
خطب وبيانات العيد في العراق: تحشيد انتخابي
شهدت الخطب التي اعتادها القادة السياسيون والزعامات الدينية والحزبية في العراق خلال عيد الأضحى، تحشيداً انتخابياً واضحاً، غلبت عليه الرسائل الموجهة للخصوم، والحث على المشاركة، وعدم مقاطعة
الانتخابات
، وذلك في إطار الاستعداد للانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وعلى نحو مماثل لسنوات ماضية، ألقت زعامات دينية وسياسية وأخرى لفصائل مسلّحة، خطباً دينية عقب صلاة العيد التي وافقت اليوم السبت، أول أيام
عيد الأضحى
بالنسبة إلى العراقيين الشيعة، كذلك حملت البيانات ورسائل التهنئة الشيء ذاته. ووفقاً لمراقبين، فإن هذا الحديث يشير إلى مسارين: الأول المخاوف من انهيار نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات المقبلة، والثاني مخاوف الأحزاب من تراجع جماهيرها المنتظمة ضمن السجلات الحزبية، خصوصاً أن معظم الأحزاب باتت مهددة بالانهيار من جرّاء تسرب جماهيرها، وانضمامهم إلى مجاميع مقاطعة العمل السياسي والحزبي.
وكان نوري المالكي، وعمار الحكيم، وقيس الخزعلي، أبرز من تصدر مشهد "خطابة العيد"، وبيانات التهنئة اليوم. وقال زعيم تيار "الحكمة" عمار الحكيم، خلال خطبة عيد الأضحى ببغداد: "نراهن على شجاعتكم في ألا تتركوا الساحةَ فارغة للفاشلين، أو تركنوا لأصوات الإحباط واليأس، ونراهن على وعيكم في ألا تسمحوا لأحد بمصادرة صوتكم أو تزييف إرادتكم الوطنية، شاركوا، وراقبوا، واختاروا، وكونوا أصحاب قرارٍ لا مجرد أرقام في صناديق الاقتراع"، معتبراً الانتخابات "مصيرية في تاريخ العراق"، ويجب "ألا تضيعوها".
كذلك تحدث زعيم جماعة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، عن أن "الدورة الانتخابية الحالية تمثل نقطة تحوّل إيجابية، كذلك إن نسبة الفقر في إقليم كردستان أعلى من بقية المناطق، رغم توفر الموارد، وإن رواتب موظفي الإقليم لا تزال غير متوفرة نتيجة عدم التزام حكومة الإقليم تسليم واردات النفط والمنافذ الحدودية لبغداد". واعتبر أن "العراق لا يزال يعاني من سوء الفهم لمفهوم المسؤولية العامة، وهذا الفهم المغلوط تفاقم بعد عام 2003، ما أدى إلى فشل متكرر في إدارة الملفات الوطنية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه والوضع الاقتصادي في إقليم كردستان".
تقارير عربية
التحديثات الحية
انتخابات العراق 2025: خطاب الطوائف والمكونات يهيمن على الأحزاب
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الأسبق وزعيم حزب الدعوة، نوري المالكي، إلى إجراء تدقيق أمني في خلفيات المرشحين والأحزاب، للكشف عن المتورطين في الترويج، أو التمهيد، أو التبرير لأفكار حزب البعث"، في الانتخابات المقبلة، وفقاً لقوله. وفي السياق، بيّن الناشط السياسي وعضو الحزب الشيوعي العراقي أيهم رشاد، أن "زعماء الأحزاب في العراق يستغلون كل المناسبات للدعاية السياسية والانتخابية، والشحن الجماهيري، وللأسف فإن بعضهم يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، عبر إذكاء الخطاب الطائفي".
وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "معظم هؤلاء القادة والزعماء يخشون العزلة الاجتماعية، لذلك فإنهم يتحدثون في أكثر من موضوع سياسي في الخطب الدينية، سواء كانت صلوات الجمعة أو الأعياد، وهذا الشعور متأتي من مخاوف حقيقية تشرح فشلهم في خلق قواعد جماهيرية لأنهم فشلوا في الحكم". أما الباحث في الشأن السياسي عبدالله الركابي، فقد لفت إلى أن "الحكيم والخزعلي وغيرهما، يستدعون لانتخابات مصيرية في ظل المتغيرات الإقليمية، وأنهم صادقون في الحديث عن كون الانتخابات المقبلة مصيرية، لأنها إما أن تتركهم لمرحلة مقبلة في حكم البلاد، وإما لولادة جماعات سياسية أخرى تزاحمهم، تقدم على تنحيتهم من المشهد السياسي".
