون إلى إعطاء الهواتف لأطفالهم لتهدئتهم بغض النظر عن المحتوى وما إذا كان مناسباً لأعمارهم أم لا. وتكمن المشكلة في أن ضبط الأمور والرقابة ازدادت صعوبة اليوم، وفق بجاني، إذ أصبحت الفيديوهات والبرامج غير المناسبة لأعمار الأطفال متوافرة لهم بصورة كبرى، وقد حلت بالنسبة إلى الطفل محل النشاط الجسدي واللعب فتجذبهم بالألوان والأصوات التي فيها. هو يعتاد عليها وتؤثر في نمط حياته، "كذلك فإن فيديوهات الـ(ريلز) وتلك السريعة تجعل الأطفال أقل صبراً، فهم لم يعودوا يتحلون بالصبر اللازم للحصول على أمر ما يرغبون به، فيكونون أكثر تسرعاً. علماً أن الصبر صفة أساسية في الطفولة ليتعامل الطفل مع ما قد يواجهه من تحديات بالشكل الملائم، وهذا ما يفسر أن كثيراً من الأطفال اليوم يميلون إلى العدوانية والتسرع وردود الفعل الانفعالية ما لم يحصلوا على ما يرغبون به سريعاً. قد تكون برامج الكرتون موجودة اليوم وتحمل طابع البراءة، لكنها متوافرة بمعدلات أقل، وحتى في حال توافرها لا ينجذب إليها الأطفال بل يفضلون مشاهدة الفيديوهات القصيرة والسريعة ولو لم تكن مناسبة لأعمارهم، مما انعكس بصورة واضحة على شخصياتهم وطباعهم وسلوكياتهم، حتى إن توافر هذه الفيديوهات بين يدي الطفل طوال الوقت حرمه من أنشطة كثيرة مناسبة لعمره، ومن ضمنها مشاهدة برامج الكرتون التي تشكل جزءاً من نموه وشخصيته. بحسب بجاني، من المهم أن يشاهد الطفل الأصغر سناً الصور الملونة والبرامج المناسبة لسنه، ويجب ألا يشاهد فيديوهات الـ"ريلز" حرصاً على تنمية الناحية الإبداعية لديه والخيال، وحرصاً على براءته. فمرور الطفل بالعالم الخيالي هو أمر أساس لنموه بين عمر خمس وثماني سنوات لمساعدته من نواح عديدة، هو يعتقد عندها بوجود شخصيات معينة تشكل جزءاً من طفولته ونموه مثل شخصية سانتا كلوز، فيساعده ذلك فيما ينمو في عملية مواجهة مشكلات الحياة التي يتخطاها شيئاً فشيئاً. أما في مرحلة المراهقة، فقد تختلف الأمور، ويختلف المحتوى الذي يتوافر بين يديه أيضاً، ففي هذه المرحلة العمرية يكون المراهق قد اعتاد على مشاهدة هذه الفيديوهات سواء عبر "يوتيوب" أو "تك توك"، عندها تزيد الأمور صعوبة، وتظهر الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي بمعدلات كبرى كما بات واضحاً في حياتنا اليوم، حتى إنه في السابق كانت البرامج التي يشاهدها الأطفال تهدف إلى التسلية، خصوصاً برامج الكرتون. أما اليوم فقد يكون للفيديوهات السريعة منحى ترفيهي، وفي الوقت نفسه يشاهدها الطفل بطريقة غير صحية، وهي تنقل مبادئ غير سليمة، كذلك بات الأذى الناتج منها أكبر، فهي تحمل مبادئ مختلفة مثل السعي وراء الربح والمقارنة مع الآخر والتقليد، حتى إن المحتوى لا يكون مناسباً للأعمار الصغيرة في كثير من الأحيان. الحنين المفقود أما من ناحية التعلق والحنين الذي تولده برامج الكرتون فغير موجود في أيامنا هذه في الـ"ريلز" والفيديوهات القصيرة التي يشاهدها الأطفال بصورة متواصلة، ففي داخل كل منا شيء من الحنين لتلك البرامج التي كان يشاهدها في الطفولة ويجد متعة خاصة في مشاهدتها من جديد. أما بالنسبة إلى الأطفال اليوم، فعند تلقي كمية كبرى من المعلومات بغياب الوقت الكافي لمعالجتها واستيعابها، لا يعود الذهن قادراً على تخزين المعلومات بصورة ملائمة، بالتالي طريقة التخزين هذه للمعلومات التي تنمي الإحساس بالتعلق والحنين تكون مفقودة بالنسبة إلى الطفل اليوم مع متابعة الفيديوهات السريعة والمتواصلة من دون أي تعلق بها، فهي حال شائعة في أيامنا هذه، وما من معلومات تخزن عندها في الذهن. انطلاقاً من ذلك، تؤكد بجاني أن التطور التكنولوجي في غاية الأهمية، لكن من الضروري الحرص على النمو الطبيعي للطفل عبر الحفاظ على الأسس واحترام المراحل التي يجب أن يمر بها، فبغير ذلك يلحق كثير من الضرر به عبر تخطي مراحل معينة. يجب احترام طفولته وبراءته، وللعالم الخيالي بين خمس وثماني سنوات أهمية كبرى له. ولبرامج الكرتون آثار إيجابية كبرى للطفل، ويجب التمسك بها اليوم وفي مختلف الأوقات. أما ضرر الفيديوهات التي حلت محلها فمتعدد الجوانب، منها أنها تخلو من الألوان والصور والمعلومات التي يحتاج إليها الطفل في نموه، إضافة إلى أنها تفقده مراحل مهمة في طفولته، وأيضاً البراءة والخيال والفرصة للاستكشاف وتعلم الأمور تدريجاً، فعندما يتلقى الطفل الأمور بطريقة علمية من خلال برامج الكرتون أو غيرها من المصادر فإنه يتلقى المعلومات والمحتوى ببطء، وبما يتناسب مع سنه في مراحل مبكرة، وهكذا يدرك الأمور الأكثر تعقيداً شيئاً فشيئاً.

