
تعود لعصر الفايكنغ.. اكتشاف أصل طفرة جينية تحمي من فيروس نقص المناعة
كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Cell عن أن طفرة جينية نادرة تُعرف باسم CCR5 delta 32، تُساعد في الحماية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، نشأت في منطقة قريبة من البحر الأسود قبل نحو 6700 إلى 9000 عام، أي خلال فترة الانتقال بين العصر الحجري وعصر الفايكنغ.
وبحسب الباحث المشارك في الدراسة، سيمون راسموسن، من جامعة كوبنهاغن، فإن هذه الطفرة ظهرت أولًا في فرد واحد عاش قرب البحر الأسود، ثم انتشرت بشكل ملحوظ مع تحركات السكان نحو أوروبا في الحقبة الممتدة من 8000 إلى 2000 عام مضت، ما يشير إلى فائدتها البيولوجية في ظل التغيرات السكانية والبيئية الكبرى آنذاك.
الطفرة لم تكن بالطبع استجابة لفيروس HIV، الذي لا يتجاوز عمره قرنًا من الزمن، بل كانت مفيدة في سياقات أخرى.
يعطل وجود نسختين من هذه الطفرة بروتين CCR5 الموجود في خلايا المناعة، ويمنع الفيروس من اختراقها. وبفضل هذا التأثير، استخدم العلماء الطفرة في علاج حالات نادرة من مرضى الإيدز.
وقد فشل الباحثون سابقًا في تحديد أصل الطفرة بدقة بسبب التفتت الكبير في الجينات القديمة. إلا أن الفريق الحالي نجح في تتبعها باستخدام قاعدة بيانات تضم 934 جينًا قديمًا تعود إلى سكان أوراسيا، إضافة إلى بيانات من مشروع الجينوم البشري الدولي.
وأوضحت كيرستين رافن، من الفريق البحثي، أن النموذج الجيني أظهر أن الطفرة بدأت مع بداية الاستيطان الزراعي في أوروبا، وهو تحول اجتماعي وصحي زاد من التعرض للأمراض المعدية.
واقترح الباحث ليوناردو كوبوتشيو أن الطفرة ربما ساعدت في تخفيف حدة استجابة جهاز المناعة، ما وفر حماية أفضل للسكان في وجه مسببات الأمراض الجديدة.
الدراسة تنفي بذلك الفرضيات السابقة التي ربطت انتشار الطفرة بأحداث لاحقة، كالأوبئة في العصور الوسطى أو رحلات الفايكنغ، مؤكدةً أن قوتها كانت في التكيف المبكر مع التغيرات البيئية والصحية الكبرى التي شهدها الإنسان القديم مع بداية الزراعة والتجمعات السكانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- الوئام
تعود لعصر الفايكنغ.. اكتشاف أصل طفرة جينية تحمي من فيروس نقص المناعة
كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Cell عن أن طفرة جينية نادرة تُعرف باسم CCR5 delta 32، تُساعد في الحماية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، نشأت في منطقة قريبة من البحر الأسود قبل نحو 6700 إلى 9000 عام، أي خلال فترة الانتقال بين العصر الحجري وعصر الفايكنغ. وبحسب الباحث المشارك في الدراسة، سيمون راسموسن، من جامعة كوبنهاغن، فإن هذه الطفرة ظهرت أولًا في فرد واحد عاش قرب البحر الأسود، ثم انتشرت بشكل ملحوظ مع تحركات السكان نحو أوروبا في الحقبة الممتدة من 8000 إلى 2000 عام مضت، ما يشير إلى فائدتها البيولوجية في ظل التغيرات السكانية والبيئية الكبرى آنذاك. الطفرة لم تكن بالطبع استجابة لفيروس HIV، الذي لا يتجاوز عمره قرنًا من الزمن، بل كانت مفيدة في سياقات أخرى. يعطل وجود نسختين من هذه الطفرة بروتين CCR5 