
في اليوم العالمي لأمنا الأرض.. 2025 سنة دولية للحفاظ على الأنهار الجليدية والتحول إلى اقتصاد أكثر استدامة
حماية كوكب الأرض مسؤولية الجميع. إن تغير المناخ، والتغييرات التي حدثت في الطبيعة من صنع الإنسان، فضلاً عن الجرائم التي تعطل التنوع البيولوجي، مثل إزالة الغابات، وتغيير استخدام الأراضي، وتكثيف الزراعة وإنتاج الثروة الحيوانية وتجارة الحياة البرية غير المشروعة المتنامية، كلها عوامل كرست تسريع وتيرة تدمير الكوكب، وفق هذا السياق وفي ظل الحاجة الملحة لاستعادة الحياة لأنظمتنا البيئية يحتفل العالم اليوم 22 إبريل ب اليوم العالمي لأمنا الأرض.
الحاجة ملحة لاستعادة الأنظمة البيئية الطبيعية
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت يوم 22 أبريل يوماً عالمياً لأمنا الأرض من خلال قرار اعتمدته عام 2009. (دولة بوليفيا هي منْ تقدمت بمشروع قرار اليوم العالمي للأرض ، وصدَّق عليه ما يزيد عن 50 دولة أعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد أشار القرار إلى أنه تم استخدام مصطلح "أمنا الأرض"؛ لأنه يعكس الاعتماد المتبادل القائم بين الإنسان و الكائنات الحية الأخرى والكوكب الذي يعيش فيه البشر..).
يُقر قرار اليوم العالمي للأرض أن الأرض وأنظمتها البيئية هي الموطن المشترك للبشرية، وبضرورة حمايتها لتحسين سبل عيش الناس، ومواجهة تغير المناخ، ووقف انهيار التنوع البيولوجي.
وبحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة unep.org، وسعياً وراء تحقيق هذا الهدف الحيوي أعدّ برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومركز جامعة الأمم المتحدة لبحوث السياسات مجموعة من الأوراق البحثية حول آراء بديلة حول إعادة تصور العلاقة بين الإنسان والبيئة، فقد أصبح من الواضح أن أمنا الأرض تدعو إلى العمل وبقوة للتحول إلى اقتصاد أكثر استدامة يُفيد الناس والكوكب؛ حيث تدعم النظم البيئية جميع أشكال الحياة على الأرض، لهذا السبب، صار من الأهمية بمكان استعادة أنظمتنا البيئية. وكلما كانت أنظمتنا البيئية أكثر صحة، كان كوكبنا وسكانه أكثر صحة. إن استعادة أنظمتنا البيئية المتضررة ستساعد في القضاء على الفقر، ومكافحة تغير المناخ، ومنع الانقراض الجماعي؛ حيث يهدف عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم البيئية إلى منع ووقف وعكس مسار تدهور النظم البيئية في كل قارة وفي كل محيط. لن ينجح هذا العقد إلا إذا ساهم الجميع فيه.
قد ترغبين في متابعة احتفالية سابقة بيوم الأرض: يوم الأرض..تعزيز الانسجام مع الطبيعة والأرض
هل يُمكننا إصلاح بعض الأضرار التي ألحقها البشر بالنظم البيئية والتنوع البيولوجي
في اليوم العالمي لأمنا الأرض يتردد سؤال: هل يُمكننا إصلاح بعض الأضرار التي ألحقها البشر بالنظم البيئية والتنوع البيولوجي؟
يمكن استعادة الأنظمة البيئية من خلال علم Ecological restoration (الدراسة العلمية لإصلاح النظم البيئية المضطربة من خلال التدخل البشري)، وهو يهدف إلى إعادة إنشاء أو بدء أو تسريع تعافي نظام بيئي تعرض للاضطراب. والاضطرابات هي تغيرات بيئية تُغير بنية النظام البيئي ووظيفته تشمل:
وتُصمم أنشطة الاستعادة لمحاكاة نظام بيئي سابق للاضطراب، أو لإنشاء نظام بيئي جديد في مكان لم يحدث فيه سابقاً. علم البيئة الاستعادة هو الدراسة العلمية لإصلاح النظم البيئية المضطربة من خلال التدخل البشري، ومن أمثلة أنواع الاستعادة المختلفة ما يلي:
إعادة التشجير: إعادة زراعة النباتات في المواقع التي فُقدت سابقاً، وغالباً ما يكون الهدف الرئيسي هو مكافحة التعرية.
