
هل ترمب الآمر الناهي أم أنه ليس صاحب القرار؟
قبل ثمانية أعوام كان من أكثر العبارات تكراراً في واشنطن القول بأن الرئاسة ستغير دونالد ترمب ولن يغير دونالد ترمب الرئاسة، لكن في ظل عاصفة الإعلانات الهوجاء التي تهب حالياً فقد يميل المرء نحو القول إن ما يحدث هو العكس تماماً، وربما لا يكون هذا الوصف دقيقاً كلياً، فهل من الممكن، نظراً إلى ضخامة التصريحات التي صدرت خلال الأيام الأخيرة وأهميتها، أن تكون الرئاسة نفسها خاضعة لتأثير الأشخاص المحيطين بترمب وليس ترمب نفسه من يشكلها؟
فلنتفق في البداية على نقطة أعتقد أنها تحظى بإجماع الآراء، يمثل دونالد ترمب قطيعة مع "السياسة كما اعتدنا عليها"، ولو أردنا إقران هذا القول بمثال مرئي فلا بد من أن يكون مشهد الملياردير الجمهوري الجالس وراء مكتب ريزولوت الرئاسي في المكتب البيضاوي فيما وقف إيلون ماسك إلى جانبه وهو يحمل طفلاً صغيراً على كتفيه يعبث بقبعته السوداء التي تحمل شعار "ماغا" ويدفعها لتغطي عينيه، بينما كان والده يشرح أنه أخطأ في قضية إرسال مئات ملايين الواقيات الذكرية لمقاتلي "حماس"، فالحقيقة أن هذه الواقيات أُرسلت إلى موزمبيق بغية المساعدة في مكافحة وباء الإيدز، وأظنه خطأ يسهل الوقوع فيه.
سنعود في وقت لاحق إلى موضوع إكس، كلا ليس منصة التواصل الاجتماعي بل الصغير الذي جلس فوق رأس ماسك، وهو أيضاً اسمه إكس، أرجوكم أن تركزوا وتواكبوا التفاصيل.
لكن ماسك في هذا المشهد يقوم بشيء ممنوع على كثيرين، كان يسلب الأضواء من دونالد ترمب وركزت الكاميرات على ماسك الذي انطلق في محاولة تفسير عمله في وزارة الكفاءة الحكومية، وبينما كان ماسك يؤكد أن المساءلة الديمقراطية تقع في صلب عمل الوزارة، قفز مؤشر مقياس السخرية بداخلي إلى أقصى الدرجات، فها هو ماسك الذي لم ينتخبه أحد على الإطلاق والذي لم يخضع لأية جلسة استماع لتأكيد تعيينه في منصبه بما أنه ليس منصباً تابعاً لمجلس الوزراء ووزارته ليست وزارة حكومية، مما يعني أن عمله غير خاضع لتدقيق الكونغرس، يعطي محاضرة عن المساءلة الديمقراطية.
ما يخشاه الرجل، بحسب تعبيره، هو أن تكون أميركا قد تحولت من نظام ديمقراطي إلى نظام بيروقراطي تديره الدولة العميقة التي لا هدف لديها سوى المحافظة على نفسها، وبغية معالجة هذا الموضوع يستطيع ماسك أن يدخل وزارة الخزانة الأميركية أو الـ "بنتاغون" ليطلع على الجهات التي فازت بعقود حكومية، لكن شركته الخاصة "سبايس إكس" قد مُنحت عقوداً بمليارات من الحكومة الأميركية، وهذا ما حصل مع منافسيه كذلك، فهل هو الرجل المناسب الذي يمكنه أن يقرر الإنفاق الحكومي العادل من غيره؟
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في نهاية الأسبوع الماضي سئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض عن الجهة المنوط بها مراقبة أي تضارب في المصالح بين أعمال ماسك التجارية من جهة وعمله في وزارة الكفاءة الحكومية من جهة أخرى، هل يمكنكم تخمين الإجابة؟ لا شك بالطبع في أن ماسك نفسه المسؤول عن مراقبة هذه الأمور بنفسه.