الموجود في خلايا المناعة، ويمنع الفيروس من اختراقها. وبفضل هذا التأثير، استخدم العلماء الطفرة في علاج حالات نادرة من مرضى الإيدز. وقد فشل الباحثون سابقًا في تحديد أصل الطفرة بدقة بسبب التفتت الكبير في الجينات القديمة. إلا أن الفريق الحالي نجح في تتبعها باستخدام قاعدة بيانات تضم 934 جينًا قديمًا تعود إلى سكان أوراسيا، إضافة إلى بيانات من مشروع الجينوم البشري الدولي. وأوضحت كيرستين رافن، من الفريق البحثي، أن النموذج الجيني أظهر أن الطفرة بدأت مع بداية الاستيطان الزراعي في أوروبا، وهو تحول اجتماعي وصحي زاد من التعرض للأمراض المعدية. واقترح الباحث ليوناردو كوبوتشيو أن الطفرة ربما ساعدت في تخفيف حدة استجابة جهاز المناعة، ما وفر حماية أفضل للسكان في وجه مسببات الأمراض الجديدة. الدراسة تنفي بذلك الفرضيات السابقة التي ربطت انتشار الطفرة بأحداث لاحقة، كالأوبئة في العصور الوسطى أو رحلات الفايكنغ، مؤكدةً أن قوتها كانت في التكيف المبكر مع التغيرات البيئية والصحية الكبرى التي شهدها الإنسان القديم مع بداية الزراعة والتجمعات السكانية.


الشرق السعودية
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
تصل 23 ضعفاً.. علماء يطوّرون طريقة "ثورية" لتعزيز فاعلية أدوية السرطان
نجح باحثون من جامعات "ديوك"، و"تكساس"، و"أركنساس" الأميركية، في تطوير استراتيجية جديدة لتعزيز امتصاص الأدوية كبيرة الحجم داخل الخلايا السرطانية، ما يزيد فاعليتها بمقدار يصل إلى 23 ضعفاً. وركَّزت الدراسة، المنشورة في دورية Cell (سيل)، على فئة واعدة من الأدوية الثورية، تسمّى "مُحفّزات التخلص من البروتينات المستهدفة" PROTACs، والتي تُعرف بقدرتها على تدمير البروتينات المسببة للسرطان. و"مُحفّزات التخلص من البروتينات المستهدفة" فئة مبتكرة من العلاجات تعمل بطريقة ذكية تختلف تماماً عن الأدوية التقليدية، فبدلاً من مجرد منع، أو تثبيط البروتينات المسبّبة للأمراض، توجّه هذه الأدوية آلية التنظيف الطبيعية داخل الخلايا لتدمير تلك البروتينات بشكل كامل. لكن مشكلتها الرئيسية كانت صعوبة اختراقها للخلايا بسبب حجمها الكبير، والذي يبلغ أكثر من 1000 دالتون، بينما الحد التقليدي للأدوية الفعَّالة هو 500 دالتون. تقنية كيميائية جديدة واستغل الفريق البحثي بروتيناً موجوداً على سطح الخلايا يُسمى CD36، وهو المسؤول عن مساعدة الخلايا على "ابتلاع" الجزيئات الكبيرة عبر عملية تُعرف بـ"الالتقام الخلوي". باستخدام تقنية كيميائية جديدة، أطلقوا عليها اسم "الكيمياء الدوائية الالتقامية"، صمَّم العلماء أدوية PROTACs معدَّلة لتلتصق ببروتين CD36، ما سمح لها بالدخول إلى الخلايا بكفاءة أعلى بمقدار 7.7 إلى 22.3 مرة مقارنة بالطرق التقليدية. "الالتقام الخلوي" وتمثل تقنية الكيمياء الدوائية الالتقامية نهجاً ثورياً في تصميم الأدوية، يعتمد على استغلال عملية طبيعية تُعرف بالالتقام الخلوي حيث "تبتلع" الخلايا الجزيئات الخارجية عبر تكوين حويصلات غشائية. تختلف هذه الاستراتيجية جذرياً عن الطرق التقليدية التي تعتمد على الانتشار السلبي للجزيئات الصغيرة عبر أغشية الخلايا. وتكمن قوة تلك