logo
المستشرقون واليمن.. 'فريا ستارك' في مهمة الاستكشاف والتجسس لصالح بريطانيا (الحلقة الثامنة)

المستشرقون واليمن.. 'فريا ستارك' في مهمة الاستكشاف والتجسس لصالح بريطانيا (الحلقة الثامنة)

اليمن الآن٠٨-٠٣-٢٠٢٥

أعد الحلقة لـ'واي دي' محمد العياشي:
في حلقة اليوم يسلط 'واي دي' الضوء على إحدى أهم الشخصيات الاستشراقية في تاريخ الاستكشاف البريطاني لليمن خلال القرن العشرين، وهي المستشرقة 'فريا ستارك'.
تُعد ستارك واحدة من أبرز الذين وثقوا حياة اليمن في فترة هامة من تاريخه، حيث قدمت صورة قريبة للمجتمع اليمني، خصوصًا في أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات من القرن الماضي.
زارت فريا ستارك اليمن في ثلاثينيات القرن العشرين وعادت لها أكثر من مرة، وألفت العديد من الكتب التي وثّقت رحلاتها في الجزيرة العربية.
كانت من أوائل الأوروبيين الذين استكشفوا المناطق النائية في اليمن، وسلطت الضوء على طبيعة البلاد وتاريخها وثقافتها.
توصلت ستارك في كتاباتها إلى أن اليمن يتمتع بتاريخ غني وموقع استراتيجي مهم جعله نقطة التقاء بين الحضارات.
أبرزت التنوع الثقافي والاجتماعي في البلاد، مشيرة إلى أن اليمنيين يتمتعون بروح الاستقلالية والاعتزاز بهويتهم. كما وثّقت الحياة اليومية، والتقاليد، والتحديات الجغرافية التي يواجهها السكان، وخاصة في المناطق الجبلية.
كانت ملاحظاتها ذات قيمة كبيرة لفهم المجتمع اليمني في تلك الحقبة، حيث قدمت وصفًا دقيقًا لمدن مثل صنعاء وشبام والمكلا، وأشارت إلى أهمية القوافل والتجارة في حياة اليمنيين.
يأخذنا الباحث الدكتور 'مسعود عمشوش' في كتابه 'اليمن في كتابات فريا ستارك من الاستكشاف إلى الاستخبارات' في رحلة فكرية، حيث يشاركنا رؤيته حول أهمية كتابات ستارك التي لا تقتصر على كونها مجرد سرد رحلات، بل تتجاوز ذلك لتحتوي على معلومات استخباراتية هامة، لم تذكرها أي مصادر تاريخية أخرى.
يرى عمشوش أن كتابات المستشرقة البريطانية فريا ستارك حول اليمن تحمل أهمية توثيقية كبيرة، إذ تتضمن معلومات استخباراتية نادرة لا نجدها في أي وثيقة تاريخية أخرى.
هذه الكتابات تكشف عن الجهود التي بذلها البريطانيون في بداية الحرب العالمية الثانية لتحييد الإمام يحيى بن حميد الدين، ومنعه من مساندة دول المحور.
عدن في عين 'فريا'
وفي كتاباتها، نجد وصفًا دقيقًا للأحداث اليومية في عدن خلال السنة الأولى من الحرب العالمية الثانية، حيث تعرضت المدينة لقصف عنيف من القواعد الألمانية والإيطالية في القرن الأفريقي.
ستارك عادت إلى عدن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، في 1939، ولكن هذه المرة بصفة رسمية كمساعدة لضابط الإعلام في عدن.
كانت مهمتها تتعلق بالبروباغندا (الدعاية)، حيث أدركت الدول الكبرى أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لحسم الصراع، بل يجب الاستعانة بالحرب الدعائية للتأثير في الرأي العام وتوجيه قرارات الناس وسلوكهم بما يخدم أهداف هذه الدول.
عملت في إدارة مكتب الإعلام، بالإضافة إلى تحرير النشرة الدعائية التي كان يصدرها المكتب. كما شاركت في التحقيق مع الأسرى الإيطاليين، وفي مواجهة الغارات الإيطالية على المدينة.
شكلت ستارك ثلاث فرق تطوعية من الشباب العرب، لتدريبهم على السلاح وحراسة الشوارع والمنازل خلال الهجمات الجوية.
تحدثت عن الأوضاع الأمنية والعسكرية في المدينة، حيث عززت بريطانيا وجودها العسكري فيها لمواجهة أي تهديدات من قوى المحور، خاصة بعد سقوط فرنسا وازدياد التوترات في الشرق الأوسط.
كما وصفت تأثير الحرب على السكان المحليين، مشيرة إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت نتيجة لوجود القوات البريطانية والبنية التحتية التي تم تطويرها لدعم المجهود الحربي.
كما سلطت الضوء على التنوع الثقافي في عدن، حيث كانت المدينة ملتقى لتجار ومهاجرين من جنسيات متعددة، ما جعلها مختلفة عن بقية مناطق اليمن من حيث الطابع الاجتماعي والاقتصادي.
أسلوب مبدع
ولم يكن الأسلوب الفريد الذي استخدمته ستارك في تدوين رحلاتها أقل تأثيرًا؛ فقد ترجمت كتاباتها إلى معظم اللغات الأوروبية، ليجعل منها واحدة من أروع ما كُتب في أدب الرحلات باللغة الإنجليزية.
