
105 أعوام علي ميلاد «وحش الشاشة» و«ملك الترسو».. كيف أصبح فريد شوقي «بطل للنهاية»؟
في قلب حي السيدة زينب الشعبي، وتحديدًا بشياخة البغالة، وُلد فريد محمد شوقي عبده يوم 30 يوليو 1920م، ليبدأ رحلة غير عادية من الأزقة إلى أعالي المجد. لم يكن فريد مجرد فتى قاهري ينتمي لطبقة كادحة، بل كان مشروع فنان شامل، كتب اسمه بحروف من نور في تاريخ الفن العربي، وتحول من كومبارس مغمور إلى «ملك الشاشة» بلا منازع.
موضوعات مقترحة
فريد شوقي
«فريد شوقي» الفتى الذي حلم بالفن فصار أيقونة
نشأ فريد شوقي في أجواء عائلية تقدر الثقافة والفن، فقد كان والده صديقًا للكاتب المسرحي عبد الجواد محمد، مما زرع فيه مبكرًا حب المسرح والتمثيل. درس في مدرسة الناصرية، ثم التحق بمعهد الفنون التطبيقية، قبل أن ينضم إلى الدفعة الأولى من معهد التمثيل عام 1947م.
لم تكن بداياته سهلة، إذ ظهر في أدوار صغيرة في أفلام يوسف وهبي وأنور وجدي، لكنه كان يدرك تمامًا أن "الدور الكبير" قادم لا محالة.
فريد شوقي
«فريد شوقي» وحش الشاشة.. بطل شعبي من نوع خاص
على مدار خمسة عقود، صاغ فريد شوقي أسطورته الفنية التي امتدت إلى أكثر من 300 فيلم، كان بطلًا ومؤلفًا ومنتجًا، مازجًا بين القوة البدنية والحضور الشعبي، بين التمرد الاجتماعي والدراما الإنسانية. لقّب بـ«وحش الشاشة»، و«ملك الترسو»، و«الملك»، ليس فقط لهيئته القوية أو صوته الجهوري، بل لأنه أعاد تعريف مفهوم البطولة في السينما المصرية.
في زمن كانت فيه الفتونة مرادفًا للبلطجة، قدّم فريد شوقي شخصية "الفتوة الأخلاقي"، الذي يدافع عن المظلومين، ويحارب الظلم، كما في أفلام مثل الفتوة وجعلوني مجرمًا ورصيف نمرة 5. ولعل أعظم ما قدّمه أنه أعاد الاعتبار للطبقات المهمشة، فصارت الشاشة تتحدث بلسانهم لا عنهم فقط.
فريد شوقي
«فريد شوقي» الكاتب وصانع السيناريو
لم يكتفِ شوقي بالتمثيل، بل أمسك القلم ليكتب قصصه، راسمًا شخصياته كما يحب أن يراها. كتب أكثر من 30 فيلمًا، أبرزها الأسطى حسن، الفتوة، سواق نص الليل، كلمة شرف، وغيرها. قصصه السينمائية لم تكن مجرد تسلية، بل وثيقة اجتماعية تنبض بروح الشارع.
نال عن فيلم جعلوني مجرمًا جائزة الدولة عام 1955م، بعد أن ساهم في تعديل قانون الصحيفة الجنائية في مصر. كما نال جائزة الإنتاج في مهرجان برلين عام 1956 عن فيلم الفتوة، ووسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
فريد شوقي
«فريد شوقي» الملك الذي لم يتوقف عن التجديد
في السينما، في المسرح، في التلفزيون، وحتى في الدراما الإذاعية، ظل فريد شوقي يبتكر ويتجدد في الثمانينيات، اقتحم الدراما التلفزيونية بمسلسلات خالدة مثل البخيل وأنا، صابر يا عم صابر، العرضحالجي، وقلب الأسد. وحتى قبل رحيله، كان حاضرًا عبر صوت عبد الغفور البرعي في المسلسل الإذاعي لن أعيش في جلباب أبي.
فريد شوقي
«فريد شوقي» حب ونساء وأبوة فنية
خمس زيجات صنعت حياته الشخصية، أشهرها زواجه من الفنانة هدى سلطان، التي أنجب منها ناهد ومهى. وقد ظل يحبها رغم الانفصال. ثم ارتبط بسيدة المجتمع سهير ترك، التي أنجب منها رانيا وعبير. عُرف بلقب "أبو البنات"، وكانت ابنته رانيا ممثلة بارزة، وناهد منتجة سينمائية مؤثرة، مما جعله يؤسس "سلالة فنية" قائمة بذاتها.