هل يعرف دونالد ترمب الذي أطلق له العنان، ما هي؟
دعونا ننظر أيضاً إلى تصريح مدو آخر صدر الأسبوع الماضي، ولا أقصد العودة لاستخدام المصاصات البلاستيكية بعد مهزلة وفضيحة المصاصات الورقية، كلا ما أعنيه هو ذلك التدخل البسيط في الشؤون الخارجية المتعلق بمستقبل غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
قد يجوز القول إن إدهاش بنيامين نتنياهو ليس بالأمر اليسير، لكن الذهول الذي ارتسم على وجهه عندما طرح ترمب خطته بالنسبة إلى غزة كان لافتاً، هل كان لدى أي أحد في الإدارة علم مسبق بأنه سيتفوه بهذا الكلام؟ لم يبد الأمر كذلك، ومع ذلك فما طرحه دونالد ترمب هو فكرة صهره تماماً وهي فكرة تكلم عنها جاريد كوشنير منذ بضعة أشهر، إذ لديه خلفية في التطوير العقاري، شأنه في ذلك شأن ترمب، وهذا المشروع قد يكون أكبر المشاريع على الإطلاق، أن يجرّفوا غزة ويطردوا منها 1.8 مليون فلسطيني ويعيدوا تطوير هذا الموقع الممتاز عقارياً، ما رأيكم بشعار "من الريفييرا إلى البحر"؟
لكن من باب التساهل واللطف بدا أن هذا الموضوع ربما لم يخضع لتفكير معمق ولا قبلت به الأطراف الرئيسة التي من الضروري أن تشارك فيه كي يتحقق.
ثم نأتي إلى موضوع أوكرانيا، إذ يبدو أن سيد الصفقات والمفاوض العظيم قد منح روسيا كل ما تريده تقريباً قبل أن تبدأ حتى أية محادثات في شأن مستقبل البلاد، فعلى أوكرانيا أن تتخلى عن أراضيها ولن يُسمح لها بالانضمام إلى الـ "ناتو"، ولا ريب أنه أفضل عيد حب يمر على فلاديمير بوتين.
في هذه الأمثلة الثلاثة طرح ترمب رسائل تحد ليس من المؤكد أنه هو صاحبها، فكل من ماسك وكوشنير وبوتين لديهم ما يدفعهم للاعتقاد، مع وجود بعض التبريرات، أنهم نجحوا في التلاعب بدونالد.
في عام 2018 حضرت المؤتمر الصحافي الذي عقده ترمب وبوتين في هلسنكي، أهدى بوتين كرة قدم لترمب كي يقدمها لابنه بارون، فيما أعطى ترمب بوتين كل شيء (مرة أخرى)، وقال للمراسلين إنه صدّق ما قاله له الرئيس الروسي عن عدم تدخله في فوز ترمب خلال انتخابات عام 2016، مخالفاً بذلك إجماع وكالات الاستخبارات الأميركية كافة.
هناك مقولة تُنسب عادة إلى ديفيد لويد جورج أو إلى الجنرال دوغلاس هيغ الذي قاد القوات البريطانية في الحرب العالمية الأولى وهي "إنه يتأثر بسهولة بآخر شخص يتعامل معه"، وهذا المفهوم مخالف تماماً لصورة القوة والعزم التي يروق لترمب أن يعكسها، فهو يريد أن يراه الآخرون رجلاً قوياً مثل بوتين أو أردوغان أو شي أو أوربان، لكن هل هو في الواقع أكثر خضوعاً مما يبدو وسهل التأثر بمن حوله؟ هناك من يجادل بأنه يسمح للآخرين بأن يظهر بمظهر الأحمق.
