logo
محمد خروب يكتب: هل «تراجعَ» ترامب عن خطة التهجير .. حقاً؟

محمد خروب يكتب: هل «تراجعَ» ترامب عن خطة التهجير .. حقاً؟

بقلم :
فجأة وبعد ان منح الرئيس ترامب ضوءا أخضرَ لمجرم الحرب نتنياهو, قائلا بغير تلعثم: انه «لا يمانع» أي قرار تتخذه «إسرائيل", سواء بالمضي قدماً في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة, أو العودة إلى القتال. مُضيفاً رداً على سؤال حول موقف نتنياهو، قال/ترمب، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز": «هو ليس مُمزقاً. لكنه غاضب جداً، ويجب أن يكون كذلك. فإذا لم يكن غاضباً فسيكون هناك شيء خاطئ». ولم يتردّد في مشاركة نتنياهو «حزنه المُفتعل» قائلا/ترامب: «إنه/نتنياهو غاضب جداً مما حدث، خصوصاً ما حدث بالأمس مع هؤلاء الأطفال»، ?ي إشارة ــ تفيض نِفاقاً ــ إلى عودة جثماني الطفلين آرييل وكفير بيباس، مضيفاً: «انه أمر همجي للغاية». ولدى سؤاله عن الخيارات أمام «إسرائيل» بين السعي إلى إعادة المزيد من الرهائن في مرحلة ثانية من الاتفاق أو استئناف الحرب؟.. قال: «بلى.. عندما ترى ما يحدث هناك، تتساءل عن حالة الرهائن الباقين لديهم؟. جاءَت ــ أردفَ ــ مجموعة منهم في حالة سيئة للغاية، بدا الأمر كأنهم عائدون من معسكر اعتقال في ألمانيا»...."أحياناً ــ ختمَ ــ يكون عليك اتخاذ قرار. إنه قرار صعب».
ثمة حاجة هنا الى تفكيك الغام ترامب, الذي بات موافقا على كل ما يروم ويسعى اليه نتنياهو والائتلاف الفاشي الذي يقوده, لـ"دفن القضية الفلسطينية", وبما يتجاوز كل ما يحاول ترامب واركان إدارته المتصهينون تجميله والترويج له عبر خطاب يغِرف من «تقاليد وأفخاخ» الصفقات التجارية, ومُتكئاً على ثقافة الرجل الأبيض العنصرية. بدءا من رئيس دبلوماسيته/ ماركو روبيو, مرورا بمبعوثه للشرق الأوسط/ ويتكوف, وليس انتهاء بوزير دفاعه بيت هيغسيث, الذي قال بحماسة لافتة في خطاب امام تجمّع يهودي: ان «الصهيونية والأمرَكة»... هما الجبهة الأم?مية للحضارة الغربية.
لنبدأ اولا بحكاية الجريمة الـ"وحشية» التي ارتكبتها المقاومة الفلسطينية, عندما «أخطأت» في تشخيص جثة الرهينة الصهيونية/بيباس التي قتلتها وطفليها طائرات الوحش الصهيوني, والسؤال عن المصلحة او الفائدة التي جنتها او ستجنيها/المقاومة, من عدم تسليم الجثة «الحقيقية؟, ما دامت أفرجت سابقا عن مُجندات صهيونيات «أحياء", وما مصلحتها في سلوك مُحرج كهذا وجدَ فيه ترامب ونتنياهو ذريعة لقرع طبول الحرب, ناهيك عن الشكوك التي برزت بعد افتعال الجانب الصهيوني حكاية المتفجرات «البدائية» التي وُضِعَت في حافلات «بات يام وتل أبيب» (مع?اعتقال «يهوديّين» بتهمة مساعدة الجُناة الذين هم ومن اللحظة الأولى للتفجيرات «من الضفة الغربية و طولكرم تحديدا ــ وهنا تكمن الطرفة المضحِكة، كذريعة لاقتحام «نتنياهو» مخيم طولكرم وإطلاق تهديدات بالسحق والعقاب والدمار من هناك)؟.
