
إضطرابات البلوغ عند المراهقين... تحدّيات جسديّة ونفسيّة يجب معرفتها!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
تمثل سن البلوغ مرحلة محورية في حياة كل طفل، حيث تبدأ التغيرات الجسدية والنفسية التي تنقل الفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، ومن ثم إلى النضج. ويحدث هذا التحول نتيجة تغيرات هرمونية معقدة تنشط في الدماغ وتؤثر في الجسم بأكمله. لكن أحيانًا، قد يحدث البلوغ في وقت مبكر جدًا أو يتأخر عن المعدل الطبيعي، مما يسبب تحديات طبية ونفسية للأطفال وذويهم.
البلوغ الطبيعي يبدأ عادةً عند الفتيات ما بين سن 8 و13 عامًا، وعند الذكور ما بين 9 و14 عامًا. لكن عندما تظهر علامات البلوغ قبل هذه الأعمار، يُصنّف ذلك كبلوغ مبكر. في المقابل، إذا تأخرت العلامات عن الظهور لما بعد سن 13 للفتيات و14 للذكور، يُعرف ذلك بالبلوغ المتأخر.
البلوغ المبكر يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة في الطفل. فعند الفتيات، قد تظهر الدورة الشهرية في سن مبكرة جدًا، وقد يؤدي ذلك إلى قصر القامة النهائية بسبب إغلاق مبكر للصفائح العظمية، إضافة إلى صعوبات نفسية نتيجة شعورها بأنها مختلفة عن أقرانها. أما عند الذكور، فقد تظهر علامات مثل تضخم الخصيتين وزيادة الشعر الجسدي مبكرًا، ما قد يعرّضهم للمضايقة أو الشعور بالحرج. إضافةً إلى ذلك، فإن التغيرات الهرمونية قد تؤثر في السلوك، وتزيد من التهيج، والاندفاع، أو حتى العدوانية.
أما البلوغ المتأخر، فيُعد مصدر قلق من نوع آخر. الطفل أو المراهق الذي لا تظهر عليه علامات البلوغ ضمن الإطار الزمني الطبيعي قد يشعر بالنقص أو الإحراج أمام أقرانه، خصوصًا في المدارس أو البيئات الاجتماعية التي تضغط باتجاه "النضج". هذا التأخير قد يكون مرتبطًا بعوامل وراثية أو مشاكل صحية مثل أمراض الغدة النخامية أو اضطرابات التغذية مثل فقدان الشهية العصبي، أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط كما يحدث عند بعض الرياضيين الشبان.
إنّ تشخيص اضطرابات البلوغ يعتمد على الفحص السريري وتحاليل الهرمونات، وفي بعض الأحيان، يتم إجراء صور أشعة لتحديد عمر العظام. عند الاشتباه في وجود خلل، قد يتم تحويل الطفل إلى طبيب غدد صماء للأطفال لإجراء تقييم شامل.
بالنسبة للعلاج، يختلف بحسب الحالة. في حالات البلوغ المبكر، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام أدوية تُعرف بمثبطات الهرمون المُطلق للغونادوتروبين (GnRH)، التي تُبطئ أو توقف تقدم البلوغ مؤقتًا حتى يبلغ الطفل سنًا مناسبًا. أما في حالات البلوغ المتأخر، فقد يتم الانتظار والمراقبة في حال كانت الأسباب وراثية، أو إعطاء هرمونات محفزة للنمو الجنسي في حال وجود قصور هرموني واضح.
من المهم التنويه إلى أن الدعم النفسي للأطفال في كلا الحالتين لا يقل أهمية عن العلاج الطبي. إذ أن الأطفال الذين يعانون من اختلاف في توقيت البلوغ غالبًا ما يشعرون بالعزلة أو القلق أو حتى الخجل من أجسادهم. وهنا يأتي دور الأهل والمدارس والمجتمع في احتضانهم، وتقديم التوعية، وتجنب التعليقات السلبية التي قد تُرسّخ مشاعر عدم الأمان.