"إنستغرام" يطلق ميزة "Blend" لمشاركة موجز ريلز مع الأصدقاء
"إنستغرام" يطلق ميزة "Blend" لمشاركة موجز ريلز مع الأصدقاء

العربية

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • العربية

"إنستغرام" يطلق ميزة "Blend" لمشاركة موجز ريلز مع الأصدقاء

أعلن تطبيق إنستغرام ، يوم الخميس، أنه سيطلق ميزة جديدة تُسمى "Blend"، تتيح للمستخدم إنشاء موجز من مقاطع الفيديو القصيرة (ريلز) مخصص لمشاركته مع أصدقائه. ويمكن إنشاء موجز "Blend" مع صديق واحد أو مجموعة أصدقاء عبر الرسائل المباشرة، ويمكن الوصول إليه فقط عبر الدعوة. وإذا دعوت أعضاء مجموعة دردشة على "إنستغرام" إلى "Blend"، فعند النقر على أيقونة "Blend" في الدردشة، سيعرض لك "إنستغرام" مقاطع "ريلز" مُقترحة لأعضاء المجموعة، بحسب تقرير لموقع "The Verge" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business". وسيتم تحديث موجز "Blend" المشترك مع الأصدقاء بمحتوى جديد يوميًا. وتهدف هذه الميزة إلى استكشاف نوعية مقاطع الفيديو القصيرة التي يهتم بها أصدقاؤك، مع الحفاظ على التواصل معهم واكتشاف محتوى جديد سويًا. وتدخل هذه الميزة عنصرًا اجتماعيًا جديدًا إلى "إنستغرام"، ما يعيد المنصة إلى بداياتها كمنصة لمشاركة اللحظات مع الأصدقاء، وهو شيء تم تهميشه في السنوات الأخيرة بسبب تزايد عدد المؤثرين والإعلانات. ومع إطلاق ميزة "Blend"، يوفر "إنستغرام" للمستخدمين ميزة غير متاحة لدى "تيك توك"، الذي يُعتبر أحد أكبر منافسي "إنستغرام". ومن جهة أخرى، قد توفر ميزة "Blend" لإنستغرام فرصة لتعزيز مشاهدات مقاطع "ريلز" وزيادة وقت المشاهدة على المنصة ككل. ولإنشاء موجز "Blend"، يحتاج المستخدم إلى فتح نافذة دردشة سواء مع صديق واحد أو جماعية والنقر على أيقونة "Blend" الجديدة في أعلى نافذة المحادثة. بعدها يجب على المستخدم اختيار "Invite" أي "دعوة"، لدعوة أشخاص من الدردشة للانضمام لموجز "Blend".