تحسين الموائل: عملية زيادة ملاءمة موقع ما كموطن لبعض الأنواع المرغوبة.
إصلاح نظام بيئي: تحسين نظام بيئي قائم أو إنشاء نظام جديد بهدف استبدال نظام آخر تدهور أو دُمّر.
إعلان 2025 سنة دولية للأنهار الجليدية
بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، تحتوي الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية على حوالي 70% من المياه العذبة في العالم، ويمثل فقدانها السريع أزمة بيئية وإنسانية ملحة، وبحسب الدراسات ففي عام 2023، شهدت الأنهار الجليدية أكبر خسارة في المياه منذ أكثر من 50 عاماً، مُسجلةً بذلك العام الثاني على التوالي الذي تُبلغ فيه جميع المناطق المُتجمدة في جميع أنحاء العالم عن فقدان الجليد، ومع اختفاء الأنهار الجليدية بمعدل ينذر بالخطر بسبب تغير المناخ، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة 2025 سنة دولية للحفاظ على الأنهار الجليدية.
تسعى هذه المبادرة العالمية، التي تشترك في تيسيرها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، إلى توحيد الجهود في جميع أنحاء العالم لحماية مصادر المياه الحيوية هذه، التي توفر المياه العذبة لأكثر من ملياري شخص.
ومن ناحيتها أكدت سيليست ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بحسب موقع الأمم المتحدة، على هذه الحاجة المُلِحّة، قائلةً: "يُهدد ذوبان الجليد والأنهار الجليدية الأمن المائي على المدى الطويل لملايين البشر. يجب أن يكون هذا العام الدولي بمثابة جرس إنذار للعالم".
عندما ترسل لنا أمنا الأرض رسالة
بالنهاية ترسل لنا أمنا الأرض رسالة شديدة اللهجة تدعو إلى التحرك. الطبيعة تعاني، المحيطات تمتلئ بالبلاستيك وتزداد حموضة. الحرارة الشديدة وحرائق الغابات والفيضانات أثرت على ملايين البشر، الأنهار الجليدية مصدر المياه العذبة بالعالم تذوب وتختفي. وفق هذا السياق وفي اليوم العالمي لأمنا الأرض ، أكدت الأمم المتحدة أن حماية الكوكب مسؤولية الجميع، ومن ثمّ فقد دعت الجميع لإعادة تذكير أنفسنا - أكثر من أي وقت مضى - بحاجتنا إلى التحوّل نحو اقتصاد أكثر استدامة، يُفيد الناس والكوكب على حد سواء، ويعزز الانسجام مع الطبيعة والأرض والمشاركة عبر:
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ يوم واحد
- سعورس
لغة الإنجاز.. رؤية وريادة
واليوم، ومع مرور قرابة عقد من الزمان على بدء تنفيذ الرؤية، باتت المملكة تحصد ثمار التحول العميق، حيث ارتفعت مكانتها الدولية من خلال حصولها على جوائز مرموقة في مختلف القطاعات، بدءًا من التقنية والبيئة إلى تمكين المرأة والتعليم والصحة. وفي قلب هذه النقلة النوعية، برزت المرأة السعودية ليس فقط كمستفيدة من هذا التحول، بل كشريك فاعل ومؤثر في صياغة ملامحه، حيث أصبحت جزءًا من منظومة التغيير تقود وتبتكر وتحقق النجاحات المحلية والعالمية. وفي هذا التقرير، نسلّط الضوء على أبرز الجوائز العالمية التي حصدتها المملكة، ونستعرض كيف كانت رؤية 2030 والمرأة السعودية حجر الزاوية في تحقيق هذه الإنجازات، كما نحلل الاتجاهات المستقبلية في ظل استمرار الديناميكية الوطنية الطموحة. رؤية 2030 والجوائز العالمية تمكنت المملكة، خلال السنوات الأخيرة، من إثبات وجودها بقوة على الساحة العالمية عبر حصد العديد من الجوائز