التقنية في قدرتها على تسهيل دخول الأدوية كبيرة الحجم عبر التصاقها ببروتينات غشائية محدَّدة تعمل كـ"أبواب دخول" نشطة. وقد تحل التقنية الجديدة واحدة من أكبر التحديات في صناعة الأدوية، والمتمثلة في صعوبة توصيل الجزيئات الكبيرة والمعقَّدة إلى داخل الخلايا، ما يفتح الباب أمام جيل جديد من العلاجات التي كانت تُستَبعد سابقاً بسبب قيود الحجم، ويسرِّع تطوير أدوية أكثر فعالية ضد الأمراض المستعصية مثل السرطان، والأمراض التنكسية العصبية، مع إمكانية تطبيقها على نطاق واسع يشمل أنواعاً مختلفة من العلاجات البيولوجية والجزيئات الكبيرة. فاعلية الأدوية ضد الأورام ونجح الباحثون في تعزيز فاعلية الأدوية ضد الأورام بنسبة تصل إلى 23 ضعفاً عبر تحسين امتصاصها الخلوي باستخدام مسار CD36، مع الحفاظ على استقرار الأدوية وقابليتها للذوبان، وأظهرت التجارب على الفئران تثبيطاً أقوى للخلايا السرطانية دون آثار جانبية تُذكَر، ما يفتح آفاقاً جديدة لعلاجات أكثر فاعلية. تعمل هذه الأدوية الثورية عن طريق استغلال بروتين CD36 الموجود على سطح الخلايا، والذي يعمل كـ"باب خلفي" لمساعدة الخلايا على امتصاص الجزيئات الكبيرة. وبمجور دخولها، تستهدف جزيئات الأدوية البروتينات المسببة للسرطان بشكل محدد، مع "وضع علامة" عليها للتدمير عن طريق نظام اليوبيكويتين-بروتيازوم في الخلية. آلية حيوية دقيقة يعد نظام "اليوبيكويتين-بروتيازوم" آلية حيوية دقيقة داخل الخلايا، تعمل كـ"نظام إعادة تدوير" للبروتينات التالفة، أو غير المرغوب فيها، حيث يتم وضع علامة على هذه البروتينات بجزيئات صغيرة تسمى "اليوبيكويتين" عبر سلسلة من التفاعلات الإنزيمية. وعند اكتمال عملية "وضع العلامة"، تقوم عضية "البروتيازوم"، وهو مركب بروتيني كبير يشبه الأسطوانة، بالتعرف على البروتينات الموسومة وتحللها إلى ببتيدات صغيرة وأحماض أمينية يمكن للخلية إعادة استخدامها. يلعب هذا النظام دوراً حيوياً في تنظيم العمليات الخلوية مثل دورة الخلية، وإصلاح الحمض النووي، والاستجابة المناعية، كما أن اختلاله يرتبط بأمراض السرطان، والأمراض التنكسية العصبية. ولا يؤدي الدواء لتثبيط نشاط البروتينات السرطانية فقط، ولكن إلى تحللها الكامل، وهو ما يمنع تطور مقاومة الأدوية، ويوفر تأثيراً علاجياً أقوى وأطول أمداً ضد الأورام، مع الحفاظ على خصائص الدواء الأساسية من حيث الثبات والذوبان. ويقول الباحثون إن هذا الاكتشاف ليس مجرد تحسين في توصيل الأدوية، بل تغيير جذري في فلسفة تصميمها، ما يفتح الباب أمام جيل جديد من العلاجات التي كانت مستحيلة في السابق. ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، هونج-يو لي، الباحث في جامعة "تكساس" إن الدراسة تثبت، للمرة الأولى، أن الجزيئات الكبيرة يمكنها دخول الخلايا بكفاءة "وهذا يغيّر كل شيء". رغم النجاح المبهر للدراسة في المختبرات، وفي تجارب الحيوانات، فإن تطبيق هذه التقنية العلاجية على المرضى يحتاج إلى مزيد من الوقت والبحث. ويقول العلماء إنهم بصدد التخطيط لإجراء سلسلة من التجارب لتقييم مدى أمان العلاج وفاعليته، وقد يستغرق الأمر 5 إلى 10 سنوات قبل الموافقة على استخدامها.


