
عبد الغفور البرعي والمتخلفون ـ الميزان ـ
فيعجز الشباب عن إجابة السؤال : هل تعرف من هـذا ؟
فالبعض يقول : دا الكبير أوي والآخر يقول : دا بكار !!!
وهو ما أصابني بالصدمة وجعلني أتحسس مقدمة رأسي فوجدت بقية من شَعر أصابني عددها بالهلع بقدر ما طمأنتني فهرولت للمرآة لكي أتأكد من شكوكي، فوجدت شعرة أو اثنتين تمردتا على سِنّي الشباب وقررت أن تخرج من عتمته وقتامة لونه إلى فضاء البياض الفسيح ، فاعتدلت في مشيتي واستدعيت الكائن الأزهريّ في داخلي وقِست على الأغلب وحكمت على نفسي حكم المعتزلة في الفساق فأنا بمنزلة بين المنزلتين، لا إلي الشباب والصغار أُعد وأُحْسب ولا إلى الكهول والشُيّاب لي نسب، فلست أنا ممن غنى لهم حمزة نمرة في ألبومه مولود سنة ٨٠ و لا أنا ممن يشعرني نجوم 'جيل z ' بالطرب والسعادة غالبًا!.
ولم يستطع عقلي تقبل فكرة اختلاف الأجيال وتطور الأذواق وما إلى ذلك من مبررات أعدها سخيفة ، فنحن أبناء التسعينات لا زالت مسرحية مدرسة المشاغبين والتي أذيعت قبل عقدين من وجودنا على هذا الكوكب الحزين لا زالت تضحكنا ولا زالت تعد طقسًا من طقوس أعيادنا فلا يكون العيد عيداً إلا بمشاهدة ساعتها الأربع هي وقرينتها العيال كبرت ، توارثنا 'إيفيهاتها' وضحكاتها كما نتوارث قطعة الأرض والعقار… فكبرنا نحن وظلت هي وأخواتها في تجدد وتألق مستمر، معين لا ينضب من اللطف وخفة الظل والجمال نعرفه ونُعْرف به ! ولا يفوتني ذكر صديقي الذي تزوج من أجنبية لا تحسن لغة العرب ولا المصريين قال لي في ساعة صفا : هي جنة الله لي غير أن آهل تلك الجنة لا يتحدثون العربية كما وُعدنا في المأثور.
فأقسى ما ألاقيه أنني أقضي ليالي العيد (الوقفة) أشاهد مسرحياتنا أضحك منفرداً كالأبله على قفشات وإفيهات عادل إمام وسمير غانم ويونس شلبي وسعيد صالح ويكمل متنهداً بحسرة : هي أحياناً تشاطرني الضحك إشفاقاً فأشعر بسخافة الموقف أكثر وأكتم في نفسي كثيراً من الألش والنكات المصرية بنت مواقفها وساعتها ! حتى نضبت قريحتي أو اوشكت وصرت ثقيل الدم – وهو صادق في تلك صراحة.
فسلام الله عليك يا صديقي ورحم الله ضحكاتك وألشاتك ونعود لما بدأناه ..
الفن ذاكرة الشعوب !
قالها غير واحدٍ .. أن الفنون هي ذاكرة الشعوب والمرآة التي ينعكس فيها تحضرهم ورقيهم ومداركهم
وأن الفنون بأنواعها هي النافذة التي نطل منها للعوالم الأخرى وتطل هي علينا من خلالها، فكيف بربكم أقنع هؤلاء أن سكندريتي التي أحب وأعرف هي ضمير أبلة حكمت والراية البيضا وزيزينا، لا علاقة لها باسكندرية 'العتاولة' بجزئيه الـذين يتنافسان في ترسيخ القبح وتقديمه كأنه واقع كما القبح الـذي طال مدينتي في العمران ومن قبله في الإنسان .
