logo
حميمية جون لينون وبول مكارتني بعيون كاتب سيرة الـ "بيتلز"

حميمية جون لينون وبول مكارتني بعيون كاتب سيرة الـ "بيتلز"

Independent عربية٠٨-٠٥-٢٠٢٥

في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) عام 1980، خرج بول مكارتني من أحد أستوديوهات التسجيل في لندن وسط تجمع صحافي كان بانتظاره، وكان قد أمضى اليوم كله في الأستوديو بينما كانت بقية العالم تتعامل مع خبر مقتل جون لينون، زميله السابق في فرقة "ذا بيتلز" في نيويورك في الليلة السابقة.
رحل لينون في سن الـ 40، وعندما خرج مكارتني كان يمضغ العلكة، فاندفع الصحافيون نحوه ومدوّا الميكروفونات راغبين في معرفة شعوره.
اكتفى المغني بالقول "مصدوم جداً، كما تعلمون إنه خبر فظيع".
تعتمد وسائل الإعلام على التصريحات القصيرة التي يمكن أن تتحول إلى عناوين صحافية جذابة، لكن مكارتني لم يكن متعاوناً وكانت أجوبته مختزلة ومشحونة بالتحدي، سلسلة من ردود الأفعال المقتضبة، وعندما سئل عما إذا كان يخطط لحضور الجنازة، أجاب "لا أعرف بعد"، وحين سئل ما إذا كان سيتواصل مع بقية أعضاء الفرقة قال، "ربما، نعم". استمر الصحافيون في محاصرته وكانوا يريدون معرفة ما كان يفعله في الأستوديو، فأجاب "كنت فقط أستمع لبعض الأشياء"، موضحاً أنه لم يبق في المنزل لأنه "لم يشعر برغبة في ذلك".
يكفي القول إنه لم يكن هناك أي تقدم في المحادثة حتى ألقى مكارتني فجأة جملة أثبتت أنها ستظل خالدة، قال "إنه أمر محبط، أليس كذلك؟"، وأضاف "حسناً، شكراً" قبل أن يبتعد من المكان.
إذا كان العالم مفتوناً بالدراما النفسية بين اثنين من ألمع كتّاب الأغاني، فقد ضمن رد مكارتني اللامبالي استمرار هذا الافتتان.
يفتتح كتاب "جون وبول: قصة حب عبر الأغاني" John & Paul: A Love Story in Songs لـ إيان ليزلي بتفاصيل دقيقة عن هذا المشهد، ويشرح الكاتب لي اليوم أنه لم يقم بذلك "للتلميح إلى أن بول كان مختلاً نفسياً" بل ليضع رد فعل مكارتني الهادئ في سياقه، ويقول ليزلي "كان ذلك آلية دفاعه وكان سيبعد هذا الخبر الفظيع والمفجع ويتجاهله ويتظاهر أنه لم يحدث، ويفكر في العمل بدلاً من ذلك"، ويضيف "هذا ما يفعله. بول شخص عاطفي للغاية وهذا لا يظهر دائماً".
"جون وبول" هو الأحدث في سلسلة لا تنتهي من الكتب التي تتناول كيف أن أربعة شبان من ليفربول خلقوا واحدة من أعظم الأعمال الموسيقية في التاريخ، إنها قصة لا يبدو أننا نشبع من سماعها وتظل صامدة في وجه إعادة السرد المستمرة.
التقيت ليزلي في مكتب ناشره في ظهيرة يوم بارد في فبراير (شباط) وقد جلب معه زكاماً ثقيلاً ووجبة غداء من سلسلة مطاعم سريعة وبدأ تناولها أثناء حديثنا، مستخرجاً كل مكونات وجبته من كيسه الصغير، شطيرة، رقائق بطاطس، زبادي، عصير تفاح، كما لو كان ساحراً يخرج المفاجآت من قبعته، يبلغ من العمر 53 سنة، ومع نظارته ومعطفه المخملي كان يبدو عليه طابع أكاديمي، كان ليزلي يعمل في مجال الإعلانات قبل أن يترك هذا المجال لتأليف كتب عن سبب كذب الناس ولماذا يختلفون وغيرها من الأمور، ويشير قائلاً "أكتب عن علم النفس لأنني مفتون به، ولكنني لست اختصاصياً نفسياً"، فلماذا اختار الكتابة عن "ذا بيتلز"؟
