عودة: أملنا ألا تمر جريمة الكنيسة في دمشق كغيرها العديد من الجرائم من دون عقاب
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "تحتفل كنيستنا المقدسة اليوم بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس هامتي الرسل، عمودي الكنيسة، ومؤسسي كرسينا الأنطاكي. كان بطرس رسولا لأمة اليهود، وبولس رسولا للأمم. تحتفل بهما الكنيسة معا وتجمعهما أيقونة واحدة، عندما نتأملها نراهما يتصافحان بالقبلة الأخوية، مع أن كلا منهما يتحدر من بيئة مختلفة عن بيئة الآخر. فاليهود كانوا يعتبرون أنفسهم شعب الله الوحيد، ويعتبرون الأمم بقية العالم ويتعالون عليهم. كانت لكل من الرسولين شخصيته وأفكاره وثقافته. كان بولس ذا ثقافة عالية، فريسيا من عائلة ذات نسب رفيع، درس الشريعة، وكان يحمل الجنسية الرومانية ويضطهد كنيسة المسيح، فيما كان بطرس صيادا يهوديا بسيطا ترك أباه وشباكه وتبع المسيح. وقد عارض بولس بطرس وجها لوجه في أنطاكية إذ اختلفا حول ختان المسيحيين من غير اليهود. يقول في رسالته إلى أهل غلاطية: «ولكن لما أتى بطرس إلى أنطاكية قاومته مواجهة، لأنه كان ملوما» (2: 11).
أضاف: "رغم الإختلاف الظاهر نعاين في هذا العيد المبارك مثالا نتعلم منه كيف نحيا معا في الكنيسة. نحن بشر نتحدر من مسارات حياتية مختلفة، غير أن العيد الحاضر يرينا أن الكنيسة هي أولا وأخيرا المكان الذي تحكمه محبة الرب القائل: «هكذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضا لبعض» (يو 13: 35). هذه المحبة الإلهية تدفعنا إلى تخطي الخلافات الشخصية، وتذكرنا بأن كل الأمور مستطاعة عندما نحيا مع الله. عندما يطلب الرب منا أن نحب حتى أعداءنا هو عليم بأن محبته ونعمته ستقوياننا على فعل ذلك. إن المحبة قرار واع نتخذه بملء حريتنا الشخصية إذا كان هدفنا الخير لجميع الذين نتعامل معهم في حياتنا. الرسولان العظيمان بطرس وبولس يشكلان مثالا على كيفية العيش والعمل معا ضمن الكنيسة، رغم كل الإختلافات والخلافات، وعلى كيفية إرساء المصالحة من خلال نعمة الله ومحبته، طبعا إذا كنا نرغب في ذلك. ربما الأمر الوحيد الذي يقف عائقا يمنع المصالحة الحقيقية أحيانا هو الخيار الواعي بالتشبث بالرأي وتأليه الأنا، وعدم الإتضاع وطلب الغفران من المسيئين باستخدام العبارة التي تحرق الشيطان، أي «إغفر لي».
وتابع: "يذكرنا هذا العيد أيضا بأنه لا يمكننا أن نعيش الحياة المسيحية بمفردنا. فبطرس كان ذراعا في جسد المسيح، وبولس الذراع الآخر، وقد استخدمهما الرب معا ليؤسس كنيسته على صخرة الإيمان غير المتزعزعة. كانا كالشمس والقمر يضيئان الكنيسة ليلا نهارا حتى يومنا. ورغم عظمتهما التي لا يحدها وصف، واضعتهما ظروف حياتهما، فأمسيا مثالين للتوبة. فبطرس أنكر المسيح ثلاثا ثم ندم وبكى بكاء مرا. لطالما اعتبرت الكنيسة إنكار المسيح المخلص خطيئة ثقيلة، إلا أن بطرس بتوبته الصادقة أقيم من موت الخطيئة بقيامة معلمه، ثم تقوى بنعمة الروح القدس فأصبح التلميذ الخائف منارة للعالم، حتى إنه أميت من أجل إيمانه. من جهته، كان بولس فريسيا يضطهد المسيحيين ويقتلهم قبل أن يدعوه الرب، معميا عينيه ومنيرا نفسه. كلاهما امتلكا جناحين حلقا بهما نحو الملكوت، التوبة المحيية عن الخطايا الغابرة، والتواصل الحقيقي مع المخلص مانح الإيمان المحيي بألوهته الحقة. وقد جمعهما اندفاعهما العظيم ومحبتهما المتبادلة واستشهادهما معا في سبيل إيمانهما".