فريد شوقي
«فريد شوقي» سفير السينما الشعبية خارج الحدود
بعد نكسة 1967م، سافر فريد شوقي إلى تركيا، وشارك في 15 فيلمًا مشتركًا مع السينما التركية، أبرزها عثمان الجبار ووحش الأناضول. لم يكن مجرد نجم محلي، بل أيقونة عابرة للثقافات، تملك طابعًا عالميًا بحس شعبي.
فريد شوقي
«فريد شوقي» الوداع الأخير.. جنازة وطنية لفنان شعبي
في 27 يوليو 1998م، رحل فريد شوقي بعد معاناة مع التهاب رئوي حاد دام عامين، تاركًا وراءه إرثًا لا يمحوه الزمن. شيّع جثمانه من مسجد عمر مكرم، ودفن في مقابر الإمام الشافعي، بينما كانت مصر تودّع واحدًا من آخر عظماء شاشتها.
فريد شوقي
«فريد شوقي» تكريمات وجوائز.. ووسام الحب الشعبي
نال فريد شوقي أكثر من 92 جائزة، منها وسام الفنون، وجائزة الدولة، وكرّمه مهرجان القاهرة السينمائي عام 1994، لكنه نال جائزة أكبر من كل ذلك: حب الجمهور. لم يكن مجرد فنان، بل وجدان جمعي، وصوت الغلابة، ومُصلح اجتماعي بخطاب سينمائي.
فريد شوقي
«فريد شوقي» دراما تمشي على قدمين
إنه فريد شوقي، الرجل الذي لم يكن يمثل، بل يعيش. الممثل الذي جعل السينما تقول ما يخاف الناس قوله. المؤلف الذي كتب بمداد الشارع، والنجم الذي أحبّته القلوب قبل أن تراه العيون.
في الذكرى الخامسة بعد المائة لميلاده، لا يزال فريد شوقي حاضرًا، ليس فقط في أرشيف السينما، بل في الوجدان المصري.. بطلًا شعبيًا.. وحشًا للشاشة.. وأبًا للدراما.
في النهاية كتب فريد شوقي مجده بنفسه فأصبح «وحش الشاشة» و«بطل للنهاية» كما هو عنوان فيلمه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 4 أيام
- بوابة الأهرام
رانيا فريد شوقي تكشف عن رأيها في السوشيال ميديا ومنتقدي الفن.. ماذا قالت؟
أحمد نصار - تصوير: محمد شعلان أكدت الفنانة رانيا فريد شوقي، أن منصات التواصل الاجتماعي، لها إيجابيات وسلبيات، ولابد من التعامل معها على أنها ليست واقعًا، كما شددت على أنها لا تحب التطاول، حتى إذا كان هناك اختلاف بينها وبين شخص آخر يكون هناك رقي في هذا الاختلاف. موضوعات مقترحة جاء ذلك خلال ندوة أقامتها «بوابة الأهرام» لتكريم اسم الراحل ملك الترسو فريد شوقي، بمناسبة الاحتفال بمرور ١٠٥ أعوام على ميلاده «٣٠ يوليو ١٩٢٠». وأضافت رانيا فريد شوقي في حديثها: يوجد على تلك المنصات أشخاص محترمون جدا، ويتحدثون بعقلانية، وهناك أشخاص آخرون مع الهوجة، وآخرين يخرجون أسوأ ما فيهم عبر السوشيال ميديا". وتابعت: "لابد من التعامل مع السوشيال ميديا على أنها ليست واقعًا، أنا أتعامل معها، لأتواجد مع الأشخاص الذين أحبهم وأقدرهم، ولكن عندما يتم مهاجمتي، لا أرد". وواصلت حديثها: "أنا بطبعي لا أحب التطاول، أحب أنه إذا كان هناك خلاف بيني وبين شخص آخر أن يكون هناك شياكة ورقي في هذا الخلاف". رانيا فريد شوقي ترد على منتقدي الفن والفنانين وأردفت رانيا في حديثها، أن الفن بريء من الاتهامات التي تلقى عليه بأنه السبب وراء الفساد في المجتمع، كما أشارت أن الفن لا يمكنه التربية وحدة، ولكن لابد أن تجتمع عدة عوامل لتكوين شخص سوي. وأضافت: "الفن شيء مهم جدا، ولا يمكن التقليل من قيمته، لا تريد المشاهدة، هذا حقك، ولكن لا تؤذيني، وتلقي