logo
المسرح المصري يستقبل جمهوره بـ10 عروض في العيد

المسرح المصري يستقبل جمهوره بـ10 عروض في العيد

الشرق الأوسط٣١-٠٣-٢٠٢٥

يستقبل المسرح المصري، عبر 10 عروض، جمهوره في إجازة عيد الفطر، وتتنوع العروض بين موضوعات اجتماعية وغنائية واستعراضية، بالإضافة إلى مسرحيات الأطفال.
ويحرص عشاق المسرح في مصر على الاستمتاع بالعروض المختلفة خلال موسم العيد، بالتزامن مع موسم عيد الفطر السينمائي، الذي يضم 5 أفلام كوميدية ورومانسية.
الملصق الترويجي لمسرحية «سجن النسا» (البيت الفني للمسرح)
تعرض المسرحية الدرامية الغنائية الاستعراضية «سجن النسا»، في موسمها الأول بداية من الثلاثاء في اليوم الثاني من العيد، على خشبة مسرح «السلام»، تأليف الكاتبة الراحلة فتحية العسال، ورؤية وإخراج يوسف مراد منير، وإنتاج «فرقة المسرح الحديث»، وبطولة مجموعة كبيرة من نجوم المسرح.
الملصق الترويجي لمسرحية «في يوم وليلة» (البيت الفني للمسرح)
وتقدم فرقة «المسرح الكوميدي» مسرحية «في يوم وليلة»، في موسمها الأول على مسرح «ميامي» ابتداءً من الثلاثاء، من بطولة محمد علي رزق، وسارة درزاوي، ومن تأليف وإخراج محمد عبد الستار.
وعلى مسرح «الغد» يواصل صُنَّاع عرض «بلاي» تقديم المسرحية عبر موسم جديد، من تأليف سامح مهران، وإخراج محمد عبد الرحمن الشافعي، وينتمي العرض لكوميديا الارتجال، أما أحداثه فتدور حول فرقة مسرحية تبحث عن نص لتقدمه في موسم جديد؛ كما تعرض فرقة «مسرح الطليعة» مسرحية «كارمن» من إخراج ناصر عبد المنعم في قاعة زكي طليمات، بداية من الأربعاء.
الملصق الترويجي لمسرحية «كارمن» (البيت الفني للمسرح)
بدورها، تعرض فرقة «المسرح الحديث» مسرحية «كازينو»، على خشبة مسرح السلام، في قاعة يوسف إدريس، وهي من كتابة وأشعار أيمن النمر، ورؤية وإخراج عمرو حسان؛ حيث تدور الأحداث داخل كازينو في إطار تشويقي مثير.
الملصق الترويجي لمسرحية «كازينو» (البيت الفني للمسرح)
أما فرقة «مسرح القاهرة للعرائس» فتعرض مسرحية «مروان وحبة الرمان»، من تأليف رحمة محجوب، وإخراج ياسر عبد المقصود؛ وتقدم فرقة «المسرح القومي للأطفال» عرض «مملكة الحواديت»، من تأليف وأشعار وليد كمال، وإخراج إيهاب ناصر، على المسرح القومي للأطفال.
وعلى مسرح الحديقة الدولية في القاهرة تعرض فرقة «مسرح الشمس لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة» مسرحية «أسطورة أرض الفراولة»، من تأليف سامح عثمان، وإخراج علي عثمان.
الملصق الترويجي لمسرحية «مروان وحبة الرمان» (البيت الفني للمسرح)
وفي الإسكندرية (شمال مصر)، تُقدم فرقة «مسرح الإسكندرية» مسرحية «غرام في المسرح»، تأليف بدر محارب، وإعداد محمد عبد القوي، وإخراج سامح الحضري، على مسرح «ليسيه الحرية».
وعن بعض تفاصيل العرض المأخوذ من نص مسرحية «دراما الشحاذين»، يقول الكاتب الكويتي بدر محارب، إنه كتب المسرحية عام 2010، وعُرضت في فعالية «اليوم العالمي للمسرح» في الكويت باللغة العربية الفصحى، من إخراج المخرج الكويتي عبد العزيز صفر، وحقَّقت حينها نجاحاً لافتاً، وأُعيدت صيفاً في العام نفسه بناءً على رغبة الجمهور الكويتي، ومن ثَمّ ترشحت للمشاركة في مهرجان «دمشق الدولي»، في ديسمبر (كانون الأول)، من العام نفسه.
ويُضيف محارب لـ«الشرق الأوسط»: «بعد هذه النجاحات نشرتُ كتاب (تاتانيا)، وهو عبارة عن نصوص مسرحية قصيرة تضمُّ مسرحيات (حدث في جمهورية الموز)، و(تاتانيا)، و(دراما الشحاذين)، وانتشر الكتاب في الوطن العربي بعد تبنِّي المجلس الوطني للثقافة في الكويت طباعته ونشره مجاناً مع سلسلة (عالم المعرفة)، في يناير (كانون الثاني) 2015».
الملصق الترويجي لمسرحية «غرام في المسرح» (البيت الفني للمسرح)
وذكر محارب أن النص قُدِّم عبر فرق مسرحية في الدول العربية، من بينها سوريا تحت اسم «أوبرا الشحاتين»، وقدمته فرقة «بني ياس» في الإمارات خلال مهرجان الشباب في دبي، كما قُدِّم في المغرب تحت اسم «على الهامش»، وفي مصر قدَّم النص أكثر من 10 فرق مسرحية، من بينها فرق الكليات في الجامعات، وكذلك قُدّم في «المعهد العالي للفنون المسرحية».
وتضمُّ القاهرة كثيراً من المسارح الحكومية والخاصة، التي تكون وجهة مفضَّلة للأُسر المصرية خلال الإجازات، ويتميَّز مسرح الدولة برخص أسعار تذاكره، مقارنة بأسعار تذاكر القطاع الخاص.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كارمن سليمان لـ"الشرق": "موازين" يُعيدني للغناء بعد استراحة أمومة طويلة
كارمن سليمان لـ"الشرق": "موازين" يُعيدني للغناء بعد استراحة أمومة طويلة

