
لذاك المسمار في الصدأ الصدارة / 1من5
العرائش أنفو
سبتة : مصطفى منيغ
بلغوا الذِّروة ، ويطمعون في ثاني دورة ، لتكتمل عندهم الصورة ، التي رسموها هدفاً لاستغلال جزء ما في البلاد من ثروة ، قبل أن يتواروا في نفس الحفرة ، المقذوف فيها مَن مصَّ رحيق المعصرة ، المضغوط فيها حقوق غالبية الشعب أكانت كبيرة الأهمية كالصغيرة ، يتحدثون منذ الآن عن نجاحات لهم بنفس الأساليب المتكرٍّرة ، المُقدِّمَة مَنْ صادتهم الصنارة ، من أغنى ما في الساحة عقلهم في المزيد من الربح والتجارة ، أما حب الوطن عندهم متروك لذوي العقليات المتأخِّرة ، الوفية للأصل قلوب جمعها بالإيمان الصادق عامرة ، مِن بُؤَرِ الفساد السياسي الحزبي نافرة ، المتربصة بالحق لغاية اندحار الباطل الذي مهما ليالي مجونه تبدو طويلة فأيامه حتماً قصيرة ، ومهما سكنت باخرة المتحكمين ظلماً في محركي مجاديفها طيلة توقيت من مسيرة ، هناك زوبعة زاحفة لإشراك المقدمة بالمؤخرة ، ولن ينفع ساعتها افتراء وعدٍ يجعل مِن الآتي ينتبه لحساب الآخِرة ، فيكون الزمن في الفانية مُنْهِياً لدهاء مثل الزمرة ، التي ما قنعت بعقود من السلم الاجتماعي واكتفاء الأغلبية بالجلوس قهراً فوق ذات الحصيرة ، وأرضهم تطرح من الأرزاق ما يجعلهم متربعين على أرائك محشوة بريش كل طائرة ، ناعمة كحقوق كفيلة بضمان قطف ما تشتهيه الأنفس من ثمرة ، بالحلال والعدل والمساواة تجود بها شجرة ، أوراقها مجالات بنضارة الجودَةِ مُخَضَّرَة ، وأفنان هي مؤسسات دستورية بالنزاهة كل ما فيها بالإنصاف الانتخابي مختارة ، وجدعها أصيل متجدد عن أمجاد بقابلية متطوِّرة ، وساقها حُكْمٌ خَدِيم أعتابِ الشعب المغربي الشريف العظيم حفظه الله وأيده ونصره وأدام عليه نعمة الحرية المكتسبة النيرة المتنوِّرة . أحدهم أو بالأحرى مَن يقود قافلته الحزبية بفكرة إن أفادت البارحة فغداً ستكون لذاك التجمُّع خاسرة ، اختيار الشعب لا يتم بدقِّ مسمار على جدار مرحلة حتماً هي راحلة ، ومَن يعتقد ذلك عليه بمراجعة ما حدث لمن سبقه مضحوك عليه بتوقيع الوثيقة النَّكِرة ، إذ المُطبِّع مع الكيان الإسرائيلي مثله مثل المتعاون معه في أشياء لم تعد محصورة ، في أخرى متستِّرة ، تفاصيلها بلعت خواطر إن صبرت عما يقع فالعكس واقع هذه المرة ، والنتيجة ستكون في مرحلة الانتخابات المقبلة جد ظاهرة ، تكرِّر نكبه حزب اتخذ الدين ذريعة ليرتكب في حق الشعب أخطاء خطيرة ، مسَّت إرادته فتصرف بتلك الطريقة المتحضِّرة ، حيث أنزله من القمة ليتدور ندماً وحسرةَ ، لغاية الخيبة الكبرى المتهوِّرة .