وهذا الأسلوب المبدع في المزج بين السرد والوصف جعل نصوصها مليئة بعناصر الجمال والتشويق والإثارة، مما جذب العديد من القراء وترك فيهم انطباعًا قويًا عن الحياة في اليمن.
'ستارك' لم تقتصر على الكتابة فقط، بل استخدمت أيضًا آلة التصوير لالتقاط اللحظات التي عاشتها في اليمن.
قبل رحلتها الأولى إلى اليمن، اشترت كاميرا Leica III، التي التقطت بها حوالي 6000 صورة، ضمت العديد منها في كتبها الثلاثة الأولى حول اليمن، بينما خصصت كتابها الرابع 'مشاهد من حضرموت' لتقديم عدد أكبر من الصور، معظمها التقطت أثناء زيارتها الثانية إلى حضرموت في عامي 1937 و1938.
صنعاء في عين ستارك
في صنعاء، ترددَت ستارك على قصور الإمام وأمراء المدينة، مما ساعدها على الحصول على معلومات استخباراتية حيوية.
وبفضل علاقاتها مع نساء المدينة وأزواجهن، وكذلك مع الإمام يحيى نفسه، تمكنت من إرسال تقارير دقيقة عن الجيش اليمني وحامياته المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد.
ستارك كانت ترى أن صنعاء مدينة مغلقة على نفسها بسبب السياسة التي اتبعها الإمام يحيى، حيث كانت معزولة عن التأثيرات الخارجية، مما جعلها تحتفظ بجمالها العمراني التقليدي لكنها في الوقت ذاته بقيت بعيدة عن الحداثة والتقدم.
ووصفت 'ستارك' الإمام يحيى بأنه حاكم صارم يفرض نظامًا استبداديًا يعزل اليمن عن العالم الخارجي، ورأت أن سياساته كانت قائمة على الحفاظ على سلطة الإمامة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني تأخير التقدم والانفتاح.
وذكرت أنه كان يتحكم في كل تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية، مستخدمًا شبكة من الجواسيس لضبط الأوضاع الداخلية. كما لاحظت أن حكمه كان يركز على الاستقرار أكثر من التطوير، مما جعل اليمن في وضع متأخر مقارنة بجيرانه.
عيونها على اليمن
يعرض كتاب 'عمشوش' كيف رسمت ستارك صورة شاملة لليمن في ستة من مؤلفاتها: البوابات الجنوبية لشبه الجزيرة العربية (1936)، مشاهد من حضرموت (1938)، شتاء في شبه الجزيرة العربية (1940)، ساحل البخور (1953)، الشرق هو الغرب (1945)، وغبار في مخالب الأسد (1961).
كما يعرض في فصوله شخصية ستارك وسبب رحلاتها الاستكشافية، مع التركيز على دورها في رسم صورة المجتمع اليمني، خاصة في تفاعلها مع العادات والتقاليد ومدى تأثرها بالغرب.
وتعتبر ستارك، مقارنة بالرحالة الغربيين مثل فان دن ميولن، أكثر قدرة على تقديم صورة أوسع للحياة الاجتماعية في اليمن، لا سيما من خلال قدرتها على التواصل كامرأة في مجتمع تقليدي.
الشرق هو الغرب
يعتبر كتاب 'الغرب هو الشرق' أحد أعمال فريا ستارك التي تسلط فيها الضوء على رحلاتها وتجاربها في الشرق الأوسط واليمن خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
وهذا الكتاب جاء على عكس كتبها الأخرى التي تركز على الاستكشاف الجغرافي، حيث حمل طابعًا تأمليًا وتحليليًا حول العلاقات الثقافية والسياسية بين الشرق والغرب، ناقلة مشاهداتها عن المجتمعات العربية، وخاصة خلال زيارتها لمصر والعراق وبلاد فارس.
ناقشت 'ستارك' في هذا الكتاب الفروق الثقافية بين الشرق والغرب، لكنها تؤكد أن هذه الفروقات ليست حواجز، بل جسور يمكن من خلالها بناء الفهم والتعاون، كما ترى أن الغرب يسيء فهم الشرق، وتنتقد الصور النمطية التي يروجها الإعلام والسياسة.
ستارك بين الاستخبارات والاستكشاف
على الرغم من أن ستارك بدأت رحلاتها كرحالة استكشافية، إلا أن تطور الأوضاع السياسية في تلك الفترة فرض عليها أن تكون جزءًا من الجهود الاستخباراتية البريطانية في المنطقة.
كانت كتاباتها لا توثق فقط الجغرافيا والحياة اليومية في اليمن، بل كانت تعكس أيضًا جوانب من الحرب العالمية الثانية والصراعات الكبرى في تلك الحقبة.
ستارك لم تكن مجرد رحالة، بل كانت أيضًا شخصية محورية في نقل صور حية ودقيقة عن اليمن في حقبة هامة من تاريخه.
المصادر:
– كتاب اليمن في كتابات فريا ستارك من الاستكشاف إلى الاستخبارات
– كتاب الشرق والغرب لـ'فريا ستارك'
– مصادر على الانترنت
• تابعونا غدًا في حلقة جديدة من سلسلة 'المستشرقون واليمن'، حيث نستعرض انطباعات مستشرق آخر عن هذه الأرض العريقة.
مرتبط

