logo
#

أحدث الأخبار مع #فتحيةالعسال،

تبدأ من 57 جنيه.. أسعار تذاكر مسرحية سجن النسا
تبدأ من 57 جنيه.. أسعار تذاكر مسرحية سجن النسا

تحيا مصر

time٠٥-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • تحيا مصر

تبدأ من 57 جنيه.. أسعار تذاكر مسرحية سجن النسا

ازدادت عمليات البحث عن أسعار تذاكر مسرحية سجن النسا أصبحت أسعار تذاكر مسرحية سجن النسا التي يرصدها موقع مسرحية سجن النسا ومع البحث تبين أن أسعار تذاكر مسرحية سجن النسا تنقسم إلى 3 فئات وتتراوح بين 57 و82 و107 جنيهات، مما يجعل حضورها في متناول جميع المستويات الاجتماعية. تفاصيل مسرحية سجن النسا ومن الجدير بالذكر أن والعمل مأخوذ عن رائعة الكاتبة الكبيرة فتحية العسال، ويضم نخبة من الفنانات: هايدي عبد الخالق، هنادي عبد الخالق، شريهان الشاذلي، نشوى حسن، آية أبو زيد، راندا جمال، صافي فهمي، ليلة مجدي، دعاء الزيدي، ليلى مراد، جنى عطوة، إيريني مجدي، وولاء الجندي. كما تشارك هبة سليمان في التمثيل والغناء، وكتب الأشعار أحمد الشريف، ووضع الألحان محمد عزت، وصممت الأزياء سارة شكري، بينما نفذ الديكور محمود صلاح، والإضاءة محمود الحسيني، أما الاستعراضات فهي لمحمد بيلا. المسرحية من إخراج يوسف مراد منير. قصة مسرحية سجن النسا وتدور أحداث مسرحية سجن النسا حول مجموعة من النساء السجينات كل منهن لها تجربة وقضية مستقلة عن الأخرى، حيث تناولت المسرحية شرائح متعددة من النساء المسحوقات المنتهكات، ما بين المرأة القاتلة، السارقة، تاجرة المخدرات، الغارمات، وحتى الأبرياء منهن، ومن تعرضن للتحرش أو الاغتصاب وغيرهم.

زخم مسرحي في أيام عيد الفطر.. عروض متميزة وإقبال جماهيري كبير
زخم مسرحي في أيام عيد الفطر.. عروض متميزة وإقبال جماهيري كبير