الدولية في مجالات متنوّعة، منها: جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2023، التي منحت لوزارة البيئة والمياه والزراعة نظير جهودها في التحول الرقمي البيئي، وهو ما يُعد اعترافًا عالميًا بالدور المتنامي للمملكة في مجال التكنولوجيا البيئية، ويأتي تحقيق المملكة للجائزة عقب تنافسية عالية مع مشروعات عالمية، فيما يمثل تتويجها انعكاساً لمكانة قطاع الاتصالات على الصعيد الدولي ومستوى التطور الذي تشهده البنية التحتية للقطاع نتيجة للدعم المستمر الذي يحظى به من لدن القيادة الرشيدة، والهادف إلى تسريع مشروعات التحول الرقمي وتفعيل التقنية في مختلف القطاعات بما فيها الخدمات الحكومية، والرعاية الصحية، والتعليم، والترفيه. احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثالثة عالميًا في متوسط سرعة تحميل شبكات الجيل الخامس (5G) وفقًا لتقرير Opensignal لعام 2025، وهو إنجاز يُبرز القفزات الهائلة التي حققتها المملكة في البنية التحتية الرقمية، بدعم مباشر من الرؤية التي جعلت التحول الرقمي أحد ركائزها الأساسية. المركز الثاني عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني حسب الاتحاد الدولي للاتصالات، والذي يعكس القدرة التنظيمية والتقنية العالية التي وصلت إليها المملكة في حماية فضائها السيبراني، لا سيما مع تزايد التهديدات الرقمية عالميًا. الجوائز المرتبطة بالمبادرات البيئية مثل "مبادرة السعودية الخضراء"، والتي أثارت اهتماماً واسعاً من جهات بيئية دولية مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، لما تتضمنه من أهداف طموحة لخفض الانبعاثات وزراعة الأشجار وتحقيق الحياد الكربوني. إصلاحات جوهرية لقد مهدت رؤية 2030 الطريق لهذه الجوائز من خلال حزمة إصلاحات هيكلية جذرية شملت: التحول الرقمي الشامل: عبر إطلاق أكثر من 200 منصة وخدمة إلكترونية، مثل "توكلنا" و"صحتي"، والتي سرّعت من وتيرة الخدمة الحكومية وربطت المواطن بشكل مباشر بالدولة في نموذج حديث. الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية: مثل نظام الإفلاس، ونظام الشركات الجديد، وإعادة هيكلة القطاع العام، وإطلاق هيئة كفاءة الإنفاق، كلها أسهمت في تحسين البيئة الاستثمارية وزيادة جاذبية المملكة عالميًا. الاستثمار في رأس المال البشري: عبر برامج مثل "تنمية القدرات البشرية" و"برنامج الابتعاث الجديد"، الذي أعاد تشكيل المشهد الأكاديمي والمعرفي ورفد السوق بكفاءات قادرة على المنافسة العالمية. الانعكاسات الدولية تسببت هذه الإنجازات في تحوّل النظرة الدولية للمملكة من كونها دولة تقليدية تعتمد على النفط، إلى دولة حديثة تقود تحولاً عالميًا في مجالات الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، الاقتصاد الرقمي، ومكافحة التغير المناخي. كما أصبحت المملكة تُستدعى للمشاركة في صياغة السياسات الدولية، وتُعد شريكًا موثوقًا في المبادرات العالمية الكبرى، مما منحها نفوذًا دبلوماسيًا واقتصاديًا غير مسبوق. المرأة تحقق جوائز التمكين واحدة من أكثر مخرجات رؤية 2030 إبهارًا هو التغيير النوعي في مشاركة المرأة السعودية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. وتُعد الجوائز التي حصلت عليها المملكة في هذا السياق دليلًا