واستكمل حديثه مع "العربي الجديد"، بالقول إن "الانتخابات المقبلة سيكون فيها التنافس على أشده، وإن الأحزاب التي تنوي المشاركة تريد استغلال كل الاحتفالات، بل إن بعضها ستقدم خلال الفترات المقبلة على ابتكار المؤتمرات والمهرجانات تحت عناوين وطنية وعراقية لأجل كسب الانتخابات وخلق منصات جديدة للتواصل مع الجمهور".
وشهد العراق بعد الغزو الأميركي في عام 2003 خمس عمليات انتخاب تشريعية، أولها في 2005 (قبلها أجريت انتخابات الجمعية الوطنية التي دام عملها أقلّ من عام)، فيما كانت الأخيرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، واعتُمِد قانون الدائرة الواحدة لكل محافظة في النسخ الأربع الأولى، وفي مارس/ آذار 2023 صوّت البرلمان على التعديل الثالث لقانون الانتخابات البرلمانية العراقية الذي أعاد اعتماد نظام الدائرة الواحدة لكل محافظة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
رحلة الآلام من صدمة النكسة إلى فجيعة الإبادة
أنتمي إلى جيل يقف اليوم على مشارف الثمانين. ولأنه أتيح لي أن أتابع، طفلاً وشاباً ورجلاً وكهلاً، أحداثاً جساماً شهدها العالم العربي خلال تلك الفترة الممتدّة، وأن أتفاعل معها بطريقة رسبت في أعماقي مشاعر يصعب محوها من الذاكرة. أذكر أنني شعرت بصدمة هائلة حين وقعت هزيمة 1967التي اصطلح على تسميتها خجلا "النكسة". كنت في ذلك الوقت شابّاً لم يتجاوز العشرين من عمره، وكانت أحلامي تعانق السماء، لكن الصدمة هزّت قناعاتي وأفقدتني توازني، وكادت تقضي على كل أمل لي في غد أفضل. واليوم، وأنا في خريف العمر، يجتاحني شعور عميق بالحزن، بسبب حالة الشلل أو اللامبالاة التي تخيّم على الدول والشعوب العربية، وتجعلها عاجزة بشكل فاضح عن التصدّي لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها النازيون الجدد ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة منذ أكثر من 600 يوم. بين صدمة الهزيمة التي منيت بها الجيوش العربية في مثل هذه الأيام منذ 58 عاما وفجيعة الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني حالياً، ولا تزال صرخات ضحاياها تسمع في مختلف أرجاء العالم، توالت على الأمة مصائب ونكبات كثيرة حفرت في أعماقي مشاعر متباينة... يكفي أن أسترجع هنا شريط الذكريات التي أختزنتها في مخيلتي عن زيارة أنور السادات القدس عام 1977، وعن غزو صدّام حسين الكويت عام 1990، وعن الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، وعن ثورات العربي التي بلغت أوجها عام 2011، وعن غيرها من أحداثٍ جسام، كي يتجسّد أمامي من جديد حجم الأهوال التي ألمت بالشعوب العربية خلال تلك الفترة، وحجم الأخطاء التي ارتكبتها نخبها السياسية والفكرية، خصوصاً النخب الحاكمة، ما يدفعني إلى إعادة طرح السؤال الذي لم نعثر له على إجابة بعد عن أسباب عجز هذه الشعوب عن استخلاص الدروس المستفادة من أخطاء كبرى راحت تتراكم بمرور الوقت، إلى أن أفضت إلى ما نحن فيه الآن، والذي ينبغي أن يولّد لدينا جميعاً شعوراً عميقاً بالقلق على مستقبل الأمة العربية. الاعتماد على الولايات المتحدة للقيام بدور الوسيط مجرّد وهم لا يستند إلى أي معطيات موضوعية للعثور على بداية خيط قد يقود إلى فهم أعمق لما تعايشه الأمة هذه الأيام، وبالتالي للأسباب التي أفضت إليه، أقترح عقد مقارنة بين ما جرى في مصر عقب هزيمة 1967 وما جرى فيها عقب انتصار 1973، وتأمل ما قد تنطوي عليه هذه المقارنة من مفارقة ذات مغزى، فبينما تمكّن جمال عبد الناصر من استخلاص دروس مستفادة من الهزيمة ساعدته على تصحيح أخطاء عديدة أدّت إليها، وقام بإصلاحات عديدة مهّدت