وهذا ما يعيدنا لموضوع الطفل إكس وظهوره الثمين في المكتب البيضاوي، فبعد أن نزل الطفل عن كتفي والده وقف متململاً إلى جوار مكتب الرئيس الذي ازداد وجهه عبوساً واكفهراراً، وخلف صوت ماسك يمكن أن ترى الصبي الصغير وهو ينظر إلى ترمب ويبدو أنه يقول له "أنت لست الرئيس، يجب أن ترحل"، ليتساءل المرء أين تراه سمع هذا الكلام؟.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 38 دقائق
- Independent عربية
المئات في طرابلس يدعمون حكومة الدبيبة ويطالبون بحل الميليشيات
تجمع مئات من الليبيين السبت في طرابلس، مقر حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من الأمم المتحدة، لإظهار دعمهم لها بعد تظاهرتين حاشدتين طالبتا برحيلها بسبب القتال الدامي الذي شهدته العاصمة منتصف هذا الشهر. وتم نقل العديد من المشاركين في حافلات إلى وسط طرابلس من مدن مجاورة مثل مصراتة (200 كيلومتر إلى الشرق) والعزيزية (50 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي). وأطلق المتجمعون شعارات "لا للميليشيات، نعم لسلطة القانون والدولة"، و"يجب حل الميليشيات"، ورفع بعضهم لافتات تدعو إلى إجراء انتخابات. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات وتدير شؤونها حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي (شرق) برئاسة أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر. وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر (كانون الأول) 2021، لكن تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات بين الأطراف. وقال أحد المشاركين في بيان تلاه أمام الحشد، "نريد وطناً موحداً وقوانين تطبق على الجميع". وطالب المتظاهرون أيضاً بإعادة العمل بالدستور الذي اعتمد عند استقلال البلاد في عام 1951 ولكن تم إلغاؤه بعد انقلاب القذافي في عام 1969. وفي يوليو (تموز) 2017، قدمت لجنة منتخبة بالاقتراع العام ومسؤولة عن صوغ الدستور نصاً إلى البرلمان، كان من المقرر طرحه للاستفتاء. لكن المشروع ظل حبراً على ورق بسبب الانقسام في شأنه. وطالب المتظاهرون أيضا بإلغاء "قوة الردع"، وهي مجموعة مسلحة تسيطر على شرق طرابلس والمطار والعديد من السجون، وأعلن رئيس الوزراء حل أجهزة أمنية مرتبطة بها الأسبوع الماضي. وشهدت طرابلس في الفترة من 12 إلى 15 مايو (أيار) الحالي اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة وقوات موالية للحكومة بعد أن قررت حكومة الوحدة الوطنية تفكيك "جميع الميليشيات" التي تسيطر على المدينة، وأصبحت بحسب الدبيبة "أقوى من الدولة". واسفرت المعارك عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل بحسب الأمم المتحدة، حتى التوصل إلى هدنة. واحتجاجاً على طريقة تعامل حكومة الوحدة الوطنية مع هذه الأزمة، تجمع آلاف المتظاهرين الجمعة الماضي في وسط طرابلس. وقُتل ضابط شرطة يحرس مقر الحكومة خلال "محاولة هجوم" شنتها "مجموعة مختلطة مع المتظاهرين"، بحسب بيان رسمي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقف دائم لإطلاق النار من جهته دعا الاتحاد الأفريقي، اليوم السبت، إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا بعد الاشتباكات الدامية التي شهدتها العاصمة، وتظاهرات طالبت باستقالة رئيس الوزراء. ودان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، اليوم السبت، أعمال العنف الأخيرة، داعياً إلى "وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار". ودعا المجلس على "إكس"، إلى "مصالحة شاملة بقيادة ليبية"، مضيفاً أنه "يناشد عدم التدخل الخارجي". ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات، وتدير شؤونها حالياً حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي (شرق) برئاسة أسامة حماد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