علينا جميع المشاكل، وتقول بأننا فسدة". وتابعت: "الفن لا يربي وحده، ولا حتى المدرسة لا يمكنها التربية وحدها، ولكن هناك عوامل لابد أن تجتمع، مثل البيت والمدرسة والفن والرياضة، وكل الأشياء التي تساعد في تكوين الشخص" واختتمت: "لا تأتي وتقول الفن هو السبب، لأن هذا ليس صحيحا لا تحمل الفن المشكلة، الأشخاص هم من تغيرت عندهم المعايير ليس أكثر، ولكن الفن بريء من هذا". ندوة تكريم الفنان فريد شوقي بـ"بوابة الأهرام" وأقامت "بوابة الأهرام" ندوة تكريم للفنان فريد شوقي في ذكرى ميلاده الـ ١٠٥، وذلك بحضور نجلته الفنانة رنيا فريد شوقي، التي تحدثت حول العديد من التفاصيل الفنية والشخصية في حياة والدها. ندوة تكريم الفنان فريد شوقي بـ"بوابة الأهرام" وأقامت "بوابة الأهرام" ندوة تكريم للفنان فريد شوقي في ذكرى ميلاده الـ ١٠٥، وذلك بحضور نجلته الفنانة رنيا فريد شوقي، التي تحدثت حول العديد من التفاصيل الفنية والشخصية في حياة والدها. تكريم اسم الفنان فريد شوقي في "بوابة الأهرام" وأقامت «بوابة الأهرام» ندوة تكريم لاسم الفنان الراحل «ملك الترسو» فريد شوقي، احتفالا بمرور ١٠٥ أعوام على ذكرى ميلاده «٣٠يوليو ١٩٢٠» وذلك بحضور نجلته الفنانة رانيا فريد شوقي، التي كشفت فيها عن العديد من الأسرار والكواليس الفنية والشخصية في حياة والدها. كما قدم الكاتب الصحفي محمد إبراهيم الدسوقي رئيس تحرير «بوابة الأهرام» و«الأهرام المسائي» و«مجلة ديوان» درع تكريم لاسم النجم الراحل، وتسلمته نجلته الفنانة رانيا فريد شوقي تقديرا لمسيرته وعطائه الفني الكبير في صناعة السينما والدراما التليفزيونية. الكاتب الصحفي محمد إبراهيم الدسوقي والفنانة رانيا فريد شوقي الكاتب الصحفي محمد إبراهيم الدسوقي والفنانة رانيا فريد شوقي جانب من الندوة جانب من الندوة جانب من الندوة


بوابة الأهرام
منذ 5 أيام
- بوابة الأهرام
رانيا فريد شوقي: دراما رمضان 2025 من أفضل المواسم والقضايا الاجتماعية كانت حاضرة بقوة
أحمد نصار- تصوير: محمد شعلان أشادت الفنانة رانيا فريد شوقي، بموسم دراما رمضان الماضي 2025، مؤكدة أنه كان به العديد من الأعمال المميزة، كما أنه كان هناك اهتمام لمناقشة القضايا الاجتماعية الهامة. موضوعات مقترحة جاء ذلك خلال ندوة أقامتها «بوابة الأهرام» لتكريم اسم الراحل ملك الترسو فريد شوقي، بمناسبة الاحتفال بمرور ١٠٥ عاما على ميلاده «٣٠ يوليو ١٩٢٠». وأضافت رانيا فريد شوقي في حديثها: موسم رمضان الماضي، من وجهة نظري أنه من أفضل المواسم الرمضانية، وكان هناك العديد من الأعمال التي نالت إعجابي، وكانت تناقش قضايا مهمة، مثل مسلسل لام شمسية، ومسلسل ولاد الشمس كان أكثر من رائع، ومسلسل إخواتي للفنانة نيللي كريم وكنده علوش وروبي وجيهان الشماشرجي، لأنه كان به حالة لطيفة وجميلة". وواصلت حديثها: كان من الواضح في هذا الموسم، أن هناك اهتماما نحو القضايا الاجتماعية، ومناقشتها في تلك الأعمال التي تم عرضها على مدار الشهر الكريم". ندوة تكريم الفنان فريد شوقي ببوابة الأهرام وأقامت بوابة الأهرام ندوة تكريم للفنان فريد شوقي في ذكرى ميلاده الـ ١٠٥، وذلك بحضور نجلته الفنانة رنيا فريد