وقال: "في إنجيل اليوم سأل الرب يسوع: «من تقولون إني هو؟» أجابه بطرس: «أنت المسيح ابن الله الحي»، فأجابه الرب قائلا: «ليس لحم ولا دم كشف لك هذا لكن أبي الذي في السماوات». الله وحده يمكنه أن يكشف لنا حقيقته، إذ لا نستطيع نحن أن نعقلها، ولا يستطيع عقلنا المحدود أن يستوعب لا محدودية الله. بطرس وبولس عاينا الله بقلبيهما وأدركا أنه الإله الحقيقي واندفعا، من أنطاكية إلى العالم أجمع، مبشرين بالإله الحقيقي، يسوع المسيح إبن الله الوحيد، القائم من بين الأموات. وكانا قد أسسا كنيسة أنطاكية على هذا الإيمان، وقد « دعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولا» (أع11: 26). هذه البطريركية المحروسة بالله ليست دخيلة على هذه الأرض، ولا فتية بل يرجع تاريخها إلى الأيام الأولى للمسيحية، وكان القديس أغناطيوس الأنطاكي أول أسقف على كرسيها يخلف الرسولين بطرس وبولس، كما أن بطريرك أنطاكية وسائر المشرق هو خليفة هذين الرسولين العظيمين على هذا الكرسي. وقد ارتوت أرض كنيسة أنطاكية العظمى، على مر التاريخ، بدماء الشهداء وأولهم بطرس وبولس وأغناطيوس الأنطاكي، مع سائر القديسين الذين استشهدوا من أجل إيمانهم بالمسيح. وما زال أبناء هذه الكنيسة يعانون الإضطهاد ويهددون بالإلغاء والقتل بسبب انتمائهم إلى المسيح، وقد استشهد إخوة لنا الأحد الماضي فيما كانوا يشاركون في القداس الإلهي ويستعدون للمناولة. لكن هذه الكنيسة باقية بمشيئة الله لأنها مبنية على صخرة الإيمان و «أبواب الجحيم لن تقوى عليها» (متى 16: 18).
وسأل: "متى ينتهي التطرف والحقد وإقصاء الآخر المختلف؟ متى يعي البشر أن الله خلق الإنسان، كل إنسان، على صورته ومثاله، ليعيش حياة هانئة بالمحبة والرحمة والسلام؟ متى ستعم المحبة والسلام في أرض المسيح المصلوب من أجل خلاص العالم أجمع؟ متى يستفيق أهل هذه الأرض ومتى يصغون لتعاليم ديانات هذه الأرض؟ مؤسف ومرفوض ومدان أن يقتل الإنسان أخاه، ومؤلم جدا أن يطعن من القريب. أملنا أن لا تمر هذه الجريمة، كغيرها العديد من الجرائم، بدون عقاب. حياة الإنسان ليست مباحة، وكرامته من كرامة خالقه، ولا يحق لأي مخلوق أن يستهين بعمل الخالق، والإنسان أرقى ما خلق. صلاتنا نرفعها كي ينير الرب الإله البصائر ويهدي العقول ويوقظ الضمائر ويطهر القلوب، ومن أجل أن يغمر نفوس شهدائنا برحمته ويتقبلهم في ملكوته مع قديسيه الذين عيدنا لهم الأحد الماضي، وأن يمنح ذويهم الصبر والعزاء والرجاء. باسمي وباسم إخوتي كهنة أبرشية بيروت وابنائها أقدم التعزية الممزوجة بالألم والرجاء لغبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى، سائلا الرب الإله أن يحفظ كنيستنا من كل شر ومكروه، وأن يشفي المصابين ويشددهم مع آباءالكنيسة وجميع ابنائها ليبقوا أمناء لإيمانهم ولسيدهم القائل «في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم» (يو 16 : 33).