يقول ليزلي "كان هناك أشياء أردت التعبير عنها، بالطبع كُتب كثير من الكتب عنهم على مر السنين، مئات إن لم تكن آلافاً، لكن بالنسبة إلي كان كثير منها مخيباً للآمال، وأردت أن أصحح ذلك من خلال النظر بشكل خاص في العلاقة بين جون وبول، لأنها لطالما أثارت اهتمامي".
كانت لديه مصادر كثيرة بالطبع ولم يستمد عمله فقط من شغفه العميق الذي استمر منذ طفولته (كنت من المعجبين منذ أن كنت في السابعة من عمري)، بل أيضاً من الكم الهائل من المعلومات المتاحة له. الوثائقي الضخم الذي أخرجه بيتر جاكسون ومدته ثمان ساعات "ذا بيتلز: عودوا" The Beatles: Get Back قدّم كنزاً من المعلومات والأفكار الجديدة، مما أتاح لـ ليزلي الفرصة للغوص في موضوعه بعناية فكرية، وعلى رغم نبرته التحليلية فإن الكتاب ينبض بمودة واضحة وإعجاب دائم، إنه يحبهم على رغم اعترافه بعدم معرفته بهم بصورة كاملة.
يقول ليزلي في كتابه "نعتقد أننا نعرفهم، لكننا في الحقيقة لا نعرفهم، فالسرد التقليدي شوه شخصياتهم الحقيقية".
يعيد "جون وبول" سرد القصة الأصلية الشهيرة التي تبدأ في نادي "كيفرن" في ليفربول، حيث انطلق أعضاء "ذا بيتلز" في رحلتهم نحو الشهرة مروراً بمراحل مهمة، مثل إقامتهم في هامبورغ واستقبالهم الحار هناك ومن ثم الهند، ويتناول الكتاب أيضاً تأثير دخول يوكو أونو في حياة جون مما زاد تعقيد العلاقة بينه وبين بول، ويركز على دراسة العلاقة المعقدة بينهما وكيف أسهمت تلك الديناميكيات في تفكك الفرقة عام 1974.
كان جون دائماً فضولياً في ما يتعلق [بهويته الجنسية]، ولستُ أول شخص يطرح هذا الافتراض
في بداية الكتاب يطرح ليزلي مسألة الهوية الجنسية، مشيراً إلى مقابلة يجري فيها اقتباس كلام مكارتني حين يقول للمحاور "في الليل كانت [أمي] تمر أحياناً أمام باب غرفتنا وهي ترتدي ملابس داخلية، وكنتُ أشعر بالإثارة الجنسية".
لكن ما يثير الجدل أكثر هو الاقتراحات التي يطرحها ليزلي في شأن مشاعر لينون تجاه زميله في الفرقة، مشيراً إلى أنها كانت تتجاوز الصداقة البريئة، ويقول ليزلي الآن "كان جون دائماً فضولياً، ولست أول شخص يطرح هذا الافتراض".
في الواقع، خلال جلسات وثائقي "عودوا" التي اعتمد عليها ليزلي بصورة كبيرة في أبحاثه، يقول لينون لـ مكارتني، ويبدو أنه كان نصف جاد ونصف مازح "كأنك وأنا عاشقان".
لطالما كانت ميول لينون الجنسية موضوعاً يثير الفضول لدى محبي فرقة "ذا بيتلز"، وبعد ولادة ابنه الأول، جوليان، اختار لينون ألا يقضي الوقت مع عائلته الجديدة بل ذهب في عطلة مع مدير الفرقة، براين إبستين، الذي كان مثلياً، ويقول ليزلي "من المعروف نوعاً ما أنه كانت هناك علاقة عابرة بين براين وجون، لكننا لن نعرف أبداً عمق تلك العلاقة"، مضيفاً "لكنها حدثت، ربما كان جون في حال فوضى كبيرة من نواح كثيرة، وأعتقد أنه جرى التقليل من شأن حجم هذه الفوضى، كان على باقي أعضاء الفرقة إدارة حالته باستمرار للحفاظ عليه داخل الفرقة".
وينقل ليزلي أيضاً مقتطفاً من مقابلة كانت أجرتها يوكو أونو مع مؤرخ فرقة "ذا بيتلز"، فيليب نورمان، إذ تحدثت عن "المشاعر العاطفية الجياشة التي كان يكنها جون تجاه بول"، وتحديداً حول "ما إذا كان من الممكن أن يكون جون مثلياً"، مما يشير إلى أن يوكو كانت قد فكرت في هذه الإمكانية أيضاً.