البوابة

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البوابة

زخم مسرحي في أيام عيد الفطر.. عروض متميزة وإقبال جماهيري كبير

تشهد المسارح التابعة للبيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة حالة من الزخم الفني والجماهيري، حيث ترفع العروض المسرحية المختلفة شعار "كامل العدد"، في إشارة إلى الإيرادات المتميزة، رغم تقديمها بأسعار تذاكر مخفضة، والإقبال الكبير الذي يعكس تعطش الجمهور للفنون الحية طوال أيام عيد الفطر المبارك. يأتي هذا الإقبال مدفوعًا بجودة العروض المقدمة، التي تجمع بين الأعمال الكلاسيكية والتجارب المعاصرة، مما يعزز من دور المسرح كأحد أهم وسائل الإبداع والتنوير في المجتمع. تواصل فرق البيت الفني للمسرح تقديم باقة من العروض المسرحية المتميزة لجمهور المسرح، حيث تحتضن خشبات المسارح المصرية أعمالا متنوعة تناسب مختلف الأذواق. مسرح الكوميدي تقدم فرقة المسرح الكوميدي عرضها الجديد "في يوم وليلة"، تأليف وإخراج محمد عبد الستار، وذلك على مسرح ميامي في التاسعة مساء. المسرح الحديث يستضيف مسرح السلام العرض المسرحي "سجن النسا"، من تأليف الكاتبة الراحلة فتحية العسال، وإخراج يوسف مراد منير، في التاسعة مساء، كما تحتضن قاعة يوسف إدريس العرض المسرحي "كازينو"، من تأليف وأشعار أيمن النمر، ورؤية إخراجية لعمرو حسان، وذلك في الثامنة والنصف مساءً. مسرح الغد يقدم مسرح الغد العرض المسرحي "بلاي"، من تأليف سامح مهران، وإخراج محمد عبد الرحمن الشافعي، في الثامنة والنصف مساءً. مسرح الطليعة تعيد فرقة مسرح الطليعة تقديم رائعة "كارمن" برؤية إخراجية جديدة للمخرج ناصر عبد المنعم، حيث يُعرض على قاعة زكي طليمات بدءًا من ثالث أيام العيد، في تمام الثامنة والنصف مساءً. عروض للأطفال حرصا على تقديم محتوى ترفيهي وتعليمي للصغار، تقدم فرقة مسرح القاهرة للعرائس العرض المسرحي "مروان وحبة الرمان"، من تأليف رحمة محجوب، وإخراج ياسر عبد المقصود، على مسرح القاهرة للعرائس في السابعة مساء. كما تعرض فرقة المسرح القومي للأطفال مسرحية "مملكة الحواديت"، من تأليف وأشعار وليد كمال، وإخراج إيهاب ناصر، على المسرح القومي للأطفال في السابعة مساء. مسرح الشمس لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة تقدم فرقة مسرح الشمس عرضها المميز "أسطورة أرض الفراولة"، من تأليف سامح عثمان، وإخراج علي عثمان، وذلك على مسرح الحديقة الدولية في السابعة مساء. مسرح الإسكندرية وفي الإسكندرية، تستضيف خشبة مسرح ليسيه الحرية العرض المسرحي "غرام في المسرح"، من تأليف بدر محارب، إعداد محمد عبد القوي، وإخراج سامح الحضري، وذلك في الثامنة مساء. تُقدَّم هذه العروض في إطار حرص البيت الفني للمسرح على إثراء المشهد المسرحي المصري، وتقديم تجارب مسرحية تلبي تطلعات الجمهور بمختلف فئاته.

افتتاح عرض "سجن النسا" على مسرح السلام الليلة
افتتاح عرض "سجن النسا" على مسرح السلام الليلة

فيتو

time٠١-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • فيتو

افتتاح عرض "سجن النسا" على مسرح السلام الليلة

يفتتح البيت الفني للمسرح برئاسة المخرج هشام عطوة، العرض المسرحي "سجن النسا" من إنتاج فرقة المسرح الحديث، وذلك مساء اليوم الثلاثاء في تمام الثامنة والنصف مساء على مسرح السلام بشارع قصر العيني. مسرحية سجن النسا "سجن النسا" رائعة الكاتبة الكبيرة فتحية العسال، من بطولة هايدي عبد الخالق، هنادي عبد الخالق، شريهان الشاذلي، نشوى حسن، آية أبو زيد، راندا جمال، صافي فهمي، ليلة مجدي، دعاء الزيدي، ليلى مراد، جنى عطوة، ايرينى مجدي، ولاء الجندي، تمثيل وغناء هبة سليمان. العرض من أشعار أحمد الشريف، ألحان محمد عزت، أزياء سارة شكري، ديكور محمود صلاح، إضاءة محمود الحسيني، استعراضات محمد بيلا، وإخراج يوسف مراد منير. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

المسرح المصري يستقبل جمهوره بـ10 عروض في العيد
المسرح المصري يستقبل جمهوره بـ10 عروض في العيد