المستشرقون واليمن


Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المستشرقون واليمن.. 'فريا ستارك' في مهمة الاستكشاف والتجسس لصالح بريطانيا (الحلقة الثامنة)
المستشرقون واليمن.. 'فريا ستارك' في مهمة الاستكشاف والتجسس لصالح بريطانيا (الحلقة الثامنة)

اليمن الآن

time٠٨-٠٣-٢٠٢٥

  • اليمن الآن

المستشرقون واليمن.. 'فريا ستارك' في مهمة الاستكشاف والتجسس لصالح بريطانيا (الحلقة الثامنة)

أعد الحلقة لـ'واي دي' محمد العياشي: في حلقة اليوم يسلط 'واي دي' الضوء على إحدى أهم الشخصيات الاستشراقية في تاريخ الاستكشاف البريطاني لليمن خلال القرن العشرين، وهي المستشرقة 'فريا ستارك'. تُعد ستارك واحدة من أبرز الذين وثقوا حياة اليمن في فترة هامة من تاريخه، حيث قدمت صورة قريبة للمجتمع اليمني، خصوصًا في أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات من القرن الماضي. زارت فريا ستارك اليمن في ثلاثينيات القرن العشرين وعادت لها أكثر من مرة، وألفت العديد من الكتب التي وثّقت رحلاتها في الجزيرة العربية. كانت من أوائل الأوروبيين الذين استكشفوا المناطق النائية في اليمن، وسلطت الضوء على طبيعة البلاد وتاريخها وثقافتها. توصلت ستارك في كتاباتها إلى أن اليمن يتمتع بتاريخ غني وموقع استراتيجي مهم جعله نقطة التقاء بين الحضارات. أبرزت التنوع الثقافي والاجتماعي في البلاد، مشيرة إلى أن اليمنيين يتمتعون بروح الاستقلالية والاعتزاز بهويتهم. كما وثّقت الحياة اليومية، والتقاليد، والتحديات الجغرافية التي يواجهها السكان، وخاصة في المناطق الجبلية. كانت ملاحظاتها ذات قيمة كبيرة لفهم المجتمع اليمني في تلك الحقبة، حيث قدمت وصفًا دقيقًا لمدن مثل صنعاء وشبام والمكلا، وأشارت إلى أهمية القوافل والتجارة في حياة اليمنيين. يأخذنا الباحث الدكتور 'مسعود عمشوش' في كتابه 'اليمن في كتابات فريا ستارك من الاستكشاف إلى الاستخبارات' في رحلة فكرية، حيث يشاركنا رؤيته حول أهمية كتابات ستارك التي لا تقتصر على كونها مجرد سرد رحلات، بل تتجاوز ذلك لتحتوي على معلومات استخباراتية هامة، لم تذكرها أي مصادر تاريخية أخرى. يرى عمشوش أن كتابات المستشرقة البريطانية فريا ستارك حول اليمن تحمل أهمية توثيقية كبيرة، إذ تتضمن معلومات استخباراتية نادرة لا نجدها في أي وثيقة تاريخية أخرى. هذه الكتابات تكشف عن الجهود التي بذلها البريطانيون في بداية الحرب العالمية الثانية لتحييد الإمام يحيى بن حميد الدين، ومنعه من مساندة دول المحور. عدن في عين 'فريا' وفي كتاباتها، نجد وصفًا دقيقًا للأحداث اليومية في عدن خلال السنة الأولى من الحرب العالمية الثانية، حيث تعرضت المدينة لقصف عنيف من القواعد الألمانية والإيطالية في القرن الأفريقي. ستارك عادت إلى عدن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، في 1939، ولكن هذه المرة