الطريق نحو النصر الذي تحقق في أكتوبر/ تشرين الأول 1973، فشل السادات في مواصلة المنحى الإصلاحي واستكماله، ووظف نصر أكتوبر لتبرير سياسات جديدة تناقضت جذرياً مع هذا المنحى، بل ومع نهج ثورة يوليو ككل، وتسبّبت في الكثير من العثرات والانتكاسات والهزائم التالية التي ألمّت بالأمة العربية كلها، وليس بمصر وحدها، في مرحلة ما بعد أكتوبر. فبعد هزيمة 67، أدرك عبد الناصر أن النظام السياسي الشمولي الذي أرست ثورة يوليو دعائمه، وبموجبه جرى حل جميع الأحزاب السياسية والاعتماد على الأجهزة الأمنية وأهل الثقة، هو الذي هزم المشروع النهضوي لهذه الثورة، وجسّدته قرارات الإصلاح الزراعي وتأميم قناة السويس وبناء السد العالي وإقامة صروح صناعية كبرى. ولأنه (عبد الناصر) آمن بأن حماية المشروع النهضوي تتطلّب مواجهة المشروع الصهيوني للهيمنة على المنطقة وهزيمته، فقد تولدت لديه قناعة مطلقة بأن تصحيح الأخطاء التي أدّت إلى هزيمة يونيو يتطلب رؤية إصلاحية شاملة تقوم على دعامتين: الأولى: نظام سياسي يسمح بمشاركة أوسع في عملية صنع القرار وبتداول حقيقي للسلطة. والثانية: جيش مهني حديث لا يتدخل في السياسة، وقادر على متابعة أحدث التطورات في مجالات التسليح والاستراتيجيات العسكرية. وقد نجح عبد الناصر في القيام بالإصلاحات اللازمة لإعادة بناء الجيش المصري على أسس علمية، واختبرت فاعلية هذه الإصلاحات بالفعل، ثم توجت بالنصر الذي تحقق في 1973، لكن القدر لم يمهله للقيام بالإصلاحات السياسية المطلوبة، التي تفيد وثائق عديدة بأنه كان ينوي القيام بها بعد "إزالة آثار العدوان"، أي بعد الحرب التي كان يستعد لخوضها، لكنه رحل قبل أن يتمكّن من قيادتها. لذا بقي النظام السلطوي الذي أسّسته ثورة يوليو على حاله، وظل كذلك حتى اندلاع ثورة يناير 2011 التي أسقطت حسني مبارك، وسعت إلى إقامة نظام ديمقراطي حقيقي، لكن الثورة أجهضت وذهبت طموحاتها الديمقراطية أدراج الرياح. وقد استغلّ السادات النصر الذي حققته المؤسّسة العسكرية في 1973، وكذلك النظام السلطوي الذي ورثه عن عبد الناصر، لإحداث تغييرات جوهرية في السياسات الداخلية والخارجية لمصر في مرحلة ما بعد تلك الحرب، وهي السياسات التي أدّت إلى انتفاضة الخبز في يناير/ كانون الثاني 1977، وإلى زيارة القدس في نوفمبر/ تشرين الثاني في العام نفسه، وإلى معاهدة السلام المنفرد مع إسرائيل عام 1979، وإلى تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية ونقل مقرّها إلى تونس، وفي النهاية، إلى اغتيال الرئيس السادات نفسه عام 1981 بواسطة ضباط من القوات المسلحة المصرية، وفي ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر، وفي واحد من أكثر المشاهد عنفا وإثارة في تاريخ الحياة السياسية المصرية. ليس الهدف من هذا المقال عقد مقارنة بين السياسات التي انتهجها كل من عبد الناصر والسادات أو المفاضلة بينهما، وإنما مناقشة فكرة جوهرية تمحورت حولها التوجهات الداخلية والخارجية للسياسات الساداتية: إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة للصراع مع إسرائيل عبر وساطة أميركية، فقد ظلّ السادات يردّد طويلا أن الصراع مع إسرائيل تحكمه "عُقد نفسية"، وبالتالي يسهل حله إذا أظهر العرب حسن نيتهم وصدق توجّههم نحو السلام، وأن الولايات المتحدة تملك 99% من أوراق الحل، وبالتالي هي ليست راغبة فحسب في التوصل إلى مثل هذه التسوية، وإنما قادرة أيضا على إقناع الأطراف المعنية بها، أو حتى على فرضها إن لزم الأمر، غير أن ما جرى في المنطقة خلال العقود الخمسة الماضية، وبالذات ما يجري حالياً، يقطع بسقوط هذه المقولة، وبأنها لا