جثة الرهينة الصهيونية/الحقيقية سُلّمت الخميس الماضي الى الجانب لصهيوني, وأكدت عائلتها انها «جثتها» (عِلماً انها/العائلة دعتْ نتنياهو الى عدم الاستثمار السياسي/ والشخصي في جثة ابنتهم). ما سحب البساط من تحت رجلي نتنياهو, الذي راهنَ على استثمارها ليس فقط للتملص من دخول مفاوضات المرحلة الثانية, بل خصوصا لتشويه سمعة الجانب الفلسطيني واتهامه بعدم احترام «حرمة الموتى» (يا لتاريخ الفاشيين الصهاينة «المجيد» في احترام حرمة الموتى الفلسطينيين, الذين تُركت جثثهم في العراء كطعام لـ"الكلاب» في شوارع وأزقة وخيام القطاع ا?منكوب).
ماذا عن «التهجير» وتفسيرات ترامب و"ويتكوف» الطازجة؟.
قال ترامب اول أمس/الجمعة: إنه «لا يفرِض» خطته بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مُعربا عن «تفاجئه» من رفض الأردن ومصر لها. مضيفا في تصريحات لراديو «فوكس نيوز": خطة غزة جيدة، لكنني لا أفرضها وسأوصي بها، وبعد ذلك ــ لفتَ ــ «ستُصبح الولايات المتحدة هي (المالكة للمكان)/يقصد قطاع غزة». (كذا وفي تناقض «مُريع» لكن الرجل يقول كل شيء ولا يقول شيئا في الآن عينه).
اما ويتكوف فقال: إن مبادرة واشنطن لـ"إعادة إعمار غزة» قد لا تصل بالضرورة إلى درجة «خطة إخلاء»، مشيراً إلى أنها تهدف حث الدول على خطة بديلة. لافتا الى ان مقترح ترامب يهدف إلى «تحفيز الدول الأخرى على تطوير بدائل خاصة بها». مُردفاً في سيناريو مسربل بالأوهام: «ستستغرق/يقصد إعادة الإعمار الكثير من «التنظيف والخيال وخطة رئيسية عظيمة». لا يعني ـ تابعَ ــ أننا يجب أن نأتي بخطة إخلاء. عندما يتحدث الرئيس عن هذا، فهذا يعني «أنه يريد أن يهزَّ أفكار الجميع للتفكير» في ما هو «مُقنع لهذه المنطقة» وما هو «أفضل حل للشعب ال?لسطيني, و(سكان غزة الذين يعيشون هناك) «يبدو ان (الغزيّين) ليسوا من الشعب الفلسطيني, في نظره».
استدراك:
تتصدرها آية «قرآنية» كريمة, وفي اعلاها «صورتان» لـ"ترامب ونتنياهو", القت طائرات العدو الصهيوني/اول امس, مئات الالاف من المنشورات على قطاع غزة جاء فيها:
بعد الاحداث التي جرت, ووقف اطلاق النار, قبل البدء بتنفيذ خطة ترامب الاجبارية والتي ستفرِض عليكم التهجير القسري شئتم ام أبيتم. فقد قرّرنا ان نتوجه بنداء اخير, لمَن يريد ان نقدم له مساعدات, وفي المقابل يوافق على مساعدتنا, فإننا لن نتوانى في اي لحظة عن المساعدة.
أعيدوا حساباتكم.. ان خريطة العالم لن تتغيّر إن اختفى اهالي غزة عن الوجود, ولن يشعر بكم احد, ولن يسأل عنكم احد. بقيتم لوحدكم في مصيركم المحتوم... إيران لا تستطيع حماية نفسها حتى تحميكم, فقد رأيتم بعيونكم ماذا حصل. لا اميركا ولا اوروبا تعنيهم غزة ولا حتى دولكم العربية.
لم يبقَ الا القليل وانتهت اللعبة. ومَن ارادَ ان يكسبَ نفسه قبل فوات الاوان, فـ"نحن باقون الى يوم القيامة».
kharroub@jpf.com.jo

