logo
الشرفات يكتب: الأردن المعاصر

الشرفات يكتب: الأردن المعاصر

عمون٠٩-٠٣-٢٠٢٥

* بين اهمال التاريخ ومحاولات اسكاته
تاريخياً؛ ظهرت أسماء "عبر الأردن " وما وراء الأردن" في القرن الثامن قبل الميلاد عندما غزا الآشوريون سوريا وفلسطين. وغني عن القول إن تاريخ الاستيطان البشري في الأردن، المعروف بحدوده الجغرافية اليوم، قديم جدا. ويعود تاريخه إلى العصر الحجري، حيث يعتقد علماء الآثار أن البشر سكنوا الأردن منذ العصر الحجري القديم قبل نصف مليون سنة كما يتضح من بقايا قرى منطقة البيضاء شمال البتراء والتي يعود تاريخها إلى (6800 قبل الميلاد).
ويوجد على أرض الأردن أقدم سد مائي معروف في العالم وهو سد "جاوة"، في موقع جاوة الأثري في البادية الشمالية الشرقية، شرق قرية دير القن - محافظة المفرق، بالإضافة إلى أقدم منظومة حصاد مائي في العالم على وادي "راجل" الذي ينبع من جبل العرب في سوريا ويصب في واحة الأزرق. وعلى بعد حوالي 15 كم إلى الشرق من موقع "جاوة"، وجد فريق من علماء الآثار الأوروبيين من جامعة كامبريدج وجامعة لندن وجامعة كوبنهاغن في منطقة "الشبيكة"، على بعد حوالي 20 كم شمال قرية الصفاوي- في البادية الشمالية الشرقية -محافظة المفرق آثار صنع أقدم رغيف خبز في العالم، يعود تاريخه إلى 14,400 عام قبل الميلاد، أي قبل حوالي 4,000 عام من اكتشاف الإنسان للزراعة.
لقد ظهر الأردن المعاصر الذي ندرسه هنا منذ قيام الإمارة (1921) مع بداية انطلاق المرحلة الرابعة من سيرورة العولمة التي أطلق عليها عالم الاجتماع البريطاني رونالد روبرتسون مرحلة الصراع من أجل الهيمنة، التي استمرت من العشرينات حتى ستينيات القرن العشرين. وتميزت هذه المرحلة بظهور خلافات وصراعات وحروب عالمية، منها الثورة العربية ضد الدولة العثمانية عام 1916، ثم ما أعقبها من ظهور قوي للقومية العربية والعداء لبريطانيا وفرنسا لدورهما في خداع الهاشميين والعرب بعد الحرب العالمية الأولى ومنع تحقيق العرب الاستقلال، بناء على تفاهمات والتزامات العهود التي تعهدت بها الحكومة البريطانية المعروفة باسم مراسلات حسين - مكماهون خلال الفترة 1915 - 1916 من خلال عشر رسائل متبادلة بين الشريف حسين بن علي والسير هنري مكماهون - المفوض السامي البريطاني في مصر آنذاك - والتي تبين فيما بعد أنها كانت خطة خداع مرعب. لأنه كتب في نفس الوقت أن الخطوات الأولى كانت تسير نحو توقيع اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا، والتي قسمت معظم الدولة العثمانية، بما في ذلك الدول العربية، إلى مناطق نفوذ بين الطرفين. وفي هذه المرحلة الفاصلة في التاريخ تشكلت على أساس نتائجها الواسعة، المؤسسات الرئيسية للعولمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال تشكيلات الأمم المتحدة. صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية.
في خضم هذه البيئة السياسية والاجتماعية القاسية، وجد الأردن نفسه محكوما بقسوة جيوسياسية طاحنة مفروضة عليه منذ تأسيسه في العصر الحديث منذ استقلال إمارة شرق الأردن عن بريطانيا وأصبحت تعرف رسميا باسم المملكة الأردنية الهاشمية. وتتويج الأمير عبد الله بن الحسين ملكا للبلاد في 25 مايو 1946.
طبعا دون أن ننسى أن هناك نقاشا واسعا في الأوساط الأكاديمية وبين المؤرخين الغربيين والأردنيين، بالإضافة إلى الأوساط الثقافية الأردنية من خلال ما يسمى ب "الحركة الوطنية الأردنية" حول الحياة والنشاط السياسي والثقافي للبلاد قبل مرحلة تأسيس إمارة شرق الأردن وهذا النقاش مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى لكن للأسف ما يزال دون مستوى المطلوب.
