logo
فتحية العسال.. فى قلب النضال

فتحية العسال.. فى قلب النضال

الأربعاء، 5 فبراير 2025 08:54 مـ بتوقيت القاهرة
فتحية العسال، اسم يتردد فى الذاكرة كلما ذُكرت النضالات النسوية والإبداع الأدبى، لم تكن حياتها مجرد فصول تُروى، بل مشاهد نابضة بالحياة، امتزجت فيها قوة الكلمة مع ثقل المواقف، هذه ليست سيرة ذاتية لها، بل لقطات من سيرة حياة كنت حاضرًا فى بعضها وشاهدًا على بعضها الآخر، هى حكايات تسافر بين شوارع القاهرة وأزقة بيروت، وبين مقاعد النضال وطاولات الكتابة، لتروى قصة امرأة استثنائية عاشت وكتبت وناضلت حتى آخر رمق.المشهد الأول: لقاء تحت الحصار
بيروت، 1982، صوت القذائف يقطع صمت المدينة، ورائحة البارود تعبق الأجواء، فى منطقة الفاكهاني، التى بدت شبه خالية إلا من المقاتلين وبعض العاملين الضروريين، كنت أخرج من مقر وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا'، أحمل معى ملفات وتقارير تحكى عن الحصار والصمود.
فى الخارج، استوقفنى رجل خمسينى الملامح، بلهجة مصرية واضحة: 'معلش، يا أستاذ، تعرف فين مقرات المنظمة هنا؟' توقفت للحظة، متأملاً وجهه المتعب، ثم سألته عن السبب، قال بحماس: 'بدوّر على فتحية العسال، سمعت أنها هنا فى بيروت دعماً للمقاومة الفلسطينية.'
ابتسمت، وقد عرفت أننى أمام الكاتب عبد الله الطوخى، 'إذن، حضرتك زوجها؟' سألته، فأومأ برأسه، اصطحبته إلى الفندق، حيث كانت تقيم، وتعرفت عليه بشكل أعمق، اكتشفت أنه ابن قرية ميت بدر خميس، تلك القرية التى قضيت فيها عامين من حياتى القريبة من جامعة المنصورة، 'عمدة القرية من عائلة الطوخى، أليس كذلك؟' سألته، فرد بفخر: 'عمى'!
هذا الحوار البسيط قرّب بيننا سريعًا، حينها تعمقت علاقتى بفتحية العسال أكثر، كانت من الوفد المصرى الذى جاء لكسر الحصار، وكانت تحمل رسالة من الحزب تضم اسمى، ضمن بضعة أسماء أخرى من الزملاء، فتحية بصوتها الواثق وحضورها المميز، لم تكن مجرد كاتبة، كانت رمزًا للمرأة المناضلة، التى تواجه القهر بالحرف والموقف.
فى الأيام التى تلت ذلك، كنت أشارك الوفد فى لقاءاتهم مع القيادات اللبنانية والفلسطينية، كان حضورها مشعًا، وكلماتها صدى للحرية والمقاومة، بين رائحة البارود وصوت القذائف، كانت فتحية العسال تكتب بصمتها الخاصة على جدران بيروت المحاصرة.
المشهد الثانى: عيد ميلاد لا يُنسى فى دمشق
دمشق، 1982. المدينة التى احتضنت المناضلين والمثقفين من كل حدب وصوب بدت فى تلك الليلة أكثر دفئًا وحميمية، فى أحد الفنادق، كان حفلٌ صغير ينعقد على شرف الكاتبة والمناضلة فتحية العسال، حضره نخبة من الكتاب والفنانين السوريين والفلسطينيين والمصريين، على رأس الحضور، الفنان دريد لحام، الذى كان يحتفى بها كرمز مصرى للنضال والفن.
دخلتُ الحفل لأرافق فتحية، إلى احتفال بسيط أعددته فى شقتى بمناسبة عيد ميلادى، عندما أخبرتها بنيتي، أضاء وجهها بابتسامة دافئة وقالت بحزم: 'لا يمكن أن أكون فى دمشق يوم عيد ميلادك، ولا أشاركك الاحتفال.' حاول الحضور، بإلحاح، إقناعها بالبقاء، مؤكّدين أن الحفل قد أُعد خصيصًا لها، لكنها أصرت على مرافقتى، قالت بصوت لا يقبل النقاش: 'لإلهامى مكانة خاصة، ولا شىء يمنعنى من مشاركته هذه المناسبة'.
