السعودية والعالم.. اقتصادا وسياحة وخدمات لوجستية
هذا النفق سيجعل من الرحلة الدولية من لندن إلى نيويورك أسرع من معظم الرحلات الداخلية بين عدد من المدن وضواحيها حول العالم، فمثلا مكة المكرمة مع جدة ، والطائف أو الرياض وجهاتها الأربع (رماح - حريملا - ضرما - الخرج).
الأمر لا يقف عند هذا الحد، ففي الشهر الماضي بدأت مملكة النرويج في تنفيذ مشروع سيكون أعمق وأطول نفق بحري، وفي مكان آخر من شمال أوروبا من المقرر افتتاح أطول نفق للطرق والسكك الحديدية في العالم، إذ سيربط بين الدنمارك وألمانيا، وفي ذلك ما يدعو إلى التفاؤل والاستعجال لدارسة الإمكانات الفنية والقانونية عمليا لتنفيذ مشروع أو مشاريع مماثلة تخدم المنطقة العربية وغيرها من دول القارات الثلاث (آسيا وإفريقيا وأوروبا) من خلال المملكة العربية السعودية، إذ إن بمقدور المملكة تنفيذ أحدها أو جميعها بمفردها بمشيئة الله تعالى، وبتكاليف مادية ومدة زمنية أقل كثيرا.
فمع المتغيرات العالمية وتقارب المصالح، فإن بإمكان السعودية التنسيق مع الدول ذات العلاقة لتنفيذ نفق بحري أو أكثر ينطلق من المملكة إلى القارة الإفريقية بثلاثة اتجاهات: أحدها من ميناء ضباء إلى سفاجا بطول 69 كم، ومن حقل إلى الغردقة بطول 69 ميلا، ومن ينبع إلى مدينة بئر الحسنة بجمهورية مصر بطول 270 كم، وكذا من مدينة جدة إلى بورتسودان بطول 206 كم، لتخدم حكومات وشعوب القارتين الآسيوية والإفريقية، بل وحتى الأوروبية، ومنها إلى الأمريكتين، هذا إذا عرفنا أنه مضى على وجود نفق المانش البحري، الذي يصل بين باريس ولندن ، قرابة نصف قرن، ويؤدي أدوارا حيويا عدة، اقتصاديا وسياحيا واجتماعيا، لخدمة عابريه.
ولأن المملكة العربية السعودية مهبط الرسالة السماوية الخالدة ومأوى الحرمين الشريفين، يفد إليها مئات الملايين للحج والعمرة والزيارة والعمل والسياحة خلال عام واحد، ويقيم على أرضها أكثر من مائة جنسية. لذا في حال وجود هذه الممرات البحرية أو أحدها، سيشكل حلقة وصل بين دول العالم أجمع، حكوماته وشعوبه، من قرابة 150 دولة، منها 49 في أوروبا و44 في آسيا و48 في إفريقيا، من خلال جسر أو نفق ينطلق من المملكة العربية السعودية إلى محطة أو أكثر، وستتحقق بموجبه عوائد إستراتيجية عدة، تنموية شاملة (مادية، وسياحية، وسياسية، وأمنية)، وتكامل اقتصادي، المستفيد منه، بل المفيد لغيره، بما يحقق الأمن الغذائي والاقتصادي، بل التنمية المستدامة.
هذه الممرات أو أحدها سيكون مكملا لسكك حديدية تربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، ومن ثم مع أوروبا، مما سيحقق عوائد سنوية ضخمة، وأمنا غذائيا، وتوظيف كوادر بشرية، وعائدا ماديا يماثل دخل قناة السويس وربما يزيد، علاوة على النأي بكثير من الدول المستفيدة عن التعرض لمخاطر وتكاليف الممرات الدولية «مضيق هرمز - باب المندب - قناة السويس - رأس الرجاء الصالح»، وكذا المحيطان الهادئ والأطلسي، وغيرها من ممرات وخطوط الملاحية البحرية.
وبناء على ما تقدم، فإن ذلك سيساعد على الاستفادة من الموانئ السعودية المتعددة، وقابليتها لخدمة هذه المشاريع، مما سيشجع التجارة البينية، ويحرك الميزان التجاري لمصلحة عدد من الدول. وقد يخلق مناطق حرة على جانبي البحر الأحمر ، حيث الاستفادة من عامل اختصار المسافة والزمن وتكاليف الشحن والتأمين والتشغيل والصيانة، والعمر الافتراضي للبواخر والمركبات والطائرات، والحاويات، والرافعات.