الشرق الأوسط

time٣١-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

المسرح المصري يستقبل جمهوره بـ10 عروض في العيد

يستقبل المسرح المصري، عبر 10 عروض، جمهوره في إجازة عيد الفطر، وتتنوع العروض بين موضوعات اجتماعية وغنائية واستعراضية، بالإضافة إلى مسرحيات الأطفال. ويحرص عشاق المسرح في مصر على الاستمتاع بالعروض المختلفة خلال موسم العيد، بالتزامن مع موسم عيد الفطر السينمائي، الذي يضم 5 أفلام كوميدية ورومانسية. الملصق الترويجي لمسرحية «سجن النسا» (البيت الفني للمسرح) تعرض المسرحية الدرامية الغنائية الاستعراضية «سجن النسا»، في موسمها الأول بداية من الثلاثاء في اليوم الثاني من العيد، على خشبة مسرح «السلام»، تأليف الكاتبة الراحلة فتحية العسال، ورؤية وإخراج يوسف مراد منير، وإنتاج «فرقة المسرح الحديث»، وبطولة مجموعة كبيرة من نجوم المسرح. الملصق الترويجي لمسرحية «في يوم وليلة» (البيت الفني للمسرح) وتقدم فرقة «المسرح الكوميدي» مسرحية «في يوم وليلة»، في موسمها الأول على مسرح «ميامي» ابتداءً من الثلاثاء، من بطولة محمد علي رزق، وسارة درزاوي، ومن تأليف وإخراج محمد عبد الستار. وعلى مسرح «الغد» يواصل صُنَّاع عرض «بلاي» تقديم المسرحية عبر موسم جديد، من تأليف سامح مهران، وإخراج محمد عبد الرحمن الشافعي، وينتمي العرض لكوميديا الارتجال، أما أحداثه فتدور حول فرقة مسرحية تبحث عن نص لتقدمه في موسم جديد؛ كما تعرض فرقة «مسرح الطليعة» مسرحية «كارمن» من إخراج ناصر عبد المنعم في قاعة زكي طليمات، بداية من الأربعاء. الملصق الترويجي لمسرحية «كارمن» (البيت الفني للمسرح) بدورها، تعرض فرقة «المسرح الحديث» مسرحية «كازينو»، على خشبة مسرح السلام، في قاعة يوسف إدريس، وهي من كتابة وأشعار أيمن النمر، ورؤية وإخراج عمرو حسان؛ حيث تدور الأحداث داخل كازينو في إطار تشويقي مثير. الملصق الترويجي لمسرحية «كازينو» (البيت الفني للمسرح) أما فرقة «مسرح القاهرة للعرائس» فتعرض مسرحية «مروان وحبة الرمان»، من تأليف رحمة محجوب، وإخراج ياسر عبد المقصود؛ وتقدم فرقة «المسرح القومي للأطفال» عرض «مملكة الحواديت»، من تأليف وأشعار وليد كمال، وإخراج إيهاب ناصر، على المسرح القومي للأطفال. وعلى مسرح الحديقة الدولية في القاهرة تعرض فرقة «مسرح الشمس لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة» مسرحية «أسطورة أرض الفراولة»، من تأليف سامح عثمان، وإخراج علي عثمان. الملصق الترويجي لمسرحية «مروان وحبة الرمان» (البيت الفني للمسرح) وفي الإسكندرية (شمال مصر)، تُقدم فرقة «مسرح الإسكندرية» مسرحية «غرام في المسرح»، تأليف بدر محارب، وإعداد محمد عبد القوي، وإخراج سامح الحضري، على مسرح «ليسيه الحرية». وعن بعض تفاصيل العرض المأخوذ من نص مسرحية «دراما الشحاذين»، يقول الكاتب الكويتي بدر محارب، إنه كتب المسرحية عام 2010، وعُرضت في فعالية «اليوم العالمي للمسرح» في الكويت باللغة العربية الفصحى، من إخراج المخرج الكويتي عبد العزيز صفر، وحقَّقت حينها نجاحاً لافتاً، وأُعيدت صيفاً في العام نفسه بناءً على رغبة الجمهور الكويتي، ومن ثَمّ ترشحت للمشاركة في مهرجان «دمشق الدولي»، في ديسمبر (كانون الأول)، من العام نفسه. ويُضيف محارب لـ«الشرق الأوسط»: «بعد هذه النجاحات نشرتُ كتاب (تاتانيا)، وهو عبارة عن نصوص مسرحية قصيرة تضمُّ مسرحيات (حدث في جمهورية الموز)، و(تاتانيا)، و(دراما الشحاذين)، وانتشر الكتاب في الوطن العربي بعد تبنِّي المجلس الوطني للثقافة في الكويت طباعته ونشره مجاناً مع سلسلة (عالم المعرفة)، في يناير (كانون الثاني) 2015». الملصق الترويجي لمسرحية «غرام في المسرح» (البيت الفني للمسرح) وذكر محارب أن النص قُدِّم عبر فرق مسرحية في الدول العربية، من بينها سوريا تحت اسم «أوبرا الشحاتين»، وقدمته فرقة «بني ياس» في الإمارات خلال مهرجان الشباب في دبي، كما قُدِّم في المغرب تحت اسم «على الهامش»، وفي مصر قدَّم النص أكثر من 10 فرق مسرحية، من بينها فرق الكليات في الجامعات، وكذلك قُدّم في «المعهد العالي للفنون المسرحية». وتضمُّ القاهرة كثيراً من المسارح الحكومية والخاصة، التي تكون وجهة مفضَّلة للأُسر المصرية خلال الإجازات، ويتميَّز مسرح الدولة برخص أسعار تذاكره، مقارنة بأسعار تذاكر القطاع الخاص.