بصفة رسمية كمساعدة لضابط الإعلام في عدن. كانت مهمتها تتعلق بالبروباغندا (الدعاية)، حيث أدركت الدول الكبرى أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لحسم الصراع، بل يجب الاستعانة بالحرب الدعائية للتأثير في الرأي العام وتوجيه قرارات الناس وسلوكهم بما يخدم أهداف هذه الدول. عملت في إدارة مكتب الإعلام، بالإضافة إلى تحرير النشرة الدعائية التي كان يصدرها المكتب. كما شاركت في التحقيق مع الأسرى الإيطاليين، وفي مواجهة الغارات الإيطالية على المدينة. شكلت ستارك ثلاث فرق تطوعية من الشباب العرب، لتدريبهم على السلاح وحراسة الشوارع والمنازل خلال الهجمات الجوية. تحدثت عن الأوضاع الأمنية والعسكرية في المدينة، حيث عززت بريطانيا وجودها العسكري فيها لمواجهة أي تهديدات من قوى المحور، خاصة بعد سقوط فرنسا وازدياد التوترات في الشرق الأوسط. كما وصفت تأثير الحرب على السكان المحليين، مشيرة إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت نتيجة لوجود القوات البريطانية والبنية التحتية التي تم تطويرها لدعم المجهود الحربي. كما سلطت الضوء على التنوع الثقافي في عدن، حيث كانت المدينة ملتقى لتجار ومهاجرين من جنسيات متعددة، ما جعلها مختلفة عن بقية مناطق اليمن من حيث الطابع الاجتماعي والاقتصادي. أسلوب مبدع ولم يكن الأسلوب الفريد الذي استخدمته ستارك في تدوين رحلاتها أقل تأثيرًا؛ فقد ترجمت كتاباتها إلى معظم اللغات الأوروبية، ليجعل منها واحدة من أروع ما كُتب في أدب الرحلات باللغة الإنجليزية. وهذا الأسلوب المبدع في المزج بين السرد والوصف جعل نصوصها مليئة بعناصر الجمال والتشويق والإثارة، مما جذب العديد من القراء وترك فيهم انطباعًا قويًا عن الحياة في اليمن. 'ستارك' لم تقتصر على الكتابة فقط، بل استخدمت أيضًا آلة التصوير لالتقاط اللحظات التي عاشتها في اليمن. قبل رحلتها الأولى إلى اليمن، اشترت كاميرا Leica III، التي التقطت بها حوالي 6000 صورة، ضمت العديد منها في كتبها الثلاثة الأولى حول اليمن، بينما خصصت كتابها الرابع 'مشاهد من حضرموت' لتقديم عدد أكبر من الصور، معظمها التقطت أثناء زيارتها الثانية إلى حضرموت في عامي 1937 و1938. صنعاء في عين ستارك في صنعاء، ترددَت ستارك على قصور الإمام وأمراء المدينة، مما ساعدها على الحصول على معلومات استخباراتية حيوية. وبفضل علاقاتها مع نساء المدينة وأزواجهن، وكذلك مع الإمام يحيى نفسه، تمكنت من إرسال تقارير دقيقة عن الجيش اليمني وحامياته المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد. ستارك كانت ترى أن صنعاء مدينة مغلقة على نفسها بسبب السياسة التي اتبعها الإمام يحيى، حيث كانت معزولة عن التأثيرات الخارجية، مما جعلها تحتفظ بجمالها العمراني التقليدي لكنها في الوقت ذاته بقيت بعيدة عن الحداثة والتقدم. ووصفت 'ستارك' الإمام يحيى