تمتّ للواقع أو للحقيقة بصلة، بل وتدلّ على جهل تام بطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي وأبجدياته! أعلن السادات أن حرب أكتوبر "آخر الحروب". وبالفعل، لم تخض الجيوش العربية النظامية أية حروب مع إسرائيل منذ ذلك التاريخ على السطح، يبدو ما جرى خلال هذه الفترة وكأنه يثبت صحّة توجهات السادات وبعد نظره، فدول عربية عديدة سبق لها أن رفضت توجهات السادات وعاقبت مصر عليها تتسابق حالياً لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بما فيها منظمّة التحرير الفلسطينية. بل يرى بعضهم أنه كان بمقدورهم الحصول على شروط أفضل لو أنهم كانوا قد تجاوبوا مع السادات ولم يتعمّدوا عرقلة مسيرته. أما إذا أخضعنا هذه التوجهات للفحص المدقق، فسنجد أن لا أساس لها من الصحة، وأنها لا تستند إلى أي حقائق على أرض الواقع، فالنهج الإسرائيلي تجاه التسوية لم يتغير قيد أنملة منذ 67، وجميع الحكومات التي تعاقبت على السلطة في إسرائيل رفضت مطلب "الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضي المحتلة عام 67"، وهو الذي يجسّد الموقف الرسمي العربي الذي تبنّته قمة بيروت عام 2002، بل رأت جميع هذه الحكومات في التحرّكات العربية نحو التطبيع دليلاً على ضعف الموقف العربي، وولّدت ردود فعل معاكسة، أفضت إلى مزيد من التشدّد الإسرائيلي. ويلاحظ أن أغلب الحكومات التي تعاقبت على السلطة في إسرائيل، منذ مبادرة السادات بزيارة القدس، كانت يمينيّة التوجه، وكانت تزداد تطرّفاً على الدوام، إلى أن وصلنا إلى الحكومة الحالية التي تعد الأكثر تطرّفاً في تاريخ إسرائيل. كما ثبت بالدليل القاطع أن الولايات المتحدة تدير الصراع العربي الإسرائيلي، ولصالح إسرائيل دائماً، ولا تسعى بالضرورة إلى حله، وأن إسرائيل تملك أوراق ضغط كثيرة فعّالة تستطيع أن تؤثر من خلالها على صانع القرار الأميركي. ويكفي أن نفحص سجل التصويت في مجلس الأمن ومحاضر جلسات المفاوضات التي عقدت تحت المظلة الأميركية لندرك يقيناً أن التوجهات الأميركية إزاء الصراع لا تختلف كثيراً عن التوجّهات الإسرائيلية، أياً كان شكل الإدارة الأميركية القائمة، أو شكل الحكومة الإسرائيلية القائمة. كان السادات قد أعلن أن حرب أكتوبر "آخر الحروب". وبالفعل، لم تخض الجيوش العربية النظامية أية حروب مع إسرائيل منذ ذلك التاريخ، لكن الأخيرة خاضت عشرات المواجهات المسلحة قبل هذا التاريخ وبعده، ولا تزال تحتل مساحات شاسعة من الأراضي العربية. لذا يمكن القول إن الصراع بعد، لكنه تحول إلى صراع مع فاعلين عرب من غير الدول. وتدلّ الجولة الحالية التي انطلقت مع "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر (2023)، وشاركت فيها فصائل مسلحة من فلسطين ولبنان والعراق واليمن، بينما بقيت الجيوش والأنظمة العربية الحاكمة تتفرّج على ما يجري من إبادة جماعية للفلسطينيين في غزّة، على أن هذا الصراع بدأ يأخذ أبعاداً غير مسبوقة، ستكون لها انعكاسات شديدة الخطورة على الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها. فقد أثبتت هذه الجولة، وهي الأطول والأكثر كلفة في تاريخ الصراع، مسألتين على جانب كبير من الأهمية. الأولى: استحالة التعايش السلمي مع كيان يقوم على التطهير العرقي والإبادة الجماعية لأصحاب الأرض الأصليين، ما يعني أن حسم الصراع معه لا يمكن أن يتم إلا بإسقاط نظامه العنصري التوسّعي. الثانية: الاعتماد على الولايات المتحدة للقيام بدور الوسيط مجرّد وهم لا يستند إلى أي معطيات موضوعية، وبالتالي، على القوى المعادية للمشروع الصهيوني في المنطقة أن تعتمد في حسم الصراع معه على قواها الذاتية.