أما بالنسبة إلى ما إذا كان قد حدث شيء بين الاثنين، فلا يعتقد ليزلي ذلك، ويقول "نفى [مكارتني الشائعات] كلياً، لم يحدث هذا أبداً، لم تكن هناك علاقة جنسية بينهما، حسناً، من يدري؟ لكنني لا أعتقد ذلك، وسأكون متفاجئاً إن حدث، فبول في الأساس شخص مغاير الميول الجنسية بصورة واضحة، وجون كان في الغالب مغايراً جنسياً".
ومع ذلك، يضيف ليزلي، "أعتقد أنه ربما كان هناك عنصر شبقي في علاقتهما وأنهما كانا مفتونين ببعضهما بعضاً إلى حد ما، لكنني لا أظن أنهما كانا يمارسان الجنس، وربما خطر ببال جون في مرحلة ما أن يتساءل عما إذا كان ينبغي لهما أن يفعلا ذلك، لكن..."، ثم يتابع ضاحكاً "لكنه اصطدم بجدار ميول بول الجنسية، هذا هو تخميني".
كما يتضح من مؤلفات ليزلي السابقة، مثل "كاذبون بالفطرة" (Born Liars) الصادر عام 2011، و"فن الاختلاف" (How to Disagree) الصادر عام 2022، أنه مفتون بعلم نفس التفاعل البشري: كيف نرتبط ببعضنا بعضاً؟ وكيف نفترق؟ إضافة إلى ما نحمله من ميل إلى الخداع والتنافس، ولهذا كان جون وبول موضوعاً مثالياً بالنسبة إليه، أما ليام ونويل غالاغر فربما كان من الصعب عليه كتابة كتاب مماثل عنهما، لكن عضوي فرقة الـ "بيتلز" حوّلا خلافاتهما إلى شكل من أشكال الفن، إنهما يستحقان أكثر من مجرد تحليل عابر.
يخبرنا ليزلي أن الثنائي قضيا وقتهما في "ذا بيتلز" في تحفيز بعضهما بعضاً باستمرار، ويدعم أحدهما الآخر على رغم التنافس الدائم بينهما، وفي عام 1965، وعند الحديث عن سبب تبوء جون الصدارة في شراكتهما في كتابة الأغاني بدلاً منه، أي "لينون ومكارتني" بدلاً من "مكارتني ولينون"، اقترح بول أن صعوده في المكانة بعد كتابة أغنية "أمس" بمفرده قد "جعل جون يشعر بعدم الارتياح، لقد ارتفعتُ إلى مستواه وأصبحنا متساويين، جعله هذا يشعر بعدم الأمان، وكان دائماً كذلك في الواقع".
كان شعور جون تجاه نفسه كعبقري أمراً في غاية الأهمية بالنسبة إليه، لكنه لم يكن متأكداً ما إذا كان يشعر بذلك فعلاً في غياب بول
في السبعينيات أثبت مكارتني أنه ليس أقل شأناً من لينون، إذ حقق نجاحاً عالمياً مع فرقته الجديدة "وينغز"، بينما كان لينون، على الأقل في البداية، يواجه صعوبة في تحقيق النجاح نفسه، وفي عام 1971 كتب أغنيته "كيف تنام؟" بعد أن قرر مكارتني مقاضاة أعضاء فرقة "ذا بيتلز" لتفكيك شراكتهم قانونياً، وبعدما يقارب عقداً من الزمان، كان لينون لا يزال يتحدث عن كلمات أغنية "أمس" التي تعد ذروة إبداع مكارتني، وهو يشكو من السرد الذي "لم يجر حله حقاً".
وكانت هناك بعض فترات الهدوء الموقت، وغالباً ما كانت بتشجيع من زوجتيهما الأكثر حكمة، لكن كما يوضح كتاب "جون وبول" بجلاء، ظلت الأمور معقدة. يقول ليزلي "لكن الأمر كان في غاية الصعوبة بالنسبة إلى كليهما، فلم يسبق لأحد أن عاش تجربة الانتماء السابق إلى فرقة بهذا التأثير"، مضيفاً "كانت هويتهما بالكامل مرتبطة بكونهما عضوين في 'ذا بيتلز' فكيف يمكنهما التعامل مع عدم كونهما كذلك بعد الآن؟ كيف يثبتان نفسيهما ككيان آخر؟"
وكان لينون هو الأكثر معاناة، يقول ليزلي "كان شعور جون بذاته كعبقري أمراً في غاية الأهمية بالنسبة إليه، لكنه لم يكن متأكداً ما إذا كان يشعر بذلك فعلاً عندما لم يكن بول موجوداً، وكان وجوده مع بول يؤكد له شعوره بذاته كما كان يرغب، وعندما لم يكن بول حاضراً كان يشعر بالخوف من أنه لم يكن كذلك، وفي السبعينيات فقد شيئاً من زخمه".
