
الروائية نورا ناجي: هناك نظرة دونية تلاحق النساء في الوسط الأدبي
مرت تسع سنوات على الحادث الذي روّع نورا ناجي، وأدخلها في حالة حزن وذهول، لم تخرج رأسها منها إلا بروايتها الجديدة "بيت الجاز"، كانت عناوين الأخبار كالتالي: سيدة تلقي بمولودها من شباك الدور الأول في مستشفى الولادة، ورغم كل التحقيقات، لا يعرف أحد حتى اليوم، كيف؟ والأهم لماذا؟
عن الرواية والكواليس وفيلمها الجديد، كان لمجلة "سيدتي" حوار خاص مع الأديبة المصرية نورا ناجي.
كلمينا عن كواليس روايتك "بيت الجاز"؟
هذه قصة ظلت تطاردني لسنوات طويلة، وحاولت تجاهلها، ثم استسلمت في النهاية، الكل قرأ عناوين أخبار تلك القضية، وأول ما قفز لكل الأذهان هو حجم القسوة والجحود في العالم، أما أنا ولأنني تعلمت ألا أحكم على أحد، كنت أبحث عن هذه السيدة، هذه الأم التي قامت بفعل شنيع كهذا، لابد أن حياة أبشع بكثيرعاشتها تلك السيدة، كانت هي الدافع وراء ما فعلته.
هل بحثت عن تفاصيل القصة؟
لم أجد لها أي أثر، لا أحد يعلم من هي هذه السيدة ولا سنها ولا أي معلومة عنها، السلطات نفسها لم تتوصل لخيط واحد في قضيتها، كنت أتمنى لو أن هناك أي دليل أو خيط يدلني عليها، لكن هذا لم يحدث.
ماذا عن الطفل؟
حمداً لله عاش، سقط على رأس رجل كان في انتظار زوجته التي تضع مولودهما في غرفة العمليات، أصيب الرجل بارتجاج في المخ، بينما عاش الطفل ونجا، وضع الطفل في الحضّانة ثم انتقل إلى ملجأ للأطفال بقرية قريبة من طنطا، ومن بعدها توجهت لزيارة الطفل، فوجدت الملجأ يعج بالمساعدات والهدايا لكل الأطفال، التي أرسلها أهالي القرية المتأثرين بحادثة الطفل، ثم تم تبنيه.
ما الذي دفعك للكتابة عن هذه القصة؟
لم يشغلني الطفل بقدر ما شغلتني الأم، أنا واثقة أن هناك حياة وأحداثاً أكثر قسوة بكثير، دفعت هذه الأم للقيام بهذا الفعل، حاولت أن أضع إجابات لكل هذه الأسئلة، لأنني لو لم أستطع أن أجيب عليها لظللت أشعر بفجوة في روحي، فلطالما أحببت التأمل في الفرق بين القسوة والهشاشة والإنسانية، ومن هنا بدأت في بناء شخصيات الرواية، والتي تمثل الأم التي فعلت الحادث، والكاتبة التي تبحث في الحادث، وثالثة شاهدة على الواقعة.
مع إطلاق أحدث رواياتك... هناك رواية قديمة تستعد للصدور مرة أخرى في هيئة فيلم سينمائي... حدثينا عن كواليس هذا التحول؟
منذ انطلاق هذه الرواية في 2017، وهناك إقبال على تحويلها إلى وسيط بصري، سواء فيلم أو مسلسل، من أبرز المتحمسين إلى تحويلها كان السيناريست محمد هشام عبية، وكتب لها أكثر من سيناريو في الحقيقة، إلا أن هذه الأشياء تأخذ وقتاً حتى تعثر لها على إنتاج مناسب، لذلك دائماً ما أقول إننا أغنياء بالأفكار والورق والروايات الهائلة، إلا أن الإنتاج يكون العائق دائماً.
حدثينا عن فريق عمل الفيلم؟
الفيلم من إخراج ماندو العدل، سيناريو محمد هشام عبية، ومن بطولة أحمد مجدي، صابرين، زينة، مريم الخشت، ناهد السباعي، سوسن بدر، تارا عبود، كذلك الوجه الجديد رحمة أحمد، تم تصوير بعض مشاهده في طنطا، وحضرت بعض أيام التصوير، وشاهدت النجمة صابرين تؤدي مشاهدها، وكنت في غاية الإعجاب.
