
أطباء: 1540 حالة وفاة بالكوليرا خلال ثلاثة أيام في ولاية الخرطوم
الخرطوم – صقر الجديان
كشفت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، الجمعة، عن زيادة عدد الوفيات بالكوليرا إلى 1540 وفاة بولاية الخرطوم خلال ثلاثة أيام وسط انعدام الخدمات الطبية.
ويخشى الأطباء من أن يؤدي تفشي الكوليرا على نطاق واسع إلى انهيار الوضع الصحي، بعد توقف ما يصل إلى 80% من مرافق الرعاية الصحية في مناطق النزاع، وقرابة 45% من المرافق في المناطق الأخرى.
وقال المتحدث باسم اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان سيد محمد عبد الله، إن عدد الوفيات بالكوليرا في أم درمان والخرطوم ارتفعت 1540 حالة خلال ثلاثة أيام.
وأفاد بارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور إلى 91 إصابة منها 10 حالة وفاة، بينما توجد 26 حالة في مركز العزل.
واضاف 'رصدت اللجنة اليوم تسجيل 100 إصابة بالكوليرا بينها 15 حالة وفاة في مستشفى الرهد بولاية شمال كردفان، بجانب تزايد الحالات في مناطق الفاشر ومخيم كساب للنازحين، بالإضافة إلى اتساع الحالات في الضعين بشرق دارفور والجنينة بولاية غرب دارفور'.
في ذات السياق أعلن وكيل وزارة الصحة الاتحادية المكلف عصمت مصطفى يوم الجمعة، استلام 2,905,400 جرعة من لقاح الكوليرا، ضمن جهود التصدي للوباء الذي يشهده السودان بشكل خاص في ولاية الخرطوم ومحلية الرهد بولاية شمال كردفان.
وأوضح وكيل الصحة في تعميم صحفي أن اللقاح منحة مقدمة من مجموعة التنسيق الدولية للقاح الكوليرا (ICG) بدعم من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من خلال جهد فني متكامل من اللجنة الفنية الاتحادية للتصدي لوباء الكوليرا، بإشراف مباشر من وزير الصحة الاتحادي.
وأكد اكتمال كافة الترتيبات اللوجستية لترحيل شحنات اللقاح إلى ولاية الخرطوم وتوقع تنفيذ حملة تطعيم موسعة خلال الأيام المقبلة، تستهدف جميع المواطنين من عمر سنة فما فوق.
وناشدت وزارة الصحة الاتحادية جميع المواطنين في الفئة العمرية المستهدفة التوجه لأقرب مركز تطعيم، وأخذ اللقاح والالتزام بالإرشادات الصحية الأخرى للحد من انتشار الوباء وحماية المجتمعات.
وبدأت وزارة الصحة للثلاثاء الماضي حملة تطعيم فموي ضد الكوليرا في جنوب الخرطوم تشمل 115 ألف جرعة، يُنتظر توسعها إلى ثلاثة ملايين جرعة هذا الأسبوع.