منها «عدم الإعجاب».. «إنستغرام» تختبر ميزتين مثيرتين
منها «عدم الإعجاب».. «إنستغرام» تختبر ميزتين مثيرتين

عكاظ

time١١-٠٤-٢٠٢٥

  • عكاظ

منها «عدم الإعجاب».. «إنستغرام» تختبر ميزتين مثيرتين

بدأت منصة «إنستغرام» في اختبار ميزتين جديدتين، إحداهما تأتي ضمن مقاطع «ريلز»، وأخرى تتيح للمستخدمين الإشارة إلى «عدم الإعجاب». وتهدف الميزة الجديدة، التي تأتي ضمن مقاطع «ريلز»، إلى جعل تجربة المشاهدة أكثر متعة وتفاعلاً، إذ تتمثل في «البكرات المقفلة»، والتي لايمكن عرض محتواها إلا بعد إدخال رمز سري يقدمه صاحب المحتوى. واستعرض الحساب الرسمي للمنصة تحت اسم «Instagram Design» مثالاً للميزة الجدية، حيثُ ظهرت البكرة على الصفحة بشكل غير واضح، ومع فتحها تظهر رسالة تطلب من المستخدم إدخال رمز لفك القفل. كما يظهر تلميح يقول: «الرقم الأول في الوصف»، وبعد إدخال الرمز بشكل صحيح، ويُفتح الفيديو، الذي كان في هذا المثال عبارة عن رسوم متحركة تحمل عبارة «قريباً»، بحسب موقع «Infobae» الإخباري. وحتى الآن، لم تعلن «إنستغرام» ما إذا كان سيتم توفير طرق إضافية لمشاركة الرمز السري، مثل استخدام الألغاز أو القصص التفاعلية، إلا أن الاحتمالات تبدو واسعة، خصوصاً لصناع المحتوى الذين يرغبون بتقديم تجربة تفاعلية وفريدة لمتابعيهم. وتُشكّل الميزة أداة قوية للمبدعين والعلامات التجارية، حيث تتيح لهم تقديم محتوى خاص أو تمهيدي لإطلاق منتج أو حملة، مما يساعد في بناء الحماس والتشويق بين الجمهور، أما بالنسبة للمستخدمين العاديين، فهي طريقة جديدة ومسلية لاستهلاك المحتوى بطريقة أكثر تفاعلاً. ميزة «عدم الإعجاب» أخبار ذات صلة كما بدأت «إنستغرام» اختبار ميزة جديدة تتيح للمستخدمين الإشارة إلى «عدم الإعجاب» بالتعليقات، سواء على منشورات الخلاصة أو في «ريلز». وأوضح الرئيس التنفيذي لـ«إنستغرام»ء، آدم موسيري، عبر منشور على منصة «Threads»، أن الميزة تهدف إلى منح المستخدمين طريقة خاصة للتعبير عن رفضهم للتعليقات غير المناسبة أو السلبية. وستحدث الميزة دون أن يظهر عدد «عدم الإعجاب» علناً، ودون أن يعرف المعلّق أنه قد تم التفاعل مع تعليقه بهذا الشكل. وأشار موسيري إلى أنه مع مرور الوقت، قد تؤثر هذه الإشارات على طريقة ترتيب التعليقات، بحيث تُعرض التعليقات الأعلى تقييماً أولاً، وتُقلّل من بروز التعليقات المزعجة أو المسيئة، مما يساهم في خلق بيئة تفاعلية أكثر احتراماً وأماناً. وتشبه ميزة «عدم الإعجاب» تلك الموجودة على موقع «يوتيوب»، التي تهدف أيضاً إلى إتاحة تفاعل سلبي خاص دون إشعال مواجهات أو خلق تأثير عام على منشئ المحتوى. وبحسب الموقع، يبدو أن «إنستغرام» يواصل تطوير منصته لخلق تجارب تفاعلية غنية، وأدوات تحكم أكثر خصوصية، سواء للمبدعين أو للمستخدمين العاديين، مما يعكس سعيه إلى تحقيق توازن بين الترفيه، والحفاظ على جودة التفاعل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store