رافقناها إلى شقتى، حيث كان الأصدقاء قد بدأوا الاحتفال هناك، أضفت فتحية بحضورها الدافئ روحًا من الحميمية إلى السهرة، لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما انضم إلينا الفنان محمد منير، والموسيقار يحيى خليل، طلب يحيى صينية نحاسية، وحوّلها إلى آلة إيقاع، بينما بدأ منير يغنى بصوته الفريد أغانى مثل 'الليلة يا سمرة' و'شبابيك'.
كانت الأجواء ساحرة، وصوت منير الذى تمازج مع إيقاع النحاس أضاف للحفل روحًا لا تُنسى الجميع كان يغنى ويرقص، كأن الحصار والحروب نسيت نفسها لوهلة، سجلتُ تلك اللحظات النادرة على شريط كاسيت، لكن مع أسف السنوات والتنقلات، فقدت الشريط، وبقيت الذكريات محفورة فى الذاكرة.
تلك الليلة لم تكن فقط احتفالاً بعيد ميلادى، بل كانت لحظة تجسد الروح النضالية والإبداعية التى جمعتنا بفتحية العسال، بحضورها القوى وإصرارها على مشاركة البسطاء والمثقفين على حد سواء، أكدت مكانتها ليس فقط ككاتبة، بل كإنسانة حقيقية تنبض بالوفاء.
المشهد الثالث: فك طلاسم القاهرة
أواخر الثمانينيات، القاهرة المدينة الصاخبة التى تبدو وكأنها كائن حى نابض بالغموض، عدتُ إلى مصر بعد سنوات من الغربة، وكانت العاصمة بالنسبة لى لغزًا كبيرًا يصعب فك شيفرته، لكن القدر جعل فتحية العسال، ابنة حى السيدة زينب العريق، أول من يقودنى فى رحلتى لفهم هذه المدينة.
بسيارتها الفيات 32 المتواضعة، كانت تصطحبنى فى جولات لا تُنسى. من أزقة القاهرة الشعبية إلى أحيائها الراقية، عرّفتنى بكل ما يجعل هذه المدينة استثنائية، أحيانًا كنا نتوقف عند أحد شواطئ النيل، حيث كانت فتحية تبدأ حوارًا خاصًا مع الماء. 'النيل يجيب لى رسائل لا أحد يعرفها غيري'، قالت لى يومًا بابتسامة غامضة، شعرت حينها أن علاقتها بالنيل كانت كعلاقة الكاتب بصفحة بيضاء، تحمل أسرارًا لا يبوح بها إلا لمن يملك القدرة على الإصغاء.
كان لها الفضل الأول فى ارتباطى بالقاهرة، بفضلها، تعرفت على نخبة من مثقفيها، وأماكن تجمعاتهم، اصطحبتنى إلى أتيليه الكتاب، حيث جعلتنى أنضم لعضويته، فاتحًا أمامى بابًا جديدًا من اللقاءات الأدبية والثقافية، لم تكن هذه الجولات تقتصر على شوارع القاهرة، بل امتدت إلى رحلات أبعد، سافرنا معًا إلى طرابلس الليبية، ضمن وفد النقابات المهنية برئاسة سعد الدين وهبة، فى محاولة لكسر الحصار الأمريكى، وفى رحلة أخرى، إلى صنعاء، ضمن مؤتمر تضامنى مع القضية الفلسطينية.
قرب السكن كان له دور فى توطيد العلاقة، كانت فتحية تقيم فى شارع المبتديان، على بعد أقل من كيلومتر من مقر إقامتى فى باب اللوق، كثيرًا ما كنا نلتقى، أو نتبادل الأحاديث الطويلة عبر الهاتف، وللمفارقة كانت أرقام هواتفنا المنزلية متتالية، وكأنها خيط آخر يربطنا.
