ترمب يشيد باستضافة المملكة لكأس العالم 2034
وضمن أعمال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، الذي انعقد في الرياض ، بمناسبة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمملكة، وحضره كبار قادة الأعمال الأميركيين، فقد جاء الحديث عن استضافة المملكة التاريخية لبطولة كأس العالم 2034، كأحد أبرز الإنجازات التي حققها وطننا تحت القيادة الرشيدة، التي تتطلع لرؤية أفضل في المجال الرياضي خلال الأعوام المقبلة.
فقد استعرض صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء والرئيس الأميركي دونالد ترمب في جولة على مجسمات ملاعب السعودية لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب:" من الرائع أن تستضيف السعودية كأس العالم لكرة القدم".
وأشاد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بوطننا، واعتبره بأن أصبح اليوم من أبرز الدول المستثمرة في كرة القدم عالمياً، ومؤكداً أن استضافة المملكة المرتقبة لمونديال 2034 تمثل لحظة فارقة في تاريخ اللعبة، وفرصة حقيقية لتوسيع نطاقها جغرافياً واقتصادياً، ومشيراً إلى أنه يمتلك إمكانات هائلة تؤهله لتنظيم نسخة استثنائية تنقل مركز الثقل الاقتصادي للعبة إلى منطقة جديدة وواعدة.
إن مثل هذه الثنائيات والامتداحات تعكس نهج القيادة الرشيدة -أعزها الله- التي جعلت الرياضة ضمن مسار أجندتها اليومية والرسمية، بعد أن بات للرياضة كلمتها المسموعة وحضورها القوي، وما الكلمة التي ألقاها، في وقت سابق، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، إلا برهان على أهمية ما نقوله بأن الرياضة تعتبر جزءاً وركيزة رئيسة في نهج القائد الحكيم، وعلى مسار رؤية المملكة 2030، فقد أكّد فيها على أن "المملكة تؤمن بأهمية الرياضة وتأثيرها الإيجابي على كل إنسان ودورها الفاعل في توثيق الروابط بين الشعوب وتعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة ومد الجسور بين المجتمعات في مختلف أنحاء العالم"، هذه الكلمات إشارات واضحة للعالم أجمع، بأن مملكة الخير تبذل الخير في كل أرجاء الأرض المعمورة، سواء في المشرق أو في المغرب.
ونتوقف عند العنصر الأبرز في الاستضافة والذي تحرص حكومتنا الرشيدة بأن تضع له الأولوية الخاصة وهي مسيرة تحول الرياضة السعودية، ورفع مستوى "جودة الحياة"، الذي يُعد أحد أبرز برامج "رؤية المملكة 2030" التنفيذية، والساعية إلى تعزيز مشاركة المواطنين والمقيمين بممارسة الرياضة فضلاً عن صقل قدرات الرياضيين وتحسين الأداء الرياضي للألعاب الرياضية كافة.
ما رآه العالم كله هو التأكيد المتواصل على أن لدى قيادتنا الرشيدة -أعزها الله- قناعة ثابتة بأهمية الرياضة في حركة التنمية بمختلف أشكالها، وهو الأمر الذي اتجهنا به إلى الاستثمار الحقيقي في الإنسان، فقرار الموافقة على استضافة المملكة لكأس العالم 2034 لاقى الاستجابة بتأييد تاريخي غير مسبوق من أكثر من 140 دولة لملف الاستضافة؛ لثقتهم بمملكة الخير والعطاء والتميز والإرادة لاستضافة الفعاليات والمناسبات الرياضية الكبرى والتي تساهم في رفع مستوى التماسك الاجتماعي والنمو الاقتصادي والصحة والتعليم والرياضة لما لها من تأثير في دفع عملية الرخاء والبهجة والتنمية لتحقيق الازدهار والأمن والاستقرار، حفظ الله وطننا الحبيب "المملكة العربية السعودية"، وحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين.