وفي هذا الإطار يدّعي المُنظر السياسي والمؤرخ الأمريكي إدوارد كار أن (الحقائق تتحدث عن نفسها. وان هذا ليس صحيحا لأن الحقائق تتحدث فقط عندما يدعوها المؤرخ إلى الحديث. هو الذي يقرر الحقائق التي يجب أن يُعطي الكلمة لها، وبأي ترتيب أو سياق). هذا يعني أن الحقائق لا تتحدث عن نفسها، ولكنها توضع في المكان الذي يتحدث فيه المؤرخون عن أنفسهم، وأين يتم وضعها وكيف يتم وضعها. وهذه مهمة مخصصة للمؤرخ الذي يمكنه اختيار وتحديد الحقائق التي تستحق الإظهار، والترتيب الذي تظهر به، وسياقها. مع ضرورة التأكيد على أننا نستطيع أن ننظر إلى الماضي، ونحقق فهمنا للماضي، فقط من خلال عيون الحاضر".
ومن أهم مظاهر هذا الإهمال والاسكات أن معظم تاريخ الأردن المعاصر – إن لم يكن كله، لأن هناك عددا قليلا من المؤرخين الأردنيين الذين قدموا إسهامات مفيدة ومقدرة – لم تتم دراسته بطريقة علمية وتحليلية شاملة، والأحداث التاريخية التي يتم تناولها اليوم كانت في معظمها مكتوبة بطريقة غير علمية سطحية تصلح للكتب المدرسية.
أما بالنسبة لمعظم الكتابات العلمية فقد كتبها آخرون وغرباء، فعلى سبيل المثال، يقول آفي شلايم، المؤرخ الإسرائيلي والبريطاني من أصل يهودي عراقي وأحد "المؤرخين الجدد" في إسرائيل الذي كتب سيرة ذاتية مهمة للملك حسين بن طلال: "من المفارقات القدر أن أول شخص كتب سيرة وصفي التل كان إسرائيلي، والدراسة الشاملة الوحيدة لمسيرته السياسية كتبت باللغة العبرية". وهنا يقصد شلايم كتاب المؤرخ الإسرائيلي آشر سوسير وكتابه (بين الأردن وفلسطين: السيرة السياسية لوصفي التل) ونشر باللغة الإنجليزية نفس عام توقيع اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل 1994م.
طبعاً دون ان ننسى ان نشير الى أن حديث شلايم كان قبل ان تقوم الباحثة والإعلامية الأردنية ملك يوسف التل بنشر كتابها (وصفي التل: مشروع لم يكتمل) عام 2020م أي بعد 26 سنة من نشر كتاب سوسير؟! ولذلك، وبسبب هذا الإهمال والتقصير الواضح، قام الآخرون والغرباء بتفسير وتحليل الأحداث التاريخية في الأردن بطريقتهم الخاصة وفقا لفهمهم وتفسيرهم، ووفقا لمصالحهم الشخصية، ومصالح من يمثلونهم في مراكز الأبحاث الغربية التي تتحدث اللغة الإنجليزية على وجه الخصوص.
إن دراسة تاريخ الأردن هنا لا تعني العودة إلى أحداث التاريخ المجرد فقط، بل تحليلها وإعادة تفكيكها وتفسيرها. حيث أنه لا يمكن لي أن أكون مؤرخا (أو باحثا) إذا كنت أعتقد أنه من واجبي المهني أن أكتفي بالعودة إلى الماضي وعدم تركه، وأن أقتصر جهودي على دراسة الأحداث التي وقعت في العصور القديمة وعدم تذكرها إلا لأنها فريدة من نوعها وعدم ربطها بالأحداث التي تحدث في الزمان الذي أعيش فيه.
لا جدال في أن هناك بعض المآسي في تاريخ الأردن المعاصر التي يبدو أننا غير قادرين على فعل أي شيء بشأنها، ولكن هناك مأساة واحدة مستمرة يمكننا إيقافها في الأردن، وهي استمرار إهمال تاريخه ومحاولات إسكاته.
إن وقف هذه المأساة يحتاج اليوم قبل غدا الى مشروع وطني شامل مدعوم وممول من الدولة ومؤسساتها المختلفة خاصة وزارت الثقافة، والتعليم العالي، ومن القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني الأردنية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حرارة قياسية وتحذيرات أممية ..  مناخ الأرض يدخل المنطقة الحمراء
حرارة قياسية وتحذيرات أممية ..  مناخ الأرض يدخل المنطقة الحمراء

