logo
تشيلي: إنتاج محاصيل أرز وفيرة بنصف كمية المياه المطلوبة لزراعتها

تشيلي: إنتاج محاصيل أرز وفيرة بنصف كمية المياه المطلوبة لزراعتها

الإمارات اليوم١٨-٠٢-٢٠٢٥

في مواجهة تغيّر المناخ تبنت بعض حقول الأرز في تشيلي تقنيات لتقليل المياه التي يستهلكها هذا المحصول بنسبة تزيد على 50%، وساعدت هذه التقنية في زيادة كميات الأرز في أكثر أنواع التربة جفافاً في بلدة نيكوين، الواقعة بمنطقة نيوبل على بُعد 400 كيلومتر من العاصمة التشيلية سانتياغو.
واستقطبت هذه الطريقة من الزراعة غير التقليدية المزارعين إلى هذا الحقل في قطاع «لاس روزاس»، الذي برهن أنه يمكن إنتاج أحد أكثر السلع استهلاكاً في العالم من دون استخدام كميات كبيرة من المياه.
وهذه الطريقة الجديدة ليست معجزة من الطبيعة، بل نتيجة لجهود مجموعة من الباحثين من المعهد الأميركي للتعاون في الزراعة والمعهد الوطني التشيلي للبحوث الزراعية الذين أجروا تعديلات وراثية على نبات الأرز الآسيوي، الذي يتميّز بقدرته على الصمود في مواجهة تغيّر المناخ بجانب أنه أقل تلويثاً.
ونجح هذا الفريق في تحقيق إنتاج استهلك نصف الموارد المائية المستخدمة عادة، إلا أن هذا الفريق يسعى أيضاً إلى خفض انبعاثات غاز «الميثان» في الغلاف الجوي، وهو من الغازات الدفيئة، كما أنه أقوى من ثاني أكسيد الكربون، حيث تُعدّ حقول الأرز مسؤولة عن انبعاث 10% من هذه الغازات عالمياً، وفقاً لبيانات البنك الدولي.
ويُعدّ إنتاج أرز أكثر مقاومة لتقلبات الطقس، عبارة عن فكرة ظلت تراود الباحثين لعقود من الزمن في تشيلي، وساعد على خروج هذه الفكرة إلى العلن الجفاف الشديد الذي شهدته البلاد على مدى السنوات الـ15 الماضية، والذي شكل زخماً كبيراً بدءاً من عام 2017 للتوصل إلى إنتاج أرز يستهلك كميات أقل من المياه.
واستطاع الباحثون إنتاج نوع من الأرز لا يقاوم فقط ظروف الطقس الجاف، بل ويقاوم البرد أيضاً.
وقالت المهندسة الزراعية كارلا كورديرو، التي قادت برنامج تحسين الأرز الوراثي في المعهد الوطني للزراعة منذ عام 2006: «مع تغيّر المناخ، هناك احتمال لعدم وجود أي مياه، أو وجود الكثير منها».
وفي كل مكان تقريباً في العالم يوجد نوع يُسمى الأرز الجاف، والذي يتغذى فقط على المطر كما أنه مقاوم للجفاف.
ووفقاً لكورديرو، فإن هذا النوع من الأرز له غلة منخفضة، لاسيما في آسيا.
وأضافت عالمة الزراعة المعروفة في تشيلي باسم «ملكة الأرز»، نظراً إلى أبحاثها المتعددة في القطاع على مدى السنوات الـ20 الماضية:
«هناك حاجة إلى إنتاج كميات أكبر من الأرز لإطعام العالم من دون إلحاق ضرر بالبيئة».
وتعتقد كورديرو أن القارة الآسيوية، حيث يتم إنتاج أكبر كمية من هذا المحصول، يجب أن تجرب صيغاً أخرى للتنويع، قائلة: «نحن نعلم أن الزراعة الأُحادية هي الطريق إلى الفشل والخسارة».
وكانت نتيجة هذه الأبحاث هي الأرز الهوائي، أي الأرز المزروع في تربة غير مغمورة بالمياه أو مشبعة بالمياه وجيدة الصرف.
وبالنسبة للباحثين، يمثّل هذا بديلاً للتخفيف من آثار تغيّر المناخ، ويعملون على استكشاف المزيد من الأدلة العلمية على ذلك، بهدف تحويله إلى اقتراح للتكيّف مع تغيّر المناخ في بلدان أخرى.
عن «ألبايس»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكشف عن تقنية جديدة تحول مياه المحيطات لسلاح ضد الاحتباس الحراري
الكشف عن تقنية جديدة تحول مياه المحيطات لسلاح ضد الاحتباس الحراري