ترمب يتحدث في المؤتمر
إنفانتينو: السعودية محط أنظار العالم وتخطو جادة نحو المستقبل
عبدالكريم بن دهام الدهام - عرعر
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
نبيه بري... "مارادونا" السياسة اللبنانية
اقترب مني جدي أبوعلي عام 1993 وهمس في أذني، "اذهب وتأنق، سترافقني لرؤية أقوى رجل في العالم". كان مارادونا بالنسبة إليّ الأقوى آنذاك، ولكن كيف وصل جدي إلى دييغو، وما يربطهما، وهل يتكلم جدي أصلاً لغة أجنبية؟ كل تلك الأسئلة لم تعكر فرحتي، فتأنقت ورافقت جدي إلى حافلة في موقف كان يضم عشرات الحافلات المزينة بأعلام خضراء. زاد ارتباكي، فعلم الأرجنتين ليس بأخضر، وما الحاجة إلى كل هذا التأنق لرؤية لاعب كرة قدم. كنت في الـ13 من عمري، ومعلوماتي السياسية بسيطة، ولم أكن متابعاً لأخبار البلد الخارج من حرب أهلية. في الطريق، استمعنا إلى أناشيد حماسية، لم أفهم كثيراً من كلماتها إلا كلمة القائد التي علقت في ذهني. كان مارادونا قائداً لفريقه ومنتخب بلاده، ومعرفتي بأن جدي يحب كرة القدم، طمأنتني قليلاً. في الحافلة، كنت الأصغر سناً، كلهم يغنون ويهتفون "يا قائد الله معك.. الله معك"، وكان جدي الأكثر سعادة. لم تكن المسافة بعيدة بين المنزل والقصر الذي وصلناه. نظم الوفد صفوفه، وألقى أبوقاسم (صديق جدي) بضع كلمات علينا، انتظرنا قليلاً ودخلنا قاعة كبيرة، فيها المئات. نظر إليّ جدي وابتسم "احفظ هذا التاريخ جيداً، اليوم ستصافح أقوى رجل في العالم. تذكر هذا اليوم لتخبر عنه أولادك وأحفادك. تعالَ لنلقي التحية على نبيه بري". ما هذا، ألست هنا لمقابلة مارادونا، ماذا فعلت بي يا جدي؟ بعثر أبوعلي كل أحلامي بمقابلة مارادونا، بطل العالم بالنسبة إليه، يختلف عن بطلي. كان رجلاً عادياً كأي رجل، لا عضلات له ولا طوله فارعاً. لكنه يتمتع بكاريزما مخيفة، وابتسامة آسرة ووجه بشوش، تشعر أنه سيد المكان، والأقوى فعلاً فيه. ينظر في كل الاتجاهات ويوزع التحايا. حين صافحته، ربت بيده اليسرى على كتفي قائلاً "كيفك يا قبضاي"، لم أعرف بما أجاوب، ومن كان خلفي دفعني لأفسح مجالاً له لإلقاء التحية. مشيت وأنا أنظر إليه، إلى أن أخفته الجموع. خرجنا من القصر، وجدي سعيد جداً، وأنا أتحسر على عدم رؤيتي مارادونا. رافقتني هذه الذكرى طويلاً. وارتبط اسم نبيه بري بكثير من مفاصل حياتي، وبحكم عملي، كثيراً ما كانت أخباره تلاحقني في المكتب والبيت والسيارة والنقاشات، نظراً إلى دوره المحوري في الحياة السياسية اللبنانية. وحين تزوجت وأنجبنا يوسف وتاليا. بات للولدين أيضاً قصة مع الرجل، فكلما قصدنا الجنوب من بيروت، يرون صوراً كثيرة للرجل في كل مكان. فيسألاني عنه، إلى أن حفظا اسمه وبات يرافقنا في كل رحلاتنا، ويصرخان كلما رأيا صورة له، كأنه صديقهما منذ زمن. حين كبرت، أدركت أن ثمة تشابهاً كبيراً بين مارادونا وبري. فالأول تفوق على كل المدافعين الذين واجهوه، وتخطاهم وسجل أهدافاً صعبة، وكان معروفاً بمراوغاته، فيما الثاني حريف في تدوير الزوايا السياسية وكسب الوقت والتعطيل لخدمة خطته وتكتيكاته. حضور قوي منذ ثمانينيات القرن الـ20 واسم الرجل حاضر بقوة في السياسة اللبنانية، تجده في السلم والحرب والمفاوضات والتعطيل والانتخاب والتشكيل. يخرج أرانبه في كل معضلة محلية. ثمة ثابت وحيد في هذا العالم لا يتغير هو نبيه بري. سقط بشار الأسد، وانتهت حقبة عائلة الأسد في سوريا وفاز ترمب بولاية أولى وثانية ويقود حرباً جمركية على الصين، وتقطعت أذرع إيران في المنطقة، واغتالت إسرائيل أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، واندلعت حرب بين روسيا وأوكرانيا، واجتاحنا فيروس كورونا، وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وظهر تنظيم "داعش" وشبه اختفى، وقتل أسامة بن لادن، وشهدنا "الربيع العربي"، وانتخب باراك أوباما كأول رئيس أميركي من أصل أفريقي، والأزمة المالية العالمية الكبرى، وتوسع الاتحاد الأوروبي ليضم 10 دول جديدة من أوروبا الشرقية، والغزو الأميركي للعراق وسقوط نظام صدام حسين، وهجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول)، ووفاة الأميرة ديانا، ومجازر رواندا، ونهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وانتخاب نيلسون مانديلا رئيساً، ولا يزال نبيه بري حتى الآن، رئيساً لمجلس النواب اللبناني منذ عام 1992. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ كان له دور سياسي كبير في توقيع "اتفاق الطائف" في السعودية عام 1989، الذي نص على وقف إطلاق النار بين الأحزاب المتقاتلة في لبنان. كما كان أبرز وجوه اتفاق الدوحة عام 2008، بعد نشوب معارك مسلحة في شوارع بيروت بين "حزب الله" و"أمل" من جهة، ومناصري "تيار المستقبل" من جهة أخرى. مراحل لكم إذاً، أن تتخيلوا ما مر على الرجل الذي رافق أيضاً خمسة رؤساء للجمهورية اللبنانية (إلياس الهراوي وإميل لحود وميشال سليمان وميشال عون وجوزاف عون) وبقي نبيه بري الناخب الأول لهم في البرلمان. بات بري اليوم الرجل الأول لدى الطائفة الشيعية في لبنان، بعد اغتيال حسن نصرالله، بات "الأخ الأكبر" كما قال عنه الأمين العام الجديد نعيم قاسم. في كتابه "لعنة القصر" بمقدمة حواره مع نبيه بري، يقول غسان شربل، "أنصاره كثيرون وخصومه كثر. وهو في المعادلة اللبنانية الحالية رقم صعب يتعذر شطبه ويستحيل تجاهله". لكن الرجل ليس نبياً، كما يحلو لعشاقه توصيفه "لولا الهاء لكان نبياً". ثمة اتهامات له بتعطيل انتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة أكثر من مرة، وقضايا فساد واعتداء على متظاهري حراك "تشرين الأول 2019". إذ اعتدت شرطة المجلس التي هي بإمرة رئيس المجلس خلال الانتفاضة اللبنانية على المتظاهرين السلميين بالضرب وتكسير السيارات، مما أسفر عن إصابات بالغة وسقوط عدد من الجرحى. ومعروف أن عناصر شرطة مجلس النواب بغالبيتهم هم عناصر حزبية من حركة "أمل" يتبعون مباشرة رئيس مجلس النواب ولا يخضعون للمحكمة العسكرية ولا لقرارات المدير العام لقوى الأمن الداخلي ولا لوزير الداخلية، ولا تتخذ إجراءات مسلكية بحقهم، وترقياتهم تتبع للرئيس بري ولا تتبع مباشرة لمديرية قوى الأمن الداخلي، علماً أن رواتبهم وتعويضاتهم تدفع من قبل الدولة اللبنانية. وكثيراً ما وجهت لبري اتهامات بتجميد الاستحقاقات الدستورية، مما أدى إلى شلل مؤسسات الدولة وتعطيل الحلول السياسية. ويَعُد المحلل السياسي المحامي أمين بشير في حديث صحافي، أن "بري يتسم بالقدرة على التكيف مع الظروف، متنقلاً بين أدوار متعددة، من رئيس المجلس النيابي، إلى زعيم الطائفة الشيعية، وصولاً إلى قائد حركة أمل". ويحمل بشير بري مسؤولية استمرار تعطيل تشكيل الحكومات، عبر استغلال مفهوم "الميثاقية" بشكل يتناقض مع جوهرها الدستوري. وزارة المال وبات احتكار الوزارات، لا سيما وزارة المالية، من قبل بري ظاهرة مألوفة، حيث يستخدم هذه الوزارة كأداة للوصاية على قرارات الحكومة ورئاسة الجمهورية، مما أسهم في تعميق الأزمة المالية وتدهور الثقة الدولية بلبنان. ولا بد من التذكير أن بري كان شريكاً أساسياً في حماية المنظومة الاقتصادية والمالية الفاسدة في البلد، كما لعب دوراً في حماية حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة حتى اللحظة الأخيرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) علماً أنه سمح بإقرار قانون رفع السرية المصرفية والتعديلات اللاحقة التي دخلت عليه بعد محاولات منه ليكون هذا القانون خالياً من أي مضمون فاعل، وبعد تدخلات وضغوط أجنبية. وعلى رغم ذلك لا يزال القانون أقل مما هو مطلوب. وسبق أن عبر النائب ميشال معوض، في بيان صادر عن مكتبه عام 2023، عن نظرة المعارضين إلى بري. ووصف معوض يومها بري بأنه "أستاذ في الفساد العابر العهود والحكومات، والشريك الأكبر في المحاصصات منذ عام 1992 وحتى قبل اتفاق الطائف". ومعروف أيضاً داخل الطائفة الشيعية، أن وظائف الفئة الأولى الخاصة بها تعطى للأسماء التي يقدمها بري، وهذا ما يعرف في لبنان بـ"الواسطة"، ويمتد الأمر إلى الدخول للكلية الحربية، فمن دون بركات النبيه، لا يمكن أن تصبح ضابطاً أو تترقى لمراتب أعلى. مما جعل كثيراً من الكفاءات الشيعية تُحجم عن الدخول في القطاع الحكومي، ودفع البعض منها للهجرة بحثاً عن فرص أفضل تعتمد معايير الكفاءة والمهنية. الحس الفكاهي يعرف بري بحسه الفكاهي، وتعليقاته الساخرة في جلسات مجلس النواب، والطريقة التي يدير بها الحوار، وغالباً ما تنتظر وسائل الإعلام المحلية، الأمثلة الشعبية التي يمزجها بأحاديثه السياسية. يكتب كثيراً من خطاباته السياسية، ويتميز بلغة أدبية وصور شعرية لافتة. غنى له مرسيل خليفة قصيدة "يا طير الجنوب" التي كتبها بري في رثاء بلال فحص، قائد العملية الانتحارية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي في منتصف الثمانينيات. كما يعرف بمهاراته التفاوضية، وحافظ على علاقات ودية مع السياسيين من مختلف الأطياف. واحتفظ برأي رئيس في تعيين الرؤساء وتشكيل الحكومات وإقرار التشريعات. وقد كان مقر إقامته في حي عين التينة الراقي في بيروت مقصداً منتظماً للدبلوماسيين الأجانب وكبار المسؤولين. له كثير من الألقاب فهو "الأخ" و"الأستاذ" و"القائد" و"دولة الرئيس" و"النبيه" و"الأخ الأكبر" و"أبومصطفى". حقبة سابعة عام 2022، أعيد انتخاب السياسي المخضرم رئيساً لمجلس النواب اللبناني للمرة السابعة على التوالي، محافظاً بذلك على رقمه القياسي كأطول رئيس لمجلس تشريعي في العالم. يحتفظ بري بمنصبه بفضل "اتفاق الطائف" عام 1989، الذي أرسى اتفاق تقاسم السلطة بين أكبر الطوائف الدينية في البلاد، المسيحيين والسنة والشيعة. يعرف بري بحسه الفكاهي، وتعليقاته الساخرة في جلسات مجلس النواب، والطريقة التي يدير بها الحوار، وغالباً ما تنتظر وسائل الإعلام المحلية، الأمثلة الشعبية التي يمزجها بأحاديثه السياسية. وبموجب الاتفاق، يتولى المسيحيون رئاسة البلاد، ويتولى السنة رئاسة الوزراء، بينما يحصل الشيعة على رئاسة البرلمان. وكثيراً ما كان بري (87 سنة)، رئيس حركة "أمل"، المرشح الوحيد لهذا المنصب. