logo
جورج خباز مستحق التكريم

جورج خباز مستحق التكريم

النهارمنذ 2 أيام

تصالحنا جورج خباز وأنا، قبل نحو أسبوع في دبي. ربما لا يهم كثيرين أن نتصالح أو نختلف. لكن الأمر مهم لي على الصعيد الشخصي، إذ إنني من المعجبين بمسيرة هذا الفنان الذي صنع نفسه بنفسه، ضمن أطر وقواعد حددها والتزمها، فلم يلجأ يوماً إلى الابتذال، والهبل والاستهبال، كما فعل كثيرون. وإذ تمكن من إضحاك الجمهور، آثر أن يكون مسرحه هادفاً أخلاقياً ووطنياً.
قد نلجأ إلى مسرح خفيف أحياناً للضحك جماعياً، ولكن مع الوقت يكتشف الواحد منا أن الإسفاف مقرف إلى حد بعيد، وتتبدل الأذواق حتى تبلغ حد القرف.
وعلى رغم متابعتي لكل أعمال جورج خباز، ومشاركتي في احتفال تكريمي له في مهرجان البستان، باعد بيننا، من دون عداء، انتقادي تلك الحفلة، بطريقة قاسية، اعتبرت فيها أن من المبكر التأريخ له ولأعماله. ولم نلتق منذ ذلك الحين. ولما شاهدته في احتفال تشاركناه في دبي، سألته "ما رأيك أن نتصالح ونعيد الودّ"؟ ضحك. عاتبني قليلا بأدبه المعروف.
بالأمس، كرمه رئيس الجمهورية جوزف عون بوسام الاستحقاق اللبناني الفضي "تقديراً لعطاءاته الفنية المميّزة وأعماله الإبداعية التي جسّدت الواقع الاجتماعي اللبناني بأبعاده الفكرية والتاريخية" وفق ما ورد في النص الموزع من قصر بعبدا. والنص يعبر عن الحقيقة، إذ إن خباز لم يستورد فكرة أو يترجم نصاً أو يقتبس آخر، بل جسّد الواقع اللبناني بكل أبعاده، كما أنه لم يلجأ إلى وصف دولة أفلاطونية نحلم بها، بل تعامل مع مشكلاتنا اليومية وقضايانا.
وكان جورج خبّاز فاز قبل أيام معدودة بجائزة أفضل ممثل عن فيلم "يونان" للمخرج أمير فخر الدين في مهرجان روتردام للفيلم العربي. وكان لهذا الفيلم حصّة أكبر من ذلك، إذ حصل على جائزتي أفضل فيلم وأفضل ممثل.
وقبل نحو شهر، حصد خباز جائزة أفضل ممثل في مهرجان هونغ كونغ الدولي للأفلام عن دوره في فيلم "يونان" أيضا. والجائزة هي الرابعة لفيلم "يونان" بعد مشاركته في المسابقة الرسمية في مهرجان برلين الدولي للأفلام وحصوله على جائزتين من مهرجاني باري وميلانو في إيطاليا.
تكريم جورج خباز يتم عن استحقاق، لأنه فنان يراكم النجاحات بتواضع وأخلاق، ويحظى باحترام وتقدير كبيرين يسبقان كل الأوسمة والميداليات.
هذه الأسطر ليست تعويضاً، وإنما واجب مهني، فلا يكتفي الواحد منا بالانتقاد حين يجده مناسباً، بل الأهم أن يشيد أيضاً بما يستحق الإشادة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سينثيا خليفة تهنّئ جورج خباز على الوسام الرئاسي على طريقتها
سينثيا خليفة تهنّئ جورج خباز على الوسام الرئاسي على طريقتها

ليبانون 24

timeمنذ يوم واحد

  • ليبانون 24

سينثيا خليفة تهنّئ جورج خباز على الوسام الرئاسي على طريقتها

شاركت الممثلة اللبنانية سينثيا خليفة متابعيها بمجموعة صور ومقاطع فيديو من أرشيف مسلسل "عبدو وعبدو" الّذي تم عرضه عبر شاشة الـLBCI، الذي جمعها بالممثل والكاتب جورج خباز ، حيث شاركت فيه وهي لا تزال في سن الـ11. وفي منشور مؤثر، عبّرت سينثيا عن فرحتها بتكريم جورج خباز من قبل رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون ، وكتبت: "أنا انبسطت كتير اليوم لما عرفت انه رئيس لبنان الجديد الراقي كرّم الفنان جورج خباز" . ‏ وأضافت: "كنت لسة من أسبوع بفكر قد ايه الفنانين مش مقدرين عندنا . مع أنه هم راقيين جدا وشطرين جدا وضحوا جدا عشان الفن يفضل عايش مع أزمات لبنان ، واجتهدوا عشان يوصلوا لبنان لأبعد الأماكن بره". وشكرت الرئيس عون قائلةً: "خبر فرحني كتير ويا رب من جورج وغيره وغيره وغيره اللي اتكرمو برا بلدهم يتكرموا في بلدهم. شكرا للرئيس جوزيف عون على المبادرة الجميلة ناحية الفنانين". وتابعت: "بالمناسبة جورج اعطاني أول فرصة في حياتي لما كان عندي 11 سنة وكان اسمي رولا في العمل ده ومن وقتها عرفت أنا مش عايزة أعمل أي شيئ تاني في حياتي .فشكرا يا جورج". كما عايدت متابعيها في عيد الأضحى: "‏عيد سعيد لكل حبايبي".