البوابة

timeمنذ 3 أيام

  • البوابة

الكشف عن تقنية جديدة تحول مياه المحيطات لسلاح ضد الاحتباس الحراري

قال عادل بن يوسف، خبير التغيرات المناخية والبيئية، إن تقنية "SeaCURE" تعتمد على استخدام مياه البحار بدلا من الطرق التقليدية لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو، مما يساعد على تقليل الاحتباس الحراري. تقنية SeaCURE وسلة فعالة لامتصاص البحار لثاني أكسيد الكربون وأوضح 'بن يوسف"، خلال مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن البحار تخزن أكثر من 30% من ثاني أكسيد الكربون، وعند استخدام تقنية "SeaCURE" لتقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون الموجودة في مياه البحار، فإن البحار ستمتص كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو، وهذه التقنية أفضل من الطرق التي تعتمد على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو، مباشرة، لأنه يمكن يمكن للبحار التقاط كميات أكبر، وبأقل تكلفة من التقنيات الأخرى.

بحث جديد يكشف عن مصدر طاقة نظيفة تكفي احتياجات البشر 170 ألف عام
بحث جديد يكشف عن مصدر طاقة نظيفة تكفي احتياجات البشر 170 ألف عام

العين الإخبارية

timeمنذ 4 أيام

  • العين الإخبارية

بحث جديد يكشف عن مصدر طاقة نظيفة تكفي احتياجات البشر 170 ألف عام

ربما حان الوقت للبحث عن مصادر الهيدروجين في الأرض بدلًا من الاعتماد على الهيدروكربونات للحصول عليه. فقد لقى الهيدروجين قبولًا واسعًا كونه أحد مصادر الطاقة النظيفة التي من شأنها أن تساهم في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، إضافة إلى أنه يدخل في العديد من الصناعات، مثل الأسمدة لتوفير المواد الغذائية لنحو نصف سكان العالم. لكن التحدي القائم هو الحصول عليه، والذي يتطلب تكلفة مرتفعة وآلات ومعدات كثيرة. لذلك، يبحث العلماء دائمًا عن طرائق فعّالة لإيجاد مصادر نظيفة للهيدروجين الطبيعي الذي تنتجه الأرض ويتراكم في قشرتها عبر الزمن الجيولوجي. وبالفعل أشارت مجموعة بحثية إلى انتشار البيئات الجيولوجية التي تحتوي على هذه المكونات على نطاق واسع عالميًا، وقدموا حلولًا من شأنها أن تساعد الصناعة على تحديد مواقع الهيدروجين الطبيعي لاستخراجه، ما يقلل الاعتماد على الهيدروكربونات. ونشروا نتائجهم في احتياج متزايد، لكن.. يعتمد إنتاج الهيدروجين اليوم على الهيدروكربونات، لكنه يتسبب في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بنحو 2.4%. ويتوقع الخبراء زيادة الطلب العالمي على الهيدروجين من 90 مليون طن في عام 2022 إلى 540 مليون طن في 2050. وهذا يعني أنه إذا ظل الاعتماد على الهيدروكربونات، ستزداد كميات انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. حل وجد الباحثون حلًا لتلك المعضلة، وذلك عبر البحث عن غاز الهيدروجين الطبيعي، والذي تنتجه القشرة القارية للأرض بصورة طبيعية، وقد وجدوا أنّ القشرة الأرضية قد أنتجت ما يكفي من غاز الهيدروجين لتلبية احتياجات البشر من الطاقة لمدة 170 ألف سنة على الأقل. وهنا تجدر الإشارة إلى آليات توليد الهيدروجين الطبيعي، وهما آليتان رئيسيتان: تفاعلات الماء والصخور، التحليل الإشعاعي للماء عبر العناصر المشعة. وتعمل تلك التفاعلات على نطاقات زمنية مختلفة تتراوح من آلاف إلى ملايين السنين. ونجح الباحثون في تطوير استراتيجية استكشاف لأنظمة الهيدروجين، وهذا يشمل على تحديد كمية الهيدروجين المنتجة وأنواع الصخور والظروف التي تتواجد فيها، وكيفية انتقال الهيدروجين من الصخور إلى باطن الأرض، والظروف التي تدعم تكوين حقل غاز، وكذلك الظروف التي قد تُدمر الهيدروجين. هذا من شأنه أن يوفر الهيدروجين اللازم للاحتياجات البشرية، بعيدًا عن الطرائق الأخرى المتسببة في انبعاثات للغازات الدفيئة. aXA6IDE1NC41NS45MC4xNjMg جزيرة ام اند امز FR