وإذا كانا في النهاية قد ظلا في مدار بعضهما بعضاً فإنهما فعلا ذلك، كما يقترح ليزلي، "لأنك إذا كنت تحب شخصاً بهذا العمق فإنك تواصل الأمل في تجاوز اللحظات الصعبة من أجل استعادة اللحظات الجميلة، وقد كانت علاقتهما حية دائماً ولم تصل حد الاستنزاف الكامل أبداً".
وكما هو الحال دائماً فقد أثبت الزمن والبعد أنهما أفضل علاج، وقبل نهاية العقد ظهرت مؤشرات على أنهما قد يعيدان إحياء صداقتهما بالكامل، بالمعنى الأفلاطوني في الأقل، فكانا يتحدثان معاً بانتظام ويلتقيان أحياناً على العشاء، لكن الأحداث التي وقعت أمام مبنى داكوتا في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) عام 1980 وضعت حداً لذلك.
يقول ليزلي، "فجأة أصبح جون ميتاً شهيداً، وسرعان ما أصبح يُنظر إليه على أنه العبقري الكبير للفرقة، بمثابة تمثال للسلام، شخصية قديسة"، وماذا عن مكارتني؟ يقول ليزلي "لقد فقد بول طريقه قليلاً خلال الثمانينيات، فلا أعتقد أنه خرج تماماً من تحت عباءة جون حتى منتصف التسعينيات مع برنامج 'بريتبوب'، فقد كانت جماهير البرنامج هي من اعتبرته مصدر إلهام، لذا استغرق الأمر وقتاً لإدراك أن بول كان أيضاً عبقرياً".
كل تلك التوترات وكل ذلك الصراع وعدم الأمان كانت تغذي الموسيقى وتجعلها أفضل، ووسط كل ذلك، بالطبع، يجري تجاهل عضوي الفرقة الآخرين جورج هاريسون ورينغو ستار، فإذا كان لينون ومكارتني يتنافسان، فهل كان الأمر كذلك بالنسبة إلى عازف الغيتار وعازف الدرامز؟
يعترف ليزلي بأن هذا هو الحال على الأرجح، لكنه يضيف أن ذلك موضوع لكتاب آخر وليس كتابه هذا.
"هل أشعر بالأسف تجاههما؟" يتساءل ليزلي في شأن التهميش النسبي لهاريسون وستار قبل أن يضيف "لا، لقد كانا محظوظين للغاية، وارتفع مستواهما بصورة هائلة لمجرد وجودهما في الغرفة مع جون وبول".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يدفع ليزلي بقايا غدائه جانباً ثم يميل للأمام وقد عادت له الحماسة ويقول إنه "من المثير للاهتمام أن جورج قد يكتب بعد ذلك 'هنا تبزغ الشمس' و'شيء' وهما من أفضل أغاني الـ 'بيتلز' على الإطلاق، لا أعتقد أنه كان سيكتب شيئاً كهذا لو لم يكن مع جون وبول في تلك الدائرة الصغيرة الساحرة التي أوجداها".
ربما هذا هو النموذج المثالي لفكرة أن الكل أكبر من مجموع أجزائه؟
يومئ ليزلي ويقول "نعم، وفي النهاية أعتقد أن التوترات والصراعات بين جون وبول بخاصة كانت جوهر الموسيقى التي أنتجتها الفرقة، وحتى في أسوأ لحظات علاقتهما كانا لا يزالان يتعاونان، ولا يزال كل منهما هو المعجب الأول بالآخر، وكل ذلك التوتر وكل تلك الصراعات وعدم الأمان جرت تغذيتها في الموسيقى فجعلتها أفضل، وكثير من عبقريتهم الجماعية نبع من كونهم كياناً غير مستقر، ولو كانوا أكثر طبيعية وأكثر راحة وأقل تعقيداً فلربما لم يكن لدينا 'ذا بيتلز' كما عرفناها، وربما لم يصنعوا موسيقى رائعة كهذه، وهذا هو السبب في أنني أعتقد أن هذه قصة جميلة، قصة حب في النهاية".
كتاب "جون وبول: قصة حب عبر الأغاني" متوافر للقراءة من دار "فيبر آند فيبر" للنشر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حميمية جون لينون وبول مكارتني بعيون كاتب سيرة الـ "بيتلز"
حميمية جون لينون وبول مكارتني بعيون كاتب سيرة الـ "بيتلز"