فتحية العسال.. فى قلب النضال
فتحية العسال.. فى قلب النضال

الدولة الاخبارية

time٠٥-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدولة الاخبارية

فتحية العسال.. فى قلب النضال

الأربعاء، 5 فبراير 2025 08:54 مـ بتوقيت القاهرة فتحية العسال، اسم يتردد فى الذاكرة كلما ذُكرت النضالات النسوية والإبداع الأدبى، لم تكن حياتها مجرد فصول تُروى، بل مشاهد نابضة بالحياة، امتزجت فيها قوة الكلمة مع ثقل المواقف، هذه ليست سيرة ذاتية لها، بل لقطات من سيرة حياة كنت حاضرًا فى بعضها وشاهدًا على بعضها الآخر، هى حكايات تسافر بين شوارع القاهرة وأزقة بيروت، وبين مقاعد النضال وطاولات الكتابة، لتروى قصة امرأة استثنائية عاشت وكتبت وناضلت حتى آخر رمق.المشهد الأول: لقاء تحت الحصار بيروت، 1982، صوت القذائف يقطع صمت المدينة، ورائحة البارود تعبق الأجواء، فى منطقة الفاكهاني، التى بدت شبه خالية إلا من المقاتلين وبعض العاملين الضروريين، كنت أخرج من مقر وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا'، أحمل معى ملفات وتقارير تحكى عن الحصار والصمود. فى الخارج، استوقفنى رجل خمسينى الملامح، بلهجة مصرية واضحة: 'معلش، يا أستاذ، تعرف فين مقرات المنظمة هنا؟' توقفت للحظة، متأملاً وجهه المتعب، ثم سألته عن السبب، قال بحماس: 'بدوّر على فتحية العسال، سمعت أنها هنا فى بيروت دعماً للمقاومة الفلسطينية.' ابتسمت، وقد عرفت أننى أمام الكاتب عبد الله الطوخى، 'إذن، حضرتك زوجها؟' سألته، فأومأ برأسه، اصطحبته إلى الفندق، حيث كانت تقيم، وتعرفت عليه بشكل أعمق، اكتشفت أنه ابن قرية ميت بدر خميس، تلك القرية التى قضيت فيها عامين من حياتى القريبة من جامعة المنصورة، 'عمدة القرية من عائلة الطوخى، أليس كذلك؟' سألته، فرد بفخر: 'عمى'! هذا الحوار البسيط قرّب بيننا سريعًا، حينها تعمقت علاقتى بفتحية العسال أكثر، كانت من الوفد المصرى الذى جاء لكسر الحصار، وكانت تحمل رسالة من الحزب تضم اسمى، ضمن بضعة أسماء أخرى من الزملاء، فتحية بصوتها الواثق وحضورها المميز، لم تكن مجرد كاتبة، كانت رمزًا للمرأة المناضلة، التى تواجه القهر بالحرف والموقف. فى الأيام التى تلت ذلك، كنت أشارك الوفد فى لقاءاتهم مع القيادات اللبنانية والفلسطينية، كان حضورها مشعًا، وكلماتها صدى للحرية والمقاومة، بين رائحة البارود وصوت القذائف، كانت فتحية العسال تكتب بصمتها الخاصة على جدران بيروت المحاصرة. المشهد الثانى: عيد ميلاد لا يُنسى فى دمشق دمشق، 1982. المدينة التى احتضنت المناضلين والمثقفين من كل حدب وصوب بدت فى تلك الليلة أكثر دفئًا وحميمية، فى أحد الفنادق، كان حفلٌ صغير ينعقد على شرف الكاتبة والمناضلة فتحية العسال، حضره نخبة من الكتاب والفنانين السوريين والفلسطينيين والمصريين، على رأس الحضور، الفنان دريد لحام، الذى كان يحتفى بها كرمز مصرى للنضال والفن. دخلتُ الحفل لأرافق فتحية، إلى احتفال بسيط أعددته فى شقتى بمناسبة عيد ميلادى، عندما أخبرتها