إلى ذلك، إن البلوغ المبكر أو المتأخر ليس مجرد تغير جسدي، بل تجربة إنسانية معقدة تتقاطع فيها الجوانب البيولوجية مع النفسية والاجتماعية. الفهم الصحيح لهذه الحالات، والسعي للكشف المبكر عنها، وتقديم الدعم المناسب، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطفل ويضعه على مسار نمو صحي ومتوازن نحو مرحلة البلوغ والنضج.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
فؤاد منذر: عين وزين مديكل فيليدج منحتنا فرصة لدعم العاملين بالقطاع الصحي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في خطوة رائدة نحو تعزيز الصحة النفسية في لبنان، نظم عين وزين مديكل فيليدج مؤتمره الأول للصحة النفسية تحت عنوان "مساندة العاملين في القطاع الصحي"، بحضور أكثر من 200 معالج وطبيب نفسي من مختلف المناطق والمؤسسات. تميّز المؤتمر بحضور رسمي لافت، حيث شاركت نقيبة المعالجين النفسانيين في لبنان، الدكتورة ليلى ديراني عاقوري ممثّلةً بالسيدة سناء بركات، إلى جانب عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، الدكتورة نبال الحاج محمد، وممثل جمعية الأطباء النفسانيين في لبنان الدكتور فضل شحيمي، بالإضافة إلى المدير العام لعين وزين مديكل فيلدج، الدكتور زهير العماد. تولّى تنظيم المؤتمر الاخصائي النفسي فؤاد منذر، مؤسّس شركة XRAPY الرائدة في تطوير العلاج النفسي بتقنية العالم الافتراضي (XR) عبر تطبيق RCOVR. وقد أضاء المؤتمر على أبرز التحديات النفسية التي تواجه العاملين في مجال الرعاية الصحية، من خلال مجموعة من المحاضرات الغنية والورش التفاعلية قدّمها نخبة من الخبراء، أبرزهم: البروفيسورة ميريام الخوري ملحمة (LAU): "المعالجون في مرمى النيران: حكاية صدمتين". الدكتور جورج حداد (مستشفى دير الصليب): "التعرف على الحالات النفسية لدى المساعدين والداعمين". البروفيسور فريد طليع (AUB): "تعزيز الصحة النفسية والوقاية من الإرهاق". البروفيسور وديع ناجا: "برنامج الضحية الثانية: نظرة عامة وتطبيق عملي". البروفيسور توفيق عبد الله سلوم (الجامعة اللبنانية): "الهدوء وسط التوتر والفوضى". الدكتور فضل شحيمي (مستشفى بشامون): "إدارة الأزمات العاطفية". الآنسة ميا عطوي (رئيسة Embrace Lebanon): "تكييف الممارسة النفسية في مناطق الحرب: تجربة 2024". العميد البروفيسور جان داود: قدّم ورشة عمل بعنوان "منهج الداود: لا مكان للظلال". هذا الحدث التأسيسي وضع خارطة طريق نحو تطوير بيئة داعمة للصحة النفسية في المؤسسات الصحية، في وقت باتت فيه العناية بمقدّمي الرعاية أنفسهم ضرورة لا رفاهية. وقد شكّل المؤتمر منصة للتلاقي وتبادل الخبرات، ورسالة واضحة بأن لبنان لا يزال قادراً على إنتاج المبادرات العلمية المتقدّمة رغم كل التحديات.


IM Lebanon
منذ 6 ساعات
- IM Lebanon
نصائح للحصول على نوم جيد ليلاً
يمكن أن يبدو الحصول على نوم جيد في ليلة نوم هانئة مهمة شاقة. إذ تُوفر الهواتف الذكية وسيلة تشتيت جذابة – سواء كان الشخص يضحك على فيديو كوميدي على يوتيوب أو يراسل أصدقاءه – كما أن الضوضاء والتلوث الضوئي ربما يعطلان الساعات البيولوجية. غير أنه لا يوجد سر واحد للنوم المثالي، وكل شخص يختلف عن الآخر، حيث يمكن أن ينام بعض الناس في لحظة، بينما يُحدق آخرون في السقف لساعات، وفق صحيفة 'ذي إندبندنت' البريطانية. النوم الجيد يحتاج الناس لساعات متواصلة من النوم المريح. وتُشير جمعية القلب الأميركية إلى ضرورة المرور بدورات متعددة من مراحل النوم الخمس، وصولاً إلى النوم العميق. إن المرحلتين الرئيسيتين للنوم هما حركة العين السريعة REM والنوم غير السريع Non-REM. ويُعتقد أن نوم حركة العين السريعة يساعد في نمو الجهاز العصبي المركزي ويحمي من الخرف. 