من أمام برج ايفل.. نجمة سورية شهيرة تحتفل بعيد الأضحى وتُعايد الجمهور (صور)
من أمام برج ايفل.. نجمة سورية شهيرة تحتفل بعيد الأضحى وتُعايد الجمهور (صور)

ليبانون 24

timeمنذ 2 أيام

  • ليبانون 24

من أمام برج ايفل.. نجمة سورية شهيرة تحتفل بعيد الأضحى وتُعايد الجمهور (صور)

نشرت النجمة السورية أمل عرفة صورا عبر حسابها على "إنستغرام" التقطتها من أمام برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس. وظهرت أمل في الصور وهي تحمل بالونات حمراء على شكل قلوب، مرتدية توبًا باللون البرغندي مع جينز فاتح اللون، بإطلالة شبابية نالت إعجاب جمهورها ومحبيها. View this post on Instagram A post shared by Amal Arafa (@amal_arafa) وأرفقت الصور برسالة إيجابية قالت فيها: "كنْ جميلاً ترى الوجود جميلاً.. عيد أضحى مبارك". ولاقت الصور تفاعلاً واسعاً، محققة آلاف الإعجابات ومئات التعليقات التي انهالت بالمعايدات والتهاني. يُذكر أن أمل عرفة شاركت أخيرًا عضوا في لجنة تحكيم مهرجان روتردام للأفلام العربية.

جورج خباز مستحق التكريم
جورج خباز مستحق التكريم

النهار

timeمنذ 2 أيام

  • النهار

جورج خباز مستحق التكريم

تصالحنا جورج خباز وأنا، قبل نحو أسبوع في دبي. ربما لا يهم كثيرين أن نتصالح أو نختلف. لكن الأمر مهم لي على الصعيد الشخصي، إذ إنني من المعجبين بمسيرة هذا الفنان الذي صنع نفسه بنفسه، ضمن أطر وقواعد حددها والتزمها، فلم يلجأ يوماً إلى الابتذال، والهبل والاستهبال، كما فعل كثيرون. وإذ تمكن من إضحاك الجمهور، آثر أن يكون مسرحه هادفاً أخلاقياً ووطنياً. قد نلجأ إلى مسرح خفيف أحياناً للضحك جماعياً، ولكن مع الوقت يكتشف الواحد منا أن الإسفاف مقرف إلى حد بعيد، وتتبدل الأذواق حتى تبلغ حد القرف. وعلى رغم متابعتي لكل أعمال جورج خباز، ومشاركتي في احتفال تكريمي له في مهرجان البستان، باعد بيننا، من دون عداء، انتقادي تلك الحفلة، بطريقة قاسية، اعتبرت فيها أن من المبكر التأريخ له ولأعماله. ولم نلتق منذ ذلك الحين. ولما شاهدته في احتفال تشاركناه في دبي، سألته "ما رأيك أن نتصالح ونعيد الودّ"؟ ضحك. عاتبني قليلا بأدبه المعروف. بالأمس، كرمه رئيس الجمهورية جوزف عون بوسام الاستحقاق اللبناني الفضي "تقديراً لعطاءاته الفنية المميّزة وأعماله الإبداعية التي جسّدت الواقع الاجتماعي اللبناني بأبعاده الفكرية والتاريخية" وفق ما ورد في النص الموزع من قصر بعبدا. والنص يعبر عن الحقيقة، إذ إن خباز لم يستورد فكرة أو يترجم نصاً أو يقتبس آخر، بل جسّد الواقع اللبناني بكل أبعاده، كما أنه لم يلجأ إلى وصف دولة أفلاطونية نحلم بها، بل تعامل مع مشكلاتنا اليومية وقضايانا. وكان جورج خبّاز فاز قبل أيام معدودة بجائزة أفضل ممثل عن فيلم "يونان" للمخرج أمير فخر الدين في مهرجان روتردام للفيلم العربي. وكان لهذا الفيلم حصّة أكبر من ذلك، إذ حصل على جائزتي أفضل فيلم وأفضل ممثل. وقبل نحو شهر، حصد خباز جائزة أفضل ممثل في مهرجان هونغ كونغ الدولي للأفلام عن دوره في فيلم "يونان" أيضا. والجائزة هي الرابعة لفيلم "يونان" بعد مشاركته في المسابقة الرسمية في مهرجان برلين الدولي للأفلام وحصوله على جائزتين من مهرجاني باري وميلانو في إيطاليا. تكريم جورج خباز يتم عن استحقاق، لأنه فنان يراكم النجاحات بتواضع وأخلاق، ويحظى باحترام وتقدير كبيرين يسبقان كل الأوسمة والميداليات. هذه الأسطر ليست تعويضاً، وإنما واجب مهني، فلا يكتفي الواحد منا بالانتقاد حين يجده مناسباً، بل الأهم أن يشيد أيضاً بما يستحق الإشادة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store