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
إعلام إسرائيلي يدعي عثور الجيش على جثة يعتقد أنها لمحمد السنوار
ادعت إذاعة عبرية، السبت، أن قوات الجيش الإسرائيلي عثرت جنوبي قطاع غزة على جثة تعتقد أنها تعود لمحمد السنوار، القيادي البارز في 'كتائب القسام' الجناح العسكري لحركة حماس. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: 'عثرت قوات الجيش خلال الساعات الأخيرة على جثة مخرب، يُرجح أنها تعود لمحمد السنوار، وذلك في مجمع تحت الأرض يقع أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس'. وأشارت إلى أنه تم العثور على الجثة داخل نفق، إلى جانب نحو 10 جثث أخرى لمن أسمتهم 'مخربين'. وأضافت أن العثور على الجثث جاء 'في إطار عملية خاصة ينفذها الجيش حاليا في محيط المستشفى الأوروبي'. وفي 13 مايو/ أيار الماضي، شن الطيران الحربي الإسرائيلي هجوما واسعا على محيط المستشفى الأوروبي بخان يونس. ووقتها نقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن مصدر إسرائيلي لم تسمه قوله إن 'الهدف من الهجوم كان محمد السنوار'. ومحمد هو شقيق يحيى السنوار، الرئيس الأسبق للمكتب السياسي لـ'حماس' الذي اغتالته إسرائيل في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2024. (الأناضول)


BBC عربية
منذ 4 ساعات
- BBC عربية
"على بُعد أميال قليلة فقط"، متى تصل السفينة "مادلين" لسواحل غزة؟
تواصل السفينة مادلين، المتجهة إلى غزة وعلى متنها نشطاء دوليين في حقوق الإنسان ومساعدات إنسانية رمزية للسكان، رحلتها يوم السبت، رغم التهديدات الإسرائيلية بمنع وصولها. ويشير جهاز التتبع بالسفينة التابعة لأسطول الحرية، إلى أنها تبحر حالياً شمال محافظة مرسى مطروح، شمالي غربي مصر، وتتم مراقبة موقع السفينة مباشرةً بواسطة شركة فورنسيك أركتكتشر وباستخدام جهاز تتبع مباشر من Garmin على متنها. وتحدث ناشطون على متن السفينة في وقت سابق لبي بي سي، عن موعد الوصول إلى قطاع غزة المحاصر، والمرجح صباح يوم الاثنين المقبل. وأفادت وسائل إعلامية إسرائيلية بأنه "لن يُسمح" للسفينة بالوصول إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أنه يجرى حالياً مناقشة خيارات لكيفية التعامل مع السفينة. تشمل هذه الخيارات منع مرورها إلى المياه الإقليمية لغزة أو مرافقة القوات البحرية الإسرائيلية لها لميناء أسدود الإسرائيلي واعتقال الناشطين على متنها، حال لم يمتثلوا لإنذار القوات الإسرائيلية لهم بعدم الاقتراب من المياه الإقليمية لغزة. ورداً على ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال تياغو ألفيا، ناشط برازيلي موجود على متن السفينة لبي بي سي عربي، إن القوات الإسرائيلية "ليس من حقها منع مرور أي سفينة تبحر عبر المياه الدولية". وأضاف ألفيا أنه من الممكن بالفعل أن تهاجم القوات الإسرائيلية السفينة أو تعترضها، لكنه أكد أن الفريق "لن يتوقف" أمام التهديدات الإسرائيلية، وأنهم "سيواصلون الطريق لغزة". غادرت السفينة مادلين كاتانيا، صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران، بعد شهر واحد فقط من قصف طائرات إسرائيلية مسيرة لسفينة مساعدات أخرى تابعة