شوقي، التي تحدثت حول العديد من التفاصيل الفنية والشخصية في حياة والدها. تكريم اسم الفنان فريد شوقي في بوابة الأهرام وأقامت «بوابة الأهرام» ندوة تكريم لأسم الفنان الراحل «ملك الترسو» فريد شوقي، احتفالا بمرور ١٠٥ عاما على ذكرى ميلاده «٣٠يوليو ١٩٢٠» وذلك بحضور نجلته الفنانة رانيا فريد شوقي، التي كشفت فيها عن العديد من الأسرار والكواليس الفنية والشخصية في حياة والدها. كما قدم الكاتب الصحفي محمد إبراهيم الدسوقي رئيس تحرير «بوابة الأهرام» و«الأهرام المسائي» و«مجلة ديوان» درع تكريم لأسم النجم الراحل، وتسلمته نجلته الفنانة رانيا فريد شوقي تقديرا لمسيرته وعطائه الفني الكبير في صناعة السينما والدراما التلفزيونية. رانيا فريد شوقي رانيا فريد شوقي


الدولة الاخبارية
منذ 6 أيام
- الدولة الاخبارية
رانيا فريد شوقي: وزارة الثقافة لم تبد الاهتمام المطلوب بمئوية والدي
الخميس، 31 يوليو 2025 12:19 مـ بتوقيت القاهرة أكدت الفنانة رانيا فريد شوقي، أن وزارة الثقافة لم تبد الاهتمام المطلوب بمئوية والدها الفنان الراحل فريد شوقي، مشيرة إلى أنه لم يكن هناك أي رد فعل تجاه هذا الأمر. جاء ذلك خلال ندوة أقامتها «بوابة الأهرام» لتكريم اسم الراحل ملك الترسو فريد شوقي، بمناسبة الاحتفال بمرور 105 أعوام على ميلاده «30 يوليو 1920». وأشارت رانيا في حديثها إلى أن والدها حزن بسبب عدم حصوله على لقب فنان الشعب، برغم أن هناك نجومًا حصلوا عليه مثل الفنان يوسف وهبي والموسيقار سيد درويش؛ لأنه كان يرى أنه ملك الترسو «الشعب»؛ حيث كان معظم جمهوره من الشعب، الذي تعلق بأعماله وأثر فيه وجدانيًا. فريد شوقي كان ينتصر للخير في أفلامه دائمًا وأشارت رانيا فريد شوقي في حديثها، إلى أن والدها كان يرى نفسه ملك الترسو، وأضافت: كلمة ترسو تعني الشعب، وهذا كان جمهور فريد شوقي جميعهم من الطبقات البسيطة، التي تمثل أغلبية الشعب، الذي تعلق به وبأعماله؛ لذلك كان حريصًا في كل أعماله على انتصار الخير على الشر في النهاية، حتى إذا كان هو من يقدم الشر في العمل، مثل فيلم «حميدو». رانيا فريد شوقي: والدي أخفى أعماله الخيرية وأكدت الفنانة رانيا فريد شوقي، أن والدها الفنان فريد شوقي كان له العديد من الأعمال الخيرية، التي أخفاها عن الجميع في حياته، ولم يكتشفوا الأمر إلا بعد وفاته، عندما عملت بالمجال الفني، وقابلت العمال وغيرهم، وحدثوها عن مواقف والدها معهم، وكيف كان يساندهم، وهو ما كان يبهرها، وتتساءل كيف كان يأتي بوقت لكل هذه الأمور؟. تكريم اسم الفنان فريد شوقي في "بوابة الأهرام" وأقامت «بوابة الأهرام» ندوة تكريم لاسم الفنان الراحل «ملك الترسو» فريد شوقي، احتفالًا بمرور 105 أعوام على ذكرى ميلاده «30 يوليو 1920» وذلك بحضور نجلته الفنانة رانيا فريد شوقي، التي كشفت فيها عن العديد من الأسرار والكواليس الفنية والشخصية في حياة والدها. كما قدم الكاتب الصحفي محمد إبراهيم الدسوقي رئيس تحرير «بوابة الأهرام» و«الأهرام المسائي» و«مجلة ديوان» درع تكريم لاسم النجم الراحل، وتسلمته نجلته الفنانة رانيا فريد شوقي تقديرًا لمسيرته وعطائه الفني الكبير في صناعة السينما والدراما التليفزيونية.