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روسيا وأوكرانيا تعلنان عن أكبر عملية تبادل أسرى منذ اندلاع الحرب
روسيا وأوكرانيا تعلنان عن أكبر عملية تبادل أسرى منذ اندلاع الحرب

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

روسيا وأوكرانيا تعلنان عن أكبر عملية تبادل أسرى منذ اندلاع الحرب

أعلنت روسيا وأوكرانيا عن تنفيذ أكبر عملية تبادل أسرى بينهما منذ اندلاع الحرب، وذلك عقب محادثات مباشرة استضافتها مدينة إسطنبول الأسبوع الماضي، هي الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاث سنوات. وزارة الدفاع الروسية كشفت عبر منصتها على تليغرام عن عودة 270 عسكريًا روسيًا و120 مدنيًا، بينهم محتجزون من منطقة كورسك، من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا. وأشارت إلى أنه جرى بالمقابل تسليم 270 أسير حرب أوكراني و120 مدنيًا إلى الجانب الأوكراني. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد بدوره إتمام عملية التبادل التي شملت 390 شخصًا، موضحًا أنها تأتي ضمن المرحلة الأولى من اتفاق يقضي بتبادل 1000 أسير مقابل 1000. وأضاف أن بلاده تتوقع استمرار العملية يومي السبت والأحد حتى اكتمال تنفيذ الاتفاق بالكامل. وجاءت عملية التبادل بعد محادثات ثنائية استمرت ساعتين في إسطنبول، حيث تم التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى، دون التوصل إلى تفاهم حول وقف إطلاق النار الذي اقترحه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. ترامب علق على العملية عبر منصة "تروث سوشيال" متسائلًا عما إذا كانت هذه الخطوة قد تكون "بداية لشيء أعظم"، في إشارة إلى إمكانية فتح الباب أمام مفاوضات لوقف إطلاق النار، وهو وعد تعهد بتحقيقه ضمن حملته الانتخابية الحالية. من جانبها، أعلنت أوكرانيا استعدادها الفوري لوقف إطلاق نار مؤقت مدته 30 يومًا، بينما شددت موسكو على أن الحرب لن تتوقف إلا بعد تلبية شروطها، التي وصفها أحد أعضاء الوفد الأوكراني بأنها "غير قابلة للتنفيذ". زيلينسكي أشار إلى أن بلاده تدرس خيارات متعددة لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات، مرشحًا كلاً من تركيا، الفاتيكان، وسويسرا كمواقع محتملة. في السياق نفسه، رحبت كل من الولايات المتحدة، وإيطاليا، وكذلك البابا ليو الرابع عشر بإمكانية عقد الجولة المقبلة في الفاتيكان. غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبدى تحفظه، معتبرًا أن استضافة الفاتيكان لمحادثات تتعلق بجذور النزاع بين بلدين أرثوذكسيين سيكون أمرًا "غير لائق"، حسب تعبيره.

إعلام عبري: رئيس الشاباك الجديد يعارض صفقات التبادل ويصف الحرب على غزة بـ"الأبدية"
إعلام عبري: رئيس الشاباك الجديد يعارض صفقات التبادل ويصف الحرب على غزة بـ"الأبدية"

رؤيا

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا

إعلام عبري: رئيس الشاباك الجديد يعارض صفقات التبادل ويصف الحرب على غزة بـ"الأبدية"