على التقدم الحقيقي في ملف تمكين المرأة. وفي ظل البيئة الداعمة، برزت العديد من النماذج النسائية الملهمة: طرفه المطيري: مهندسة سعودية متخصصة في تصنيع الأقمشة العسكرية المقاومة للحرارة، وتمكنت من تأسيس مصنع سعودي بالكامل، حاز على اهتمام جهات دولية. الدكتورة حياة سندي: العالمة السعودية وعضو مجلس الشورى ، وهي اول امرأة عربية تنال الدكتوراه في التقنيات الحيوية من جامعة كامبريدج. المهندسة مشاعل الشميمري: أول سعودية تعمل في وكالة "ناسا"، ومثلت المملكة في عدة محافل علمية دولية. دعم القيادة للمرأة لم تكن هذه النجاحات ممكنة لولا الإرادة السياسية الداعمة. فقد أقرت القيادة السعودية العديد من التشريعات الداعمة للمرأة، مثل: إلغاء ولاية الرجل في السفر والزواج والعمل ، توحيد سن التقاعد عند 60 عامًا. إدماج المرأة في كافة القطاعات، بما فيها المجال الأمني، والقضاء، والدبلوماسية. كما أن برامج مثل "قادة 2030" و"تمكين" لا تركز فقط على رفع جاهزية المرأة لتولي المناصب القيادية، بل أصبحت أدوات استراتيجية لإعداد جيل من السعوديين والسعوديات قادر على صنع القرار والمنافسة في القطاعات المستقبلية. إلى جانب ذلك، وفّرت برامج نوعية مثل "قادة 2030" و"تمكين" مسارات تدريب وتأهيل للمرأة السعودية، مستهدفة رفع جاهزيتها لتولي المناصب القيادية وصنع القرار في قطاعات حيوية كالطاقة، والتقنية، والاستثمار. ولم تكتف القيادة بالدعم الداخلي، بل حرصت على إبراز حضور المرأة السعودية في المحافل الدولية، باعتبارها أحد رموز التحول الوطني، وشريكًا في رسم ملامح الرؤية العالمية الجديدة للمملكة. جوائز قادمة ورؤية ممتدة ومع هذا التطور والإنجاز الذي وصلت إليه المملكة وتلقيها للعديد من الجوائز، لا تزال تسعى لتحقيق المزيد من النجاح في عدة مجالات مستقبلية منها : الذكاء الاصطناعي والتقنية: مع إطلاق "الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي"، تتجه المملكة لأن تكون مركزًا عالميًا في هذا المجال. البيئة والاستدامة: مبادرات مثل "الشرق الأوسط الأخضر" و"السعودية الخضراء" تضع المملكة في قلب الحراك الدولي نحو الطاقة النظيفة. الثقافة والتراث: مع إدراج مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي، مثل "الحِجر" و" جدة التاريخية"، تزداد فرص المملكة في نيل جوائز في السياحة الثقافية والتراثية. وتسعى لتمكين الشباب والمرأة كوقود للاستدامة حيث يمثل الشباب والمرأة اليوم 70% من المجتمع السعودي، ويُعد استثمار الدولة في تأهيلهم وتوظيفهم وتمكينهم من أدوات العصر أحد أسباب استمرار النمو وتحقيق المزيد من الجوائز. كما تهتم بالتعاون الدولي عبر شراكات مع مؤسسات مثل البنك الدولي، واليونسكو، ومنظمة التعاون الرقمي، تبني المملكة قاعدة من التعاون الدولي تسهم في تسريع وتيرة التطوير وحصد الجوائز المستقبلية. ما بين جوائز التقنية والبيئة، والتمكين والتعليم، تقف المملكة العربية السعودية اليوم كشاهد على التحول الذي تصنعه الرؤية والقيادة والإرادة. لم يكن ما تحقق محض صدفة، بل نتيجة تخطيط دقيق، وإصلاحات متواصلة، وتمكين ممنهج، ودعم سياسي لا محدود. وفي ظل استمرار الزخم الحالي، تُعد السنوات القادمة واعدة بمزيد من الإنجازات التي ستحمل اسم المملكة في المحافل الدولية، على