هذا المشروع حال تنفيذه - بمشيئة الله تعالى - سيحقق عوائد إيجابية مباشرة، بل غير مباشرة أيضا، لحكومات وشعوب القارتين، إذ سيؤدي إلى تشجيع الصادرات والواردات، ومد مدة صلاحية السلع وجودتها وخفض أسعارها المترتب على خفض تكاليف المنتجات والواردات التجارية للعديد من الدول المنتجة والمستوردة، وبالتالي خفض تكاليف المعيشة على المستهلك، مواطنا ومقيما، في دول العالم، وعلى وجه الخصوص الأجيال القادمة في عدد من الدول، وسيعد رافدا على مرّ السنين لدول الممر، والمملكة بوصفها دولة المقر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 30 دقائق
- الوطن
محمد بن سلمان والسنوات الذهبية
نعيش اليوم السنوات الذهبية في الإمكانات والفرص والخيارات والتطلعات والوفرة، لنجعل من هذا الجيل والأجيال القادمة أفضل الأجيال في العالم، والآن تجاوزنا الواقع وبدأنا نركز على ما يحدث بعده، فليس هناك - كما يقول كورلس وباربوسنز - أعظم شيء في الحياة من أن تكون حاضرًا لصناعة حياة الناس وبناء مستقبلهم، وهذا ما فعله الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -. فعندما نستعيد السنوات نجد أن كل الإنجازات التي كانت في مستوى الأحلام في أمسٍ قريب أصبحت اليوم في متناول اليد، لقد تجاوزنا حجم الإنجاز إلى حجم الطموح، وتخطينا الواقع المأمول إلى المستقبل المشهود، فنحن اليوم نمتلك المقدرات البشرية والتقنية، ومعطيات العلم الحديث، وتكنولوجيا التغيير، لا نلتفت إلى الوراء إلا لنرى أين كانت البدايات، وتلك هي قصتنا اليوم مع القرن الـواحد والعشرين، الذي ننهل اليوم من تقنياته ونظرياته وأفكاره، دواعي التنوع لدينا كثيرة وقوية، وما علينا فعله مجاراة التطور، ليس من أجل أن نكون شيئًا، وإنما من أجل أن نصنع شيئًا فعالاً. واليوم تدخل بلادنا طورًا حضاريًا جديدًا، ليس اليوم بل إنها قد دخلته من قبل وهي رؤية 2030، كأكبر قصة نجاح حدثت في القرن الحادي والعشرين، لنقدم أنفسنا للعالم الحديث كدولة حديثة متطورة ومزدهرة، ذات نهضة جبارة، وبمواصفات غير مسبوقة. يقول الدكتور مجيد خدوري - أحد المفكرين البارزين في الأوساط الأكاديمية الأمريكية: إنه على مدى سنوات طويلة لم يحدث تطور لدولةٍ في العالم كالذي حدث للمملكة العربية السعودية. فالأمير محمد بن سلمان قائد حكيم، وملهم، وشخصية عالمية قوية ومؤثرة، يقدم مفهومًا جديدًا للإنسان المتطور والمفكر والفعال. لقد لاحظ - حفظه الله - أننا نعيش في عالم متغير، ولا بد أن تختلف وسائلنا لمواجهة التحدي الكبير لهذا العالم المتغير، فأطلق مشروعه الكبير رؤية 2030، واختزل في أعوام قصيرة ما استغرق الدول التي سبقتنا بأعوام طويلة، فنقلنا من الدولة التي تسعى إلى التطور إلى الدولة التي تصنع التطور. لقد جاءت الرؤية في أوانها، لتضعنا على طريق التفوق النوعي، لقد كانت الرؤية قرارًا واعيًا وحكيماً وفكرة نوعية خلاقة لنعيش الحياة طبقاً لقناعاتنا وتطلعاتنا، ونحن على ثقة بنتائج أفعالنا. لقد أتاحت الرؤية للحياة أن تتدفق من حولنا، وأتاحت لكل حدث أن يأخذ مداه في التطلع لما هو أحدث منه، وندخل حضارة العصر، ونمارس فعل العصر، ونفعل النظريات والتقنيات الحديثة، في جذر التطوير، نضيف كل يوم جديدًا من العلم والتقنية، إنها الإرادة الخلاقة التي وضعتنا على الطريق الصحيح، وعلى أحسن في العالم. تبنت الرؤية كل