فى أحد الأيام، دعتنى إلى طاولتها المفضلة فى فندق شبرد القريب. هناك، كانت تختلى بنفسها للكتابة والتفكير، بنصيحتها، قمت بحجز طاولة لى فى نفس الفندق، حيث حاولت أن أحذو حذوها، لكننى لم أستمر طويلًا فى هذه العادة، بينما استمرت هى، وفية لعزلتها المنتجة.
تعلمت منها الكثير، على مستوى الفكر والحياة، كانت فتحية العسال بالنسبة لى أكثر من كاتبة أو صديقة، كانت مدرسة فى النضال والإبداع. وبرغم رحيلها، ستظل ذكراها محفورة فى قلبى، وصوتها يهمس لى بأسرار النيل وحكايات القاهرة.
المشهد الأخير: الفراق والندم
القاهرة 2014، السنوات التى سبقت كانت شاهدة على تغيرات كبرى فى المشهد السياسى والاجتماعى، كنت أنا وفتحية العسال، برغم تطابق رؤانا السياسية لسنوات طويلة، قد وجدنا أنفسنا على طرفى نقيض بعد أحداث 25 يناير، بالنسبة لها كانت تلك الأيام ثورة شعبية بكل تفاصيلها، أما أنا، فكنت أراها محاطة بالغموض وعلامات الاستفهام، لم تكن هذه الخلافات جوهرية، لكنها تركت بصمتها، وأسهمت فى تقليل تواصلنا تدريجيًا.
عندما مرضت فتحية، وجدت نفسى مترددًا فى زيارتها، ليس لعدم المحبة، بل لأننى كنت أحتفظ لها بصورة مشرقة، قوية، ممتلئة بالحياة، لم أستطع تصورها ضعيفة أو مُنهكة، كنت أكتفى بالاتصال بها هاتفيًا، أطمئن على حالها وأحادثها، كما كنا نفعل دومًا، كانت قد انتقلت للسكن فى حى المعادى، على بعد 12 كيلومترًا من مقر إقامتى، وكان البعد الجغرافى يضاف إلى التباعد النفسى الذى فرضته الأحداث.
فى لحظاتها الأخيرة، كنت غائبًا، لكنها لم تغب عنى يومًا فى أوقات شدتى واحتياجى، رحلت فتحية العسال بجسدها، وصعدت روحها إلى بارئها، لكنها تركت فراغًا لم يملأه الزمن، لم يكن الفقد فقط فى حضورها الجسدى، بل فى غياب اللحظات التى كان يمكن أن أشاركها فيها دعمًا، كما فعلت هى معى فى أكثر أوقات حياتى أهمية.
'لم أكن معها فى لحظاتها الأخيرة'، هذا الشعور بالندم ظل يرافقنى، كظل ثقيل، لأنه كان يحمل فى طياته ذكرى امرأة كانت دائمًا حاضرة فى أشد لحظاتى حرجًا، فتحية لم تغادرنى أبدًا، ظلت فى ذاكرتى صوتًا قويًا، ويدًا ممدودة، وقلبًا نابضًا بالإخلاص.
فتحية العسال، كاتبة مصرية ولدت فى 26 ديسمبر 1923، وتوفيت 15 يونيو 2014، تزوجت من الكاتب عبد الله الطوخى، كتبت 57 مسلسلا تليفزيونيا، وعشر مسرحيات، تعتبر واحدة من المناضلات اللواتى كافحنا حتى أصبحت كاتبة شهيرة، خصوصا أنها حرمت من التعليم المنتظم، لكنها استطاعت أن تثقف نفسها بنفسها، وكان لديها مواقف شجاعة فى جميع القضايا الوطنية، خصوصا قضايا المرأة.
الخاتمة عَبرة ودَرس فتحية العسال لم تكن مجرد صديقة، بل كانت جزءًا من رحلتى، شريكة فى الحلم والتجربة، رحيلها ذكرنى بقيمة الوقت مع من نحب، وأهمية أن نكون حاضرِين، حتى فى أصعب اللحظات، فهى كانت دائمًا معى، وكم تمنيت أن أكون معها حتى النهاية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عاجل- 17 شهيدًا في غزة جراء قصف إسرائيلي يستهدف نازحين ومنازل مدنية
عاجل- 17 شهيدًا في غزة جراء قصف إسرائيلي يستهدف نازحين ومنازل مدنية