… مِن تلك المواقع المتحكمة انطلقوا لترسيخ رغبتهم الأكيدة في الاستمرار لولاية تالية لتظل مصالحهم الضيقة مستثمرة ، كأنهم لب الحلول وبدونهم الجميع سيقع في أسوا حيرة ، ولو فكروا إن كان في مقدورهم ذلك لاستنتجوا أن المواطنين ابتلوا في عصرهم مما يجعل وجوه بعضهم مكفهرة ، يترقبون الخلاص منهم وما جرُّوه على الوطن من وضعيات لو لم يكن رزينا متجلِّداً يكره الفتن لقامت فيه ثورة ، يعلمون بذلك ويفرون عن علل يبتدعونها ظروفاً تجتاح العالم قاهرة ، وليس تمة غير تصرفاتهم لانعدام المساءلة الصارمة الجاعلة القانون بمثابة المقصلة ، الفارقة رؤوس المفسدين عن أجساد ذوّب أصحابها الملح وجرعوه للأبرياء بطالة يكتوون بنارها المحرقة الجائرة ، فما نفذوا ما وعدوا به الشعب من إيجاد فرص للعمل وخدمات تطال كل الجهات أكان تعليما في المستوى وتطبيباً وفق المطلوب ونقلا ًيربط الأرياف بالمدن وما يجعل أغلبية الناس هناك في الدواوير على اقتناء حاجاتها المعيشية قادرة . لا شيء قاموا به سوى خدمة مجانية عسى حزبهم يكبر بها لكن الأسوأ بالنسبة له قادم حيث الصناديق الانتخابية ستنطقها كلمة حكيمة 'مَن يُضيِّع الشغب المغربي يضيع ضيعة مدوية' ، تتحاكي بها الأسواق عقوبة مصيرية ، تنزع شرارة الاندفاع لأخذ ما لا يسمح حق الغير بأخذه وليس في الموضوع كل مرة تسلم الجرة ، فالساقط في هذه الأرض اللائق عليه السقوط لا ينهض لاسترجاع الأكل من نفس المَضِيرة ، يرَى تفوُّق الغير ودواخله تأكلها الغيرة ، وهكذا الاتكال على لعبة السياسة في الحصول على نفس الامتيازات لغرور ما مصاب صاحبه بوعكة جد مضرة ، تُريه السراب ميسور اجتيازه ومهما تحرك لزم موقعه لا يخطو خطوة دون تقديم أغلى تسعيرة ، يترك معها ما حصده من زرع آخرين حسبهم دواب ركبها وهو اليوم يذوق عرقهم ألما وعذاباً نفسياً وأمرِّ مرارة .
…حزب سياسي جمع رئاستي مؤسَّستين دستوريتين أحداهما تشريعية وثانيهما تنفيذية ، كثاني اسمي سيطرة على دواليب الحكم مباشرة بعد المؤسسة الملكية ، جاعلا الشعب حسب زعمائه بين كفتي كماشة ، يفعل ما يراه مفيدا لأجهزته وأهمها كائنة على خط الدار البيضاء طنجة ، وابسطها منتشرة لحد ما في أكادير وتوابعها ، بعض أبطال هذه الأجهزة أصحاب وصاحبات تجارة ضخمة شعارهم كل شيء قابل للبيع والشراء ، تَمَّ استقطابهم لمنفعة عادت علي البعض منهم بما حققوه من تكديس حساباتهم في مصارف منها موجود خارج المغرب ، ميزة جلهم أنهم لا يفقهون شيئاً في السياسة ماداموا طلقاء في كسب ما يريدون سيظلون حيث تم اختيارهم لتأثير تموقعهم داخل كبريات المدن المغربية على المحورين المذكورين ، يوَجّهون من طرف السيد رشيد ألطالبي العلمي بأسلوب لم يبتعد عن المعهود فيه مذ كنا نحن الثلاث (مصطفى منيغ – عبد السلام أخماش – رشيد ألطالبي العلمي) لا نفترق في تطوان إلا لنلتقي ، من هذا المنطلق اعتبر ما اكتبه عن هذا السيد مرجعا مؤكدا بالصوت والصورة والمدوَّن عندي فوق ورق مُقوى حتى لا يأخذ منه مرور الزمن أي مأخذ ، طريقة رشيد الطلبي العلمي هيكلها الأساسي القوة المادية المالية ، بها متى توفرت لديه عن طريق الآخرين حقق ما وصل اليه الآن ، بعقلية أمريكية تتجنب العاطفة إن أراد صاحبها النجاح ، علما أن أشياء كثيرة لا يعلمها رشيد الطلبي العلمي حول بدايات وعمق أهداف حزبه وكنت ُحاضرا أسجل للتاريخ والسيد أحمد عصمان يكلف صديقي الراحل السيد الطيب بلعربي وكان ساعتها سفيرا للمغرب بإحدى الدول الإفريقية وقبل ذلك مديرا عاما للإذاعة و التلفزة المغربية ، ليجمع له مَن يراهم في مدينة وجدة مؤهلين فكرياً وسياسيا لتأسيس حزب سياسي سماه التجمع الوطني للأحرار ، وكان مصطفى منيغ بعد عودته من الجزائر أحدهم .