مثقف الواع التاجر الحـذق والوطني المجاهد الذي تصدى لاعيب الإقطاعيين وأرتال الغزاة والمحتلين وعبر من خطوب الأزمان مرفوع الرأس منتصراً محافظاً على قيمه وأرضه كما صور ذلك الجميل صلاح السعدني في الناس في كفر عسكر ومن قبله السيدة هدى سلطان ويوسف شعبان في رائعة 'الوتد ' وغير عمل لا يسع المكان لذكرهم ، أم كيف أقنعهم أن ابن الصعيد ذاك الممتلئ بالشموخ والهيبة ، الواقف كالجبل الصلب الذي على قمته تكسرت أنوفاً كثيرة هو هو صاخب القلب المغمور حنانا وطيبة وأخلاقاً قل وجودها في غيره كما قدم لنا ممدوح عبد العليم في 'الضوء الشارد' وعبد الله غيث في ذئاب الجبل وأعمالاً كثيرة جميلة بصدق رغم أنها لم تف الصعيدي حقه ولم تقدم بعد شخصيته بشكل متكامل .
لا ذنب لهم على الحقيقة ولكنها مشكلة!
هـذا الجيل الذي عجز عن معرفة نور الشريف في الغد قد يعجز عن معرفة أم كلثوم – إن لم يكن قد فعلها بعد- وربما سيرى أن الأهرامات تلك الأبنية مثلثة الشكل تشغل حيزاً كبيرا قد ننتفع به في بناء أوتيل أو مول أو ربما أوتوستراد – كبير قوي –
ذاك الجيل لاذنب له صراحة فهو نتاج ما قُدم له على مدار سنوات متعاقبة من الانتكاسات الأخلاقية والتراجع في الأذواق والتغريب عن الشخصية والهوية المصرية الحقيقة لصالح أفهام مستوردة من الشرق والغرب، فغياب قيمة التاريخ وأهمية التراث لا يحمل أوزاره هؤلاء الصغار أبناء 'الكيبوتس' الحديث أو الكمبوندات والتشيكن تشيز فرايز والسوشي أو ربما أسماء أخرى لا طاقة لي على حفظها فأنا ابن عربية الفول وخروجة الكشري والجرين برجر في أحسن الأحوال والفطاطري لما تزهزه الدنيا .
فهؤلاء ضحايا .. بقدر حزننا منهم وغضبنا من لامبالاتهم نحزن عليهم ونغضب مما حل بهم بغير جريرة اقترفتها أياديهم الصغيرة .. فالأمر قد جاوزهم فهم نتاج زواج لم يقبلوا شروطه ولم يختاروه أو يشهدوا أركانه
المجرم الحقيقي وطريق عقابه !
يري الفقير لعفو ربه أن السكندري مازال معتداً بنفسه محتفظاً بأنفته وأن ابن الدلتا فلاحًا يعارك الشمس بجبينه ويروي أرضه بعرقه قبل ماء نيله وأن ابن الصعيد ملكاً متوجاً على عرش الأخلاق والفتوة والرجولة و ابن النوبة محتفظاً بنقاء قلبه ومصريته المغروسة كمسلة 'لاتيران' المسروقة وأن ابن سيناء ومطروح بمجروداتهم المصرية البدوية منبعاً للعطاء وحراساً لأبواب كميت المقدسة .. فمصر بأقاليمها السبعة وأمتارها التي جاوزت التريليون لاتزال مشعلاً للنور والثقافة.
تنتظر عين الرضا والإنصاف لتصور جمالاتها المتجددة وعين الحق والوطنية لتوقف العبث والقبح وتضع حداً له بغير رجعة .. فكتاب الوطن مكتوب فيه ، من مدحه ومن أساء لأرض الأجداد، وحاول جهده أن يشوه إرث الآباء عن جهالة أو تعمد، ويا لهوي ! وخرابي لو كانت ثالثة الأثافي : ما يطلبه المستمعون أو المشي مع 'الرائجة' !