Independent عربية

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • Independent عربية

حميمية جون لينون وبول مكارتني بعيون كاتب سيرة الـ "بيتلز"

في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) عام 1980، خرج بول مكارتني من أحد أستوديوهات التسجيل في لندن وسط تجمع صحافي كان بانتظاره، وكان قد أمضى اليوم كله في الأستوديو بينما كانت بقية العالم تتعامل مع خبر مقتل جون لينون، زميله السابق في فرقة "ذا بيتلز" في نيويورك في الليلة السابقة. رحل لينون في سن الـ 40، وعندما خرج مكارتني كان يمضغ العلكة، فاندفع الصحافيون نحوه ومدوّا الميكروفونات راغبين في معرفة شعوره. اكتفى المغني بالقول "مصدوم جداً، كما تعلمون إنه خبر فظيع". تعتمد وسائل الإعلام على التصريحات القصيرة التي يمكن أن تتحول إلى عناوين صحافية جذابة، لكن مكارتني لم يكن متعاوناً وكانت أجوبته مختزلة ومشحونة بالتحدي، سلسلة من ردود الأفعال المقتضبة، وعندما سئل عما إذا كان يخطط لحضور الجنازة، أجاب "لا أعرف بعد"، وحين سئل ما إذا كان سيتواصل مع بقية أعضاء الفرقة قال، "ربما، نعم". استمر الصحافيون في محاصرته وكانوا يريدون معرفة ما كان يفعله في الأستوديو، فأجاب "كنت فقط أستمع لبعض الأشياء"، موضحاً أنه لم يبق في المنزل لأنه "لم يشعر برغبة في ذلك". يكفي القول إنه لم يكن هناك أي تقدم في المحادثة حتى ألقى مكارتني فجأة جملة أثبتت أنها ستظل خالدة، قال "إنه أمر محبط، أليس كذلك؟"، وأضاف "حسناً، شكراً" قبل أن يبتعد من المكان. إذا كان العالم مفتوناً بالدراما النفسية بين اثنين من ألمع كتّاب الأغاني، فقد ضمن رد مكارتني اللامبالي استمرار هذا الافتتان. يفتتح كتاب "جون وبول: قصة حب عبر الأغاني" John & Paul: A Love Story in Songs لـ إيان ليزلي بتفاصيل دقيقة عن هذا المشهد، ويشرح الكاتب لي اليوم أنه لم يقم بذلك "للتلميح إلى أن بول كان مختلاً نفسياً" بل ليضع رد فعل مكارتني الهادئ في سياقه، ويقول ليزلي "كان ذلك آلية دفاعه وكان سيبعد هذا الخبر الفظيع والمفجع ويتجاهله ويتظاهر أنه لم يحدث، ويفكر في العمل بدلاً من ذلك"، ويضيف "هذا ما يفعله. بول شخص عاطفي للغاية وهذا لا يظهر دائماً". "جون وبول" هو الأحدث في سلسلة لا تنتهي من الكتب التي تتناول كيف أن أربعة شبان من ليفربول خلقوا واحدة من أعظم الأعمال الموسيقية في التاريخ، إنها قصة لا يبدو أننا نشبع من سماعها وتظل صامدة في وجه إعادة السرد المستمرة. التقيت ليزلي في مكتب ناشره في ظهيرة يوم بارد في فبراير (شباط) وقد جلب معه زكاماً ثقيلاً ووجبة غداء من سلسلة مطاعم سريعة وبدأ تناولها أثناء حديثنا، مستخرجاً كل مكونات وجبته من كيسه الصغير، شطيرة، رقائق بطاطس، زبادي، عصير تفاح، كما لو كان ساحراً يخرج المفاجآت من قبعته، يبلغ من العمر 53 سنة، ومع نظارته ومعطفه المخملي كان يبدو عليه طابع أكاديمي، كان ليزلي يعمل في مجال الإعلانات قبل أن يترك هذا المجال لتأليف كتب عن سبب كذب الناس ولماذا يختلفون وغيرها من الأمور، ويشير قائلاً "أكتب عن علم النفس لأنني مفتون به، ولكنني لست اختصاصياً نفسياً"، فلماذا اختار الكتابة عن "ذا بيتلز"؟ يقول ليزلي "كان هناك أشياء أردت التعبير عنها، بالطبع كُتب كثير من الكتب عنهم على مر السنين، مئات إن لم تكن آلافاً، لكن بالنسبة إلي كان كثير منها مخيباً للآمال، وأردت أن أصحح ذلك من خلال النظر بشكل خاص في العلاقة بين جون وبول، لأنها لطالما أثارت اهتمامي". كانت لديه مصادر كثيرة بالطبع ولم يستمد عمله فقط من شغفه العميق الذي استمر منذ طفولته (كنت من المعجبين منذ أن كنت في السابعة من عمري)، بل أيضاً من الكم الهائل من المعلومات المتاحة له. الوثائقي الضخم الذي أخرجه بيتر جاكسون ومدته ثمان ساعات "ذا بيتلز: عودوا" The Beatles: Get Back قدّم كنزاً من المعلومات والأفكار الجديدة، مما أتاح لـ ليزلي الفرصة للغوص في موضوعه بعناية فكرية، وعلى رغم نبرته التحليلية فإن الكتاب ينبض بمودة واضحة وإعجاب دائم، إنه يحبهم على رغم اعترافه بعدم معرفته بهم بصورة كاملة. يقول ليزلي في كتابه "نعتقد أننا نعرفهم، لكننا في الحقيقة لا نعرفهم، فالسرد التقليدي شوه شخصياتهم الحقيقية". يعيد "جون وبول" سرد القصة الأصلية الشهيرة التي تبدأ في نادي "كيفرن" في ليفربول، حيث انطلق