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية التي تديرها الدولة، وتخرج فيها عام 1963 قبل أن يكمل تعليمه العالي في جامعة السوربون بباريس. في مرحلة ما، التقى بري الإمام موسى الصدر، وهو رجل دين شيعي لبناني أسس حركة "المحرومين" التي عرفت في ما بعد باسم حركة "أمل". على الصعيد السياسي حمل أفكاراً قومية، وفي أواسط الستينيات تعرف على الإمام موسى الصدر وتأثر بأفكاره، ونشأت بينهما علاقة قوية حتى بات واحداً من المقربين جداً إلى الصدر وأحد أبرز مساعديه. ارتقى في صفوف الحركة قبل أن يقودها في نهاية المطاف بعد اختفاء الصدر المفاجئ في ليبيا عام 1978، الذي ألقت الحركة باللوم فيه على الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. في عهد بري لعبت حركة "أمل" دوراً نشطاً في الحرب الأهلية في البلاد التي اندلعت عام 1975. وخلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، انضم بري إلى القوات اليسارية في صد القوات الإسرائيلية. وهو حليف لـ"حزب الله" المدعوم من إيران، كما أنه كان مقرباً من نظام بشار الأسد السوري. خلال مسيرته السياسية الطويلة، تولى ست حقائب وزارية مختلفة في الحكومات اللبنانية المتعاقبة من عام 1984 إلى عام 1988. يحافظ أبومصطفى على علاقات جيدة مع جميع الأحزاب اللبنانية، ويحظى بدعم الشيعة لانتخابه رئيساً لمجلس النواب. كما أنه رئيس حركة "أمل" منذ عام 1980. وطوال الحرب الأهلية اللبنانية، قاد الحركة خلال المعارك مع كثير من الأطراف الرئيسة الأخرى في الصراع. دولياً برز نجم "الأستاذ" على الصعيد الدولي عام 1985 عندما ساعد في التفاوض على إطلاق سراح 39 أميركياً احتجزهم مسلحون شيعة في بيروت رهائن بعدما اختطفوا طائرة تابعة لشركة "TWA". وتعززت مكانته أكثر عندما وقع مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط وزعيم ميليشيات القوات اللبنانية المسيحية آنذاك إيلي حبيقة اتفاقاً بوساطة سورية لإنهاء الحرب الأهلية في ديسمبر (كانون الأول) 1985. لكن الاتفاق الثلاثي أجهض عندما أطيح حبيقة بعد فترة وجيزة من ذلك بسبب تمرد في صفوف القوات اللبنانية في شرق بيروت. كانت علاقة بري وحركة "أمل" معقدة مع حلفائهما، فبعد سيطرة الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة "أمل" على بيروت الغربية في فبراير (شباط) 1984، وجه الحزب وحركة "أمل" بنادقهما ضد بعضهما بعضاً في صراع على هذا الجزء من العاصمة. خرج "الأستاذ" من الحرب واحداً من أقوى القادة اللبنانيين، حيث يرتكز نفوذه على علاقاته الوثيقة سابقاً مع دمشق التي هيمنت على بيروت من 1990 إلى 2005، ومع "حزب الله" المدجج بالسلاح والمدعوم من إيران. بعد انسحاب بشار الأسد من لبنان عام 2005، صار بري أحد أبرز صناع لعبة التوازنات اللبنانية، خصوصاً بعد اغتيال رفيق الحريري وما تلاه من توترات سياسية وأمنية في البلاد، إذ أسهم في اجتراح حلول لها. منذ تسلمه رئاسة السلطة التشريعية، نجح في الإمساك باللعبة السياسية داخل البلاد من جوانبها كافة، وصنفه بعضهم برجل المهام الصعبة للأزمات المتعاقبة. على الصعيد السياسي حمل أفكاراً قومية، وفي أواسط الستينيات تعرف على الإمام موسى الصدر وتأثر بأفكاره، ونشأت بينهما علاقة قوية حتى بات واحداً من المقربين جداً إلى الصدر وأحد أبرز مساعديه. ويتميز بري بقدرة على لعب دور الوسيط بين القوى المتصارعة. فمنذ نهاية الحرب، عُد نقطة التقاء بين الفرقاء اللبنانيين، وحتى في أشد الأزمات كان يعول على تدخله لحلحلة العقد. ويكمن سر قوته في أنه لا يقطع مع أي طرف، بل يبقي خطوط التواصل مفتوحة حتى مع خصومه، مما يمنحه مساحة واسعة للمناورة. واحدة من أبرز أدوات "أبومصطفى" في الحياة السياسية، قدرته على التحكم بتوقيت الاستحقاقات. من خلال موقعه في رئاسة البرلمان، يمارس سياسة التأجيل والمماطلة حين تقتضي الحاجة، ويفتح الأبواب حين تنضج الظروف. لعب هذا الدور بمهارة خصوصاً في أزمات تشكيل الحكومات وانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث كان ينتظر اللحظة المناسبة لطرح حلول توافقية. من جهة ثانية، يتحرك بري