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

حرارة قياسية وتحذيرات أممية .. مناخ الأرض يدخل المنطقة الحمراء

السوسنة أطلقت الأمم المتحدة تحذيرًا جديدًا بشأن أزمة المناخ، مشيرة إلى أن هناك احتمالًا بنسبة 70% بأن يتجاوز متوسط الاحترار العالمي حدّ 1.5 درجة مئوية خلال الفترة ما بين 2025 و2029، وهو ما يُعد مؤشراً خطيراً على تسارع تغير المناخ. وأفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، في تقريرها الصادر الأربعاء، بأن كوكب الأرض قد يواصل تسجيل مستويات قياسية من الحرارة، بعد أن تم تصنيف عامي 2023 و2024 كأكثر الأعوام سخونة في التاريخ. وفي هذا السياق، صرّحت كو باريت، الأمينة العامة المساعدة للمنظمة، قائلة: "شهدنا أكثر من عقد من السنوات الحارّة التي تم تسجيلها حتى الآن، وللأسف لا تُظهر بيانات التقرير أي مؤشرات على تراجع هذا الاتجاه في المستقبل القريب. هذا يعني تأثيرات سلبية متزايدة على اقتصاداتنا، وحياتنا اليومية، والنظم البيئية، وكوكبنا ككل." ويُعد هذا التحذير الجديد دعوة عاجلة للمجتمع الدولي لتكثيف الجهود من أجل الحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيز التكيف مع التغيرات المناخية، في ظل مؤشرات مقلقة لتدهور المناخ العالمي. تهدف اتفاقيات باريس للمناخ الموقعة عام 2015 إلى الحد من الاحترار العالمي بحيث تكون الزيادة أقل بكثير من درجتين مئويتين مقارنة بدرجات الحرارة المسجلة ما قبل الثورة الصناعية، مع هدف 1.5 درجة مئوية إن أمكن. وتحتسب الأهداف بناء على المعدل المسجل بين 1850 و1900 قبل أن يبدأ الإنسان بحرق الفحم والغاز والنفط بكميات صناعية والتي ينجم عن اشتعالها ثاني أكسيد الكربون وهو من الغازات الدفيئة المسؤولة إلى حد كبير عن التغير المناخي. وأما هدف عدم تجاوز الزيادة 1.5 درجة مئوية فيرى عدد متزايد من علماء المناخ الآن أن تحقيقه مستحيل، في ظل ازدياد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.أعدّ توقعات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مكتب الأرصاد الجوية البريطاني بناء على توقعات من عدة مراكز عالمية. وتتوقع المنظمة أن يكون المتوسط العالمي لدرجة الحرارة قرب سطح الأرض لكل عام من 2025 حتى 2029 ما بين 1.2 و1.9 درجة مئوية أعلى من معدل ما قبل الثورة الصناعية. وتفيد أن احتمال تجاوز الاحترار في الفترة ما بين 2025 و2029 معدل 1.5 درجة مئوية هو بنسبة 70%. وعلق خبير المناخ بيتر ثورن من جامعة مينوت في إيرلندا "يتناسب ذلك تماما مع اقترابنا من تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية على المدى الطويل في نهاية عشرينات هذا القرن أو مطلع الثلاثينات منه". وأضاف "أتوقع بأن يرتفع الاحتمال إلى 100% في غضون عامين إلى ثلاثة" في إطار التوقعات لخمس سنوات. وقدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الاحتمال يصل إلى 80% بأن يكون عاما واحدا على الأقل بين 2025 و2029 أكثر حرا من العام الأكثر حرارة المسجّل على الإطلاق (2024). أفاد مدير شعبة الخدمات المناخية لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كريستوفر هيويت في مؤتمر صحافي بأنه من أجل تخفيف التقلبات المناخية الطبيعية، تُستخدم عدة وسائل لتقييم الاحترار طويل الأمد. تجمع إحدى المقاربات البيانات من السنوات العشرة الأخيرة مع توقعات للعقد التالي. بناء عليه، تفيد التوقعات بأن معدل الاحترار لفترة 20 عاما من 2015 حتى 2034 سيبلغ 1.44 درجة مئوية. ولا يوجد توافق بعد على الطريقة الأمثل لتقييم الاحترار على الأمد الطويل. ويُقدّر مرصد كوبرنيكوس الأوروبي بأن الاحترار يبلغ حاليا 1.39 درجة ويتوقع أن يصل العالم إلى درجة 1.5 في منتصف العام 2029 أو حتى قبل ذلك.وعلى الرغم من احتمال تسجيل زيادة بدرجتين ما زال متدنيا جدا (1%) إلا أن مجرد ظهور هذا الاحتمال في التوقعات الحاسوبية في سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، يعني أنه ينبغي أخذه على محمل الجد.وقال آدم سكيف من كتب الأرصاد الجوية البريطاني "هذه أول مرة على الإطلاق نرى ذلك في توقعاتنا على الحاسوب".وتابع بأن "الأمر صادم" و"نتوقع زيادة هذا الاحتمال".واستذكر بأنه قبل عقد، أظهرت التوقعات في البداية احتمالا ضئيلا جدا بأن يتجاوز أي عام عتبة الدرجة ونصف الدرجة مئوية. لكن ذلك حصل عام 2024.من شأن كل جزء من الدرجة من الاحترار الإضافي أن يزيد من حدة موجات الحر والأمطار الغزيرة والجفاف وذوبان القمم الجليدية والجليد البحري والأنهار الجليدية.ولا يبدو أن العام الحالي سيشهد أي تحسن.والأسبوع الماضي، سجّلت الصين درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية في بعض المناطق بينما سجّلت الإمارات العربية المتحدة 52 درجة مئوية تقريبا فيما ضربت رياح عاتية باكستان خلفت قتلى بعد موجة حر شديدة.وقالت خبيرة المناخ لدى كلية لندن الإمبراطورية Imperial College London فريديريكه أوتو "بلغنا فعلا مستوى خطيرا من الاحترار مع فيضانات قاتلة مؤخرا في أستراليا وفرنسا والجزائر والهند والصين وغانا وحرائق غابات في كندا".وأضافت أن "الاعتماد على النفط والغاز والفحم في 2025 هو جنون مطلق".يتوقع بأن يواصل احترار المنطقة القطبية الشمالية تجاوز المعدل العالمي على مدى السنوات الخمسة المقبلة، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.وتشير التوقعات إلى استمرار تراجع الجليد البحري للفترة من آذار/مارس 2025 حتى 2029 في بحر بارنتس وبحر بيرنغ وبحر أوخوتسك.كما يتوقع أن تشهد منطقة جنوب آسيا أمطارا تتجاوز المعدل خلال السنوات الخمس المقبلة.وتشير أنماط هطول الأمطار إلى أن منطقة الساحل الإفريقية وشمال أوروبا وألاسكا وشمال سيبيريا ستشهد جميعها تساقطا متزايدا للأمطار، بينما ستكون الظروف أكثر جفافا من المعدلات الطبيعية في الأمازون، بحسب أ.ف.ب