تشيلي تنجح في إنتاج نوع جديد من الأرز يقاوم الجفاف ونقص المياه
تشيلي تنجح في إنتاج نوع جديد من الأرز يقاوم الجفاف ونقص المياه

الشارقة 24

timeمنذ 6 أيام

  • الشارقة 24

تشيلي تنجح في إنتاج نوع جديد من الأرز يقاوم الجفاف ونقص المياه

الشارقة 24 - أ.ف.ب: في سهول جنوب تشيلي الذي يطاله الجفاف بشكل متزايد، تفتح إحدى التجارب آفاقاً جديدة لزراعة الأرز، بفضل نوع قادر على ضمان مردود جيّد مع استهلاك كميات أقل من المياه في ظل مناخ قاس . فعلى مدى آلاف السنين، كان يتم إغراق حقول الأرز بالمياه لحماية النباتات من الآفات الزراعية . لكن ندرة المياه حالياً تجعل من الضروري إيجاد أساليب أكثر اقتصاداً لإنتاج أكثر الأطعمة استهلاكاً في العالم . ففي نيكين بمنطقة نوبلي على بعد 400 كيلومتر جنوب العاصمة سانتياغو، اعتاد خافيير مونيوز على غمر حقول الأرز الخاصة به بالمياه، وراهناً، بفضل إحدى التجارب، نجح في خفض استهلاكه من المياه إلى النصف، مع تحقيق حصاد وفير في الوقت نفسه . وقال المهندس الزراعي البالغ 25 عاماً "لطالما كانت زراعة الأرز تُغمَر بالمياه، وهذا التغيير العميق يُعدّ تاريخياً. في حين تعاني تشيلي منذ 15 عاماً من جفاف غير مسبوق، مرتبط بالتغير المناخي بحسب الخبراء، ابتكرت كارلا كورديرو، وهي مهندسة زراعية في المعهد الوطني للبحوث الزراعية (INIA) ، نوعاً جديداً من هذه الحبوب هو "جاسبي"، يشكل نتيجة زراعة هجينة من بذور تشيلية وروسية، ويُعدّ أكثر مقاومة للظروف القاسية . وبفضل هذا النوع الجديد غير المعدل وراثياً والناتج عن عملية اختيار طويلة، تمكنت من اعتماد نظام زراعة الأرز المكثّف (SRI) ، وهي تقنية ابتُكرت خلال ثمانينات القرن العشرين للحدّ من فيضانات حقول الأرز تحديداً . وقد أثبت هذا النظام الذي غالباً ما يُعدّ تنفيذه صعباً في فعاليته عند ربطه بهذا التنوع الذي يتكيف بشكل أفضل مع مشاكل المياه . " نهج واعد " تقول كارلا كورديرو "أدركنا أنّ إنتاج الأرز من دون الحاجة إلى غمره بالمياه ممكن، ورغم استخدام عدد أقل من البذور، تمكّنا من الحصول على الإنتاج نفسه الذي عادة ما نحققه باستخدام النظام التقليدي" . وتوضح لدى مراقبتها الحبات الذهبية في حقول الأرز التابعة لعائلة مونيوز أنّ نوع "جاسبي" يتمتع بقدرة أكب على مقاومة العواصف والفيضانات وموجات الحر . ولم يتطلّب زرع الصنف الجديد طويل الحبة في صفوف تفصل بينها مسافة 30 سنتمترا، سوى نصف كمية المياه البالغة 2500 لتر المطلوبة عادة لإنتاج كيلوغرام واحد من الأرز . وأنتجت كل بذرة نحو 30 نبتة، أي أكثر من المحصول التقليدي بنحو 10 مرات . وتقول كورديرو:" إن الهدف هو جعل تشيلي نموذجاً للمناطق التي يتم فيها إنتاج كميات كبيرة من الأرز وتعاني من الجفاف" . وبالتنسيق مع المعهد الأميركي للتعاون في الزراعة، سيتم اختبار هذه التقنية قريباً في البرازيل - أكبر منتج للأرز في الأميركتين، وفي أوروغواي والإكوادور .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store