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلادي
منذ 3 ساعات
- بلادي
16 غشت بوجدة التاريخ المجيد والواقع المرير
16 غشت بوجدة التاريخ المجيد والواقع المرير عبد العزيز داودي تحل اليوم الذكرى 72 لاحد اهم المحطات التاريخية المتعلقة بمواجهة الاستعمار الفرنسي . تخليدها للاسف ورغم عظمتها لا يعدو أن يكون بروتوكوليا يفتقد للتعريف الدقيق بثورة الهمت الملوك الثلاث للمغرب الذين اشادوا بعظمتها . وهكذا صرح الغفور له الملك محمد الخامس اثناء زيارته لمدينة وجدة في شهر شتنبر 1956 مخاطبا الجماهير الشعبية ' لقد كانت مدينة وجدة الزاهرة في طليعة المدن التي اقتحمت بشجاعة غمرة الكفاح المستميت دفاعا عن العرش ومن اجل استرجاع حرية البلاد واستقلالها'. الراحل الملك الحسن الثاني وأثناء اسقباله لاعضاء مكتب انجاد المغرب الشرقي يوم 6 دجنبر 1994قال ان مدينة وجدة اعطت انطلاقة ثورة الملك والشعب، ذلك الشعب الذي كان يحس بأن الماساة اقتربت وان المسألة سوف تنتهي ولا بد ان تنتهي اما بنفي الملك واما بتراجع الاستعمار وصار ما صار واراد الله ان يكون اسمي مقرونا بتلك الأحداث التي جرت بوجدة ، الشيء الذي جعلني احال غيابيا على المحكمة العسكرية وانا في المنفى . وبمناسبة السنة الدولية لنشر ثقافة السلام قال جلالة الملك محمد السادس في خطاب القاه بمدينة وجدة 'ويجب ان نتذكر هنا ثورة الملك والشعب ومشاعر الوطنية الحقة التي واجهت بها مدينة وجدة المجاهدة الاستعمار الفرنسي .' ومهما كتبنا فإن ذلك لن يستوفي الذكرى حقها ولن يساهم بالتالي في الحفاظ على الذاكرة الجماعية وعلى التاريخ المجيد لمدينة قاومت الاستعمار بكل شراسة ، دافعت بكل قوة وقدمت العشرات من الشهداء في يوم الذكرى وحدها بل ان 14 مجاهدا استشهدوا اختناقا في احد مخافر الشرطة بوجدة دون ان تعمل السلطات و حفاظا على الذاكرة على إقامة نصب تذكاري لهؤلاء الشهداء في مكان استشهادهم. تاريخ المدينة المنسي كذلك يذكرنا بأن أول مدرسة تم تشييدها بالمغرب هي مدرسة سيدي زيان واول ثانوية كذلك كانت هي عمر بن عبدالعزيز دون ان ننسى ان اول قطار انطلق من مدينة وجدة ومن حي كولوج تحديدا الى مدينة مغنية .كما ان اول محطة لانتاج الكهرباء كان بمدينة وجدة ، ومدينة الألفية كذالك كانت هي القاعدة الخلفية للمجاهدين الجزائريين وقاعدة العربي بن مهيدي شاهدة على ذلك ، ومع ذلك المدينة لم تحضى بالاهتمام من طرف الحكومات المتعاقبة والذي تستحقه والى ان نفهم معنى تخليد الذكرى كل 16 غشت والمقاومة بخير .