وتفشّت الموجة الجديدة من الكوليرا في أم درمان بولاية الخرطوم، بعد اعتماد الأهالي على استخدام مياه غير آمنة نظرًا لتوقف عمل محطات المياه نتيجة لهجوم شنّته قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة على محطات الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع التيار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صقر الجديان
منذ يوم واحد
- صقر الجديان
أم درمان: الكوليرا تفتك بالمدينة وسط تفاقم الأزمة الصحية
الخرطوم – صقر الجديان يعيش نور الدين حالة من اليأس وهو يكافح لإنقاذ عائلته بعد إصابة زوجته وابنتيه بمرض الكوليرا في مدينة أم درمان، غرب العاصمة السودانية، التي أصبحت بؤرة رئيسية لانتشار الوباء على مستوى البلاد. نور الدين (50 عامًا)، الذي تعافى مؤخرًا من الكوليرا، أعرب عن استيائه من مستوى الرعاية الطبية في مستشفى النّو الحكومي بوسط أم درمان. ولا يزال يتابع علاج أفراد عائلته، متحملاً نفقات مالية باهظة لشراء المحاليل الوريدية من السوق الموازي بأسعار مضاعفة. وهذا الوضع تفاقم بعد أن قررت وزارة الصحة الاتحادية إغلاق مركز العزل بمستشفى النّو مساء الأربعاء، إثر تفشي المرض في محيط المستشفى وتزايد حالات الإصابة في المنطقة. ما هو مرض الكوليرا؟ الكوليرا هو مرض بكتيري حاد يسببه تناول طعام أو مياه ملوثة ببكتيريا 'ضمة الكوليرا' (Vibrio cholerae). يتميز المرض بظهور إسهال مائي حاد يمكن أن يؤدي بسرعة إلى جفاف شديد وصدمة. إذا لم يتم علاجه فوراً، يمكن أن يكون قاتلاً في غضون ساعات. تشمل الأعراض الرئيسية الإسهال المائي الغزير (غالبًا ما يوصف بأنه يشبه ماء الأرز)، والقيء، وتشنجات الساق. الوقاية من الكوليرا تعتمد بشكل أساسي على توفير مياه شرب آمنة، وممارسات الصرف الصحي الجيدة، والنظافة الشخصية، بالإضافة إلى التطعيم في المناطق الموبوءة. وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان صحفي صدر مؤخرًا أن 'حالات الكوليرا في الخرطوم ارتفعت من 90 حالة يوميًا إلى 815 حالة يوميًا بين 15 و25 مايو الحالي، أي بزيادة تسعة أضعاف خلال عشرة أيام فقط'. تدني الخدمات الطبية أُصيب حافظ نور الدين (يفترض أنه شخص آخر غير نور الدين المذكور أولاً أو توضيح العلاقة) وزوجته وابنتاه بالكوليرا قبل أقل من أسبوع في أم درمان. وفي حديثه لـ'سودان تريبيون'، وصف نور الدين معاناته الشديدة لتوفير العلاج لأسرته، مؤكدًا أنه على الرغم من تلقيهم مساعدة أولية في مستشفى النّو، إلا أنه لا يزال يكافح لتلبية احتياجاتهم العلاجية الأخرى. ووصف الوضع الحالي بـ'الحرج'، رغم جهود الأطباء والمتطوعين في المستشفى الذي يستقبل أعدادًا متزايدة من المرضى يوميًا. إغلاق مركز العزل ذكرت مصادر لـ'سودان تريبيون' أن وزارة الصحة الاتحادية أغلقت مركز العزل بمستشفى النّو مساء الأربعاء بسبب تفشي المرض في محيطه وتزايد حالات الإصابة بالمنطقة. وأفادت المصادر بأن مسؤولين من وزارتي الصحة الاتحادية والولائية زاروا مستشفى النّو خلال اليومين الماضيين وقرروا إغلاق مركز العزل نتيجة لتفشي المرض حول محيط المستشفى، حيث بلغت حالات الإصابة 500 حالة وأكثر من 100 وفاة. وأكدت المصادر نقل مرضى الكوليرا من مركز العزل بمستشفى النّو إلى مستشفيات بشائر، وألبان جديد، وأم بدة النموذجي، وأم درمان التعليمي، والأمين حامد، والتركي، والسعودي. حالات جديدة وتوسع الانتشار أفادت فاطمة أحمد من منطقة الجيلي شمال الخرطوم عن إصابة أربعة أفراد من عائلتها بالكوليرا، وهم الآن في مركز العزل بمستشفى أمبدة النموذجي منذ يومين. وفي حديثها