رشحي رواية أخرى من رواياتك ليتم تحويلها لوسيط بصري؟
أرشح "أطياف كاميليا"، أعتقد أنها مناسبة لعمل درامي، مسلسل قصير بشكل خاص، مكون من خمس أو ست حلقات، وقد تلقيت بالفعل بعض العروض من منتجين ومخرجين وكتاب سيناريو، كذلك تلقيت إشادات من بعض الفنانات اللواتي قرأنها وكن معجبات بالرواية، ولكن كما قلت لك، هذه الأشياء تأخذ وقتها لتدخل حيز التنفيذ.
لو كان لك حرية اختيار بطلة لتحيي إحدى رواياتك، فمن تكون؟
أول من يخطر ببالي هي الرائعة منى زكي، أحبها واحترمها في الأصل، هي سيدة قوية وأقدر لها هذا، ومن الجيل الجديد أحب وجه آية سماحة جميلة وأحب مشاهدتها، وأتحمس لفكرة التعاون معها.
"النساء مظلومات في الوسط الأدبي" هل تتفقين مع هذه العبارة؟
أتفق بشدة، النساء مظلومات في كل الأوساط، قد يغضب مني الزملاء الرجال في مختلف المجالات إلا أن هذه هي الحقيقة، ولا أستطيع إنكارها، ربما يساعد التحدث عنها في تغيير الواقع، أعتقد أنها نظرة لا واعية، بدون قصد، إلا أنهم لازالوا غير واثقين في الكاتبات، ويظنون أن القراء لا يثقون في الكاتبات، وبالتالي لا يتعاملون مع الكاتبات بالجدية اللازمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 4 ساعات
- مجلة سيدتي
ياسمين صبري لـ سيدتي من مهرجان كان السينمائي: الجمال حضور وأخلاق
التقت كاميرا " سيدتي" مع الفنانة ياسمين صبري على هامش تواجدها في مهرجان كان السينمائي الدولي بنسخته الـ 78، وأجرت سيدتي لقاءً خاصاً مع ياسمين بعد حضورها احتفالية إحدى العلامات التجارية التجميلية- لوريال باريس بعامها الثامن والعشرين في مهرجان كان لاسيما وأن ياسمين انضمت رسمياً كوجه دعائي لعائلة هذه العلامة التجارية فريق الفيديو: أجرى اللقاء: معتز الشافعي تصوير الفيديو: يوسف بوهوش أعده للنشر: محمد المعصراوي في البداية تحدثت ياسمين صبري عن شعورها بالتواجد في مهرجان كان السينمائى الدولي معبرة عن سعادتها وتشرفها بالمشاركة في هذا الحدث السينمائي الكبير قائلة:"بكون متشرفة جداً وسعيدة أني أمثل مصر، أو من الناس التي تمثل مصر في المهرجان، كما أن سعيدة بالأجواء في مدينة كان لأن جوها جميل مع البحر ورؤية كل الناس تعيش الأجواء بسعادة". حملة تمكين المرأة مع لوريال باريس وعن حملة لوريال باريس التي شاركت فيها كجزء منها أشارت ياسمين صبري إلى أن الحملة هدفها تمكين المرأة حيث تُركز على جملة "ست بيت" وكيف يرى البعض أن كتابتها هذه الجملة في بطاقة الهوية الشخصية أو جواز السفر في خانة المهنة، تقليل من هذه الوظيفة، وهذا خطأ كبير قائلة:"احنا في الحمله نتحدث أنه عند اضافه "ال" إلى الجملة لتصبح "ست البيت" تتغير الفكرة والمعنى تماماً. "الجمال