في انسجام سياسي مع الحزب منذ أعوام ويدعم امتلاكه السلاح. وتهيمن حركة "أمل" و"حزب الله" على التمثيل الشيعي في النظام الطائفي بلبنان، حيث يتم تقسيم مناصب الدولة بين الجماعات الطائفية. مارس نفوذاً كبيراً على السياسات المالية للدولة التي تعاني أزمة اقتصادية منذ عام 2019، نتيجة عقود من فساد الدولة وسوء إدارتها. وكان ذراعه اليمنى علي حسن خليل وزيراً للمالية من عام 2014 حتى عام 2020، وكان لبري رأي حاسم في اختيار خلفاء خليل منذ ذلك الحين. وقد دعم بري قرار لبنان بالتخلف عن سداد ديونه السيادية عام 2020، كما دعم حاكم البنك المركزي المخضرم السابق رياض سلامة الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب الأزمة. كانت حركة "أمل" واحدة من عدة فصائل نسفت خطة التعافي المالي التي وضعتها الحكومة عام 2020. كما صوت وزراؤها ضد خريطة طريق التعافي التي وضعتها الحكومة في مايو 2022، على رغم إقرارها. ينسب إليه مؤيدوه في الطائفة الشيعية الفضل في المساعدة على تحسين مكانتهم في نظام كان يميل لمصلحة المجموعات الأخرى بعد الاستقلال عام 1943. ولكن إلى جانب زعماء لبنانيين آخرين، كان بري نقطة محورية لغضب المحتجين خلال تظاهرات غير مسبوقة في جميع أنحاء البلاد عام 2019، مما يعكس الغضب الواسع النطاق من الفساد والطائفية وسوء الحكم. العلاقة مع الثنائي الشيعي على رغم تحالفه الوثيق مع "حزب الله" ضمن ما يعرف بـ"الثنائي الشيعي"، فإنه نجح في الحفاظ على استقلالية نسبية. ففي حين يلتقي الطرفان في الأهداف الاستراتيجية الكبرى، يحتفظ بري بمسافة تكتيكية تتيح له لعب دور المعتدل بين "حزب الله" من جهة، والأطراف اللبنانية والدولية من جهة أخرى. المرفأ في المقابل، يتهم رئيس مجلس النواب من قبل بعض خصومه ومنتقديه بتعطيل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في أغسطس (آب) 2020 وأودى بـ220 شخصاً. وقد رفض الوزيران السابقان علي حسن خليل وغازي زعيتر، وهما من الموالين لبري، استجوابهما من قبل القاضي طارق بيطار الذي لا يزال يحقق في ما حدث. حركة "أمل" و"حزب الله" وحلفاء آخرون اتهموا بدورهم بيطار بالانحياز وتجاوز صلاحياته. ويشير آخرون إلى مسؤولية حركة "أمل" عن الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يعانيها لبنان منذ عام 2019، التي شهدت انهيار الليرة اللبنانية وتبدد مدخرات الناس. كان خليل وزيراً للمالية بين عامي 2014 و2020. لكن في خطاب ألقاه في مايو 2022، نفى بري أي فساد أو مخالفات وقال، إن حركة "أمل" مستعدة لقبول أي حكم ضدها. لكن كثيراً من اللبنانيين يشككون في صدقية القضاء في بلد معروف بإفلاته من العقاب. بري وشيعة لبنان على مدار عقود من مسيرته السياسية الحافلة بالأحداث، كان بري القوة الدافعة وراء التغييرات بعيدة المدى داخل الطائفة الشيعية في لبنان والتاريخ السياسي للبلاد. فمن خلال قيادته تمرداً مسلحاً ضد الرئيس السابق أمين الجميل عام 1983، رسم مسار السياسة الخارجية اللبنانية لعقود مقبلة. وبدعم من جنبلاط وحلفائه المحليين وسوريا والاتحاد السوفياتي، قضت معارضته العنيفة على معاهدة السلام بين لبنان وإسرائيل في 17 مايو، وقربت بيروت من دمشق. كما مهدت رعايته المقاومة المسلحة ضد إسرائيل وتحالفه الحديدي مع "حزب الله" بعد قتال داخلي الطريق لتحرير جنوب لبنان في مايو 2000. أما بالنسبة إلى الشيعة، فقد قضى على الإقطاعية الشيعية التي تعود إلى قرون من الزمن، مما أدى إلى إضعاف العائلات المتنفذة مثل عائلة رئيس مجلس النواب السابق كامل الأسعد. وناضل من أجل حقوق السكان الشيعة المهمشين في البلاد، وضمن لهم حصة أكبر من السلطة السياسية والوصول إلى الخدمات الأساسية التي كانوا يفتقرون إليها في السابق. وبصفته وزيراً في الحكومة ورئيساً للبرلمان وزعيماً للحزب، خفف من المصاعب الاجتماعية والاقتصادية ببناء المدارس والمستشفيات وخزانات المياه والطرق وغيرها من مشاريع البنية التحتية في الجنوب. لكن بالنسبة إلى لبنانيين آخرين، بدأ بري يشبه جزءاً من النخبة السياسية، من النوع الذي عارضته حركته ذاتها خلال الحرب الأهلية، الذي فشل في إقامة نظام سياسي فعال أو حكومة فعالة قادرة على توفير الخدمات الأساسية. من سيكون خليفة بري؟ لدى بري، وهو الآن في أواخر الثمانينيات من عمره، ست بنات وثلاثة أبناء من زيجتين. وقد أظهر ابنه الأصغر باسل اهتماماً بالسياسة، وغالباً ما يظهر في تجمعات واحتفالات حركة "أمل" في بلد تهيمن فيه السلالات السياسية على الحياة العامة، وقد أثار ذلك تكهنات حول ما إذا كان سيخلف والده. الاستمرارية السياسية يبقى السؤال الأكبر، كيف استطاع نبيه بري البقاء في هذا الموقع طوال كل هذه الأعوام؟ الجواب يكمن في براعة سياسية فريدة، وقدرة على تدوير الزوايا، وموهبة في استخدام الصمت أحياناً كأداة تأثير أقوى من أي خطاب. يعرف جيداً متى يتكلم، ومتى يصمت، ومتى يظهر كطرف، ومتى يقدم نفسه حَكماً. ديميس روسوس للمغني اليوناني الراحل ديميس روسوس قصة مع لبنان ومع رئيس مجلسه النيابي نبيه بري. ففي الـ14 من يونيو (حزيران) 1985، كان روسوس على متن الرحلة 847 التابعة لشركة "TWA"، المتجهة من أثينا إلى روما، عندما اختطفت الطائرة من قبل مسلحين لبنانيين. أجبرت الطائرة على الهبوط في بيروت، حيث بدأت واحدة من أطول وأعقد عمليات اختطاف الطائرات في التاريخ، واستمرت أكثر من أسبوعين. بعد أيام من بدء الأزمة، تدخل نبيه بري زعيم حركة "أمل" ووزير العدل اللبناني آنذاك، للوساطة مع الخاطفين. ولاحقاً في مؤتمر صحافي أعلن بري في عن إطلاق سراح ديميس روسوس إلى جانب خطيبته الأميركية باميلا سميث، ومواطن أميركي آخر، بعد مفاوضات مكثفة. اللافت أن روسوس الذي صادف عيد ميلاده الـ39 أثناء احتجازه، ذكر في المؤتمر الصحافي أن خاطفيه كانوا "لطيفين للغاية"، وأنهم قدموا له كعكة عيد ميلاد وسمحوا له بالعزف على الجيتار والغناء. وتلقى نبيه بري شكراً من الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان، على جهوده في الوساطة التي أسهمت في إطلاق سراح بعض الرهائن. سيرة والده مصطفى بري أحد وجهاء بلدة تبنين الشيعية جنوب لبنان، لكنه هاجر إلى أفريقيا وعمل في تجارة الماس في سيراليون. ولد نبيه في سيراليون في الـ28 من يناير (كانون الثاني) 1938. تلقى علومه الابتدائية بعد عودته إلى لبنان في مدرسة تبنين، والمتوسطة في مدرسة بنت جبيل، والكلية الجعفرية في صور، والثانوية في كلية المقاصد ومدرسة الحكمة في بيروت. انتسب إلى كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية، وتخرج فيها محامياً محتلاً المرتبة الأولى عام 1963. تابع دراساته العليا في الحقوق بجامعة السوربون في فرنسا. انتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، وتدرج في مكتب الأستاذ عبدالله لحود. وبعد أن أنهى فترة التدريب في مجال المحاماة، بدأ حياته المهنية. ناضل منذ نشأته في الحركة الطلابية، وترأس الاتحاد الوطني للطلاب الجامعيين في لبنان، وشارك في كثير من المؤتمرات الطلابية والسياسية، وكان إلى جانب الإمام موسى الصدر في حركة المحرومين، حيث تولى مسؤوليات إعلامية وسياسية وتنسيقية مع الأحزاب السياسية، ملتزماً مقاومة الاعتداءات الإسرائيلية، والنضال ضد احتلال جنوب لبنان. انتخب عام 1980 رئيساً لحركة أفواج المقاومة اللبنانية "أمل" ولا يزال حتى اليوم. عين: وزير دولة للجنوب والإعمار، ووزيراً للموارد المائية والكهربائية، والعدل، في أبريل (نيسان) 1984، في حكومة الرئيس رشيد كرامي. وزيراً للموارد المائية والكهربائية، والإسكان والتعاونيات، في نوفمبر (تشرين الثاني) 1989، في حكومة الرئيس سليم الحص. وزير دولة، في ديسمبر 1990، في حكومة الرئيس عمر كرامي. وزير دولة، في مايو 1992، في حكومة الرئيس رشيد الصلح. انتخب بري رئيساً للبرلمان سبع مرات أولها عام 1992. وتنافس على المنصب نفسه في الانتخابات المتتالية في أعوام 1996 و2000 و2005 و2009 و2018 و2022، وفاز بها جميعاً. ترأس لائحة كتلة التحرير النيابية 1992، ثم لائحة التحرير والتنمية في 1996، ثم لائحة المقاومة والتنمية 2000. وفازت اللوائح التي كان يترأسها كاملة (22 عضواً) في جميع الانتخابات النيابية التي جرت منذ 1992 حتى 2005. ترأس منذ عام 1993 اتحاد البرلمانيين المتحدرين من أصل لبناني في 19 بلداً، كما يترأس منذ عام 1999 اللجنة البرلمانية العربية لكشف الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين العرب. انتخب في يونيو 2003 رئيساً للاتحاد البرلماني العربي، وتسلم الرئاسة في دمشق في الأول من مارس (آذار) 2004. وانتخب رئيساً لمجلس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في دكار عاصمة السنغال بتاريخ التاسع من مارس 2004. إزاء تفاقم الأزمة اللبنانية بعد صدور القرار 1559 واستشهاد الرئيس رفيق الحريري، أسس بري هيئة الحوار الوطني عام 2006 وأدارها، فخففت جهوده حدة التشنج بين مختلف القوى السياسية. كما قام أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو (تموز) 2006 بدور محوري من خلال الاتصالات المحلية والدبلوماسية التي أجريت، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة النازحين إلى قراهم وديارهم وإطلاق ورشة البناء والإعمار. وقاد اعتصاماً مفتوحاً للنواب ابتداء من الثاني من سبتمبر داخل المجلس بهدف الضغط على إسرائيل لفك الحصار البحري والجوي عن الأراضي اللبنانية واستمر هذا الاعتصام إلى أن رفع الحصار بتاريخ 8 سبتمبر 2006.