Tunisien
منذ 7 ساعات
- Tunisien
رئيس الدولة يعزي نظيره الجزائري اثر وفاة مسافرين في حادث أليم
أجرى رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد عصر اليوم السبت، السادس عشر من شهر أوت الجاري، مكالمة هاتفية مع رئيس الجمهوريّة الجزائريّة عبد المجيد تبون، قدّم له فيها باسمه وباسم الشّعب التونسي، أصدق عبارات التعازي وأخلص مشاعر التعاطف والمواساة إثر الحادث الأليم الذي جدّ يوم أمس وأدّى إلى وفاة وإصابة عدد من المسافرين على متن حافلة لنقل الركاب ببلدية الحرّاش شرق الجزائر العاصمة، داعيا الله العزيز القدير أن يتغمّد المتوفّين بواسع رحمته وغفرانه ويُلهم ذويهم جميل الصّبر والسّلوان وأن يُعجّل بشفاء المصابين ويحفظ الشّعب الجزائري الشقيق من كلّ مكروه.


Tunisie Focus
منذ 8 ساعات
- Tunisie Focus
الأستاذ نافع العريبي يقول: إن المحاماة تستعد لصدام محتوم قادم مع السلطة
نشر مساء اليوم المحامي نافع العريبي التدوينة أسفله على حسابه الرسمي بالفايسبوك ********** استشراف وتساؤلات قبل 13 سبتمبر من يطلع على التقارير الاخبارية الأخيرة ( الأناضول و أ.ف.ب وغيرهم) يفهم بوضوح أنّ رأس السلطة دخل في مواجهة مفتوحة مع الاتحاد العام التونسي للشغل، بعد أن استهدف الأحزاب والجمعيات والهيئات المستقلة في صمت وبطريقة تكاد تكون سرية (اطلعوا على دفتر العام للقضايا المدنية بابتدائية تونس لتتأكدوا من حجم القضايا في حل الاحزاب والجمعيات فضلا عن التتبعات الجزائية والجبائية في الغرض) . العداء اليوم معلن ضد كل الأجسام الوسيطة. وغدًا… الدور على هيئة المحامين وهنا يطرح السؤال الكبير هل المترشحون للهياكل واعون بهذا المعطى الخطير؟ هل يدركون أنّهم سيجدون أنفسهم بعد أسابيع في مواجهة مباشرة مع السلطة، تمامًدا كما حصل مع الاتحاد أو اكثر ؟ هل لديهم من الرؤية والاستشراف والشجاعة ورباكة الجأش والمبدئية ما يكفي لمواجهة سيناريوهات قد تكون أكثر قسوة: تضييق، محاكمات، تجفيف موارد ضرب الصندوق …..الخ، وحتى محاولات تركيع المهنة؟ تذكروا فقط اقتحام دار المحامي في مناسبتين المسألة لم تعد تتعلق فقط بانتخابات أو بمناصب وتشريفات. المسألة تتعلق بمدى قدرة الهياكل القادمة على حماية المحاماة باعتبارها آخر حصون الدفاع عن الحقوق والحريات من يتقدم للترشح دون وعي بما ينتظره يغامر بالمهنة وبالمحامين جميعا التاريخ لن يرحم المغامرين إلى كل من يترشح اليوم للهياكل المنصب قد يبدو مغري من بعيد… لكن الحقيقة أنه منصب مواجهة، لا تشريفات ولا بروتوكول من لا يملك الجرأة على الاستشراف والاستعداد للمواجهة ان حصل مكروه لا قدر الله ومن لا يتهيأ لصدام محتوم قادم مع السلطة، فليراجع نفسه قبل أن يورط نفسه و المهنة كلها هذه ليست عهدة عادية.. ولن تكون … هذه معركة بقاء إما أن تكونوا في صف المحاماة والتاريخ، وإما أن تخرجوا من الباب الضيق كأرقام باهتة في قائمة الفشل اللهم قد بلغت فأشهد