يد شبابها ونسائها، وبدعم رؤية باتت تُكتب في صفحات التاريخ لا كخطة، بل كقصة نجاح ملهمة للعالم أجمع. تعزيز صورة المجتمع عالميًا لم تعد الجوائز التي تحصدها المملكة مجرد تكريم لمؤسسات أو مبادرات، بل تحوّلت إلى مرآة تعكس صورة مجتمع سعودي جديد يتقدّم بثقة نحو المستقبل. هذه الجوائز، التي تأتي من جهات دولية مرموقة، تُشكّل شهادة عالمية على أن ما يحدث في الداخل السعودي ليس فقط تحوّلاً إداريًا أو اقتصاديًا، بل هو نهوض مجتمعي شامل يقوم على قيم الابتكار، والكفاءة، والتنوع. فكل جائزة تُمنح لمبادرة بيئية، أو تقنية، أو تعليمية سعودية، تحمل في طياتها رسالة إلى العالم مفادها أن هذا الوطن لم يعد حبيس الصورة النمطية القديمة، بل أصبح منبعًا للأفكار والحلول والمواهب. لقد ساهم هذا التقدير الدولي في إعادة تشكيل نظرة العالم إلى المجتمع السعودي، الذي بات يُنظر إليه كبيئة نابضة بالحياة، تُمكّن شبابها ونساءها، وتحتضن الإبداع، وتنافس في الصفوف الأولى. كما أن الجوائز عززت الثقة في النموذج السعودي الجديد، وأظهرت أن التحول لم يكن سطحيًا أو وقتيًا، بل هو نابع من رؤية طويلة المدى غيّرت القوانين، وحرّرت الطاقات، واستثمرت في الإنسان قبل البُنى. وهذا ما جعل المجتمع السعودي يُصدّر صورًا مشرقة عن نفسه في المؤتمرات، والمنتديات، وحتى على المنصات الإعلامية الدولية، باعتباره مجتمعًا طموحًا ومتجددًا. وفي عالم اليوم، حيث الصورة تسبق الحقيقة احياناً، أصبحت هذه الجوائز أداة دبلوماسية ناعمة، تسهم في بناء "الهوية العالمية" الجديدة للمملكة، وتؤكد أن ما يحدث في الرياض أو نيوم أو جدة ، ليس شأنًا داخليًا فحسب، بل قصة إلهام تمتد تأثيراتها إلى أبعد من الحدود. أجيال تحمل مشعل الريادة العالمية رؤية 2030 لا تؤسس فقط لمنجزات داخلية، بل تُعيد صياغة الخيال الجمعي السعودي حول مكانة المملكة عالميًا. وما تحققه المملكة من جوائز عالمية مرموقة في مجالات مثل التقنية، البيئة، الذكاء الاصطناعي، والتعليم، يُمثل أكثر من مجرد تتويج؛ إنه رسالة موجهة للأجيال القادمة بأن الطموح السعودي مشروع وممكن، وأن التميز العالمي لم يعد حكرًا على الآخر. حين يرى الشاب السعودي بلاده تتقدم في مؤشرات الأمن السيبراني أو تحصل على جوائز الابتكار البيئي، يتولد داخله وعي جديد: أن ما كان يُنظر إليه يومًا ك"مستحيل" أصبح واقعًا... وأنه شخصيًا قادر على أن يكون جزءًا من هذا المشهد العالمي.هذه الجوائز تُحوِّل الطموح الفردي إلى طموح جماعي، وتزرع في الأجيال الناشئة قناعة راسخة أن السعودية ليست فقط "قادرة على المنافسة"، بل "مرشحة للريادة". ولأن الرؤية ربطت هذا التميز العالمي بأدوات العصر (الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، التحول الرقمي)، فهي لا تبني أجيالًا مبهورة بالماضي فقط، بل أجيالًا واعية بالمستقبل، متسلحة بالمعرفة، ومهيأة لتكون جزءًا من الحلول العالمية لا المتلقين لها. وهنا يتجلى جوهر التحوّل: رؤية 2030 لا تصنع إنجازات ل"التاريخ"، بل تُربّي أجيالًا ستكتب التاريخ... بلغتها، وأدواتها، وثقتها بذاتها. وجه آخر للدبلوماسية الجديدة في عصر تتقدّم فيه أدوات التأثير الناعم على الأدوات التقليدية، تُعد الجوائز العالمية التي تحصدها المملكة أحد أبرز تجليات الدبلوماسية