وختم: "في هذا العيد المبارك، نحن مدعوون إلى أن نتحلى بإيمان كإيمان هامتي الرسل بطرس وبولس واندفاعهما وغيرتهما وتحملهما الضيقات والعذابات في سبيل إيمانهما، حتى الإستشهاد. علينا ألا نيأس بسبب خطايانا، بل أن نسعى إلى التوبة الحقيقية الصادقة، وإلى إعلان المسيح مخلصا لنفوسنا وأن نتحد تحت مظلة الكنيسة، أعضاء تعمل معا بتناغم مع الرأس، يسوع المسيح، وبعضها مع بعض بنعمة الرأس وفي ظل كلمته ووصاياه. هكذا تستمر الكنيسة راسخة على صخر".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
مستقبل وطن: قرار رئيس الوزراء بإعفاء أسر شهداء فتيات المنوفية من المصروفات الدراسية تجسيد لإنسانية الدولة
أعرب هاني عبدالسميع، أمين مساعد حزب "مستقبل وطن" بمحافظة البحر الأحمر، عن خالص تعازيه ومواساته لأسر شهيدات وشهيد "كفر السنابسة" ضحايا حادث الطريق الدائري الإقليمي، والذي أودى بحياة 19 من أبناء القرية أثناء توجههم لأداء أعمالهم اليومية في إطار من الجهد والكفاح الشريف. وأكد عبد السميع، خلال بيان اليوم الأحد، أن الحادث لم يُفجع محافظة المنوفية وحدها، بل أصاب قلوب المصريين جميعًا بالحزن والأسى، نظرًا لما يمثله هؤلاء الشهداء من رمزية حقيقية لـ "لقمة العيش" وكرامة المواطن الكادح. وثمّن 'عبدالسميع'، التوجيهات العاجلة التي أصدرها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والتي قضت بإعفاء كامل من المصروفات الدراسية لأسر الشهداء، سواء في مراحل التعليم قبل الجامعي أو الجامعي، مؤكدًا أن هذا القرار يعكس إنسانية القيادة السياسية وحرص الحكومة على الوقوف إلى جانب المواطنين في الأوقات الصعبة، ودعم أسر الضحايا بكل الوسائل الممكنة. مد يد العون لأبنائها في أوقات الشدة وأشار أمين مساعد حزب "مستقبل وطن" بمحافظة البحر الأحمر، إلى أن الدولة المصرية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا تتوانى لحظة في مد يد العون لأبنائها في أوقات الشدة، وهو ما ظهر جليًا في توجيه رئيس الوزراء أيضًا لمحافظ المنوفية بإطلاق أسماء الشهيدات على الشوارع والمباني العامة بقرية "كفر السنابسة"، تخليدًا لذكراهن وتوثيقًا لتضحياتهن، لتظل ذكراهن حاضرة في وجدان المجتمع وأجياله القادمة. وأكد القيادي بحزب "مستقبل وطن" أن هذه الخطوات تحمل دلالات قوية على تقدير الدولة لضحايا الكفاح والعمل، وتُرسّخ لقيم الوفاء والاعتراف بجميل من بذلوا أرواحهم من أجل أسرهم ومجتمعهم، موضحًا أن الحزب يقف داعمًا لكل توجه يُعلي من قيمة المواطن المصري، ويكرّم أبناء الوطن الذين يسهمون، كل من موقعه، في مسيرة البناء والتنمية. واختتم هاني عبد السميع بتجديد العزاء لأسر الضحايا، والدعاء لهم بالصبر والسلوان، سائلًا الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، وأن يحفظ مصر من كل سوء، مؤكدًا أن مشهد الرحيل الصامت لهؤلاء الشهداء سيبقى محفورًا في ذاكرة الوطن، كشاهد على عظمة المواطن البسيط وعمق التقدير الذي توليه له الدولة.