حضور وأخلاق".. النجمة #ياسمين_صبري في لقاء خاص مع #سيدتي من قلب مهرجان كان السينمائي، تكشف لنا معنى الجمال الحقيقي وتتحدث عن مشاركتها في حملة لوريال باريس تحت شعار "ست البيت" وعبرت ياسمين صبري في اللقاء عن سعادتها بالمشاركة في أهم مهرجان سينمائي في العالم وهكذا وصفت... — مجلة سيدتي (@sayidatynet) May 22, 2025 يمكنكِ قراءة.. إنطلاق حفل AmfAR بحضور نجوم ومشاهير العالم على هامش مهرجان كان السينمائي 2025 وتابعت ياسمين صبري:"جملة ست البيت أصبح معناها أن السيدة هنا هي كل كيان المنزل وليس وكأنها بدون وظيفة، فأنا سأوصفها بسيدة القصر لأنها التي تصنع القرارات، وتكون المسؤولة عن تربية الأجيال وهذه أصعب وظيفة في الحياة، فالفكرة كانت في تمكين المرأة المصرية ، بدون شرط أن تكون مهندسة أو دكتورة، وأن ست البيت لها قدر كبير من الاحترام في المجتمع ولابد من إعطائها حقها". تعريف الجمال في نظر باسمين صبري وردت ياسمين صبري على كونها أيقونة للجمال وأكدت أن تعريف الجمال بالنسبة لها هو الطاقة التي يجلبها أي شخص ويوصلها للناس في وجوده موضحة:" الجمال هو حضورك، الإحساس الذي توصله للناس، ومن الممكن أن تجد أشخاصا جميلة شكلا ولكنهم مؤذيين أو أشرار أو حسودين، كل هذه أمور سيئة، فالجمال هو أخلاقك، تعاملك مع الناس اللى انت بتوصله عن نفسك رسالتك في الحياة الطريفة اللى بتقدم بيها نفسك" وكانت ياسمين صبري قد تألقت في تاسع أيام مهرجان كان السينمائي 2025 ، وظهرت على السجادة الحمراء لفيلم The History of Sound بفستان أنيق ذات تصميم راقي من توقيع مصمم الأزياء طوني ورد، الذي تعاونت معه في العديد من الإطلالات خلال السنوات الماضية، وحرصت على التقاط العديد من الصور التذكارية لتوثيق حضورها هذه الدورة بعدسة سيدتي، #ياسمين_صبري تخطف الأنظار بإطلالة من #طوني_ورد في اليوم التاسع من مهرجان كان السينمائي الدولي #بعدسة_سيدتي #سيدتي_في_كان #مهرجان_كان_السينمائي_الدولي #Cannes2025 #CFF2025 @Festival_Cannes @yasminesabri @TONYWARDCOUTURE — مجلة سيدتي (@sayidatynet) May 21, 2025 إقرئي أيضاً.. حضور لافت للنجمات العرب على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي ياسمين صبري انطلق لها في دور العرض السينمائي فيلم "المشروع X" الذي يجمعها بالفنان كريم عبد العزيز ، ياسمين صبري، إياد نصار، أحمد غزي، مريم الجندي، عصام السقا، إلى جانب ضيوف الشرف أبرزهم أمير كرارة، هنا الزاهد، ماجد الكدواني، كريم محمود عبدالعزيز، مصطفى غريب، والفيلم قصة وإخراج بيتر ميمي وشارك في التأليف أحمد حسني وإنتاج تامر مرسي. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».