لـ'سودان تريبيون'، أعربت فاطمة عن مخاوفها من تفشي الوباء بين المواطنين وسط انعدام الخدمات الطبية في المنطقة. وظهرت حالات اشتباه في منطقة الحلفايا، حسب مصادر تحدثت لـ'سودان تريبيون'، نتيجة لاستخدام مياه ملوثة وتدهور الوضع البيئي في المنطقة. زيادة أعداد الإصابات والوفيات في سياق متصل، كشف قطاع العمل الإنساني لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير (تقدم) عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا إلى 8 آلاف حالة، بينما بلغ عدد الوفيات 200 حالة خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأوضح القطاع في بيان أن ظهور 8 حالات إصابة بالكوليرا، بينها حالة وفاة واحدة في ولاية جنوب دارفور، يمثل تطورًا خطيرًا يهدد بتفشي الوباء إلى مناطق أوسع في دارفور. هذه المناطق تضم أعدادًا كبيرة من النازحين واللاجئين الذين يعيشون في ظروف صحية صعبة للغاية، فضلاً عن تأثرها بالحرب الدائرة. ودعا قطاع العمل الإنساني إلى تنفيذ خطة استجابة عاجلة لمحاصرة انتشار المرض. وطالب القطاع السلطات الحكومية بإعلان حالة الطوارئ الصحية، خاصة في ولاية الخرطوم التي اعتبرها 'منطقة كوارث' بسبب نقص الإمدادات، والزيادة الكبيرة في عدد الوفيات، وصعوبة السيطرة على انتشار المرض، بالإضافة إلى آثار الحرب وتدمير البنية التحتية الخدمية، مما يعيق التعامل الفعال مع هذا الوباء. ارتفاع الحالات بعد تطورات ميدانية بالخرطوم كشف وزير الصحة الاتحادي، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، أن حالات تفشي وباء الكوليرا في ولاية الخرطوم وصلت إلى 1000 حالة يوميًا، بمعدل وفيات يتراوح بين 2% و3%. وقال الوزير في تصريح خاص لـ'سودان تريبيون' إن هناك 'زيادة في معدلات الإصابة بمرض الكوليرا بعد تحرير منطقة الصالحة وإعلان خلو الخرطوم من قوات الدعم السريع، وعودة أعداد كبيرة من المواطنين إلى منازلهم، حيث ارتفع متوسط الحالات إلى 1000 حالة يوميًا، ويتراوح معدل الوفيات بين 2% و3%'. وأضاف الوزير أن معظم حالات الوفاة تحدث قبل الوصول إلى مراكز العزل والعلاج أو في مراحل متأخرة من المرض، مما يؤكد وجود مشكلة في الإرواء الفوري وتناول السوائل الكافية في بداية ظهور الأعراض. وأردف: 'نهدف إلى تقليل حالات الوفيات قدر الإمكان إلى أقل من 1% في الأيام القادمة'. تدخلات عاجلة من وزارة الصحة وأشار الوزير إلى انخفاض في المنحنى الوبائي خلال اليومين الماضيين نتيجة للتدخلات العاجلة. وأكد توفير إمدادات دوائية تشمل أكثر من 100 ألف عبوة محاليل وريدية (درب)، وأدوية البروتوكول العلاجي الأخرى. كما وفرت منظمة الصحة العالمية 15 طنًا من العلاجات، بينما وفرت منظمة يونيسف حصة الكلور لتنقية المياه. ونوّه الوزير إلى افتتاح أكثر من 10 مراكز عزل بسعة سريرية إجمالية تجاوزت 800 سرير، وتعمل عدة منظمات على تشغيل هذه المراكز. كما أعلن عن استلام 2.9 مليون جرعة لقاح كوليرا مخصصة للمحليات المتأثرة بالمرض في الخرطوم. وأوضح أنه تم رصد عدد من حالات الإصابة بالكوليرا في ولايات أخرى، متابعًا أنها 'حالات متفرقة معظمها وافدة من الخرطوم، ويجري العمل على السيطرة عليها بشكل كامل من خلال المتابعة حتى لا يتفشى الوباء في بقية الولايات'. يُذكر أن الموجة الجديدة من الكوليرا تفشّت في أم درمان بولاية الخرطوم، بعد اعتماد الأهالي على استخدام مياه غير آمنة نظرًا لتوقف عمل محطات المياه نتيجة لهجوم شنّته قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة على محطات الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن تلك المحطات.