7 إلى 9 ساعات تختلف كمية النوم التي يحتاجها كل شخص وتتغير مع التقدم في العمر، لكن يجب أن يحصل البالغون على ما بين 7 و9 ساعات من النوم كل ليلة، وإلا، سيشعر الشخص بالتعب طوال الأسبوع. ولا يحصل حوالي ثلث البالغين في الولايات المتحدة على قسط كاف من النوم، ولا ينام العديد من كبار السن جيداً. إن اضطرابات النوم شائعة، لكن يمكن أن يتأثر النوم أيضاً بسبب الحالات الصحية المزمنة. من جهتها قالت الطبيبة ميشيل دريروب من كليفلاند كلينك إن 'لدى كبار السن أنماط نوم مختلفة. فهم يميلون إلى النوم بشكل أخف وقد يستيقظون مبكراً في الصباح. مع ذلك، لا يزال الشخص بحاجة لنفس كمية النوم على مدار 24 ساعة، لذلك إذا كان ينام أقل في الليل، فربما يحتاج لقيلولة خلال النهار'. ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب يمكن أن يؤثر النوم الجيد ليلاً على الذاكرة والقدرة على التكيف ووظائف الدماغ. وبدون قسط كاف من النوم، قد تتفاقم أعراض الاكتئاب والنوبات وارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي، كما تضعف مناعة الجسم. وقد يزيد قلة النوم من احتمالية الإصابة بالسمنة وأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني، حسب كلية الطب بجامعة هارفارد. فضلاً عن أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم معرضون لخطر متزايد للسقوط أو الحوادث. السكري وأمراض القلب والزهايمر وفق جامعة جونز هوبكنز، فإن ليلة واحدة فقط دون نوم يمكن أن تؤدي إلى حالة ما قبل السكري لدى شخص سليم. وتوصلت دراسة حديثة إلى أن 3 ليال دون نوم يمكن أن تؤذي القلب. وشدد أستاذ علم الأعصاب والطب وعلم الأعصاب بجامعة جونز هوبكنز، مارك وو، على أن 'النوم يؤثر على العديد من جوانب الصحة، بما يشمل الحالة المزاجية وصحة القلب والأوعية الدموية والصحة الأيضية، ومن المعروف بشكل متزايد أهميته لصحة الدماغ'. كما أضاف وو أنه وزملاءه في جامعة هوبكنز، على سبيل المثال، أجروا أبحاثا حول العلاقة بين النوم ومرض الزهايمر، مضيفاً أن البيانات أشارت إلى أن سوء نوعية النوم وقلة النوم يمكن أن يكونا عامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر. الرياضة الصباحية يوصي العديد من الخبراء بخطوات مماثلة. ومثل جميع النصائح الجيدة، فإن الجزء الصعب هو الالتزام بها باستمرار. إلى ذلك يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة صباحاً في الحفاظ على ساعة الجسم البيولوجية. جدول زمني وروتين وحسب مايو كلينك، فإن الالتزام بجدول زمني وروتين ما قبل النوم يمكن أن يعزز دورة النوم والاستيقاظ في الجسم. الأضواء الساطعة كما ينصح مسؤولو صحة أميركيون بالحفاظ على غرفة نومهم هادئة وباردة، وإطفاء أجهزتهم الإلكترونية قبل 30 دقيقة على الأقل من موعد النوم. حيث إنه يمكن للأضواء الساطعة أن تعطل وظائف النوم والاستيقاظ الطبيعية في الجسم، والمعروفة أيضاً باسم الإيقاع اليومي. الكافيين والنيكوتين ويقول أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس في جامعة كاليفورنيا، ماثيو ووكر، إن درجة حرارة الغرفة يجب أن تكون حوالي 18 درجة مئوية. فيما نصح ووكر بالتقليل من الكافيين بعد الغداء، والتوقف عن تناوله قبل النوم، مردفاً أن النيكوتين له تأثير سلبي أيضاً.