الشرق السعودية

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

كارمن سليمان لـ"الشرق": "موازين" يُعيدني للغناء بعد استراحة أمومة طويلة

تستعد الفنانة المصرية كارمن سليمان لافتتاح الدورة العشرين من مهرجان موازين، عبر حفل غنائي يقام في 19 يونيو المقبل على المسرح الوطني بالعاصمة المغربية الرباط، لتعود بذلك إلى جمهورها بعد فترة توقف طويلة بسبب الأمومة. وأعربت كارمن لـ"الشرق" عن سعادتها الكبيرة بهذه المشاركة، ووصفت نفسها بأنها "محظوظة" كونها أول مطربة من جيلها تتواجد ضمن قائمة نجوم المهرجان، وقالت: "أعتبر مشاركتي تتويجاً لمجهود سنوات مضت، وثمارها تتجسد في افتتاحي لحفل بهذه الضخامة والمكانة". وأضافت: "العودة إلى الغناء من خلال مهرجان عريق مثل موازين تتطلب استعدادات مكثفة، خاصةً وأن الجمهور المغربي جمهور ذواق للفن ويعشق الموسيقى والطرب. لذلك ستكون اختياراتي الغنائية مختلفة تماماً، لتناسب طبيعة المهرجان وذوق الحضورط. توازن عن تجربتها كأم لثلاثة أطفال، تحدثت كارمن سليمان قائلة: "الأمومة شعور عظيم، ولم أكن أتخيل يوماً أن أصبح أماً لأكثر من طفل، لكنني أحمد الله على هذه النعمة، تربية طفلين توأم تختلف كلياً عن تربية طفل واحد، ورغم الإرهاق، إلا أن التجربة مليئة بالسعادة والبهجة". وأشارت إلى دعم زوجها، الملحن مصطفى جاد، الذي تفرغ خلال الفترة الماضية للعمل الإنتاجي في مجال الموسيقى، وحقق فيه نجاحات ملحوظة، مضيفة: "نستعد حالياً للتعاون معاً في ثلاث أغنيات جديدة، وهو يعود مجدداً للتركيز في مجال التلحين". ألبوم جديد وكشفت كارمن عن تحضيرها لألبوم غنائي جديد، يجمعها بعدد من أبرز الشعراء والملحنين، من بينهم عزيز الشافعي، مصطفى جاد، أدهم الجزار، وسارة فرج، مشيرة إلى أنها لم تستقر بعد على عنوان الألبوم. وأثنت بشكل خاص على تعاونها مع عزيز الشافعي، واصفة إياه بأنه "من أهم الشعراء والملحنين في تاريخنا الحديث"، معتبرة أن الجمع بين كتابة الشعر والتلحين 'موهبة نادرة، ونجح فيها بشكل مميز ومختلف'. وحول إمكانية خوضها تجربة التمثيل، أكدت كارمن أنها لا ترفض الفكرة، قائلة: "أطمح لتقديم أعمال فنية ذات قيمة، وأعلم أن التمثيل مجال صعب، لكنني منفتحة على التجربة شرط ألا تؤثر على مسيرتي الغنائية".