العربية
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- العربية
"ميكروغرافيا".. تعرف على كتاب أحدث ثورة علمية ببريطانيا
بداية من أواخر القرن السادس عشر، شهد المجال العلمي ثورة حقيقية بفضل ظهور وتطور المجهر الذي مكن البشر من تكبير حجم الأشياء الدقيقة مرات عديدة ومشاهدة الخلايا. ويعود الفضل في تطور المجهر بالأساس للعالم الموسوعي الإنجليزي روبرت هوك (Robert Hooke) حيث نجح الأخير في تطوير مجهر مركب تكون من العديد من العدسات المكبرة وعرف بمجهر هوك. وبفضل هذا الإختراع الفريد من نوعه، تمكن هوك من مشاهدة كائنات دقيقة وألف كتابا حقق نجاحا ورواجا هائلا بالأوساط العلمية وشبّه بالموسوعة العلمية بتلك الفترة. إنجازات روبرت هوك إلى ذلك، وصف روبرت هوك بليوناردو دافينشي عصره حيث اهتم الأخير بالعديد من المجالات بداية من الآلات ووصولا للفلسفة. وأثناء فترة حياته، تمكن روبرت هوك من ابتكار ما عرف بالمجهر المركب الذي تكون من العديد من العدسات المكبرة التي سهلت عملية تكبير حجم الأشياء مرات عديدة. من جهة ثانية، وصف روبرت هوك بأول من استخدم مصطلح الخلية (Cell) حيث تحدث حينها العالم الإنجليزي على الخلية عقب تأمله بإستخدام مجهره لجزء من جذع شجرة السنديان الفليني. ومن خلال وصفه لما شاهده، تحدث روبرت هوك عن رؤيته لمجموعة كبيرة من الأشياء دائرية الشكل والمتشابهة بجذع الشجرة. وفي الأثناء، قدم روبرت هوك هذا الوصف دون أن يضع أية نظرية. وبعد نحو قرنين عن ظهور مصطلح الخلية، برزت للعالم بيولوجيا الخلايا التي وصفت بدقة مكوناتها ووظائفها. كتاب ميكروغرافيا خلال شهر يناير 1665، ظهر ببريطانيا، بعد مضي بضعة سنوات فقط عن حريق لندن الشهير، كتاب ميكروغرافيا (Micrographia) الذي ألفه العالم الموسوعي روبرت هوك. وبهذا الكتاب، قدم روبرت هوك 38 رسما، رسمها بنفسه، ونحو 60 ملاحظة دقيقة حول أشياء شاهدها بنفسه بإستخدام مجهره، المعروف بمجهر هوك، أثناء تأمله لعدد من الكائنات والأشياء الدقيقة. وبكتابه، رسم هوك ما شاهده اثناء تأمله لبعض النباتات، والخلايا النباتية، والتركيب البنيوي لبعض الحشرات كالذباب والقمل. من جهة ثانية، حقق هذا الكتاب رواجا كبيرا بالأوساط العلمية وألهم العديد من البريطانيين الذين حملهم الفضول لمعرفة شكل الحشرات تحت المجهر. أيضا، احتوى كتاب ميكروغرافيا على صور كبيرة قابلة للطي للحشرات. وببعض الأحيان، كان حجم هذه الصور أربعة اضعاف حجم الكتاب. من ناحية أخرى، تواجدت بهذا الكتاب أوصاف بعض الكواكب البعيدة ونظرية موجة الضوء ووصف لبعض المواد العضوية والأحافير إضافة لعدد من النظريات الفلسفية الأخرى. نشر كتاب ميكروغرافيا برعاية الجمعية الملكية (Royal Society). وبفضل رواجه وشعبيته الهائلة، ساهم هذا الكتاب في تلميع صورة الجمعية الملكية وإبرازها كمنظمة علمية رائدة ببريطانيا.