صوت لبنان
منذ 6 ساعات
- صوت لبنان
بينها الرياضة.. نصائح للحصول على نوم جيد ليلاً
العربية يمكن أن يبدو الحصول على نوم جيد في ليلة نوم هانئة مهمة شاقة. إذ تُوفر الهواتف الذكية وسيلة تشتيت جذابة - سواء كان الشخص يضحك على فيديو كوميدي على يوتيوب أو يراسل أصدقاءه - كما أن الضوضاء والتلوث الضوئي ربما يعطلان الساعات البيولوجية. غير أنه لا يوجد سر واحد للنوم المثالي، وكل شخص يختلف عن الآخر، حيث يمكن أن ينام بعض الناس في لحظة، بينما يُحدق آخرون في السقف لساعات، وفق صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية. النوم الجيديحتاج الناس لساعات متواصلة من النوم المريح. وتُشير جمعية القلب الأميركية إلى ضرورة المرور بدورات متعددة من مراحل النوم الخمس، وصولاً إلى النوم العميق. إن المرحلتين الرئيسيتين للنوم هما حركة العين السريعة REM والنوم غير السريع Non-REM. ويُعتقد أن نوم حركة العين السريعة يساعد في نمو الجهاز العصبي المركزي ويحمي من الخرف.7 إلى 9 ساعاتتختلف كمية النوم التي يحتاجها كل شخص وتتغير مع التقدم في العمر، لكن يجب أن يحصل البالغون على ما بين 7 و9 ساعات من النوم كل ليلة، وإلا، سيشعر الشخص بالتعب طوال الأسبوع. ولا يحصل حوالي ثلث البالغين في الولايات المتحدة على قسط كاف من النوم، ولا ينام العديد من كبار السن جيداً. إن اضطرابات النوم شائعة، لكن يمكن أن يتأثر النوم أيضاً بسبب الحالات الصحية المزمنة. من جهتها قالت الطبيبة ميشيل دريروب من كليفلاند كلينك إن "لدى كبار السن أنماط نوم مختلفة. فهم يميلون إلى النوم بشكل أخف وقد يستيقظون مبكراً في الصباح. مع ذلك، لا يزال الشخص بحاجة لنفس كمية النوم على مدار 24 ساعة، لذلك إذا كان ينام أقل في الليل، فربما يحتاج لقيلولة خلال النهار". ارتفاع ضغط الدم والاكتئابيمكن أن يؤثر النوم الجيد ليلاً على الذاكرة والقدرة على التكيف ووظائف الدماغ. وبدون قسط كاف من النوم، قد تتفاقم أعراض الاكتئاب والنوبات وارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي، كما تضعف مناعة الجسم. وقد يزيد قلة النوم من احتمالية الإصابة بالسمنة وأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني، حسب كلية الطب بجامعة هارفارد. فضلاً عن أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم معرضون لخطر متزايد للسقوط أو الحوادث.السكري وأمراض القلب والزهايمروفق جامعة جونز هوبكنز، فإن ليلة واحدة فقط دون نوم يمكن أن تؤدي إلى حالة ما قبل السكري لدى شخص سليم. وتوصلت دراسة حديثة إلى أن 3 ليال دون نوم يمكن أن تؤذي القلب. وشدد أستاذ علم الأعصاب والطب وعلم الأعصاب بجامعة جونز هوبكنز، مارك وو، على أن "النوم يؤثر على العديد من جوانب الصحة، بما يشمل الحالة المزاجية وصحة القلب والأوعية الدموية والصحة الأيضية، ومن المعروف بشكل متزايد أهميته لصحة الدماغ". كما أضاف وو أنه وزملاءه في جامعة هوبكنز، على سبيل المثال، أجروا أبحاثا حول العلاقة بين النوم ومرض الزهايمر، مضيفاً أن البيانات أشارت إلى أن سوء نوعية النوم وقلة النوم يمكن أن يكونا عامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر. الرياضة الصباحيةيوصي العديد من الخبراء بخطوات مماثلة. ومثل جميع النصائح الجيدة، فإن الجزء الصعب هو الالتزام بها باستمرار. إلى ذلك يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة صباحاً في الحفاظ على ساعة الجسم البيولوجية.جدول زمني وروتينوحسب مايو كلينك، فإن الالتزام بجدول زمني وروتين ما قبل النوم يمكن أن يعزز دورة النوم والاستيقاظ في الجسم. الأضواء الساطعةكما ينصح مسؤولو صحة أميركيون بالحفاظ على غرفة نومهم هادئة وباردة، وإطفاء أجهزتهم الإلكترونية قبل 30 دقيقة على الأقل من موعد النوم. حيث إنه يمكن للأضواء الساطعة أن تعطل وظائف النوم والاستيقاظ الطبيعية في الجسم، والمعروفة أيضاً باسم الإيقاع اليومي. الكافيين والنيكوتينويقول أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس في جامعة كاليفورنيا، ماثيو ووكر، إن درجة حرارة الغرفة يجب أن تكون حوالي 18 درجة مئوية. فيما نصح ووكر بالتقليل من الكافيين بعد الغداء، والتوقف عن تناوله قبل النوم، مردفاً أن النيكوتين له تأثير سلبي أيضاً.