مصرس

timeمنذ 6 ساعات

  • مصرس

عاجل- 17 شهيدًا في غزة جراء قصف إسرائيلي يستهدف نازحين ومنازل مدنية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الخميس 22 مايو 2025، عن استشهاد 17 مواطنًا، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، نتيجة تصعيد عسكري إسرائيلي عنيف استهدف مناطق متفرقة في قطاع غزة، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). دير البلح تحت النار: 9 من عائلة واحدة بين الشهداءوأوضحت الوزارة في بيانها، أن 10 مواطنين بينهم 9 أفراد من عائلة واحدة، ارتقوا جراء قصف إسرائيلي استهدف بركسًا يأوي نازحين بالقرب من حاووز المياه في منطقة البركة ببلدة دير البلح وسط القطاع، في جريمة إنسانية جديدة تضاف إلى سجل الاعتداءات المتكررة على المدنيين.الصحة: أكثر من 120 مليار جنيه خصصتها الدولة المصرية لتطوير البنية التحتية الطبية في كافة أنحاء الجمهوريةتحركات أوروبية ودولية تجاه غزة.. خبراء ل "الفجر": الدعم رمزي والمطالبات بتفعيل الضغط على إسرائيلوأضاف البيان أن اثنين آخرين استشهدا داخل خيمة نازحين في مخيم الصداقة جنوب دير البلح، فيما استشهد خمسة مواطنين جراء استهداف منزل عائلة بخيت في منطقة الصفطاوي شمال غرب غزة.استهداف منازل عائلات شمال القطاعوبيّن البيان أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت أيضًا منزلين في منطقة الزرقا شمال القطاع، أحدهما يعود لعائلة مقاط والآخر لعائلة القانوع، وأسفر القصف عن استشهاد جميع من كانوا داخل المنازل.وفي منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمال غزة، شنت قوات الاحتلال غارة عنيفة على منزل سكني، مما أدى إلى أضرار جسيمة في الموقع المستهدف ومحيطه.اقتحام مستشفى العودة وإحراق خيام النازحينفي تصعيد خطير وغير مسبوق، اقتحمت آليات الاحتلال ساحة مستشفى العودة الواقع في تل الزعتر شمال غزة، وأطلقت الرصاص الحي بشكل كثيف، كما أقدمت قوات الاحتلال على إشعال النيران في خيام النازحين داخل ساحة المستشفى، ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.نسف مبانٍ سكنية وإخماد حريق ضخم شمال القطاعكما نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف لعدد من المباني السكنية شرق بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس، في حين تمكنت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني من إخماد حريق هائل اندلع في برج الراغب بمنطقة الكرامة شمال غرب غزة، بعد استهدافه بشكل مباشر من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي.

دول العالم تدين استهداف اسرائيل لوفد دبلوماسي دولي في جنين
دول العالم تدين استهداف اسرائيل لوفد دبلوماسي دولي في جنين