الأمم المتحدة: احتمال تخطي الاحترار 1.5 درجة حتى 2029 هو 70%
الأمم المتحدة: احتمال تخطي الاحترار 1.5 درجة حتى 2029 هو 70%

الشاهين

timeمنذ 9 ساعات

  • الشاهين

الأمم المتحدة: احتمال تخطي الاحترار 1.5 درجة حتى 2029 هو 70%

الأمم المتحدة: احتمال تخطي الاحترار 1.5 درجة حتى 2029 هو 70% الشاهين الإخباري حذّرت الأمم المتّحدة الأربعاء، من أنّ احتمالات أن يتخطّى معدّل الاحترار المناخي في العالم عتبة 1.5 درجة مئوية خلال الفترة الممتدة بين 2025 و2029، باتت الآن تبلغ 70%. ويتوقع بالتالي يأن يبقى الكوكب عند مستويات احترار تاريخية بعد تسجيل العامين الأكثر حرّا في 2023 و2024، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة. وقالت الأمينة العامة المساعدة للمنظمة كو باريت 'شهدنا للتو أكثر عشر سنوات حرا تسجل حتى الآن. وللأسف لا يظهر تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مؤشرات على أي تراجع خلال السنوات المقبلة. ويعني ذلك تأثيرا سلبيا متزايدا على اقتصاداتنا وحياتنا اليومية وأنظمتنا البيئية وكوكبنا'. تهدف اتفاقيات باريس للمناخ الموقعة عام 2015 إلى الحد من الاحترار العالمي بحيث تكون الزيادة أقل بكثير من درجتين مئويتين مقارنة بدرجات الحرارة المسجلة ما قبل الثورة الصناعية، مع هدف 1.5 درجة مئوية إن أمكن. وتحتسب الأهداف بناء على المعدل المسجل بين 1850 و1900 قبل أن يبدأ الإنسان بحرق الفحم والغاز والنفط بكميات صناعية والتي ينجم عن اشتعالها ثاني أكسيد الكربون وهو من الغازات الدفيئة المسؤولة إلى حد كبير عن التغير المناخي. وأما هدف عدم تجاوز الزيادة 1.5 درجة مئوية فيرى عدد متزايد من علماء المناخ الآن أن تحقيقه مستحيل، في ظل ازدياد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. توقعات لخمس سنوات أعدّ توقعات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مكتب الأرصاد الجوية البريطاني بناء على توقعات من عدة مراكز عالمية. وتتوقع المنظمة أن يكون المتوسط العالمي لدرجة الحرارة قرب سطح الأرض لكل عام من 2025 حتى 2029 ما بين 1.2 و1.9 درجة مئوية أعلى من معدل ما قبل الثورة الصناعية. وتفيد أن احتمال تجاوز الاحترار في الفترة ما بين 2025 و2029 معدل 1.5 درجة مئوية هو بنسبة 70%. وعلق خبير المناخ بيتر ثورن من جامعة مينوت في ايرلندا 'يتناسب ذلك تماما مع اقترابنا من تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية على المدى الطويل في نهاية عشرينات هذا القرن أو مطلع الثلاثينات منه'. وأضاف 'أتوقع بأن يرتفع الاحتمال إلى 100% في غضون عامين إلى ثلاثة' في إطار التوقعات لخمس سنوات. وقدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الاحتمال يصل إلى 80% بأن يكون عاما واحدا على الأقل بين 2025 و2029 أكثر حرا من العام الأكثر حرارة المسجّل على الإطلاق (2024). التوقعات على