كارمن بصيبص تنضم لأبطال فيلم إن غاب القط
كارمن بصيبص تنضم لأبطال فيلم إن غاب القط

مجلة سيدتي

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • مجلة سيدتي

كارمن بصيبص تنضم لأبطال فيلم إن غاب القط

انضمت النجمة اللبنانية كارمن بصيبص إلى فريق عمل فيلم "إن غاب القط "، والذي يضم مجموعة مميزة من النجوم والمشاهير منهم آسر ياسين، أسماء جلال، محمد شاهين، علي صبحي، سماح أنور وآخرون، وهو من تأليف أيمن وتار وإخراج سارة نوح. استئناف تصوير فيلم "إن غاب القط" ويأتي انضمام كارمن بصيبص لأبطال فيلم "إن غاب القط" بالتزامن، مع إعلان المنتج هاني عبد الله، عن استئناف تصوير مشاهد الفيلم ،وذلك تمهيداً لطرحه في دور السينما خلال الفترة المقبلة، ونشر "عبد الله" صورة تجمعه بنجوم الفيلم والمشاركين به عبر صفحته على "فيسبوك"، معلقاً: "توكلنا على الله، استئناف تصوير فيلم( إن غاب القط) وربنا يكرمنا". فيلم "إن غاب القط" بدأ تصويره في أكتوبر من العام الماضي 2024، قبل توقفه بسبب انشغال الفنان آسر ياسين ، بتصوير مسلسل "قلبي ومفتاحه"، والفنانة أسماء جلال بتصوير "أشغال شقة جداً" وعرض العملين في موسم رمضان الماضي. يمكنكم قراءة ... كارمن بصيبص لـ"سيدتي": مسلسل "نظرة حب" مليء بالتشويق والغموض آخر المشاركات السينمائية لكارمن بصيبص وكانت آخر المشاركات السينمائية للنجمة كارمن بصيبص ، من خلال فيلم "العارف" الذي عرض عام، 2021 وظهرت خلال أحداثه بشخصية "مايا" والتي تعمل "هاكر" محترفة". وشارك في بطولة الفيلم أحمد عز، أحمد فهمي، مصطفى خاطر، ومحمود حميدة. تأليف محمد سيد بشير، وإخراج أحمد علاء الديب. ودارت أحداث الفيلم حول فكرة حرب العقول، من خلال قصة يونس الذي يعيش مع زوجته وطفلته الرضيعة في إحدى شقق وسط البلد، ويلجأ إلى سرقة أحد البنوك عن طريق الإنترنت، ويدخل في صراع مع إحدى العصابات الخطيرة. View this post on Instagram A post shared by Carmen Bsaibes كارمن بصيبص (@carmenbsaibes) لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي » وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي » ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن »

"كارمن" الجامحة الشريرة في ذكرى 150 عاماً على ولادتها
"كارمن" الجامحة الشريرة في ذكرى 150 عاماً على ولادتها