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
احمد موسى: لا أحد يدافع عن أخطاء ونريد تطبيق القانون على الجميع
قال الاعلامى أحمد موسى أنه لا أحد يدافع عن أخطاء ونريد كشعب تطبيق القانون والعدالة على الجميع وهذا من شأنه أن يطمئن كل مواطن، وحق أولادنا وأسرنا سيأتي بواسطة النيابة العامة من خلال معرفة المسئول عن أي تقصير تسبب في الحادث. وتابع خلال برنامج على مسؤوليتى على قناة صدى البلد أن بعض الناس عندهم تصفية حسابات شخصية وإحنا عارفين كده كويس والناس عارفاهم ومش لازم نقول أسماء وفي ناس ولجان شغالة على السوشيال ميديا، ومش عاوزينك تدخل في احتفالات ثورة 30 يونيو. واختتم الإعلامي أحمد موسى: مفيش واحدة من بناتنا توفاها الله إلا وحقها سيأتي، وكل مسئولي الدولة تحركوا بداية من رئيس الدولة، ومفيش حد هيقصر في دوره . أعرب الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل والصناعة، في تصريحات خاصة للإعلامي أحمد موسى، عن خالص تعازيه في ضحايا حادث المنوفية، الذي أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين. وقال 'موسى'، خلال تقديمه برنامج "على مسئوليتي" المذاع عبر قناة صدى البلد، أن الفريق كامل الوزير قرر قطع زيارته الرسمية إلى تركيا، ويعود إلى القاهرة فجر الغد، لمتابعة الموقف عن قرب، وبدء جولة ميدانية لتفقد الطريق الدائري الإقليمي. وأشار أحمد موسى إلى أن الوزير يعتزم إطلاق خطة مكثفة للتحرك على جميع الاتجاهات، تشمل إعادة تنظيم وتأهيل مناطق عبور المواطنين، خاصة الأطفال، ومنع إلقاء الحجارة أو المرور العشوائي من فوق خطوط السكك الحديدية في مناطق غير مخصصة لذلك، كما أن الفترة المقبلة ستشهد عمل مكثف فى جميع الاتجاهات سيتم تأهيل كل سائقى المركبات. وأكد الإعلامي أحمد موسى، أن الفريق كامل الوزير شدد على أهمية استكمال التنسيق المشترك بين وزارة النقل ومؤسسات الدولة، بما في ذلك الأزهر والكنيسة، لتفعيل حملات توعية مجتمعية تستهدف تعزيز ثقافة الاستخدام الآمن لوسائل النقل، والحد من السلوكيات العشوائية التي تهدّد الأرواح.


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
أحمد موسى: كامل الوزير مقاتل ومش بيخاف وبتشرف أنى بتكلم عنه .. فيديو
كشف الإعلامي أحمد موسى، أنه لا توجد واحدة من بناتنا توفاها الله في حادث المنوفية إلا وحقها سيأتي، وكل مسئولي الدولة تحركوا بداية من رئيس الدولة، ومفيش حد هيقصر في دوره . وتابع خلال تقديم برنامج على مسئوليتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن الفريق كامل الوزير يعمل منذ توليه الوزارة في 2019 نهضة ونقلة لم تحدث في تاريخ مصر. وتابع موسى : قائلا : أنا بتشرف أني أتكلم عن الفريق كامل الوزير لأنه من الناس اللي بتحب الشغل مش من هواة المكاتب، والراجل ده مقاتل برتبة فريق وقائد عسكري وملتزم ومنضبط بيطيع الأوامر، والمقاتل مش بيخاف . أكد الإعلامي أحمد موسى أن الدولة نفذت تطوير في شبكة القطارات بعد حوادث عدة حدثت خلال السنوات الماضية، وأبرزها حادث الصعيد في 2002، مشيرا إلى أن الدولة أنفقت مليارات لضبط منظومة السكك الحديدية، علاوة على تدشين مشروع القطارات السريعة وقطارات ربط البضائع، والموانئ البحرية وشبكات مترو الأنفاق. وتابع خلال تقديم برنامج على مسئوليتي، المذاع على قناة صدى البلد: «هناك أجندات تعمل ضد مصر، وبفضل الله لن ينجحوا، والحوادث تكشف لنا أشياء تحتاج إلى الإصلاح، ويأخذ القانون مجراه، والقانون لن يترك حق الفتيات شهيدات لقمة العيش، والإعلام المعادي يعمل على الحوادث كحملة من خلال التشويه والتشكيك».