ترمب يوجه بوصلة «التعريفات الجمركية» إلى الاتحاد الأوروبي
إلى ذلك، أعلن ترمب إن رسوما جمركية بنسبة 25 في المئة ستطبق على جميع الشركات التي تبيع في الولايات المتحدة هواتف ذكية يتم صنعها في الخارج، وذلك بعد بضع ساعات على توجيهه تهديدا حصريا إلى شركة آبل. وتراجعت أسواق الأسهم بعد أن فاقمت تصريحات الرئيس الجمهوري المخاوف من اضطرابات على مستوى الاقتصاد العالمي، وذلك بعد فترة من الهدوء النسبي في الأيام الأخيرة إثر توصل ترمب إلى اتفاقات مع الصين وبريطانيا. وكان ترمب أشار صباحا في منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشال" إلى أنه "من الصعب جدا التعامل مع الاتحاد الأوروبي الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة تجاريا (...) مناقشاتنا تراوح مكانها. وفي ظل هذه الظروف، أوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من الأول من يونيو. وما من رسوم جمركية على المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة". لاحقا، استبعد ترمب التوصل إلى اتفاق بشأن التجارة مع الاتحاد الأوروبي، مكررا تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على السلع التي مصدرها التكتل. وقال لصحافيين في البيت الأبيض ردا على سؤال حول سعيه للحصول على تنازلات من أوروبا "لا أسعى إلى اتفاق. أعني أننا حددنا الاتفاق. إنه بنسبة 50 بالمئة". ومن جملة الأمور التي ندّد بها الرئيس الأميركي "الحواجز الجمركية والضريبة على القيمة المضافة والعقوبات السخيفة على الشركات والحواجز غير الجمركية والمضاربات المالية والملاحقات غير المبرّرة والمجحفة في حقّ الشركات الأميركية"، ما تسبّب في "عجز تجاري بأكثر من 250 مليون دولار في السنة، وهو أمر غير مقبول بتاتا". من شأن الرسوم الجمركية الجديدة في حال تم فرضها أن ترفع بشكل كبير التعرفة البالغة حاليا 10 بالمئة، وأن تؤجج توترات قائمة بين أكبر قوة اقتصادية في العالم وأكبر تكتل لشركائه التجاريين. في المقابل، قال المفوّض الأوروبي لشؤون التجارة ماروس سيفكوفيتش الجمعة إن التكتل مستعد للعمل ب"حسن نية" من أجل التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يكون قائما على "الاحترام" وليس "التهديدات". وجاء في منشور لسيفكوفيتش على منصة "إكس" عقب محادثات أجراها مع الممثل التجاري الأميركي جاميسون غرير ووزير التجارة هاورد لوتنيك أن "الاتحاد الأوروبي ملتزم تماما التوصل إلى اتفاق يفيد الطرفين". في منشور منفصل، هدّد الرئيس الأميركي الجمعة شركة آبل بفرض رسم جمركي قدره 25 بالمئة ما لم تقم بتصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة. وقال ترمب في منشور على منصته تروث سوشال "لقد أبلغت تيم كوك منذ فترة طويلة أنني أتوقع أن يتم تصنيع هواتف آيفون... في الولايات المتحدة ، وليس في الهند أو في أي مكان آخر. إذا لم يحصل ذلك، سيتوجب على آبل دفع رسم جمركي قدره 25 بالمئة على الأقل للولايات المتحدة". لاحقا، أشار ترمب إلى أن الرسوم الجمركية بنسبة 25 بالمئة ستطبق على جميع الشركات التي تبيع في الولايات المتحدة هواتف ذكية يتم صنعها خارج الأراضي الأميركية. وقال الرئيس الأميركي لصحافيين في البيت الأبيض إن هذا الاجراء "سيشمل أيضا (شركة) سامسونغ وجميع من يصنعون هذا المنتج". ولفت الى أن القرار سيدخل حيز التنفيذ "في نهاية يونيو"، مؤكدا أن عدم تطبيقه "لن يكون أمرا منصفا". قلق في الأسواق في الثاني من أبريل فرض ترمب رسوما جمركية على غالبية الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في إطار ما أسماه "يوم التحرير"، مع حد أدنى نسبته 10 بالمئة، في حين بلغت الرسوم المفروضة على الاتحاد الأوروبي 20 