النهار المصرية

timeمنذ 19 ساعات

  • النهار المصرية

دول العالم تدين استهداف اسرائيل لوفد دبلوماسي دولي في جنين

استنكرت دول عديدة حول العالم إطلاق القوات الإسرائيلية الأربعاء، الرصاص على وفد دبلوماسي دولي عند المدخل الشرقي لمخيم جنين بشمال الضفة الغربية. واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، الأربعاء، أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتجاه الدبلوماسيين تهديدات "غير مقبولة". وكتب تاياني في منشور على "إكس": "نطلب من الحكومة الإسرائيلية توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حقّ الدبلوماسيين غير مقبولة"وأفاد بيان صادر عن الخارجية الإيطالية بأن تاياني استدعى السفير الإسرائيلي بشأن الواقعة. إسبانيا من جانبها "نددت بشدة" بإطلاق النار الإسرائيلي خلال زيارة الدبلوماسيين، وجاء في بيان مقتضب للخارجية الإسبانية: "الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنية بالمسألة لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدة". وبدورها اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين هو "غير مقبول"، مضيفة لصحافيين في بروكسل "ندعو إسرائيل إلى التحقيق في هذه الحادثة ونطلب محاسبة المسؤولين عنها". وطالب وزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو إسرائيل بـ"توضيحات مقنعة" حول الحادث، موضحا عبر منصة إكس أن الدبلوماسي البلجيكي "بخير لحسن الحظ"، ومؤكدا أن "هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يقومون بزيارة رسمية لجنين تم تنسيقها مع الجيش الإسرائيلي ضمن موكب يضم عشرين مركبة يمكن تحديد هويتها بوضوح". كما قالت الخارجية الألمانية: "نطالب الحكومة الإسرائيلية بتوضيح الملابسات على الفور"، معبرة عن "إدانتها الشديدة لإطلاق النار غير المبرر" وأعلن، بدوره، وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن باريس ستستدعي السفير الإسرائيلي عقب إطلاق نار "غير مقبول". وكتب بارو على منصة إكس: "زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة". من جهتها، دانت مصر إطلاق إسرائيل النار على الوفد الدبلوماسي وعبرت عن رفضها المطلق لما حدث، مشيرة إلى أن السفير المصري برام الله كان ضمن هذا الوفد ووصفت الخارجية الأردنية ما حدث مع الوفد الدبلوماسي بأنه "انتهاك للاتفاقيات وللأعراف الدبلوماسية". أطلقت القوات الإسرائيلية، الأربعاء، الرصاص على وفد دبلوماسي دولي عند المدخل الشرقي لمخيم جنين بشمال الضفة الغربية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية. وذكرت الوكالة أن ذلك جاء أثناء تواجد الوفد الدبلوماسي عند مدخل مخيم جنين "للاطلاع على الواقع المأساوي للمخيم". وأفادت بأن الجنود الإسرائيليين المتواجدين في مخيم جنين "أطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر وكثيف تجاه الوفد الدبلوماسي أثناء تواجده في محيط مخيم جنين للاطلاع على أوضاع المخيم والحصار المفروض عليه". وأشارت إلى أنه "خلال تواجد الوفد قرب البوابة الحديدية التي نصبها الاحتلال على مدخل المخيم الشرقي أطلق جنود الاحتلال النار بشكل كثيف اتجاه الوفد ومجموعة من الصحفيين الذين يغطون الزيارة". ولفتت إلى أن "وفدا دبلوماسيا من الوزارات العربية والأجنبية قد زار مقر محافظة جنين صباح اليوم واطلع على أوضاع المدينة والمخيم، وقدم المحافظ شرحا مفصلا حول الوضع الاقتصادي للمدينة، وتأثير العدوان على مرافق الحياة في المدينة والخسائر التجارية وتدمير البنية التحتية، إضافة لأوضاع 22 الف نازح أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم في المخيم". ووفق الوكالة، فقد ضم الوفد سفراء مصر، والأردن، والمغرب، والاتحاد الأوروبي، والبرتغال، والصين، والنمسا، والبرازيل، وبلغاريا، وتركيا، وإسبانيا، وليتوانيا، وبولندا، وروسيا، وتركيا، واليابان، ورومانيا، والمكسيك وسيريلانكا، وكندا، والهند، وتشيلي، وفرنسا، وبريطانيا وعدد من ممثلي الدول الأخرى. وأقرّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق "طلقات تحذيرية" بعدما "انحرف" الدبلوماسيون عن المسار المعتد في الضفة الغربية. وذكر في بيان: "في وقت سابق من اليوم، دخل وفد دبلوماسي إلى جنين بتنسيق مُحكم. وخلال عملية التنسيق، مُنح أعضاء الوفد مسارا مُعتمدا لسلوكه، نظرا لتواجدهم في منطقة قتال نشطة". وأوضح أنه "وفقا للتحقيق الأولي، انحرف الوفد عن مساره ووصل إلى منطقة يُحظر البقاء فيها. أطلقت قوة من الجيش الإسرائيلي تعمل في تلك النقطة نيرانا مُراوغة. ولم تُسفر الحادثة عن أضرار أو إصابات". وتابع: "سيُجري قائد فرقة الضفة الغربية، العميد ياكي دولف، تحقيقا فوريا في الحادثة. كما أمر قائد الإدارة المدنية، العميد هشام إبراهيم، ضباط الوحدة بالتواصل فورا مع ممثلي الدول، وسيُجري قريبا محادثات شخصية مع الدبلوماسيين لاطلاعهم على نتائج التحقيق الأولي الذي أُجري في هذا الشأن. يُعرب الجيش الإسرائيلي عن أسفه للإزعاج الذي سببه ذلك".

لحظة فرار الوفد الدبلوماسي من نيران الاحتلال
لحظة فرار الوفد الدبلوماسي من نيران الاحتلال

مصراوي

timeمنذ 21 ساعات

  • مصراوي

لحظة فرار الوفد الدبلوماسي من نيران الاحتلال

وكالات أظهرت الكثير من مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة فرار الوفد الدبلوماسي في جنين، والذي يضم سفراء وممثلين من حوالي 30 دولة. 🔴 إطلاق النار باتجاه وفد دبلوماسي عربي وأوربي مؤلف من 25 شخص خلال زيارتهم إلى مخيم جنين مما اضطرهم إلى الفرار ركضاً من الموقع حفاظا على حياتهم إثر استهدافهم بشكل مباشر — #Birow (@Qxj9EpiXyt9sd0O) May 21, 2025 وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي بكثافة باتجاه الوفد الدبلوماسي والصحفيين المرافقين له، لا سيما أثناء تواجدهم بالقرب من البوابة الحديدية المقامة عند المدخل الشرقي للمخيم. ومن جانبه برر الجيش الإسرائيلي الحادثة بقوله إن إطلاق النار جاء نتيجة "خروج الوفد عن المسار المحدد مسبقًا"، ما استدعى اتخاذ إجراءات تحذيرية. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الوفد لم يلتزم بالمسار المخصص له خلال الزيارة، ما أدى إلى دخوله منطقة مصنّفة بأنها "محظورة" وتشهد عمليات قتالية نشطة، الأمر الذي دفع القوات إلى إطلاق النار لتحذيرهم من البقاء في تلك المنطقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store