Independent عربية

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • Independent عربية

"كارمن" الجامحة الشريرة في ذكرى 150 عاماً على ولادتها

في مثل هذه الأيام من عام 1875 وبعد أسابيع قليلة من التقديم الأول لأوبرا "كارمن" على خشبة "أوبرا كوميك" الباريسية، كان ثمة رجل يرقد في سريره وقد ألمت به حال صحية فاقم منها الفشل الذريع الذي كان من نصيب تلك الأوبرا. كان الرجل جورج بيزيه ملحن "كارمن" نفسه، وهو الموسيقي الفرنسي الذي لم يكن يعرف في تلك الأيام الخاتمة لحياته، أنه لئن كان عالم الموسيقى وهواتها قد اعتاد أن يجابه فاغنر الألماني الكبير وصاحب أبرز أوبرات القرن الـ20، بالإيطالي جوزيبي فيردي المعتبر منافسه الرئيس على الصعيد العالمي، فإن فيلسوفاً كبيراً هو فردريك نيتشه، سيعتبره هو، أي بيزيه، الفنان الأوبرالي الذي يجب وضعه مقابل فاغنر لا الإيطالي صاحب "عايدة" و"ترافياتا" وغيرهما من روائع ذلك الزمن. والحقيقة أن تدخل نيتشه في حسم الموضوع لن يكون سوى بعد أعوام عديدة من رحيل بيزيه، والذي ستحتفل فرنسا به بعد أشهر من الآن. فهو رحل في سبتمبر (أيلول) عام 1875، بعد فصلين من تقديم أوبراه الأخيرة، "كارمن"، في ربيع ذلك العام نفسه. أما خلال الأشهر الفاصلة بين تقديم تلك الأوبرا ورحيل مبدعها جورج بيزيه، فإنه كان على هذا الأخير أن يتجرع كأس واحدة من أمر ضروب الفشل في حياته، بل كان عليه أيضاً أن يتصدى، موهناً، للكتابات التي انطلاقاً من زعيق الجمهور الغاضب صارخاً "يا للفضيحة!" يوم العرض الأول في الثالث من مارس (آذار) من ذلك العام، راحت تنصب غاضبة على أوبراه. ومهما يكن من أمر لا بد أن نذكر أن "كارمن" عرفت كيف تستعيد جمهورها في عروض تالية في العام نفسه، لكن بيزيه كان حينها يصارع سكرات الموت فلم يتنبه لذلك. أشهر أوبرا في التاريخ؟ بالطبع لن يتنبه إلى أن "كارمن" ستصبح خلال الأزمان التالية أشهر أوبرا في تاريخ هذا الفن، وليس طبعاً بفضل ما كتبه نيتشه من حولها معتبراً إياها "فعل مقاومة موسيقية وإنسانية تأتي من عوالم البحر الأبيض المتوسط مليئة بالحبور والفرح والشمس المشرقة لتجابه عوالم فاغنر الشمالية الباردة الكئيبة واللاإنسانية". ولعل في إمكاننا هنا أن نقول إن نيتشه، حين أسبغ ذلك المجد الفلسفي على بيزيه وأوبراه، ربما لم يكن يصدر عن رأي فني تقني، وربما أنه لم يقل ذلك إلا نكاية بصديقه فاغنر الذي كان قد بات على خلاف معه فأراد أن "ينزل به إلى مستوى بيزيه" بدلاً من أن "يرفعه" بالمقارنة إلى مستوى فيردي، في تراتبية كان في شأنها أن تبدو منطقية، غير أن هذا لا يلغي كون الرأي الذي أبداه الفيلسوف الكبير سيبقى ماثلاً في الأذهان مما أضفى على "استعادة" تلك الأوبرا مكانتها، نكهة نخبوية تضافرت مع نكهتها الشعبية ودلالاتها المتوسطية والنسوية ما لم تتمتع به أي أوبرا أخرى في زمنها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولئن كان جورج بيزيه قد مات من دون أن يدري شيئاً عن ذلك، فإن ذكراه انطبعت به ما أكد أية حال، مكانة كانت من نصيبه خلال الأعوام القصيرة التي عرفت نشاطه الإبداعي وقطعتها طبعاً تلك السكتة القلبية التي أنهت حياته وهو بالكاد تجاوز الـ37 من عمره. وربما يجب علينا التوقف هنا عند مساره الإبداعي قبل أن نعود إلى "فضيحة كارمن" التي ختمت حياته. لكنها في المقابل عرفت كيف تطلق أسطورته متضافرة مع أسطورة تلك المرأة الرائعة التي وقف نصيراً لها بكل كيانه وفنه عبر اختياره نص مواطنه بروسبير ميريمه، ونعني هنا بالطبع "كارمن". كل ذلك التأخير في البداية قد يكون منطقياً أن ننطلق في حديثنا عن جورج بيزيه (1838 – 1875) مما قاله عنه عند رحيله زميله الكبير كاميل سان سانس، "قبل أن يكون أي شيء آخر، وخصوصاً قبل أن يكون موسيقياً، كان جورج بيزيه إنساناً ولا شك أن هذا قد أضر به قبل أي شيء آخر". والحقيقة أن سان سانس نسي أن يوضح هنا أن بيزيه كان