القناة 12 العبرية: رئيس الشاباك الجديد يعارض بشكل صريح صفقات المحتجزين كشفت القناة 12 العبرية أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) المعيّن حديثًا، عبّر خلال اجتماعات مغلقة عن رفضه القاطع لإبرام أي صفقة تبادل لاستعادة المختطفين. وذكرت القناة العبرية، أن رئيس الشاباك الجديد يعارض بشكل صريح صفقات المحتجزين، معتبرًا أن "هذه الحرب أبدية". وكان أعلن ديوان رئيس حكومة الاحتلال أن بنيامين نتنياهو قرر تعيين اللواء دافيد زيني رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن العام "الشاباك"، خلفًا لرونين بار. وأفادت صحيفة "هآرتس" العبرية بأن هذا التعيين جاء خلافًا لتوصية المستشارة القضائية للحكومة، التي طالبت بتأجيل تعيين رئيس جديد للجهاز إلى حين وضع قواعد قانونية واضحة تضمن سلامة الإجراءات وصحة التعيين. ويأتي القرار في وقت يشهد فيه كيان الاحتلال الإسرائيلي حالة من التوتر السياسي والمؤسسي، وسط انتقادات متزايدة حول سلوك حكومة نتنياهو في ملفات حساسة تخص الأمن والقضاء، وفقا للإعلام العبري. وجاء الإعلان المفاجئ من مكتب نتنياهو متجاهلًا تحذير المدعية العامة لكيان الاحتلال، غالي بهاراف-ميارا، التي اعتبرت أن آلية التعيين "معيبة" وتشكل تضاربًا واضحًا في المصالح. وأوضح البيان أن زيني، الذي يتمتع بتاريخ عسكري، شغل عدة مناصب قيادية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكان من أبرز قادة وحدة "سايريت ماتكال" النخبوية ومؤسس لواء الكوماندوز المستقل. في المقابل، صعّدت المعارضة من لهجتها، حيث دعا زعيم المعارضة يائير لبيد الجنرال زيني إلى رفض المنصب، معتبرًا أن تعيينه غير شرعي في ظل نظر المحكمة العليا في الطعن المقدم ضد القرار. وأضاف لبيد عبر منصة "إكس": "نتنياهو في وضع تضارب خطير للمصالح. أدعو الجنرال زيني إلى عدم قبول التعيين قبل صدور حكم المحكمة العليا". وكانت المدعية العامة قد منعت نتنياهو في وقت سابق من تعيين خلف لرئيس الشاباك المستقيل، رونين بار، لكن رئيس الوزراء أصر على المضي في تعيين زيني، الذي يشغل حاليًا منصب قائد هيئة التدريب في الجيش، وهو من أصول فرنسية وحفيد إحدى الناجيات من معسكر أوشفيتز النازي.

غزة مقابل طهران؟ تلميحات إسرائيلية عن صفقة خفية.. نتنياهو مستعد لوقف الحرب مقابل ضربة لعدوه اللدود
غزة مقابل طهران؟ تلميحات إسرائيلية عن صفقة خفية.. نتنياهو مستعد لوقف الحرب مقابل ضربة لعدوه اللدود

أخبارنا

timeمنذ 2 ساعات

  • أخبارنا

غزة مقابل طهران؟ تلميحات إسرائيلية عن صفقة خفية.. نتنياهو مستعد لوقف الحرب مقابل ضربة لعدوه اللدود