القيم المعبرة عن روح العصر، والتي تخضع لمنطلق التطور، حيث أثرت تأثيرًا عميقًا في الوعي المجتمعي، وبالذات في الجيل الجديد، والذي تفاعل معا بإيجابية تامة، فكانت نقلة نوعية في الزمن الحديث. فالأمير محمد بن سلمان شاب عملي وواقعي، وملهم، يتمتع بقدرات استثنائية، ومهارات متفردة، في رفع المعنويات، والفاعلية، والدافعية، ومحاربة التوقف. تتملكه الأفكار الخلاقة، والقدرات الإبداعية، والحلول المبتكرة، هذا الشاب الفذ المميز، مهندس النهضة الحديثة، من أفضل العقول العالمية المفكرة، استطاع في أعوام قصيرة أن ينهض ببلد قارة، ويضعها في واجهة العالم الحديث، حيث أطلق المبادرات المبدعة والخلاقة، وأحال المملكة إلى ورشة إبداع كبرى. كانت إستراتيجية الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - مؤسسة على تبني أفضل العقول والكفاءات، وصناع التحولات الكبرى، مستهدياً بأمل شجاع، متوجهًا نحو المستقبل، لقيادة بلاده إلى المكان اللائق بها عالمياً. يقول الدكتور ميلتون فريدمان، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد: إن المقياس الحقيقي لأي نظرية أو فكرة جديدة، تتمثل في قدرة المرء على توقع نتائجها المستقبلية بمنتهى الدقة، وهذا ما حدث بالفعل مع رؤية 2030.


المرصد
منذ 18 ساعات
- المرصد
هل العلماء في القرآن هم الفقهاء فقط؟..بالفيديو: باحث إسلامي يجيب
هل العلماء في القرآن هم الفقهاء فقط؟..بالفيديو: باحث إسلامي يجيب صحيفة المرصد: قال أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الدكتور محمد أبو عاصي، إنه لا يوجد فرق بين العلوم الشرعية والعلوم الوضعية "كله دين". عبادة ودين وأوضح خلال لقاء ببرنامج "يتفكرون" المذاع عبر قناة "العربية"، أن المقصود بالعلماء في الآية القرآنية "إنما يخشى الله من عباده العلماء" أمر مطلق فليسوا العلماء في الدين، مشيرا إلى أن كل العلوم التي بثها الله في الكون عبادة ودين. انفصام وخصام ولفت: العلم عندنا دين والدين عندنا علم، فليس عندنا انفصام ولا خصام بين الدين والعلم، مردفا: أول ما نزل في القرآن "اقرأ" مستشهداً بقوله تعالى "اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم". الكون والمصحف وأشار إلى أن القراءة كررت مرتين لسببين "قراءة في الكون وقراءة في المصحف".


المدينة
منذ يوم واحد
- المدينة
مستقبل السعودية مضمون.. بوجود هؤلاء النوابغ
مرة أخرى يُجدِّد طلابنا الأعزاء التأكيد على أن مستقبل هذه البلاد سيكون مشرقاً، وأن مخرجات رؤية السعودية 2030 بدأت في الظهور، فقد ركَّزت الرؤية على رفع مُقدَّرات الطلاب وزيادة كفاءة الشباب. وخلال الأيام الماضية حقَّقت المملكة العربية السعودية المركز الثاني عالمياً في عدد الجوائز الكبرى ضمن منافسات معرض «آيسف 2025»، الذي أقيم في ولاية أوهايو الأمريكية، متفوِّقين على (68) دولة حول العالم شاركت في هذا المحفل العالمي.ويأتي هذا الإنجاز الكبير الذي يُحقِّقه أبطالنا الصغار للمرة الثانية على التوالي؛ نتيجةً للجهود المتواصلة التي تبذلها كافة الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة التعليم، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، التي ظلت ترعى الكوادر الوطنية ذات النبوغ المُبكِّر في جميع القطاعات، وتعمل على تنمية مقدراتهم بصورةٍ علمية، وهو ما تبدو نتائجه ظاهرة للعيان.