مجلة سيدتي
منذ يوم واحد
- مجلة سيدتي
ياسمين صبري تخطف الأنظار في أحدث ظهور لها بمهرجان كان السينمائي
تألقت الفنانة ياسمين صبري في اليوم التاسع من مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 78 الذي تُجرى فعالياته في الفترة من 13 وحتى 24 مايو الجاري. ظهرت ياسمين على السجادة الحمراء لفيلم The History of Sound ضمن فعاليات اليوم التاسع من مهرجان كان السينمائي الدولي، بفستان أنيق ذات تصميم راقي من توقيع مصمم الأزياء طوني ورد، الذي تعاونت معه في العديد من الإطلالات خلال السنوات الماضية. تألقت ياسمين صبري على الريد كاربت وحرصت على التقاط العديد من الصور التذكارية لتوثيق حضورها هذه الدورة من المهرجان خاصة وأنها تغيبت عن حضور حفل الافتتاح بسبب انشعالها بالعرض الخاص لفيلمها الجديد "المشروع x". بعدسة سيدتي، #ياسمين_صبري تخطف الأنظار بإطلالة من #طوني_ورد في اليوم التاسع من مهرجان كان السينمائي الدولي #بعدسة_سيدتي #سيدتي_في_كان #مهرجان_كان_السينمائي_الدولي #Cannes2025 #CFF2025 @Festival_Cannes @yasminesabri @TONYWARDCOUTURE — مجلة سيدتي (@sayidatynet) May 21, 2025 فيلم "المشروع X" فيلم "المشروع X" تدور أحداثه حول عالم مصريات يدعى يوسف الجمال، يعاني من اضطرابات نفسية، فيما يكتشف أسراراً قديمة مرتبطة بالحضارة، قد تُغير مصادر الطاقة في العالم كله، الأمر الذي يُغير حياته رأساً على عقب، ويُصبح هدفاً لإحدى المنظمات الدولية الغامضة، التي تسعى لاستهدافه، قبل أنّ يُزيح الستار عن الأسرار التي اكتشفها، وأنّ تظل سراً مدفوناً، ليعيش حالة من المطاردات الكثيرة، فمن ينتصر على الآخر؟. الفيلم بطولة: كريم عبد العزيز ، ياسمين صبري، إياد نصار، أحمد غزي، مريم الجندي، عصام السقا، إلى جانب مشاركة عدد من الفنانين كضيوف شرف خلال مشهد أو مشهدين، أبرزهم هنا الزاهد، ماجد الكدواني، كريم محمود عبدالعزيز، مصطفى غريب، فدوى عابد، والفيلم قصة وإخراج بيتر ميمي وشارك في التأليف أحمد حسني وإنتاج تامر مرسي. ويُعد الفيلم أحد أضخم الإنتاجات في تاريخ السينما المصرية والعربية، حيث تم تصويره في خمس دول هي: مصر، الفاتيكان، إيطاليا، تركيا، والسلفادور، إضافة إلى مدينة الجونة الساحلية المصرية، ويتميز باستخدامه لأحدث تقنيات العرض السينمائي العالمية، مثل IMAX، 4DX، Dolby Atmos، وScreenX، ليمنح الجمهور تجربة بصرية وصوتية غير مسبوقة في العالم العربي. يمكنك متابعة ماذا حقق فيلم المشروع X في أول يوم عرض بالسينما المصرية؟ لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».


مجلة سيدتي
منذ يوم واحد
- مجلة سيدتي
متى يكون الحب في عمر الشباب ناضجاً؟
يمر الشباب بعلاقات عاطفية متعددة قد لا تتسم بالنضج، وهو أمر طبيعي؛ لأنه في مجتمعاتنا المعاصرة، باتت الحياة شديدة الزخم والضغوط والمؤثرات، وهذا يصحبه تحولات نفسية وعاطفية متعاقبة. وبينما تُعد فترة منتصف العشرينات (ما بين 24 و26 عاماً) من أكثر المراحل التي يُقبل فيها الشباب على العلاقات العاطفية، يبرز سؤال جوهري: هل الحب في هذا العمر ناضج بالضرورة؟. وتجيب عن هذا التساؤل المدربة هدى زين، مرشدة أسرية ولياقة عاطفية، في لقاء مع "سيدتي" حددت من خلاله كيفية تمييز الحب الناضج في حياة الشباب. إعداد: إيمان محمد كيف نُفرّق بين الحب والتعلق؟ تقول كوتش هدى: "يختبر كثير من الشبان والفتيات مشاعر قوية تجاه الآخر، ويظنون أنهم قد وجدوا الحب الحقيقي، لكن التجربة تظهر أن كثيراً من هذه المشاعر لا تبنى على وعي حقيقي". وتوضح "بل تقوم أكثر على احتياجات نفسية غير مفهومة، أو جراح قديمة لم تُشفَ بعد". وتؤكد "فقد يكون ما يظنه الشاب حباً في الواقع محاولة غير واعية لملء فراغ عاطفي، أو التعلّق بشخص يعكس صورة ناقصة عن الذات أو الأمان المفقود منذ الطفولة". أسباب التخبط في الحب لدى الشباب ترى المدربة هدى أن السبب وراء التخبط وعدم النضج في الحب يعود إلى أن جيل الشباب يتعرض اليوم لتأثيرات متغيرة وسريعة، تشمل مغريات تكنولوجية، نماذج علاقات مشوشة على مواقع التواصل، ضغوط مجتمعية، ومقارنات لا تنتهي. وفي ظل هذه التحديات، تزداد الحاجة إلى التمييز بين الاختيار الواعي للشريك والانجذاب العاطفي المؤقت. الفرق بين الاختيار الواعي والانجذاب العاطفي العديد من الشباب يقعون في تجارب عاطفية لا تعكس وعياً بهويتهم، ميولهم، أو حتى حاجاتهم الحقيقية. وغالباً ما تكون قراراتهم متسرعة، قائمة على الإعجاب السطحي أو الانبهار، لا على القبول الواعي والتفاهم المتبادل. وفقاً لموقع Psychology Today، الفرق الجوهري بين الاختيار الواعي والانجذاب العاطفي يكمن في طبيعة القرار. فالاختيار الواعي هو عملية عقلانية مدروسة، يتم فيها تقييم الشريك المحتمل بناءً على القيم المشتركة، والأهداف طويلة الأمد، والتوافق النفسي، بينما الانجذاب العاطفي يحدث بشكل فوري وعفوي، ويُحرّكه الشغف الكيميائي والمشاعر القوية دون التفكير في العواقب أو مدى التوافق الحقيقي. وغالباً ما يقود الانجذاب العاطفي إلى علاقات قصيرة المدى، ما لم يُدعّم لاحقاً بقرارات عقلانية. دور الأهل والمدرسة في الحب الناضج تشير كوتش هدى إلى الدور البارز الذي يلعبه الأهل والمدرسة في تعزيز قدرة الشباب على اختيار الحب الناضج، وتقول: "هنا تظهر فجوة حقيقية في التنشئة العاطفية. فمعظم المدارس تعتني بالتفوق الأكاديمي فقط، فيما تُهمل تعليم المهارات العاطفية والاجتماعية". وتضيف: "أما الأسرة، فغالباً ما تفتقر إلى الوعي الكافي لدعم الشاب أو الفتاة في فهم مشاعرهم، أو حتى في مناقشة مفهوم الحب بعيداً عن التوجيهات النمطية". من المهم جداً أن يبدأ التثقيف العاطفي والنفسي مبكراً، من خلال دعم الهوية الفردية، وتطوير الوعي الذاتي، وتشجيع الحوار الداخلي لفهم الدوافع والمشاعر. فالشاب الذي يعرف نفسه، ويعي جراحه، سيكون أكثر قدرة على الدخول في علاقة صحية لا تُبنى على التعلّق أو الحاجة، بل على النضج والاختيار الواعي. التعافي بوابة للنضج تشير كوتش هدى إلى أن كثيراً من العلاقات العاطفية الفاشلة في عمر الشباب تعود إلى جراح غير معالجة من الطفولة أو المراهقة ، مثل شعور بالرفض، نقص التقدير، أو غياب الأمان. لذلك، لا يمكن الحديث عن حب ناضج دون الحديث عن رحلة التعافي. فمن خلال هذه الرحلة، يبدأ الشاب في إعادة الاتصال بذاته الحقيقية، وفهم مشاعره، وإعادة بناء تصور صحي للعلاقات. هل هناك حب ناضج حقاً في عمر الشباب؟ ليس صحيحاً أن الحب الناضج لا يمكن أن يحدث في عمر الشباب. حسب ما قالته كوتش هدى، وتضيف: "لكنه ببساطة لا يأتي من أول نظرة، ولا يُبنى على الاندفاع العاطفي وحده. هو ثمرة نضج داخلي، وتوازن بين العقل والقلب، واختيار شريك يعكس قيمنا ووعينا لا احتياجاتنا غير المفهومة". في النهاية، نحن بحاجة إلى تغيير عميق في طريقة فهمنا للحب، وإلى تمكين الشباب بالأدوات اللازمة لاكتشاف ذواتهم أولاً، قبل السعي لاندماج مع الآخر. فالحب الحقيقي يبدأ من الداخل، ومن قلب تعافى واكتمل، لا من جرح يبحث عن خلاص مؤقت.