أخبارنا : تقول مصادر في إسرائيل إن ما يجري في رفح من تدمير وتهجير سيتم استنساخه في خان يونس أيضًا، وذلك كجزء من خطة عسكرية يُصمّم فيها رئيس حكومة الاحتلال، نتنياهو، على احتلال 70% من القطاع، وحشر أهالي غزة داخل 30% منه، فيما تستمر مداولات الصفقة العالقة، رغم توقفها في الدوحة، واستعادة الطاقم المفاوض الإسرائيلي. وتنقل صحيفة "يديعوت أحرونوت'عن كبار ضباط الجيش قولهم إن العمليات العسكرية في القطاع تخدم بشكل مباشر هدف استعادة المخطوفين، وإن عملية توزيع المساعدات الإنسانية، في الأسبوع القادم، بطريقة جديدة ستُغير اللعبة، وتُزعزع مكانة "حماس' نحو حسمها. باراك: نحن بحاجة إلى قيادة توقف الحرب العبثية، تنهي الكارثة الإنسانية في القطاع، وتعيد المخطوفين دفعة واحدة، وتقتلع "حماس' من سدة الحكم في المقابل، يواصل مراقبون ومسؤولون إسرائيليون سابقون التشكيك في ذلك، مؤكدين أن نتنياهو يقود حربًا بلا هدف ولا جدوى، دوافعها سياسية. وتحت عنوان "تحرير مخطوفين أم حرب تضليل'، يقول إيهود باراك، في مقال تنشره صحيفة "هآرتس' اليوم الجمعة، إن نتنياهو سيُضطر في الأيام القريبة إلى الاختيار بين بن غفير وسموتريتش، وبين ترامب وقادة العالم الحر، بين حرب تضليل سياسية، وبين استعادة المخطوفين وإنهاء الحرب. ويرى باراك أنه لا توجد هنا حالة تماثل؛ حتى الذهاب مع ترامب وقادة فرنسا وبريطانيا سيكون منوطًا بمصاعب، وهناك حاجة إلى قيادة يقظة، مدججة بالثقة بالنفس، ولرؤية تستطيع قراءة نفوس الشعب، وما يحرك الأصدقاء والأعداء، والأهم شجاعة اتخاذ القرارات وقوة تنفيذها، مع أقل كلمات غطرسة، وأكثر أفعال. ويمضي باراك في تصوير المطلوب: "بحاجة إلى قيادة توقف الحرب العبثية، وتنهي الكارثة الإنسانية في القطاع، وتعيد المخطوفين دفعة واحدة، وتقتلع "حماس' من سدة الحكم، وتنتزع قدرتها على تهديدنا، وتنضم، ولو بتأخير، إلى "الشرق الأوسط الجديد' في طبعة ترامب الشاملة، تطبيعًا مع السعودية، والمشاركة في "طريق التجارة' من الهند إلى أوروبا'. ويُحذّر باراك من أن الحرب تتنكر في هيئة حرب على أمن الدولة ومستقبلها، وهي في الواقع حرب مضللة سياسية، حرب من أجل سلامة الائتلاف. ويمضي في تحذيراته: "الحرب فصل حماقة جديد، ومن المشكوك في قدرتها على أن تأتي بنتائج مختلفة عن نتائج العمليات العسكرية السابقة، لكن المؤكد أنها ستُعمق عزلة إسرائيل دبلوماسيًا وقانونيًا، وتُوقظ موجات من اللاسامية، وتفرض حكمًا بالموت على قسم من المخطوفين. "الانتصار المطلق' على "حماس' لن يحدث، لأنه عندما تتوقف العمليات، خلال مدة قصيرة نسبيًا، تحت ضغوط دبلوماسية، على خلفية الكارثة الإنسانية أو أحداث في الميدان، سنجد أنفسنا مجددًا في ذات الوضع، كما هو الحال اليوم'. ويرى باراك أن الطريق الوحيدة للانتصار على "حماس'، منذ السابع من أكتوبر، تكمن في استبدالها بجهة سلطوية أخرى تكون ذات شرعية في وعي المجتمع الدولي، وفي القانون الدولي، وفي نظر الجارات العربية، وبعيون الفلسطينيين أنفسهم. وهذا يعني، برأي باراك، قوة عربية مؤقتة بتمويل دول الخليج، وحكومة تكنوقراط فلسطينية، مع بناء جهاز أمني يتم تطويره تدريجيًا برقابة عربية- أمريكية، مع شرط إسرائيلي باستثناء أي شخص انتمى للذراع العسكري التابع لـ "حماس'، مع انسحاب إسرائيلي تدريجي، ينتهي عند استقرار التدابير الأمنية المتفق عليها مسبقًا. وينبّه إلى أن نتنياهو يتهرب من هذا السيناريو، محذرًا من أن عناد إسرائيل في تحاشي النقاش حوله سيزيد من مخاطر المبادرة الدولية