الأمد الأطول أفاد مدير شعبة الخدمات المناخية لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كريستوفر هيويت في مؤتمر صحافي بأنه من أجل تخفيف التقلبات المناخية الطبيعية، تُستخدم عدة وسائل لتقييم الاحترار طويل الأمد. تجمع إحدى المقاربات البيانات من السنوات العشر الأخيرة مع توقعات للعقد التالي. بناء عليه، تفيد التوقعات بأن معدل الاحترار لفترة 20 عاما من 2015 حتى 2034 سيبلغ 1.44 درجة مئوية. ولا يوجد توافق بعد على الطريقة الأمثل لتقييم الاحترار على الأمد الطويل. ويُقدّر مرصد كوبرنيكوس الأوروبي بأن الاحترار يبلغ حاليا 1.39 درجة ويتوقع أن يصل العالم إلى درجة 1.5 في منتصف العام 2029 أو حتى قبل ذلك. احتمال بلوغ درجتين مئويتين وعلى الرغم من احتمال تسجيل زيادة بدرجتين ما زال متدنيا جدا (1%) إلا أن مجرد ظهور هذا الاحتمال في التوقعات الحاسوبية في سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، يعني أنه ينبغي أخذه على محمل الجد. وقال آدم سكيف من كتب الأرصاد الجوية البريطاني 'هذه أول مرة على الإطلاق نرى ذلك في توقعاتنا على الحاسوب'. وتابع بأن 'الأمر صادم' و'نتوقع أن زيادة هذا الاحتمال'. واستذكر بأنه قبل عقد، أظهرت التوقعات في البداية احتمالا ضئيلا جدا بأن يتجاوز أي عام عتبة الدرجة ونصف الدرجة مئوية. لكن ذلك حصل عام 2024. مستوى 'خطير' من شأن كل جزء من الدرجة من الاحترار الإضافي أن يزيد من حدة موجات الحر والأمطار الغزيرة والجفاف وذوبان القمم الجليدية والجليد البحري والأنهار الجليدية. ولا يبدو أن العام الحالي سيشهد أي تحسن. والأسبوع الماضي، سجّلت الصين درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية في بعض المناطق بينما سجّلت الإمارات العربية المتحدة 52 درجة مئوية تقريبا فيما ضربت رياح عاتية باكستان خلفت قتلى بعد موجة حر شديدة. وقالت خبيرة المناخ لدى كلية لندن الإمبراطورية Imperial College London فريديريكه أوتو 'بلغنا فعلا مستوى خطيرا من الاحترار مع فيضانات قاتلة مؤخرا في أستراليا وفرنسا والجزائر والهند والصين وغانا وحرائق غابات في كندا'. وأضافت أن 'الاعتماد على النفط والغاز والفحم في 2025 هو جنون مطلق'. تحذيرات أخرى يتوقع بأن يواصل احترار المنطقة القطبية الشمالية تجاوز المعدل العالمي على مدى السنوات الخمس المقبلة، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وتشير التوقعات إلى استمرار تراجع الجليد البحري للفترة من آذار/مارس 2025 حتى 2029 في بحر بارنتس وبحر بيرنغ وبحر أوخوتسك. كما يتوقع أن تشهد منطقة جنوب آسيا أمطارا تتجاوز المعدل خلال السنوات الخمس المقبلة. وتشير أنماط هطول الأمطار إلى أن منطقة الساحل الإفريقية وشمال أوروبا وألاسكا وشمال سيبيريا ستشهد جميعها تساقطا متزايدا للأمطار، بينما ستكون الظروف أكثر جفافا من المعدلات الطبيعية في الأمازون. أ ف ب