كورة سودانية
منذ ساعة واحدة
- كورة سودانية
حين يتهالك العظم… وتسقط هيبة الهلال تحت أقدام الغرباء!
العمود الحر عبدالعزيز المازري حين يتهالك العظم… وتسقط هيبة الهلال تحت أقدام الغرباء! لا تزال جماهير الهلال تعيش صدمة خروج أبو عاقلة، أحد أعمدة الارتكاز، في وقت يُفترض فيه أن يُكرَّم لا أن يُغادر. خرج الرجل بصوتٍ خافت لكنه مؤلم، مصرحًا بأن الأسباب 'شخصية'، وهي العبارة التي تخفي ما لا يُقال في العلن، بينما الواقع يشير إلى تعنت إداري وضعف تفاوضي جعلنا نفرط فيه بعد أن قدّم الغالي والنفيس. أبو عاقلة لم يساوم، بل خرج من الباب الكبير وهو يدرك أن الهلال تغيّر، وأن **عظم الفريق** تآكل بفعل فاعل. وقبل أن تجف دموع المحبين على رحيل أبو عاقلة، نعود بذاكرتنا إلى 'الصيني'، لاعب آخر من طينة الكبار، خرج من الباب الخلفي بقرار مفاجئ خلال معسكر السعودية، برئاسة رامي كمال. لحظة مربكة لا تُنسى، إذ لم يصدر توضيح مقنع من المجلس، واكتفوا بصمت إداري عقيم، وكأنهم يقولون لنا: 'انسوه… انتهى'. وهذا ما لن يحدث، لأن الجماهير لا تنسى من قاتل من أجل الشعار. عزّ الله؟ قصة أخرى من قصص التفريط المجاني. لاعب صغير في العمر، كبير في القيمة، تألق في ليبيا أساسياً في فريق النصر، ونحن ننظر إليه بحسرة كنا نملك الجوهرة، فبعناها ببخس. كيف تُدار ملفات التجديد؟ من يُقيّم المواهب؟ من المسؤول عن غربلة العظام والإبقاء على الفتات؟ في المقابل، يشهد الهلال تعاقدات ضخمة مع لاعبين أجانب لا يصمدون أكثر من موسم، كمحطة عبور أو لقطات عابرة في سجل الأزرق. أموال طائلة تُنفق على 'هوية أجنبية مؤقتة' بينما هوية الهلال الحقيقية، تلك التي تُمثلها خبرات محلية وجواكر وطنية، تُنحر بهدوء. كل موسم نبدأ من الصفر، بلا خط وسط ثابت، بلا روح، بلا ملامح. وجماهير الهلال؟ لا ترضى أن تُسكت بـ'بسكويتة' تفاوضية مع لاعب جديد يُباع لها على أنه النجم المنتظر، في حين أن **عظم الفريق** يُسحب من تحته رويدًا رويدًا. الهلال اليوم بلا هوية، بلا قيادة داخل الميدان، بلا استقرار فني. هوية الفريق باتت موسمية، تظهر فجأة وتتبخر قبل أن نحفظ أسماء لاعبيها. مشكلة مجلس الهلال ورئيس قطاعه ليست فقط في اختياراتهم، بل في غياب الشفافية، في الصمت الطويل، في عدم احترام وعي الجمهور. ملفات كبيرة تمر مرور الكرام، كما حدث في الروابط، وكما يحدث الآن في صفقات ومغادرات لا نجد لها تفسيراً سوى 'مزاج إداري' لا علاقة له بالبناء أو المستقبل. الهلال يتهاوى، لأننا فرّطنا في **عظم الفريق**، والمجلس يُكابر، ورئيس القطاع لا يشرح ولا يُحاسب. والمؤلم أننا، إن استمر هذا النهج، سنشهد في الموسم المقبل مزيدًا من السقوط، وربما نُصفق وقتها لموسم نجونا فيه من الهبوط! **نقاط حرة – ملفات لا بد أن تُفتح:** * ما هو المنطق في التفريط في لاعبين مثل الصيني وأبوعاقلة، والتعاقد مع أسماء أجنبية باهتة مثل فوفانا وقاساما؟ هل المال مبرر لهذا الخلل؟ وهل قُدِّر أبناء الفريق بنفس ما أُغدق على الغرباء؟ * ما حقيقة ما جرى في ملف 'الروابط الجماهيرية'؟ أين ذهبت؟ ومن قرر تفكيكها؟ ولمصلحة من تم ضرب هذا الامتداد الاجتماعي المهم؟ * من صاحب القرار في الاستغناء عن لاعبين في قمة عطائهم؟ وكيف يُجدّد في المقابل لأسماء تراجع عطاؤها وانتهت أعمارها الفنية؟ * ما السر في الإبقاء على جهاز فني فشل في تحقيق الأهداف رغم الإمكانيات المهولة؟ من يقيّم الأداء؟ ومن يحاسب؟ * الهلال الآن فريق بهوية موسمية أجنبية مهددة بالسقوط في أي لحظة، فأين الاستقرار؟ وأين هو مشروع الفريق الوطني الحقيقي؟ * وأخيرًا… ما الذي يحدث في ملف 'الدكاكين'؟ من المُستفيد؟ وهل تحوّل الهلال من نادٍ رياضي إلى واجهة استثمارية تُوزّع فيها الامتيازات على المحاسيب؟ **كلمة حرة أخيرة:** الهلال لا يحتاج إلى 'نجم تفاوضي' جديد… بل إلى رجالات تحرس ما تبقى من **عظم الفريق**. الهلال ليس مشروع فرد، ولا مكتب تعاقدات، بل هو كيان ضخم يُبنى بالشفافية، لا بالتعتيم. ومن أراد أن يصنع مستقبلاً، فليحترم تاريخه أولاً.