وحصد المنتخب السعودي الذي يضم (40) طالبًا وطالبة، (23) جائزة عالمية، منها (14) جائزة كبرى و(9) جوائز خاصة، خلال منافسته في المعرض الذي شارك فيه أكثر من (1700) طالباً وطالبة، يُمثِّلون (70) من دول العالم.يُذكر أن معرض «آيسف» يُعدُّ أهم وأكبر منصة عالمية للمشاريع البحثية والابتكارية لطلاب المدارس، حيث تُقيَّم المشاركات من قِبَل نخبة من العلماء والخبراء الدوليين، مما يمنح المشاركين فرصة مميزة لاستعراض قدراتهم العلمية أمام جمهور عالمي من المتخصصين.وحاز الفريق السعودي الذي ضمّ (40) طالبا وطالبة على (9) جوائز خاصة، و(14) جائزة كبرى، علماً بأن عدد الطلاب الذين شاركوا من جميع أنحاء العالم تجاوز (1700) طالباً؛ يُمثِّلون (70) دولة، حيث شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة بمجالاتٍ علمية واعدة. وبهذا الإنجاز اللافت ارتفع رصيد الجوائز التي حققتها المملكة إلى (126) منذ بدأت مشاركاتها في العام 2007.ومما يزيد من مقدار الفرحة التي يشعر بها كل أفراد الشعب السعودي بهذا الإنجاز اللافت؛ أنه أتى في وقتٍ تقطع فيه المملكة خطوات واسعة نحو تحديث كافة جوانب حياتها، حيث ينال التعليم مقداراً كبيراً من الاهتمام في رؤية 2030، بوصفه أبرز المداخل لتحقيق الطفرة الاقتصادية. ومما لا شك فيه أن ما تحقق لم يكن نتيجة للصدفة أو بضربة حظ، لأن الإنجازات العلمية لا تتحقق إلا بعد التخطيط الدقيق والتنفيذ السليم.وقد قامت وزارة التعليم ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» بعمل كبير؛ للوصول إلى هذا المستوى المشرِّف، بدعمٍ لا محدود من القيادة الرشيدة، ليُثمر في النهاية عن هذا التفرُّد والتفوّق، بعد أن أثبت أبطالنا قدرتهم على انتزاع تلك الجوائز عنوةً واقتداراً من منافسيهم، الذين يُمثِّلون كثيراً من الدول المتقدمة.كذلك، فإن الجهات المعنية لم تعتمد فقط على القدرات الطبيعية والمواهب الكبيرة التي منحها الله تعالى لهؤلاء العباقرة الصغار، بل قامت بصقلها وتنميتها بالعلم الحديث والتدريب المتطور على هدي أهداف ومبادرات رؤية المملكة 2030، لتحقيق مستهدفات طموحة في برنامج التحول الوطني المتعلق بالبحث العلمي والتعليم، فكانت النتيجة الطبيعية باهرة ومشرِّفة.ومما يُحمد لوزارة التعليم، اهتمامها المتواصل بترقية بيئة التعلُّم، لتحفيز الإبداع والابتكار، وتحسين المناهج وطرق التدريس، وتطوير المهارات الأساسية للطلاب، وتركيزها على تنمية الكادر البشري، باعتباره أهم العناصر لتحقيق التطور والنهضة.ولأن قيادتنا الرشيدة تؤمن بقدرات أبناء هذا الوطن، وعلى ثقة تامة من كفاءتهم ومقدرتهم، فقد جعلت تنميتها في مقدمة أهدافها، لأنها المستهدفة أساساً بكافة الجهود الرامية نحو تحقيق النهضة. فلا قيمة لأي ازدهار اقتصادي إذا لم يتزامن مع نهضة مماثلة في المستوى العلمي للشباب، لأنهم الذين يتحملون مسؤولية استدامة ذلك التطور والازدهار؛ بما يحملونه من مؤهلات علمية كافية.لذلك فإن رؤية السعودية 2030 التي احتفلنا خلال الفترة الماضية بإنجاز 93% من مستهدفاتها الرئيسية قبل الموعد المحدد بخمس سنوات؛ تؤكد من جديد أنها كانت فألاً حسناً على هذه البلاد المباركة، وها هي نتائجها وثمارها قد بدأت في الظهور، لتكون المحصلة النهائية هي تحويل المملكة إلى دولة أكثر تطوراً، لتنال المكانة اللائقة بها.