الحديثة التي تتبناها السعودية ضمن رؤيتها الطموحة. فهذه الجوائز لم تعد مجرد شهادات تقدير، بل باتت رسائل استراتيجية تحمل بين طياتها دلالات عميقة على الحضور السعودي النوعي في الملفات الكبرى التي تشغل العالم: البيئة، الابتكار، التعليم، تمكين المرأة، والتقنيات المستقبلية. عبر هذه الإنجازات، تبني المملكة سردية دولية جديدة عن ذاتها، تقوم على المبادرة لا الاتكالية، وعلى الحلول لا التحديات، وعلى التأثير لا التلقي. وهو ما يُعرف في العلوم السياسية بمفهوم "الدبلوماسية الثقافية والاقتصادية"، حيث تتجاوز الدول أدوات النفوذ التقليدية، لتصوغ علاقاتها الخارجية من خلال الإنجاز والإلهام وتصدير التجربة الناجحة. فحين تتوج "مبادرة السعودية الخضراء" بجوائز بيئية عالمية، فهي لا تروّج فقط لحماية المناخ، بل تضع المملكة في موقع القيادة الأخلاقية في ملف الاستدامة. وحين تحصل على مراتب متقدمة في مؤشرات الأمن السيبراني، فهي لا تعزز ثقة المستثمر فحسب، بل تُبرِز نفسها كقوة إقليمية في حماية البنية الرقمية العالمية. هذه الجوائز تخلق قنوات تواصل حضارية مع العالم، وتعزز من رصيد الثقة الدولية بالمملكة كشريك آمن، مسؤول، وحديث. ومن الناحية الاقتصادية، فإن هذا النوع من التقدير الدولي يسهم في فتح الأسواق، وتسهيل تدفق رؤوس الأموال، واستقطاب المواهب العالمية، لأنه يُعيد تعريف المملكة كمنصة للفرص لا مجرد سوق استهلاكي. إنه نوع جديد من النفوذ، تصنعه الريادة لا السياسة، وتفرضه الجودة لا الجغرافيا. وبذلك، تتحول الجوائز إلى أدوات استراتيجية في السياسة الخارجية السعودية، تكمّل الحراك الدبلوماسي التقليدي، وتؤسس لصورة ذهنية ناعمة، لكنها قوية، عن المملكة: دولة تُنجز، تُبدع، وتُقنع. ومع كل إنجاز يُسجّل باسم المملكة، لا تُكتب صفحة جديدة فقط في سجل الجوائز، بل تُفتح نافذة أمل لأجيال قادمة ترى في الوطن مساحةً ممكنةً للأحلام، ومسرحًا واسعًا للفرص. جوائز اليوم ليست فقط حصادًا لما تحقق، بل رسائل رمزية تُضيء الطريق لمن سيحملون الشعلة غدًا، ويواصلون المسير نحو مزيد من الإبداع والريادة. الإنجازات والتحولات العميقة ما بين الجوائز التي تزيّن رصيد المملكة في المحافل الدولية، والتحولات العميقة التي تعيد تشكيل المجتمع من الداخل، تتبلور قيمة رؤية 2030 بوصفها مشروعًا وطنيًا يتجاوز فكرة الإنجاز إلى تأسيس نموذج حضاري سعودي قابل للتصدير. فالسعودية الجديدة لا تطارد الأرقام ولا تسعى إلى الواجهة لمجرد الظهور، بل تؤمن بأن المكانة تُكتسب عندما يكون الطموح مدعومًا بالإرادة، والهوية مرتبطة بالفعل. من الجدير بالذكر ان هذه الجوائز تعزّز من تماسك الهوية السعودية الجديدة، وتُرسّخ الإيمان بأن التغيير ليس شعارًا بل ممارسة قابلة للقياس والتقدير. كما أنها تلعب دورًا محفزًا، خاصة لدى الشباب، في تبني الطموح، والانخراط في مشاريع التنمية، والمساهمة في رسم ملامح المستقبل. فكل تكريم عالمي هو بمثابة تغذية راجعة إيجابية تُعيد ضخ الثقة في جسد الوطن، وتحوّل الرؤية من إطار حكومي إلى وجدان مجتمعي مشترك. هذه الرؤية التي أطلقت شرارتها القيادة، وتبنّاها المجتمع بمختلف مكوناته، تسير اليوم بخطى ثابتة نحو بناء وطن لا يُقارن إلا بذاته. وطنٌ يصنع التميز لا ينتظره، ويخاطب العالم بلغة