بنيتي، أضاء وجهها بابتسامة دافئة وقالت بحزم: 'لا يمكن أن أكون فى دمشق يوم عيد ميلادك، ولا أشاركك الاحتفال.' حاول الحضور، بإلحاح، إقناعها بالبقاء، مؤكّدين أن الحفل قد أُعد خصيصًا لها، لكنها أصرت على مرافقتى، قالت بصوت لا يقبل النقاش: 'لإلهامى مكانة خاصة، ولا شىء يمنعنى من مشاركته هذه المناسبة'. رافقناها إلى شقتى، حيث كان الأصدقاء قد بدأوا الاحتفال هناك، أضفت فتحية بحضورها الدافئ روحًا من الحميمية إلى السهرة، لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما انضم إلينا الفنان محمد منير، والموسيقار يحيى خليل، طلب يحيى صينية نحاسية، وحوّلها إلى آلة إيقاع، بينما بدأ منير يغنى بصوته الفريد أغانى مثل 'الليلة يا سمرة' و'شبابيك'. كانت الأجواء ساحرة، وصوت منير الذى تمازج مع إيقاع النحاس أضاف للحفل روحًا لا تُنسى الجميع كان يغنى ويرقص، كأن الحصار والحروب نسيت نفسها لوهلة، سجلتُ تلك اللحظات النادرة على شريط كاسيت، لكن مع أسف السنوات والتنقلات، فقدت الشريط، وبقيت الذكريات محفورة فى الذاكرة. تلك الليلة لم تكن فقط احتفالاً بعيد ميلادى، بل كانت لحظة تجسد الروح النضالية والإبداعية التى جمعتنا بفتحية العسال، بحضورها القوى وإصرارها على مشاركة البسطاء والمثقفين على حد سواء، أكدت مكانتها ليس فقط ككاتبة، بل كإنسانة حقيقية تنبض بالوفاء. المشهد الثالث: فك طلاسم القاهرة أواخر الثمانينيات، القاهرة المدينة الصاخبة التى تبدو وكأنها كائن حى نابض بالغموض، عدتُ إلى مصر بعد سنوات من الغربة، وكانت العاصمة بالنسبة لى لغزًا كبيرًا يصعب فك شيفرته، لكن القدر جعل فتحية العسال، ابنة حى السيدة زينب العريق، أول من يقودنى فى رحلتى لفهم هذه المدينة. بسيارتها الفيات 32 المتواضعة، كانت تصطحبنى فى جولات لا تُنسى. من أزقة القاهرة الشعبية إلى أحيائها الراقية، عرّفتنى بكل ما يجعل هذه المدينة استثنائية، أحيانًا كنا نتوقف عند أحد شواطئ النيل، حيث كانت فتحية تبدأ حوارًا خاصًا مع الماء. 'النيل يجيب لى رسائل لا أحد يعرفها غيري'، قالت لى يومًا بابتسامة غامضة، شعرت حينها أن علاقتها بالنيل كانت كعلاقة الكاتب بصفحة بيضاء، تحمل أسرارًا لا يبوح بها إلا لمن يملك القدرة على الإصغاء. كان لها الفضل الأول فى ارتباطى بالقاهرة، بفضلها، تعرفت على نخبة من مثقفيها، وأماكن تجمعاتهم، اصطحبتنى إلى أتيليه الكتاب، حيث جعلتنى أنضم لعضويته، فاتحًا أمامى بابًا جديدًا من اللقاءات الأدبية والثقافية، لم تكن هذه الجولات تقتصر على شوارع القاهرة، بل امتدت إلى رحلات أبعد، سافرنا معًا إلى طرابلس الليبية، ضمن وفد النقابات المهنية برئاسة سعد الدين وهبة، فى محاولة لكسر الحصار الأمريكى، وفى رحلة أخرى، إلى صنعاء، ضمن مؤتمر تضامنى مع القضية الفلسطينية. قرب السكن كان له دور فى توطيد العلاقة، كانت فتحية تقيم فى شارع المبتديان، على بعد أقل من كيلومتر من مقر إقامتى فى باب اللوق، كثيرًا ما كنا نلتقى، أو نتبادل الأحاديث الطويلة عبر الهاتف، وللمفارقة