الأمم المتحدة: تكلفة الكوارث الطبيعية 10 أضعاف التقديرات السابقة
الأمم المتحدة: تكلفة الكوارث الطبيعية 10 أضعاف التقديرات السابقة

خبرني

timeمنذ 18 ساعات

  • خبرني

الأمم المتحدة: تكلفة الكوارث الطبيعية 10 أضعاف التقديرات السابقة

خبرني - خبرني - قالت الأمم المتحدة إن التكلفة الحقيقية التي تتكبدها دول العالم جراء الكوارث الطبيعية تعادل 10 أضعاف التقديرات السابقة، وتناهز 2.3 تريليون دولار. وأوضحت المنظمة الدولية، في تقرير صدر الثلاثاء عن مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، أن تصاعد فواتير هذه الكوارث يؤثر بشكل واسع على الرعاية الصحية والإسكان والتعليم وفرص العمل. وقالت رئيسة قسم تحليل المخاطر العالمية في المكتب جينتي كيرش وود إن التقديرات السابقة لتكلفة هذه الكوارث -من زلازل وانهيارات أرضية وفيضانات- والتي تناهز 200 مليار دولار سنويا تمثل فقط "جزءا صغيرا من التكلفة الحقيقية". وبيّنت كيرش وود أن التكلفة الحقيقية أقرب إلى 2.3 تريليون دولار، محذّرة من أن العالم "يقلل بشكل مزمن من تقدير وحساب تأثير الكوارث" على التنمية المستدامة. وأشار التقرير إلى أن الشخص المولود في عام 1990 لديه احتمال بنسبة 63% أن يشهد في حياته فيضانا كارثيا مرة كل قرن، في حين ترتفع هذه النسبة إلى 86% لدى الشخص المولود في 2025. وشددت كيرش وود على أن هذه الأحداث تؤثر على الجميع، وأن كلفة الظواهر الجوية المتطرفة لا تقتصر على تدمير البنية التحتية، بل تشمل فقدان سنوات من الصحة والتعليم والفرص الاقتصادية. كما أشار التقرير إلى أن الخسائر المالية الناتجة عن الكوارث تضاعفت خلال 20 سنة. وتم تهجير 240 مليون شخص داخليا بسبب الكوارث بين عامي 2014 و2023، وسجّلت الهند وبنغلاديش وباكستان أرقاما تراوحت بين 10 و30 مليونا في كل منها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store