المنجز، ويصوغ مستقبله بأيدي شبابه ونسائه، وبعقله الجماعي الذي آمن أن النجاح الحقيقي ليس في التصفيق المؤقت... بل في التأثير الممتد. فالجوائز ليست سوى محطات في رحلة مستمرة، تؤكد أن المملكة لا تتقدم لتُرضي الخارج، بل لتفي بوعدها لنفسها أولًا. وعدٌ بأن تكون بيئةً عادلة، ومنصةً للإبداع، ونموذجًا للتوازن بين الأصالة والتحديث. ومع تصاعد الدور السعودي على الساحة الدولية، تتحول هذه الجوائز إلى رموز لما هو أبعد من الإنجاز: إلى هوية وطنية تُصاغ من الداخل، وتُحترم في الخارج. وفي هذا السياق، غدت المرأة السعودية رمزًا لهذا التحول؛ شريكة لا تابع، وصانعة لا متلقية. ويصبح الإعلام الوطني صوتًا لهذا المنجز، لا مجرد ناقل له، يُعيد تشكيل الخطاب العالمي عن السعودية الجديدة بلغة عصرية، شفافة، وذكية. إنها ليست نهاية مرحلة، بل بداية لوعي وطني متجدد، يرى في كل جائزة مسؤولية، وفي كل إنجاز فرصة، وفي كل فرد... ممثلًا محتملًا لهذا الوطن في العالم. المرأة والرؤية.. شراكة تكتب اسم المملكة في قوائم الجوائز العالمية

سعورس
منذ يوم واحد
- سعورس
تقويم التعليم الأخضر وفق المهارات الخضراء
ظهر الاتجاه إلى التعليم الأخضر جليًا في عام 2022م والذى أقرته الأمم المتحدة في مؤتمرها الخاص بالتحول في التعليم ويهدف إلى دمج مبادئ الاستدامة البيئية في التعليم، وتنمية الوعي البيئي لدى الطلاب من خلال المناهج الدراسية والأنشطة التعليمية. ويركز هذا النوع من التعليم على تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لحماية البيئة والمحافظة عليها من خلال اتخاذ قرارات مسؤولة وتعزز الحوار والنقاش حول التنمية المستدامة. وبالتالي كان من الضروري في ظل هذه التحولات العالمية في التعليم إعادة بناء استراتيجيات التقويم التي يمكن تطبيقها في سياق التعليم الأخضر لتعزيز التعلم البيئي المستدام، حيث أصدرت منظمة اليونسكو في منتصف عام 2024 دليل «تخضير المناهج» ودليل «معايير اليونسكو لجودة المدارس الخضراء»، وكذلك أصدر مكتب التربية لدول الخليج العربي في بداية عام 2025 «الدليل المرجعي للمدارس الخضراء» كل هذه الجهود العلمية تعد مؤشرًا واضحًا على المضي لتحقيق التحول المنشود في الأنظمة التعليمية على المستوى الدولي وإحداث تغير جذري في فهم وإعادة صياغة مفهوم التعليم الأخضر، فالتعليم الأخضر يركز على تطوير معارف ومهارات وسلوكيات الطلبة فيما يتعلق بالتحديات البيئية، مما يستدعي تبني استراتيجيات تقويمية تلائم هذا التوجه التعليمي. فتقويم التعليم الأخضر لا يتطلب استراتيجيات تقويم المعرفة النظرية والممارسات العلمية فقط بل أيضًا تقيس مدى تطبيق الطلبة لمبادئ الاستدامة في حياتهم اليومية وتأثيرهم على المجتمع والأسرة وتفاعلهم مع القضايا البيئية. وإكسابهم بما يسمى المهارات الخضراء والتي تقوم على إكساب المعارف والقدرات والقيم والمواقف اللازمة لتطوير ودعم مجتمع مستدام. وتعد المهارات الخضراء ضرورية لتكييف العمليات والخدمات والمنتجات لتتوافق مع التغيرات المناخية والاحتياجات البيئية. وبعبارة أخرى، هذه المهارات باتت تمكننا من مواجهة التحديات البيئية وتحقيق الاستدامة وفهم فقدان التنوع البيولوجي، وأضرار التلوث، وآليات دفع النمو الاقتصادي الأخضر وتعزيز الابتكار وتحسين جودة الحياة.