أعضاء "ذا بيتلز" في رحلتهم نحو الشهرة مروراً بمراحل مهمة، مثل إقامتهم في هامبورغ واستقبالهم الحار هناك ومن ثم الهند، ويتناول الكتاب أيضاً تأثير دخول يوكو أونو في حياة جون مما زاد تعقيد العلاقة بينه وبين بول، ويركز على دراسة العلاقة المعقدة بينهما وكيف أسهمت تلك الديناميكيات في تفكك الفرقة عام 1974. كان جون دائماً فضولياً في ما يتعلق [بهويته الجنسية]، ولستُ أول شخص يطرح هذا الافتراض في بداية الكتاب يطرح ليزلي مسألة الهوية الجنسية، مشيراً إلى مقابلة يجري فيها اقتباس كلام مكارتني حين يقول للمحاور "في الليل كانت [أمي] تمر أحياناً أمام باب غرفتنا وهي ترتدي ملابس داخلية، وكنتُ أشعر بالإثارة الجنسية". لكن ما يثير الجدل أكثر هو الاقتراحات التي يطرحها ليزلي في شأن مشاعر لينون تجاه زميله في الفرقة، مشيراً إلى أنها كانت تتجاوز الصداقة البريئة، ويقول ليزلي الآن "كان جون دائماً فضولياً، ولست أول شخص يطرح هذا الافتراض". في الواقع، خلال جلسات وثائقي "عودوا" التي اعتمد عليها ليزلي بصورة كبيرة في أبحاثه، يقول لينون لـ مكارتني، ويبدو أنه كان نصف جاد ونصف مازح "كأنك وأنا عاشقان". لطالما كانت ميول لينون الجنسية موضوعاً يثير الفضول لدى محبي فرقة "ذا بيتلز"، وبعد ولادة ابنه الأول، جوليان، اختار لينون ألا يقضي الوقت مع عائلته الجديدة بل ذهب في عطلة مع مدير الفرقة، براين إبستين، الذي كان مثلياً، ويقول ليزلي "من المعروف نوعاً ما أنه كانت هناك علاقة عابرة بين براين وجون، لكننا لن نعرف أبداً عمق تلك العلاقة"، مضيفاً "لكنها حدثت، ربما كان جون في حال فوضى كبيرة من نواح كثيرة، وأعتقد أنه جرى التقليل من شأن حجم هذه الفوضى، كان على باقي أعضاء الفرقة إدارة حالته باستمرار للحفاظ عليه داخل الفرقة". وينقل ليزلي أيضاً مقتطفاً من مقابلة كانت أجرتها يوكو أونو مع مؤرخ فرقة "ذا بيتلز"، فيليب نورمان، إذ تحدثت عن "المشاعر العاطفية الجياشة التي كان يكنها جون تجاه بول"، وتحديداً حول "ما إذا كان من الممكن أن يكون جون مثلياً"، مما يشير إلى أن يوكو كانت قد فكرت في هذه الإمكانية أيضاً. أما بالنسبة إلى ما إذا كان قد حدث شيء بين الاثنين، فلا يعتقد ليزلي ذلك، ويقول "نفى [مكارتني الشائعات] كلياً، لم يحدث هذا أبداً، لم تكن هناك علاقة جنسية بينهما، حسناً، من يدري؟ لكنني لا أعتقد ذلك، وسأكون متفاجئاً إن حدث، فبول في الأساس شخص مغاير الميول الجنسية بصورة واضحة، وجون كان في الغالب مغايراً جنسياً". ومع ذلك، يضيف ليزلي، "أعتقد أنه ربما كان هناك عنصر شبقي في علاقتهما وأنهما كانا مفتونين ببعضهما بعضاً إلى حد ما، لكنني لا أظن أنهما كانا يمارسان الجنس، وربما خطر ببال جون في مرحلة ما أن يتساءل عما إذا كان ينبغي لهما أن يفعلا ذلك، لكن..."، ثم يتابع ضاحكاً "لكنه اصطدم بجدار ميول بول الجنسية، هذا هو تخميني". كما يتضح من مؤلفات ليزلي السابقة، مثل "كاذبون بالفطرة" (Born Liars) الصادر عام 2011، و"فن الاختلاف" (How to Disagree) الصادر عام 2022، أنه مفتون بعلم نفس التفاعل البشري: كيف نرتبط ببعضنا بعضاً؟ وكيف نفترق؟ إضافة إلى ما نحمله من ميل إلى الخداع والتنافس، ولهذا كان جون وبول موضوعاً مثالياً بالنسبة إليه، أما ليام ونويل غالاغر فربما كان من الصعب عليه كتابة كتاب مماثل عنهما، لكن عضوي فرقة الـ "بيتلز" حوّلا خلافاتهما إلى شكل من أشكال الفن، إنهما يستحقان أكثر من مجرد تحليل عابر. يخبرنا ليزلي أن الثنائي قضيا وقتهما في "ذا بيتلز" في تحفيز بعضهما بعضاً باستمرار، ويدعم أحدهما الآخر على رغم التنافس الدائم بينهما، وفي عام 1965، وعند الحديث عن سبب تبوء جون الصدارة في شراكتهما في كتابة الأغاني بدلاً منه، أي "لينون ومكارتني" بدلاً من "مكارتني ولينون"، اقترح بول أن صعوده في المكانة بعد كتابة أغنية "أمس" بمفرده قد "جعل جون يشعر بعدم الارتياح، لقد ارتفعتُ إلى مستواه وأصبحنا متساويين، جعله هذا يشعر بعدم الأمان، وكان دائماً كذلك في الواقع". كان شعور جون تجاه نفسه كعبقري أمراً في غاية الأهمية بالنسبة إليه، لكنه لم يكن متأكداً ما إذا كان يشعر بذلك فعلاً في غياب بول في السبعينيات أثبت مكارتني أنه ليس أقل شأناً من لينون، إذ حقق نجاحاً عالمياً مع فرقته الجديدة "وينغز"، بينما كان لينون، على الأقل في