ففي الأولى وجب تعليمه
والثانية فزجره وتقويمه
والثالثة ملعون من اقترفها من جريمة : يأكل على ظهر الوطن ويَثْرى على تاريخيه وسمعته فوجب 'تجريسه' على حمار بالمقلوب مطرطر رأسه مكتوب على قفاه ومطاف به في طرقات المحروسة وشوارع الثغر يزفه صبيان الوطن
'عواد باع أرضه يا ولاد ' .. فابن من باع الأرض بالأمس هو من يحاول تشويه الماضي والحاضر اليوم. متناسيًا أن القاهرة غلبت عتاة غزاة عتاولة مصّرتُهم وأخضعتهم لثقافتها وحملتهم في أحشائها من جديد لتخرجهم مصريين أكثر من المصريين فلن يعجزها لقيط 'مطرطر' 'مطرطش' باع وطنه من أجل زكيبة دولارات فالجمال المصري باق ومنتشر سيفوح عبيره قريباً وينطلق قطاره بلا توقف
فهلا ركبتم الآن !.. ولا تكونوا من المتخلفين .
الكاتب عمر هلال

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الطريق
منذ 31 دقائق
- الطريق
السيناريست عمرو سمير عاطف: إغلاق قصر الثقافة منذ 13 عامًا حرم أجيالًا من الفن والمسرح
الأحد، 13 يوليو 2025 01:55 صـ بتوقيت القاهرة أعرب الكاتب والسيناريست عمرو سمير عاطف، عن حزنه الشديد لإغلاق قصر الثقافة في منطقته منذ أكثر من 13 عامًا، مؤكدًا أن ذلك حرم أجيالًا كاملة من فرصة المشاركة في الأنشطة الثقافية والمسرحية، أو حتى مشاهدتها والاستفادة منها. وقال عاطف، خلال لقائه مع الإعلامية نانسي نور في برنامج «ستوديو إكسترا» المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، : "كنت ضمن الفريق الموسيقي للعروض المسرحية، بلعب جيتار، وكنت دايمًا موجود لايف في البروفات والتجهيزات، وده من وأنا عندي 15 سنة.. اتربيت على ده جوه المسرح". وأضاف: "أنا بدأت أروح قصر الثقافة من وأنا عندي 7 سنين، أنا وأخويا الله يرحمه، وشاهدنا مسرحية "شاهد ماشفش حاجة"، ونفذناها للأطفال على نفس المسرح، وكنت وقتها طفل صغير". وأكد أن قصر الثقافة كان مصدر إلهام ومجالًا لصقل المواهب، وأن الأعمال التي قدمت بداخله عظيمة ولا تُحصى، لكن حرمان الناس منها بسبب الإغلاق أضاع فرصة كبيرة على أجيال واعدة.


الكنانة
منذ 43 دقائق
- الكنانة
رساله ام لابنائها كتبت /سما فتح الله
رساله ام لابنائها ولدنا بالفطرة امهات قد يكون حلم كل فتاه ان تلبس، فستان زفافها وتطل بالابيض وهى تعلم انها مجرد ليله من ليالى العمر وقد لا تتكرر مرة ثانية اما غريزة الامومه فهى تصاحبنا منذ الطفوله نتشبث بعروسه لعبه ونعشقها ونحبها ونمارس معها كل مشاعر الامومه ولا نتجرد ابدا من هذة الغريزة الفطريه والتى لا يختلف عنها الانسان عن الحيوان وعندما كبرنا واصبحنا امهات واباء ايقنا ليس كل من قال: 'أنا أحب أولادي' قد عرف معنى الحب الحقيقي. فالحب ليس مجرد خوف عليهم أو شوق لهم، وليس أن تلبي كل طلباتهم أو تغمرهم بالدلال… بل هو أن تعطيهم ما ينفعهم، لا ما يُرضيهم في اللحظة. الحب الحقيقي أن تقول 'لا' حين تكون 'لا' هي المصلحة، ولو بكت قلوبهم، لأن دمعة اليوم أهون من ضياع الغد. أن تتحمل حزنهم المؤقت كي تبني لهم غدًا أكثر قوة