بأنه حاكم صارم يفرض نظامًا استبداديًا يعزل اليمن عن العالم الخارجي، ورأت أن سياساته كانت قائمة على الحفاظ على سلطة الإمامة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني تأخير التقدم والانفتاح. وذكرت أنه كان يتحكم في كل تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية، مستخدمًا شبكة من الجواسيس لضبط الأوضاع الداخلية. كما لاحظت أن حكمه كان يركز على الاستقرار أكثر من التطوير، مما جعل اليمن في وضع متأخر مقارنة بجيرانه. عيونها على اليمن يعرض كتاب 'عمشوش' كيف رسمت ستارك صورة شاملة لليمن في ستة من مؤلفاتها: البوابات الجنوبية لشبه الجزيرة العربية (1936)، مشاهد من حضرموت (1938)، شتاء في شبه الجزيرة العربية (1940)، ساحل البخور (1953)، الشرق هو الغرب (1945)، وغبار في مخالب الأسد (1961). كما يعرض في فصوله شخصية ستارك وسبب رحلاتها الاستكشافية، مع التركيز على دورها في رسم صورة المجتمع اليمني، خاصة في تفاعلها مع العادات والتقاليد ومدى تأثرها بالغرب. وتعتبر ستارك، مقارنة بالرحالة الغربيين مثل فان دن ميولن، أكثر قدرة على تقديم صورة أوسع للحياة الاجتماعية في اليمن، لا سيما من خلال قدرتها على التواصل كامرأة في مجتمع تقليدي. الشرق هو الغرب يعتبر كتاب 'الغرب هو الشرق' أحد أعمال فريا ستارك التي تسلط فيها الضوء على رحلاتها وتجاربها في الشرق الأوسط واليمن خلال فترة الحرب العالمية الثانية. وهذا الكتاب جاء على عكس كتبها الأخرى التي تركز على الاستكشاف الجغرافي، حيث حمل طابعًا تأمليًا وتحليليًا حول العلاقات الثقافية والسياسية بين الشرق والغرب، ناقلة مشاهداتها عن المجتمعات العربية، وخاصة خلال زيارتها لمصر والعراق وبلاد فارس. ناقشت 'ستارك' في هذا الكتاب الفروق الثقافية بين الشرق والغرب، لكنها تؤكد أن هذه الفروقات ليست حواجز، بل جسور يمكن من خلالها بناء الفهم والتعاون، كما ترى أن الغرب يسيء فهم الشرق، وتنتقد الصور النمطية التي يروجها الإعلام والسياسة. ستارك بين الاستخبارات والاستكشاف على الرغم من أن ستارك بدأت رحلاتها كرحالة استكشافية، إلا أن تطور الأوضاع السياسية في تلك الفترة فرض عليها أن تكون جزءًا من الجهود الاستخباراتية البريطانية في المنطقة. كانت كتاباتها لا توثق فقط الجغرافيا والحياة اليومية في اليمن، بل كانت تعكس أيضًا جوانب من الحرب العالمية الثانية والصراعات الكبرى في تلك الحقبة. ستارك لم تكن مجرد رحالة، بل كانت أيضًا شخصية محورية في نقل صور حية ودقيقة عن اليمن في حقبة هامة من تاريخه. المصادر: – كتاب اليمن في كتابات فريا ستارك من الاستكشاف إلى الاستخبارات – كتاب الشرق والغرب لـ'فريا ستارك' – مصادر على الانترنت • تابعونا غدًا في حلقة جديدة من سلسلة 'المستشرقون واليمن'، حيث نستعرض انطباعات مستشرق آخر عن هذه الأرض العريقة. مرتبط المستشرقون واليمن