سكاي نيوز عربية
منذ يوم واحد
- سكاي نيوز عربية
مصر تستنفر أجهزتها الصحية لمواجهة "كوليرا السودان"
ويأتي التحرك المصري في وقت سجل فيه السودان ارتفاعا ملحوظا في الإصابات بالكوليرا، وسط تحديات كبيرة تواجه المنظومة الصحية هناك بسبب النزاع المسلح المستمر منذ ما يزيد عن عامين، ما دفع الدول المجاورة إلى رفع درجات الحذر تحسبا لأي انتقال محتمل للعدوى عبر الحدود. وفي مطلع الأسبوع الجاري، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن زيادة كبيرة في إصابات الكوليرا بالخرطوم، بينما تكافح البلاد التفشي المتسارع وسط انهيار الخدمات الأساسية. وكشف مصدر مسؤول بوزارة الصحة المصرية، أن قطاع الطب الوقائي في حالة تأهب قصوى منذ اللحظات الأولى لاندلاع الأزمة السودانية، مشيرا إلى وجود خطة شاملة للتعامل مع الموقف الصحي الطارئ، تشمل رصدا وبائيا دقيقا ومراقبة مستمرة للوضع داخل السودان وفي المناطق الحدودية. وقال المصدر، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن وزارة الصحة تتابع تطورات الوضع لحظة بلحظة، وتتخذ ما يلزم من إجراءات احترازية واستباقية، بما في ذلك تشديد الإجراءات الوقائية في جميع منافذ الدخول البرية مع السودان ، لا سيما مينائي أرقين وقسطل جنوبي البلاد، إضافة إلى تطبيق إجراءات مماثلة في المنافذ الجوية، لضمان أعلى درجات التأمين الصحي. ولفت إلى أن فرق الطب الوقائي تقوم بعمليات مناظرة وفحص دقيق لكافة القادمين من السودان أو من مناطق يشتبه في وجود بؤر وبائية بها، وذلك ضمن خطة الدولة لمواجهة احتمالات انتقال عدوى الكوليرا أو غيرها من الأمراض المعدية إلى داخل البلاد. مصر خالية من الكوليرا وشدد المصدر على أن مصر خالية تماما من مرض الكوليرا، الذي يُعرف بسرعة انتقاله عن طريق المياه أو الأغذية الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة في حال تأخر العلاج، مؤكدا أن السلطات الصحية حريصة على الحفاظ على ما تحقق من إنجازات في مجال مكافحة الأمراض الوبائية خلال السنوات الماضية. وأوضح أن مصر تمتلك منظومة ترصّد وبائي متقدمة تمكن الفرق المختصة من الاكتشاف المبكر لأي حالات اشتباه بأمراض معدية، ما يُعد خط الدفاع الأول في مواجهة مخاطر تسلل العدوى. مخاوف من انتقال الوباء بدوره، قال مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، الدكتور ضرار بلعاوي، في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، إن تفشي وباء الكوليرا في السودان يثير قلقا بالغا في الأوساط الصحية المحلية والدولية، في ظل التزايد المتسارع في أعداد المصابين والوفيات. وأكد أن هذا الانتشار الواسع يثير مخاوف حقيقية من انتقال الوباء من السودان إلى الدول المجاورة، وخاصة مصر، نظرا للحدود المشتركة واحتمالية انتقال العدوى عبر حركة السكان أو تلوث المياه، وبالتالي، تأتي أهمية الإجراءات المصرية في رفع درجة الاستعداد القصوى بالمنافذ البرية والموانئ والمطارات، وتشديد الإجراءات الاحترازية والحجر الصحي لمنع تسرب المرض إلى البلاد. إجراءات حاسمة تبدأ من السودان سبق أن أرجع ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، شبل صحباني، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أسباب استمرار التفشي وارتفاع الحالات في الخرطوم إلى نقص الوصول إلى المياه الآمنة، وسوء النظافة والصرف الصحي، لا سيما في أماكن تجمع النازحين داخليا، إضافة إلى الهجمات على البنية التحتية الصحية والمدنية الأخرى، مما أدى إلى تعذر تشغيل محطات تنقية المياه. وبحسب بلعاوي، فإن مواجهة انتقال الكوليرا خارج السودان تتطلب تضافر الجهود على عدة مستويات، تشمل توفير المياه النظيفة، وتحسين أنظمة الصرف الصحي ، وتعزيز النظافة الشخصية والعامة. وأضاف أنه ينبغي تعزيز أنظمة الترصد الوبائي في الدول المجاورة، خاصة في المناطق الحدودية، للكشف المبكر عن أي حالات وافدة وتطبيق إجراءات عزل وعلاج فوري، مشيرا إلى إمكانية استخدام لقاح الكوليرا الفموي كإجراء وقائي في المناطق المعرضة للخطر الشديد، بالتوازي مع استراتيجيات الوقاية الأخرى. واعتبر أن تقديم الدعم اللازم للسودان، وتعزيز التعاون بين الدول المجاورة لتبادل المعلومات وتنسيق جهود الاستجابة، سيكون محوريا في مواجهة الوباء. الكوليرا هي عدوى حادة تُسبب الإسهال، وتنجم عن استهلاك أطعمة أو مياه ملوثة بالبكتيريا المسببة للمرض. ويعاني معظم المصابين من إسهال خفيف أو معتدل، ويمكن علاجهم بمحلول تعويض السوائل عن طريق الفم، إلا أن المرض قد يتطور بسرعة، ومن الحيوي بدء العلاج بشكل مبكر لإنقاذ الأرواح، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.