كانت أرقام هواتفنا المنزلية متتالية، وكأنها خيط آخر يربطنا. فى أحد الأيام، دعتنى إلى طاولتها المفضلة فى فندق شبرد القريب. هناك، كانت تختلى بنفسها للكتابة والتفكير، بنصيحتها، قمت بحجز طاولة لى فى نفس الفندق، حيث حاولت أن أحذو حذوها، لكننى لم أستمر طويلًا فى هذه العادة، بينما استمرت هى، وفية لعزلتها المنتجة. تعلمت منها الكثير، على مستوى الفكر والحياة، كانت فتحية العسال بالنسبة لى أكثر من كاتبة أو صديقة، كانت مدرسة فى النضال والإبداع. وبرغم رحيلها، ستظل ذكراها محفورة فى قلبى، وصوتها يهمس لى بأسرار النيل وحكايات القاهرة. المشهد الأخير: الفراق والندم القاهرة 2014، السنوات التى سبقت كانت شاهدة على تغيرات كبرى فى المشهد السياسى والاجتماعى، كنت أنا وفتحية العسال، برغم تطابق رؤانا السياسية لسنوات طويلة، قد وجدنا أنفسنا على طرفى نقيض بعد أحداث 25 يناير، بالنسبة لها كانت تلك الأيام ثورة شعبية بكل تفاصيلها، أما أنا، فكنت أراها محاطة بالغموض وعلامات الاستفهام، لم تكن هذه الخلافات جوهرية، لكنها تركت بصمتها، وأسهمت فى تقليل تواصلنا تدريجيًا. عندما مرضت فتحية، وجدت نفسى مترددًا فى زيارتها، ليس لعدم المحبة، بل لأننى كنت أحتفظ لها بصورة مشرقة، قوية، ممتلئة بالحياة، لم أستطع تصورها ضعيفة أو مُنهكة، كنت أكتفى بالاتصال بها هاتفيًا، أطمئن على حالها وأحادثها، كما كنا نفعل دومًا، كانت قد انتقلت للسكن فى حى المعادى، على بعد 12 كيلومترًا من مقر إقامتى، وكان البعد الجغرافى يضاف إلى التباعد النفسى الذى فرضته الأحداث. فى لحظاتها الأخيرة، كنت غائبًا، لكنها لم تغب عنى يومًا فى أوقات شدتى واحتياجى، رحلت فتحية العسال بجسدها، وصعدت روحها إلى بارئها، لكنها تركت فراغًا لم يملأه الزمن، لم يكن الفقد فقط فى حضورها الجسدى، بل فى غياب اللحظات التى كان يمكن أن أشاركها فيها دعمًا، كما فعلت هى معى فى أكثر أوقات حياتى أهمية. 'لم أكن معها فى لحظاتها الأخيرة'، هذا الشعور بالندم ظل يرافقنى، كظل ثقيل، لأنه كان يحمل فى طياته ذكرى امرأة كانت دائمًا حاضرة فى أشد لحظاتى حرجًا، فتحية لم تغادرنى أبدًا، ظلت فى ذاكرتى صوتًا قويًا، ويدًا ممدودة، وقلبًا نابضًا بالإخلاص. فتحية العسال، كاتبة مصرية ولدت فى 26 ديسمبر 1923، وتوفيت 15 يونيو 2014، تزوجت من الكاتب عبد الله الطوخى، كتبت 57 مسلسلا تليفزيونيا، وعشر مسرحيات، تعتبر واحدة من المناضلات اللواتى كافحنا حتى أصبحت كاتبة شهيرة، خصوصا أنها حرمت من التعليم المنتظم، لكنها استطاعت أن تثقف نفسها بنفسها، وكان لديها مواقف شجاعة فى جميع القضايا الوطنية، خصوصا قضايا المرأة. الخاتمة عَبرة ودَرس فتحية العسال لم تكن مجرد صديقة، بل كانت جزءًا من رحلتى، شريكة فى الحلم والتجربة، رحيلها ذكرنى بقيمة الوقت مع من نحب، وأهمية أن نكون حاضرِين، حتى فى أصعب اللحظات، فهى كانت دائمًا معى، وكم تمنيت أن أكون معها حتى النهاية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store