لتحالف أسطول الحرية متجهة إلى غزة، ويديرها تحالف أسطول الحرية، في إطار جهود متجددة لكسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عاماً. وأعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، مساء الجمعة، أن السفينة وصلت قبالة مرسى مطروح، على الساحل الشمالي لمصر، وتواصل رحلتها نحو غزة، ومن بين من كانوا على متنها ناشطة المناخ غريتا ثونبرغ، التي لفتت مشاركتها المزيد من الاهتمام الدولي للمهمة. وذكرت اللجنة في بيان على موقع إكس: "تقترب السفينة تدريجياً من شواطئ غزة، ومن المتوقع وصولها خلال الـ 48 ساعة المقبلة"، وحذرت في المنشور من "الساعات المقبلة سوف تكون حاسمة". وأشارت اللجنة إلى أن السفينة وصلت قبالة مرسى مطروح الساعة 18:50 بتوقيت غرينتش، ودعت إلى التضامن والانتباه من الجميع، قائلة: "صوتكم حمايتنا"، وحثّت المجتمع المدني الدولي على الضغط على إسرائيل للسماح بمرور آمن. وأضاف البيان: "ليعلم نظام الفصل العنصري، إسرائيل، أن العالم يراقب. صمتكم هو غطاؤهم. لا تصمتوا". وقالت اللجنة إننا في "كل ساعة، نقترب أميالاً من غزة. على بُعد أميال قليلة فقط، هناك أطفال ورضع في حاجة ماسة إلى الماء النظيف والغذاء والدواء... وهم يعيشون تحت وابل متواصل من الغارات الجوية الصهيونية، ومع ذلك يراقب المليارات من العالم في صمت". واختتمت البيان: "هذا ليس وقت الصمت". وتحمل السفينة إمدادات إنسانية حيوية منها معدات طبية لدعم نظام الرعاية الصحية المدمر في غزة. ودمرت إسرائيل قطاع الرعاية الصحية في القطاع "بشكل ممنهج"، على مدار أكثر من 20 شهراً من الحرب المستمرة، والتي وصفها مسؤولو الأمم المتحدة بـ"الإبادة الجماعية"، وهناك عدد قليل من المستشفيات في الخدمة حالياً. ويشارك في الرحلة 12 مدافعاً دولياً عن حقوق الإنسان، العديد منهم فرنسيين، وشارك بعضهم في مهام سابقة لـ"أسطول الحرية"، واعتقلتهم القوات الإسرائيلية. "مواجهة عسكرية" رغم أن المنظمين يصفونها بأنها "مهمة إنسانية سلمية"، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تستبعد احتمال نشوب "مواجهة عسكرية". وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية، يوم الأربعاء، أن السلطات "قررت منع السفينة مادلين، التي أبحرت من إيطاليا في محاولة لكسر الحصار عن قطاع غزة، من الاقتراب أو الرسو على شواطئ القطاع". وكشفت الهيئة عن أنه كان هناك "اتجاه أولي" للسماح للسفينة بالوصول إلى غزة "بما أنها لا تشكل تهديداً أمنياً"، إلا أنه تم العدول عن هذا القرار لاحقاً "لتجنب إرساء سابقة قد تتكرر". ورد ائتلاف أسطول الحرية برسالة مفتوحة إلى الحكومة الإسرائيلية عبر منصة أكشن نتوورك، يوم الخميس، ووصف الرسالة بأنها "إخطار رسمي" لإسرائيل وقيادتها العسكرية والسياسية برحلة السفينة المدنية مادلين، التي يديرها ائتلاف أسطول الحرية. وجاء في الرسالة: "السفينة مادلين غير مسلحة، ولا تشكل أي تهديد، وتعمل وفق القانون البحري الدولي، والقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان". وأضافت: "يوجد برلمانيون، صحفيون، محامون ومدافعون عن حقوق الإنسان يمثلون المجتمع المدني العالمي، على متن السفينة".