بالمئة. أدت الخطوة إلى خضة كبرى في الأسواق سرعان ما هدأت بعدما أعلن تعليق الرسوم الأعلى نسبة لمدة 90 يوما. مذّاك الحين، تحدّث ترمب عن تحقيق نجاحات في اتفاقات أبرمت مع بريطانيا والصين ، ثاني أكبر اقتصاد في العالم. لكن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي لم تحرز تقدّما كبيرا، وقد هدّدت بروكسل مؤخرا بفرض رسوم جمركية على سلع أميركية بقيمة نحو 100 مليار يورو (113 مليار دولار) إذا لم تخفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في تصريح لقناة بلومبرغ التلفزيونية الجمعة، إن الإبقاء على نسبة 10 بالمئة "يتوقف على مجيء الدول أو التكتلات التجارية وتفاوضها بحسن نية". وتراجعت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت بنحو واحد بالمئة بعد ساعتين على بدء التداول، وقد سجّل مؤشر ناسداك في بادئ الأمر تراجعا بلغ 1,5 بالمئة قبل أن يتعافى، فيما تراجعت أسهم آبل بنسبة 2,5 بالمئة. وأغلقت بورصتا باريس وفرانكفورت على خسائر بلغت نسبتها 1,5 بالمئة، وكذلك هبط مؤشر FTSE 100 في لندن. وقال كبير الاقتصاديين المتخصصين بشؤون الولايات المتحدة في شركة باركليز للاستثمارات والخدمات المالية جوناثان ميلر إن "الإدارة كانت قد ألمحت إلى أنها تدرس فرض رسوم جمركية متبادلة على دول لا تتفاوض بحسن نية". منع جامعة هارفرد من تسجيل طلاب أجانب يهدد قرار إدارة الرئيس دونالد ترمب بمنع تسجيل طلاب أجانب في جامعة هارفرد العريقة في الولايات المتحدة ، بإلحاق المزيد من الضرر ب"القوة الناعمة" الأميركية. منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، انخرط الرئيس دونالد ترمب في معركة أيديولوجية ترمي إلى إنهاء عقود من البرامج التي تروج للتنوع في الولايات المتحدة وخارجها. كما أمر باقتطاعات ضخمة للمساعدات الخارجية الأميركية مستهدفا الأبحاث الجامعية، ما أثار مخاوف بشأن هجرة العقول، وإغلاق عدد من وسائل الإعلام، مثل إذاعة "صوت أميركا" التي علقت بثها الآن. ومطلع مايو، هدد ترمب بفرض ضريبة بنسبة 100 % على الأفلام التي تُعرض في الولايات المتحدة ويتم تصويرها في الخارج، وهو قرار أدى إلى تبعات وخيمة، كما حدث مع فيلم "ميشن إمباسيبل - ذي فاينل ريكونينغ" Mission: Impossible - The Final Reckoning من بطولة توم كروز، وهو أبرز فيلم أميركي يُعرض في مهرجان كان وتم تصويره بشكل رئيس في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا. كما استهدف مؤسسة سميثسونيان الثقافية في واشنطن والتي اتهمها الرئيس الجمهوري باعتماد "أيديولوجيا مضرّة"، ومركز كينيدي الثقافي المرموق في العاصمة الفدرالية. ومفهوم "القوة الناعمة" الذي وضعه في ثمانينات القرن الماضي عالم السياسة الأميركي الشهير جوزيف ناي الذي توفي مطلع مايو، يشير إلى دبلوماسية التأثير أو الجذب في مواجهة سياسة الضغط. لكنّ منتقدي ترمب يرون أن هذه القرارات، بالإضافة إلى الحرب التجارية، تضر بصورة الولايات المتحدة في الخارج وبقدرتها على الجذب، حتى أنها تؤثر على قدوم السياح إلى الولايات المتحدة. في معرض انتقادها للقرار الذي يستهدف جامعة هارفرد، رأت السيناتور الديموقراطية جين شاهين أن "الطلاب الأجانب يساهمون في اقتصادنا، ويدعمون الوظائف في الولايات المتحدة ، ويشكلون أكثر أدواتنا فعالية في مجال الدبلوماسية والقوة الناعمة". وأضافت في بيان أن "هذا العمل المتهور يسبب ضررا دائما لنفوذنا العالمي". وتخرج من جامعة هارفرد رئيس الوزراء الكندي الحالي مارك كارني والرئيس التايواني لاي تشينغ تي. حصلت الجامعة الأميركية المرموقة على مهلة موقتة الجمعة، عندما علقت المحكمة تنفيذ القرار الذي أثار الذعر في العالم. عدد قياسي تستقطب الجامعات الأميركية مئات الآلاف من الطلاب الأجانب سنويا، لا سيما من