غرب الإخبارية
منذ 9 ساعات
- غرب الإخبارية
المنتخب السعودي للأساتذة يواصل حصد الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية الـ11 للأساتذة "الماسترز" بتايوان
المصدر - لليوم الثاني واصل الأخضر السعودي للأساتذة حصده للميداليات، خلال منافسات دورة الألعاب الأولمبية الـ11 للأساتذة "الماسترز" والمقامة حاليا في العاصمة التايوانية تايبيه بمشاركة أكثر من 25 ألف رياضي يمثلون "108" دولة بعد ان حقق لاعبو الأخضر 9 ميداليات (5 ميداليات ذهبية و فضيتين و برونزيتين ) تضاف لرصيدهم في جدول ميداليات المنتخبات المشاركة ليصل الى 14 ميدالية. حيث حقق اللاعب سالم الاحمدي ميدالية ذهبية الوثب العالي (فئة 50 سنة)، فيما حقق السباح علي حبيب العيسى ذهبية سباق 50م ظهر و فضية سباق 200م حرة ( فئة 35 سنة)، وحقق للاعب أحمد فايز ذهبية الوثب الطويل (فئة 45 سنة)، وأضافت ميدالية اللاعبة سارة الهلال ذهبية 400م حواجز ( فئة 35 سنة)، وحقق اللاعب ماجد غازي ذهبية الوثب الطويل (فئة 40 سنة) واحرز اللاعب محمد الخويلدي فضية الوثب الطويل( فئة 40 سنة) ،وحققت اللاعبة ثريا بن لادن برونزية سباق 5000م( فئة 45 سنة)، واستطاع سباحي سباق التتابع 4×50م حرة من خطف الميدالية البرونزية (فئات عمرية مختلفة). الجدير بالذكر بعثة الأخضر السعودي للأساتذة يترأسها محمد بوعلي رئيس لجنة الأساتذة، في 6 رياضات و ھى: ألعاب القوى، التجديف، الجودو، رفع الاثقال ،السباحة ، الترايثلون. واعرب مدير المنتخبات د. زايد الطويرقي: بكل فخر واعتزاز، نُعلن عن الإنجازات التاريخية التي حققتها بعثة المملكة العربية السعودية في بطولة الألعاب العالمية (أولمبياد الماسترز) التي أُقيمت في تايبيه 2025، حيث تمكن أبطالنا من رفع راية الوطن عاليًا بتحقيقهم عددًا من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في مختلف المنافسات. وتأتي هذه الإنجازات النوعية ثمرةً للدعم السخي والرعاية المستمرة من حكومتنا الرشيدة بقيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – اللذين لم يدخرا جهدًا في دعم الرياضة والرياضيين في مختلف الفئات والمجالات. ونوه بالدور الكبير الذي يقوم به وزير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل،الذي يقود مسيرة التحول الرياضي باحترافية ورؤية طموحة تعكس مكانة المملكة عالميًا. واشاد بالدعم المباشر والمتابعة الدقيقة التي قدمها رئيس لجنة الأساتذة الأستاذ محمد بو علي، والذي كان لحضوره وجهوده الميدانية الأثر البالغ في تهيئة الأجواء المثالية وتحفيز الأبطال لتحقيق أفضل النتائج، مؤكدًا بذلك أن العمل بروح الفريق الواحد هو مفتاح النجاح والتفوق. وإن هذه النتائج المشرّفة لم تكن لتتحقق لولا التخطيط المدروس ، والعمل الجاد، وتوفير البيئة المثالية للتدريب والتأهيل، مما مكن أبطال المملكة من التميز والمنافسة على أعلى المستويات العالمية. نُهدي هذا الإنجاز للوطن وقيادته الحكيمة، مؤكدين استمرارنا في السعي نحو التميز وتحقيق المزيد من النجاحات في المحافل الدولية القادمة.