قيادة السلطة المحلية بصعدة تزور معرض الشهيد القائد بالحديدة ومدينة الدريهمي
قيادة السلطة المحلية بصعدة تزور معرض الشهيد القائد بالحديدة ومدينة الدريهمي

وكالة الأنباء اليمنية

time٠٩-٠٢-٢٠٢٥

  • وكالة الأنباء اليمنية

قيادة السلطة المحلية بصعدة تزور معرض الشهيد القائد بالحديدة ومدينة الدريهمي

الحديدة - سبأ : نظمت قيادة السلطة المحلية بمحافظة صعدة زيارة، إلى معرض الشهيد القائد بمحافظة الحديدة ومدينة الدريهمي . حيث زار وفد محافظة صعدة برئاسة المحافظ محمد عوض وضم مديرو المكاتب التنفيذية، ومعه محافظ الحديدة عبد الله عطيفي ووكيل أول المحافظة أحمد البشري معرض الشهيد القائد في جامعة الحديدة وطافوا بأقسامه. وأشاد الزائرون بالجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات المنظمة للمعرض والثراء المعلوماتي الواسع للأحداث والوقائع منذ الحرب العالمية الثانية إلى اليوم بالتركيز على انطلاق المشروع القرآني كخط مواجهة وحيد للمشروع الأمريكي الإسرائيلي البغيض . وثمنوا العرض والتجسيد الفني الرائع واللائق بعملية طوفان الأقصى ومعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وتفاصيل المواجهة اليمنية مع ثلاثي الشر الأمريكي الإسرائيلي البريطاني والنقلة النوعية للقوات المسلحة في مختلف المجالات . وزار وفد صعدة، مدينة الدريهمي واستمع من مدير مديرية الدريهمي إلى الوقائع والأحداث التي شهدتها المديرية وحالة الصمود الأسطورية ضد جحافل وحصار العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي . كما زار سفينة جلاكسي ليدر التي احتجزتها القوات المسلحة في بداية معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ، وثمنت حكمة وشجاعة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وكذلك رجال البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسير ، معتبرين احتجاز السفينة ضربة استباقية مؤلمة للعدو الإسرائيلي والأمريكي . وأشاد المحافظ عوض وأعضاء السلطة المحلية بحسن الاستقبال والضيافة من قيادة محافظة الحديدة، مؤكدين أن هذه الزيارة تزيد من أواصر الإخاء والتقدير بين أبناء المحافظتين .

عالم الموت الملون!
عالم الموت الملون!

اليمن الآن

time٠١-١٢-٢٠٢٤

  • اليمن الآن

عالم الموت الملون!