صقر الجديان
منذ يوم واحد
- صقر الجديان
الحرب تدمر مركز أبحاث المايستوما بالسودان: كارثة صحية تتهدد حياة الفقراء
الخرطوم – صقر الجديان في ضربة قاصمة للجهود الرامية لمكافحة أحد أكثر الأمراض المدارية إهمالاً، أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان عن تدمير مركز أبحاث المايستوما الوحيد في البلاد، نتيجة للاشتباكات العسكرية التي دارت في الخرطوم لحوالي عامين. وفَقَدَ المركز، الذي يُعتبر منارة عالمية لدراسة الورم الفطري، عقودًا من البيانات الحيوية والمحتوى البيولوجي، مما يهدد حياة آلاف المرضى ويعيق الأبحاث المستقبلية. يُعد المايستوما من الأمراض المتوطنة في المناطق الريفية بالسودان، وينتشر بشكل خاص في ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض وشمال دارفور. ينتج المرض عن دخول البكتيريا أو الفطريات إلى الجسم، غالبًا عبر وخز الشوك في الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى تدمير خبيث للجلد والعظام والعضلات. وقد صنفته منظمة الصحة العالمية في عام 2016 ضمن قائمة الأمراض المدارية المهملة، نظرًا لعدم وجود علاج فعال وناجع له وتأثيره المدمر على صحة الفقراء، الذين غالبًا ما يعيشون في مناطق يصعب فيها الحصول على الرعاية الصحية. توضح الدكتورة بخيتة عثمان، الخبيرة الزراعية، لمركز الألق للخدمات الصحفية، أن هذا المرض 'يصيب الفقراء، ويصبحون غير قادرين على العمل ويتعرض المرضى للعزلة الاجتماعية، بسبب التقرحات المصاحبة له'. وتضيف أن المايستوما يؤثر عادة على القدمين، مما يؤدي إلى عدوى مزمنة يمكن أن تتطور إلى تشوهات شديدة، وقد تصل في النهاية إلى الإعاقة أو البتر. كما يسبب المرض مضاعفات نفسية، مثل الانطوائية، نتيجة للتشوهات والإفرازات. يؤكد الدكتور أحمد الفحل، مؤسس ومدير المركز، أن الورم الفطري 'يصيب السكان في المناطق النائئة، وأولئك الذين يتنقلون حفاة، وهم الأكثر عرضة لخطر الإصابة به، ومعظمهم من العمال الميدانيين والأطفال'. ويشير إلى أن علاجه يمثل تحديًا بسبب الأدوية باهظة الثمن وغير المتوفرة، والتي غالبًا ما تكون لها آثار جانبية خطيرة. قد يستمر العلاج لأشهر، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي المرض إلى الوفاة، وغالبًا ما يكون البتر هو الحل الوحيد. فقدان إرث 40 عامًا من الأبحاث يؤكد أحمد فحل أن تدمير المركز يعني 'فقدنا كل المحتوى الموجود في بنوكنا البيولوجية، وكانت فيها بيانات منذ أكثر من 40 عامًا'. هذه البيانات تمثل كنزًا لا يقدر بثمن للباحثين حول العالم، وستؤدي خسارتها إلى تعثر كبير في فهم المرض وتطوير علاجات جديدة. وقد تعرض حوالي 20% من هؤلاء المرضى، وهم من الفئات الأكثر فقرًا، للبتر (قدم أو ساق أو يد). رؤية شاملة للعلاج والتوعية حول مرض المابستوما تأسس مركز أبحاث المايستوما عام 1991 برعاية جامعة الخرطوم، وهو المركز الوحيد في العالم المخصص لدراسة الورم الفطري. لم يكن المركز مجرد مرفق علاجي، بل كان منارة شاملة للتعامل مع مرض المايستوما من جوانب متعددة. وقد شملت أنشطته الرئيسية