آسيا. في العام الدراسي 2024-2025، تسجل نحو 1,126,690 طالبا أجنبيا في الجامعات الأميركية، وهو عدد قياسي، بحسب بيانات معهد التعليم الدولي. وتأتي الهند في مقدم الدول ثم الصين وتليها كوريا الجنوبية ، خصوصا في مجالات الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والهندسة. وسرعان ما صدرت ردود فعل منتقدة للقرار، خصوصا في بكين ، في ظل تنافس شرس بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في العالم. وقالت وزارة الخارجية الصينية الجمعة "لطالما عارض الجانب الصيني تسييس التعاون التعليمي" معتبرة أن القرار "لن يؤدي إلا إلى الإضرار بصورة الولايات المتحدة ومكانتها الدولية". من جهتها، دعت السلطات في هونغ كونغ السبت الجامعات في المدينة الصينية إلى استقبال "عدد كبير من الطلاب من كل أرجاء العالم". ووعدت باعتماد تدابير تسهيلية لتسجيلهم. وتعتقد إدارة ترمب أن الجامعات الأميركية، بما فيها هارفرد، أصبحت حاضنة للأفكار اليسارية المتطرفة والتقدمية، مشيرة إلى وجود هدر كبير في برامج التنوع غير الضرورية. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس الخميس "لديك ابن رائع حقق نجاحا باهرا، ثم ترسله إلى هارفرد، ويعود الابن إلى المنزل.. وهو بالتأكيد على استعداد لأن يكون ناشطا يساريا رائعا، لكنه قد لا يتمكن من الحصول على وظيفة". في جلسة استماع في الكونغرس ، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي تعرض لانتقادات بسبب خفض المساعدات الخارجية، إن الأمر لا يتعلق "بالقضاء على السياسة الخارجية الأميركية أو الانكماش نحو الداخل" بل بتحقيق أكبر مقدار من الفائدة للمساعدات تحت شعار "أميركا أولا". منع تسجيل طلاب أجانب في جامعة هارفرد (رويترز)


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
عودة خدمات إكس بعد انقطاع وماسك يقول إنه سيعود لتخصيص كل وقته لشركاته
تعرضت منصة التواصل الاجتماعي إكس لعطل استمر نحو ساعتين السبت، بدءا من الساعة الأولى بعد الظهر بتوقيت غرينتش، مما دفع مالكها إيلون ماسك إلى القول إنه سيضطر إلى إعادة التركيز على إدارة أعماله. وجدول أعمال الملياردير مزدحم، فبالإضافة إلى إدارة المنصة وشركة إكس-إيه-آي، وشركة صناعة السيارات الكهربائية تيسلا، وشركة سبيس إكس لصناعة الصواريخ الفضائية، اضطلع إيلون ماسك بدور فاعل في إدارة الرئيس دونالد ترامب لعدة أشهر. وأوكل اليه ترامب مهمة خفض الإنفاق الفدرالي بشكل جذري، وبرز رجل الأعمال المولود في جنوب إفريقيا خصوصا خلال الأسابيع الأولى من ولاية الرئيس الجمهوري الثانية، قبل أن يتراجع حضوره في الآونة الأخيرة. وكتب إيلون ماسك على منصة إكس بعد العطل "العودة إلى قضاء 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، والنوم في غرف المؤتمرات/غرف الخوادم/المصانع". أضاف "عليّ التركيز بشكل كبير على إكس/إكس-إيه-آي وتيسلا (بالإضافة إلى إطلاق مركبة ستارشيب الأسبوع المقبل)... وكما أظهرت مشاكل إكس التشغيلية هذا الأسبوع، لا بد من إجراء تحسينات تشغيلية كبيرة". عاودت الشبكة الاجتماعية عملها بشكل شبه طبيعي قرابة الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت غرينتش. ولم ترد منصة إكس على الفور على أسئلة وكالة فرانس برس. من جهتها، أعلنت شركة سبيس إكس الجمعة أنها ستحاول إطلاق صاروخها العملاق ستارشيب مجددا الأسبوع المقبل. ويؤمل أن يصل الصاروخ الذي لا يزال قيد التطوير إلى القمر وحتى المريخ يوما ما، ولكنه انفجر أثناء إطلاقه في مرتين سابقتين. وفي ما يتعلق بدوره في إدارة ترامب، أقر إيلون ماسك مطلع أيار/مايو بأن حملته الواسعة النطاق لخفض الإنفاق الفدرالي الأميركي في صلب "لجنة كفاءة الحكومية"، لم تحقق أهدافها الأولية بالكامل، رغم تسريح آلاف الموظفين.