الواسعة، والعربية، لمقاطعة إسرائيل والدفع نحو دولة فلسطينية، فـ'التسونامي السياسي الآن يرتفع مقابل أعيننا'. ويخلص باراك إلى القول إن احتلال القطاع، وتهجير مليوني فلسطيني، وبناء استيطان جديد، كل هذه الأمور أحلام فارغة ستعود كيدًا مرتدًا على إسرائيل وتحث على المواجهة مع بقية العالم. هذه هي الخيارات الماثلة أمامنا، ومن المشكوك فيه أن يواجهها نتنياهو ووزراؤه من منطلق القلق على أمن الدولة ومستقبلها. وهاكم سبب إضافي للحاجة الملحّة لخلع هذه الحكومة الفاشلة جدًا عنّا، وكلما أبكرنا، كان أفضل'. وهذا ما تؤكده صحيفة "هآرتس'، في افتتاحيتها، المُكرّسة لهجوم جديد على نتنياهو، معتبرة أن مؤتمره الصحافي الأخير يُبرز حجم الخطر، وحجم الحاجة للتخلّص من هذا الرجل الخطير. هذا الواقع يا أحمق وسبق باراك في توصيف الحالة الراهنة، التي تُرتكب فيها جرائم حرب من قِبل إسرائيل دون اكتراث بالعالمين الغربي والعربي، كلٌّ من النائب السابق وقائد جيش الاحتلال يائير غولان، ورئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت، ووزير الأمن الأسبق موشيه يعلون، وآخرون. وينضم عدد من المحللين البارزين إلى موجة الانتقادات المتصاعدة ضد نتنياهو، خاصةً أنه متهم، اليوم الجمعة، بدفع البلاد نحو أزمة دستورية، من خلال تعيينه جنرالاً في الاحتياط رئيسًا لجهاز "الشاباك'، في خطوة مخالفة لتعليمات المستشارة القضائية للحكومة. ويذهب المحلل السياسي البارز في القناة 12 العبرية بن كاسبيت إلى حد القول إن نتنياهو يدفع البلاد نحو حرب أهلية و'إحراق الدولة' في لعبة أشبه بـ'الروليت الروسية'. ويتبعه محلل الشؤون السياسية في "هآرتس'، يوسي فرتر، الذي يكتب تحت عنوان "خدعة القرن'، قائلاً إن "نتنياهو كاذب، وبالنسبة له لا يوجد كذب لا يبرر الوسيلة، وهو يحطّم مجددًا آمال عائلات المحتجزين'. بن كاسبيت: نتنياهو يدفع البلاد نحو حرب أهلية وإحراق الدولة في لعبة روليت روسية في المقابل، هناك تقديرات متشابهة ومتفقة لدى عدد من المعلقين والمحللين الإسرائيليين حول وجود صلة بين الحرب على غزة وبين ضربة محتملة في إيران، ما يشير إلى تسريبات عن مداولات تجري خلف الكواليس ووصلت إلى بعض الصحافيين الإسرائيليين، رغم أن المحادثات بين واشنطن وطهران توصف بأنها إيجابية وتتقدم، وفق تقارير وتصريحات عديدة. وتحت عنوان "هذا هو الواقع يا أحمق'، يقول المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس'، عاموس هارئيل، إن مشكلة إسرائيل ليست في أقوالها، بل في أفعالها؛ فاليوم تقتل مدنيين أكثر من أي وقت مضى منذ تأسيسها، فيما لا يدرك قادة الحكومة والجيش عمق الأزمة الدولية. ويُلفت إلى وجود أفكار متداولة حول صفقة مقايضة مطروحة: إنهاء الحرب في غزة مقابل توجيه ضربة في إيران. ويتقاطع معه المحلل السياسي البارز في صحيفة "يديعوت أحرونوت'، ناحوم بارنياع، الذي يقول، في مقال بعنوان "يقبرون غزة'، إن "الجيش يشق الطريق نحو تحقيق حلم المسيانيين الغيبيين في الحكومة'، ويتابع: "كل ما بقي من غزة ركام عملاق، يتحوّل الاستيطان إلى حل مؤقت، بل إلى ضرورة'، محذّرًا من أن إسرائيل "متورطة في بئر سياسية عميقة'، وأن قصة إطلاق النار قرب دبلوماسيين في جنين تمثل "سمًا إضافيًا في كأس الحنظل'. ويتبعه زميله المحلل السياسي نداف أيال، الذي يقول إن "حكومة نتنياهو تشعر بالفتور من جهة إدارة ترامب، وقد توافق على إنهاء الحرب مقابل توجيه ضربة في إيران'. ــ القدس العربي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store