وثباتًا. أن تُحبهم يعني أن تُعدّهم للحياة… لا أن تربطهم بك حتى يصعب عليهم أن يخطوا خطوة وحدهم. أن تعلّمهم كيف يتحملون المسؤولية، كيف يواجهون الخطأ، كيف يعتذرون حين يخطئون، ويُصلحون ما أفسدوا. أن تحبهم حقًا… أن تكون قدوة لا مجرد ناصح. أن يروا فيك صدق الكلمة، وعدل القرار، ودفء القلب. أن تجلس معهم بروحك لا بجسدك فقط، أن يسمعوك وأنت حاضر، الحب الحقيقي أن تقود قلوبهم إلى الله قبل أن تملأ أيديهم من الدنيا. أن تزرع فيهم الإيمان واليقين، أن يكونوا أقوياء بالله قبل أن يكونوا أقوياء بأنفسهم. فأحبّوا أبناءكم بعيون المستقبل، لا بعيون اللحظة… ازرعوا فيهم ما يُصلحهم، لا ما يُسعدهم مؤقتًا. فهذا هو الحب الذي يبقى… الحب الذي يرضي الله… ويربي النفس… ويبني الإنسان. حبوا اباؤكم فهم اليوم كلمه وغدا هم ذكرى لن تعود ابدا في بعض اللحظات ما تحتاجه ليس جناحين بل شجاعة القفز! الانتظار قد يشعرك بالأمان لكنه لن يأخذك بعيدآ اختر أن تجرب أن تخاطر أن تطير حتى لو وحدك فأقسى شعور ليس السقوط بل الندم لأنك لم تحاول


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
مجهود 3 سنوات ضاع ومصابنا كبير..أول رد من مطعم شهير بالإسكندرية بعد احتراقه وتفحم محتوياته
عبّر ملاك المطعم الذي شهد حريق في منطقة الفود كورت أسفل فندق المحروسة بكورنيش الإسكندرية أمس، عن حزنهم فيما جرى من تدمير لمحتويات المكان الجديد، قائلين: ده جاي بعد تعب وتحويشة عمر. تفاصيل بيان مطعم عقب احتراقه وأضافوا في بيان على صفحتهم على الفيسبوك، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها، وأوضحوا أن المشروع بدأ منذ 3 سنوات وشهد نموا وازدهارا، وأرجعوا ذلك بفضل الله ودعم الزبائن، وأكدوا أن ذلك مكنهم من الانتقال وافتتاح فرعهم الكبير. وأكمل البيان :ربنا سبحانه وتعالى أراد يختبرنا في تعبنا وتحويشة عمرنا، وبالرغم من الخسارة، فإننا راضوان بقضاء الله وقدره، وأعرب مالكوا المكان عن أملهم وتفائلهم بالعودة مرة أخري بشكل سريع بمساعدة العاملين ودعم العملاء الذي لمسوه في اهتمامهم وتساؤلاتهم. واختتم البيان مطالبين العملاء بالدعاء لهم، كل الي طالبينه انكوا تدعولنا من كل قلبكوا إن ربنا يعوضنا ويخلف علينا خيرا لأن مصابنا كبير جدا، إن شاء الله نرجع قريب أحسن وأقوى من الأول. الإسكندرية السينمائي يعلن استحداث جائزة سعيد شيمي لأفضل فيلم وثائقي عربي الأزهر يطلق مبادرة عيون أطفالنا مستقبلنا في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب للتوعية بصحة العين وكانت قد تمكنت قوات الحماية المدنية بمحافظة الإسكندرية، منذ قليل، من السيطرة على حريق نشب داخل مطعم أسفل أحد الفنادق الشهيرة. وتعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا يفيد باندلاع حريق داخل مطعم أسفل الفنادق الشهيرة، وعلى الفور جرى الدفع بعدد من سيارات الإطفاء، وانتقلت الحماية المدنية إلى موقع البلاغ، وتمت محاصرة النيران ومنع امتدادها لباقي أجزاء الفندق. بيان المطعم