عزالدين سعيد الأصبحى: أتذكر قول باولو كويلو: «إذا تشابهت الأيام، فذلك يعنى أنَّ الناس قد توقّفوا عن إدراك الأشياء الجميلة!». والحقيقة أننا فى بلدان الحروب والنزاعات، ننسخ الأيام نسخا وليس مجرد تشابه، فهذا الموت اليومى لا يتكرر فقط ولكنه يصبح الحياة ذاتها. أى توحش هذا الذى يسير عليه عالم اليوم؟ عالم مضطرب عجيب بمفارقاته، تراكمت فيه معرفة التكنولوجيا والاختراعات الحديثة بشكل لم يشهد مثله العالم من قبل، ولكن أيضا تراكم الموت فى زواياه أكثر. كأن العلم بدلا من أن يكون نافذة استقرار كونى، صار وبالا على البشرية تلاحقه عقدة ذنب منذ الفريد نوبل الذى اخترع البارود والجائزة الشهيرة وأضر العالم بهما أكثر مما نفع فى الغالب، كما يسخر الناس على ذلك بقولهم إن نوبل أضر الكوكب بباروده وجائزته، حيث مُنحت لأشخاص جعلت الناس تقول هذا. وصرنا نقول ماذا لو عاد العالم ليراكم إنجازه من الفنون؟ لربما عاد جزء من إنسانيتنا التى نفقدها كل يوم مع سياسة تفتقد الأخلاق!. انظر لسماء الحروب المكفهرة لتعرف حجم جنايتنا على الأشياء الجميلة، ولنعرف حجم جريمة العالم. مثلاً بحق الطفولة، انظروا لطيران الأطفال الذى كان فى البدء طيارات من ورق ملون، تجرى مع (عدو طفلين معاً فسبقنا ظلنا)، حسب قصيدة إبراهيم ناجى فى اطلاله مع أم كلثوم والسنباطي. ذاك الطيران المبهج فى لعب الأطفال تحول من لعبة معدن صغيرة وورق ملون، إلى لعبة موت أسود وحديد يطير بقنابل مدمرة. تحول من تحليق كان بهجة للطفولة إلى تحليق يقتل الصغار وأمهاتهم، ويدمر مدارسهم ويحرق كراسات رسوماتهم. كانت فيروز تغنى (طيرى ياطيارة من ورق وخيطان) الآن صار اسمها طيران (الدرونز) يافيروز، وتحولت من لعبة للأطفال إلى قاتل لهم. وكل ما كان لعبة تحول إلى سلاح، ولم يعد بالضرورة يقود هجمات الحرب جنرال مفتول العضلات، بل شابٌ صغير نحيلٌ بنظارة طبية، يقتحم أسرار التكنولوجيا، ويجعل برامج جهاز التليفون المحمول سماعة تجسس أو عبوة تنفجر بكبسة زر من مكان خفي. مشهد يومى يدمى القلب يتكرر بألوان مختلفة وموت واحد. وحده قرار المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة بنيامين نيتانياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، غير فى تركيبة أخبار الصباح الدامي. هو خبر لحدث أكثر من مجرد خطوة فى طريق العدالة وانصاف الضحايا، حيث هو قرار نقول عنه محاولة لإنقاذ منظومة القيم الإنسانية التى دمرها واقع الحرب الحالية. هذه الحرب لم تدمر غزة وتقصف بيروت فقط، لكنها ضربت منظومة القيم الكونية لحقوق الإنسان فى الصميم، وهى أكبر هزيمة قيمية للبشرية. فهذا الجيل الذى يتباهى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بأنه جيل حقوق الإنسان، أضحى يعيش نكبة قيم مفجعة من هول ما يجري. وفقدان المرء الإيمان واحترامه لذاته هو أكبر كارثة، لهذا يكتسب هذا القرار أهميته. لن تنفذ الدول القرار ولن نجد مجرمى الحرب فى قفص الاتهام حتما، بل سنجد الحملة تشتد على المحكمة ومصدرى القرار بحيث ربما نجدهم فى قفص الاتهام قبل المجرمين المطلوبين للعدالة، فهذا عالم مختل، تقوده قوة مختلة، لكن لابد من محاولة لإنقاذ جزء من إنسانية العالم. وبالعودة لقرار المحكمة الجنائية الدولية، فعلى الأقل هناك ملاحقة قانونية تعيد للحق بعض الاعتبار، والأهم تعيد للذات بعض الاعتبار. ولعل ذلك هو الحدث الفارق فى سيرة أيام للموت بألوان شتى يتكرر مشهدها المؤلم، وكأننا فى حالة مسلسل من القتل والتوحش اليومى يكرر نفسه. والفارق الجديد منذ يومين هو فى الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان، وتلك قصة لم تكتمل فصولها بعد، فهل هى نهاية لحرب أم بداية مشهد خراب آخر. هل يؤمن الاتفاق عودة المهجرين؟ أم عودة حرب أخرى بعيدة عن إسرائيل؟. الأسئلة مشروعة ومفتوحة، ولكن على الأقل المشهد يخرجنا قليلا من منظر القصف اليومى المدمر وذاك هو الإنجاز، وهو إنقاذ لآدميتنا قليلا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store