البداية، يواجه صعوبة في تحقيق النجاح نفسه، وفي عام 1971 كتب أغنيته "كيف تنام؟" بعد أن قرر مكارتني مقاضاة أعضاء فرقة "ذا بيتلز" لتفكيك شراكتهم قانونياً، وبعدما يقارب عقداً من الزمان، كان لينون لا يزال يتحدث عن كلمات أغنية "أمس" التي تعد ذروة إبداع مكارتني، وهو يشكو من السرد الذي "لم يجر حله حقاً". وكانت هناك بعض فترات الهدوء الموقت، وغالباً ما كانت بتشجيع من زوجتيهما الأكثر حكمة، لكن كما يوضح كتاب "جون وبول" بجلاء، ظلت الأمور معقدة. يقول ليزلي "لكن الأمر كان في غاية الصعوبة بالنسبة إلى كليهما، فلم يسبق لأحد أن عاش تجربة الانتماء السابق إلى فرقة بهذا التأثير"، مضيفاً "كانت هويتهما بالكامل مرتبطة بكونهما عضوين في 'ذا بيتلز' فكيف يمكنهما التعامل مع عدم كونهما كذلك بعد الآن؟ كيف يثبتان نفسيهما ككيان آخر؟" وكان لينون هو الأكثر معاناة، يقول ليزلي "كان شعور جون بذاته كعبقري أمراً في غاية الأهمية بالنسبة إليه، لكنه لم يكن متأكداً ما إذا كان يشعر بذلك فعلاً عندما لم يكن بول موجوداً، وكان وجوده مع بول يؤكد له شعوره بذاته كما كان يرغب، وعندما لم يكن بول حاضراً كان يشعر بالخوف من أنه لم يكن كذلك، وفي السبعينيات فقد شيئاً من زخمه". وإذا كانا في النهاية قد ظلا في مدار بعضهما بعضاً فإنهما فعلا ذلك، كما يقترح ليزلي، "لأنك إذا كنت تحب شخصاً بهذا العمق فإنك تواصل الأمل في تجاوز اللحظات الصعبة من أجل استعادة اللحظات الجميلة، وقد كانت علاقتهما حية دائماً ولم تصل حد الاستنزاف الكامل أبداً". وكما هو الحال دائماً فقد أثبت الزمن والبعد أنهما أفضل علاج، وقبل نهاية العقد ظهرت مؤشرات على أنهما قد يعيدان إحياء صداقتهما بالكامل، بالمعنى الأفلاطوني في الأقل، فكانا يتحدثان معاً بانتظام ويلتقيان أحياناً على العشاء، لكن الأحداث التي وقعت أمام مبنى داكوتا في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) عام 1980 وضعت حداً لذلك. يقول ليزلي، "فجأة أصبح جون ميتاً شهيداً، وسرعان ما أصبح يُنظر إليه على أنه العبقري الكبير للفرقة، بمثابة تمثال للسلام، شخصية قديسة"، وماذا عن مكارتني؟ يقول ليزلي "لقد فقد بول طريقه قليلاً خلال الثمانينيات، فلا أعتقد أنه خرج تماماً من تحت عباءة جون حتى منتصف التسعينيات مع برنامج 'بريتبوب'، فقد كانت جماهير البرنامج هي من اعتبرته مصدر إلهام، لذا استغرق الأمر وقتاً لإدراك أن بول كان أيضاً عبقرياً". كل تلك التوترات وكل ذلك الصراع وعدم الأمان كانت تغذي الموسيقى وتجعلها أفضل، ووسط كل ذلك، بالطبع، يجري تجاهل عضوي الفرقة الآخرين جورج هاريسون ورينغو ستار، فإذا كان لينون ومكارتني يتنافسان، فهل كان الأمر كذلك بالنسبة إلى عازف الغيتار وعازف الدرامز؟ يعترف ليزلي بأن هذا هو الحال على الأرجح، لكنه يضيف أن ذلك موضوع لكتاب آخر وليس كتابه هذا. "هل أشعر بالأسف تجاههما؟" يتساءل ليزلي في شأن التهميش النسبي لهاريسون وستار قبل أن يضيف "لا، لقد كانا محظوظين للغاية، وارتفع مستواهما بصورة هائلة لمجرد وجودهما في الغرفة مع جون وبول". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يدفع ليزلي بقايا غدائه جانباً ثم يميل للأمام وقد عادت له الحماسة ويقول إنه "من المثير للاهتمام أن جورج قد يكتب بعد ذلك 'هنا تبزغ الشمس' و'شيء' وهما من أفضل أغاني الـ 'بيتلز' على الإطلاق، لا أعتقد أنه كان سيكتب شيئاً كهذا لو لم يكن مع جون وبول في تلك الدائرة الصغيرة الساحرة التي أوجداها". ربما هذا هو النموذج المثالي لفكرة أن الكل أكبر من مجموع أجزائه؟ يومئ ليزلي ويقول "نعم، وفي النهاية أعتقد أن التوترات والصراعات بين جون وبول بخاصة كانت جوهر الموسيقى التي أنتجتها الفرقة، وحتى في أسوأ لحظات علاقتهما كانا لا يزالان يتعاونان، ولا يزال كل منهما هو المعجب الأول بالآخر، وكل ذلك التوتر وكل تلك الصراعات وعدم الأمان جرت تغذيتها في الموسيقى فجعلتها أفضل، وكثير من عبقريتهم الجماعية نبع من كونهم كياناً غير مستقر، ولو كانوا أكثر طبيعية وأكثر راحة وأقل تعقيداً فلربما لم يكن لدينا 'ذا بيتلز' كما عرفناها، وربما لم يصنعوا موسيقى رائعة كهذه، وهذا هو السبب في أنني أعتقد أن هذه قصة جميلة، قصة حب في النهاية". كتاب "جون وبول: قصة حب عبر الأغاني" متوافر للقراءة من دار "فيبر آند فيبر" للنشر.