إنساناً بالمعنى "السيئ" للكلمة. وهذا ما أوضحته على أي حال نصوص كثيرة تناولت حياة بيزيه وشخصيته. ومن اللافت في معظم تلك النصوص تركيزها على شخصية ذلك المبدع بأكثر ربما مما ركزت على فنه. وهكذا أسهب معظمها في القول إنه إنما كان "بورجوازياً صغيراً من أهل الإمبراطورية الفرنسية الثانية" كسولاً يفضل التنفيذ على الابتكار ويتقن العزف على البيانو إلى درجة أثارت إعجاب فرانز ليست المطلق. غير أنه وإن كان قد بدأ التأليف باكراً، سيمفونية أولى بين اثنتين لحنهما أتمها وهو في الـ17 لكنها لم تكتشف إذ خبأها بعناية إلا عام 1930 بعد أكثر من نصف قرن من رحيله!، فإنه لم يحتفل أيما احتفال بمنجزاته ومن هنا كان التأخر في تعرف عالم الموسيقى إلى أعمال له مثل أنشودة "فاسكو دي غاما – السيمفونية" ومتابعته للمسرح المعروفة بـ"الآرليزية"، وخصوصاً أوبراه الكبرى "صيادو اللؤلؤ"، ناهيك بافتتاحية رائعة بعنوان "الوطن" بدأها ولم يستكمل حركاتها التالية أبداً. في النهاية مات بيزيه عن تلك الأعمال إضافة لنحو 60 أغنية جلها مستقى من أوبراته نفسها، ولكن من دون أن يكتب أي "كونشرتو" ومن دون أن يدنو من "موسيقى الحجرة". كان من الجلي أن اهتمامه قد انصب على المسرح وعلى العروض المسرحية الغنائية. فضيحة فن واقعي أوصل جورج بيزيه إنتاجه في هذا المجال إلى "كارمن"، تلك الأوبرا التي لا يمكن أبداً أن نقول، كما يقول البعض متسرعاً، إنها تدين بشهرتها إلى نيتشه وتفضيله لها على كل أعمال فاغنر. فالحال أن "كارمن" وبعد فترة يسيرة من تقديمها الأول، عرفت في زمن شديد التقلب كيف تستعيد مكانتها، بعدما "قامت بمهمتها في إيصال بيزيه إلى موته حزيناً" كما قال واحد من النقاد الفرنسيين. ولعل اللافت أن تلك المهمة لم تتجاوز الأيام القليلة، عبر ذلك البعد الفضائحي الذي كان على أية حال من السمات المميزة للحياة الفنية، وغير الفنية، في فرنسا ذلك الحين. فيومها، ونعني يوم تقديم عرضها الأول في باريس، كان على النقاد أن يتنبهوا إلى أن بيزيه قد وصل في اشتغاله على هذه الأوبرا إلى ذروة لا تضاهى في الإنجاز الموسيقي والدرامي تحديداً. ومع ذلك لم يخلُ الأمر ممن نعتوها بأنها فاغنرية المنحى. لكن ذلك لم يكن شيئاً أمام ما وصفها آخرون به من كونها "أوبرا لا أخلاقية" بالنسبة إلى موضوعها من ناحية المضمون ومن خلال عمال وعاملات التبغ الذين يقدمون حكايتهم على المسرح، إذ ظهروا وهم يدخنون السجائر فيما هم يرقصون ويغنون! بل إن الزاعقين "يا للفضيحة!"، تحدثوا أيضاً عن أنه لا يجوز في أي أوبرا من هذا النوع أن تموت شخصية الرئيسة في نهاية أحداثها... وكل هذا، كما سبق أن أشرنا في أول هذا الكلام، قد لعب دوراً رئيساً في الاستقبال السيئ الذي كان لـ"كارمن" مغطياً على تجديداتها الموسيقية بل حتى الإيقاعية التي سيكون نيتشه خير من تحدث عنها من منطلق يقرظ متوسطية تلك الأوبرا. ومهما يكن من أمر، نعرف الآن أن "كارمن" ومن دون أن يتمتع جورح بيزيه بمعرفة ردود الفعل الأكثر صواباً عليها قبل موته، ستنال بسرعة نصيبها على يد جمهور أكثر إنصافاً، ونقاد ومؤرخين أكثر عدلاً يرون فيها إرهاصاً بولادة الأوبرا الأكثر حداثة، أي الأوبرا التي تدخل الواقع إلى هذا الفن، الواقع بكل قسوته وجماله وإنسانيته. وربما تجاوباً مع ذلك السؤال الذي كثيراً ما كان قد طرح من حول: متى سيصل الواقع، وتحديداً كما عبر عنه في الأدب الفرنسي مبدعون من طينة بلزاك وفلوبير وزولا، ورسامون من طينة كوربيه وغيرهم، إلى فن الأوبرا؟ وبكلمات أخرى: متى تصل شمس البحر الأبيض المتوسط، ولو عبر المرشح الإسباني، الطاغي على "كارمن" على أية حال، إلى المسرح الأوبرالي؟ كان الجواب عملياً لدى بيزيه الذي لم يكن متنبهاً وهو على فراش الموت إلى كونه أوصل الموسيقى الأوبرالية إلى المستوى الكبير الذي بلغه الفن الروائي والرسم وحتى المسرح في فرنسا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store