ما يلي: الرعاية الصحية والعلاج: كان المركز يستقبل 12 ألف مريض سنويًا، مقدمًا الرعاية المجانية للمتضررين من هذا المرض، بما في ذلك التشخيص والعلاج والدعم النفسي والاجتماعي. وقد عالج المركز 9 آلاف مريض مجانًا من جميع أنحاء البلاد منذ تأسيسه، وأجرى العديد من العمليات الجراحية، بما في ذلك عمليات البتر الضرورية. البحث العلمي والتطوير: أجرى المركز بحوثًا علمية متقدمة في مجال المايستوما، بما في ذلك التجارب السريرية الرائدة. وقد شارك في تجارب عالمية لعلاجات واعدة مثل عقار 'فوسرافوكونازول' بالتعاون مع مبادرة الأدوية للأمراض المهملة (DNDi) وشركة 'إيساي' اليابانية للأدوية، مما يعكس دوره المحوري في إيجاد حلول علاجية جديدة. التشخيص المخبري المتقدم: قدم المركز خدمات تشخيصية مجانية، بما في ذلك الفحوصات المخبرية المتقدمة مثل فحص احمض النووي (DNA) لتحديد المسبب الدقيق للمرض، وهو ما كان متاحًا لأول مرة في السودان بدون تكلفة. التوعية وخدمة المجتمع: اضطلع المركز بدور فعال في توعية المجتمع بخطورة مرض المايستوما وكيفية الوقاية منه وأهمية العلاج المبكر. وقد قام بحملات توعية مستمرة من خلال الملصقات والأفلام التثقيفية، ونظم رحلات علاجية وتثقيفية للمناطق الموبوءة في أنحاء السودان المختلفة. بناء القدرات والتدريب: ساهم المركز في تدريب طلاب الطب والعلوم والعاملين في مجال الرعاية الصحية على تشخيص وعلاج المايستوما، مما يعزز القدرات المحلية لمكافحة المرض. التعاون والشراكات الدولية: أقام المركز شبكة واسعة من التعاون والشراكات مع منظمات ومؤسسات دولية مثل منظمة الصحة العالمية، ومبادرة الأدوية للأمراض المهملة (DNDi)، وشركة 'إيساي'، وجامعة ناغازاكي، مما مكنه من تبادل الخبرات والمساهمة في الجهود العالمية لمكافحة الأمراض المهملة. النهج الشامل للرعاية: تبنى المركز نهجًا متعدد التخصصات في إدارة المايستوما، حيث دمج التدخلات الطبية والجراحية والتأهيلية لتقديم استراتيجية علاجية شاملة وفعالة، مع التركيز على رعاية المرضى محورًا أساسيًا. دعوة عاجلة لإعادة الإعمار تسلط هذه الكارثة الضوء على الأوضاع الصعبة التي يواجهها الرعاة والفئات المهمشة في السودان، حيث لا توجد مستشفيات كافية لعلاج الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى بشكل عام. وقد كشفت دراسة حديثة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية عن تأثير النزاع على دخل الأسر الريفية، مما فاقم ضعفها في الحصول على السكن والبنية التحتية والخدمات. لذلك، فإن الخسارة التي تعرض لها مركز المايستوما بكل تداعياتها على المرضى والأبحاث، تجعل من الأهمية بمكان تسليط الضوء الإعلامي على هذه القضية، للدفع بجهود إعادة تأسيس المركز ليواصل عمله البحثي وتقديم العلاج المنقذ للحياة للمرضى من المزارعين والرعاة والأطفال. ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء، هذا التقرير من اعداد 'مركز الالق' بهدف ألقاء الضوء على الاضرار التي لحقت بالبنية التحية الصحية في البلاد من جراء الحرب الدائرة في البلاد.