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك» (فيديو)
حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك» (فيديو)

الشرق الأوسط

time١٦-١١-٢٠٢٤

  • الشرق الأوسط

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك» (فيديو)

ظهر الأمير ويليام لأول مرة على تطبيق «تيك توك»، خلال زيارة إلى مركز حرم مدينة بلفاست يوم الخميس؛ حيث التقى بالطلاب الذين يسعون إلى مهن في الفنون. وفي مقاطعة للجدول الزمني المعتاد، انضم أمير ويلز إلى الأجواء المرحة، وسجَّل مقطع فيديو مع الطالبة سامانثا جونسون. وفي الفيديو، طلبت سامانثا من الأمير ويليام (42 عاماً) أن يشرح لمعلمها سبب تأخرها عن محاضرتها. قالت مازحة: «فقط أخبرها لماذا تأخرنا! فقط اعتذر». #princewilliam #royalfamily #ulsteruniversity #university #lecture #late ♬ original sound - samantha وأظهرت الزيارة، التي تهدف إلى التواصل مع المبدعين الشباب، الجانب الودود من الأمير ويليام؛ حيث تفاعل مع الطلاب على المنصة الشهيرة. أخذ ويليام طلب التصوير عبر «تيك توك» على محمل الجد، ورد بابتسامة: «إلى ليزلي؟ هل تسجلين؟». وأضاف الأمير ويليام مخاطباً الكاميرا: «ليزلي، أنا آسف جداً لتأخرنا، لكن يبدو أنهم منشغلون، ولن يصدقوا أنك هنا، لذا فقط قولي: (مرحباً)»، حسبما أفادت به صحيفة «إندبدنت» البريطانية. جاءت اللحظة المرحة في الوقت الذي احتفل فيه الملك تشارلز بعيد ميلاده السادس والسبعين بزيارة إلى مركز توزيع المواد الغذائية في جنوب لندن. وكانت الملكة غائبة بشكل ملحوظ؛ حيث استمرت في التعافي من عدوى في الصدر. ورغم غيابها، سلَّطت زيارة الملك الضوء على التزامه بمعالجة أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة، من خلال مبادرات، مثل مشروع الغذاء للتتويج ومشروع فيليكس.

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك»
حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك»

الشرق الأوسط

time١٦-١١-٢٠٢٤

  • الشرق الأوسط

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك»

ظهر الأمير ويليام لأول مرة على تطبيق «تيك توك»، خلال زيارة إلى مركز حرم مدينة بلفاست يوم الخميس؛ حيث التقى بالطلاب الذين يسعون إلى مهن في الفنون. وفي مقاطعة للجدول الزمني المعتاد، انضم أمير ويلز إلى الأجواء المرحة، وسجَّل مقطع فيديو مع الطالبة سامانثا جونسون. وفي الفيديو، طلبت سامانثا من الأمير ويليام (42 عاماً) أن يشرح لمعلمها سبب تأخرها عن محاضرتها. قالت مازحة: «فقط أخبرها لماذا تأخرنا! فقط اعتذر». #princewilliam #royalfamily #ulsteruniversity #university #lecture #late ♬ original sound - samantha وأظهرت الزيارة، التي تهدف إلى التواصل مع المبدعين الشباب، الجانب الودود من الأمير ويليام؛ حيث تفاعل مع الطلاب على المنصة الشهيرة. أخذ ويليام طلب التصوير عبر «تيك توك» على محمل الجد، ورد بابتسامة: «إلى ليزلي؟ هل تسجلين؟». وأضاف الأمير ويليام مخاطباً الكاميرا: «ليزلي، أنا آسف جداً لتأخرنا، لكن يبدو أنهم منشغلون، ولن يصدقوا أنك هنا، لذا فقط قولي: (مرحباً)»، حسبما أفادت به صحيفة «إندبدنت» البريطانية. جاءت اللحظة المرحة في الوقت الذي احتفل فيه الملك تشارلز بعيد ميلاده السادس والسبعين بزيارة إلى مركز توزيع المواد الغذائية في جنوب لندن. وكانت الملكة غائبة بشكل ملحوظ؛ حيث استمرت في التعافي من عدوى في الصدر. ورغم غيابها، سلَّطت زيارة الملك الضوء على التزامه بمعالجة أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة، من خلال مبادرات، مثل مشروع الغذاء للتتويج ومشروع فيليكس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store