الوطن
منذ يوم واحد
- الوطن
تقويم التعليم الأخضر وفق المهارات الخضراء
يشهد العالم مخاطر عديدة في ظل قضايا البيئة وأزمة المناخ تعتبر قضايا البيئة كالتغير المناخي والحفاظ على التنوع الحيوي من القضايا العالمية التي أكدت على مواجهتها وإيجاد الحلول للتغلب عليها العديد من الدول والمنظمات الدولية، ولعل من أبرز هذه المبادرات مبادرة سمو سيدي ولي العهد السعودية الخضراء، التي أطلقت عام 2021م. وتهدف إلى زيادة الغطاء النباتي والحد من تدهور الأراضي وحماية الحياة البرية والموائل والتنوع الحيوي وتعزيز الاستدامة، وقد تم إلى الآن إطلاق 77 مبادرة تعمل على تحقيق هذه الأهداف الأربعة، ومن ضمنها توفر مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إمدادات كهربائية تغطي احتياجات 150 ألف منزل، كما تمت زراعة 35.1 مليون شجرة منذ عام 2021م، وإعادة توطين أكثر من 1200 حيوان، وكذلك العمل على أنماط اقتصادية مختلفة كالاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر لمعالجة تهديد التغير المناخي، من خلال إطلاق مراكز بيئية متخصصة في وزارة البيئة والمياه والزراعة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 والتى أبدت نجاحًا رائعًا في تحقيق مستهدفاتها، وفي ضوء كل ما ذكر من توجهات وطنية ودولية، وبالتالي لابد من مواكبة ما يحدث من خلال التحول في إعداد وإكساب المهارات والوظائف التي يتم شغلها مستقبلا، ومن أمثلة هذه المهارات، ما يسمي بالمهارات الخضراء والتي تكتسب من خلال التعليم الأخضر. ظهر الاتجاه إلى التعليم الأخضر جليًا في عام 2022م والذى أقرته الأمم المتحدة في مؤتمرها الخاص بالتحول في التعليم ويهدف إلى دمج مبادئ الاستدامة البيئية في التعليم، وتنمية الوعي البيئي لدى الطلاب من خلال المناهج الدراسية والأنشطة التعليمية. ويركز هذا النوع من التعليم على تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لحماية البيئة والمحافظة عليها من خلال اتخاذ قرارات مسؤولة وتعزز الحوار والنقاش حول التنمية المستدامة. وبالتالي كان من الضروري في ظل هذه التحولات العالمية في التعليم إعادة بناء استراتيجيات التقويم التي يمكن تطبيقها في سياق التعليم الأخضر لتعزيز التعلم البيئي المستدام، حيث أصدرت منظمة اليونسكو في منتصف عام 2024 دليل «تخضير المناهج» ودليل «معايير اليونسكو لجودة المدارس الخضراء»، وكذلك أصدر مكتب التربية لدول الخليج العربي في بداية عام 2025 «الدليل المرجعي للمدارس الخضراء» كل هذه الجهود العلمية تعد مؤشرًا واضحًا على المضي لتحقيق التحول المنشود في الأنظمة التعليمية على المستوى الدولي وإحداث تغير جذري في فهم وإعادة صياغة مفهوم التعليم الأخضر، فالتعليم الأخضر يركز على تطوير معارف ومهارات وسلوكيات الطلبة فيما يتعلق بالتحديات البيئية، مما يستدعي تبني استراتيجيات تقويمية تلائم هذا التوجه التعليمي. فتقويم التعليم الأخضر لا يتطلب استراتيجيات تقويم المعرفة النظرية والممارسات العلمية فقط بل أيضًا تقيس مدى تطبيق الطلبة لمبادئ الاستدامة في حياتهم اليومية وتأثيرهم على المجتمع والأسرة وتفاعلهم مع القضايا البيئية. وإكسابهم بما يسمى المهارات الخضراء والتي تقوم على إكساب المعارف والقدرات والقيم والمواقف اللازمة لتطوير ودعم مجتمع مستدام. وتعد المهارات الخضراء ضرورية لتكييف العمليات والخدمات والمنتجات لتتوافق مع التغيرات المناخية والاحتياجات البيئية. وبعبارة أخرى، هذه المهارات باتت تمكننا من مواجهة التحديات البيئية وتحقيق الاستدامة وفهم فقدان التنوع البيولوجي، وأضرار التلوث، وآليات دفع النمو الاقتصادي الأخضر وتعزيز الابتكار وتحسين جودة الحياة.